مؤتمر رؤى وتجارب تربوية ونفسية: الواقع والمأمول
محور المشاركة: قضايا معاصرة في العملية التعليميّة والإدارية، إعداد المعلم بين التجارب المحليّة والاتجاهات المعاصرة
فعالية تدريب المعلمين على استخدام الوسائل التكنولوجيا الحديثة وأثرها في العملية التعليميّة.
The Effectiveness of Training Teachers on The Use of Modern Technology Tools and Their Impact on The Educational Process
Dr. Ghassan Abdel -Hussein Jaber د. غسّان عبد الحسين جابر([1])
Prof. Dr. Youssef Abdel Amir Tabajah د. يوسف عبد الأمير طباجة([2])
ملخص الدراسة
تسعى هذه الدراسة إلى التعرف بأهمية استخدام الوسائل التكنولوجية في عملية تدريب المعلمين، وتدرس الأثر الإيجابي لامتلاك المعلمين للمهارات التكنولوجيّة في العملية التعليميّة. ويتطرق البحث إلى أهمية إدخال تكنولوجيا التعليم في المناهج الدراسية والأساليب التعليميّة، وهذا ما يوجب أهمية تمكين المعلمين من التقنيات التكنولوجية التي تسهم في العلمية التعليميّة. كما يتطرق البحث إلى التحديات التي تواجه عمليات تدريبيّة المعلمين، وكيف يمكن تخطي تلك التحديات. ولهذا يقدم البحث نماذج لوسائل تدريبيّة ولبرامج التي يمكن الاستفادة منها في في العملية التعليميّة. اعتمد الباحث المنهج الوصفي التحليلي للقيام بهذه الدراسة لموافقته مقتضايات البحث، وقد استطلِعت آراء المعلمين من خلال استبيان الكتروني لأهمية استخدام وسائل التكنولوجيا في التعليم وتمكين المعلمين من تلك الوسائل. وتخلص الدراسة إلى تقديم الاقتراحات والتوصيات التي من شأنها الإضاءة على أهمية تدريب المعلمين على الوسائل الحديثة وتمكينهم من البرامج الالكترونية التي تسهل عملية التعليم، والتي بطبيعة الحال تنعكس إيجابًا على المتعلمين والعملية التعليميّة بشكل عام.
الكلمات المفتاحية: تكنولوجيا المعلومات، التعلم والتعليم، الثورة المعرفية، الإعداد والتدريب، المنهج، البرامج الإلكترونية.
Abstract
This study seeks to identify the importance of using technological means in the teacher training process، and examines the positive impact of teachers’ technological skills on the educational process. The research deals with the importance of introducing educational technology in curricula and educational methods، and this necessitates the importance of empowering teachers with technological technologies that contribute to educational science. The research also addresses the challenges facing teacher training processes، and how these challenges can be overcome. Therefore، the research provides examples of training methods and programs that can be used in the educational process. The researcher adopted the descriptive and analytical approach to carry out this study as it agreed with the requirements of the research. Teachers ’opinions were surveyed through an electronic questionnaire of the importance of using technology means in education and empowering teachers with those means. The study is concluded with presenting suggestions and recommendations that would illuminate the importance of training teachers on modern means and enable them to have electronic programs that facilitate the teaching process، which has a [positive impact on the learners in specific and the educational process in general.
Key words: information technology، learning and education، knowledge revolution، preparation and training، curriculum، electronic programs.
مقدمة
أحدثت الشبكة العنكبوتية تغيرات كبيرة في الساحة العلمية وعلى المستويات كافة، التجارية، والاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية والمعرفية، لكونها أسهمت في تسريع عمليات التواصل والاتصال بين الدول والمؤسسات والأفراد، وهذا ما أُطلق عليه مصطلح العولمة، حصل ذلك في الربع الأخير من القرن الماضي، وهذا ما وضع البشرية والعالم، والبحث العلمي والعلماء أمام تحديات جديدة وبداية انكشاف عصر التكنولوجيا والتحول الرقمي وصولًا إلى ثورة الذكاء الصناعي.
أمام هذا التحول العلمي والتطور التكنولوجي، الذي أسهم في تطوير إنتاج المجالات التي اعتمدت التكنولوجيا وتحسينها، وهذا ما ينطبق على الأنظمة العمليات الإدارية للأنظمة التعليميّة، إذ إنّ استخدام التكنولوجيا يسمح بتسريع إنجاز المعاملات ودقتها، وتوثيقها، وسهولة الوصول إليها في كل زمان ومن كل مكان.
وأمام هذا تلك التطورات المتسارعة التي تعتمد على التكنولوجيا والتحول الرقمي تجد مؤسسات التعليم نفسها أمام تحديات كبيرة، لكونها من جهة هي التي سعت إلى تقديم تلك العلوم والتطورات المعرفية من خلال البحث العلمي وجعلها في متناول المؤسسات، والمنظمات والحكومات، ولمواكبتها عمليًّا لاستخدام التكنولوجيا والاستفادة من خدماتها وتطورها، ناهيك عن أن تسارع التكنولوجيا سوف تؤثر وبشكل كبير على طرق عمليات التعليم والتعلم وأساليبها، وهذا ما يحمّل الجهات الإدارية والحكومية مسؤولية تمكين العاملين والمعلمين في المؤسسات التعليميّة من اكتساب مهارات فنية وتقنية وإدارية في مجال تكنولوجيا المعلومات، خاصة وأنها ستنعكس إيجاباً على سير العملية التعليمية وعلى مخرجاتها، كما أن تضمن المنهج والمواد التعليميّة والأنشطة الصفيّة واللاصفيّة لتك التكنولوجيا سيؤدي أيضًا إلى تمكين المتعلمين من مواكبة تطورات عصر التكنولوجيا والتحول الرقمي، وإسهامهم في تقديم المشاريع والأبحاث والابتكارات التي تخدم إستمرار التطور العلمي بما فيه مصلحة المجتماعات، والاقتصاد، والتجارة، والأرض والإنسان.
