الخضر بين النّبوة والولاية والحياة والموت
Al-Khidr (Between prophethood، guardianship، life and death)
م. م رعد كاظم عزيز([1])
ملخص البحث
ركزت في بحثي هذا في موضوع الخضر على أن شخصية الخضر حقيقة وفي ذكر اسمه ونسبه ولقبه وكنيته والاختلاف على الاسم والنسب والاتفاق على اللقب والكنيّة، وكذلك سلطت الانتباه على أمر نبوة الخضر والقائلين بها وعلى القائلين بأنه وليّ وعلى أنّه حي لا يموت وأدلة القائلين بأنّه حيّ، وذكر افضل من رد عليهم من الكتاب والسنة والعقل، وذكرت القول الراجح ، وما رجحت، ثم ذكرت استنتاجاتي .
الكلمات المفتاحية: (شخصية الخضر، لقبه وكنيته، نبي أم ولي أم ملك ، حياته وموته، الأدلة من القرآن والسنة).
Research Summary
In my research on the subject of al-Khader، I focused on the truth of the identity of al-Khader، and in mentioning his name، lineage، surname and surname، and the difference over the name and lineage، and the agreement on the title and surname، as well as focusing attention on the matter of al-Khidr’s prophethood and those who say it and on those who say that he is a guardian، and that he is alive and does not die and the evidence that says that he Live، and he mentioned the best response to them from the Qur’an، Sunnah and Reason.
key words
(Al-Khader’s personality، his title and surname، Prophet، mother، guardian، mother of a king، his life and death، evidence from the Qur’an and Sunnah).
المقدمة
إن السبب الذي دعاني إلى اختيار بحثي في هذا الموضوع، هو ما شاهدته في مجتمعنا من عدم معرفه وجهل، بالعبد الذي يذكره اللهُ عز وجل في كتابه، في سورة الكهف بأنّه هو الخضر عليه السّلام، والذي يعرف يقول:” يقال إنّه الخضر ليس أكيد والله أعلم”، رأيت هذا حتى على مستوى طلاب في كلية العلوم الإسلاميّة ، والأمر الثاني ما رأيته من خلاف عند الصوفيّة والسّلفيّة في هذا الموضوع، وكلٌ يتكلم بما يوافق رأيه، وقد سمعت أمور عجيبة وكلام غريب ينسب إلى رجال قد شاهدوا الخضر، وجلسوا معه وسمعوا منه رؤيا عين، الأمر الذي حثني أكثر إلى البحث في هذا الموضوع والاهتمام به، لكي أوضح شخصية الخضر هل هي حقيقيّة ونتعرف على القول الصحيح أو الرّاجح في نبوته، أو ولايته، وحياته، أو موته، ولقد بينت في بحثيّ الدّليل من السّنة، الذي يؤكد إن العبد الصالح في القرآن هو الخضر، واكتفيت بذكر الحديث الصحيح من البخاري ومسلم على هذا، كونه أصدق الكتب بعد القرآن الكريم بإجماع الأمّة، ولم أذكر الأسانيد في الأحاديث، واكتفيت بذكر التّخريج، وذكر الجزء والصفحة والباب والكتاب وحسب ما هو في كتب التّخريج، وذكرت بعض الخلافات في اسمه ونسبه، واختصرت لكثرتها وتكرارها وذكرت أشهرها، وما اتفقوا عليه في لقبه وكنيته، واختلافهم في نبوته أو ولايته وإنكارهم كونه ملك وغرابته، ولم أذكر روايات مشاهدة الخضر ذلك لأنّها مشهورة، وأكثر من أن يشار إليها، ثم ذكرت بعض من قال بحياته والرّد عليه واكتفيت بمن قال بموته بقول ابن القيم لكفايته وشموله، وذكرت الرّاجح من أقوال العلماء والذي أرجحه، وبعد كل ذلك كتبت الاستنتاجات. وأسأل الله عز وجل أن يتقبل منيّ، خالصًا له وان يستفاد منه ويجعله نافعًا لإخوتنا السّائلين عن هذا الموضوع، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسّلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
قسمت بحثي هذا الى: مقدمة فمبحث أول فيه مطلب أول ومطلب ثانٍ، ثم مبحث ثانٍ فيه مطلب أول ومطلب ثانٍ، ثم ذكرت استنتاجاتيّ، وذلك في نقاط في خاتمة البحث ثم ذكرت قائمة المصادر والمراجع التي اعتمدت عليها بعد القرآن الكريم .
منهج البحث : نهجت في بحثي هذا المنهج الاستقرائيّ الاستنباطيّ واستقرأت الموضوع من بطون الكتب، ولقد راجعت الكثير من كتب التفسير وأخذت منها، واعتمدت بالأخص على تفسير الطبريّ وابن كثير كونها تعد أفضل التفاسير بما جاء عن الأثر، واستنبط بعض الاستنتاجات .
الدّراسات السّابقة : لم أجد لهذا الموضوع دراسات أو كتب كثيرة خاصة به إنما هي مواضيع أو عناوين وأذكر بعض من ألَّفَ في الموضوع :
1 ـــ الزّهر النّضر في أخبار الخضر: أبي الفضل أحمد بن على بن حجر العسقلاني(852هـ) ، هو كتاب في العقيدة، بحث فيه ابن حجر مسألة نبوّة الخضر عليه السّلام، ونسبه وما ورد في أنّه حي وهل هو متوفى أم لا؟، أفاد ابن حجر من الكتب التي سبقته عن هذا الموضوع ككتاب ” ابن المنادى” ولقد اطلع عليها ابن حجر، ثم نقلها إلى كتابه وأضاف إلى مادتها أشياء كثيرة ، بعد أن ظفر بها بعد طول التّتبع ، وفصل القول في ما كان قد أجمله عند الحديث عن الخضر عليه السّلام في كتابه،”الإصابة في تمييز الصّحابة ” .
2 ـــ الردُّ على من زعمَ أنَّ الخضرَ عليه السّلام حيٌّ: علي بن نايف الشّحود، هو بحث مفصل حول الرد على من يزعم أن الخضر عليه السّلام حي .
