استيراتيجيّة اللعب في تعلم الرياضيات لمرحلة رياض الأطفال

استيراتيجيّة اللعب في تعلم الرياضيات لمرحلة رياض الأطفال

م. أماني محمد مطر^([1])

الملخص

سنتطرق في هذا البحث إلى اعتماد استراتيجة اللعب في تعليم مادة الرياضيات في مرحلة رياض الأطفال. التعليم جزء مهم في مرحلة رياض الأطفال، لأنها وسيلة تمهيد للمرحلة الابتدائيّة ووسيلة تطوير معرفيّة نفسيّة عقليّة وانفعاليّة واجتماعيّة مهمة للطفل، ووسيلة ابتكار طرق للتعليم بعيدًا من الطرق التقليدية وغيرها ذات الفائدة المحدودة، وإن كانت هذه الوسيلة  لا تعتمد على القراءة والكتابة ولكنها تنمي مهاراته الحركيّة، وتسهل عملية التعليم وهناك العديد من استراتيجيات التّعليم المناسبة لتطوير قدراته وإيصال المعلومة بالصورة الصّحيحة إذ نسلط الضوء ونناقش استراتيجيّة اللعب في تعلم مادة الرياضيات وفوائدها.

المقدمة

هناك العديد من استراتيجيات التّعلم المختلفة، أهمها استراتيجيات التّعلم باللعب، وهي من الاستراتيجيات المهمّة في تدريس الحديثة، وعلى الرّغم من أن التّعلم من خلال اللعب فكرة بسيطة، لكنها ذات معنى عميق، إذ يساعد اللعب الأطفال على فهم العالم من حولهم من خلال الاكتشاف، ما يسمح لهم بالتطور المعرفي والاجتماعي والعاطفي والجسدي، وقد دُرِست أهمية اللعب من العديد من العلماء لاسيما علماء النّفس لأكثر من قرن . واستراتيجيّة التّعلم باللعب لها خمس خصائص هي:

أنها تعطي الطفل خِيارًا عما يريد القيام به./ أنها تشعر الطفل بالمرح وتجعل عملية التعليم ممتعة له./ تجعل الطفل يتطور تلقائيًّا بدلًا من إعطاء الأطفال نصًّا معينًا لتعلمه./ تكون الدّافع الجوهري حول ما يريد الطفل القيام به./ تخلق الاستراتيجيّة بيئة خالية من المخاطر إذ يمكن للأطفال تجربة أفكار جديدة.

وبالنسبة إلى الأطفال الصغار، غالبًا ما يكون اللعب نشاطًا كاملًا، وبالتالي فهو يساعدهم على تطوير المهارات التي سيحتاجون إليها في وقت لاحق من الحياة، فالجري والرّقص والتّسلق واللف والقفز كل هذه الأنشطة تعزز نمو العضلات، وتساعد على تحسين المهارات الحركيّة لديهم، ويبني الأطفال أيضًا إمكاناتهم وقوتهم العقليّة والعاطفيّة، وهم يتخيلون ويخلقون عوالم معقدة ومبدعة، كل هذا من خلال اللعب.

الكلمات الدالة: استراتيجيّة التّعلم باللعب ، التّعلم، رياض الأطفال.

• الفصل الاول ( منهج البحث وإجراءته)

1-1: منهج البحث: استعملت الباحثة المنهج التاريخي، هو البحث الذي يسترجع الأحداث الذي وقعت في الزمن الماضي من خلال جمع المعلومات، وتحليلها وتفسيرها بشكل دقيق عن طريق أسس منهجيّة وعلميّة، و بعد عرض هذه المعلومات يصل الباحث إلى النتائج العلميّة الواضحة. هنالك الكثير من الأمور تحدث في الماضي وتتكرر في الحاضر أو المستقبل بالتالي دراستنا لوقائع حدثت في الماضي يجعلنا نفهم الحاضر والمستقبل. (https://www.bts-academy.com/blog_det.php?page=1714)

1-2: مشكلة البحث: تتلخص مشكلة البحث في الإجابة على سؤاليين:

• هل توجد استراتيجيات التّعلم باللعب؟
• ماهي استراتيجيات تعلم الرياضيات باستخدام اللعب؟

1-3: فرضية البحث: توجد استراتيجيات للعب في تعليم مادة الرياضيات، وهذه الاستراتيجيات مفيدة في عملية التّعلم.