أولاً- أهمية البحث
يحظى هذ البحث بأهمّية كبيرة لكونه يتطرق إلى موضوع أساسي في مجال تطوير القدرات البشرية والإدارية لاستخدام تكنولوجيا المعلومات في العملية التعليميّة، وذلك من خلال تمكين المعلمين وتدريبهم على إدخال التكنولوجيا في مضامين ومنهج التعليم، إذ يضيء الباحث من خلال استبيان يجمع فيه آراء المعلمين حول أسايب تدريبهم، ومدى مواكبة عمليات الإعداد والتدريب على التكنولوجيا، وكيف يمكن أن تساهم التكنولوجيا في إثراء المعرفة الشّخصية للمعلمين ما ينعكس إيجابًا على المتعلمين، وما مدى إسهام التكنولوجيا في زيادة فعالية مخرجات العملية التعليميّة، كما تكمن أهمية البحث لكونه يشدد على مواكبة تطور التكنولوجيا من خلال تطوير المناهج التعليميّة وإدخال العلوم المعرفية الحديثة، وموائمة التحول الرقمي، وصولًا إلى التماهي مع ثورة الذكاء الصناعي، يأتي ذلك مترافقًا مع تدريب قدرات العاملين والمعلمين وتطويرها في المؤسسات التربوية، ليتسنى لهم مواكبة التقدم العلمي والتطور والإسهام في تقديم الابتكارات التي تغني البحث العلمي المستمر في ظل المستجدات اليومية للتغيرات المعرفية.
وعليه لا بد من إدخال التكنولوجيا في عمليات التعليم والتعلم، كما في عمليات إعداد المعلمين وتدريبهم المستمر، ذلك لأن كل تقدم لا يوضع في مسار ومناهج وبرامج ومراحل العملية التعليميّة، يبقى منقوصًا ولا يؤدي إلى الأهداف المنشودة، إذ لا يمكن أن تكون المدرسة ومخرجاتها متأخرة عن سوق العمل والابتكارات والاكتشافات العلمية المتقدمة، ومن أكثرها أهميّة مواكبة التكنولوجيا والتحول الرقمي، وأنترنت الأشياء، وصولًا إلى الذكاء الصناعي وما بعده من إنجازات علميّة مستجدة وواعدة.
ثانيًا- أهداف البحث
يعدُّ توظيف تكنولوجيا المعلومات في مجال التعليم، من الأمور الضرورية والأساسيّة، للإسهام في تجويد العمليّة التعليميّة التعلميّة، وذلك من خلال الإمكانات والوسائل التي توفرها التكنولوجيا، لتجاوز بعض الصعوبات التي تعاني منها المؤسسات التعليميّة والتربوية، كما تساهم في عمليات البحث وتبادل المعلومات، ونشر المعرفة العلمية، والاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعيّة، كما أنها تثري الأنشطة التّعليميّة المرافقة للمنهج التعليمي، وكذلك الأنشطة الصفية واللاصفية، ولهذا يقدم الباحث هذه الدراسة النّظرية والمتضمنة لدراسة ميدانية جرت بواسطة استبيان عُمِم على المعلمين والمعلمات في القطاعين الرسمي والخاص (عبر الوسائط الإلكترونيّة)، وعليه يسعى هذا البحث لتحقيق الأهداف الآتية:
-التعرف إلى واقع تكنولوجيا المعلومات وأهميتها.
-التعرف إلى أي مدى تُوظّف التكنولوجيا في المؤسسات التعليميّة.
-التعرف إلى أي مستوى يُستفاد من الوسائل التكنولوجيّة في العمليات التعليميّة.
-التعرف إلى التحديات التي تواجه المعلمين والإدارة المدرسية في سبيل استخدام أو توظيف التكنولوجيا في المدرسة.
-التعرف إلى مدى تدريب المعلمين على استخدام وسائل التكنولوجية الحديثة.
ثالثًا- منهج البحث
يعمد الباحث إلى اعتماد المنهج الوصفي التحليلي نظراً لملائمتهما لغرض البحث.
المنهج الوصفي: يعتمد على دراسة الواقع، أو الظاهرة كما توجد في الواقع، ويهتم بوصفها وصفًا دقيقًا ويعبر عنها تعبيرًا كيفيًّا (كيف) أو كميًّا (كم) (طباجة، 2003-2004، 84)( 1).
المنهج التحليلي: هو تجمع لعناصر، أو وحدات في شكل واحد، أو كل واحد، أو مجموعة حوادث بينها تبادل داخلي كبير وصلات وثيقة، أو مركب من العناصر بينها علاقات بالتبادل، أو مجموعة من الأشياء بينها علاقات (طباجة، 2003-2004، 97) (1).
رابعًا – مجتمع البحث وعينته
مجتمع البحث هو الأساتذة والمعلمين في لبنان، استخدم الباحث الاستبيان كأداة لجمع البيانات الضرورية للبحث، إذ وُجِّه استبيان الكتروني إلى الأساتذة والمعلمين عبر مؤسساتهم التربوية، ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعية، وقد بلغ عدد الإستبيانات المعتد بها 1728 نموذج (دراسة ميدانية، الباحث، 2021)( 2). هذا وقد حذفت الإجابات غير المشمولة بموضع البحث، وهي موزعة كما يبين الجدول رقم (1).