3 ـــ القول العطر في نبوة سيدنا الخضر” حسن بن علي السّقاف، ذكر فيه الاختلاف في اسمه ونسبه، والأقوال في نبوته، وقصته مع سيدنا موسى عليه السّلام ، ويذكر الأدلة ويفند الأقاويل.
المبحث الأول: الخضر، شخصيته وسبب لقائه سيدنا موسى، اسمه، نسبه، لقبه و كنيته
المطلب الأول : شخصية الخضر وسبب اللقاء
لكي ندخل في الكلام عن شخصية الخضر عليه السّلام لا بدَّ لي أن أبيّن هل شخصية الخضر هي شخصية حقيقية، أم هي شخصية خياليّة، تروى عنها قصص خياليّه يصعب، الاعتقاد بها من دون دليل. ولكي أدخل سريعًا في هذا الموضوع علينا الإجابة على سؤال:
هل العبد الصالح الذي في سورة الكهف هو الخضر؟ وللإجابة على هذا السؤال نذكر الحديث الصّحيح كما جاء عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ تَمَارَى هُوَ وَالْحُرُّ بْنُ قَيْسِ بْنِ حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ فِي صَاحِبِ مُوسَى قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ خَضِرٌ فَمَرَّ بِهِمَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فَدَعَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: إِنِّي تَمَارَيْتُ أَنَا وَصَاحِبِي هَذَا فِي صَاحِبِ مُوسَى الَّذِي سَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَى لُقِيِّهِ هَلْ سَمِعْتَ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وسلم) يَذْكُرُ شَأْنَهُ قَالَ: نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) يَقُولُ 🙁 بَيْنَمَا مُوسَى فِي مَلَإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ هَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ قَالَ مُوسَى لَا فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى بَلَى عَبْدُنَا خَضِرٌ فَسَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَيْهِ فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ الْحُوتَ آيَةً وَقِيلَ لَهُ إِذَا فَقَدْتَ الْحُوتَ فَارْجِعْ فَإِنَّكَ سَتَلْقَاهُ وَكَانَ يَتَّبِعُ أَثَرَ الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ فَقَالَ لِمُوسَى فَتَاهُ: ﴿ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ﴾﴿ قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا﴾ فَوَجَدَا خَضِرًا فَكَانَ مِنْ شَأْنِهِمَا الَّذِي قَصَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ. (البخاري، 1987م)( [2]). (مسلم، 1954م).( [3]) وفي الحديث الآخر : عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ نَوْفًا الْبَكَالِيَّ يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ لَيْسَ بِمُوسَى الْخَضِرِ فَقَالَ كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ حَدَّثَنَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ :(قَامَ مُوسَى خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقِيلَ لَهُ أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ قَالَ: أَنَا فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ وَأَوْحَى إِلَيْهِ بَلَى عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ قَالَ أَيْ رَبِّ كَيْفَ السَّبِيلُ إِلَيْهِ قَالَ: تَأْخُذُ حُوتًا فِي مِكْتَلٍ فَحَيْثُمَا فَقَدْتَ الْحُوتَ فَاتَّبِعْهُ قَالَ: فَخَرَجَ مُوسَى وَمَعَهُ فَتَاهُ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ وَمَعَهُمَا الْحُوتُ حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَنَزَلَا عِنْدَهَا قَالَ فَوَضَعَ مُوسَى رَأْسَهُ فَنَامَ ، قَالَ سُفْيَانُ: وَفِي حَدِيثِ غَيْرِ عَمْرٍو، قَالَ: وَفِي أَصْلِ الصَّخْرَةِ عَيْنٌ يُقَالُ لَهَا الْحَيَاةُ لَا يُصِيبُ مِنْ مَائِهَا شَيْءٌ إِلَّا حَيِيَ فَأَصَابَ الْحُوتَ مِنْ مَاءِ تِلْكَ الْعَيْنِ قَالَ: فَتَحَرَّكَ وَانْسَلَّ مِنْ الْمِكْتَلِ فَدَخَلَ الْبَحْرَ فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ مُوسَى قَالَ: ﴿ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا ﴾ الْآيَةَ قَالَ: وَلَمْ يَجِدْ النَّصَبَ حَتَّى جَاوَزَ مَا أُمِرَ بِهِ قَالَ لَهُ فَتَاهُ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ ﴿ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ ﴾ الْآيَةَ قَالَ: فَرَجَعَا يَقُصَّانِ فِي آثَارِهِمَا فَوَجَدَا فِي الْبَحْرِ كَالطَّاقِ مَمَرَّ الْحُوتِ فَكَانَ لِفَتَاهُ عَجَبًا وَلِلْحُوتِ سَرَبًا قَالَ: فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ إِذْ هُمَا بِرَجُلٍ مُسَجًّى بِثَوْبٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ مُوسَى قَالَ: وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السّلام فَقَالَ: أَنَا مُوسَى قَالَ: مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: نَعَمْ قَالَ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رَشَدًا قَالَ لَهُ الْخَضِرُ: يَا مُوسَى إِنَّكَ عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَكَهُ اللَّهُ لَا أَعْلَمُهُ وَأَنَا عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ اللَّهُ لَا تَعْلَمُهُ قَالَ بَلْ أَتَّبِعُكَ قَالَ ﴿ فَإِنْ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا ﴾ فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى السَّاحِلِ فَمَرَّتْ بِهِمْ سَفِينَةٌ فَعُرِفَ الْخَضِرُ فَحَمَلُوهُمْ فِي سَفِينَتِهِمْ بِغَيْرِ نَوْلٍ يَقُولُ بِغَيْرِ أَجْرٍ فَرَكِبَا السَّفِينَةَ قَالَ: وَوَقَعَ عُصْفُورٌ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ فَغَمَسَ مِنْقَارَهُ فِي الْبَحْرِ فَقَالَ: الْخَضِرُ لِمُوسَى مَا عِلْمُكَ وَعِلْمِي وَعِلْمُ الْخَلَائِقِ فِي عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا مِقْدَارُ مَا غَمَسَ هَذَا الْعُصْفُورُ مِنْقَارَهُ قَالَ فَلَمْ يَفْجَأْ مُوسَى إِذْ عَمَدَ الْخَضِرُ إِلَى قَدُومٍ فَخَرَقَ السَّفِينَةَ فَقَالَ: لَهُ مُوسَى قَوْمٌ حَمَلُونَا بِغَيْرِ نَوْلٍ عَمَدْتَ إِلَى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَهَا ﴿ لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ ﴾ الْآيَةَ فَانْطَلَقَا إِذَا هُمَا بِغُلَامٍ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ فَأَخَذَ الْخَضِرُ بِرَأْسِهِ فَقَطَعَهُ قَالَ لَهُ مُوسَى: ﴿ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا إِلَى قَوْلِهِ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ ﴾ فَقَالَ: بِيَدِهِ هَكَذَا فَأَقَامَهُ فَقَالَ لَهُ مُوسَى: إِنَّا دَخَلْنَا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَلَمْ يُضَيِّفُونَا وَلَمْ يُطْعِمُونَا ﴿ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴾ فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم):( وَدِدْنَا أَنَّ مُوسَى صَبَرَ حَتَّى يُقَصَّ عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا).(البخاري، 1987م)،(مسلم، 1954م) ([4]) لقد تبين واتضح بالدليل من الكتاب الذي يشير الى (العبد)، وبالسّنة المطهرة والتي توضح أنّ العبد هو الخضر تصريحًا من الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبالاحاديث الصحيحة، إذًا الخضر هو شخصية حقيقية وليست خياليّة، وأن العجائب التي في سورة الكهف كانت على يديه، ولهذا نشاهد ربط للأمور العجيبة الغريبة الى الخضر عليه السّلام وفي كل الأزمنة، الأمر الذي جعل من بعض الناس يعتقدون أنّه شخصية خياليّة، تنسب اليّه أكثر الأمور العجيبة التي يتحدث بها المغالين من الصوفية . فالعبد هو الخضر عليه السّلام في قول الجمهور، وبمقتضى الأحاديث الثّابتة، وخالف من لا يعتد بقوله فقال: ليس صاحب موسى بالخضر بل هو عالم آخر. (القرطبي، 2003م).( [5]) واتضح أيضًا من الحديث سبب اللقاء مع سيدنا موسى عليه السّلام، أنّ سيدنا موسى عندما سأله الرجل عن العلم لم يرجع بالقول الى الله عز وجل، بقوله (الله أعلم) فكان عتابًا من الله عز وجل لسيدنا موسى عليه السّلام
المطلب الثانيّ: اسمه، نسبه، لقبه، كنيته
اسمه
1 ـــ يذكر ابن حجر أن العلماء المؤرخون اختلفوا في اسم الخضر عليه السّلام وأشهر أسمائه بليا . (حجرالعسقلاني، 1408هـ)( [6]).
2 ـــ وقيل أنه إرميا هو الخضر عليه السّلام وهذا قول ابن اسحاق (الطبري).( [7])
3 ـــ قيل إن اسمه الياس .
4 ـــ ذكر وهب بن منبه هو بليا بفتح الموحدة وسكون اللام بعدها تحتانية ووجد بخط الدمياطي في أول الاسم بنقطتين وقيل كالأول بزيادة ألف بعد الباء، وقيل ان اسمه إلياس ، وقيل ان اسمه اليسع ، وقيل اسمه عامر، وقيل اسمه خضرون ، وقال ابن حجر: الأول أثبت. (العسقلاني، 1379هـ).([8])
نسبه: اختلف في نسبه كما اختلف في اسمه ونذكر بعض من الأقوال : بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفشخند بن سام بن نوح ، فعلى هذا فمولده قبل إبراهيم الخليل لأنه يكون ابن عم جد إبراهيم . (العسقلاني، 1379هـ).( [9])
وقيل خضرون بن عماييل بن الفتر بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم، وقيل هو ابن حلقيا، وقيل ابن قابيل بن آدم وذكره أبو حاتم السجستاني، وقيل إنه كان ابن فرعون صاحب موسى ملك مصر، وهذا غريب جدًا ، قال ابن الجوزي رواه محمد بن أيوب عن أبي لهيعة ، وهما ضعيفان، وقيل إنّه ابن ملك وهو أخو الياس قاله السدي ، وقيل ابن بعض من آمن بإبراهيم الخليل وهاجر معه ، وروى الحافظ ابن عساكر عن سعيد بن المسيب أنه قال: الخضر أمه رومية وأبوه فارسيّ، وروى أيضًا بإسناده إلى الدّارقطني . (العيني، 2006 م) ([10]) ، يقول الالوسي لم اجد من هذه الأقوال ما يصح عندي ، ولكن صنيع الامام النووي في شرحه لصحيح مسلم يشعرك باختيار انه بليا بن ملكا ، هذا هو الذي عليه الجمهور والله اعلم . (الألوسي)([11]).
لقبه : الخضر، كما ثبت في الصحيح : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ ) صلى الله عليه وسلم) قَالَ: ( إِنَّمَا سُمِّيَ الْخَضِرَ أَنَّهُ جَلَسَ عَلَى فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ فَإِذَا هِيَ تَهْتَزُّ مِنْ خَلْفِهِ خَضْرَاءَ ). [ شرح : ” فروة ” هي قشرة وجه الأرض، “بيضاء” يابسة ليس فيها نبت، “خضراء” لما نبت فيها من عشب أخضر ]. (البخاري، 1987م).([12])، قال المفسر ابن كثير: لقب الخضر لقب غلب عليه، وذكر حديث البخاري السابق ذكره، ولقد ذكر الخطابي إنّه سميّ خضر لحسنه وإشراق وجهه، قال ابن كثير: وهذا لا يتعارض مع ما ثبت في الصحيح ، وإذا كان لا بُدّ من التّعليل بأحدهما فما ثبت في الصحيح أولى وأقوى بل لا يلتفت الى غيره (كثير) ([13]).
