التّنمّر الاجتماعيّ لدى طلاّب المرحلة المتوسّطة في مدارس محافظة الجنوب اللبنانيّ – من وجهة نظر معلّمي المرحلة المتوسّطة
التّنمّر الاجتماعيّ لدى طلاّب المرحلة المتوسّطة في مدارس محافظة الجنوب اللبنانيّ – من وجهة نظر معلّمي المرحلة المتوسّطة
Social bullying among middle school students in the schools of the southern
Lebanese governorate – from the point of view of middle school teachers
Dr. Oussama Ali Haydar د. أسامة عليّ حيدر)[1](
ملخص الدراسة
تبرز أهمية وهدف دراسة التّنمّر الاجتماعي لدى طلاب المدارس لمعرفة مستوى التّنمّر بين الطلاب، إلا أنّنا تناولناها من وجهة نظر المعلمين، وفق متغير النوع الاجتماعي، المؤهل العلمي، سنوات الخبرة وذلك لمعرفة مستوى التّنمّر.
اعتُمِد في هذه الدراسة على المنهج الوصفي، والأسلوب التّحليلي، أمّا أداة الدراسة المُستخدمة فهي الاستمارة، وتؤُكِد من معامل الصدق والثبات “ألفاكرومباخ”، وتكونت عينة الدّراسة من معلمي ومعلمات المرحلة المتوسطة في المدارس الرّسمية في محافظة الجنوب، وقد اختيروا بطريقة عشوائيّة من مجتمع الدّراسة.
وأبرز النتائج التي بيّنتها هذه الدّراسة:
- إن مستوى التّنمّر الاجتماعي جاء بدرجة مرتفعة، وقد بلغت الدّرجة الكليّة 3.75.
- إن أسباب التّنمّر تعود للثقافة المجتمعيّة بالدّرجة الأولى، وعلى ثقافة أولياء الأمور وعلى الثقافة المدرسيّة.
- وبيّنت النتائج على وجود فروق في مستوى التّنمّر الاجتماعي قائمة على متغير النوع الاجتماعي، ولا يوجد فروق قائمة على المؤهل العلمي وسنوات الخبرة.
وعلى ضوء نتائج الدّراسة يوصى بالاهتمام بالطالبات الإناث بشكل أكبر من الطلاب الذكور وذلك في ما يتعلق بتحقيق الذات بالسلوك السوي بدل السلوك التّنمّري.
الكلمات المفتاحية: التّنمّر المجتمعي- طلاب المرحلة المتوسطة. رورو
ABSTRACT
The importance and objective of studying social bullying among school students is to know the level of bullying among students, but we dealt with it from the teachers’ point of view, according to the variable of gender, educational qualification, and years of experience, in order to know the level of bullying.
The most prominent results of this study:
The level of social bullying was high, with a total score of 3.75.
The causes of bullying are primarily due to the societal culture, the culture of parents, and the school culture.
The results showed that there are differences in the level of social bullying based on the gender variable, and there are no differences based on educational qualification and years of experience.
In light of the results of the study, it is recommended to pay more attention to female students than to male students, with regard to self-realization through normal behavior instead of bullying behavior.
Keywords: societal bullying – middle school students
المقدمة
يعدُّ التّنمّر مشكلة اجتماعيّة يعاني منها المجتمع في مختلف فئاته وفي مختلف البلدان، إلا أنّ اللافت بروز هذه المشكلة في المؤسسات التربوية التّعليميّة، ولعل الدّراسات المتعددة التي تناولت هذا الموضوع ما هي إلا مؤشر على انتشار هذه الظاهرة ووجودها في هذه المؤسسات ولدى هذه الفئات المجتمعيّة بالتحديد.