خامسًا- إشكالية البحث
تؤدي التكنولوجيا دورًا بالغ الأهمية في عصرنا الحالي ودخلت في مجالات الحياة كافة، وهي في تطور مستمر ومتسارع، وقد انتشرت وسائل التواصل الاجتماعية كما الوسائط التكنولوجيّة بشكل كبير بين أفراد المجتمعات البشرية، ناهيك عن المؤسسات والشركات والمنظمات، وتشير بعض الدراسات أنه تقريبًا 100% من الدراسات الاستقصائيّة للكليات والجامعات تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي في جمع المعلومات، كما وضحت هذه الدراسات أنّه ما يقارب 2.7 بليون شخص أي ما يقارب 40% من سكان العالم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة (هوريزون، 2014)( 3) ، كما أن وسائل التواصل الاجتماعيّة سهلت على المستخدمين لا سيما الطلاب من الوصول إلى المعلومات بشكل سهل ومن دون عوائق وبكلفة مالية قليلة نسبيًّا، ما أدى إلى فتح آفاق نحو التميز والإبداع والابتكار، وعليه يرى الباحث أهمية الإضاءة على أهمية استخدام التكنولوجيا وبشكل كبير وفاعل في المؤسسات التعليميّة وظيفيًّا وتعليميًا، إذ سيؤدي ذلك إلى نتائج إيجابيّة ومضاعفة لمخرجات العملية التعليمية إن على مستوى الفرد، وإن على مستوى المؤسسات، وهذا ما ينعكس إيجابًا على البلدان لناحية الاقتصاد والتجارة والتنمية بكل أبعادها، وهنا نطرح الإشكالية وفقًا للسؤال الأساسي الآتي:
كيف يساعد امتلاك المعلمين لمهارات استخدام تكنولوجيا المعلومات الحديثة في إثراء العملية التعليميّة؟
وللإجابة على السؤال الرئيس نطرح التساؤلات الفرعية الآتية:
-هل أُعدَّ المعلمون ودُرِّبوا على إستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة؟
-ما مدى تمكين الأساتذة من المهارات التكنولوجية الحديثة؟
-هل تم تطوير المنهج التعليمي وتضمينه التكنولوجيا الحديثة؟
-ما مدى تزويد المؤسسات التعليميّة بالوسائل والتقنيات التكنولوجية، وهل شبكة الإنترنت متوفرة بشكل دائم؟
-ما مدى موائمة التخصصات الموجودة مع متطلبات عصر تكنولوجيا المعلوماتية وعصر المعرفة الرقمية والتحول الإلكتروني؟
سادسًا- مفهوم تكنولوجيا المعلومات
تعريف تكنولوجيا المعلومات: يوجد عدة مفاهيم لتكنولوجيا المعلومات ومن تلك التعريفات “أنّها مجموعة من الأدوات والمنهجيات والعمليات والمعدات، التي تستخدم لجمع المعلومات ومعالجتها وتخزينها”، مثل: الترميز، والبرمجة، والتخزين، والاسترجاع، والتحليل، ومراقبة النظم، وتحويل البيانات، كما تعرف بأنها تشمل: التشغيل الآلي للمكاتب، والاتصالات، والوسائط المتعددة (الموسى، 2014) (4).
أهمّية التّكنولوجيا في الوسائل التّعليميّة: أخذ التطور التكنولوجي أبعادًا متنوعة وأشكالًا مختلفة، حتى وصلت التكنولوجيا إلى مفاصل الحياة البشرية كلها، كونها تساهم في سرعة إنجاز الخدمات ودقتها، وسهولة التعمل مع البيانات وتحليلها، كما تكمن أهمية التكنولوجيا في كونها قابلة للتقدم والتطور مع كل اكتشاف للبحث إذ تتراكم الابتكارات وتتزايد الاكتشافات وتضاف إلى ما سبقها من تقدم وعلوم ومعارف، وفي خضم الطلب المتزايد لتكنولوجيا المعلومات كان لا بد من اهتمام الباحثين التربويين والمبتكرين بإدخال التكنولوجيا في مجال التعليم والتعلم، وتمكين المعلمين والمتعلمين من اكتساب المهارات المتنوعة في هذا المجال الواعد والرائد باستمرار، لذا تكمن أهمية التكنولوجيا لكونها:
- تقوم بعمل المرشد الذي يساعد المعلم في توجيه المادة التعليميّة بقالب جديد وطريقة مشوقة.
- إن إستخدام جهاز الكمبيوتر كمساعد تعليمي وكمحفظة للمراجع والمصادر التعليمية كافة، وأيضًا لإحتواءه على برامج وكتب الكترونية، تجعل من العملية التعليميّة أكثر تشويقًا وتكيفًا، وتحفز المتعلمين على الإبداع وحب الاكتشاف.
- أيضًا التكنولوجيا تجعل من المتعلم يطل على العالم الداخلي والخارجي من بوابة الأنترنت والوسائط التكنولوجيا المتنوعة، وهي تثري مخزونه العلمي وقدراته البحثية، وتساعد على توسعة مداركه وثقافته وإهتماماته.
- تساهم تكنولوجيا المعلومات المصادر الغزيرة للمتعلمين في مجال البحث العلمي وطلب العلوم والمعارف للمعلمين والمتعلمين.
- تسمح التكنولوجيا الحديثة للمتعلمين والباحثين تلقي العلوم من بُعد، وكذلك المشاركة في المؤتمرات والندوات العلمية بغض النظر عن البُعد المكاني والزماني.
فقد أثّر دخول التّكنولوجيا على كل من المُعلم والمُتَعلم على حدٍ سَواء، ما دَفع المُعلم لامتلاك مهارات التّدريس باستخدام التّقنيات الجديدة، مثل الأجهزة اللوحية والكاميرات الرّقمية وأجهزة الكمبيوتر، وكذلك المُتعلم وقد أصبح يَستخدم التّكنولوجيا المُتقدمة أثناء العملية التّعليمية، ما ساهم في رفع قدرته على التّعامُل مع التّكنولوجيا في وقت مُبكر، وفي رَفده بمهارات مُهمة نحو حياة ناجحة (دعمس، 2009) (5).
فوائد عِدّة لاستخدام التّكنولوجيا في التّعليم
- التّعلم أكثر جاذبية: إدخال تكنولوجيا المعلومات في التّعليم جعله أكثر جاذبيةً، ويزيد من دافعية المتعلمين نحو التّعلُم، ومنح المعلم قدرات متنوعة في أسلوب وطريقة تقديم المعلومات.
- الوصول للمعلومات: سمحت التكنولوجيا الحديثة للمعلمين والمتعلمين من الوصول إلى المعلومات، بسهولة وسرعة وأيضًا وفرت لهم الشبكة العنكبوتيّة المصادر المتنوعة للحصول على تلك المعلومات.
- تبادل المعلومات بين المُتعلمين: تُتيح التّكنولوجيا الحديثة التّواصل المُباشر بين المُتعلمين والمتعلمين، و تُسهل عملية التّعاون وتبادل المعلومات فيما بينهم (الاستراتيجية الرقمية للمدارس) (6).
- إعداد الطُّلاب للمُستقبَل: التطور التكنولوجي والتقدم العلمي يفتح الآفاق أمّا تخصصات مستقبليّة واعدة، ويؤدي أيضًا إلى فقدان وخسارة أخرى، لذا إعداد الأجيال القادمة يجب أن يتضمن وبشكل أساسي على التحول الرقمي والتكنولوجي كي يحظى التلاميذ بفرص افضل في المستقبل (الاستراتيجية الرقمية للمدارس) (6).
