التغييرات التي تطرأ على البنيَّة التركيبيَّة لشبه الجملة وأثرها على المعنى
حمدو العوض([1])
ملخص البحث
يطرأ على البنية التركيبيَّة لشبه الجملة تغييرات منها زيادة سوابق أو لواحق تتبع بعض ظروف الزمان لا سيما «بعد، قبل، يوم» وبناءً على ذلك ينتج لدينا صيغ متعدّدة:
بعد، بعد أن، من بعد أن، بعدما، من بعدما، بعد إذ. قبل، قبل أن،من قبل أن. يوم، يومئذٍ.
وبعد استقراء الشّواهد في القرآن الكريم لكلّ من هذه الصيغ رأى الباحث أنّ كل صيغة تنفرد بمعنى لا تؤديه صيغة أخرى. فصيغة « بعد أن» تحمل دلالة زمنيّة مختلفة عن صيغة «من بعد أن» وصيغة «بعدما» تحمل دلالة معنويّة متعدّدة عن صيغة «بعد إذ»، وكذلك الظرف «قبل» فصيغة «قبل أن» تحمل دلالة زمنيّة متعدّدة عن صيغة «من قبل أن» والظرف المركب «يومئذٍ» يحمل دلالة متعدّدة عن الدلالة التي يؤديها وهو مجرّد عن (إذ).
Abstract
The syntactic structure of the semi-sentence undergoes changes, including the increase of precedents or suffixes that follow some conditions of time, especially “after, before, a day.” Accordingly, we have multiple formulas:
After, after they, after that, after this, after the happening of, after then, before, before they, before the happening of, a day, that day.
After extrapolating the evidence in the Holy Qur’an for each of these formulas, the researcher saw that each formula has a unique meaning that no other formula can perform. The form “after they” bears a time connotation different from the formula “after that,” and the formula “after this” bears a moral connotation different from the formula “after then”, as well as the adverb “before”, so the form “before they” carries a time connotation different from the formula “before the happening of”. In addition, the compound adverb “that day” carries a different connotation from the connotation it performs when it comes without (that).
المقدمة
إنَّ التغيير في بنية التّركيب في اللغة العربيّة يؤدي إلى تغيير في المعنى فكرةٌ طرحها الإمام عبد القاهر الجرجانيّ وتناثرت في كتابه «دلائل الإعجاز » بل ذهب أبعد من ذلك ورأى أنّ إرادة معنىً محدّد في ذهن المتكلّم سببٌ دافعٌ إلى هذا التغيير، وهذه الفكرة التي تناثرت في كتاب «دلائل الإعجاز» نضجت عند علماء اللغة في العصر الحديث لاسيما لدى الدكتور فاضل صالح السّامرائيّ في كتابه «معاني النحو» والتغيير في بنية التركيب اللغويّ تتمُّ بطرق مختلفة منها: التقديم أو التأخير أو الزيادة أو الحذف أو الاشتقاق أو الاعراب وغير ذلك. وفي ضوء هذه الفكرة رصد الباحث نوع من أنواع التغيير التي تطرأ على التراكيب العربيّة ألا وهي اختلاف اللواحق التي تلتصق ببعض ظروف الزمان لاسيما «بعد وقبل ويوم» وهذه اللواحق نوعان منها سوابق تسبق الظرف مثال: حرف الجرّ «من »ولواحق تلحق الظرف مثل الحرفين «أن» و«ما» أو الظرف «إذ». وبعد استقراء الباحث لما يمكن أن يسبق أو يلحق كلّ من هذه الظروف: «قبل أن»، «من قبل أن». «بعد أن»، «من بعد أن»، «بعدما»، «من بعدما»، «بعد إذ».« يوم»، «يومئذٍ».
رأى أنّ لكل صيغة دلالة خاصّة لا يمكن أن تؤديها صيغة أخرى فعمل الباحث على بيان دلالات الصيغ المختلفة لبيان الفروقات الدلاليّة أو الزمنيّة فيما بينها فأجرى مقارنة بين الصيغتين «قبل أن»، «من قبل أن» وفسّر الفروقات الدلاليَّة بينهما. وأجرى مقارنة بين الصيغتين «بعد أن» و«بعدما» لبيان الفروقات الدلاليّة بينهما. وعمد إلى استقراء الشواهد التي أضيف فيها كلّ من الظرفين (بعد) و(يوم) إلى الظرف (إذ) موضحاً الدلالات الناتجة عن كلّ من الصيغتين «بعد إذ» و«يومئذٍ».
التركيب لغةً
يقول الفيروز آبادي ت ۸١۷ ه: “ركَّبه تركيبًا: وَضَعَ بعضه على بعض، فتركَّب وتراكب”([2]). وجاء في المعجم الوسيط: «التركيب: تأليف الشيء من مكوناته البسيطة، ويقابله التحليل»[3].