إن انتشار التّنمّر في المؤسسات التّربويّة التّعليميّة لا تقتصر أضرارها على الطلاب فقط، بل تؤثر على الجو المدرسي بشكل عام وتوجد مشاكل جانبيّة أخرى تؤثر سلبًا على التحصيل العلمي في هذه المؤسسات التعليمية، وهذا ما أكد عليه علماء النّفس الذين تناولوا في دراستهم موضوع التّنمّر، إذ أشاروا إلى أنّ من الآثار السّلبيّة للتنمر تأثيره السلبي على نفسيّة الطلاب “والمناخ المدرسي العام، وعلى قدرة الطلبة في التعلم، ما يؤدي إلى تدني في أداء المدرسة، وقدرتها على الوصول إلى أهدافها، وقد أصبح التّنمّر كأنه شيء طبيعي في تصرفات كثير من المراهقين، إذ تتميز هذه المرحلة أنّها مرحلة عواطف وتوتر وشدة، تكتنفها الأزمات النّفسيّة وتسودها المعاناة والإحباط والصراع” (صوفي، 2017)
لعل استخدام مصطلح التّنمّر جديد في المجتمع إلّا أن السّلوك التّنمّري موجود منذ القدم في المجتمعات كافة وقد عرفها “أولويس” Olweus” “أنّه شكل من أشكال العنف الشّائعة بين الأطفال والمراهقين ويعني التصرف المتعمد للضرر أو الازعاج من جانب واحد أو اكثر من الافراد وقد يستخدم المعتدي أفعالًا مباشرة أو غير مباشرة للتنمر على الآخرين، والتّنمّر المباشر هو هجمة مفتوحة على الآخرين” (Olweus, 1993).
ووفق الاحصائيات الدّوليّة، فإن معدل انتشار التّنمّر في المدارس في مختلف المجتمعات قد تجاوز 15% وبالطبع فإنّ آثاره تختلف من مجتمع لآخر، وأشارت هذه الدّراسات الدوليّة إلى أنّ كلّ تلميذ من بين 6 تلاميذ يتعرّض للتّنمر أقلّه مرة في الأسبوع، ونظرًا لقلّة الدّراسات التي تناولت هذا الموضوع في المدارس العربية فقد أتت هذه الدّراسة كخطوة لتسليط الضوء على هذه الظاهرة المهمة والخطيرة المنتشرة في المؤسسات التربوية التّعليميّة في لبنان.
في المفاهيم
– التّنمّر المجتمعي: يعرف التّنمّر كأحد أشكال العنف المنتشرة بين بين الأطفال والمراهقين، وهو سلوك وتصرف يُتعمد فيه الحاق الأذى والضرر “هو نمط من السّلوكيات والأفعال السّالبة المتعمدة والمقصودة، والمتكررة والمستمرة على مدار مدة طويلة من الزّمن بين طالبين غير متوازني القوة الجسديّة أو النّفسيّة أو كليهما (القحطاني، 2015)، وقد يتخذ التّنمّر أشكالًا مختلفة منها لفظي أو كتابي، تنابز بالألقاب، الاستبعاد من مشاركة البعض بالنشاطات الاجتماعيّة والتّعليميّة أو حتى الرياضيّة، الإساءة الجسديّة، أو حتى الإجبار والإكراه على القيام بفعل معين.
إنّ أهمية دراسة التّنمّر في المؤسسات التّعليميّة، تكمن في أنّ الأهل وحتى الطاقم التعليمي لا يلحظون هذه المشكلة منذ بدايتها، وهذا ما يضاعف من آثارها السلبيّة على الأبناء، و”التّنمّر المدرسي مشكلة قديمة موجودة في جميع المجتمعات المتقدمة والنامية منذ زمن بعيد” (الزبون و الزغول، 2016).
وتكشف الدراسات على أن هناك مسميات عديدة تنضوي تحت مفهوم التّنمّر خاصة التّنمّر المدرسي “الاستقواء، الصراع، العنف، الاستئساد، وما شابه ذلك، ما يحول المدرسة إلى غابة وسلوك تلاميذها يتصف بالتوحش.
و من أشكال التّنمّر المهمّة هي:
- التّنمّر الجسمي، يتعرض فيها المتنمر إلى أذى جسدي ناتج عن الضرب، واللكم والصفع وشد الشعر وغيره.
