غرس المواطنة الرّقميّة لتعزيز تطور تعليميّ مستدام
كلّية الحقوق – جامعة الموصل (نموذجًا)
عبير عبد الخالق ذنون صابرين هاني فرحان
مدرس مدرس مساعد
Sabren hani farhan Abeer abdulkhalik thanoon
M.S. Computer teaching methods M.S.Computer Sciences
sabrenhanifarhan@uomosul.edu.iq abeeraldoori@uomosul.edu.iq
كلّية الحقوق – جامعة الموصل – العراق
المقدمة
يسعى البحث في مجمله إلى تعزيز، المواطنة الرّقميّة وتنميتها لمجتمع البحث المتمثل بطلبة كلّية الحقوق في جامعة الموصل من خلال القيام بالقاء المحاضرات المنظمة التّعريفيّة بمبادئ، وقيم المواطنة الرّقميّة بشكل منتظم وبواقع محاضرة أسبوعيًّا عبر منصات التّعليم الإلكترونيّ، بالإضافة الى توجيه الطلبة لإعداد البحوث والتّقارير التي توضّح، وتعرّف المفهوم وتبين تأثيره في المجالات المختلفة لما لهذه القيم من الأهمّيّة، والضرورة التي يجب غرسها في الطلبة بشكل عام، وطلبة كلّية الحقوق بشكل خاص لارتباطها الوثيق بصلب اختصاصهم ومن خلال تدريبهم على استخدام التّكنولوجيا بشكل مسؤول وقانونيّ في ظل التحديات التي تواجه المجتمع، والتّعليم خاصة عندما تحول المجتمع وبالمرحلة الرّاهنة من مجتمع تعليميّ تقليديّ الى مجتمع تعليميّ رقميّ والذي يحتم علينا أن تُشكّل المواطنة الرّقميّة فيه مدخل مهمًّا وعنصرًا أساسيًّا، تبرز أهميته كمؤهل فاعل لإصلاح التّعليم وتطويره بشكل مستدام، عندما يجري التّأكيد على دور الطالب في الالتزام بواجباته ومسؤولياته ودوره القانونيّ، والمسؤول تجاه استخدام التّكنولوجيّا على عدَّها جزء لا يتجزأ من العمليّة التّعليميّة التي تجعل للتّكنولوجيّا دورًا مهمًا في المستقبل، وبحسب معايير الجمعيّة الدّوليّة للتّكنولوجيا في مجال التّعليم ISTE)) (International Society for Technology in Education) لذا ارتأت الباحثتان على غرس روح المواطنة، وتعليمها للطلبة وتوجيههم للقيام بإعداد التّقارير والبحوث التي تمكنهم من التّعرف على هذا العنصر المهم خاصة، عندما تتمحور دراسة الطّالب حول المواضيع التي تحتمَّ عليه احترام المواطنة بشكل عام بوصفه طالب في كلّية الحقوق، واستخدامه الأمثل للتّكنولوجيا في إطار المواطنة الرّقميّة بشكل خاص.
أولًا : منهجيّة البحث
سأستعرض ضمن منهجيّة البحث المشكلة البحثيّة، وأهميّة البحث وأهدافه وتحديد المصطلحات التي وردت في البحث.
- مشكلة البحث
بات استخدام التّكنولوجيا في حياتنا يشكل الجزء الضّروريّ، والتّكميليّ للسير باتجاه إكمال عمليّة التّعليم في ظلّ الظّروف الاستثنائيّة التي نمرُّ بها من جهة والتّطورات التي تحتمّ علينا أنّ تكون التّكنولوجيا جزء كبير مهم لايتجزأ من ممارساتنا الطبيعيّة من جهة أخرى لرفع المستوى التّحصيل الدّراسيّ والتّقليل من العنف.
لذا جاز علينا هذا الحال كأكاديميين أن نؤطر هذا الاستخدام، ونسيره باتّجاهه الصّحيح وفق المعايير وقواعد الاستخدام الصّحيّة الصّحيحة، والسّليمة من خلال غرس قاعدة ومبدأ مهم لهذا الاستخدام في طلبتنا في كلّية الحقوق (مجتمع البحث) على أساس أنّ هذا المجتمع، ملزم أنْ يتعلم تطبيق القوانين الحياتيّة المختلفة ولاسيما القوانين والقواعد التي تحكم عمليّة استخدام التّكنولوجيا في مجالات الحياة المختلفة من جهة وفي مجال التّعليم من جهة أخرى لذا تكمن المشكلة البحثيّة في طرح الآتي :
- هل يمكن غرس المواطنة الرّقميّة في الطلبة ؟
- ما أهمّيّة المواطنة الرّقميّة لطلبة كلّية الحقوق ؟
- ما المهارات التي يجب أن نعلمها لطلابنا كجزء من مواطنتهم الرّقميّة؟
- كيف يمكن أن تساهم المواطنة الرّقميّة في رفد مسيرة التطور التّعليمي المستدام؟
- أهمّيّة البحث :
الاستخدام المفرط لتّكنولوجيا المعلومات فى مجالات الحياة العلميّة والعمليّة المختلفة، دفعني للنّظر الى استخدام التّكنولوجيا بمفهوم أشمل، ينظر إلى استخدامها كمجتمعٍ رقميّ متكامل تخضع سلوكيات أفراده لقواعد وضوابط أخلاقيّة سلوكيّة توجه المستخدم بمختلف مستوياته، ومراحله العمريّة نحو الاستخدام المسؤول للتّكنولوجيا، وهو ما يسمى بالمواطنة الرّقميّة أيّ النّابع من المواطنة والانتماء لوطن يتشارك فيه المواطن مع بقية أفراده. فالمواطنة الرّقميّة هي أسلوب حياة يحتاج اليها كل شخص وبخاصة النشيء إذ تمثل طريقة مبتكرة للتّفكير في العالم الرّقميّ من حيث توجيه التّركيز على كيفيّة استخدام التّكنولوجيا بشكل ملائم ومسؤول بدلًا من الّتركيز على ما تفعله. كما أنّها لا يمكن وصفها قوانين وقيود لتّضييق الخناق على المستخدمين في العالم الرّقميّ بل هي إضاءات، وتصحيح مسار لعدم الانحراف والسّقوط في المخالفات الدّينيّة والأخلاقيّة، والأعراف المجتمعيّة السّائدة فهي إطار عام يتضمن مجموعة من القواعد، والضّوابط المنبثقة من المعايير الأخلاقيّة والقابليّة المجتمعيّة في الاستخدام الأمثل للتّكنولوجيا وهي بذلك تشكل بصيرة داخليّة تساعد المستخدمين في العالم الرّقميّ على تجنب الأخطار والحمايّة منها والتّوجه بالتّوازي نحو المنافع والمكتسبات (عبد العاطي ، 2021 ، 19).