يتضح من التعريفين السابقين للتركيب – أو للفظ الفعل (ركَّبَ) بمعناه اللغويِّ – أنَّه ضمُّ شيءٍ إلى شيْ، ووضعُ شيء على شيْ ؛حيث يصيران في سياجٍ واحد ولحْمةٍ واحدة.
التركيب اصطلاحًا
جاء تعريف التركيب عند النحاة القدامى تحت باب:ائتلاف الكلمات ؛ يقول أبو علي الفارسيِّ ت٣۷۷ه: «الاسم يأتلف مع الاسم؛ فيكون كلامًا مفيدًا؛ كقولنا: عمرُ أخوك، وبشرٌ صاحبك، ويأتلف الفعل مع الاسم؛ فيكون ذلك كقولنا: كتبَ عبد اللَّه، وسُرَّ بكر»([4]) فالتركيب من خلال كلام أبي عليِّ الفارسيِّ ضمٌّ أو رصفٌ اسمٍ إلى جانب اسم، أو فعل إلى جانب اسم؛ ليكون كلامًا مفيدًا يؤدي وظيفته الاتصاليَّة ويقبله المتلقي؛ وهو على عدَّةِ صور، فقد يكون مركَّبًا من اسمين وهو الجملة الاسميَّة، أو من فعلٍ واسم وهو الجملة الفعليَّة، وقد يطول التركيب فيتصل به ما تتُمُّ به الفائدة؛ كشبه الجملة – من الظرف والجار والمجرور – والمفاعيل بأنواعها، وغيرها من المكملات التي وإن كانت غير أصليَّة في الجملة من ناحية الظاهر أو اللفظ، فإنَّها أصليَّة جدًا من ناحية المعنى والدلالة؛ إذ إنَّها تظهر من وقع عليه فعل الفاعل، أو توضّح حاله وهيئته، أو غاية فعله.
شبه الجملة
هي الظرف، أو الجار والمجرور اللذان يتعلّقان بالفعل أو الاسم أو الحرف. وسميت شبه جملة لأنّها تتألف من كلمتين أو أكثر، أو لأنها ليست بالكلمة وليست بالجملة، وهي قريبة من الجملة إذا تعلَّقت بالفعل وقريبة من المفرد إذا ما تعلَّقت بالاسم، ولا بدَّ من تعليق شبه الجملة لأنَّ معناها لا يتضح إلَّا بالتعليق[5]. الظرف عند النحاة زمان[6]، أو مكان، ما ضُمِّنَ معنى الظرفيَّة باطراد، أو اسم عرضت دلالته على أحدهما، أو اسم جارٍ مجراه. إنَّ التغييرات التي تطرأ على التراكيب في اللغة العربيَّة من تقديم أو تأخير، أو زيادة أو حذف هي تغييرات يعمد إليها المتكلّم لأداء أغراض دلاليَّة مرادة، عملتُ على رصد نماذج من هذه التغييرات التي تطرأ على شبه الجملة المتضمِّنة أحد ظروف الزمان: (قبل، بعد، يوم). فظرفا الزمان (قبل، وبعد) يمكن أن يُسبقا بحرف الجرّ «من»، ويلحقا بـ«أن أو ما». وينفرد الظرف (بعد) في إمكانيَّة أن يتبعه الظرف «إذ» ليتكوَّن ظرفًا مركبًا مثل -«بعد إذ». فالنّماذج التي يمكن أن تحصل عليها بناءً على مايسبق هذين الظرفين من سوابق أو ما يمكن أن يتبعهما من لواحق هي:
١- قبل: قبل أن، من قبل أن.
٢- بعد: بعد أن، من بعد أن، بعد ما، من بعد ما، بعد إذ. والظرف يوم يمكن أن يضاف إلى الظرف إذ (يومئذٍ).