- التّنمّر الاجتماعي يكون لفظيًّا أو غير لفظي.
- التّنمّر اللفظي، تستخدم فيه التعابير اللفظية المسيئة، والوصف بالألقاب الوضيعة، والإشاعات المزيفة والتعليقات القاسية.
- التّنمّر غير اللفظي، قد يتخذ وجهين مباشر وغير مباشر. أمّا المباشر يتضمن الإيماءات والتّعابير الوجهيّة المؤذية. وغير المباشر فهو يعدُّ سلوكًا: كالتجاهل المتعمد والاستبعاد من نشاط معين.
- التّنمّر الجنسي، يتضمن استخدام أسماء جنسيّة نابية ويُنادى بها، لمسًا جنسيًا أو حتى التهديد بالممارسة الجنسيّة.
ما هو دور العوامل الثقافية في التّنمّر؟
يعيش الفرد في نمط ثقافي معين يتحكم بأفعاله وسلوكياته، ولا بدّ من أنّ أي سلوك منتشر في المجتمع هو نتيجة ثقافة مجتمعيّة موجودة قد تكون ظاهرة أو غير ظاهرة في أفعال الفرد، وإنّ غرس ثقافة معينة في سن مبكرة قد تساهم في تجنب الكثير من الآثار السلبية في ما بعد.
تعدُّ العوامل الثّقافيّة عوامل مؤثرة في اتجاهات الأفراد وسلوكياتهم، ” وهي تلك العوامل الشّاملة للبيئة الطبيعيّة والاجتماعيّة المحيطة بالفرد والمؤثرة تأثيرًا واضحًا في وظائفه العقليّة والنّفسيّة والنّافذة إلى السّمات العامة لشخصية الفرد واستجاباته الاجتماعيّة في الحياة (العنيزات، المطيري ثامر فهد، و السبيعي ، 2013).
ولعل ما يهمنا في هذه الدّراسة هو تسليط الضوء على العوامل الثقافية المتعلقة بالمدرسة، إذ تتشكل الثقافة المدرسيّة في الغالب من مكونات عدة، تتمثل في الرؤية التربويّة والثقافيّة التي تحملها المدرسة، منظومة القيم التربوية والاتجاهات المنتشرة فيها، وقد تكون رؤية المدرسة ومنظومتها القيميّة تختلف عما يحمله التّلاميذ من قيم وهنا يتواجد الصراع بين نظامين مدرسي رسمي، وفردي غير رسمي.
الدراسات السابقة: سنقدم عرضًا لبعض الدّراسات التي تناولت موضوع التّنمّر المجتمعي.
- دراسة المكانين وآخرون (2018) هدفت هذه الدّراسة إلى معرفة مستويات التّنمّر الالكتروني لدى الطلبة الذين تظهر عليهم سلوكيات وانفعالات مضطربة وذلك للكشف عن مستويات التّنمّر الالكتروني وفقًا لمتغيري الجنس والعمر، تكونت الدراسة من 17 طالبًا وطالبة في أربع مدارس في مديرية التّربية والتّعليم في الزرقاء. استُخدِم مقياس التّنمّر الإلكتروني لمعرفة مستوى التّنمّر لدى هؤلاء الطلبة. وأظهرت النتائج أن التّنمّر الإلكتروني موجود لدى الذكور أكثر ولدى الفئات العمرية الأكثر من 14 عامًا (المكانين، يونس ، و الحياري، 2018).
- دراسة ثانية تناولت التّنمّر قام بها عدة باحثين في كندا هم كانينجا وآخرون (2014) هدفت هذه الدراسة إلى معرفة العلاقة بين ضحايا التّنمّر التقليدي، والتّنمّر الإلكتروني وربطها بمحاولات الانتحار لدى طلاب المدارس الكندية الذين تعرضوا للتنمر.