كنيته : قال ابن حجر في في كنيته : عن بن عباس، من طريق قتادة ،عن عبد الله بن الحارث ، ومن طريق منصور ، عن مجاهد ، قال النووي : كنيته (أبو العباس) وهذا متفق عليه . (حجر، 1412هـ) ([14])، ولا بُدَّ لي قبل أن نختم هذا المطلب أن أذكر قول اعجبني لسيد قطب قول جميل في الخضر يقول: ونحن الذين نتابع سياق القرآن، أمام مفاجآت متوالية، لا نعلم لها سرًا، وان موقفنا منها كموقف موسى عليه السّلام، بل لا نعرف هذا الذي يتصرف تلك التّصرفات العجيبة ، فلم ينبئنا القرآن باسمه، تكملة للجو الغامض الذي يحيط بنا، وما قيمة اسمه؟ إنما يراد منه أن يمثل الحكمة الإلهية العليا التي لا ترتب النتائج القريبة على المقدمات المنظورة، بل تهدف إلى أغراض بعيدة التي لا تراها العين المحدودة، وأنّ عدم ذكر اسمه يتفق مع الشخصية المعنوية التي يمثلها، وإن القوى الغيبية لتتحكم في القصة منذ نشأتها. (قطب) ([15]).
المبحث الثاني
المطلب الأول : حقيقة الخضر نبي ولي ملك
لقداختلف المؤرخون والمفسرون في الخضر عليه السّلام بهذا الشّأن على ثلاثة أقوال مشهورة : أحدهما: على أنّه ملك من الملائكة ويتصور في صور الإنسان، مغيّرًا ذاتًا، قال الإمام النّووي : هذا قول غريب باطل، وقال ابن كثير:هذا قول غريب جدًا. القول الثاني: قالوا إنه وليّ، ذهب الى مثل هذا القول جماعة من الصّوفيّة وغيرهم، وكذلك قال به أبوعلي بن أبي موسى من الحنابلة، وأبو بكر الأنباري، وأبو القاسم القشيري، ومن الملاحظ أن الكثير منهم يفضلون الوليّ، إمّا مطلقًا وإمّا من بعض الوجوه على النبي يزعمون أنّه في قصة الخضر مع موسى عليه السّلام التي وردت في سورة الكهف، حجة لهم ومن الذين يفضلون بعض الأولياء، أمثال الخضر عليه السّلام على الأنبياء، الحكيم التّرمذي، (في كتاب ختم الأولياء)، قال: إنه يكون في آخر الأولياء من هو أفضل من الصحابة، وربما لوح بشيء من ذكر الأنبياء، الأمر الذي جعل المسلمون يقومون، وأنكروا ذلك عليه فنفوه من البلد بسبب ذلك، ومنهم سعد الدين بن حمويه، وكذلك ابن عربي صاحب (الفصوص والفتوحات المكية)، القائل: مقام النبوة في برزخ… فويق الرّسول ودون الوليّ. القول الثالث: إنّه نبي وهذا قول جمهور العلماء المحققين، ومن القائلين بذلك؛ الثّعلبي قال: هو نبيّ في جميع الأقوال، وقال القرطبي: الخضر نبي عند الجمهور، وقال الحبري المفسر وأبو عمر: هو نبيّ، وذكر الآلوسي نبوته عند الجمهور، وقد رجحه ابن حجر. (حجرالعسقلاني، 1408هـ)([16]). ويذكر ابن جرير: أنّ الخضر نبيًّا فيقول: قال ابن اسحاق فيه ما حدثنا ابن حميد، قال حدثنا سلمة، قال حدثني ابن اسحاق، قال بلغنيّ إنّه استخلف الله عزّ وجلّ في بنى اسرائيل رجلًا منهم يقال له ناشية بن أموص فبعث الله عزّ وجلّ لهم الخضر نبيًّا ، واسم الخضر في ما يزعم وهب بن منبه يزعم عن بنى اسرائيل (اورميا بن خلقيا ) (الطبري أ.، 1879 م ) ([17])، وقال الفراهيدي: الخَضِرُ: نبيٌّ مُعَمَّر محجوب عن الأبصار، وهو نبيّ من بنيّ إسرائيل، وهو صاحب موسى عليه السّلام الّذي التقَى معه في بمجمع البحرين . (الفراهيدي، 1409 ه) ([18])، أفضل ما قيل في الخضر: ولقد رد على الصّوفيّة في تفضيلهم الوليّ على النبي ، قال أجمع المسلمون أنّ موسى عليه السّلام أفضل من الخضر، وسواء قيل إن الخضر نبي أو وليّ، (والجمهور على أنه ليس بنبي)، بل أنبياء بني إسرائيل الذين اتبعوا التوراة وذكرهم الله عزّ وجلّ مثل داود وسليمان أفضل من الخضر، وعلى قول الجمهور إنّه ليس بنبيّ، فإنّ أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أفضل منه ، وكونه يعلم مسائل لا يعلمها موسى لا يوجب أن يكون أفضل منه مطلقًا، وأن الهدهد قال لسليمان: ﴿فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ﴾النمل(22) ، فلم يكن أفضل من سليمان عليه السّلام. وأن الذين كانوا يلقحون النّخل لما كانوا أعلم بتلقيحه من النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لم يجب من ذلك أن يكونوا أفضل منه ، وقد قال لهم : وأنتم أعلم بأمر دنياكم وأما ما كان من أمر دينكم فإلي، وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم كانوا يتعلمون ممن هم دونهم علم الدين الذي هو عندهم ، وقد قال صلى الله عليه وسلم:( إِنَّهُ لَيْسَ يَبْقَى بَعْدِى مِنَ النُّبُوَّةِ إِلاَّ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ ). (ابو داود السجستاني) ([19])، وغاية الخضر أن يكون عنده من الكشف ما هو جزء من أجزاء النّبوة ، فكيف يكون أفضل من نبيّ ورسول ومن أولي العزم، وقد يظنون أنّ الخضر خرج عن الشّريعة ، وهم في هذا ضالون من وجهين :
أحدهما : أن الخضر لم يخرج عن الشّريعة بل الذي فعله كان جائزًا في شريعة موسى، ولهذا لما بين له الأسباب أقره على ذلك، ولكن موسى لم يكن يعلم الأسباب التي بها أبيحت تلك، فظن أنّ الخضر كالملك الظالم فذكر ذلك له الخضر. الثانيّ: أن الخضر لم يكن من أمة موسى وما كان يجب عليه متابعته وقال له: إني على علم من علم الله عزّ وجلّ علمنيه الله عز وجل لا تعلمه، وأنت على علم من علم الله عز وجل علمكه الله عز وجل لا أعلمه وذلك أن دعوة موسى عليه السّلام لم تكن عامة، فإن النّبي كان يبعث إلى قومه خاصة، ومحمد صلى الله عليه وسلم بعث إلى الناس كافة، بل بعث إلى الإنس والجن باطنًا وظاهرًا، ما كان لأحد أن يخرج عن متابعته لا في الباطن ولا في الظاهر ولا من الخواص ولا من العوام . (حجرالعسقلاني، 1408هـ) ([20]).