1-4: هدف البحث: التعرف على استراتيجيات اللعب في تعلم الرياضيات ومدى أهميتها في تلك المرحلة.

1-5: أهمية البحث: تعتمد أهمية البحث على عاملين مهمين وأساسيين هما:

العامل الأول

إن مرحلة رياض الأطفال وهي مرحلة مهمة وأساسية وتمهدية لمرحلة الابتدائيّة، تمتلك فلسفة وأهداف سلوكيّة خاصة بها، وبات دورها لا يقل أهمّية عن دور المدارس إذ إن مؤسسة رياض الأطفال تعدُّ من المؤسسات التربوية الخاصة المهمّة، لتهيئة الطفل بشكل سليم للالتحاق بالمرحلة الابتدائية من الناحية النفسيّة والتربويّة والتّعليميّة واكسابه بعض المهارات والقدرات. لقد اتفق الكثير من الباحثين على أنّ الست سنوات الأولى للطفل هي سنوات حياته المهمّة، إذ تتضح وتتكون فيها شخصيته، كما أكدت الكثير من الدراسات التربويّة أن الالتحاق بالبرامج التّعليميّة قبل المرحلة الابتدائية، تعدُّ سببًا في النجاح والاستمرار في الدراسة وبالتالي زيادة الكفاءات ما ينعكس على ازدهار البلاد.

العامل الثاني

تعد مادة الرياضيات مادة أساسية من مواد العملية التّعليميّة لجميع المراحل ومن ضمنها مرحلة رياض الأطفال لكونها أحد مقومات التّطور العلمي والتقنيّ، ويكتسب فيها الطالب المعلومات والمهارات وتتطور قدراتهم العددية والهندسيّة المتمثلة بعد الأشياء والتّعرف عليها حتى نصل إلى بناء الأشكال.

1-6: حددود البحث

• الحد الزّمانيّ: استغرق جمع بيانات البحث وتحليلها وكتابتها بشكلها النهائي من 1/10/2021 إلى 5/1/2022.
• الحد الموضوعي: استراتيجات التّعلم.

2- الفصل الثاني (الإطار النّظري والدّراسات السّابقة)

2-1: الإطار النّظري

التّعلم في الطفولة : منذ لحظة ولادة الطفل وهو بحاجة إلى الرعاية النّفسيّة والجسميّة، فالأسرة هي أول مؤسسة تربوية تلبي احتياجات طفلها ولا نظير لها بأيّ مؤسسة أخرى، من خلال الأسرة يكتسب الطفل الخبرة الحياتيّة والاجتماعيّة تساعده في تكوين شخصيته كما يكتسب أشكال متعددة من السّلوكيات ثمرة التفاعلات المتولدة داخل الأسرة ثم يأتي دور الحضانة التى ترعى أطفال ذو الثلاث سنوات، إذ يكون الطفل في هذا العمر معتمدًا على الكبار للحصول على الأمان النّفسي والحماية، وبالمقابل تمنح الحضانة الرعاية الصحيّة والعلاجيّة والاجتماعيّة وتنمي مواهبهم، وتنظم مواعيد النّوم واللعب وتعدُّ مرحلة تمهيدية لمرحلة الروضة التي تعدُّ بدورها مؤسسة تربوية اجتماعيّة تستقبل أطفال من السن الثالثة إلى السنّ السادسة ما قبل المدرسة. من الأهداف الأساسيّة للروضة هو الوصول إلى النّمو المتكامل من خلال البرامج التّعليميّة المنظمة الهادفة، وقد تعددت في الأونه الاخيرة الكثير من الأسباب التي جعلت الأهل يعتمدون ويلجأون اليها:

• المباني الحديثة تتميز بصغر حجم منازلها فقيدت حركة ولعب الأطفال فيها.
• انتشار ثقافة أهميّة الروضة وتعدد فوائدها.
• قلة الوقت الذي تخصصه الأم العاملة للعناية بأطفالها( مخطاري،2017 ).