وُجِّه استبيان في مدارس أونتاريو، وبلغ حجم العينة 1658 طالبة و1341 طالبًا، تتراوح أعمارهم بين 7و 12 سنة.
أظهرت نتيجة هذه الدّراسة أن ضحايا التّنمّر التقليدي قد بلغت نسبتها 25.2% والتّنمّر الإلكتروني بلغت نسبته 17.4% وأنّ الضحايا الأكثر عرضة للتنمر هم من الإناث بما يعادل ضعف العدد للذكور. وبيّنت الدّراسة أنّ الطالب/ة الأكثر عرضة للتنمر الإلكتروني هم الذين يقضون وقتًا أطول في استخدام الإنترنت ومواقع التّواصل الاجتماعي، إلّا أنّ المفارقة أنّ ضحايا التّنمّر الإلكتروني والتّنمّر التقليدي لديهم المستوى نفسه للاقدام على الانتحار أو محاولات الانتحار، وأنّ التفكير بالانتحار والتخطيط له ومحاولة الانتحار هي نتيجة للاحباط الناتج عن التّنمّر (Kanyinga & Roumellotis, 2014).
التعقيب على الدراسات: صحيح أنّنا تناولنا دراسة عربية واحدة وأخرى أجنبية وذلك بهدف تبيان أن هذه المشكلة ليست محصورة بمجتمع معين أو ثقافة معينة هذا من جهة، ومن جهة أخرى تكشفت لدينا المتغيرات الأساسية المؤثرة والمتأثرة بالتّنمّر وهذا سيساعدنا في تشكيل إشكالية هذه الدراسة وتحديد متغيراتها في مدارس لبنانية.
إشكالية الدراسة:
إن انتشار التّنمّر المجتمعي هو من المشكلات الخطيرة التي تهدد الأمن المدرسي والأمن النّفسي لطرفي التّنمّر المتنمر والضحيّة، تكشفت آثارها من خلال وقوع عدة حوادث وصلت لإنهاء حياة الفرد في بعض الحالات. أمام هذا الواقع الخطير برزت مشكلة هذه الدّراسة كونها تسلط الضوء على عوامل ثقافيّة مجتمعيّة، على كيفيّة نمو السلوك، وتكون الشّخصيّة المجتمعيّة. إن معرفة الخلل يتطلب منا إجراء دراسة تتعلق بالتّنمّر المجتمعي وذلك لكشف الآليات المتحكمة بالتّنمّر وتبيان آثارها على تكوين السلوك الفردي والجمعي، من هنا تمحورت إشكالية هذه الدّراسة:
- ما هو مستوى التّنمّر لدى طلاب المرحلة المتوسطة من وجهة نظر المعلمين في مدارس محافظة الجنوب اللبناني؟
انبثق عن هذا السؤال الأساسي سؤال فرعي آخر وهو: ما مدى تأثر مستوى التّنمّر المجتمعي لدى طلاب المرحلة المتوسطة من وجهة نظر المعلمين في مدارس محافظة الجنوب بمتغير النوع الاجتماعي، المؤهل العلمي سنوات الخبرة؟
فرضيات الدراسة: تضمنت هذه الدراسة عدة فرضيات وهي:
الفرضيّة الأولى: توجد علاقة بين التّنمّر المجتمعي لدى طلاب المرحلة المتوسطة في مدارس الجنوب اللبناني من وجهة نظر المعلمين وفق متغير النوع الاجتماعي.
الفرضية الثانية: توجد علاقة بين مستوى التّنمّر المجتمعي لدى طلاب المرحلة المتوسطة في مدارس الجنوب اللبناني من وجهة نظر المعلمين وفق متغير المؤهل العلمي.
الفرضية الثالثة: توجد علاقة بين مستوى التّنمّر المجتمعي لدى طلاب المرحلة المتوسطة في مدارس الجنوب اللبناني من وجهة نظر المعلمين وفق متغير سنوات الخبرة.