المطلب الثاني: القول بحياة الخضر أو موته
إن الذين قالوا بحياته كان رأيهم يعتمد على روايتين وهي :
إحداهما : ما رواه ابن كثير: قال أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان السجستاني ، سمعت مشيختنا منهم أبو عبيدة وغيره ، قالوا: إن أطول بني آدم عمرًا هو الخضر، وإن اسمه خضرون بن قابيل بن آدم عليه السّلام ، قال : وذكر ابن اسحق أن آدم عليه السّلام لما حضرته الوفاة أخبر بنيه ، أن الطوفان سيقع بالناس ، وأوصاهم إذا حصل ذلك بأن يحملوا جسده معهم في السفينة، وأن يدفنوه في مكان، هو عيَّنَهُ لهم ، فلما حصل الطوفان ، حملوه معهم ، فلما هبطوا إلى الأرض، أمر نوح بنيه أن يدفنوه وقد أوصى، فقالوا أن الأرض ليس بها أنيسًا وعليها وحشة، فحثهم وحاول اقناعهم على ذلك، وقال لهم ، إن آدم دعا لمن يدفنه بطول العمر، فهابوا المسير إلى ذلك وخشوا الموضع في ذلك الوقت ، فبقى جسده عندهم ، حتى تولى الخضر دفنه وأنجز الله عز وجل ما وعده ، فهو يحيى إلى ما شاء الله له أن يحيى . (كثير) ([21]).
ثانيهما : وهي التي تروى عن سبب حياته، يحكى أنّه قد شرب من عين الحياة،” والتي احتيا فيها الحوت، الذي كان مع فتى موسى” ، ذلك أن ذي القرنين قد دخل الظلمات لطلب العين ، وأنّ الخضر كان قائدًا لجيش ذي القرنين، فوجد الخضر العين فشرب منها واغتسل فيها وتوضأ وصلى شكرًا لله عز وجل، ولم يصل اليها ذو القرنين وأخطأ الطرق فعاد.(البغوي، 1997 م).([22]) وهناك أحاديث وروايات كثيرة لم أذكرها لكثرتها ولتكرارها، ومنها غيرمسنده ولقد ذكرت أشهرها.
أمّا الذين قالوا بموته فقد وجدت أنّ خير من تكلم في هذا الأمر هو الحافظ ابن القيم الجوزية ، مع التّقدير والإجلال لجميع العلماء الأجلاء وآرائهم المحترمة ، قال ابن القيم: إن جميع الأحاديث التي يذكر فيها الخضر وحياته كلها كذب، ولا يصح في حياته حديث واحد، كحديث أنّ الرّسول صلى الله عليه وسلم كان في المسجد فسمع كلامًا من ورائه، فذهبوا ينظرون فإذا هو الخضر، وحديث يلتقي الخضر وإلياس كل عام، و يجتمعون بعرفة جبريل وميكائيل والخضر هذا الحديث المفترى الطويل، ولقد سئل إبراهيم الحربيّ عن الخضر وتعميره، وأنّه باق، فقال: من أحال على غائب لم ينتصف منه، وما ألقى هذا بين الناس إلا شيطان، ولقد سئل البخاري عن الخضر وإلياس و هل هما أحياء، فقال: كيف يكون هذا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ فَإِنَّ عَلَى رَأْسِ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا لاَ يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ ). (مسلم، 1954م).( [23]) وسئل عن ذلك كثير غيرهم، من الأئمة فما كان قولهم إلا أن قالوا: قال تعالى ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾الأنبياء (34). لو أنّ الخضر حيًّا لوجب عليه أن يأتي النّبي صلى الله عليه وسلم ويجاهد بين يديه، ويتعلم منه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر اللهم إنّ تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض، وكانوا ثلاث مئة وثلاثة عشر رجلًا، معروفين بأسمائهم وأسماء آبائهم، وقبائلهم فأين كان الخضر حينئذ. وإن الدّليل على موت الخضر وليس بباق في الدنيا ، أربعة أشياء : القرآن ، والسنة ، وإجماع المحققين من العلماء ، والمعقول، أمّا من الكتاب : ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾ الأنبياء (34)، فلو دام الخضر لكان خالدًا، ومن السنة فحديث: (أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ فَإِنَّ عَلَى رَأْسِ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا لاَ يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ ). (مسلم، 1954م) ([24]). وهو في الصحاح ، وفي صحيح مسلم عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ : ذَلِكَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ ( مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ الْيَوْمَ تَأْتِى عَلَيْهَا مِائَةُ سَنَةٍ وَهْىَ حَيَّةٌ يَوْمَئِذٍ ) (مسلم، 1954م) ([25]) ، وأمّا الإجماع للمحققين من العلماء ، فقد ذكر عن البخاريّ، وعلي بن موسى الرضا عليه السّلام، أن الخضر مات، وكذلك حكى القاضي أبو يعلى بموته، أيكون حيًّا ولا يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة والجماعة، ولا يجاهد معه ألا ترى أن عيسى عليه السّلام إذا نزل إلى الأرض يصلي خلف إمام هذه الأمة المهدي المنتظر عليه السّلام ، ولا يتقدمه لئلا يكون ذلك خدشًا في نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم، والدّليل من المعقول فمن عشرة أوجه : أنّ الذي أثبت حياته، يقول إنه ولد آدم عليه السّلام لصلبه وهذا فاسد من وجوه : الوجه الأول : أن يكون عمره الآن ستة آلاف سنة ، فيما ذكر في كتاب (يوحنا المؤرخ) ، ومثل هذا بعيد في العادات أن يقع في حق البشر. الوجه الثّاني: لو كان ولده لصلبه، أو الرابع من ولد ولده كما زعموا، وأنّه كان وزير ذا القرنين فإنّ تلك الخلقة ليست على خلقتنا بل مفرط في الطول والعرض. وثبت في الصحيحين: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا … الحديث ) (البخاري، 1987م)([26]). فلم يزل الخلق ينقص بعد وما ذكر أحد ممن رأى الخضر أنه رآه على خلقة عظيمة وهو من أقدم الناس . أمّا الوجه الثالث : لو كان الخضر قبل نوح، لركب معه في السّفينة، ولم ينقل لنا هذا أحد . الوجه الرابع : قد اتفق العلماء أن نوحًا، عندما نزل من السفينة مات من كان معه، ثم مات نسلهم ولم يبق غير نسل نوح، والدليل على هذا، ﴿وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ﴾ الصافات(77) وهذا يبطل قول من قال إنه كان قبل نوح .
