صور تلوث البيئة ومعالجته في القرآن الكريم والسُّنّة النّبويّة الشّريفة
Pictures of environmental pollution and its treatment in the Holy Qur’an and the Sunnah of the Prophet the nine Sahihs
Ahmad Kazem Al- Yasari أحمد کاظم الیساري([1])
Dr. Seyed Mahdi Lotfi سید مهدی لطفی([2])
تاريخ الإرسال: 1-4-2024 تاريخ القبول: 13-4-2024
الملخص
يتناول هذا البحث صور التلوث ومعالجتها في القرآن الكريم والسُّنّة النّبويّة الشّريفة، فلكل عصر من العصور قضية تفرض نفسها وتشغل بال الباحثين والمفكرين بها، وفي الوقت الحالي أصبح موضوع البيئة من دون منازع يتصدر مواضيع العصر، وذلك لعلاقته المباشرة بحياة الإنسان ووجوده، فأصبحت المشاكل البيئيّة تشكل خطرًا أمنيًا جديدًا، إذ إنّ عناصر البيئة الطبيعيّة وغير طبيعية ، تعدُّ أساس الحياة الإنسانيّة، لقد حثت آيات القرآن الكريم على الحفاظ على البيئة وحمايتها وهو واجب ديني أمرنا الله سبحانه وتعالى، أن نحافظ علي الأرض وما بها من خيرات، وحثت السُّنّة النّبويّة الشّريفة على حماية البيئة ومكونتها ونهت عن الإضرار بها بأي شيء، وفي هذه الدّراسة نتحدث عن البيئة وصور التلوث فى القرآن الكريم والسُّنّة . واعتمد الباحث في الدّراسة على المنهج الوصفي التّحليلي من خلال دراسة الآيات القرآنية والأحاديث الشّريفة التى تتحدث عن صور التلوث البيئة وطرق علاجها.
الكلمات المفتاحية: القرآن الكريم – السُّنّة النّبويّة الشّريفة – التلوث – صور التلوث – البيئة- معالجته
Abstract
This research deals with images of pollution and their treatment in the Holy Qur’an and the Noble Prophet’s Sunnah. Every era has an issue that imposes itself and occupies the minds of
researchers and thinkers. At present، the topic of the environment has indisputably become the top topic of the era، due to its direct relationship to human life and existence. Environmental problems have become a threat. From a new security perspective، since the elements of the natural and unnatural environment are considered the basis of human life، verses of the Holy Qur’an have urged Preserving and protecting the environment is a religious duty. God Almighty has commanded us to preserve the earth and its bounties. The noble Sunnah of the Prophet has urged the protection of the environment and its components and has forbidden harming it with anything. In this study، we talk about the environment and images of pollution in the Holy Qur’an and Sunnah. It was adopted. The researcher in the study followed the analytical descriptive approach by studying Qur’anic verses and hadiths that talk about forms of environmental pollution and methods of treating them.
Keywords: The Holy Qur’an – the Noble Prophet’s Sunnah – pollution – images of pollution – the environment – treating it.
المقدمة
لقد اهتم الإسلام بالمحافظة على مكونات البيئة، لأنّ الله خلق الكون وسخر للإنسان كل ما في الكون من أرض وسماء وماء وحيوان ونبات وأنهار وثروات وغيرها من النِعم، وهذا التّسخير يشمل مكونات البيئة التي أمرنا بالإفادة منها بما يتفق ومنهج الله سبحانه وتعالى، ونهى عن الفساد في البيئة حتى تتحقق رسالة الاستخلاف على هذه الأرض. وصور التّلوث للمكونات البيئة عديدة وذلك نتيجة الاستخدمات الخاطئة للإنسان للعناصر الطبيعية فى البيئة التي حثت الشّريعة الإسلاميّة على الحفاظ على البيئة من خلال الآيات والأحاديث الشّريفة.
لقد ﻭﺭﺩﺕ ﻋﺸﺭﺍﺕ ﺍﻵﻴﺎﺕ الكريمة التى ﺘﺸﻴﺭ ﺇلی البيئة، ﻭﺘﻨﺒّﻪ إلى ﻤﺨﺎﻁﺭ ﺘﻠﻭﺜﻬﺎ ﻭﻭﻀـﻌﺕ ﺍﻷﺴـﺱ المبادئ التى ﻴﺠﺏ أﻥ ﻴﺘﻌﺎﻤل ﺒﻬﺎ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻊ الطبيعة ﻭحثّه على المحافظة ﻋﻠﻴﻬﺎ كونه ﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﷲ ﻓـﻲ الكون ﺍﺴﺘﺨﻠﻔﻪ وإلى ﺤﻴﻥ و﴿لكم الأرض مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴾([3]) ولكن من ﺩﻭﻥ ﺘﺒﺫﻴﺭ ﻭﺇساءة ﻭﻓﺴﺎﺩ ﻭﻁﻐﻴﺎﻥ ﻓﻬﻲ ﺨُﻠﻘﺕ لخدمة الأجيال القادمة.
بناء علی أهمیه البیئه والحفاظ علیها، هذه المقاله تتركز على ﺍﺴﺘﻨﺒﺎﻁ ﺍﻷﺜﺭ ﺍلبيئي لبيان ﺍﻵﻴﺎﺕ القرآنية التى ﺘـﺸﻴﺭ إلى البيئة ومكوناتها الطبيعية (الماء والهواء والتربة….) وكيفيّة المحافظة عليها. المنهج الذي يتبعه الباحث هو المنهج الوصفي التحليلي من خلال دراسة الآيات القرآنيّة والأحاديث الشّريفة التي تتحدث عن صور التلوث البيئة وطرق علاجها.
1- سابقة البحث
1- دراسة بعنوان القيم البيئة من منظور إسلامي (محمد أحمد الخضي ونواف أحمد سمارة) نشر البحث في مجلة الزرقاء البحوث والدراسات الإنسانية المجلد التاسع سنة 2009 الأردن. وقام الباحثان بتتبع النصوص المتعلقة بالبيئة في القرآن والسُّنّة وجمعها ومن ثمَّ استخلاص ثلاث مجموعات منهن من القيم يمكن اعتمادها للبيئة من منظور إسلامي كما الحفاظ على البيئة.
2- دراسة بعنوان قضايا البيئة في منظور إسلامي (دكتور عبد المجيد عمر النجار) فاز هذا البحث بجائزة مكتبة الشّيخ علي بن عبدالله مركز الدراسات الإسلامية وزارة الأوقاف قطر سنة 1909م وقد اشتمل على بابين وقد عالج الباحث في الباب الأول: ثقافة البيئة بين مفهوم البيئة والتلوث؛ أمّا في الباب الثاني: فقد عالج فيه الارتفاق البيئة بين قواعد استغلال البيئة والحفاظ عليها.
3- دراسة بعنوانٍ مسؤولية الإنسان عن البيئة في ضوء القرآن إعداد (ديني وحيودي بإشراف الدكتور مصري المحشر) كليّة الدراسات الإسلاميّة والعربية ِ في جامعة شريف هداية الله الإسلاميّة الحكوميّة جاكرتا سنة ٢٠١٠م، يتكوّن البحث من خمسة أبواب والمقدمة ففي البابين الأول والثاني يتناول الباحث مفهوم الإنسان، وفي الباب الثالث مفهوم البيئة و فيي الباب الرابع الإنسان والبيئة في القرآن، فالباب الخامس والخاتمة والنتائج وركَّز على مفهوم البيئة وصور بعضها، والركائز والعلاقة الأساسيّة لها، وحمايتها ونظافتها.
2- مفهوم التلوث لغةً و واصطلاحًا
أ: مفهوم التلوث لغة: مفهوم اللغوي للتلوث هو جذر فعل لوث، والمعاجم اللغوية تشير إلى أنّ التلوث ﻴﻌﻨﻲ ﺨﻠط الشيء ﺒﻤﺎ ﻫو ﺨﺎرج عنه: يعرّف التلوث أنّه التلطيخ أو الخلط([4]) كما ورد فى معجم مختار الصحاح :لوث ثيابه بالطﻴن أي لطخها، ولوث الماء أي كدره ، وتلويث الماء يعني تغييره ([5]) وﺠﺎء ﻓﻲ لسان العرب ﻓﻲ ﻤﺎدة “لوث، أنّ كل ما ﺨﻠطﺘﻪ وﻤرﺴﺘﻪ ﻓﻘد لوثته([6]) ويعني التّلطخ، يقال لوث ثيابه بالطين أي لطخها ولوث الماء أي كدره،وجاء فى المعجم المعاصر([7]) لوث يلوث، تلويثًا، فهو ملوث، والمفعول ملوث و لوث ثيابه وغيرها: لطخها ووسخها “لوث سمعته – طعام ملوث – ماله ملوث مكتسب بطرق غير مشروعة” ، لوث الماء: كدّره، أوسخه، أفسده وغيره.