منذ لحظة ولادة الطفل وهو يمر بمراحل، وتطورات مختفلة ومنها التطورات العقليّة والتّطورات الوجدانيّة والتطورات البدنيّة، وهناك الكثير من النظريات التربويّة والنفسيّة التي فسرت القيم المعرفيّة المتكونة أثناء مراحل نمو الطفل ويتصف ببعض الخصائص من أهمها:

• يتفاعل الطفل بصورة مباشرة مع محيطه.
• يستعمل الطفل الكلمات والرموز للتعبير عن المؤثرات الخارجيّة.
• قدرة الطفل على تقليد بعض الأمور التي حدثت خلال ساعات.
• غير قادر على حل أغلب المشكلات.
• قادر على إجراء بعض العمليات البسيطة( برهم،2003 )

دور الألعاب التّعليميّة في تعلم الرياضيات: مثل هذا العصر لحظة تحول على جميع المستويات خاصة المجال التقني والتكنولوجي؛ نظرًا للارتباط الوثيق بينه وبين قطاع التربية والتعليم أصبح من رهانات هذا القطاع و أهدافه إعادة البحث عن أساليب، وطرق تعليميّة تتماشى مع مختلف التغيرات وتدر فوائد على جميع المشاركين في العملية التربوية (معلم، متعلم..). إذ لا يقتصر دور المدرسة على مجرد عملية تلقين المتعلم أكبر قدر من المعلومات فقط بل إن تدريب العقل على التفكير هو أسمى أهدافها، فيصبح التعليم بذلك العلاقة التفاعليّة بين مكونات ثلاث: تلميذ، معرفة، معلم.

صعوبات التّعلم في المواد الرياضية : أثبتت الدراسات العلمية أنّه من 3% إلى 6% من إجمالي عدد السكان يعانون من صعوبات في تعلم المواد الرياضية. ويمكن اكتشاف ذلك عند الطفل من خلال ملاحظة مدى إدراك الطفل للمفاهيم الرياضيّة والعمليات الحسابيّة. فإنّ الطفل الذي يعاني من صعوبات في المواد الرياضية، يكون غير قادر على فهم المصطلحات الرياضية، أو فهم المعلومات والرموز الحسابيّة من دون عناء. كما أنّه لا يستطيع أن يقوم بحل العمليات الحسابيّة البسيطة، فهو لا يستطيع أن يجمع أو يطرح أو يضرب أو يقسم بشكل صحيح وسريع، حتى وإن كانت الأرقام بسيطة. وغالبًا ما تنتشر هذه الحالة بين الأطفال الذين تكون نسبة ذكائهم منخفضة بعض الشيء، وهذا لا يمنع أن هناك أشخاصًا بالغين مازالوا يعانون من هذه المشكلة https://mqaall.com/learning-difficulties-mathematics/)).

شروط اختيار الألعاب التّعليميّة: إن اختيار الألعاب التّعليميّة لتدريس تلاميذ المرحلة الابتدائيّة لا يكون اعتباطيًّا، بل يجب أن يحتكم لجملة من الشروط لعل أبرزها:

• بساطة التصميم فالألعاب المعقدة من شأنها أن تحد من حرية المتعلم.
• الإثارة و التّحفيز؛ فلا بد أن تشجع الألعاب التلاميذ على التفكير الابتكار والإبداع إضافة إلى التّعلم
• ذات حجم مناسب وسهلة التناول من قبل الفئة العمرية التي تستخدمها وأن تكون مناسبة لمستوى التلاميذ واستعداداتهم وإمكانياتهم و نموهم العقلي والبدني.
• أن تتوفر فيها قواعد السلامة المطلوبة.
• أن تكون اللعبة جزءًا من البرنامج التّعليمي أو المحتوى الدّراسي.
• أن تكون قابلة للتنفيذ في الحيز الزّمني المناسب.