والوجه الخامس : لو كان صحيحًا أنّ من بني آدم يعيش من حين يولد إلى آخر الدّهر، ومولده قبل نوح ، لكان هذا من أعظم الآيات والعجائب ولكان خبره في القرآن مذكورًا، في غير موضع لأنه من أعظم آيات الربوبيّة، وقد ذكر الله عز وجل من أحياه ألف سنة إلا خمسين عامًا وجعله آية، فكيف لا يذكر من أحياه إلى آخر الدهر، ولهذا قال بعض أهل العلم ،ان الذي ألقى هذا بين الناس الشيطان أعاذنا الله منه .
والوجه السّادس : القول بحياة الخضر قول على الله عز وجل بلا علم، وذلك حرام بنص القرآن، فإنّ حياته لو كانت ثابتة، لأشار اليها القرآن أو السّنة أو إجماع الأمة . الوجه السّابع : إن الذي يتمسك به من ذهب إلى حياته حكايات منقولة يخبر الرجل بها أنّه رأى الخضر، فيا لله العجب هل للخضر علامة يعرفه بها من رآه ، وكثير من هؤلاء يغتر بقوله أنا الخضر، ومعلوم أنّه لا يجوز تصديق قائل ذلك بلا برهان، من الله عز وجل فأين للرائي أن يعرف أن المخبر صادق لا يكذب .
الوجه الثّامن : أنّ الخضر فارق موسى بن عمران عليه السّلام كليم الرحمن ولم يصاحبه ، وقال له: هذا فراق بيني وبينك، فكيف يرضى لنفسه بمفارقته لمثل موسى عليه السّلام ثم يجتمع بالناس بعد أن فارق الأنبياء، وخاصةً من الذين لا يحضرون جمعة ولا جماعة، ولا مجلس علم ، ولا يعرفون من الشّريعة شيئًا، وكل منهم يقول رأيت الخضر وجاءني وأوصاني الخضر، فعجبًا له يفارق كليم الله تعالى، ويدور على صحبة الجهال ومن لا يعرف شيئًا عن الشرع ولا كيف يتوضأ ولا كيف يصلي . الوجه التّاسع : إن الأمة مجمعة على الذي يقول أنا الخضر، لو قال سمعت رسول الله عليه وسلم يقول كذا وكذا، لم يلتفت إلى قوله، ولم يحتج به في الدين، إلا أن يقال: إنه لم يأت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بايعه، أو يقول هذا الجاهل إنه لم يرسل إليه وفي هذا من الكفر ما فيه. الوجه العاشر: لو كان الخضر حيًّا، لكان جهاده الكفار في سبيل الله عزّ وجلّ، وحضوره الجمعة والجماعة وتعليمه العلم، أفضل له بكثير من سياحته بين الوحوش، في القفار والفلوات، وهل هذا إلا من أعظم الطعن عليه والعيب له. ولا داعٍ بعد هذا الإيضاح أن نذكر الأقوال الآخرى لاسيما هي تؤكد الأدلة نفسها، وتستشهد بالأقوال والآراء نفسها التي جاء بها ابن القيم . (الجوزية) ([27]). القول الراحج : إن الأخبار الصحيحة النبوية من الأحاديث، والمقدمات العقليّة الراجحة، هي في جانب القائلين بوفاته عليه السّلام، أي تعاضدهم على دعواهم، ولا مقتضى للعدول عن ظواهر تلك الأخبار، إلا مراعاة ظواهر الأقوال والحكايات المروية والله تعالى أعلم بصحتهاعن بعض الصالحين الأخيار، وحسن الظن ببعض السّادة الصّوفية، فإنّهم قالوا بوجوده إلى آخر الزّمان، على وجه لا يقبل التأويل السابق.(الألوسي) ([28])، والذي يميل إليه القلب إنّ أمور الكون تجري على سنن مطردة واثبات خرق سنة كونية لا بد له من دليل ثابت قطعيّ، إما بالمشاهدة المحسوسة أو بالاتصال إلى المعصوم صلى الله عليه وسلم، والرّوايات التي استدل بها القائلون بحياة الخضر عليه السّلام لا يتوفر فيها شرط الصحة ، فضلا عن الثبوت القطعي، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولا تثبت بالروايات الضعيفة خارقة لسنة كونية في امتداد عمر إنسان آلاف السنوات. والله اعلم . (مصطفى مسلم، 2009 م) ([29]).