إنَّ هذه التغييرات التي تطرأ على شبه الجملة بناءً على ما يمكن أن يسبق الظرف أو ما يلحق به هي تغييرات يعمد إليها المتكلّم لأداء دلالات معيَّنة فصيغة «قبل أن » تحمل دلالةً زمنيَّة مختلفة عن صيغة «من قبل أن»، وصيغة «بعدما» تحمل دلالة معنويّة متعدّدة عن الدلالة المعنويَّة التي تحملها صيغة «بعد إذ». قال عبد القاهر الجرجانيِّ: «وإذ عزمتَ أنَّ مدار أمرِ «النّظم» على معاني النّحو وعلى الوجوه والفروق التي من شأنها أن تكون فيه، فاعلم أنَّ الفروق والوجوه كثيرة ليس لها غاية تقف عندها، ونهاية لا تجدُ لها ازديادًا بعدها، ثمَّ اعلم أنَّ ليست المزيَّة بواجبة لها في أنفسها، ومن حيث هي على الإطلاق، ولكن تعرض بسبب المعاني والأغراض التي يوضع لها الكلام، ثمَّ بحسب موقع بعضها من بعض واستعمال بعضها مع بعض.»[7] «إنّ الأوجه النحويَّة ليست مجرَّد استكثار من تغييرات لا طائل لها تحتها، كما يتصور بعضهم، وإنَّ جواز أكثر من وجه تعبيريِّ ليس معناه أنَّ هذه الأوجه ذات دلالة معنويَّة واحدة، وإنَّ لك الحقّ أن تستعمل أيها تشاء كما تشاء وإنَّما لكلِّ وجه دلالته فإذا أردت معنى ما لزمك أن تستعمل التعبير الذي يؤديه، ولا يمكن أن يؤدي تعبيران مختلفان معنى واحدًا، إلَّا إذا كان لغة، نحو قولك «ما محمد حاضرًا» و«ما محمد حاضرٌ»، فالأولى لغة حجازيَّة، والثانية تميميَّة، ولا يترتب على هذا اختلاف في المعنى. وفيما عدا ذلك لا بدَّ أن يكون لكل تعبير معنىً، إذ كل عدول من تعبير إلى تعبير، لا بدَّ أن يصحبه عدول من معنى إلى معنى، فالأوجه التعبيريَّة المتعددة، إنَّما هي صور لأوجه معنويَّة متعددة»[8]
«في العربيَّة مساحة واسعة للتّعبير عن المعنى، فلا يعُبَّر عن المعنى بعبارة واحدة ولا بطريقة واحدة، بل يعبّر عنه بعبارات عدّة وبطرائق مختلفة، وهذه العبارات لا تؤدي معنى متماثلًا البتة بل إنَّ كل عبارة تختلف عن معنى العبارة الأخرى شيئًا من الاختلاف قليلًا أو كثيرًا وإن كانت كلَّها يجمع بينها معنىً عام.»[9]
١- الفروقات الدلاليَّة والزّمنيَّة بين الصّيغتين «قبل أن» و«من قبل أن»
- «قبل أن»
في العودة إلى القرأن الكريم ﴿قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم هذا مكرٌ مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون﴾[10] إنَّ مشكلة فرعون كامنة في إيمان السّحرة بما جاء به موسى عليه السّلام وهذا المعنى المراد هو سبب عدم سبق الظرف (قبل) بـ(من)، فلو سُبقَ الظرف قبل بـ(من) لكان المعنى قائمًا على أنَّ مشكلة فرعون تكمن في أنَّ السحَرة آمنوا قبل الإذن لهم. قال تعالى:﴿قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددًا﴾[11] فكلمات اللَّه لا تنفد، فلا يمكن سبق الظرف قبل «من» لأنَّ من تدلُّ على ابتداء الغاية وماله بداية له نهاية. قال تعالى: ﴿قال يا أيُّها الملأ أيُّكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين﴾[12]. أي قال سليمان لمن عنده: أيكم يأتيني بسرير ملكها قبل أن يأتوني طائعين، وهو على علمٍ أنَّهم آتون إليه لكنهم لم يصلوا. وهذه الدّلالة الزمنيَّة المحدّدة هي سبب عدم إضافة (من)، فلو أضيف لكان المعنى قائمًا على أنهم لم يأتوا إليه بعد.
وهذا تفسير عدم دخول (من) على الظرف (قبل) في قوله تعالى: ﴿أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك هذا وإنّي عليه لقويٌّ أمين﴾[13]. وقوله تعالى: ﴿أنا آتيك به قبل أن يرتدَّ إليك طرفك﴾[14].
ب- «من قبل أن»
قال تعالى: ﴿فإن طلقتموهنَّ من قبل أن تمسوهنَّ وقد فرضتم لهنَّ فريضة فنصف ما فرضتم إلَّا أن يعفون أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح﴾[15]. أي إن طلقتم النساء بعد العقد عليهن ولم تجامعوهنَّ. أفادت «من» دلالة مفادها أنَّ الفعل اللاحق للظرف والحرف المصدريِّ «أن» لم يحصل. فحذف «من» يفسد المعنى. قال تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا أنفقوا ممَّا رزقناكم من قبل أن يأتي يومٌ لا بيع فيه ولا خلّة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون﴾[16]. أي: أنفقوا قبل مجيء يوم القيامة الذي لم يأتِ بعد. وهذا سبب إضافة (من) إلى الظرف (قبل) في الآيات التي تحثُّ المؤمنين على الطاعة قبل إتيان الموت. قال تعالى: ﴿إنَّ جزاء الذين يحاربون اللَّه ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطّعَ أيديهم وأرجلهم من خلافٍ أو ينفوا في الأرض ذلك لهم الخزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم.إلَّا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أنَّ اللَّه غفورٌ رحيم﴾[17]. أي: من تاب قبل قدرة المسلمين – قبل أن تكون الغلبة ورجوح الكفة للمسلمين – يُغفر له، ومن تاب أثناء غلبة المسلمين ورجوح كفّتهم لا يغفر له.فإضافة (من) أدَّت دلالة زمنيَّة محدّدة، وحذفها يفسد المعنى. رأينا في الشّواهد السّابقة أثر إضافة (من) السّابقة للظرف أو حذفها على المعنى. أمَّا اختلاف اللواحق التالية للظرف وأثرها على اختلاف المعنى فخير شاهد على ذلك مايلحق الظرف (بعد) من لواحق مثل أن) المصدريَّة، و(ما) المصدريَّة الزمانيَّة، والظرف (إذ): (بعد أن)، (بعد ما)، (بعد إذ).