أهمّية الألعاب التّعليميّة في عملية التّعلم (تعلم الرياضيات): يرتبط اللعب ارتباطًا وثيقًا بالطفولة لما له من دور فعّال في تكوين شخصية الطفل وتحسين مهاراته. وهذا ما استوجب إدراج الألعاب في عملية التّعلم فهي تتيح للمتعلمين فرصًا، لكي يكونوا إيجابيين أثناء حصة الدرس. و قد أكد الكثير من التربويين على غرار “محمود الحيلة” على أهميّة الألعاب التّعليميّة إذ إنّها:

1- توفر للمتعلم فرصة التعرف على المشكلات ومحاولة التفكير وإعمال العقل في حلها.

2- تساهم في جعل المتعلم إيجابيًّا ومساهمًا في العملية التّعليميّة بالتحليل والتفكير والمشاركة في اتخاذ القرار.

3- تساهم في التطور العقلي والاجتماعي و الإبداعي للمتعلم.

• تمثل طريقة مناسبة لمعالجة صعوبات التّعلم.

أمثلة عن الألعاب التّعليميّة المستخدمة في علم الرياضيات : من بين الألعاب التّعليميّة الموظفة في تدريس الرياضيات نذكر:

• لعبة البحث عن الكنز./ – لعبة القوة/ – لعبة السكرابل/ –لعبة المتاهة/ – لعبة البطاقات/ – الألعاب الإلكترونية/ – ألعاب الألغاز الرياضية ( برهم،2003).

         تعريف اللعب (العيد،2010) وهو ما يقوم به الطفل من نشاط معين، أو مجموعة من النشاطات المتعدّدة للمرح والمتعة، والتسلية  ومن خلال اللعب تتطور شخصية الطفل، وسلوكه من جانب الانفعالي والاجتماعي والتربوي.

كما عرف العالم بياجيه اللعب (العيد،2010) أنه أحد متطلبات نمو الطفل، وهناك علاقة وثيقة بين كل نوع من أنواع اللعب مع مراحل نمو الطفل. هنا سنتطرق للألعاب التّعليميّة.

الألعاب التّعليميّة وسيلة جذب انتباه الطفل واكتساب العديد من المعلومات، واذا كانت هذه الألعاب ضمن معايير وقوانيين تكون أداة تعلم واستكشاف ، خاصة إذا كانت الألعاب منظمة إذ تمر الألعاب بأربع مراحل وهي:

• مرحلة الإعداد: تشمل التعرف على اللعبة وقوانينها، وآليتها ومن الممكن إجراء تجربة لها قبل الدخول بها.
• مرحلة التنفيذ: عملية تمهيد للعبة وإعطاء وقت كافٍ للوصول إلى الهدف المنشود، ومناقشة المتعلمين وتوضيح أسباب فوز فريق و خسارة الفريق الآخر.
• مرحلة التقييم: مشاركة المعلم للمتعلم في تقييم مدى تحقق الأهداف.
• مرحلة المتابعة: يتابع المعلم المتعلمين لمعرفة الخبرات التي اكتسبها المتعلمون.

الألعاب التّعليميّة لها مزايا عديدة لما لها من تأثير إيجابي على المتعلم ومنها:

• تقوّي ملاحظة وانتباه المتعلمين وتنمي لديهم سرعة التفكير.
• التفاعل الاجتماعي أثناء اللعب يحوّل المتعلم السلبي إلى متعلم إيجابي.
• تحفز العقل على التفكير وتساعد على التخيل.
• تضيف جو المرح والتسلية للمتعلمين.
• يتعرف المتعلم على ميوله واهتمامه (العيد،2010).

والجدير بالذكر هناك عدة عوائق تحول دون استخدام اللعب أثناء التّعلم:

• الأعداد الكبيرة في الفصول الدراسية.
• نقص خبرة المعلمين.
• عدم توفر مكان مناسب للتطبيق.
• الشّعور بالاحباط للمتعلم تحدّ من تطور قدراته ومهاراته.
• شعور المتعلم بالمسؤولية أمام الجميع ( وود و روجرز/ ترجمة د. خالد العامري،2009)

انتقل التعليم القديم الذي كان يعتمد على استراتيجيات تقليديّة، أساسها الاعتماد على المعلم إلى التعليم الحديث الذي يعتمد على الاستراتيجيات الحديثة التي تعتمد على مشاركة المتعلم في عملية التّعلم.