وهذا عندي هو القول الراجح لما ترجحه الادله من القرآن والسنة . وضعف الأحاديث الواردة في حياته عليه السّلام .وهذا لا يعني بأني اكذب الذين قالوا بحياته فأين اكون من الإمام النووي أو ابن الصلاح وغيرهم من الإعلام ، ولكن هذا ما يميل إليه العقل لوجود الدليل العلمي ، وأقول الله اعلم بالصالحين وأحوالهم.
الخاتمة
شاهدنا معًا ما قيل في الخضر، في كونه نبيًّا أو وليًّا أو ملكًا، وحياته وموته، فبعد كل هذا من الصعب أن نصل إلى نهاية القول في هذا الأمر، أو أن نستقر إلى نتيجة أخيرة ، ولكن نستطيع أن نستنتج بعض الأمور الآتية :
1 ـــ العبد الصالح الذي ذكر في القرآن الكريم في سورة الكهف، هو سيدنا الخضرعليه السّلام بدليل ما ورد في السنه من الأحاديث الصحيحة في ذلك .
2 ـــ وقد اختلفوا في اسمه ونسبه واتفقوا على لقبه وكنيته.
3 ـــ ثبت لقائه بسيدنا موسى عليه السّلام بالكتاب والسنة ، ولم يثبت في الكتاب ولا في السنة ، لقائه بنبي آخر.
4 ـــ أنّ القائلين بنبوته استدلالهم أقوى من الذين قالوا بولايته.
5 ـــ بطلان القول بأنه ملك ولو ثبت ذلك لانتهى الإشكال.
6 ـــ لا يوجد نص من الكتاب ولا السّنة يثبت حياته، إلا أقوال لبشر يخطئون ويصيبون، ولا خبر من المعصوم صلى الله عليه وسلم. هذا ما استنتجته من هذا البحث، ولكن لي كلمات أود أن أقولها : إن كل مسلم عليه أن يعلم إن الله ورسوله لم يأمرونا إلا أن نؤمن بما جاء في الكتاب والسنة عن الخضر عليه السّلام وأن دين الإسلام كامل والشّريعة تامة، ولا تنتظر أحدًا كي يزيد أو ينقص، ولكي يكون المسلم وليّ، ليس عليه ألا إتباع ما قال الله عز وجل في أداء الفرائض، والتقرب بالنّوافل، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنْ الآخر كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا ). (الترمذي).([30]) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( … فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسَنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَالْمُحْدَثَاتِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ).(الترمذي)([31]).
فقد أمرنا بإتباع السّلف ولكن من غير تشدد وعند إتباعك السّلف تجد نفسك زاهدًا متصوفًا ، فالإسلام إتباع السّلف من غير تشديد، وتصوفا من غير مغالاة، وخير الأمور التوسط كما قال الله عز وجل في سورة البقرة :﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾البقرة (143) .
إذًا؛ هذا الذي أمرنا به الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولم نؤمر أن نتبع الخضر عليه السّلام أو نختلف فيه، وختامًا أقول الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، والصلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن وآلاه.
المصادر
-القرآن الكريم
-المراجع
- ابن جرير الطبري. (بلا تاريخ). جامع البيان. دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
- ابن حجر العسقلاني. (1379هـ). فتح الباري . بيروت: دار المعرفة.
- ابن حجر العسقلاني. (1408هـ). الزهر النضر في أخبار الخضر . جوغا بائي، نيو دلهي: مجمع البحوث الإسلاميّة.
- أبو الحسين مسلم. (1954م). صحيح مسلم. بيروت: دار إحياء التراث العربي.
- ابو الفضل محمود الألوسي. (بلا تاريخ). روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني. بيروت: دار إحياء التراث العربي.
- ابو داود سليمان بن الأشعث أبو داود ابو داود السجستاني. (بلا تاريخ). سنن أبي داود. دار الفكر.
- أبو عبدالله البخاري. (1987م). صحيح البخاري (المجلد الطبعة الثالثة ). اليمامة – بيروت: دار ابن كثير.
- أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي. (1997 م). معالم التنزيل (المجلد الطبعة : الرابعة ). دار طيبة للنشر والتوزيع.
- أبى جعفر محمد بن جرير الطبري. (1879 م ). تاريخ الامم والملوك للامام . بمدينة ليدن: مطبعة بريل .
- أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي ابن حجر. (1412هـ). الإصابة في تمييز الصحابة (المجلد الطبعة الأولى). بيروت: دار الجيل.
- إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي أبو الفداء ابن كثير. (بلا تاريخ). البداية والنهاية. بيروت: مكتبة المعارف.
- الدكتور مصطفى مصطفى مسلم. (2009 م). مباحث في التفسير الموضوعي (المجلد السابعة). دمشق: دار القلم.
- بدر الدين العيني. (2006 م). عمدة القاري شرح صحيح البخاري.
- سيد قطب. (بلا تاريخ). في ظلال القرآن (المجلد الطبعة: الأولى ). ، بيشاور- باكستان: مركز شهيد عزام الإعلامي.
- شمس الدين القرطبي. (2003م). الجامع لأحكام القرآن. الرياض، المملكة العربية السعودية: دار عالم الكتب، .
- لابي عبد الرحمن الخليل بن احمد الفراهيدي. (1409 ه). كتاب العين (المجلد الطبعة: الثانية ). ايران: مؤسسة دار الهجرة.
- للإمام شمس الدين أبي عبد الله المعروف بابن قيم الجوزية. (بلا تاريخ). المنار المنيف في الصحيح والضعيف. مكتبة المطبوعات الإسلاميّة.
- محمد بن عيسى بن سورة الترمذي. (بلا تاريخ). الجامع الصحيح سنن الترمذي. بيروت: دار إحياء التراث العربي .
Sources and references
1-abn jarir altabri. jamie albayan. dar alfikr liltabaeat walnashr waltawzie.
2-. Ibn Hajar Al-Asqalani. (1379 AH). Fateh Alpari. Beirut: House of Knowledge.