أهداف الدراسة
هدفت الدّراسة إلى الكشف عن العلاقة بين مستوى التّنمّر المجتمعي، وأثر بعض المتغيرات الدّيموغرافيّة في التحكم بتصرفات وسلوك المتنمر لدى طلاب المرحلة المتوسطة في مدارس محافظة الجنوب اللبناني من وجهة نظر المعلمين.
أهمية الدراسة: تكمن أهمّيّة الدراسة في:
- كونها تسلط الضوء على مشكلة تربويّة ونفسيّة بحتة وخفيّة أيضًا يعاني منها الطلاب وتنعكس سلبًا ليس على تحصيلهم العلمي بل أيضًا على سلوكياتهم وتركيبتهم النفسيّة.
- إنّ تسليط الضوء على التّنمّر المجتمعي في المدارس يساهم في توعية الأهل لاتخاذ آلية في التصرف لإنقاذ أبناءهم أكانوا من الفئة التي تتنمر أو الفئة التي يُتّنمّر عليها لأنّها تعدُّ حالة مرضيّة للطرفين.
- فتح آفاق جديدة لدراسات تتناول تأثير التّنمّر المجتمعي وآثاره كانطلاقة لإيجاد حلول لهذ الحالة المرضية والآفة الاجتماعيّة.
منهج الدراسة
اعتُمِد في هذه الدراسة على المنهج الوصفي لأنّه الأنسب في هذه الدراسات من حيث وصف مكونات الظاهرة والانتقال إلى مرحلة التحليل لمعرفة العلاقة ودرجة التأثير فيما بينها.
عينة الدراسة
تكونت عينة هذه الدراسة من 280 معلمًا ومعلمة في المواد التعليميّة المختلفة للمرحلة المتوسطة، والجدول رقم 1 يوضح توزيع أفراد العينة وفق متغيرات الجنس والمؤهل العلمي وسنوات الخبرة.
جدول رقم 1- توزع أفراد العينة وفق متغيرات الدراسة
المتغير | المستوى التعليمي | التكرار | النسبة المئوية |
النوع الاجتماعي | ذكر | 131 | 46.8 |
انثى | 149 | 53.2 | |
المؤهل العلمي | إجازة | 20 | 7.1 |
جدارة | 192 | 68.6 | |
دبلوم وأكثر | 68 | 24.3 | |
سنوات الخبرة | أقل من 5 سنوات | 72 | 25.7 |
من 5-10 سنوات | 47 | 16.8 | |
أكثر من 10 سنوات | 161 | 57.5 |
تقنية الدّراسة
اعتُمِد على الاستبانة/ الاستمارة لجمع المعطيات من مجتمع الدراسة، وتضمنت هذه الاستبانة إلى جانب البطاقة الشخصية (الجنس، المؤهل العلمي، سنوات الخبرة) للمعلمين والمعلمات، ثلاثة محاور وهي: المحور الأول: التّنمّر المجتمعي القائم على الثقافة المدرسيّة.
المحور الثاني: التّنمّر المجتمعي القائم على الثقافة الموروثة من الأهل.
المحور الثالث: التّنمّر المجتمعي على ثقافة المجتمع.
تُؤُكِد من ثبات الاستبانة من خلال حساب معامل الثبات “ألفاكرومباخ” وجاءت الدّرجة الكليّة 0.88، وهذا مؤشر على أنّ ثبات الاستبانة مرتفع وقريب من 1 ويمكن الاعتماد عليها في هذه الدراسة.
وقد استُخدِم برنامج SPSS لاستخراج المتوسطات الحسابيّة والانحرافات المعيارية لكلّ فقرة من فقرات الاستبانة، إضافة إلى اختبار “ت”، ومعادلة الثبات ألفا كرومباخ ALPHA CRONBACH.