تغيرت أساليب التدريس واستراتيجياته، فقد كان التعليم يتمحور بشكل أساسي على المعلم أما الاستراتيجيات الحديثة تضع المتعلم هو محور التعليم، إذ أصبح للمعلم مهام وواجبات اضافية كتطوير قدرات المتعلمين العقلية، ويتواصل ويتفاعل معهم ويزودهم بأساس قوي وخبرات تعليميّة وبالتالي يبني المتعلم معرفته بنفسه.

ننتقل إلى التعاريف المهمّة لمفهوم استراتيجيّة التّعلم باللعب لبعض العلماء  ومنهم الهويدي ( داوود،2019) إذ عرّفها أنّها مجموعة من النشاطات ذو هدف محدد، يقوم بها المعلم أو مجموعة من الطلبة لتحقيق الأهداف في جميع مجالاتها.

تعريف آخر للغامدي (داوود، 2019) وعرفه أنّه نشاط يقوم به المعلم وموجه للطالب لتحقيق أهداف معينة كتطوير سلوك المتعلمين، وقدراتهم العقليّة والوجدانيّة والنفسيّة إضافة المرح والتسلية في الوقت ذاته.

وعرّف الخفاف (داوود، 2019) استراتيجيّة التّعلم باللعب أنّها نوع معين من أنواع الألعاب يخطط لها المعلم ضمن قوانين وبرامج وأدوات خاصة لتحقيق الأهداف التّعليميّة المرغوبة ثم تجري عملية التجريب وبعدها التطبيق ( داوود، 2019).

2-2: الدراسات السابقة

بصورة عامة أشارت جميع الدّراسات التي ناقشت أهمّية التّعلم باللعب بأنّها استراتيجيّة ناجحة في تطوير مهارات المتعلمين، وقدراتهم الفكرية وبالأخص إذا كانت هذه الاستراتيجيّة مخطط لها بصورة جيدة واختيار الأنشطة المناسبة  ومن الدراسات التي اهتمت بهذا الموضوع:

• دراسة فوس و آخرون (الوريكات و الشوا، 2016) ناقشوا مدى تأثير التّعلم باللعب في زيادة دافعيّة الطالب اتجاه التّعلم. وقد كانت الدراسة مكونة من (235) طالبًا لأربع مدارس دولة هولندا تقسمت إلى مجموعتين تكونت المجموعة الأولى من (128) والثانية تكونت من (107) طالب، اعتمدت المجموعة الأولى الذاكرة في بناء الألعاب، أمّا المجموعة الثانية أعتمدت على الألعاب الجاهزة. وكانت النتائج لصالح المجموعة الأولى، وقد لوحظ فرق كبير في دافعية الطالب وترك أثر كبير في التّعلم عن المجموعة الثانية.
• دراسة جنبري وآخرون (الوريكات والشوا، 2016) ناقشت مدى تأثر تعلم مفاهيم الرياضيات في المرحلة الأساسية بالألعاب التّعليميّة، تكونت الدّراسة من (50) طالبة من الصف الأول قسمت إلى مجموعتين كل مجموعة تحتوي على (25) طالبة الأولى تجريبيّة والثانية ضابطة، استخدم فيها استبانة اختبار لقياس مستوى تعلمهن وقد تكونت الاستبانة من (30) سؤال عن مفاهيم الرياضيات الموجودة في المنهاج، خلال (8) جلسات قدمت نوعين من الألعاب التّعليميّة وطبق الاختبار القبلي، والاختبار البعدي على المجموعة الأولى (الضابطة) والمجموعة الثانية (التجريبية) وكان للألعاب التّعليميّة الأثر الإيجابي في تعلم المصطلحات الرياضية في الطرح و الجمع (الوريكات و الشوا، 2016).

ومن النظريات المهمّة التي اعتنت بالتّطور المعرفي للطفل نظرية بياجية التي قسمها إلى أربعة مراحل سنسلط الضوء على المرحلة الثانية، وهي مرحلة ما قبل العمليات كونها تشمل  الفئة العمرية لرياض الأطفال إذ إنّها تمتد من السنة الثانية إلى السنة السادسة وفي هذه المرحلة يستعين الطفل بالكلمات، والرموز حتى يعبّر عن المؤثرات المحيطة به وهو أيضًا قادر على تقليد بعض الأفعال ولهذا سُميت بمرحلة الرمزية.