الفروقات الدلاليَّة بين صيغة «بعد أن» و«بعد ما»
ورد الحرف المصدري (أن) لاحقًا للظرف (بعد) في القرآن الكريم في أربع آيات كريمة،دخل على الفعل الماضي لفظاً ومعنىً كما في قوله تعالى: ﴿وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي﴾[18]. دَخَلَ الحرف المصدريِّ (أن) اللاحق للظرف (بعد) على فعل ماضٍ لفظاً ومعنىً (نَزَغَ). وقال تعالى: ﴿وهو الذي كفَّ أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكَّة من بعدِ أن أظفركم عليهم﴾[19]. دخلَ الحرف المصدريِّ (أنَّ) اللاحق للظرف بعد على الفعل الماضي لفظاً ومعنىً «أظفركم». كما يدخل الحرف المصدريِّ «أن» اللاحق للظرف بعد على الفعل المستقبليِّ لفظاً ومعنىً نحو قوله تعالى:” وتالله لأكيدنَّ أصنامكم بعد أن تولّوا مدبرين”[20]. دَخَلَ الحرف المصدريِّ أن على الفعل المستقبليِّ لفظاً ومعنىً «تولَّوا». وقال تعالى:﴿وكم من ملكٍ في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلَّا من بعد أن يأذن اللَّه لمن يشاء ويرضى﴾[21]. دخل الحرف المصدريِّ (أن) على الفعل المستقبليِّ لفظاً ومعنىً «يأذن». نلاحظ دخول الحرف المصدريِّ (أن) اللاحق للظرف (بعد) على الأفعال الماضية والمستقبليَّة، وعلى أفعال الحركيَّة مثل «تولوا مدبرين» وغير الحركيَّة مثل «نَزَغَ»و «يأذن». أمَّا الحرف المصدريِّ (ما) اللَّاحق للظرف (بعد).
فقد وردَ ذلك في ثلاثٍ وثلاثين آيةٍ كريمة، ثلاثون منها سبق فيها الظرف (بعد) بـ(من) الجارَّة، ولم يدخل إلَّا على الأفعال الماضية لفظاً ومعنىً غير الحركيَّة مثل:أفعال العلم، والتبيان، والمعرفة، والظن، والرؤية، والاستجابة، والفتنة، واليأس والقنوط، وغير ذلك كما سنوضح ذلك في الشواهد اللاحقة. وبإمعان النظر في الآيات الكريمة التي تتضمن هذا الظرف نجدها تنقسم قسمين:
١- جملٌ يستنكر فيها ويقبح حدوث الفعل المتعلَّق به السابق للظرف بعد حدوث الفعل اللاحق للظرف (بعد) والحرف المصدريِّ (ما) وهذا النوع هو الأكثر ورودًا في القرآن الكريم قال تعالى: ﴿ثمَّ بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجنُنَّه حتى حين﴾[22]. أي: ثمَّ ظهر للعزيز وأصحابه – من بعد ما رأوا الأدلة على براءة يوسف وعفته – أن يسجنوه إلى زمنٍ يطول أو يقصر، منعًا للفضيحة. فيستنكر عليهم فعلهم هذا لا سيَّما بعد رؤية مايدلُّ على براءته، وهذه الدلالة ولدت من مجمل التركيب؛ من اجتماع الفعل المتعلق به + من + بعد + ما + الفعل. فالتراكيب في اللغة العربيَّة تحمل دلالاتٍ مستمدة من ضم الألفاظ بعضها إلى بعضٍ؛ فاجتماع معاني الألفاظ يؤدي الغرض الدلاليِّ من الجملة، وقد تؤدي معنى آخر مستمد من مجمل التركيب مثل أسلوب التعجب (ما أفعله)، فمعنى التعجب لم يأتِ من (ما) مفردة أو من صيغة (أفعل) وإنَّما جاء من مجمل التركيب، والشّاهد السابق دليلٌ على فساد مذهب من رأى أنّ (ما) بعد الظرف تدلُّ على الامتداد الزمنيِّ حصرًا، فرؤية الآيات في الآية الكريمة السابقة هي رؤية قميص يوسف عليه السلام ومعرفة من أين قُدَ؟ قال تعالى: ﴿أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام اللَّه ثمَّ يحرفونه من بعد ماعقلوه وهم يعلمون ﴾[23]. يستنكر عليهم تحريف كلام اللَّه بعد ما عقلوا حقيقته، ونجد هذا المعنى في الآيات الآتية:
﴿ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنَّك إذاً لمن الضالين﴾[24]
﴿إنَّ الذين يكتمون ما أنزلنا من البيناتِ والهدى من بعد ما بيناه للنَّاس في الكتاب أولئك يلعنهم اللَّه ويلعنهم اللاعنون﴾[25]