نتائج الدراسة ومناقشة الفرضيات
في ما يتعلق بمعرفة مستوى التّنمّر المجتمعي لدى طلاب المرحلة المتوسطة في المدارس الرّسميّة في محافظة الجنوب اللبناني من وجهة نظر المعلمين والمعلمات، احتُسِبتِ المتوسطات الحسابيّة والانحرافات المعياريّة لمحاور الاستبانة وجاءت النتيجة كالآتي:
الجدول رقم 2- المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لاستجابة أفراد الدراسة لمستوى التّنمّر المجتمعي لطلاب المرحلة المتوسطة
رقم المحور | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | الدرجة |
المحور الأول | 3.68 | 0.51 | مرتفعة |
المحور الثاني | 3.72 | 0.61 | مرتفعة |
المحور الثالث | 3.87 | 0.63 | مرتفعة |
الدرجة الكلية | 3.75 | 0.49 | مرتفعة |
إنّ الدرجة الكلية للعوامل الثقافية التي تناولتها هذه الدّراسة أكانت مدرسية وموروثة من الأهل واجتماعيّة بلغ المتوسط الحسابي الكلي 3.75 والانحراف المعياري الكلي 0.49، وهذه النتيجة هي مؤشر على أنّ العوامل الثقافيّة مجتمعة لها أثر واضح على مستوى التّنمّر المجتمعي لدى طلاب المرحلة المتوسطة، هذه النتيجة تفسيرها يكمن في ضعف الرّقابة في ثقل السلوك الجيد من الأهل لأبنائهم، الوضع الاجتماعي والمعيشي للأهل، تأثر الطلاب بمحتويات وسائل العلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وجوّ التنافس والصراع الاجتماعي الذي يعاني منه لبنان أكان مناطقيًا أو سياسيًا وغيره، كلها عوامل تضافرت وادت لبروز هذه المشكلة.
نتائج الفرضية الأولى ومناقشتها
استُخدِم اختبار “ت” والمتوسطات الحسابية لمعرفة تأثير العوامل الثقافية في التّنمّر المجتمعي لدى طلاب المرحلة المتوسطة من وجهة نظر المعلمين وفق متغير النوع الاجتماعي، وجاءت النتيجة كالآتي:
جدول رقم 3- اختبار “ت” لمختلف العوامل الثقافية الثلاث في محاور الاستبانة وفق متغير النوع الاجتماعي
المحور | النوع الاجتماعي | التكرار | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | قيمة “T” | مستوى الدلالة |
العوامل الثقافية المدرسيّة | ذكر | 131 | 3.64 | 0.54 | 1.306 | 0.19 |
أنثى | 149 | 3.72 | 0.48 | |||
العوامل الثقافية الموروثة من الأهل | ذكر | 131 | 3.65 | 0.61 | 1.833 | 0.06 |
أنثى | 149 | 3.78 | 0.60 | |||
العوامل الثقافية المجتمعيّة | ذكر | 131 | 3.78 | 0.72 | 2.244 | 0.02 |
أنثى | 149 | 3.95 | 0.53 | |||
الدرجة الكلية | ذكر | 131 | 3.68 | 0.54 | 2.111 | 0.03 |
أنثى | 149 | 3.81 | 0.43 |
يتبين من هذا الجدول أنّ قيمة “ت” للدرجة الكلية هي 2.111 ومستوى الدلالة 0.03 أيّ أنّ مستوى التّنمّر المجتمعي لدى طلاب المرحلة المتوسطة يتأثر بمتغير النوع الاجتماعي، كما بيّنت النتائج أن الإناث هم الفئة أكثر تنمرًا وبذلك تثبت صحة الفرضية الأولى.
نتائج الفرضية الثانية ومناقشتها
تناولت هذه الفرضية وجود علاقة بين مستوى التّنمّر المجتمعي لدى طلاب المرحلة المتوسطة وفق متغير المؤهل العلمي.