- أهداف البحث
يهدف البحث في مجمله الى أمور جوهرية تكمن في :
- تعريف الطالب بمصطلح ومبدأ مهمّ من مبادئ وضوابط استخدام التّكنولوجيا وهو مبدأ المواطنة الرّقميّة جملة الضوابط والمعايير المعتمدة في استخدامات التّكنولوجيا الرّقميّة المتعددة، والمتمثلة في مجموعة من الحقوق التي ينبغي أن يتمتع بها الطّلبة أثناء استخدامهم تقنياتها.
- تقديم إطار نظريّ يتناول إمكانيّة غرس المواطنة في طلبة الكلّية بوصفها أحد المراحل الدّراسيّة المهمّة التي يمكن من خلالها جعل الطالب، يتبنى الفكرة ويطبقها على أرض الواقع.
- تقديم رؤية جديدة حول إمكانيّة دعم التّطور التّعليميّ المستدام من خلال تبني مفهوم المواطنة الرّقميّة الذي لا يمكن أن يتطور بمعزل عن التّكنولوجيا.
- التّعريف الاجرائيّ
- المواطنة الرّقميّة : هي الاستخدام المسؤول والمنضبط للتكنولوجيا وهي مبادئ وقواعد، وضوابط أخلاقيّة دينيّة مجتمعيّة على الإنسان أن يتبناها لتجعل منه مُستخدِمًّا واعيًّا، ومنتجًا وفاعلًا في الوقت نفسه قادر على احترام نفسه، واحترام الآخرين بمختلف مستوياتهم وقادر على تطبيق مبادئ المواطنة بالشّكل الأمثل. تمكين الطّلاب من أن يكونوا منتجين ومبدعين، ومسؤولين في الفضاء الرّقميّ ومحافظين على القيم المجتمعيّة وممارسين للمواطنة الرّقميّة الإيجابيّة.
ثانيًّا : الإطار النّظريّ
مفهوم المواطنة الرّقميّة
هناك العديد من التّعاريف للمواطنة الرّقميّة مختلفة في صياغتها، والمتشابهة في جوهرها ومنها ما قدمه طوالية (2017) حيث أشار الى أنّ المواطنة هي مجموعة القيم التي يتبناها المواطن الرّقميّ في تعامله مع التّكنولوجيا والتي تحتم عليه الرّقابة الذّاتيّة أثناء تعامله مع وسائطها المختلفة (طوالية ، 2017 ، 296)
بينما قدم اسماعيل (2018) تعريفًا آخر يؤكد دور المواطنة الرّقميّة في المساهمة في تطور الأوطان ورقيها من خلال تعريفه الذي ينصُّ على أنَّ المواطنة الرّقميّة هي مجموعة القواعد، والضوابط والمعايير والأعراف المتبعة في الاستخدام الأمثل والقويم للتكنولوجيا من أجل المساهمة في رُقيّ الأوطان والمجتمعات (اسماعيل ، 2018، 93)
كما عرّفها jan على أنّها مصطلح يشير الى بناء اجتماعيّ ينطوي على مفاهيم تطبيقيّة مبنيّة على المعايير السّلوكيّة في استخدام التّكنولوجيا الحديثة (jan ، 2014، 213). وأخيرًا ذكر الملاح (2017) تعريفًا يؤكد فيه على أنّ المواطنة الرّقميّة، تتبنى مبدأ الاحترام عندما عرّف المواطنة الرّقميّة على أنّها مجموﻋﺔ اﻟﻤﻌﺎﻳﻴر واﻟﻤﻬﺎرات وﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺴّﻠﻮك اﻟﺘﻰ ﻳﺤﺘﺎﺟﻬﺎ اﻟﻔﺮد عند اﻟﺘّﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘّﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴّﺔ ﻟﻜﻲ ﻳﺤﺘﺮم ﻧﻔﺴﻪ وﻳﺤﺘﺮم اﻵﺧﺮﻳﻦ ، وﻳﺘﻌﻠﻢ وﻳﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ، وﻳﺤﻤﻲ ﻧﻔﺴﻪ وﻳﺤﻤﻲ اﻵﺧﺮﻳﻦ (الملاح ، 2017 ، 27) وبذلك يمكن بناء مواطن رقميّ ذو أخلاق يتدبر أفعاله ويدرك مخاطر التّكنولوجيا وسلبياتها وفوائدها الكامنة في الوقت نفسه، وعند تعامله مع المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت (ohler، 2011),
كما أنّ المواطنة الرّقميّة تعني إعداد الطالب، وتعليمه كيفيّة استخدام الوسائل التّكنولوجيّة المختلفة بالطّرق السّليمة والمناسبة، والأمنة التي تنفعه من خلال تدريب الطلبة على الالتزام بالسّلوك الإيجابيّ عند استخدام هذه الوسائل سواء بحياته اليوميّة أو العلميّة (المسلماني والسوقي ، 2014).
خصائص المواطنة الرّقميّة
من خلال التّعريفات المختلفة للمواطنة الرّقميّة يمكن الوصول الى خصائصها وأكثر ما يميزها أهمّيةً وهي كالآتي:
- عمليّة إنسانيّة : تتضمن مبادرات تستهدف فئات مختلفة من النّاس لتنميتهم .
- عمليّة حديثة وليدة العصر، وتوابع التّطور في تكنولوجيا المعلومات، والاتصالات وما لحِق بها من تفاعلات .
- عمليّة اجتماعيّة : تستهدف المحافظة على ثقافة المجتمع، وهويته وعدم الذّوبان في ثقافات أخرى وبذلك تمكن المجتمع من البقاء، والتّطور والتّحديث كالمجتمعات الأخرى .
- عمليّة منظمة ومخططة للسّعيّ وراء منافع، ومكتسبات في البيئات الرّقميّة وهي لا تسير بطريقة عشوائيّة، لكنّها محكومة بأطر وقواعد تحدد مجراها وفق خطوات علميّة مدروسة وخطط إجرائيّة واضحة تتحدد معالمها في ضوء ما يسعى الى تحقيقه من أهداف.
- عمليّة هادفة ذات أهداف استراتيجيّة واضحة، تتطلع لوصول الى مواطن رقميّ واعٍ ومستنير وعلى دراية كافية بالعالم الرّقميّ من خلال مهارات متعددة مع الأخذ في الحسبان الجانب الوجدانيّ.
- عمليّة قيميّة : تهدف في مضمونها تكوين إطار قيميّ أو بصيرة داخليّة، تحكم عمل المستخدم في البيئات الرّقميّة .
- عمليّة ديناميكيّة ومتطورة : تتصف بالاستمراريّة، فلا يوجد فاصل يمكن الوقوف عنده ويتحقق الهدف. لكنها دائمة التّغيير طرديًّا مع تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إذ يؤثر هذا التّطور على عدم ثبات المفاهيم، وتغييرها باستمرار ما يستدعي تعديل مفهوم المواطنة الرّقميّة بما يتناسب وإيقاع التّغيير.
- عمليّة علميّة : تعتمد على إطارٍ عامٍ، وهو نتاج علوم نظريّة وتطبيقيّة في مجالات متعددة كالمجال التّكنولوجيّ والدّينيّ والعلميّ واللغويّ…الخ
- عمليّة تنمويّة : تستهدف زيادة قدرة الإنسان على التّعايش، والتّفاعل في العالم اليوم بكل تحدّياته ويكسب منها الإنسان المعرفة الاجتماعيّة، والمهارات والقدرات التي تتطلبها الحياة الرّقميّة.
- عمليّة وقائيّة: تشكل الدّرايّة والوعي بالمخاطر في العالم الرّقميّ وطرق تلافي المشكلات ومواجهتها، وحلها فكل ذلك يعدُّ نظام حماية ووقاية لمستخدمي التّقنيّة الحديثة بالمستويات المختلفة.
- عمليّة تكامليّة : تحقق التّكامل بين القيم الدّينيّة، والأطر القانونيّة والأعراف المجتمعيّة والمعايير المتعارف عليها عالميًّا لاستخدام الإنترنت.(عبد العاطي ،2021، 22-24)
الشّكل (1) خصائص المواطنة الرّقميّة
- مبررات الدّعوة الى استخدام المواطنة الرّقميّة في المؤسسات التّعليميّة:
هناك مبررات تحتم علينا التّفكير بالمواطنة الرّقميّة كجزء مهم في المؤسسات التّعليميّة التي تعتمد على التّكنولوجيا:
- التّزايد المستمر باستخدام الإنترنت النسبة التي قد تصل الى 46% من عدد سكان العالم بالإضافة الى الاعتماد المتزايد على التّقنية في معظم جوانب حياتنا ومنها الجانب المهم وهو التّعليم .
- أصبحت المواطنة الرّقميّة جوهر التّحول الحكوميّ . فالمواطنة الرّقميّة مشروع رسالته إعداد مجتمع مؤهل للتعامل مع القضايا الإلكترونيّة وأنشطتها .
- نشر ثقافة المواطنة يمكن أن يساعد في تعزيز الاستفادة المثلى من التّكنولوجيا الرّقميّة، ودخول مجتمعات المعرفة وتعزيز الاستفادة منها للمساهمة في تنميتها، وبناء الاقتصاد الرّقميّ الوطنيّ .
- مفهوم المواطنة له علاقة وثيقة ومهمة بمنظومة التّعليم، لأنّها الكفيلة بمساعدة المعلمين والتّربويين وأولياء الأمور لفهم مايجب على الطلاب معرفته من أجل استخدام التّكنولوجيا بشكل مناسب، والمواطنة الرّقميّة هي أكثر من مجرد أداة تعليميّة بل وسيلة لإعداد الطلاب للانخراط الكامل في المجتمع، والمشاركة الفاعلة في خدمة مصالح الوطن عمومًا والمجال الرّقميّ خصوصًا
- لم تعد التّقنيّة للتّرفيه والتّسلية فقط، ولم تعد محصورة على طبقة الأثرياء بل أضحت ضرورة اجتماعيّة، ووسيلة حتميّة للتّواصل والحصول على الكثير من الخدمات التّعليميّة والمعرفيّة والخدميّة. (الدّهشان ، 2016 ، 86 – 88)
- تصور إجرائيّ تعليميّ لتنمية المواطنة الرّقميّة في البيئة التّعليميّ:
الشكل (2) تصور إجرائي تعليميّ لتنمية المواطنة الرّقميّة
– توضيح المُخطط
المحور الأول: المدرسة: ويقع عليها عدة أدوار هي على النحو الآتي:
- توفير معامل تكنولوجيّة ملائمة، تساهم في دعم الوصول الرّقميّ والمساواة الرّقميّة لجميع الطلاب.
- دعم تكامل المناهج الدّراسيّة، لتحقيق نتائج أفضل وتغيرات سلوكيّة إيجابيّة للطلاب.
- حملات توعيّة، لتوعيّة المجتمع التّعليميّ بالمواطنة الرّقميّة.
- دورات تدريبيّة، للمعلمين والمتعلمين داخل المدرسة، للتّوعيّة بالمواطنة الرّقميّة ومهاراتها.
- مجالس الأباء ومناقشتها، لما هو حول المواطنة الرّقميّة، لدعم مراقبة الطلاب في المنزل.