﴿فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أنَّ اللَّه عزيزٌ حكيم﴾[26]
﴿سَلْ بني إسرائيل كم آتيناهم من آيةٍ بيَّنةٍ ومن يبدّل نعمة اللَّه من بعدما جاءته فإنَّ اللَّه شديد العقاب﴾[27]
﴿وما اختلف فيه إلَّا الذين أوتوه من بعدما جاءتهم البينات بغياً بينهم﴾[28]
﴿ولو شاء اللَّه ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر﴾[29]
﴿إنَّ الدين عند اللَّه الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلَّا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم ومن يكفر بآيات اللَّه فإنَّ اللَّه شديد الحساب﴾[30]
﴿فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثمَّ نبتهل فنجعل لعنة اللَّه على الكاذبين﴾[31]
﴿ولا تكونوا كالذين تفرَّقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات وأولئك لهم عذابٌ عظيم﴾[32]
نجد أنّ الآيات الكريمة السابقة يجمعها معنى مفاده استنكار حدوث الفعل المتعلّق به السابق للظرف بعد حدوث الفعل اللاحق للظرف والحرف المصدريِّ (ما).
۲- جمل يعظم فيها حصول الفعل المتعلّق به السابق للظرف بعد حدوث الفعل اللاحق للظرف والحرف المصدريّ «ما». قال تعالى: ﴿الذين استجابوا للَّه ورسوله من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجرٌ عظيم﴾[33]. إنَّ استجابتهم للَّه ورسوله من بعد ما أصابهم القرح أمرٌ عَظُم شأنه.
قال تعالى: ﴿والذين هاجروا في الله من بعد ما ظُلموا لنبوئنَّهم في الدنيا حسنة ولأجرُ الآخرةِ أكبر لو كانوا يعلمون﴾[34]. وهجرتهم في اللَّه من بعدما ظلموا أمرٌ عظمَ شأنهُ.
قال تعالى: ﴿وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الوليُّ الحميد﴾[35]
وتنزيل اللَّه للغيث من بعد ما قنطوا أمرٌ عظيم.
۲- بعد إذ
إذْ: وهي ظرف للماضي في أصل وضعها[36]، نحو«إلَّا تنصروه فقد نصره اللَّه إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار»[37]
وردَ الظرف بعد يتبعه «إذْ»في ثمانية شواهد من القرآن الكريم وبإمعان النظر في معنى الآيات الكريمة نجد أنَّ الظرف (بعد إذ) يربط بين جملتين فعليتين يشقّ على الإنسان حدوث الأولى بعد حدوث الجملة اللاحقة للظرف، وهذا سبب ورود الجمل المتعلَّق بها مسبوقة بنهي أو استنكار أو نفيٍ:
١- الجمل المتعلّق بها مسبوقة بنهي
قال تعالى: ﴿ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنَّك أنت الوهاب﴾[38]، سُبق الفعل المتعلق به «تزغ» بنهي خرج لمعنى الدعاء، فيصعب ويشقّ. على الإنسان الزيغ والضلال بعد الهدى.
﴿ولا يصدنَّك عن آيات اللَّه بعد إذ أنزلت إليك وادع ربّك ولا تكوننَّ من المشركين﴾[39] أي فلايصرفنَّك هؤلاء المشركين عن تبليغ آيات ربّك.
٢- الجمل المتعلَّق بها مسبوقة باستفهام إنكاريِّ
وقد جاء في كتابه العزيز:﴿قل أندعوا من دون اللَّه ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونردُّ على أعقابنا بعد إذ هدانا اللَّه﴾[40]. الآية الكريمة تحمل دلالة مفادها إنكار حدوث الفعل المتعلِّق به بعد حدوث الفعل اللاحق للظرف، أي إنكار أن يرتد الإنسان بعد الهدى. ﴿أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون﴾[41]. يشقُّ على الإنسان أن يُؤمر بالكفر بعد أن استقرَّ على الإسلام. ﴿قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين ﴾[42]. فالصدّ عن الهدى بعد إذ جاء أمر يشقُّ على الإنسان نتائجه.
۳- بنفي: قال تعالى: ﴿ما كان اللّه ليضلَّ قوماً بعد إذ هداهم حتى يبيَّن لهم مايتقون إنَّ اللَّه بكلِّ شيءٍ عليم﴾[43] يشقُّ على الإنسان أن يضلّ بعد أن اطمأنَّ بالهدى.