- لوث البيئة: وضع فيها أوساخًا وقاذورات “لوثت المصانع الهواء – لوث المكان بالقاذورات – لوث المدينة بدخان معمله” وﻨﺴﺘﻨﺘﺞ ﻤن ذلك أنّ التلوث اﺴم ﻤن ﻓﻌل ﻴﻠوث، ﻴﻌﻨﻲ اﺨﺘﻼط أي ﺸﻲء ﻏرﻴب ﻤن ﻤﻜوﻨﺎت المادة ﻤﺎ ﻴؤﺜر ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻴﻔﺴدﻫﺎ، ﻓﻬو ﻴدور ﺤول ﺘﻐﻴﻴر الحالة الطبيعية للأشياء ﺒﺠﻌﻠﻬﺎ ﺒﻤﺎ ليس ﻤن ﻤﺎﻫﻴﺘﻬﺎ، أي ﺒﻌﻨﺎﺼر ﻏرﻴﺒﺔ ﻋﻨﻬﺎ، ﻓﻴﻜدرها ويضرها ﺒﻤﺎ ﻴﻌﻴق أداﺌﻬﺎ لوظﻴﻔﺘﻬﺎ المعدة لها([8]).
ب: مفهوم التلوث اصطلاحًا : إذا كان المفهوم اللغوي للتلوث يدور حول خلط بما هو خارج عن طبيعته ﺘركيبته وﺨﺼﺎﺌﺼﻪ، وﻴؤﺜر ﻋﻠﻰ أداﺌﻪ ﻓﺈنّ ﻤﻌﻨﻰ التلوث ﻓﻲ اﻻﺼطﻼح العلمي،ﻻ ﻴﺨﺘﻠف ﻋنه كثيرًا
ﻓﻔﻲ المعاجم المختصصة ﻓﻲ المصطلحات البيئيّة، ﻴﻌرف التلوث أﻨﻪ: أيّ إﻓﺴﺎد ﻤﺒﺎﺸر للخصائص العضويّة أو الحراريّة أو البييولوجيّة والإشعاعيّة لأيّ جزء من البيئة، مثًلا ﺘﻔرﻴﻎ أو إطﻼق أو إﻴداع ﻨﻔﺎﻴﺎت أو ﻤواد ﻤن ﺸﺄﻨﻬﺎ التّأثيرﻋﻠﻰ اﻻﺴﺘﻌﻤﺎل المفيد، أو ﺒﻤﻌﻨﻰآﺨر، ﺘﺴﺒب وﻀﻌًا ﻴﻜون ﻀﺎرًا أو يحتمل الإضرار بالصّحة العامة أو سلامة الحيوانات والطيور والمواد الحيّة والنباتات.([9])
وﻨﺠد في المعجم البيئي العام (أودﻴم) “التلوث البيئي أنّه: (أيّ ﺘﻐﻴﻴر ﻓﻴزﻴﺎﺌﻲ أو كيميائي أو بيولوجي ﻤﻤﻴز، وﻴؤدي إلى ﺘﺄﺜﻴر ﻀﺎر ﻋﻠﻰ الهواء، أو الماء، أو ﻴﻀر ﺒﺼﺤﺔ اﻹﻨﺴﺎن والكاﺌﻨﺎت الحية اﻷﺨرى، وكذلك يؤدي إلى الإضرار بالعمليّة اﻹﻨﺘﺎﺠﻴّﺔ كنتيجة التأﺜﻴر ﻋلى حالة المتجدد([10]). بعد هذا العرض لمعنى التلوث لغويًّا واصطلاحيًّا نلاحظ أنّه لا يوجد فرق بين التّعريفين وكلاهما يوضح التّغير، ويدور حول خلط بما هو خارج عن طبيعة تركيبية الشيء.
3- مفهوم التّلوث في القرآن الكريم: لم ترد في القرآن الكريم كلمة (تلوث) بلفظها، ولكن بهذا المعنى اللغوي السّابق نجد أنّ القرآن قد عبر عن التّلوث بلفظه (الفساد: نقيض الصلاح فسد الشيء يفسد، ويفسد فسودًا وفساد ضد الصلح واستفسد الشيء ضد استصلح، والمفسده الباعث على الفساد ضد المصلحة. والفساد التلف والعطب والخلل والمفسده الضرر، وفسدت الأمور اضطربت وأدركها الخلل وأفسد الشيء جعله فاسدًا([11]). يقول بعض المعاصرين([12]): وإذا كان معنى الفساد على هذا النّوع الاضطراب والخلل الذي يدخل على الشيء بفعل، أو بإدخال شيء غريب عنه على نحو يفسده أي يضيره ويجعله غير صالح لأداء وظيفتها التي خلق لها، فإن استخدام القرآن لتلك اللفظة يبدو أكثر دقه وإحكامًا ودلالة على المقصود من لفظه (تلوث). وإذا كان هذا هو مفهوم الفساد فإنّه مفهوم يتسع لكل الأعمال الضارة بالبيئة أو مصادر تهديدها أو كل ما يؤدي إلى إحداث الخلل، والاضطرابات فيها إذ يعني الفساد تلوث البيئة وكذلك استنزاف مواردها، والتّبذير في استخدامها على نحو يهدد دوامها لصالح الأجيال المقبلة.
وينقسم التلوث إلى نوعين
١ــــ تلوث مادي: ويشمل تلوث الماء والتّربة والهواء والمكان والأطعمة.
٢ـــ تلوث معنوي: ويعني كل تغيير يصيب النفس فيكدرها أو الفكر فيفسده أو الروح فيضرها.
4- مفهوم التلوث فى السُّنّة: التلوث بصوره كافة سواء تلوث ماء أو هواء أو تربة أو غيرها، إفساد في الأرض وورد النّهيى عن الفساد بكل صوره لأنّ فيه ضررًا كبيرًا وقد جاء في قوله تعالى: ﴿ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدي الناس﴾([13]) فالتلوث ضرر، نهى رسول قالﷺ عن الضرر بقوله:«لا ضرّ ولا ضرار»([14]) والحديث يُعدّ قاعدة شرعيّة مشهورة، والواضح أنّ كلّ ما يترتب عليه فى الحياة كمكونات البيئة من ماء وهواء وتربة يؤدي إلى الاختلال فى التوازن البيئي يعد ممنوعًا شرعًا.
وتهدف السُّنّة الشّريفة من خلال توجيهاتها إلى منع وقوع الضرر بالتلوث قبل حدوثه، من خلال الأحاديث التي توجب على الإنسان أن يحمل نفسه من الوقاية منها ففي حدیث فروة بن مسيك قال: «قلت يا رسول الله أرض عندنا يقال لها أبين هي أرض ريفنا وسيرتنا وأنها ورئة»([15]) وفي روایة أخری عن فروة بن مسيك قال: قلت: يا رسول الله إن أرضا عندنا يقال لها أرض أبين وهي أرض ريعنا وميرتنا، وهي وبيئة، أو قال: وباؤها شديد. قال: فقال النبي قالﷺ: “دعها عنك فإنّ من القرف التلف”([16]) فالإمام له الحقّ فى اتخاذ التّدابير كافة لمنع أي ضرر ينجم عن التلوث البيئة، وردت أحاديث كثيرة عن تبيّن وجوب الحفاظ على البيئة بكل عناصرها، وتحرّم الاعتداء عليها فى أوقات الحرب، ففي حديث أن النبي قالﷺ بعث جيشًا من المسلمين إلى المشركين، وقال لهم: «انطلقوا باسم الله، وفيه ولا تقتلوا وليدًا طفلًا ولا امرأة ولا شيخًا كبيرًا، ولا تغورن عينًا… ولا تغدروا ولا تغلوا»([17]) وهذا يدل على عدم إفساد الأرض وتلوثها وقت السلم والحرب.
5- صور التلوث في القرآن الكريم والسُّنّة النّبويّة الشّريفة: إنّ الله خلق الكون وسخر للإنسان كل ما في الكون من أرض وسماء وماء وحيوان ونبات وأنهار وثروات وغيرها من النّعم، وهذا التّسخير يشمل مكونات البيئة التي أمرنا بالإفادة منها بما يتفق، ومنهج الله سبحانه وتعالى ونهى عن الفساد البيئة حتى تتحقق رسالة الاستخلاف على هذه الأرض. وسوف نتحدث فى هذا المبحث عن صور التلوث ومكونات البيئة فى سبعة مطالب.
المطلب الأول: تلوث الماء
فقد نبهنا المولى تعالى إلى قدر المياه النقية وقيمتها وفوائد ﴿أفأمن رَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ أَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ من المُزن﴾([18])، يعرف تغيير الماء أنّه كل تغيير في الصفات الطبيعيّة للماء فيصير ذا لون أو طعم أو رائحة بإضافة مواد غريبة عليه تؤثر على حياة الكائنات المستفيدة من هذا الماء([19]).
قال تعالى: ﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ﴾([20]).