- ندوات وحلقات نقاش دوريّة، لاستمرار التّوعيّة داخل المجتمع المدرسيّ.
- سياسات إداريّة واضحة، تلزم الجميع بالاهتمام والالتزام بكل ما سبق ذكره.
المحور الثانيّ: المتعلم: ويجب أن نوفر له الآتي:
- دورات تدريبيّة، في أوقات الفراغ الدّراسيّ، لدعم قيم المواطنة الرّقميّة لديه.
- مقررات دراسيّة، من شأنها أن تهتم بأن تمدّه بالوعيّ الكافيّ عن المواطنة الرّقميّة.
- معامل تكنولوجيّة جيده، يستطيع من خلالها أن يستخدم الوسائل التكنولوجيّة بضوابط المواطنة الرّقميّة.
- إتاحة الفرصة، للمتعلم لاستخدام الوسائل التكنولوجيّة، وعدم الحكر عليه.
- رقابة تعليميّة، على المتعلم من قبل المعلمين والأباء.
المحور الثالث: المعلم: ويجب أن نوفر له الآتي:
- دورات تدريبيّة، من شأنها أن تنمّي من قدراته التكنولوجيّة.
- ورش عمل، لتنمية الجوانب العمليّة التكنولوجيّة لديه.
- مصادر تعلم، للقراءة والإطلاع والتّعلم عن المواطنة الرّقميّة.
- شروط وسياسات، تُلزم هذا المعلم بما سبق ذكره كافة، وتخفزه على تنفيذ تلك المهام.
المحور الرابع/ المراحل الدراسية: ويجب أن نوفر لكل مرحلة ما يناسبها من مهارات المواطنة الرّقميّة، لدعم استخدامات تلك المراحل العمرية المختلفة للتكنولوجيا.
المحور الخامس/ المجتمع المحيط: ويتمثل في المهام التالية:
- وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تُعد من أهم الأدوات التي تستخدم لنشر وتفعيل دور المواطنة الرّقميّة في المجتمع.
- حملات مجتمعية، من خلال الإعلام ومراكز الشباب والنوادي الاجتماعية.
- دور المؤسسات، والسّابق توضيحه في المُخطط السّابق.
- دور وزارة التّربية والتّعليم، على وجه الخصوص من توفير مقررات، إعداد معلمين، سياسات واضحة، على سبيل المثال بالنسبة إلى من يتقاعس عن تنفيذ المهام: (الإحالة إلى وظيفة أقل، الإحالة إلى وظيفة إدارية، الفصل من العمل، التّقاعد المبكر).
- جماعة الرّفاق تلك من الفئات المّهمة التي تؤثر على سلوكيات الأفراد في المجتمع فلننتقى أصدقائنا.
- قانون رقمي، مُنظم للحياة الرّقميّة، داخل المجتمع التي يسعى للتّطور(الملاح ، 2017 )
بالإضافة الى ذلك فقد قدم صادق (2019) تصور مقترح لتحقيق المواطنة الرّقميّة في ظل التّحديات المعاصرة، وركز من خلاله على أليات تفعيل دور الجامعة في تحقيق الموطنة، وبالتّحديد الآليات المرتبطة بعضو هيئة التدريس والذي يُعدُّ أحد ركائز المنظومة الجامعيّة والتي تنعكس في قيامه بتكوين وعيّ الطلبة وتشكيلهم، والتّصدي لسلبيات الثّورة التّكنولوجيا وتعزيز ايجابياتها لدى طلبة الجامعة من خلال تنفيذ الاجراءات الأتية :
- تنمية ثقافة المواطنة الرّقميّة لدى القيادات الجامعيّة (اعضاء هيئة التّدريس) بهدف ترسيخها داخل الجامعة انطلاقًا من فهم قياداتها العليا ومتابعتها، ضمانًا لتحقيقها عند الطلبة .
- عقد ندوات تعريفيّة بالمواطنة الرّقميّة من المختصين في الجوانب القانونيّة والتقنيات الرّقميّة من أساتذة وأعضاء هيئة التّدريس .
- إجراء العديد من البحوث والدّراسات العلميّة التي تهتم بنشر ثقافة المواطنة الرّقميّة وأبعادها.
- تفعيل السّاعات المكتبيّة لحل المشكلات التي يتعرض لها الطلبة أثناء استخدامهم للتكنولوجيا والتي تنعكس على سلوكهم وانحرافهم داخل المجتمع.
- قيام أساتذة متخصصين بعمل دورات تدريبيّة للطلبة لتعليمهم كيفية التّواصل الأمن عبر مواقع الإنترنت تجنبًّا للمخاطر التي قد تواجههم (صادق ، 2019 ، 83-84) .
تؤدي الجامعة دورًا أساسيًّا في تعزيز المواطنة وغرسها، بوصفها تمدّ المجتمع بالموارد البشريّة في المجالات كافة، فإن قامت بدورها الصّحيح والتزمت بمسؤولياتها ستساعد في تخريج مواطنين صالحين مستنيرين وعلى قدر كبير من المسؤولية الوطنيّة والمجتمعيّة والذين بدورهم سيسهمون في عمليّة التنميّة المستقبليّة لأوطانهم (الساعدي والضحوي ، 2017 ، 35)
دور المدرس في تحقيق المواطنة الرّقميّة :
مشكلة العديد من المدرسين إلى حد كبير لأنّها استعارة للارتباك حول الموازنة بين مسؤولياتنا الصّحيحة والحدود الشّخصية، والسّعي لتحقيق الصالح الاجتماعيّ في الاتصال المفرط(ohler ، 2015، 3)
المدرّس هو الحجر الأساس ومرتكز العمليّة التّعليميّة والتربويّة، فهو المرشد والمدرّب والميّسر للطلاب والقائم على تزويدهم بالمعارف والقيم والخبرات والمهارات المختلفة، فللمدرس الدّور المهمّ في الجانب التّكنولوجيّ والمعلوماتي فضلًا عن دوره في ترسيخ مفهوم الانتماء الوطنيّ، وتوظيف التّكنولوجيا بطرق جديدة ومبتكرة لتحفيز تعلم الطلاب، وتنمية المهارات لذا يمكن بيان دور المدرس في تحقيق وتعزيز المواطنة الرّقميّة للطلاب في ظل التّحديات المعاصرة من خلال الجوانب الآتية :
- تعريف الطلاب إلى القدرة على بناء هوية صحيّة، وإدارتها عبر الإنترنت من خلال جوهر المواطنة ومنظورها الشّرعيّ الذي يرتكز على كونها أداة تحقق الأهداف الدّينيّة والوطنيّة والمجتمعيّة، وتساعدهم في أن يصبحوا مواطنين صالحين فاعلين .