الظرف يوم
يضاف الظرف يوم إلى الظرف «إذْ» فيكونان معًا ظرفًا مركَّبًا تحذف بعده الجملة الزمنيَّة لدلالة جملة سابقة عليها ويعوض عن الجملة المحذوفة بتنوين العوض، وكثُر ورود ذلك في القرآن الكريم، فعدد الآيات الكريمة التي ورد فيها الظرف المركب «يومئذ» تسعٌ وستون آية. ويرى الباحث أنَّ الظرف المركَّب يحمل دلالات زمنيَّة ومعنويَّة محدَّدة:
أولًا: يحمل دلالةً زمنيَّة تميّزه عن الظرف «يوم ».فالظرف «يوم » يحمل دلالة زمنيَّة تشمل كامل أحداث اليوم المحدَّد في الجملة، قال تعالى:﴿وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن اللَّه وليعلم المؤمنين﴾ [44]
تفسير الآية: «وما وقع بكم من جرح أو قتل في غزوة «أحد» يوم التقى جمع المؤمنين وجمع المشركين فكان النصر للمؤمنين أولاً ثمَّ للمشركين.
ثانيًّا: فذلك كلَّه بقضاء اللَّه وقدره، وليظهر ماعلمه اللًّه في الأزل، ليميَّز المؤمنين الصادقين منكم»[45] نرى أن دلالة «يوم التقى الجمعان» تشمل كلّ الأحداث التي حدثت في ذلك اليوم حتى الأحداث التي وقعت فيه بعد انتهاء الغزوة، لاحتمال أن يجرح الإنسان في الغزوة ويموت بعد الانتهاء منها.
أمّا الظرف المركَّب «يومئذٍ» فإنَّه يحمل دلالة زمنيَّة تشمل أحداثٍ وقعت في جزءٍ من اليوم المحدّد، وهذا التحديد الزمنيّ استمدَّه الظرف «يوم » من إضافته إلى «إذْ».
قال تعالى: ﴿يا أيُّها الذين آمنوا إذا التقيتم الذين كفروا زحفاً فلا تولُّوهم الأدبار﴾ ومن يولّهم يومئذٍ دُبُرَه إلَّا متحرِّفاً لقتال أو متحيِّزًا إلى فئة فقد باء بغضبٍ من اللَّه ومأواه جهنَّم وبئس المصير”[46]
الجملة الأساسيَّة: من يولِّهم دُبُرَه إلَّا متحرِّفًا لقتال أو متحيِّزًا إلى فئة فقد باء بغضبٍ من اللَّه.
الجملة الزمنيَّة: يومئذٍ، أي: يوم إذ التقى الجمعان.
تفسير الآية: “ومن يولِّهم منكم ظهره وقت الزحف إلَّا منعطفاً لمكيدة الكفار أو منحازاً إلى جماعة المسلمين حاضري الحرب حيث كانوا، فقد استحقَّ الغضب من اللَّه، ومقامه جهنَّم، وبئسَ المصير والمنقلب”[47]. نجد أن الظرف المركَّب يحمل دلالةً زمنيَّةً تشمل جزءاً من أحداث ذلك اليوم المحدَّد أي وقت الزحف والقتال. قال تعالى:﴿وليعلم الَّذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل اللَّه أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالاً لاتّبعناكم هم للكفر يومئذٍ أقرب منهم للإيمان﴾[48]
الجملة الأساسيَّة: هم للكفر يومئذٍ أقرب منهم للإيمان.
الجملة الزمنيَّة: يومئذٍ؛ أي يوم إذ قالوا لو نعلم قتالًا لاتبعناكم.
فالظرف يومئذٍ يحمل دلالة زمنيَّة محدَّدة هي جزء من ذلك اليوم أي لمَّا قالوا: “لو نعلم قتالاً لاتبعناكم” وهذه الدلالة الزمنيَّة الخاصة استمدَّها الظرف «يوم» من إضافته إلى «إذْ». يحمل الظرف المركب «يومئذٍ » دلالات معنويّة وهي التنبيه والتأكيد والاهتمام بذلك الوقت وما يدور به من أحداث وهذا سبب كثرة استخدامه للربط بين جملتي الجملة الشاملة التي تتحدث عن أحداث يوم القيامة. قال تعالى:﴿يومَ تبدَّلُ الأرض غير الأرضِ والسماواتُ وبرزوا للَّه الواحد القهار وترى المجرمين يومئذٍ مقرَّنين في الأصفاد﴾[49].
الجملة الأساسيَّة: ترى المجرمين مقرَّنين في الأصفاد.
الجملة الزمنيَّة: يومئذٍ، أي:يوم إذ تبدَّل الأرض غير الأرض والسماوات.