وقد ميّز الفقهاء بين الماء الطاهر والماء الطهور، وعرفوا الماء الطّاهر أنّه الماء الذي خالطه شيء طاهر كما الورد أو العجين فيسلب الماء الطهور طهوريه، فلا يصلح للاستعمال في العبادات وإن صح استعماله في العادات من شرب وتنظيف. أمّا الماء المتنجس فهو الذي خالطته نجاسة كالدّم أو البول ولا يجوز استعماله في العبادات ولا في العادات([21]).
ويعدُّ تلوث الماء من أنواع التلوث المهمّة التي يتحدث عنها العلماء وذلك لأهميّة الماء، وكثرته إذ يشغل أكبر حيز من الأرض:
1ـــــ تلوث مياه الأمطار والمسطحات المائية والعيون: تعدُّ مياه الأمطار أنقى المياه على الإطلاق لأنّها مرّت بعمليات تصفية، وتقطير بالتّبخر فصعد إلى الجو خاليًّا من الأملاح والشّوائب والجراثيم قال تعالى: وقال سبحانه: ﴿إِذۡ يُغَشِّيكُمُ ٱلنُّعَاسَ أَمَنَةٗ مِّنۡهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيۡكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ لِّيُطَهِّرَكُم بِهِۦ وَيُذۡهِبَ عَنكُمۡ رِجۡزَ ٱلشَّيۡطَٰنِ وَلِيَرۡبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمۡ وَيُثَبِّتَ بِهِ ٱلۡأَقۡدَامَ١١﴾([22]). ﴿وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ ٱلرِّيَٰحَ بُشۡرَۢا بَيۡنَ يَدَيۡ رَحۡمَتِهِۦۚ وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ طَهُورٗا لِّنُحۡـِۧيَ بِهِۦ بَلۡدَةٗ مَّيۡتٗا وَنُسۡقِيَهُۥ مِمَّا خَلَقۡنَآ أَنۡعَٰمٗا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرٗا ﴾([23])، وقالﷺ: (اللهم نقني من الخطايا كما ينقي الثّوب الأبيض من الدّنس، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد)([24]).
والحديث يؤكد أنّ الماء والثلج والبرد غاية في الصفاء والنّقاء وأقوى المطهرات. ولكن حتى هذا الماء الطاهر النقي لم يسلم من يد الإنسان، وقد امتلآ الهواء بالكثير من الدّخان والأبخرة المتصاعدة التي تذوب مع مياه الأمطار، وتتساقط مع الثلوج فتنزل أمطار ملوثة أو حمضيّة كما أسموها فتضرّ بالتربة ويمتص النّبات هذه السموم لتضرّ الإنسان والحيوان الذي يتناول هذه النباتات.
كما أنّ سقوط ماء المطر الملوث على المسطحات المائيّة، يؤدي إلى تسمم الكائنات البحرية والأسماك الموجودة بها وينتقل السم إلى الإنسان الذي يتناول هذه الأسماك كما تموت الطيور البحرية التي تأكل هذه الأسماك، ضر بالغ وفساد عظيم: ﴿ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون﴾([25]).
المطلب الثاني: تلوث الهواء
قال رسول الله ﷺ: (تنكبواالغبار فإنه منه تكون النسمة)([26]) تنكبوا: نكب عن كذا مال([27]).
مصادر تلوث الهواء: ــــ يتلوث الهواء بمصادر طبيعيّة أو صناعيّة ناجمة عن عمل الإنسان ونشاطه الصناعي([28]).
حديث الرسول ﷺ: “تنكبوا الغبار فإنّه منه تكون النسمة موجها صحابته بتجنب الغبار”([29]) وفي هذا المقام نجد حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ينهى عن تلوث الهواء للحفاظ على الصحة.
والحذر منه حفاظًا على صحتهم يتضمن دقّة علميّة معجزة ودلالة من دلالات النبوة فالعلم يثبت: “أنّ أكثر أسباب التلوث وأقواها هو سحب الدّخان في المدن الصناعيّة، والغبار الذرى والمواد المشعة المتطايرة إضافة إلى مخلفات احتراق الوقود في السيارات، والمصانع وإذا وصل هذا الهواء الملوث إلى الطرق التّنفسيّة للشخص السليم أصابته بالمرض، ويختلف المرض الذي ينتقل بالماء والغذاء عن الذي ينتقل بالهواء وذلك أن حلقة السّريان بين مصدر الجمع وبين متلقيه لا يمكن فصمها بسهولة ما يجعل مكافحة الأمراض السّارية بالهواء صعبة نوعًا ما ويعتمد بشكل رئيسي على زيادة مقاومة الشّخص السّليم بأجراء التمنع ضد هذه الأمراض”([30]). وهذا المعني قريب من حديث عمرو بن العاص” اتقوا الغبار فإنّه أوشك شيء دخولا وأبعده خروجاً وإذا وقع على الرئة صار نسمة”([31]).
وعنه ﷺ أنه قال: “من اكل من هذه البقلة الثوم” وقال مرة: “من أكل البصل والثوم والكرات فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم”([32]). وعن الجشاء فقد روى عن عمر أنه قال: “تجشأ رجل عند النبي ﷺ فقال: “كف عنا أما عن جشاءك فإن أكثرهم شبعًا في الدنيا أطولهم جوعاً يوم القيامة”([33]).
أمّا عن العطاس فقد روى عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: “كان رسول الله ﷺ إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض أو غض بها صوته” “شك الراوي”([34]). أي إنّه كان يضع يده أو ثوبه على فيه لئلا يخرج منه شيء من بصاق أو مخاط، فيؤذي جليسة والحكمة من غض الصوت في العطاس أن في رفعة إزعاج للأعضاء([35]).
ومن الملاحظ أنّ هذه الأحاديث تتحدث عن تلوث الأمكنة، وتلوث الهواء بهذه الملوثات الضارة التي تكون في الواقع أسباب انتشار الأمراض والأوبئة.
فصلى الله عليك يا علم الهدى أن جعلت النظافة أخلاقا يتحلى بها المؤمنون وصدقات ينالون بها رضوان الله وجنانه حيث جاء النص صريحاً بذلك: “كفّ أذاك عن الناس فإنها صدقة”([36]). أمّا تلوث الهواء بالمصادر الصناعية فكثيره تلك المصادر الملوثة وأهمها الاحتراق ونواتجه الكثيرة التي تربو على المائة مادة من مركبات الكبريت والأيدروجين والفلور والكربون والإوزون وغيرها([37]).
المطلب الرابع:تلوث التربة
لقد جاء في قوله تعالى: ﴿والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا﴾ الأعراف ٥٨
مصادر تلوث التربة([38]): يمكن تصنيف ملوثات التربة إلى الآتي:
١ـــــ ملوثات حيويّة كالبكتيريا والفطريات والفيروسات، وتعدُّ التربة بيئة مناسبة لكثير من الميكروبات والحشرات المسببة للأمراض والتي تعيش على المخلفات العضويّة التي تأتي للتربة عبر المجاري الملوثة بالفضلات المنزلية والحيوانية.
٢ـــ ملوثات كيميائية وتشمل
أ- المبيدات الحشرية بأنواعها وأشهرها ال: د.د.ت، فالإسراف في استخدام هذه المبيدات يقلّل من خصوبة التربة بمرور الزّمن أضافة إلى أنّ هذه المبيدات تترسب في جسم الإنسان من خلال الغذاء وتسممه، كما تضرّ بالكائنات الحيّة التي تعيش في التربة وتعمل على خصوبتها كبعض أنواع البكتيريا التي تساعد في دورة النيتروجين الضروري لنمو النباتات، وتضر أيضًا هذه المبيدات بالأشجار والمزروعات خاصة تلك التي ترش بالطائرات.
ب ــــ الأسمدة الكيميائية: الأسمدة التي تستخدم في الزراعة تنقسم إلى نوعين هما:
1ــــ الأسمدة العضوية: وهي التي تنتج من مخلفات الحيوانات، والطيور ومما هو معروف علميًّا إن هذا النوع يزيد من قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء.
2 ـــــ الأسمدة غير العضوية(الكيماوية): وهي التي يصنعها الإنسان من مركبات كيمائيّة، فإنّها تؤدي إلى تلوث التربة والبيئة المحيطة بها، فالإفراط في استخدام هذه المواد الكيماويّة يؤدي إلى تغطية التربة بطبقة لا مساميّة أثناء سقوط الأمطار، فلا تستفيد من الماء بينما تقل احتمالات تكوين هذه الطبقات في حالة الأسمدة العضوية.
تحدث القرآن الكريم عن هذه الظّاهرة في قصة صاحب الجنة: ﴿فعسى ربي أن يؤتيني خيرًا من جنتك ويرسل عليها حسبانًا من السّماء فتصبح صعيدًا زلقًا أو يصبح ماؤها غورًا فلن نستطيع له طلبًا﴾ الكهف 40 ـــــ 41. وتشير الآيتان إلى حقيقتين علميتين في منتهى الأهمية([39]):
الأولى: ظاهرة تعرية التّربة إذ تصبح صعيدًا زلقًا أي ملساء لا شيء عليها نتيجة للصواعق.