- تجاوز الزّمان والمكان: تُساهم التّكنولوجيا باستمرارية عملية التّعليم، بصرف النّظر عن فارق الزّمان والمكان الذي يوجد فيه كل من المُعلم والمُتعلم، وهذا ما يُعرف بالتعلم من بُعد (باربارا، 2010)( 7).
- فرصة لذوي الإحتياجات الخاصة: تساعد التكنولوجيا الحديثة ذوي الاحتياجات الخاصة، وحتى أولئك غير القادرين على الحضور الى داخل المدرسة فرصة لتلقي العلوم من خلال الوسائط التكنولوجية.
- تطوير المهارات الفردية: تُسهم التّكنولوجيا في رَفد عدد المعلمين والمتعلمين و العاملين كافة في مجال التعليم بمهارات متعددة ومتنوعة مثل، إدارة الوقت، والتّواصل، والتّعاون، ومَنح الثّقة بالنّفس، وتنمية روح القيادة لديه (باربارا، 2010) (7).
يوجد العديد من الوسائط التّقنية التي يُمكن للمُعلم أن يستخدمها مثل الهواتف، وأجهزة الكمبيوتر، واللوحات الذّكية، والأوراق الإلكترونية، وأجهزة العَرض، بالإضافة للعديد من التّطبيقات، والمُحتوى الإلكتروني من صُور وفيديو وغيرها، كما يَستطيع المُعلمون استخدام التّكنولوجيا لمُتابعة المُتعلمين من بُعد بواسطة تطبيقات مثل، زوم، تيمز، وغيرهم.
سابعًا- إجراءات البحث الميداني
أُجري البحث من خلال إعداد أداة البحث (إستبانة)، بعد ذلك وُزِّع الاستبيان على عينة البحث بواسطة التطبيقات والوسائط الإلكترونية، وقد شارك في الاستبيان 1728 معلم ومعلمة (تعليم رسمي وخاص)، بعد ذلك حُلّلت المعلومات والبيانات، وقد خلص البحث إلى استخلاص النتائج والتوصيات وفقًا للدراسة الميدانية ونتائجها، هذا وقد جرى تقسيم الاستبيان وفقًا للمحاور الآتية:
القسم الأول: معلومات عامة
Table 1: الوضع الوظيفي
الوضع الوظيفي | موظف | متعاقد | مستعان به |
النسبة المئوية | 70% | 18.80% | 11.20% |
عدد المشاركين | 1209 | 325 | 194 |
Figure 1:الوضع الوظيفي |
يتبين لنا من الجدول رقم (1)، أن النسبة الأكبر من المعلمين المشاركين في الاستطلاع (70.00%) يصرحون أنهم موظفين في ملاك التعليم (الرسمي والخاص) وعلى اختلافة وهذه نسبة جيدة، علمًا أن عدد المعلمين الذين شاركوا في الاستبيان بلغ 1728 معلم ومعلمة، من التعليم الرسمي والخاص، ومن مستويات
التعليم ومراحله كافة.
Table 2: هل عُيّنتم في الوظيفة بناءً على مباراة
هل عُيّنتم في الوظيفة بناءً على مباراة ؟ | لا | نعم |
النسبة المئوية | 47.00% | 53.00% |
Figure 2:هل عّيّنتم في الوظيفة بناءً على مباراة ؟ |
بين لنا من الجدول رقم (2)، أن النسبة الأكبر من المعلمين المشاركين في الاستطلاع ونسبتهم (53.30%) يصرحون
أنهم عيّنوا في الوظيفة بناءً على مباراة، بينما نسبة (46.70%) عيّنوا من دون مباراة، وهذا يؤشر على تدخل سياسي في التوظيف، وربما لا يتمتع جميع المعينيين بالكفاءة المطلوبة.
Table 3: الخبرة التعليمية
الخبرة التعليمية | أقل من 5 سنوات | من 6 الى 10 سنوات | من 11 الى 15 سمة | فوق 15 سنة |
النسبة المئوية | 15.70% | 19.60% | 22.40% | 42.20% |
تبين لنا من الجدول رقم (3)، أن النسبة الأكبر من المعلمين لديهم خبرة تعليميّة أكثر من خمسة عشر سنة ونسبتهم (42.20%)، بينما يوجد (15.70%) من المعلمين خبرتهم أقل من خمس سنوات.
Figure 3:الخبرة التعليمية |
Table 4: أعلى شهادة علمية
أعلى شهادة علمية | ثانوي أو مهني | جامعي مهني | جامعي أكاديمي | ماستر | دكتوراه |
النسبة المئوية | 2.70% | 7.50% | 40.80% | 38.00% | 11.00% |
Figure 4: أعلى شهادة علمية |
يبين لنا الجدول رقم (4)، أن النسبة الأكبر من المعلمين من حاملي الشهادات الجامعية ونسبتهم (40.80%)، بينما يوجد عدد منهم لم يتخطوا الثانوية العامة ونسبتهم قليلة جداً (2.70%). وهذا مؤشر إيجابي إذ إنّ مستوى التحصيل العلمي للمعلمين يُسهم في رفع مستوى المتعلمين ويعود بالفائدة على مخرجات العلملية التعليميّة.
القسم الثاني- في الإعداد والتدريب
Table 5: هل حصلتم على إعداد قبل مزاولتكم مهنة التدريس من مؤسستكم
هل حصلتم على إعداد قبل مزاولتكم مهنة التدريس من مؤسستكم؟ | نعم | لا |
النسبة المئوية | 58.30% | 41.70% |
Figure 5: هل حصلتم على إعداد قبل مزاولتكم مهنة التدريس من مؤسستكم؟ |
يبين لنا الجدول رقم (5)، أن النسبة الأكبر من المعلمين قد حصلوا على إعداد قبل مزاولتهم مهنة التدريس ونسبتهم (58.30%)، كما يوجد نسبة كبيرة من المعلمين لم يحصلوا على إعداد قبل مزاولتهم مهنة التدريس ونسبتهم (41.70%). وهذه النسبة لافتة للنظر إذ إنّ نسبة كبيرة من المعلمين يمارسون مهامهم من دون التدريب والتحضير لمواجهة العمليات التعليمية.
