أقفلتُ قلبي عليك
محمّد حسن دهينيّ*
للناسِ حجٌّ ولي حجٌّ إلى بلدي
وغير عينيك روحي لم تجد بلدَ
أقفلتُ قلبي عليك
الشوق جَنَّني
والقفل شدّ، وقلبي أحكم الزردَ
أحتار! أيّ دروب العشق أسلكها؟
ما جئتُ مقتربا أو كنتَ مبتعدا
روحان نحن، وهذا العشق ليس سوى
آيات ربٍّ بغير الحبّ ما عُبدَ…
يا سيّد الحقّ إنّ الحقّ معتقدي
والنَّاس تبني لغير الحقّ معتقدا
الصابرون على أمراض أمّتهم
لا يعشقون طبيبا يطعن الكبدَ
والساكتون عن الآلام ليس لهم
سوى مجيء الذي ما كان أو وُلِدَ
والضائعون على شطآن دمعتهم
لم يملكوا مركبا غير الذي اتقدا
والناظرون دموع الشعب أجمعه
مدوا (المحارم) ما مدوا إليه يدا
الآن تصرخ ملء الكون حنجرتي:
إنّي تعبت من الحملان منفردا
يا سيّد الدار
هذه الدار مفتَقِدٌة أباها
والأمّ قد لا تستفيق غدا
الطفل يولد مديونا ومُنتهكا
وذنبه هو: في لبنان قد وُلِدَ
من يُبلغ الرأس أنّي حابس تعبي
وأنّ بي وجعا قد صار محتشدا
كلّ الوعود أراها الآن تخنقني
وصرت أخشى إذا ما نائب وعدا
أيّ الحلول ابتكرتُ
العقل يرفضها
ويرفض القلب حكم العقل إن عُقدَ
ضاقت علينا ولمّا تتّسع أبدا
وكنت أحسب بعد الضيق أن تلدا
لا العقل عقلي ولا الأفكار حاكمة
والقلب فيّ بحاء الحزن قد بُرد
حذار إن قادني حزني وأغضبني
فبعده لن أرى أو (أحترم) أحدا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* محمّد حسن دهينيّ، محام وشاعر، طالب ماجستير في الجامعة اللبنانيّة، الفرع الخامس، كلّيّة الآداب والعلوم الإنسانيّة.