استخدم النظم القرآنيِّ الظرف «يومئذٍ » للدلالة على يوم القيامة ومايدرو فيه من أحداث مذكورة في الآيتين، وذلك للعناية والاهتمام والتنبيه إلى هذا الزمن المحدَّد وأحداثه.
قال تعالى: ﴿قال هذا رحمةٌ من ربِّي فإذا جاء وعدُ ربِّي جعله دكَّاءَ وكان وعدُ ربِّي حقاً(٩٨) وتركنا بعضهم يومئذٍ يموج في بعضٍ ونُفخ في الصور فجمعناهم جمعاً﴾[50]
الجملة الأساسيَّة: وتركنا بعضهم يموج في بعض.
الجملة الزمنيَّة:يومئذٍ، أي:يوم إذ يأتيهم وعدنا.
عَمِدَ النظم القرآنيِّ إلى استخدام الظرف «يومئذٍ » للدلالة على يوم القيامة وما يدور فيه من أحداث مذكورة في الجملتين المترابطتين بالظرف، وذلك للعناية والاهتمام والتنبيه إلى هذا الزمن المحدّد وأحداثه. ﴿ونفخ في الصور فجمعناهم جمعاً(٩٩) وعرضنا جهنَّم يومئذٍ للكافرين عرضاً﴾[51]
الجملة الأساسيَّة: عرضنا جهنَّم للكافرين عرضاً.
الجملة الزمنيَّة: يومئذٍ، أي: يوم إذ نفخ في الصور. عمدَ النظم القرآنيِّ إلى استخدام الظرف المركَّب «يومئذٍ» للعناية والاهتمام والتنبيه إلى هذا الزمن وأحداثه. قال تعالى: ﴿يوم ينفخ في الصور ونحشرُ المجرمين يومئذٍ زُرقاً﴾[52]
الجملة الأساسيَّة: نحشرُ المجرمين زُرقًا.
الجملة الزمنيَّة: يومئذٍ، أي يوم إذ يُنفخ في الصور. استخدم النظم القرآنيِّ الظرف «يومئذٍ» للعناية والتنبيه إلى الزمن المحدَّد وأحداثه. قال تعالى: ﴿يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون يومئذٍ يوفيهم اللَّه دينهم الحق ويعلمون أنَّ اللَّهَ هو الحقُّ المبين﴾[53]
الجملة الأساسيَّة: يوفيهم اللَّه دينهم الحق ويعلمون أنَّ اللَّهَ هو الحقُّ المبينُ.
الجملة الزمنيَّة: يومئذٍ، أي: يوم إذْ تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون.
استخدم النظم القرآنيِّ الظرف «يومئذٍ » للدلالة على يوم القيامة وذلك للعناية به والتنبيه إليه وإلى مايدور به من أحداث مذكورة في الجملة الشاملة.ومثل ذلك قوله تعالى:﴿يوم يرون الملائكة لابشرى يومئذٍ للمجرمين ويقولون حجراً محجوراً ﴾[54]
الجملة الأساسيَّة: لا بشرى للمجرمين ويقولون حجرًا محجورًا.
الجملة الزمنيَّة: يومئذٍ، أي:يوم إذ يرون الملائكة.
وقوله تعالى:﴿ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين فعميت عليهم الأنباء يومئذٍ فهم لا يتساءلون﴾[55]
الجملة الأساسيَّة:عميت عليهم الأنباء.
الجملة الزمنيَّة: يومئذٍ، أي: يوم إذ يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين. استخدم النظم القرآنيِّ الظرف «يومئذٍ» للدلالة على يوم القيامة.
وقوله تعالى: ﴿وللَّه ملكُ السماوات والأرض ويوم تقوم الساعة يومئذٍ يخسر المبطلون﴾[56]
الجملة الأساسيَّة: يخسرُ المبطلون.
الجملة الزمنيَّة: يومئذٍ، أي: يوم إذ تقوم الساعة، استخدم النظم القرآنيِّ الظرف «يومئذٍ» للعناية والتنبيه إلى الزمن المراد وأحداثه. وممَّا سبق نرى أنَّ التغييرات التي تطرأ على شبه الجملة لا سيَّما في زيادة لواحق معيَّنة على ظروف الزمان (قبل، بعد، يوم) ليست تغييرات اعتباطيَّة وإنَّما هي تغييرات عَمِدَ إليها النظم الحكيم لأداء معانٍ زمنيَّة ومعنويَّة مرادة، فعلى الباحثين اللُّغويين رصد مثل هذه التغيرات في اللغة لمعرفة الأغراض الدلاليَّة والبلاغيَّة الكامنة وراءها، لا سيَّما في لغتنا العربيَّة المرهفة الدقيقة التعبير.