Table 6: تدريب المعلمين من بعد يخفف الأعباء المالية؟
تدريب المعلمين من بعد يخفف الأعباء المالية؟ | دائمًا | غالبًا | أحيانًا | نادرًا |
النسبة المئوية | 31.00% | 38.40% | 23.50% | 7.10% |
Figure 6: تدريب المعلمين من بعد يخفف الأعباء المالية؟ |
تُظهر بيانات الجدول رقم (6)، بأن نسبة (31.00%) من المعلمين يعتبرون أن تدريبهم من بُعد يساهم في تخفف الأعباء المالية بشكل دائم، وأيضًا يوجد نسبة من المعلمين يقولون بضرورة التدريب من بعد لكونه يخفف الأعباء المالية وهم غالبية وبنسبة بلغت (38.40%)، في حين يوجد (23.50%) عدُّوا أنه أحيانًا يُخفّف الأعباء عن كاهل المعلمين. وهنا لا بد من التأكيد على ضرورة التفكير جديًّا بأهمية القيام بخطوات جدية نحو التدريب من بُعد للمعلمين.
Table 7: تدريب المعلمين من بعد يسمح للمعلمين بإكتساب مهارات تكنولوجية؟
تدريب المعلمين من بُعد يسمح للمعلمين بإكتساب مهارات تكنولوجية؟ | دائمًا | غالبًا | أحيانًا | نادرًا |
النسبة المئوية | 31.80% | 41.20% | 21.60% | 5.50% |
Figure 7: تدريب المعلمين من بُعد يسمح للمعلمين بإكتساب مهارات تكنولوجية؟ |
تُظهر بيانات الجدول رقم (7)، أن نسبة الأساتذة الذين يعدُّون أن تدريب المعلمين من بُعد يسمح للمعلمين باكتساب مهارات تكنولوجية بلغت (31.80%) لتقدير نادرًا، ونسبة (41.20%) يرون أن هذا الأمر غالبًا يسمح باكتساب المهارات التكنولوجية، ونسبة (21.60%) يقولون إن هذا الأمر يتحقق أحيانًا، وهذا الأمر إضافة إلى كونه يبين أهمية إعداد المعلمين وتدريبهم على استخدام التكنولوجيا وتطوير مهاراتهم لخدمة العملية التعليمية، فإنه أيضًا يشير إلى اهتمام المعلمين بانتهاج عمليات التعليم من بُعد.
Table 8: تمكين المعلمين من إستخدام وسائل التكنولوجيا يساعد في تحقيق الأهداف التعليمية؟
تمكين المعلمين من إستخدام وسائل التكنولوجيا يساعد في تحقيق الأهداف التعليمية؟ | دائمًا | غالبًا | أحيانًا | نادرًا |
النسبة المئوية | 46.70% | 37.30% | 14.90% | 1.20% |
Figure 8: تمكين المعلمين من إستخدام وسائل التكنولوجيا يساعد في تحقيق الأهداف التعليمية؟ |
تُظهر بيانات الجدول رقم (8)، أن نسبة (46.70%) من الأساتذة يعدُّون أن تمكينهم من استخدام وسائل التكنولوجيا يساعد في تحقيق الأهداف التعليمية بشكل دائم، ونسبة (37.30%) يعدُّون أن غالبًا التكنولوجيا تحقق الأهداف، وهذا الأمر جدير بالاهتمام لكون العدد الأكبر من المعلمين لديهم رغبة ويسعون إلى امتلاك مهارات استخدام التكنولوجيا وإدخالها في العمليات التعليمية.
Table 9: إدخال تكنولوجيا المعلومات في العمليات التعليمية يحسن من مخرجات التعليم؟
إدخال تكنولوجيا المعلومات في العمليات التعليمية يحسن من مخرجات التعليم؟ | دائمًا | غالبًا | أحيانًا | نادرًا |
النسبة المئوية | 36.10% | 42.70% | 20.00% | 1.20% |
Figure 9: إدخال تكنولوجيا المعلومات في العمليات التعليمية يحسن من مخرجات التعليم؟ |
تؤشر بيانات الجدول رقم (9)، إلى أهمية إدخال تكنولوجيا المعلومات في العمليات التعليميّة لكونها تساعد في تحسين مخرجات العملية التعليمية، وقد بلغت نسبة الأساتذة الذين أعطوا تقدير دائمًا (36.1.%)، ونسبة (42.70%) للذين عدُّوا أنها غالبًا ما تساعد في تحسين فعالية مخرجات التعليم وجودتها، ولهذا ومع تطور التكنولوجيا والتحول الرقمي لا بد من إجراء التعديلات اللازمة على عمليات التعليم والتعلم، ومواكبة التحول الرقمي ويكسب المتعلمين مهارات فنية وتقنية في مجال المواد التعليمية وكذلك في الأنشطة الصفية واللاصفية.
القسم الثالث: مشكلات تتعلق بالمنهج
Table 10: نسبة وجود اختصاصات تراعي حاجة سوق العمل
نسبة وجود اختصاصات تراعي حاجة سوق العمل | كبيرة جدًا | كبيرة | متوسطة | قليلة | قليلة جدًا |
النسبة المئوية | 6.50% | 11.60% | 40.70% | 31.50% | 9.70% |
Figure 10: نسبة وجود اختصاصات تراعي حاجة سوق العمل |
يتبين لنا من الجدول رقم (10)، أن نسبة وجود اختصاصات تراعي وتتواءم مع حاجة صوق العمل قليلة أي بنسبة (31.50%)، بينما يوجد نسبة (40.70%) بتقدير متوسط، وهذا مؤشر سلبي لعدم وجود اختصاصات كافية تتوافق مع حاجة سوق العمل. وهنا لا بد من قيام المؤسسات التربوية بأدوارها الاستشرافية لمستقبل الحياة البشرية وما يستلزم ذلك من اكتشاف أو اعتماد للتخصصات واعدة.
Table 11: نسبة وجود أهداف واضحة للمنهج
نسبة وجود أهداف واضحة للمنهج | كبيرة جدًا | كبيرة | متوسطة | قليلة | قليلة جدًا |
النسبة المئوية | 6.00% | 22.20% | 52.30% | 16.20% | 3.20% |
Figure 11: نسبة وجود أهداف واضحة للمنهج |
تُظهر بيانات الجدول رقم (11)، أن نسبة (52.30%) بحسب رأي المعلمين الذين شاركوا في الاستبيان أكدوا وجود أهداف واضحة للمنهج، ونسبة (22.20%) أكدوا أن وضوح الأهداف في المنهج كبيرة، وهذه النسبة مقبول بالنسبة إلى التقديرات المستخدمة في الاستبيان.