- تنمية قدرة الطالب على التّمييز بين المعلومات الحقيقيّة والخطأ، والمحتوى الجيد والضّار، والاتصالات الموثوقة والمريبة عبر الإنترنت من خلال التّحوّل الرّقميّ، واستخدام التّكنولوجيا وتدريبهم على التّحكم في سلوكياتهم عند استخدامها .
- توعيّة الطلاب وتدريبهم على كيفيّة الحصول على المعلومات بأنواعها المختلفة، بطرائق شرعيّة وأخلاقيّة وقانونيّة، والقدرة على التّعامل مع حرية التّصرف في جميع المعلومات الشّخصيّة المشتركة عبر الإنترنت لحماية خصوصيّة الآخرين.
- تنمية وعي الطلاب بأهميّة التفكير في ما ينشر على الإنترنت، وما له من اثار وكيفيّة التّحقق من مصداقيّة المواد المنشورة، والقدرة على إظهار التّعاطف تجاه احتياجات الآخرين ومشاعرهم على الإنترنت .
- تدريب الطلاب على الإلمام بالمفاهيم الأساسيّة للاتصال الأخلاقيّ والقيميّ، وعواقب استغلال التّكنولوجيا في القيام بأعمال إجراميّة أو جرائم معلوماتيّة .
- تعريف الطلاب بعناصر الأمن والسّلامة البدنيّة، والنّفسيّة المرتبطة باستخدام التّكنولوجيا والفضاء السّيبراني، وتوعيتهم بالمخاطر النّاجمة عن الاستخدام غير الصحيح.
- توعيّة الطلاب بمخاطر إدمان الإنترنت، والقدرة على إدارة وقت الشّاشة، وتعدد المهام، وانخراط الفرد في الألعاب عبر الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعيّة مع ضبط النّفس. وما لذلك من آثار خطيرة تتمثل في الانعزال عن المجتمع، والاكتفاء ببناء مجتمع افتراضيّ.
- تنمية وعي الطلاب بمخاطر الانفتاح التّكنولوجيّ، وكيفيّة الحصول على مايفيدنا والابتعاد من مصادر الضرر. والقدرة على فهم طبيعة الآثار الرّقميّة (البصمة الرّقميّة) وآثارها الواقعيّة وإدارتها بشكل مسؤول.
- حثّهم على الاستفادة من الفرص الكبيرة التي تتيحها الوسائط الرّقميّة في دعمهم وإثرائهم علميًّا بإتاحة فرص الحوار، وتطبيق استراتيجيّات التّعلم النشط القائم على التفكير النّاقد والإبداعيّ .
- المساهمة في بناء بيئات تعليميّة رقميّة، يتشارك خلالها المدرس والطلاب في الفصول الدّراسيّة وخارجها عبر الوسائط الرّقميّة المختلفة (الملاح ، 2017 ، 42 – 43).
تركز التّوجهات الحديثة للمنظمة العربيّة للتّربية والثقافة والعلوم في مجال تكنولوجيا المعلومات على أهمّية تنمية قدرات الكوادر التّعليميّة، وإعدادهم الجيد وتدريبهم في مجالات المواطنة الرّقميّة، بما يسمح لهم بتدريسها على النّحو الأفضل وتوظيفهم الفاعل للتقنيات الرّقميّة في العمليّة التّعليميّة، وقد أكدت هذه التّوجهات على أن الكوادر التّعليميّة لن يكسبوا كفايات المواطنة الرّقميّة ومهاراتها، إلا إن تعلموا وتدربوا عليها من خلال منظومات التّعلم الإلكترونيّ، ومنصاته وفقًا لفلسفة معاهد إعدادهم وظروفها، والتّشجيع على التّعلم التّشاركي وجهًا لوجه، وعبر تكنولوجيا المعلومات والاتصال (الجمني، 2015، 14).
هناك مجموعة من المعايير يمكن للتّربويين الاستناد إليها في تنمية المواطنة الرّقميّة وتضمينها في المناهج الدّراسيّة، وقسّم الباحثان هذه المعايير لمعايير المحتوى (الاستخدام، مهارات التّعامل، البرمجيات..)، ومعايير العمليات (بنية النّص، ترجمة العمليّات التّقنية النّصية بصور مرئيّة، تحليل دلالات الرّموز والمصطلحات…)، وتضمين برامج إعداد المعلم هذه المعايير، لتأهيله قبل، وأثناء الخدمة على كيفيّة القيام بدوره في التّربية على المواطنة الرّقميّة. (شرف والدمرداش ،2014).
محاور المواطنة الرّقميّة :
للمواطنة الرّقميّة تسعة أبعاد حُدِدت، لكي تسهم في إعداد مواطن رقميّ عصريّ، يستخدم التّكنولوجيّا ويوظفها بأسلوب سليم وآمن، وهذه الأبعاد قُسّمت ضمن ثلاث محاور هي التّعليم والاحترام والحماية (القحطاني و 2017) وهي كما يأتي :
المحور الأول : التّعليم :
يضم هذا المحور الابعاد الاتية :
- الثّقافة الرّقميّة (digital literacy):
من قضايا الثقافة الرّقميّة المهمّة، تعلم الأساسيّات الرّقميّة وتقييم المصادر الإلكترونيّة ومدى دقة محتواها وصدقه، وكشف أنماط التّعلم، وتطويره على الشبكة والتّعلم من بعد.
