نُحِبُّكِ! لا تتركينا!
أيَّتها الحياةُ انظري
في غياهِبِ الشَّفَق!
تأمَّلي مصغيةً
في صمتِ الوَدَق!
افتحي الأسرارَ المخفيَّةَ
بمفاتيحِ الغَلَق!
إنَّما الموتُ حياةٌ توهَّجَت
في دياجيرِ الأَلَق!
موتٌ يَتْبَعُهُ نِداء!
******
زورقُ الموتِ يا بلدي
بِهِمُ انْطَلَق!
الرَّدى بِهِمُ قد رحَّبَ
باسمهِمُ نَطَق!
ها قد ناداهُمُ صوتُ المنايا
إذ جاءَهُمُ يَتَلَوَّنُ
بألوانِ الغَرَق!
دمعٌ في عمقِ الرَّجاء!
******
يا بلادي ما فعلْتِ بنا؟
ها قد أظلم ضياءُ الشَّفَق!
في ضجيجكِ يا بلادي
كلُّهُمُ صَمَتَ فَمَا نَطَق!
يومًا ما كانَت بلادي حضارةً
في أَلَق!
كانت والحضارةُ في ودٍّ
وفي وسَق!
ليلٌ أضاءَتْهُ ذُكاء!
******
يومًا ما كانت بلادي في ضياءٍ
واسم بلادي في قلوبِ العالمِينَ
في دَفَق!
كلُّ من عرفكِ أحبَّكِ
وفي ذاك صَدَق!
حضارة بلادي للعالَمِينَ
بالعلمِ ممطرةٌ
كأنَّما هي سحائبُ قد جاءتَ
بسيولِ الوَدَق!
أريجٌ في عبقٍ من ذَكاء!
******
لكنَّنَا تركنا علومَنَا
وبالضلالة قلبُنا اعتَلَق!
وأظلمَ نورُ الوطنِ
وبات ضياؤُهُ ظلامًا من غَسَق!
انهضي يا بلادي!
لماذا عدوُّكِ خيراتِكِ سَرَق؟
تركَكِ رمادًا ما فيكِ شيءٌ
إلَّا قد احتَرَق!
صمتٌ في كيانِ البكاء!
******
يا بلادي انهضي!
ما لكِ لا تفهمين حالات القَلَق؟
أما أعياكِ ما أنتِ فيه الآن؟
أمَا أرهقَكِ معاناةُ الأرَق؟
يا وطني، تريد منَّا لكَ بناءً
وأنتَ وعدوَّنا في وَسَق؟
يا وطني، تريد أن نهوى ترابَكَ
واسمُ عِدانَا في قلبِكَ خَفَق؟
يا وطني من سباتِك قُمْ سريعًا
كن قويًا وعنكَ دَعْ شعورَ الفَرَق!
لن يَبْنِيَكَ غاصِبٌ
بل أيادٍ صادقةٌ
في ربوعِكِ تعمل
وعلى الجباهِ سيولُ العَرَق!
******
بلادي ربَّما أنتِ اليومَ في غَلَق!
لكنَّنا لن نتركَ هوى قلبِكِ
أمَا عَلِمْتِ أنَّ اسمكِ في قلبِنَا بَرَق؟
زورقُ الموتِ يا بلدي
بهمُ انطلَق!
والرَّدى بهمُ قد رحَّبَ
باسمهِمُ نَطَق!
د. عمر قزيحه
2022م.