الخاتمة
وممَّا سبق نرى أنَّ التغييرات التي تطرأ على شبه الجملة لا سيَّما في زيادة لواحق معيَّنة على ظروف الزمان (قبل، بعد، يوم) ليست تغييرات اعتباطيَّة وإنَّما هي تغييرات عَمِدَ إليها النّظم الحكيم لأداء معانٍ زمنيَّة ومعنويَّة مرادة، فعلى الباحثين اللُّغويين رصد مثل هذه التغيرات في اللغة لمعرفة الأغراض الدلاليَّة والبلاغيَّة الكامنة وراءها، وأن يختار للمعنى المحدّد صيغتُه المناسبة، لا سيَّما في لغتنا العربيَّة المرهفة دقيقة التعبير.
المصادر والمراجع
١- القرآن الكريم
2- أبو علي الفارسيِّ، الإيضاح العضديِّ.
3- السامرائيِّ فاضل صالح، معاني النحو، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، عمان – الأردن، الطبعة الأولى.
4- السامرائيِّ فاضل صالح، الجملة العربيَّة والمعنى، دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان ١٤٢١ھ – ٢٠٠٠م.
5- الفيروز آباديِّ، القاموس المحيط.
6- المعجم الوسيط، المجمع اللُّغة العربيَّة في القاهرة.
7- شوقي المعريِّ، إعراب الجمل وأشباه الجمل، دار الحارس للطباعة والنشر والتوزيع، سوريا – دمشق، الطبعة الأولى ١٩٩٧م.
8– مشروع المصحف الإلكترونيِّ بجامعة الملك سعود، تطبيق “آيات” للأندرويد.
1- طالب دكتوراه في جامعة الجنان، قسم اللغة العربيّة.
[2] – القاموس المحيط ؛للفيروز آبادي، (۱/۹۱).
[3]– المعجم الوسيط؛لمجمَّع اللغة العربيَّة بالقاهرة، (۱/۳٦۸).
[4]– الإيضاح العضديِّ ؛لأبي علي الفارسيِّ، ص ٩.
[5]– إعراب الجمل وأشباه الجمل، لشوقي المعرّيِّ، ص ١٣٣.
[6]– معاني النحو (١/١٧٧).
[7] – دلائل الإعجاز، ص ۸٧.
[8] – معاني النحو، (١/۹)
[9] – الجملة العربيَّة والمعنى ص ٢٣٧.
[10] – سورة الأعراف، الآية ١۲۳.
[11] – سورة الكهف، الآية ١٠۹.
[12] – سورة النمل، الآية ٣۸.
[13] – سورة النمل، الآية ٣۹.
[14] – سورة النمل، من الآية ٤٠.
[15] – سورة البقرة، من الآية۲۳٧.
[16] – سورة البقرة، الآية ۲٥٤.
[17]– سورة المائدة، الآيتين ٣٣-٣٤.
[18] – سورة يوسف، من الآية ١٠٠.
[19] – سورة الفتح، من الآية ۲٤
[20] – سورة الأنبياء، الآية ٥٧.
[21] – سورة النجم، الآية ۲٦.
[22] – سورة يوسف، الآية ٣٥.
[23] – سورة البقرة، الآية ٧٥.
[24] – سورة البقرة، من الآية ١٤٥.
[25] – سورة البقرة، الآية ١٥٩.
[26] – سورة البقرة، الآية ۲٠٩.
[27] – سورة البقرة، الآية ۲١١.
[28] – سورة البقرة، من الآية ۲١٣.
[29] – سورة البقرة، من الآية ۲٥٣.
[30] – سورة آل عمران، الآية ١٩.
[31] – سورة آل عمران، الآية ٦١.
[32] – سورة آل عمران، الآية ١٠٥.
[33] – سورة آل عمران،الآية ١٧۲.
[34] – سورة التوبة، الآية ١١٧.
[35] – سورة الشورى، الآية ۲۸.
[36] – معاني النحو (۲/١٠٥).
[37] – سورة التوبة، من الآية ٤٠.
[40]– سورة الأنعام، الآية ٧١.
[41] – سورة آل عمران، الآية ۸٠.
[42]– سورة سبإ، الآية ۳٢.
[43]– سورة التوبة، الآية ١١٥.
[44] – سورة آل عمران، الآية ١٦٦.
[45] – آيات القرآن الكريم
[46] – سورة الأنفال، الآيتان ١٥-١٦.
[47] – آيات القرآن الكريم.
[48] – سورة آل عمران، الآية ١٦٧.
[49] -سورة إبراهيم، الآيتان ٤٨-٤٩
[50] – سورة الكهف، الآيتان ٩٨-٩٩.
[51] – سورة الكهف، الآيتان ٩٩-١٠٠.
[52] – سورة طه، الآية ١٠٢.
[53] – سورة النور، الآيتان ٢٤-٢٥.
[54] – سورة الفرقان، الآية ٢٢.
[55] – سورة القصص، الآيتان ٦٥-٦٦.
[56] – سورة الجاثية، الآية ٢٧.