3- abn hijraleusqulani. (1408ha). alzahr alnadar fi ‘akhbar alkhudar Joga Bai، New Delhi: Islamic Research Complex.
4- Abu Al Hussein is a Muslim. (1954 AD). Sahih Muslim. Beirut: House of Revival of Arab Heritage.
5- Abu Al-Fadl Mahmoud Al-Alousi. (No date). The spirit of meanings in the interpretation of the Great Qur’an and the Seven Mutanas. Beirut: House of Revival of Arab Heritage.
6- Abu Dawood Suleiman bin Al-Ash’ath Abu Dawood Abu Dawood al-Sijistani. (No date). Sunan Abi Dawood. Thought House.
7- Abu Abdullah Al-Bukhari. (1987 AD). Sahih Al-Bukhari (Vol. Third Edition). Yamama – Beirut: Dar Ibn Kathir.
8- Abu Muhammad Al-Hussein Bin Masoud Al-Baghawi (1997 AD). Download Milestones (Vol. Edition: IV). Good house for publishing and distribution.
9- Abi Jaafar Muhammad bin Jarir al-Tabari. (1879 AD). The history of nations and kings forward. Leiden: Braille Press.
10- Ahmed bin Ali bin Hajar Abu al-Fadl al-Asqalani al-Shafi’i Ibn Hajar. (1412 AH). The infection in distinguishing the Companions (Vol. First Edition). Beirut: Dar Al-Jeel.
11- Ismail bin Omar bin Kathir al-Qurashi، Abu al-Fida ibn Kathir. (No date). The beginning and the end. Beirut: Knowledge Library.
12- Badr Al-Din Al-Aini. (2006 AD). Mayor al-Qari explained Sahih al-Bukhari.
13- Syed Qutb. (No date). In Shadows of the Qur’an (Vol. Edition: First). ، Peshawar – Pakistan: Shahid Azzam Media Center.
14- Shams al-Din al-Qurtubi. (2003 AD). All-inclusive provisions of the Qur’an. Riyadh، Kingdom of Saudi Arabia: The World of Books House.
15- To Abi Abdul Rahman Al Khalil bin Ahmed Al Farahidi. (1409 AH). The Eye Book (Vol. Edition: Second). Iran: Dar Al-Hijrah Foundation.
16- Imam Shams al-Din Abi Abdullah، known as Ibn Qayyim al-Jawziya. (No date). Al-Manar Al-Munif in the right and the weak. Library of Islamic Publications.
17- Muhammad bin Isa bin Surah al-Tirmidhi. (No date). Whole correct Sunan al-Tirmidhi. Beirut: House of Revival of Arab Heritage.
18-Muhammad bin Isa bin Surah al-Tirmidhi. (No date). Whole correct Sunan al-Tirmidhi. Beirut: House of Revival of Arab Heritage.
[1] – أستاذ مساعد فيكلية العلوم الإسلامية قسم الأديان المقارنة في جامعة تكريتraad.kadehem.azeez@gmail.com
[2] – صحيح البخاري ، كتاب العلم ، باب ما ذكر في ذهاب موسى في البحر إلى الخضر، ج1 ص 40 رقم (3219) .
[3] – صحيح مسلم ، باب من فضائل الخضر، كتاب الفضائل، باب من فضائل الخضر، ج4ص1847 رقم (2380) .
[4] – صحيح البخاري ، كتاب الأنبياء ، باب حديث الخضر مع موسى ، ج3ص1246 رقم ( 3220 ) ، وصحيح مسلم ، كتاب الفضائل ، باب من فضائل الخضر ، ج4ص1847 رقم ( 2380 ) .
[5] – الجامع لأحكام القرآن ، ج11ص16 .
[6] – الزهر النضر في أخبار الخضر ، ج1ص13 .
[7] – جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، ج25ص50 .
[8] – فتح الباري ، ج6ص433.
[9] – المصدر السابق . ج6ص433 .
[10] – عمدة القاري شرح صحيح البخاري ، ج3 ص30 .
[11] – روح المعاني ، ج15 ص 320 .
[12] – صحيح البخاري ، كتاب الأنبياء ، باب حديث الخضر مع موسى ، رقم (3221) ،ج 3ص 1248 .
[13] – البداية والنهاية ، باب فضائل موسى وشمائله وصفاته ووفائه ، ج1ص327 .
[14] – الإصابة في تمييز الصحابة ، الخاء بعدها الضاد ، باب نسبه ، ج2ص287 .
[15] – في ظلال القران ، الكهف ، ص 36 .
[16] – الزهر النضر في أخبار الخضر ، ص24 .
[17] – تاريخ الامم والملوك ، ج1ص257 .
[18] – العين ، ج7 ص324 .
[19] – سنن ابي داود ، كتاب الأدب ، باب ( ما جاء ) في الرؤيا ، رقم( 5017) ، ج 2 ص5017 .
[20] – الزهر النضر في أخبار الخضر ، ص26 ـ27 .
[21] – البداية والنهاية ، ج1 ص326 .
[22] – ينظر ، معالم التنزيل ، ج5 ص197 .
[23] – صحيح مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب قوله لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم ، رقم ( 2537 ) ، ح4 ص1965 .
[24] – الحديث السّابق .
[25] – صحيح مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب قوله صلى الله عليه وسلم لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم ، رقم ( 2538 ) ، ج 4 ص 1966 .
[26] – صحيح البخاري ، كتاب الأنبياء ، باب قول الله تعالى ، رقم (3148 ) ، ج 3 ص 1210 .
[27] – المنار المنيف في الصحيح والضعيف ، ص76 .
[28] – روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ، ج15 ص 328 .
[29] – مباحث في التفسير الموضوعي ، ص 298 .
[30] – سنن الترمذي ، كتاب المناقب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب مناقب أهل النبي صلى الله عليه وسلم ، رقم (3788) ، ج5 ص663.
[31] – سنن الترمذي، كتاب العلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع ، رقم( 2676 ) ، ج 5 ص 26 .