أمّا العالم برونر نذكر من نظريته التي تتكون من ثلاث مراحل مرحلتين فقط، إذ يصف فيهما مرحلة رياض الأطفال كالآتي:

• المرحلة التّمثيليّة: وهي المرحلة التي يستنتج بها الطفل شيء ما من شيء آخر وتشمل أطفال سنة الثانية إلى السنة الرابعة.
• المرحلة الرّمزية: وتشمل الأطفال من السن الخامسة إلى سن السادسة يكون قادر على استيعاب اللغة العامة والقصص التي تحتوي على صور.

ننتقل إلى نظرية دينيس وتتكون من خمسة مراحل:

• مرحلة الاكتشاف: لا يرى الطفل في هذه المرحلة شي مشترك بين الكرة والبرتقالة على سبيل المثال سوى شكلهما الدّائري.
• مرحلة الاستنتاج: يميز الطفل في هذه المرحلة التشابهات بين الأشياء، فيدرك أن هناك شيئًا مشتركًا بين الكرة و البرتقالة.
• مرحلة التمثيل: في هذه المرحلة يمتلك الطفل القدرة على تمثيل الأشياء بشكل مجرد فمن الممكن تمثيل شيء كروي برسم دائرة.
• مرحلة الرمزية: في هذه المرحلة يصف الطفل شي ما باستخدام الرموز والكلمات.
• المرحلة التّشكيليّة: هنا الطفل قادر على وصف الأشياء، التي تمتلك بعدين أو ثلاثة وبالتالي يتعرف على الأشكال المجسمة والاشكال المستوية(برهم، 2003).
• الفصل الثالث

الروضة هي البيئة التّعليميّة الأولى للطفل فمن خلالها يبدأ بإكتساب المفاهيم، والحقائق التي تدور من حوله في ما إذا كانت البيئة مناسبة و محفزة للتعليم.

أكد (مصطفى، 2005) إذا كانت السّنوات الأولى للطفل (مرحلة رياض الأطفال) بيئة هادئة يؤدي ذلك إلى نموه بصورة سليمة.

وبيّن (albertyn, 2001) أن الروضة هي المكان الأفضل في تنمية مهارات الطفل، ومساعدته على المشاركة واكتساب مفاهيم تساعده للتأقلم مع الحياة.

في الجدول أدناه مقارنة بين الاستراتيجيّة التقليديّة واستراتيجيّة التّعلم باللعب ومن خلاله توضيح نقاط مهمة ومحورية لكلا النوعين:

ت	الاستراتيجيّة التقليديّة	استراتيجيّة التّعلم باللعب
1	المنهج الدراسي يعتمد على التطبيق المجرد للرياضيات	المنهج الدراسي يعتمد على ربط الرياضيات بالواقع
2	المعلم هو محور التعليم	المتعلم هو محور التعليم
3	تنمية المهارات و القدرات تكون بشكل محدود	تنمية مهارات المتعلم و تطوير قدراته
4	وقت الدرس مخصص فقط لالقاء المعلومات وحفظها من قبل المتعلم	اكتساب المعلومات مع التسلية و المرح اثناء الدرس
5	اكتساب معلومات اقل و بوقت اكبر	اكتساب المعلومات بشكل اكبر واسرع
6	من الصعب اكتشاف المشكلات التي تواجهة المتعلم	ممكن تحديد المشكلات التي يواجهها المتعلم
7	الاستقلال التام للمتعلم	خلق روح التعاون بين المتعلمين
8	لا تساعد في تكوين الصداقات	تكوين الصداقات بين المتعلمين
9	صعوبة ترسيخ المفاهيم الاساسية	طريقة جيدة لترسيخ المفاهيم الاساسية لمادة الرياضيات
10	طريقة التّعلم فيها محدودة الحواس	طريقة التعليم فيها متعددة الحواس

عنددما تكون استراتيجيّة التّعلم توصّل مفاهيم علميّة صحيحة ،ودقيقة بشكل فعال و من دون ملل وأثناء اكتساب المتعلم هذه المفاهيم، يكتسب خبرات اجتماعية حياتيّة نفسيّة تصقل شخصيته تجعل منه شخصًا إيجابيًّا وسويًّا يتفاعل مع زملائه داخل الصف، كما أنّها توازن بين التنمية الاجتماعيّة والتنميّة المعرفيّة بالتالي هي استراتيجيّة ناجحة وهذا ما ينطبق على استراتيجيّة التّعلم باللعب.