الثانية: أشارت الآية إلى ظاهرة عدم قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء حين يصبح ماؤها غورًا، فلا تصل إليه جذور النباتات ولا يمكن استخراج الماء منها بطرق الرّفع العادية. ويساعد في حدوث هذه الظاهرة في واقعنا الحالي استخدام الأسمدة الكيميائية والملوثات التي تصيب الأرض.
3 ــــ ملوثات إشعاعيّة وتشمل النّظائر المشعة التي تستخدم في مجالات الطبّ، والزّراعة والصّناعة إضافة إلى التّفجيرات الذرية وحوادث للمفاعلات النووية، كحادث تشيرنوبيل في أكرانيا عام ست وثمانين وتسعمائة وألف والذي تسبب في تلويث نحو مليوني هكتار من الأراضي الزّراعيّة في أوكرانيا وروسيا البيضاء نتيجة لتساقط السّحابة المشعة مع الأمطار في هذه الأراضي([40]).
الخلاصة أنّ التربة تتمتع بنظام حركي متزن يجعلها صالحة لنمو الغطاء النّباتي، وزراعة المحاصيل بأنواعها ولكن العلميات التي يقوم بها الإنسان داخل هذا النّظام، قد تؤدي إلى تلوث التربة بشكل يضرّ من خصوبتها، ويقلل من إنتاجيتها ويؤثر في نوعيّة المحاصيل فأصبحت متدنية من حيث قيمتها الغذائيّة، وملوثة عضويًّا أو كيميائيًّا على نحو يضر بصحة الإنسان والحيوان([41]).
هذا التّوازن الذي حدد الله سبحانه أطره في هذا الكون، وبين معالمه إذ قال: ﴿وخلق كل شيء فقدره تقديرًا﴾([42]) وقال سبحانه لرسوله الكريم نوح عليه السلام: ﴿فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون﴾([43])، وفي توجيهه سبحانه لنبيّه الكريم أن يحمل من كل زوجين اثنين إشارة للإبقاء على عناصر البيئة الطبيعيّة لتتكامل أدوارها في حفظ التّوازن الموضوع، لهذا الكون وسيأتي تفصيل الكلام عنه إن شاء الله.
كما أنّ حماية التربة ترتبط بحمايّة البيئة بصورة عامّة، لأنّ تلوث الهواء يؤدي إلى تلوث المياه بسبب تكون المطر الحامض الذي يلوث المسطحات المائيّة، والتّربة فلا تؤتي ثمارها كما ينبغي يقول سبحانه﴿ والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون﴾ الأعراف58، وقد قال الرّازي([44]): “شبه المؤمن بالأرض الخيرة التي إذا نزل عليها المطر حصل فيها أنواع الأزهار والثّمار، أمّا الأرض السّبخة فهي وإن نزل عليها المطر لم يحصل فيها من النبات إلّا النّذر اليسير”.
ويقول بعض المفسرين المعاصرين([45]) في تفسير هذه الآية: “وتبعًا لتربة الأرض يكون نوع النبات الذي يخرج منها فالتربة الطبيعيّة يكون نباتها طيبًا، والتربة الخبيثة الرديئة يكون نباتها نكدا ورديئًا”. ويقول صاحب الكتاب([46]):”ألّا تشير هذه الآية في جلاء واضح وبيان ساطع إلى تلوث التربة، وهل خبث الأرض إلّا ندرة المعادن والأملاح اللازمة لنمو النباتات فيها، أو فساد التركيب الكيميائي للأرض إذ لا يساعد الجذور على امتصاص الغذاء والماء أو تمتد بين حبيبات التّربة؟
وهذا المعنى الواضح من حديث الرسول ﷺ في قوله: “مثل ما بعثني الله به من الهدى، والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضًا فكانت منها نقيّة قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا، وسقوا وزرعوا وأصاب منها طائفة أخرى قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأً فذلك مثل من فقه في دين الله، ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به”([47]).
وأشار الحديث هنا إلى أرض نقيّةٍ قبلت الماء وأنبتت الكلأ، والعشب الكثير وفي مقابلها تلك التي سماها قيعان([48])، لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ وهي الأرض الخبيثة([49]) التي ذكرتها الآية في قوله تعالى: ﴿والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربة والذي خبث لا يخرج إلا نكدًا كذلك نصرف لايت بقوم يشكرون﴾ الأعراف 58. وقد جاء في الحديث اﻟﺸّﺮﻳﻒ عن حماية النبات “ﻣﻦ قطع سدرة ﺻﻮب اﻟﻠﻪ رأﺳﻪ في اﻟﻨﺎر”([50]) والوعد ﺑﺎﻟﻨّﺎر لمن قطع سدرة واحدة يدل ﻋﻠﻰ أهمية الحفاظ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻮﻣﺎت اﻟﺒﻴﺌﺔ الطبيعيّة، وحفظ التّوازن بين المخلوقات وعدم العبث والاعتدتد ويدل عاى المحافظة على البيئة.
المطلب الخامس :تلوث الأمكنة
قال الرّسول الأكرم ﷺ: (إماطة الأذى عن الطريق صدقة) صدق رسول الله ﷺ.
تعريف تلوث الأمكنة: التلوث هو خلل في أنظمة الماء، أو الهواء أو التربة ينتج عنه ضرر مباشر أو غير مباشر بالإنسان أو الكائنات الحية أو يلحق ضرراً بممتلكاته الاقتصاديّة([51]).
وعليه فكل ما سبق الحديث عنه من أنواع التلوث في الماء أو الهواء أو التربة يدخل في تلوث الأمكنة، أمّا إذا أطّرنا الحديث عن المكان الذي يعيش فيه الإنسان، نجد أن التّطور الذي حدث في حياة الإنسان من حيث المسكن والمتطلبات الحياتيّة، فارتقى من حياة الكهوف والخيام إلى حياة القصور، والعمران فاكتظت المدن بالسكان نسبة إلى الهجرة المستمرة إليها من الأرياف، فنشأت المساكن العشوائيّة إلى جانب الأبنية الضخمة محرومة من الخدمات الأساسيّة المهمّة كالماء والكهرباء ومجاري الصّرف الصحي، فظهرت عدة أنواع من التّلوث:
1ــــــ تلوث الهواء داخل المباني الشّاهقة لسوء التهوية، كما أنّها تحجب الهواء عن المساكن الأرضيّة خلفها([52]). وهنا نجد أنّ النبي ﷺ وتوجيهه للأمّة باحترام حقوق الجيران، وعدم إيذائهم فنهى عن التّطاول في البنيان لغير حاجة فعن أنس رضي الله عنه قال: “مررت مع النبي ﷺ في طريق من طرق المدينة فرأى قبة من لبن فقال: لمن هذه فقلت لفلان فقال: أمّا إن كان بناء هذه على صاحبه يوم القيامة إلّا ما كان في مسجد أو في بناء مسجد ثم مرّ فلم يلقها فقال: ما فعلت القبّة قلت: بلغ صاحبها ما قلت فهدمها قال: فقال: رحمة الله”([53]).
ومن تلوث هواء المكان ذلك الذي يحدث بتدخين السّجائر في الأماكن الضيّقة، فالتّبغ يحتوي على مواد مشعة تسبب الكثير من الأمراض كالتهاب أنسجة الفم، واللسان الذي يتحول إلى أنسجة خبيثة تؤدي إلى ظهور سرطان الفمّ([54]). واستنشاق الهواء الملوث بالسجائر يضر بمن في المكان أضف إلى المدخنين.
وعن تلوث الهواء بسبب ازدحام المدن وارتفاع الكثافة السّكانيّة يقول صاحب كتاب: الإنسان والبيئة([55]). “فعمليّات التّنفس للإنسان والحيوان، واحتراق المواد المستعملة في التّسخين إضافة إلى تخمر وتعفن المواد العضوية ثم الأتربة، والغازات المتصاعدة من آلات المصانع والتّعرض للهواء الفاسد في الأماكن السيّئة التهوية يصيب الإنسان بالكسل، وعدم القدرة على التفكير ويؤدي إلى فقدان الشّهيّة والإصابة بالأنيميا وأمراض الجهاز العصبي”.
2 ـــــ تلوث المكان بسبب تراكم القمامة في أحياء المدن، وبقائها لمدّة طويلة ما يساعد على انتشار الأمراض، والأوبئة لتكاثر الحشرات النّاقلة للمرض. وهنا نجد هدي النبي ﷺ إذ يقول: “الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان”([56]).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ : “يصبح على كل إسلامي من ابن آدم صدقة تسليمه على من لقي صدقة، وأمره بالمعروف صدقة ونهيه عن المنكر صدقة، وأماطته الأذى عن الطريق صدقة”([57]).