- الاتصال الرّقميّ (digital communication):
الاتصال الرّقميّ هو الوسيلة الجديدة التي يتفاعل بها النّاس؛ لذا لا بُدَّ من تحقيق هذا الاتصال مع الآخرين، وتوعيّة الطلاب بآداب السّؤال والقواعد الواجب اتباعها.
- التّجارة الرّقميّة (digital commerce):
يتناول هذا البعد توعيّة الطلبة بالتّجارة الرّقميّة، وإعدادهم ليصبحوا مستهلكين أذكياء واطلاعهم على القضايا التي قد تواجههم أثناء التّسوق مثل الاحتيال، وسرقة الهوية وغيرها ليتعرفوا على شكل المخاطر التي قد يتعرضون لها أثناء التّسوق الإلكترونيّ، ويفهموا جوانب المعاملات عبر الإنترنت ليعدهم للتّفاعل في الاقتصاد الرّقميّ.
المحور الثّاني : الاحترام :
يضم هذا المحور الأبعاد الآتية :
- الوصول الرّقميّ (digital access):
يعني ذلك تكافؤ الفرص بين الطلبة، ومراعاة الفروق الفرديّة في ما يخص الوصول التّكنولوجيّ لتكون متاحة للجميع للانخراط بالعالم الرّقميّ.
- اللياقة ومعايير السّلوك الرّقميّ (digital etiquette):
يتناول هذا البعد إبراز دور التّربويين، والأكاديميين في تناول قضايا السّلوك الرّقميّ، وتعريف الطالب بأساسيات قواعد السّلوك الرّقميّ الذي يقوم على مبدأ الاحترام .
- القوانين الرّقميّة (digital law):
يتأكد في هذ المحور على الوعيّ، وتوضيح العقوبات الحقيقيّة التي تترتب على بعض التّصرفات غير المسؤولة من الطلبة مثل استخدام برامج القرصنة، واختراق البرامج والأنظمة والتّحرش الجنسي وسرقة الهوية وغيرها.
المحور الثّالث : الحماية :
يتناول هذ المحور الأبعاد الآتية :
- الحقوق والمسؤوليّات الرّقميّة (digital responsibilities & right) :
يتطرق هذا المحور الى بيان الواجبات والحقوق، وتوعيّة الطلبة بوجود قانون يحافظ على حقوقهم الإلكترونيّة مثل حقوق الملكيّة الفكريّة، والمدنيّة وبالمقابل هناك المتطلبات التي تقع على عاتقهم والتي يجب عليهم مراعاتها .
- الصّحة والرّفاهيّة الرّقميّة (digital health & wellness):
يترتب هنا دور المدرس في توعيّة الطلبة على ضرورة أخذ الحيطة، والحذر من المخاطر الجسديّة والنّفسيّة التي يمكن أن تُصيبهم جراء استخدام التّكنولوجيا، فيجب عليهم مراعاة التّوفيق بين استخدامه بالشكّل المسؤول والمحافظة على صحتهم.
- الأمن الرّقميّ (digital security):
يتوجب على الطلبة من خلال هذا البعد معرفة كيفيّة حماية البيانات الإلكترونيّة عن طريق استخدام برامج الحماية من الفايروسات، وضرورة عمل نسخ احتياطيّة وعدم الوثوق بأيّ شخص وتوخي الحذر عند إعطاء البيانات الشّخصيّة لتلافي مشكلة سرقة البيانات والاحتيال والتّحرش. القدرة على حماية بيانات الشّخص عن طريق إنشاء كلمات مرور قويةـ وإدارة مختلف الهجمات الإلكترونيّة.
الشكل (3) محاور المواطنة الرّقميّة
علاقة المواطنة الرّقميّة بالتّطور التّعليمي المستدام
ارشدت العديد من الدّراسات الى أهمّية وضرورة تشجيع قيم المواطنة الرّقميّة، وغرسها بين الطلبة ودراستها بشكل عام (Ananiadou and Claro ، 2009 ) ومنها دراسة (Hollandsworth etc ، 2011) التي قدمت استطلاع آراء خبراء التّربية حول مستوى إدراك المدرسين للمواطنة الرّقميّة والكيفيّة التي يجريمن خلالها تدريس المواطنة الرّقميّة .
فدراسة المسلماني (2014) تناولت توضيح مفهوم المواطنة الرّقميّة، وبيان أهميتها والحاجة اليها في عصرنا الحاليّ . ودراسة (Ribble ، 2015) أكدت دور المدرسين في تعليم الطّلبة السّلوك المناسب في التعّامل مع التّكنولوجيا، وكيف يمكن أن يكون فردًا صالحًا في العالم الرّقميّ.
أمّا دراسة شقورة (2017) فتناولت الكشف عن دور المدرسين في تعزيز المواطنة الرّقميّة لمواجهة ظاهرة التّلوث الثقافي . ودراسة نصار (2019) هدفت الى التعرف بتصورات طلاب الجامعة نحو المواطنة وسبل تعزيزها من وجهة نظرهم .
كذلك دراسة Dotterer and Other (2016) فقد هدفت إلى تشجيع ممارسة المواطنة الرّقميّة في مجالات التّعليم المختلفة في الولايات المتحدة .
تعد التّكنولوجيا المحرك الأساسي للتّعليم الحديث، فالتّعليم المتطور يجب أن يحتضن التّكنولوجيا كجزء مهم وجوهريّ لعمليّة التّطور هذه. إذ غيَّرَ دخول التّكنولوجيا في التّعليم دور الطلاب تغييرًا كبيرًا في مهامهم وتفاعلهم، ومشاركاتهم في العمليّة التّعليميّة وتنمية ثقتهم بأنفسهم، والاعتماد على أنفسهم، وتحقيق ذواتهم، وكذلك أدّت التّكنولوجيا دورًا مهمًّا في إبراز دور المدرس كمصمم للعمليّة التّعليميّة بمواقفها، ونشاطاتها وأصبح مرشدًا لطلبته وموجههم نحو تعلم فاعل قائم على الاستكشاف، والمشاركة بدلًا من دوره الجامد في التّعليم التقليدي القائم على سرد كميات المعلومات الضّخمة .