وهنا لا بد من تأكيد ضرورة وضوح الأهداف بشكل كبير ومستمر ومرافق لكل عملية تغييرية أو تطويرية للمناهج.
Table 12: نسبة تضمين المنهج لمتطلبات التنمية المستدامة
نسبة تضمين المنهج لمتطلبات التنمية المستدامة | كبيرة جدًا | كبيرة | متوسطة | قليلة | قليلة جدًا |
النسبة المئوية | 2.30% | 8.80% | 52.80% | 27.80% | 8.30% |
Figure 12: نسبة تضمين المنهج لمتطلبات التنمية المستدامة |
يظهر الجدول رقم (12)، أن تضمين المنهج لمتطلبات التنمية المستدامة هي قليلة بنسبة (27.80%) وقليلة جدًا بنسبة (8.30%)، ومتوسطة بنسبة (52.80%)، في حين أن النسب الكبير والكبيرة جدًا هي ضعيفة جدًا، وهذا مؤشر سلبي إذ إنّ متطلبات التنمية المستدامة التي أقرتها منظمة الأمم المتحدة تسعى إلى حماية الكوكب من خلال مجموعة من الأهداف التي تتناول مجالات الحياة البشرية كافة ، وهنا أن خطة التنمية المستدامة اعتمدت من الدول الأعضاء جميعها في الأمم المتحدة في العام 2015 وهي تهدف إلى أهداف القضاء على الفقر، والحدّ من عدم المساواة، وبناء مجتمعات أكثر سلمًا وازدهارًا بحلول العام 2030. وتعرّف أيضًا أنها عملية تطوير الأرض والمدن والمجتمعات وكذلك الأعمال التجارية بشرط أن تلبي احتياجات الحاضر من دون المساس بقدرة الأجيال القادمة (الأمم المتحدة، تحديث 2021)( 8).
Table 13: نسبة تناسب المنهج مع التكنولوجيا الحديثة
نسبة تناسب المنهج مع التكنولوجيا الحديثة | كبيرة جدًا | كبيرة | متوسطة | قليلة | قليلة جدًا |
النسبة المئوية | 2.80% | 16.70% | 42.10% | 25.90% | 12.50% |
Figure 13: نسبة تناسب المنهج مع التكنولوجيا الحديثة |
يظهر الجدول رقم (13)، أن تناسب المنهج مع التكنولوجيا الحديثة هي قليلة بنسبة (25.90%) وقليلة جدًا بنسبة (12.50%)، ومتوسطة بنسبة (42.10%) وتلك تعتبر نسب غير مشجعة أبدًا استنادًا الى رأي المعلمين والمعلميات، حيث أن التكنولوجيا تؤدي أدوارًا مهمة وإيجابيّة في عمليات التعليم والتعلم، كما أن مواكبة المنهج للتطور التكنولوجي وعصر التحول الرقمي غاية في الأهمية لضمان مستقبل واعد ومشرق للأجيال القادمة.
Table 14: نسبة تحفيز المنهج التلاميذ على الإبداع والابتكار
نسبة تحفيز المنهج التلاميذ على الإبداع والابتكار | كبيرة جدًا | كبيرة | متوسطة | قليلة | قليلة جدًا |
النسبة المئوية | 2.10% | 17.80% | 43.20% | 25.20% | 12.00% |
Figure 14: نسبة تحفيز المنهج التلاميذ على الإبداع والإبتكار |
تُظهر بيانات الجدول رقم (14)، أن مساهمة المنهج التعليمي لتحفيز المتعلمين على الإبداع والابتكار هي قليلة بنسبة (25.20%) ومتوسطة بنسبة (43.20%)، وهذا مؤشر سلبي جدًا، لأن المنهج وانطلاقًا من استراتيجيات التعليم الحديثة، ومواكبةً لتطورات عصر التكنولوجيا والتحول الرقمي، وهنا يجب الأخذ بالحسبان أن تطوير المناهج أصبح ضروري جدًا على أن يعتمد على قواعد التحليل والتفكير الإبداع، المشاركة والابتكار لتحفيز المتعلمين على تقديم كل مكنوناتهم الإبداعية من خلال منهج ومتطور ومعلم يعي كيفية التعامل مع تلك الطاقات المنتجة والتغيرات الإيجابية.
القسم الرابع: الخدمات التكنولوجية المدرسية
Table 15: نسبة توفر الانترنت في المدرسة
نسبة توفر الانترنت في المدرسة | كبيرة جدًا | كبيرة | متوسطة | قليلة | قليلة جدًا |
النسبة المئوية | 8.20% | 18.40% | 38.00% | 16.50% | 18.80% |
تُظهر بيانات الجدول رقم (15)،
Figure 15: نسبة توفر الانترنت في المدرسة |
أن النسب بين القليلة جدًا والكبيرة جدًا متقاربة، وعليه فإن متوسط الأساتذة المشاركين في الاستطلاع يظهر أن الشبكة العنكبوتيّة لا تغطي المؤسسات التربوية كاملة.
وهذا مؤشر غير إيجابي في ظل التوجه العالمي نحو التحول الرقمي واستخدام التكنولوجيا في التعليم، وهذا يحتاج لشبكة عنكبوتية تغطي المؤسسات التعليميّة، وتسمح للمعلمين والمتعلمين من اكتساب مهارة استخدام البحث والتدريب عبر الشبكة العنكبويتيّة.