وقد اهتمّ النّبي ﷺ بصحة البيئة المكانيّة واضحًا وجليًّا حين يوجه أصحابه بنظافة المسجد، والحفاظ عليه مبتدئًا به بوصفه بيتًا من بيوت الله أعد للعبادة، ومجالس العلم فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النّبي ﷺ رأي نخامة في قلبة المسجد فأقبل على الناس فقال: “ما بال أحدكم يقوم مستقبلًا ربه فيتنخع أمامه أيحب أحدكم أن يستقبل فيتنخع في وجهه؟ فإذا تنخع أحدكم فليتنخع عن يساره تحت قدمه، فإن لم يجد فليفعل هكذا ووصف القاسم فتفل في ثوبه ثم مسح بعضه على بعض وقال ﷺ: “التّفل في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها”([58]).
وقال عليه الصلاة والسلام: “عرضت على أعمال أمتي حسنها، وسيئها فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق ووجدت في مساوئ أعمالها النخاعة تكون في المسجد لا تدفن”([59]).
فتطهير المكان من القاذورات والملوثات ضمان لبيئة نظيفة، ومجتمع معافي ويساعد على ذلك الاقتصاد والتّقليل من الأطعمة حتى تكون بقدر الحاجة وحتى لا تتراكم الفضلات فتكون وبالًا على الناس، فالتّبذير والإسراف أمر يرفضه الإسلام حتى في مقدار ما يتناوله الإنسان قال ﷺ: “ما ملأ آدمي وعاءً شر من بطن حسب الآدمي لقيمات يقمن صلبه، فإن غلبت الآدمي نفسه فثلث للطعام وثلث للشراب وثبت لنفس”([60]).
المطلب السادس: تلوث الغذائي
وقد جاء في كتابه المنزل: ﴿وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾ سورة الأعراف ١٥٧.
الاهتمام بالغذاءالسليم أصبح همًّا عالميًّا، تتناوله وسائل الإعلام في كلّ الدول بالتّثقيف الصّحي الذي يكفل حماية البيئة بكل أشكالها، الاهتمام بالزراعة تحسينها وتنقيتها من الملوثات، والاهتمام بالحيوان وصحته حتى لا تصل هذه الملوثات إلى جسم الإنسان عبر سلسلة الغذاء. وهذه هي أكثر أنواع الملوثات انتشارًا والتي تتسبب في كثير من الأمراض: كالكوليرا أو الدسنتاريا والديدان، وشلل الأطفال والتّسممات، ونجد الشريعة الإسلامية توجه إلى تلك العناية الصحية فيقول سبحانه([61]): ﴿وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجس الشيطن﴾ سورة الأنفال ١١. ويقول الرسول قالﷺ حفاظًا على صحة النّاس: “غطوا الإناء، واوكئوا السقاء، فإن في السُّنّة ليله ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء أو سقاء ليس عليه وكاء إلا نزل فيه من ذلك الوباء”([62]). وعنه ﷺ: “اوكئوا قربكم واذكروا اسم الله وخمروا أنيتكم واذكروا اسم الله، ولو أن تعرضوا عليها شيئا وأطفئوا مصابيحكم”([63]). فترك الآنية مكشوفة يعرضها للوباء بالحشرات والميكروبات، فالذباب ينقل ملايين الميكروبات ينقل عشرات الأمراض. وكذا تعدُّ الفئران والصراصير ناقلة للأمراض، فتغطية الآنية يجنّب هذه الأخطار كما أن في الحديث إشارة إلى أنّ هناك أيامًا أو مواسم في السُّنّة تكثر فيها الأوبئة والأمراض.
ونهى ﷺ عن الشّرب من أفواه الأسقية منعًا لنقل العدوى بين الناس فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها: “نهى رسول الله ﷺ عن أن يشرب من في السّقاء”([64]) لأنّ ذلك يُنتِنه. وروى أيضًا أن رسول الله ﷺ نهى عن اختتان الأسقية إن يشرب من أفواهها([65])، ونهى عن التّنفس في الماء أثناء الشّرب لئلا يتلوث الماء فيشرب السليم، فيمرض قال عليه الصلاة والسلام: “لا يتنفس أحدكم في الإناء فإذا أراد أن يعود فلينح الإناء ثم ليعد إن كان يريد”([66])، ونهى ﷺ عن أن ينفخ في الإناء”([67]). وروى أيضًا لم يكن رسول الله ﷺ ينفخ في الشّراب”([68]). وحتى في الماء الكثير نهي ﷺ عن الكرع في الماء، وقد سبق أن ذكرنا في مبحث تلوث الماء، فالناس يستعملون هذا الماء فلزم أن يراعي حقهم في ذلك إذ: “النّاس شركاء في ثلاث: الماء والكلأ والنار”([69]).
فمنع التّبرز والتّبول في المياه، ويلحق به الاستحمام وغسل الأواني وإلقاء القمامة والمخلفات والحيوانات،
فتلوث الماء تلوث في ذاته فلا يصلح للشرب، وتلوث لما فيه من كائنات حيّة لا تصلح للتغذية ثم إنّ تلوث الماء يلوث التربة، فيضر بالمزروعات التي هي غذاء الإنسان والحيوان. هذا وقد حرم الله سبحانه أطعمة بعينها تجلت الحكمة فيها لأهل العلم والنّظر فسبحان القائل: ﴿وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾ سورة الأعراف 157.
قال الطبري([70]): في تفسير هذه الآية:”ويحل لهم الطيبات” أي ما كانت تحرمه الجاهلية من البحائر والسوائب، والوصائل والحوامي”ويحرم عليهم الخبائث هو لحم الخنزير والربا” والتّفسير الطبي الحديث يقول ([71]) من حكمة التّحريم في هذه الأطعمة التي ذكرها الله سبحانه في قوله: ﴿حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به و المنخنقة و الموقوذة و المتردية و النطيحة وما أكل السبع إلا ما زكيتم وما ذبح على النصب﴾ سورة المائدة ٣. يقول:
١ــــ “تحرم الميتة لأن التفسخ والتعفن وتكاثر الجراثيم بدأ فيها منذ اللحظة التي توقف فيها القلب، وبدأ الدّم يتخثر، وقد يكون سبب التحريم هو المرض الذي أدى إلى الوفاة”.
٢ـــــ “الدم لاحتوائه على المواد البروتينيّة والدّهنيّة، والسّكريّة يعدُّ وسطًا جيدًا لنمو الجراثيم، وتكاثرها لذا يستعمل في المختبرات في زرع وتكاثر الجراثيم المختبريّة المراد فحصها، وللتّخلص من هذه الجراثيم التي تتكاثر، وتعيش على الدّم اشترط الإسلام أن تتخلص الذبيحة من الدّم كلّه إلّا ما بقى داخل الأنسجة والعضلات، أمّا المسفوح فهو المحرم لقوله: ﴿قل أحد في ما أوحى إلي محرّمًا على طاعم يطعمه إلّا أن يكون ميتة أو دما مسفوحًا أو لحم خنزير فإنه رجس﴾([72])
واستثنى الشرع من ذلك الدم الكبد والطحال للحديث الوارد: “أحلت لكم ميتتان السمك والجراد ودمان الكبد والطحال”.لرفع الشّبه في تحريمها والتّسمية من قبيل التّشبيه ولم يثبت الطب أي ضرر من أكلها([73]).
٣ـــ ولحم الخنزير([74]): الخنزير حيوان قذر في طراز حياته اليوميّة، فهو يلتهم الأقذار والنّجاسات والجيف حتى جيف أقرانه، وقد اكتشف العلم الأضرار التي تنجم من لحم الخنزير، والأمراض التي يسببها للإنسان والتي لم تكن معروفة حين حرمت على المسلمين الأوائل.
٤ـــــ المخنقة والموقوذة: التي تضرب ضربة تفضي إلى الموت، وهي التي تموت بقطع الهواء عنها فلا يدخل الأُوكسجين إلى الرئتين، فيتراكم الدم وينتقل إلى أنسجة الجسم الأخرى فتتسمم وتموت.
٥ـــــ النّطيحة ما نطحها غيرها من الحيوان، أو ما ماتت بحوادث الطرق كلها حرام لأنّها لم يسل دمها، وحرم أكل الحيوانات المفترسة والطيور الجارحة لأنها تأكل الجيف واللحوم النتنة([75]).
المطلب السابع :التلوث الضوضائي ﴿وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الأصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ(19)﴾([76]).
مصادر التلوث الضوضائي: تزداد مصادر الضجيج أو الضوضاء في عالمنا المعاصر زيادة مذهلة نسبة لازدياد استعمال الإنسان للآليات في حياته، فالطائرات والسيارات والسكك الحديدية والآلات الزراعيّة والصناعية وأجهزة الرفاهيّة من تلفزيونات، وراديوهات مع مكبرات الصوت إضافة إلى ما يصنع كل حين من محدثات الصخب والإزعاج والضوضاء.