وللتأكد من مدى صحة هذه الفرضية احتُسِبت المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لفقرات محاور الاستبانة وجاءت النتيجة كالآتي:
جدول رقم 4- المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمحاور الاستبانة الثلاثة المتعلقة بالعوامل الثقافية المؤثرة في مستوى التّنمّر المجتمعي وفق متغير المؤهل العلمي
المحور | المؤهل العلمي | التكرار | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري |
العوامل الثقافية المدرسيّة | إجازة | 20 | 3.64 | 0.66 |
جدارة | 192 | 3.68 | 0.48 | |
دبلوم وأكثر | 68 | 3.68 | 0.53 | |
العوامل الثقافية الموروثة من الأهل | إجازة | 20 | 3.57 | 0.80 |
جدارة | 192 | 3.74 | 0.57 | |
دبلوم وأكثر | 68 | 3.71 | 0.65 | |
العوامل الثقافية المجتمعية | إجازة | 20 | 3.86 | 0.79 |
جدارة | 192 | 3.88 | 0.57 | |
دبلوم وأكثر | 68 | 3.85 | 0.74 | |
الدرجة الكلية | إجازة | 20 | 3.68 | 0.69 |
جدارة | 192 | 3.76 | 0.44 | |
دبلوم وأكثر | 68 | 3.74 | 0.56 |
يبين لنا هذا الجدول أنّ هناك فروقًا واضحة وظاهرة على مستوى العوامل الثقافية للتنمر المجتمعي لطلاب المرحلة المتوسطة من وجهة نظر المعلمين، إلا أنّه لا توجد فروق على مستوى المؤهل العلمي فأرقامها متقاربة، ما يعني أنّ البيئة الحاضنة أي البيئة المجتمعيّة والمدرسيّة لا تتأثر بالمؤهل العلمي للمعلمين وبالتّمييز بين مستوى التّنمّر المجتمعي لدى طلاب المرحلة المتوسطة ونرفض هذه الفرضيّة.
نتائج الفرضية الثالثة ومناقشتها
هذه الفرضية ربطت بين مستوى التّنمّر المجتمعي لطلاب المرحلة المتوسطة من وجهة نظر المعلمين وفق متغير سنوات الخبرة.
ولمعرفة مدى صوابية هذه الفرضية احتُسِبت المتوسطات الحسابيّة والانحرافات المعياريّة للعوامل الثقافيّة وفق متغير سنوات الخبرة للمعلمين والمعلمات وجاءت النتيجة كالآتي:
جدول رقم 5- المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمحاور الاستبانة الثلاثة المتعلقة بالعوامل الثّقافيّة المؤثرة في مستوى التّنمّر المجتمعي وفق متغير سنوات الخبرة
المحور | سنوات الخبرة | التكرار | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري |
العوامل الثقافية المدرسية | أقل من 5 سنوات | 72 | 3.65 | 0.51 |
من 5- 10 سنوات | 47 | 3.70 | 0.57 | |
أكثر من 10 سنوات | 161 | 3.68 | 0.49 | |
العوامل الثقافية الموروثة من الأهل | أقل من 5 سنوات | 72 | 3.76 | 0.66 |
من 5 – 10 سنوات | 47 | 3.77 | 0.55 | |
أكثر من 10 سنوات | 161 | 3.69 | 0.60 | |
العوامل الثقافية المجتمعية | أقل من 5 سنوات | 72 | 3.82 | 0.63 |
من 5-10 سنوات | 47 | 4.04 | 0.52 | |
أكثر من 10 سنوات | 161 | 3.85 | 0.66 | |
الدرجة الكلية | أقل من 5 سنوات | 72 | 3.74 | 0.51 |
من 5-10 سنوات | 47 | 3.82 | 0.43 | |
أكثر من 10 سنوات | 161 | 3.73 | 0.50 |
يلاحظ أنّه على بالرغم من وجود تفاوت بين المتوسطات الحسابيّة والانحرافات المعيارية للعوامل الثقافيّة إلا أنّه لا يوجد فروق على صعيد سنوات الخبرة، فالمدرسة والتي هي مؤسسة تربويّة لديها نظام خاص ومنظومة قِيم تعمل عليها على المدى البعيد، ما يعني أن سنوات الخبرة للمعلمين ليس لها مؤشر مؤثر في معرفة التّنمّر المجتمعي، ونحن إذ استندنا على هذا المؤشر لمعرفة تطور التّنمّر المجتمعي في المدرسة، إلّا أنّ عدم وجود فروق يبيّن أن التّنمّر المجتمعي موجود في المدارس وبين الطلاب حتى من 10 سنوات وأكثر. وعليه نرفض صحة الفرضية الثالثة.