Table 16: نسبة تدريبكم على استخدام التكنولوجيا بشكل مستمر
نسبة تدريبكم على إستخدام التكنولوجيا بشكل مستمر | كبيرة جدًا | كبيرة | متوسطة | قليلة | قليلة جدًا |
النسبة المئوية | 9.80% | 17.30% | 32.90% | 27.50% | 12.50% |
Figure 16: نسبة تدريبكم على إستخدام التكنولوجيا بشكل مستمر |
تُظهر بيانات الجدول رقم (16)، أن الجهات العليا (الرسمية والخاصة) لا تولي الاهتمام اللازم لتدريب المعلمين على استخدام التكنولوجيا وبشكل مستمر وقد بلغت النسبة (27.50%) من أراء المعلمين الذين عدُّوها قليلة جدًا، ببينما (32.90%) نسبة الأساتذة الذين عدُّوها متوسطة. أيضًا هذا مؤشر سلبي في عدم مواكبة الإدارة المدرسية والإدارة التربوية لتطورات التكنولوجيا. وعليه لا يمكن إحراز التقدم والتغيير الإيجابي في المؤسسات التربوية تأهيل وتطوير قدرات المعلمين والمتعلمين للاستعداد للتعامل مع التطورات التكنولوجية والمعرفية، وكذلك تأمين البنية التحتية المناسبة لتلك التطورات.
Table 17: نسبة توفر أجهزة الحاسوب في المدرسة
نسبة توفر أجهزة الحاسوب في المدرسة | كبيرة جدًا | كبيرة | متوسطة | قليلة | قليلة جدًا |
النسبة المئوية | 7.50% | 15.70% | 29.80% | 27.10% | 20.00% |
Figure 17: نسبة توفر أجهزة الحاسوب في المدرسة |
تُظهر بيانات الجدول رقم (17)، أن توفر أجهزة الحاسوب في المدرسة قليلة جدًا بنسبة (20.20%) وقليلة بنسبة(27.10%)، فيما بعض المعلمين صرحوا بتوفر أحهزة حاسوب في مدارسهم، وهنا نؤكد على ما سبق لناحية ترابط الأمور الفنية واللوجستية والتقنية والإدارية وأيضًا التدريبية.
Table 18: نسبة توظيف التكنولوجيا في العملية التعليمية
نسبة توظيف التكنولوجيا في العملية التعليمية | كبيرة جدًا | كبيرة | متوسطة | قليلة | قليلة جدًا |
النسبة المئوية | 9.40% | 19.20% | 44.70% | 16.50% | 10.20% |
Figure 18: نسبة توظيف التكنولوجيا في العملية التعليمية |
تُظهر بيانات الجدول رقم (18)، أن نسبة (44.70%) وهو متوسط آراء الأساتذة الذين شاركوا في الاستبيان، وهذا يعني أن توظيف التكنولوجيا في العملية التعليمية ليس بالشكل المطلوب، ولا يعدُّ قاعدة أساسية لتفعيل توظيف التكنولوجيا في العملية التعليميّة، وهنا نشير عمليات التطور التكنولوجيا ووضعها حيز التنفيذ في النظام التعليمي تستوجب، تعديل وتطوير في المناهج، إدخال محتوى ووسائل تعليمية الكترونيّة، توظيف أختصاصيين وتدريب العاملين والمعلمين وأيضًا المتعلمين.
Table 19: نسبة استخدام الشبكة العنكبوتية من المعلمين
نسبة استخدام الشبكة العنكبوتية من المعلمين | كبيرة جدًا | كبيرة | متوسطة | قليلة | قليلة جدًا |
النسبة المئوية | 13.90% | 20.25% | 28.15% | 23.20% | 14.50% |
Figure 19: نسبة استخدام الشبكة العنكبوتية من المعلمين |
تُظهر النسب التي توفرها بيانات الجدول رقم (19)، أن المؤسسات المعلمين يستخدمون الشبكة العنكبوتية بشكل أن النسبة (44.70%) وهو متوسط آراء الأساتذة الذين شاركوا في الاستبيان، وهذا يعني أن توظيف التكنولوجيا في العملية التعليميّة ليس بالشكل المطلوب، ولا يعدُّ قاعدة أساسية لتفعيل توظيف التكنولوجيا في العملية التعليمية، وهنا نشير إلى أنّ عمليات التطور التكنولوجيا ووضعها حيز التنفيذ في النظام التعليمي تستوجب، تعديل وتطوير في المناهج، إدخال محتوى ووسائل تعليميّة الكترونيّة، توظيف اختصاصيين وتدريب العاملين والمعلمين وأيضًا المتعلمين.
Table 20: نسبة الإختصاصات التي تراعي التكنولوجيا والتطور العلمي
نسبة الإختصاصات التي تراعي التكنولوجيا والتطور العلمي | كبيرة جدًا | كبيرة | متوسطة | قليلة | قليلة جدًا |
النسبة المئوية | 6.70% | 14.50% | 47.10% | 22.70% | 9.00% |
Figure 20: نسبة الإختصاصات التي تراعي التكنولوجيا والتطور العلمي |
تُظهر بيانات الجدول رقم (20)، أن نسبة الاختصاصات التي تراعي التكنولوجيا والتطور العلمي قليلة بمعدل (22.70%)، في حين بلغ متوسط آراء الأساتذة الذين شاركوا في الإستطلاع نسبة (47.10%)، وهذا عامل سلبي فيما يتعلق بالتطور التكنولوجي لمواكبة الثورة الرابعة الصناعيّة الرابعة. وعليه يجب على المؤسسات التربويّة والجهات العليا تدارك الأمر وأخذ القرارات التطويرية والتغييرية، إن على مستوى المناهج التعليميّة وإن على مستوى إعداد المعلمين فنيًّا وإداريًّا وتقنيًّا.
ثامنًا– الاستنتاجات
يعدُّ المنهج التعليمي من المداميك الأساسية لبناء نظام تربوي- تعليمي سليم ومتكامل، ويؤدي للوصول إلى الغايات والأهداف التعليميّة المنشودة، ذلك أن المنهج يشكل النهج والطريق المثلى لقيام المتعلمين بأداء أدوارهم، وتمكين المتعلمين من اكتساب المهارات والخبرات والكفايات اللازمة، بهدف إعدادهم علميًّا ومعرفيًّا سلوكيًّا ووطنيًّا، وانطلاقًا يستنتج الباحث النقاط الآتية:
– طوِّرت المناهج التعليمية وعُدّلت في العام 1994 أي قبل سبعة وعشرون عامًا، وبدأ تطبيق التعديلات إستنادًا للمرسوم 10227 بتاريخ 8 أيار 1997، وقد أتت بعد أحداث كبيرة، وحرب استمرت لسنوات، وكان لا بد من النهوض التربوي إلى جانب النهوض السياسي والاقتصادي.