6- علاج مشكلة التلوث: يظهر العالم المعاصر عاجزًا عن إيجاد حلول فعّالة وسريعة لمشكلة التلوث المعاصرة بسبب الصعوبات التقنية والتّحديات التّنظيميّة التي تعترض عملية مواجهتها، وذلك بالإضافة إلى نقص التّشريعات المحليّة والدّوليّة. على الرّغم من خطورة هذه المشكلة، إلّا أنّ التّفجيرات النّوويّة الملوثة للهواء ما زالت مستمرة، وتستمر المصانع في إطلاق المزيد من ملوثات الهواء والماء. بالإضافة إلى ذلك، تستخدم المبيدات الحشريّة على نطاق واسع في الزراعة، ويتزايد عدد المصابين بالتلوث البيولوجي يومًا بعد يوم نتيجة للاستهتار بالأخلاق وعمليات الإجهاض والعقم.
نتناول موقف الإسلام من خلال القرآن والسُّنّة وتدابير مواجهة التلوث المعاصر:
أولًا – إيقاف المشاريع التي تنتج خبائث أو سلعًا مكروهة شرعًا.
ثانيًا – إيقاف للمشاريع التي تنتج سلعًا تحسينيّة إذا كانت تتسبب في تلوث يفوق النفع المستحق من استهلاك تلك السلع، استنادًا إلى قاعدة “درء المفاسد مقدمًا على جلب المصالح”.
ثالثًا – تقليل استهلاك الموارد الطبيعيّة من خلال التشجيع على الاعتدال وعدم الإسراف.
رابعًا – إيقاف إنتاج المبيدات الحشريّة واستخدامها، واستكشاف وسائل أخرى مثل الوسائل البيولوجيّة لمكافحة الآفات الزراعية. يُشجع أيضًا على العودة إلى الطرق التقليديّة اليدويّة حتى تُطوَّر تقنيات جديدة غير ملوثة للتربة.
خامسًا – إيقاف للتفجيرات النوويّة والأجهزة التي تسبب التلوث الإشعاعي، مع منع إطلاق المزيد من الأكاسيد النيتروجينيّة ومركبات الفلوروكربون. يتعين أيضًا البحث عن وسائل لإزالة المواد الملوثة في طبقات الجو العليا. هذه التّدابير تتسق مع مبدأ “إذا تعارض مفسدتان، يُراعى أعظمهما ضررًا بارتكاب أخفهما”. وتعبّر عن هذا المبدأ أيضًا في القواعد الشّرعيّة مثل “الضرر الأشد يزال بالضرر الأخف” و”يختار أهون الشرين”.
مثالًا يتعلق بمفسدة التلوث، وهو من بين الأحاديث النّبويّة الشّريفة التي فيها إشارة إلى هذه القاعدة. ثم ننظر بعد ذلك كيف يمكن تطبيق الحكم نفسه على التلوث المعاصر.
المثال: يروي قصة الأعرابي الذي بال في ناحية المسجد، وتركه الرسول عليه الصلاة والسّلام حتى يفرغ من بوله. وفور انتهائه، أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بسكب دلو من الماء على بوله، مع توجيهه للناس بتركه من دون إزعاج. وهذا المثال يُظهر كيف أنّ الرّسول عليه الصلاة والسلام اعتنى بمفسدة صغيرة كانت في إمكانها أن تكون مصلحة بسيطة.
وهذا يبرز الاعتناء بتجنب المفاسد حتى في الأمور الصغيرة، وكيف ينبغي أن نُفكّر في الحلول التي تحقق المصلحة من دون إحداث ضرر.
تُظهر هذه القاعدة النّبويّة توجيهات لحماية البيئة والحفاظ على نظافتها وتجنب التلوث، إذ يجب أن تكون المصلحة العامة والحفاظ على البيئة أولويات.
في هذا السياق، يُظهر الحديث النبوي الشريف حكم الرفق بالجاهل، وتعليمه من دون تعنيف أو إيذاء إذا لم يكن قد جاء بالمخالفة نتيجة استخفاف أو عناد. ويُذكر أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بترك الأعرابي الذي بال في ناحية المسجد، إذ كان لو قطع بوله لتضرر، وكان التنجيس قد حدث في جزء صغير من المسجد. فتظهر الحكمة في إيقاف الضرر الأكبر باحتمال الأخف.
من هذا الحديث، يُستخلص عدة نتائج تتعلق بقضية علاج التلوث:
- أهمية فهم النية والقصد: يُظهر الحديث أهمية فهم نية الشخص وقصده خلف أفعاله. فإذا كانت النية صافية ولا تشمل تلويثًا متعمدًا، يمكن أن يكون الرفق والتّعليم هما الخيار الأمثل.
- التركيز على مصلحة المجتمع: يُبرز الحديث أهمية التفكير في المصلحة العامة للمجتمع عند اتخاذ القرارات، وكيف يجب تجنب الأفعال التي قد تؤدي إلى آثار ضارة على المجتمع والبيئة.
- الحرص على تجنب الأذى: يُظهر الحديث حرص الإسلام على تجنب إيذاء الآخرين والبيئة، وكيف يجب أن يكون التفكير في الأفعال بحيث لا تسبب أي آثار ضارة.
- قاعدة “الأمور بمقاصدها”: يُعد تطبيق هذا الحديث تطبيقًا لقاعدة “الأمور بمقاصدها” في الفقه الإسلامي، فتُقيّم الأفعال بناءً على مقاصدها وأهدافها.
في الختام، يُظهر الحديث النبوي الشريف كيف يمكن للإسلام توجيه الفرد لتجنب التصرفات التي قد تسبب تلويثًا وضررًا للبيئة، وكيف يمكن تحقيق العدالة والرّفق في تعامل الناس مع بعضهم البعض ومع البيئة.
يشير الإمام النووي([77]) في شرحه للحديث الشّريف إلى أهمية دفع الأضرار باحتمال الأخف منها، ويستعرض مصلحتين في حكم ترك قطع بول الأعرابي في المسجد. الأولى هي تجنب تضرره إذا قُطِع بوله، والثانية هي تجنب زيادة التلوث الذي حدث بالفعل. يُظهر ذلك تطبيقًا لقواعد فقهية مهمة، مثل “اختيار أهون الشّرين” أو “دفع الضرر الأشد بالضرر الأخف”، وقاعدة “إذا تعارض مفسدتان روعي أعظمهما ضررًا بارتكاب أخفهما”.
في سياق آخر، يُشير إلى قاعدة “دفع الضرر العام بالضرر الخاص”، ويلاحظ أنّ الرّسول صلى الله عليه وسلم منع الناس من قطع بول الأعرابي حتى لا يتعرض للضرر، حتى وإن كان هناك احتمال زيادة التلوث. يوضح أنّ هذه المسألة تتطلب ترجيحًا واعتبارًا لأكثر الضررين وارتكاب أخفهما، ويشير إلى أن هذا يحتاج إلى ضوابط دقيقة لضمان عدالة الحكم وتحقيق المصلحة.
من خلال هذا التّحليل، يُظهر الحديث النبوي، وشرح الإمام النووي كيف يُمكن تطبيق قواعد الفقه للتعامل مع قضايا المصلحة والضرر في سياق التلوث وحماية البيئة.
في هذا السياق، يُشير النّص إلى أن الإسلام يسمح بحدوث التلوث غير الخطر، ويُظهر أن هناك نشاطات ضرورية كعمل الخبازين، والحدادين وبعض المشروعات التي يمكن أن تؤدي إلى تلوث بسيط، ولكنه لا يشكل خطرًا على البيئة. في هذه الحالة، يحق للإمام فرض قيود واتخاذ احتياطات لمنع التلوث، مثل تركيب مرشحات أو أجهزة تعقيم للنفايات.
يُشدد على أنّه في حالة تجاوز شروط الترخيص وحدوث التلوث نتيجة لذلك، يجب على الجهة المسؤولة إزالة الضرر الناجم عن التلوثوأمثله كثيرة على ذلك.
النتائج
- إنّ الشّريعة الإسلاميّة اهتمت بالتدابير التي تستهدف حماية البيئة من التلوث والاعتداءعليها، وحماية صحة الإنسان ووقايتها، بصورة تعكس أحد جوانب الإعجاز التّشريعيّه للشريعة الإسلاميّة.
- اهتم الإسلام بالبيئة اهتمامًا كبيرًا، وكان له السّبق في وضع القواعد، والتّشريعات التي تضمن سلامتها واستقرارها وجمالها، وتحافظ على مواردها المختلفة، وهذا ينسجم مع نظرة هذا الدين القيم إلى الكون الذي هو من صنع الله وتدبيره، وأثر من آثار قدرته وعظمته، أوجب علينا تقديره واحترامه، والمحافظة عليها، وعدم نشر الفساد فيها. إذ أصبحت حماية البيئة من أكبر مشكلات العصر.
- إنّ عظمة الشّريعة الإسلاميّة وفي مجال حماية البيئة تأتي منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا، وذلك يدفع نحو أو باتجاه منهج متكامل شامل للحفاظ على البيئة، ووقايتها من التلوث وبيان حقّ الإنسان في بيئة صحيّة نظيفة.