نتائج الدراسة
توجد فروق ذات دلالة إحصائية لمستوى التّنمّر المجتمعي تُعزى لمتغير النوع الاجتماعي بين طلاب المرحلة المتوسطة في مدارس محافظة الجنوب اللبناني، ولدى الإناث بالتحديد وذلك من وجهة نظر المعلمين.
لا توجد فروق لمستوى التّنمّر المجتمعي وفق متغير سنوات الخبرة والمؤهل العلمي لمعلمين المرحلة المتوسطة، ذلك لتأثير النظام القيمي والتربوي للمدرسة الموجودين فيها.
إنّ العوامل الثقافية المجتمعية والمدرسية والموروثة من الأهل لها تأثير مباشر على مستوى التّنمّر المجتمعي لدى طلاب المرحلة المتوسطة في مدارس الجنوب اللبناني.
التوصيات والمقترحات
- توعية الأهل على مخاطر التّنمّر المجتمعي، والعودة إلى دور الأهل الأساسي وهو الدور الرّقابي والتّربوي والتّوعوي للأبناء من خلال إقامة ندوات ومحاضرات في المدارس.
- تعزيز الدور الرقابي للهيئة الإدارية وللمعلمين للحدّ من سلوكيات التّنمّر خاصة لدى الفتيات وتعزيز قيم قبول الآخر وتقبله من خلال التّعليم الجماعي والتّعاوني وإقامة الحوار بين مختلف الطلاب.
المصادر والمراجع
- صباح حسن العنيزات، المطيري ثامر فهد، و معيوف طلق السبيعي . (2013). تأثير العوامل الثقافية والجنس على فرط الاستئثارات لدى طلبة الموهوبين في الكويت والأردن. مجلة العلوم التربوية والنفسية، عدد 4- ، 423-457.
- فاطمة الزهراء صوفي. (2017). المناخ المدرسي وعلاقته بالتّنمّر المدرسي لدى تلاميذ المرحلة الثانوية. الجزائر: جامعة د. مولاي الطاهر سعيدة.
3-محمد سليم الزبون، و محمد الزغول. (2016). برنامج تربوي مقترح للحد من الاستقواء لدى طلبة المرحلة الأساسية العليا في الأردن. مجلة دراسات وأبحاث، 25.
4-نورة سعد الدين القحطاني. (2015). مدى الوعي بالتّنمّر لدى معلمات المرحلة الابتدائية وواقع الاجراءات المتبعة لمنعه في المدارس الحكومية بمدينة الرياض من وجهة نظرهن. مجلة دراسات عربية في التربية وعلم النفس، 70-102.
5-هشام المكانين، نجاتي أحمد يونس ، و غالب محمد الحياري. (2018). التّنمّر الإلكتروني لدى عينة من الطلبة المضطرين سلوكيا وانفعاليا في مدينة الزرقاء . مجلة الدراسات التربوية والنفسية، جامعة السلطان قابوس، سلطنة عمان عدد 1، 179-197.
-6 Kanyinga, H., & Roumellotis, P. (2014). Association between Cyber bullying and school Bullying Victimization and suicidal ideation, plans and Attempts among Canadian schoolchildren. PLoS ONE 9(7): el02145 dot: 10:1371/journal.phone.0102145.
-7Olweus, D. (1993). Bulling at school. Oxford, UK: Blackwell Publishing Company
-[1]أستاذ مساعد في الجامعة اللبنانية كلية الآداب والعلوم الإنسانية _ قسم علم النفس.
Assistant Professor at the Lebanese University, Faculty of Arts and Human Sciences – Department of Psychology