كما تُعدُّ المؤسسات التّعليميّة هي الأكثر تأثيرًا في تربية المفاهيم المرتبطة بالتّكنولوجيا وتعميقها من جهة، والمرتبطة بحياة الطالب اليوميّة من جهة أخرى، بوصفها تؤدي دورها بصورة مقصودة مبنيّة على أهداف محددة وواضحة ومباشرة، وقائمة على أسس مرسومة من المدرسين والمختصين.
ثالثًا : إجراءات البحث :
منهجيّة البحث :
تعتمد الباحثتان على المنصات التّعليميّة الإلكترونيّة بشكل أساسيّ في تقديم المحاضرات التّوعويّة المنتظمة المتمحورة حول المواطنة الرّقميّة لطلبة كلّية الحقوق – المرحلة الأولى (مجتمع البحث) للعام الدّراسيّ 2020 – 2021 وتفاعلهم معها، ومشاركاتهم في إعداد التّقارير والبحوث التي تدفعهم لفهم المواطنة الرّقميّة، وأهمّيتها ومدى تداخلها الواضح مع مواد الاختصاص الأساسيّة القانونيّة التي يدرسونها في الكلّية . إذ تطمح الباحثتان الى تعزيز وتنميّة وترسيخ المواطنة الرّقميّة في طلبة كلّية الحقوق لتذلل بعض المشكلات التي تواجه الطلبة في التّعليم الإلكترونيّ، لاسيما في الوقت الحالي الذي فرض عليهم استخدام التّكنولوجيا بشكل تام في الدّراسة والتّعلم؛ لذا لا بُدَّ أن يكون هذا الاستخدام مسؤولًا صحيًحا يحتم على الطالب الالتزام به ليكون منطلقًا واضحًا صريحًا للتّطور التّعليميّ السليم والذي لايمكن أن يكتمل، ويكون مستدام في حال غياب أحد أركانه المهمة. تُعرّض المحاضرةُ للطلبة من خلال تطبيق classroom والاجتماع المباشر عبر تطبيق google meet إذ تُسرد المحاضرات بشكل تتابعيّ للطلبة، والسّماح لهم بطرح اسئلتهم واستفساراتهم، ومداخلاتهم الفاعلة خلال المحاضرة .
تطبيقات استُخدمت في تنمية مهارات المواطنة الرّقميّة لطلبة كلّية الحقوق:
من خلال استخدام حزمة مكتبيّة من إنتاج شركة مايكروسوفت، تضمّ العديد من البرامج التي تهتم بمعالجة الأمور المكتبيّة، مثل: برنامج وورد لتحرير النّصوص (Word)، برنامج بوربوينت للعروض التقديميّة (PowerPoint)، برنامج إكسل للقوائم وجداول البيانات (Excel)، برنامج آكسس لإنشاء قواعد البيانات (Access) وبرنامج الآوت لوك لإدارة البريد الإلكترونيّ (Microsoft Outlook) وغيرها الشكل (4) يوضح حزمة الأوفيس.
الشكل (4) حزمة الأوفيس
جدول (1) يبين تطبيقات تنمية مهارات المواطنة الرّقميّة المهمّة:
التّطبيق | مجلات تطبيقه في العمليّة التّعليميّة وغرس المواطنة الرّقميّة |
استخدام برنامج word
|
من خلال كتابة السّيرة الذّاتيّة للطلبة |
إجراء بحث سريع وسهل عبر الإنترنت | |
يصمم جدول بأنماط مختلفة | |
الاطلاع على النصوص القانونيّة المتعلقة بالمواد الدراسية | |
الاستدلال بالمراجع العلميّة العالميّة | |
استخدام انواع مختلفة من الخطوط والتنسيقات | |
إدارة الخصوصية وإدارة المعلومات | |
مفهوم البصمة الرّقميّة والحماية من مختلف الهجمات الإلكترونيّة | |
التوعيّة بمفهوم الامن السيبراني | |
استخدام برنامج Excel
|
تنظيم البيانات في جداول |
إنشاء مصنف جديد | |
تطبيق حدود الخلايا | |
تطبيق تظليل | |
توعيّة بأنواع الأخطاء التي يمكن أن تظهر عند تطبيق المعادلات | |
برنامج العروض التقديمية
power point
|
يُنشئ عرض تقديمي متكامل بأسلوب جذاب باستخدام القوالب |
يدرج صور ومخططات وشرائح جديدة الى العرض التقديمي | |
إدراج شرائح جديدة | |
إضافة شرائح | |
طباعة عرض التقديمي | |
البريد الإلكترونيّ |
لكل طالب بريد الكتروني رسمي يعتبر كهوية |
إضافة مرفق صوتي | |
إضافة مرفق صوري | |
إضافة مرفق نصي | |
طباعة رسالة بريد الكتروني | |
استقبال التبليغات للمحاضرات | |
تسجيل الدخول للبريد | |
حفظ الملفات على drive | |
القدرة على حماية بيانات الشخصية عن طريق إنشاء كلمات مرور قوية |
رابعًا : الاستنتاجات والمقترحات :
يمكن توضيح الاستنتاجات المستخلصة من البحث وبعض المقترحات وكما يلي :
الاستنتاجات
- يمكن توضيح مفهوم المواطنة الرّقميّة وغرسها في طلبة الكلّية.
- احتساب google classroom بيئة صفيّة فاعلة وممتازة، ومرنة لتطبيق وتدريس المفاهيم المختلفة.
- غرس المواطنة الرّقميّة للطلبة، يزيد من حماس الطلبة لاستخدام التّكنولوجيا بشكلها الصّحيح.
- لدى الطلبة دافعيّة لفهم المواطنة الرّقميّة لتماسها المباشر بمواد اختصاصهم .
المقترحات
- توجيه مدرّسيّ ومدرسات مادة الحاسوب على غرس مفهوم المواطنة الرّقميّة أثناء تدريس الحاسوب، لارتباطه المباشر بجوهر مادة الحاسوب على أساس أنّها مكون للتكنولوجيا .