- لم ترد في القرآن الكريم كلمة (تلوث) بلفظها وقد عبر عنه بلفظه الفساد، نقيض الصلاح، والفساد فی المعنی الاضطراب والخلل الذي يدخل على الشّيء بفعل، أو بإدخال شيء غريب عنه على نحو يفسده أي يضيره، ويجعله غير صالح لأداء وظيفتها التي خلق لها. فإنّه مفهوم يتسع لكل الأعمال الضارة بالبيئة أو مصادر تهديدها أو كل ما يؤدي إلى إحداث الخلل، والاضطرابات فيها ما يعني أنّ الفساد تلوث البيئة وكذلك استنزاف مواردها والتّبذير في استخدامها على نحو يهدد دوامها لصالح الأجيال المقبلة.
- وقد ذکر القرآن أنواعا مختلفه من التلوث منها: أ: تلوث الماء فقد نبهنا الله تعالی إلی قدر المیاه النقیه وقیمتها وفوائده ب: تلوث التربه وترکیز القرآن علی ظاهره تعریه التربه فتصبح صعیدًا ج: تلوث الغذائي والاهتمام بالغداء السّلیم.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- المصباح المنير في غريب الشرح الكبير،أحمد بن محمد بن علي الفيومي ثم الحموي، أبو العباس (ت نحو ٧٧٠ هـ) الناشر: المكتبة العلمية – بيروت 2/253.
- مختار الصحاح مختار الصحاح، زين الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الحنفي الرازي (ت ٦٦٦هـ)المحقق: يوسف الشيخ محمد الناشر: المكتبة العصرية – الدار النموذجية، بيروت – صيدا، الطبعة الخامسة، ١٤٢٠هـ/ ١٩٩٩م 1/ 228.
- لسان العرب ـ لابن منظور 1/230.
- معجم اللغة العربية المعاصرة، د أحمد مختار عبد الحميد عمر (ت ١٤٢٤هـ) بمساعدة فريق عمل الناشر: عالم الكتب الطبعة: الأولى، ١٤٢٩هـ – ٢٠٠٨م، 3 /2044.
- – قطر المحيط، المعلم بطرس البستاني ج2 ص 1987 بيروت لبنان سنة 1869 والنهاية في غريب الحديث ج4 ص275.
- المدلول العلمى والمفهوم القانوني للتلوث البيئة، منصور محاجى، مجلة الفكر، كلية الحقوق، جامعة محمد خضير، العدد 5، ص 102.
- البيئة والتلوث والمواجهة، حسن أحمد، دراسة تحليلية، ص 18.
- http://www.arts.kufauniv.com/teaching/go/safa%20almodafer/books/books%20btalawth%20and%20beaa.pdf
- فكرة تلوث البيئة في التشريع الإسلامي، الدكتور أحمد عبد الكريم سلامة ص ٣٥ مجلة منار الإسلام العدد الخامس ءلسنة الثالثة والعشرين جمادي الأول ١٤١٨ه-١٩٩٧م شهرية تصدرها وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات العربية المتحدة.
- – مجلة المنار الاسلام، د احمد عبد الكريم، العدد 5 سنة 23 جماد الأولى (صادرة من وزارة الشئون الاسلامية، الامارات السابقة ص٣
- -كتاب الفقه على المذاهب الأربعة، عبد الرحمن الجزيري 1/40 دار الفكر لبنان الطبعة الأولى.
- – المفردات في غريب القرآن للأصفهاي، ص504.
- الإنسان والبيئة، مرجع في العلوم البيئية، مقال بعنوان: البيئة والصحة العامة للدكتور أحمد ديب دساس، ص456 (مرجع سابق).
- الطب الوقائي في الإسلام، العميد الصيدلي عمر محمود عبدالله، دار الثقافة، الدوحة، الطبعة 1 1411هـــــ ـــــ 1990م.
- دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين محمد علان الصديق ج٣ /٣٦٤.
- الإنسان والبيئة(مرجع في العلوم البيئية للتعليم العالي) ص٤٥٧ (مرجع سابق). وانظر أيضاً كتاب: الملوثات الكيميائية والبيئة، ص٢١٠-٢١٤.
- الإنسان والبيئة (مرجع في العلوم البيئية للتعليم العالي) تلوث الهواء ص40 ـــــ 42، (مرجع سابق).
- التحرير والتنوير لابن عاشور المجلد الثالث ج3، ص54.
- مجلة الفيصل العدد ٢٥٨ ذو الحجه ١٤١٨ه- ١٩٩٨م موضوع بعنوان: المخاطر البيئية والصحية لتلوث التربة بقلم محمد حيان الحافظ ص ٩.
- لإنسان والبيئة، مرجع في العلوم البيئية، ص419، مرجع سابق.
- الطب الوقائي في الإسلام، للعميد الصيدلي، ص١٧٩.
- مع الطب في القرآن الكريم عبد الحميد دياب، أحمد قرقوز، ص١٣٦،١٣٣.
- البيئة والصحة العامة للدكتور إحسان على محاسنه، ص61 دار الشروق، الطبعة الأولى، عمان، دمشق، سنة 1992م.
- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ نور الدين علي بن بكر المتوفي 807 هــــ بتحرير الحافظين الجليلين العراقي وابن حجر، دار الكتاب العربي بيروت لبنان، الطبعة الثالثة 1402هــــ ــــ 1982م، المجلد الأول ج1 ص204.
- الأشياء والنّظائر في قواعد وفروع فقه الشّافعيّة تأليف الإمام جلال الدين عبد الرحمن السيوطي المتوفي 911 هــــ، ص86 87، الطبعة الأولى 1413 هـــ ــــ 1983م، دار الكتب العلمية بيروت، لبنان.
- المنهج الإسلامي لعلاج تلوث البيئة د.احمد عبد الوهاب عبد الجواد ،الدار العربيه ص٦٦-٦٧.
- حماية البيئة في الشريعة الإسلامية، محمد الزحيلي، دار المكتبي، دمشق، (2010 )، ص 8
- أهم المشكلات البيئية في العالم المعاصر، محمد أحمد حميد، ص١٧٠.
أحمد كاظم اليساريّ
سيد مهدي لطفي
[1]– طالب دكتوراه في كلية الالهیات و معارف أهل البيت عليهم السلام قسم علوم القرآن والحديث جامعة أصفهان إيران (مستل من أطروحه الدكتوراه)
Department of Quranic, sciences and Hadith (Traditions) ,Faculty of Theologhy and AhI-Al-Bayt(prophets Descen dants Studies), University of Isfahan,Iran.Email:.akm863320gmail.com
[2] -أستاذ مشارك فی کلیه الالهیات و معارف أهل البیت قسم علوم القرآن و الحدیث جامعه أصفهان إیران (مسوول عن المکاتبات )
Associate professor, Corresponding author: Department of Quranic sciences and Hadith (Traditions), Faculty of Theology and Ahl -al
Bayt (Prophet’s Descendants Studies), University of Isfahan, Iran. Email m.lotfi@itr.ui.ac.ir
[3] — سورة البقرة الاية 36.
[4] – المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، أحمد بن محمد بن علي الفيومي ثم الحموي، أبو العباس (ت نحو ٧٧٠ هـ).
الناشر: المكتبة العلمية – بيروت 2/253.
[5] – مختار الصحاح مختار الصحاح، زين الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الحنفي الرازي (ت ٦٦٦هـ) المحقق: يوسف الشيخ محمد الناشر: المكتبة العصرية – الدار النموذجية، بيروت – صيداالطبعة: الخامسة، ١٤٢٠هـ / ١٩٩٩م 1/228.
[6] – لسان العرب ـ لابن منظور 1/230.
[7] – معجم اللغة العربية المعاصرة ، د أحمد مختار عبد الحميد عمر (ت ١٤٢٤ هـ) بمساعدة فريق عمل الناشر: عالم الكتب الطبعة: الأولى، ١٤٢٩ هـ – ٢٠٠٨ م ،3 /2044.
[8] – قطر المحيط، المعلم بطرس البستاني ج2 ص 1987 بيروت لبنان سنة 1869 والنهاية في غريب الحديث ج4 ص275.
[9] – المدلول العلمى والمفهوم القانوني للتلوث البيئة، منصور محاجى ، مجلة الفكر ، كلية الحقوق ، جامعة محمد خضير ، العدد 5 ، ص 102
[10] – البيئة والتلوث والمواجهة ، حسن أحمد، دراسة تحليلية ، ص 18
[11] – القاموس المحيط ٢ /١٥٩٥.
[12] – موضوع بعنوان فكرة تلوث البيئة في التشريع الإسلامي، الدكتور أحمد عبد الكريم سلامة ص ٣٥ مجلة منار الإسلام العدد الخامس السنة الثالثة والعشرين جمادي الأول ١٤١٨ه – ١٩٩٧م شهرية تصدرها وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات العربية المتحدة.
[13] – سورة الروم الاية 41.
[14] – أخرجه ابن ماجة فى سننه، باب من بنى فى حقه ما يضر بجاره ، 2/748،المستدرك على الصحيحين 2/66.
[15] – أخرجه أبو داود فى سننه، كتا بالطب، باب فى الطيرة 4/18.