• الفصل الرابع

4-1: الاستنتاجات

إن الألعاب التّعليميّة لها أثر كبير على مهارات التفكير الرياضي، إذ يعدُّ التفكير من الأسس والركائز المهمّة التي تقوم عليها الرياضيات كعلم أو كمنهج تدريس. ولإتقان مهارات التفكير الرياضي يجب على المدرس أن يبذل جهدًا كبيرًا، فهو ليس بالأمر السهل وخصوصًا بالنسبة إلى الصغار، لذلك يستوجب انتقاء الطرق والأساليب المناسبة لتسهيل العملية التّعليميّة إذ إنّ استخدام الألعاب، هو أمر مناسب لتنمية مهارات التفكير في الرياضيات فهم في أمسّ الحاجة إلى اللّعب الذي يهدف إلى تحفيز التلاميذ. و أيضًا إلى إبعاد الملل والسأم ما يزيد من فرص تنمية التفكير كما أنّ استخدام الأنشطة والألعاب الممتعة والمشوقة تحثّ التّلميذ على بذل مزيد من الجهد في حلّ النشاط  وإثبات قدرته على ذلك بمشاركة مجموعة و تحقيق ذاته.

4-2: التوصيات

• رفع مستوى إدراك المعلمين بأهمّية استراتيجيّة اللعب، واعتماده كوسيلة أساسيّة في تعليم مادة الرياضيات.
• تصميم ألعاب تعليميّة جديدة تتفق مع مرحلة رياض الأطفال يراعى فيها شرط السّلامة والسهولة.

4-3: المقترحات

• إجراء دراسات أخرى عن أهمّية اللعب في تعليم المواد الدراسيّة كافة.
• تضمين المنهاج التعليميّ ألعابًا للتعليم على أن تكتب بطريقة سهلة، ومرفقة بالصور والرموز التي يميل اليها طلاب مرحلة رياض الأطفال.

المصادر باللغة العربيّة

1- أريج برهم (2003): دراسة تحليلية للمحتوى الرياضي في المنهاج الوطني التفاعلي لمرحلة رياض الأطفال ، كلية العلوم التربوية، الاردن.

2- ريضة العيد (2010): الألعاب التربوية ، وزارة التربية.

• عائشة عبدالله الوريكات وهلا حسين الشوا (2016): أثر تدريس الرياضيات باستراتيجيّة التّعلم باللعب في اكتساب المهارات الرياضية وتحسين مهارات التواصل الاجتماعي لدى طلبة الصف الأول الأساسي في الأردن، الأردن.
• فهيم مصطفى (2005): الطفل والمهارات الحياتية في رياض الأطفال والمدرسة الابتدائية، دار الفكر العربي، القاهرة.
• ليز وود وسو روجر (2009): التعليم من خلال اللعب، ترجمة د. خالد العامري، دار الفاروق للنشر، القاهرة.
• نصيرة طالح مخطاري (2017): التربية والتعليم في رياض الأطفال، الجزائر.
• وسام حسن داوود (2009): أثر استخدام استراتيجيّة التّعلم باللعب في تدريس اللغة العربية في تنمية مهارات التفكير الناقد لدى طلبة السادس الابتدائي في محافظة بغداد، العراق.

المصادر باللغة الإنكليزية

• Al bertyn, R. M. Kapp, C. A. W groerewald, C.J. (2001): patterns of Empowerment in Individuals through the Course of Life Skills Programmers in Studies in the Education of Adults, Issue Empowerment.

[1]– قسم الرياضيات – كلية التربية الاساسية – جامعة الكوفة – aammmm220@gmail.com