- تدريب مدرسيّ ومدرسات الحاسوب بشكل خاص على غرس مفهوم المواطنة في طلبتهم من خلال إقامة الدّورات التّدريبيّة أثناء الخدمة من قبل وزارة التّربيّة.
- ضرورة توظيف درس الحاسوب لغرس المفاهيم التي تساعد على تطور التّعليم وزيادة فعاليّة واستدامته في البيئة الافتراضيّة.
- التّحول من مرحلة فهم المواطنة الرّقميّة الى مرحلة تطبيقها على أرض الواقع، باستخدام التكنولوجية وربطها بمجالات الحياة المختلفة.
كما اقترحت الباحثتان اجراء دراسات مستقبليّة مماثلة ومع مفاهيم أخرى، يبرز دورها المهم في تطور التّعليم الذي ستكون التكنولوجيا أحد أركانه الأساسيّة وفي مراحل دراسيّة مختلفة.
المصادر
- ال سرور، نورة هادي، تنمية المواطنة الرّقميّة لاستخدام التّكنولوجيات الحديثة في التّعليم، مدونة تعليم جديد، 2019/08/19
- اسماعيل، عبدالرؤوف محمد محمد (2018)، المدينة الذّكية استراتيجيّة – طموح ايديولوجيّ عربيّ، روابط للنّشر وتقنية المعلومات، جامعة جنوب الوادي.
- الجمني، محمد (2015). التّوجهات الجدیدة للمنظمة العربیّة للتّربیّة والثّقافة والعلوم في مجال تكنولوجیا المعلومات والاتصال لتعزیز التّعلیم والریادة. المجلة العربیّة للمعلومات، المجلد 25، عدد خاص، 7- 15.
- الدّهشان ، جمال علي (2016) “المواطنة الرّقميّة مدخلًا للتّربية العربيّة في العصر الرّقميّ” مجلة نقد وتنوير ، مركز نقد وتنوير للدراسات الانسانية ، العدد 5 .
- السّاعدي والضحوي ، ناصر محمد عبيد وهناء علي محمد (2017) ، المواطنة الرّقميّة – استراتيجيّة تعزيز المواطنة والاعتدال باستخدام وسائل التّواصل الاجتماعيّ لمواجهة التّحديات والتّطرف والتّكفير في دول مجلس التّعاون الخليجيّ ، بحث مقدم في جامعة الملك عبد العزيز ومركز الامير خالد الفيصل للاعتدال ، المملكة العربية السعودية.
- شرف والدمرداش، صبحي ومحمد (2014). معايير التّربية على المواطنة الرّقميّة وتطبيقاتها فى المناهج التّدريسيّة، جامعة المنوفيّة، المؤتمر السنوى السادس للمنظمة العربيّة لضمان الجودة بعنوان: أنماط التّعليم ومعايير الرقابة على الجودة فيها.
- شقورة ، هناء أحمد (2017) دور معلمي المرحلة الثانوية بمحافظات غزة في تعزيز المواطنة الرّقميّة لمواجهة ظاهرة التلوث الثقافيّ لدى الطلبة وسبل تفعيله (رسالة ماجستير غير منشورة ) كلّية التربية ، الجامعة الاسلامية بغزة .
- صادق ، محمد فكري فتحي (2019) ، دور الجامعة في تحقيق أبعاد المواطنة الرّقميّة لدى طلابها في ضوء التحديات المعاصرة (دراسة تحليلية) ، موريتانيا .
- طوالية ، هادي محمد غالب (2017) ” المواطنة الرّقميّة في كتب التّربية الوطنيّة والمدنيّة – دراسة تحليليّة ، المجلة الأردنيّة في العلوم التّربويّة ، جامعة اليرموك ، اربد ، العدد 3 .
- عبد العاطي ، حمادة رشدي (2021)، المواطنة الرّقميّة في السياق التربوي ،
- القحطاني ، أمل سفر (2017) ، مدى تضمين قيم المواطنة الرّقميّة في مقرر تقنيات التّعليم من وجهة نظر أعضاء هيئة التّدريس ، مجلة الجامعة الإسلاميّة للدّراسات التّربوية والنّفسيّة (1)26.
- المسلماني والسّوقي ، لمياء و ابراهيم (2014) ، التّعليم والمواطنة الرّقميّة – رؤية مقترحة ، مجلة عالم التربية 2(47).
- الملاح ، تامر المغاوري (2017) ” المواطنة الرّقميّة ” القاهرة ،دار السّحاب للنشر والتوزيع.
- الملاح وشامية ، تامر المغاوري وسحر رمضان(2019) “تنمية ونشر المواطنة الرّقميّة في المدرسة والمجتمع” المؤتمر العلمي بجامعة الاقصى فلسطين .
- نصار ، نور الدين محمد (2019) ، تصورات طلاب الجامعة العربيّة المفتوحة بالمملكة العربيّة السّعودية نحو المواطنة الرّقميّة وسبل تعزيزها – دراسة ميدانيّة على عيّنة من طلاب الجامعة ، مجلة الجامعة الإسلامية للدّراسات التّربوية والنّفسيّة ، غزة (1)27.
- Ohler ،Jason B. (2015)، ” digital community digital citizen ” corwin a sage company united states of America.
- Servaes، jan (2014)، technological determinism and social change: communication in atech – mad world ، Lexington books ،Maryland،usa
- Ohler ، Jason B.(2011) ،digital community – digital citizen، thousand oaks: corwin press inc.
- Ananiadou and Claro (2009) ، 21st century skills and competence for new millennium learners in OECD countries/ OECD education working paper، no 41 ، OECD publishing.
- Hollandsworth and etc.(2011)، digital citizenship in K-12: it takes a village، tech trends ،55 (4).
- Ribble M. (2015)، Digital citizenship in school، Washington ، usa،
- Dotterer and etc. ، George (2016)، fostering digital in the classroom، education digest journal، vol .82 ،3، Vilnius، Lithuania.
- https://www.new-educ.com