[16] – أخرجه البهييقي فى سنن الكبري، يرقم 19882، 9/583 الاشباه والنظائر ، السيوطي، ص 121.
[17] – أخرجه البهيقي فى السنن الكبري ، باب ترك قتل من لا قتال فيه من الرهبان والكبير وغيرهما ، حديث رقم 18155، 9/154.
[18] – سورة الواقعة الاية 68.
[19] – مجلة المنار الاسلام، د احمد عبد الكريم، العدد 5 سنة 23 جماد الاولى(صادرة من وزارة الشئون الاسلامية، الامارات السابقة ص٣٥.
[20] – سورة محمد الاية 15.
[21] – كتاب الفقه على المذاهب الأربعة ، عبد الرحمن الجزيري 1/40 دار الفكر لبنان الطبعة الأولى ١٤١٧ه- ١٩٦٩.
[22] – سورة الأنفال ١١.
[23] – سورة الفرقان ٤٨.
[24] – فتح الباري ج2 ص 227 كتاب الأذان 89 باب ما يقول بعد التكبير حديث رقم 744.
[25] – الروم 41.
[26] – النهاية في الحديث والأثر ،5 /49 ويقوق النسمة هنا واحد الأنفاس فسميت العلة نسمة لاستراحة صاحبها إلى تنفسه فإنّ صاحب الربو لا يزال يتنفس كثيرًا ورواه محمد ناصر الدين الألباني في كتابة سلسلة الأحاديث الضّعيفة ج1 ص19 فالحديث صحيح في معناه وأن ضعفت روايته.
[27] – المفردات في غريب القرآن للأصفهاي، ص504.
[28] – المصدر نفسه.
[29] – النهاية في غريب الحديث والأثر،: مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (ت ٦٠٦هـ) الناشر: المكتبة العلمية – بيروت، ١٣٩٩هـ – ١٩٧٩م تحقيق: طاهر أحمد الزاوى – محمود محمد الطناحي 5/49.
[30] – الطب الوقائي في الإسلام ، العميد الصيدلي عمر محمود عبدالله، دار الثقافة، الدوحة، الطبعة 1 1411هـــــ ـــــ 1990م.
[31] – رواه الألباني موقوفاً في كتابه سلسلة الأحاديث الضعيفة.
[32] – رواه الألباني ص٣٩٥ حديث رقم74(..).
[33] – سنن الترمذي ج٧، ص١٨١ حديث رقم ٢٥٩٦ (تحفة الاحوزي طبعة دار الفكر).
[34] – سنن الترمذي ج٤، ص٨٦ كتاب الآداب، باب ما جاء في خفض الصوت تخمير الوجه عند العطاس حديث رقم٢٧٤٥ بالفاظ مقاربة (طبعة دار سحنون).
[35] – دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين محمد علان الصديق ج٣ /٣٦٤.
[36] — مسند أحمد بن حنبل ج٥، ص١٥٠.
[37] – الإنسان والبيئة(مرجع في العلوم البيئية للتعليم العالي) ص٤٥٧(مرجع سابق). وانظر أيضاً كتاب: الملوثات الكيميائية والبيئة، ص٢١٠-٢١٤ مرجع سابق.
[38] – المصدر نفسه أيضا: اهم المشكلات البيئيه في العالم المعاصر محمد أحمد حميدان ص ١٨١ طبعة دار المعرفة: والقرآن الكريم وتلوث تأليف المهندس محمد عبد القادر الفقي ص٤٧-٥٢.
[39] – القرآن الكريم، وتلوث البيئة ص51 (مرجع سابق).
[40] – مجلة الفيصل، العدد نفسه، أهم المشكلات البيئية، ص189.
[41] – مجلة الفيصل نفسها.
[42] – سورة الفرقان 2،
[43] – سورة المؤمنون27.
[44] – في كتابه: التفسير الكبير ج14، ص 144.
[45] تفسير سورة الأعراف للدكتور محمد البهي، ص43، مكتبة وهبه القاهرة، الطبعة الثانية، رمضان 1400 هــــ يوليو 1980م.
[46] – القرآن الكريم وتلوث البيئة ، ص49.
[47] – صحيح البخاري ج1، ص175، كتاب العلم باب فضل من علم وعلم حديث رقم 79.
[48] – القيعان: جمع قاع وهو المكان المسوي الواسع في وطأة الأرض، النهاية ج4، ص132.
[49] – الخبث: النجس وهو أيضاً الوسخ كما جاء في الحديث(كما ينقي الكبير الخبث) هو ما تلقيه النار من وسخ الفضة والنحاس وغيرهما إذا أييًا. النهاية ج2 ، ص4.
[50] – أﺧﺮﺟﻪ أﺑﻮ داود-ﻛﺘﺎب اﻟﺼﻴﺪ-ﺑﺎب ﻟﻮﻻ أن اﻟﻜﻼب أﻣﺔ ﻣﻦ اﻷﻣﻢ ﻷﻣﺮت ﺑﻘﺘﻠﻬﺎ ﻓﺎﻗﺘﻠﻮا ﻣﻨﻬﺎ اﻷﺳﻮد اﻟﺒﻬﻴﻢ، برقم 2845.
[51] – مجلة الفيصل العدد 270 ذو الحجة 1419هـــ ــــ 1999م موضوع بعنوان: التوسع العمراني في المدن نعمة أم نقمة بقلم: محمد فيض الله الحامدي، ص44 ــــ 48 بتصرف.
[52] – المصدر نفسه.
[53] – مسند أحمد ج3، ص 220 سنن وأبي داود ج5، ص402، كتاب الأدب، باب ما جاء في البناء حديث رقم 5237 بالفاظ مقاربة.
[54] – الإنسان وتلوث البيئة، محمد السيد أرناؤؤط، ص38.
[55] – الإنسان والبيئة، مرجع في العلوم البيئية، ص419، مرجع سابق.
[56] – صحيح مسلم ج1، ص63، كتاب الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان حديث رقم 58، ط دار الفكر.
[57] – سنن أبي داود ج5، ص406 حديث رقم 5243.
[58] – صحيح مسلم ج1، ص389، كتاب المساجد، باب النهي عن البصاق في المسجد حديث رقم (53 ـــــ 550).
[59] – المصدر نفسه، ص390، حديث رقم 56.
[60] – كتاب الأطعمة، 29 باب الاقتصاد في الأكل وكراهية الشبع، 50 حديث رقم 3349.
[61] – الإنسان والبيئة، مرجع في العلوم البيئية ص٤١٩.
[62] – أخرجه مسلم فى صحيحه ،٢ /١٥٩٦، كتاب الاشربة، باب الأمر بتغطية الإناء وابكاء السقاء حديث رقم ٩٩-٢٠١.
[63] – أخرجه مسلم فى صحيحه ،٣،/١٥٩٥، كتاب الاشربة، باب الأمر بتغطية الإناء حديث رقم٩٧.
[64] – سنن ابن ماجه ج3، ص 208 كتاب الأشربة، باب الشرب من في السقاء حديث رقم 3420.
[65] – سمن ابن ماجه ، باب اختناث الأسقية حديث رقم 3418، ص 207. والاختناث: حثت السقاء إذا ثنيت فيه إلى الخارج وشربت منه وإنما نهى عنه لأنه ينتنها فإن أدامة الشرب هكذا مما يغير ريحتها(المصدر نفسه).
[66] – سنن ابن ماجه ـ ص201، باب التنفس في الإناء 23 حديث رقم 3427.
[67] – سنن ابن ماحه ،الباب حديث 3429، 3430.
[68] – سنن ابن ماحه ، حديث رقم 3430.
[69] – سنن ابن ماجه ، ج2 ص381 كتاب الرهون16، باب16 المسلمون شركاء في ثلاث حديث رقم 2474.
[70] – تفسير الطبري ج٦، ص٨٤، ومعنى البحائر جمع بحيرة وذلك ما كانوا يجعلونه بالناقة إذا ولدت عشرة أبطن شقوا أذنها فيسيوها فلا تركب والسوائب: التي تسيب في المرعى، والوسائل جمع وصيلة وكانوا إذا ولدت الشاه ذكرا وأنثى قالوا وصلت أخاها فلا يذبحون أخاها من أحلها، الحوامي جمع حامي وقيل هو الفحل يقال حمى ظهره فلا يركب. أنظر المفردات في غريب القرآن للاصبهاني صفحات ١٣٢،٥٢٥،٢٤٦،٣٧، على الترتيب.
[71] – الطب الوقائي في الإسلام، للعميد الصيدلي ص١٧٩.
[72] – سورة الأنعام ١٤٥.
[73] – مع الطب في القرآن الكريم عبد الحميد دياب، أحمد قرقوز، ص١٣٦، ١٣٣.
[74] – مع الطب في القرآن الكريم، ص١٣٧.
[75] -الطب الوقائي للعميد الصيدلي ص١٧٩ (مرجع سابق).
[76] – سورة لقمان 19.
[77] – النووى شرح مسلم 2/345.