-تبين وجود خلل وضعف في الانسجام بين الأهداف العامة للمنهج والكفايات الفرعيّة الخاصة بالمواد التعليمية، ومادة التربية الوطنية تعطي نموذجًا عن هذا الخلل.
– تبين لنا وجود مصادر متنوعة لتحضير الكتب وتفسيرات المناهج التعليميّة، وهذا يفتح باب الاجتهاد من قبل المؤسسات التربوية الخاصة وفقًا لإرتباطاتها السياسية والدينيّة.
-يتبين لنا أن التنوع الإجتماعي والثقافي (الطائفي) في لبنان يشكل عائقًا كبيرًا في وجه التعديلات أو التغييرات التي تطال التربية وبشكل خاص المناهج.
-كما تبين لنا أنه كلما كان المنهج مرنًا وشاملًا وقابلًا للتطوير، فإنّه يضع العمليّة التعليميّة في نصابها السليم، لذا ومع التقدم العلمي والتكنولوجي وما يرافق ذلك من تغيرات تشمل مجالات الحياة كافة، فإن المناهج التعليميّة وبكل تأكيد هي تحتاج لإعادة تقويم وقراءة وتطوير لما يخدم الصالح العام وتماشيًا مع تلك المتغيرات بهدف استشراف المستقبل إن من الناحية الثقافية الاجتماعيّة، وإن لجهة بروز عدد جديد من التخصصات التي قد تُكتشف أو تحدّث، وبطبيعة الحال سيترافق واندثار عدد كبير من التخصصات.
تاسعًا– الاقتراحات والتوصيات
نظرًا لأهمية المناهج التعليمية في رسم المسار التوجيهي للنظام التربوي العام، وبما أن المنهج يعمل على تقديم مخرجات التعليم للمجتمع من متعلمين، وأصحاب تخصصات متنوعة، وهو المنهج نفسه يعمل على تزويد المتعلمين بالكفايات والأهداف التعليمية والتربوية، كما يصقل شخصية الطلاب من خلال الخبرات والأنشطة والعلاقات التي يكتسبونها على امتداد مراحل التعليم، كما أن المناهج التعليمية تقود وبشكل كبير إلى ترسيخ قيم التربية على المواطنة وتقبل الآخر وتعزز الإنصهار والتعايش الوطنيين، وعليه يخلص الباحثان في نهاية الدراسة إلى تقديم الاقتراحات والتوصيات الآتية:
- الحقبة الزمنية الكبيرة التي مضت على تطوير المناهج، تقضي بضرورة إعادة تقويم وتعديل للمنهج.
- لا بد من تضمين قيم التربية على المواطنة في المنهج بشكل كبير وفي كل المواد التعليمية النظرية والتطبيقية.
- يحتاج المنهج اللبناني لتطوير بما يتناسب مع متغيرات عصر التكنولوجيا والمعرفة الرقمية.
- إجراء تقويم مستمر للمناهج، وإدخال المقترحات اللازمة كلما دعت الحاجة.
- إعداد وتدريب المعلمين لإدراك التعامل الجيد مع مضامينه والعمل على تحقيق غاياته وأهدافه.
- أن يكون المنهج مستشرفًا للمستقبل، مع ضمان أن يؤدي المنهج إلى تخصصات تتناسب مع سوق العمل.
- أن يكون المنهج واضحًا، ودقيقًا، وشاملًا بعيدًا من الحشو، وأن تكون الكتب المدرسية معبرة عن المنهج ومتناسبة مع التوصيف والمحتوى التعليمي.
- أن يكون المنهج محفزًا للمتعلمين على التحليل والمناقشة، والإبداع والابتكار.
- أن يعمل على تنمية روح العمل الجماعي، ويظهر في الوقت نفسه المواهب والقدرات الفردية، ويعمل على توجيهها وتطويرًا بالاستناد إلى الأنشطة واستراتيجيات التعليم النشط.
- أن يعمل على تحقيق التنمية المستدامة، وأن يسمح باستخدام التقنيات والوسائل التكنولوجية بشكل كبير، بما يتناسب مع عصر الذكاء الصناعي والتحول الرقمي.
- أن يعمل وبشكل كبير على تنمية السلوك الأخلاقية، والتربية على المواطنة.
- أن يأخذ بالحسبان حاجة المتعلمين للاستفادة من الخدمات التعليمية من بُعد، نظرًا لحاجة المتعلمين لاكتساب المهارات والكفايات التعليميّة الحرة بالتزامن مع عملهم، وبعيدًا من مكان وزمان المصدر التعليمي، ومن جهة أخرى تحسبًا للأزمات التي قد تفرض نفسها.
عاشرًا– المصادر والمراجع
- د.يوسف طباجة: منهجية البحث، 2003-2004، ص ص (14، 84، 97).
- دراسة ميدانية قام بها الباحثان من خلال استبيان شارك فيه 1728 معلم ومعلمة، خلال سبعة أيام من شهر آذار من العام 2021.
- تقرير صادر عن هوريزون، 2014، التعليم العالي.
- الموسى، أنور عبد الحميد، التكنولوجيا في خدمة التعلم والتعليم. بيروت – لبنان: دار النهضة العربية، (2014) ص، 175.
- دعمس، مصطفى، تكنولوجيا التعلم وحوسبة التعليم. الأردن: دار غيداء للنشر والتوزيع (2009).
- الاستراتيجية الرقمية للمدارس 2015-2020 التدريس التعلم والتقييم 2015.
- باربارا مارتينز، دمج الكمبيوتر في الغرف الصفية، 2010.
- وثائق الأمم المتحدة، تحديث العام 2021، موقعhttps://www.un.org.
-[1] دكتوراه في الإتصالات وأنظمة الشبكات، مدير الجامعة الإسلامية – فرع صور، طالب دكتوراه في التربية المعهد العالي للدكتوراه الجامعة اللبنانية،
– PhD in Communications and Network Systems, Director of the Islamic University – Tyre branch, PhD student in Education Higher Institute of PhD, Lebanese University– Email:Ghassanjaber107@Gmail.com
yatabaja@hotmail.com-أستاذ محاضر ومشرف في المعهد العالي للدكتوراه، الجامعة اللبنانية –كلية التربية،[2]
– Professor of Lecturer at the Faculty of Education, the Lebanese University, and a supervisor professor at the Higher Institute of Doctorate, Lebanese University-Email: yatabaja@hotmail.com