عنوان البحث: التّحليل النّفسي للذُّهان الدّوري، فترة الهوس
اسم الكاتب: دة. لينا مصطفى بيضون
تاريخ النشر: 12/09/2024
اسم المجلة: مجلة أوراق ثقافية
عدد المجلة: 33
تحميل البحث بصيغة PDFالتّحليل النّفسي للذُّهان الدّوري، فترة الهوس
Psychoanalysis of Cyclic psychosis, Manic episode
Dr. Lina Moustafa Beydoun دة. لينا مصطفى بيضون([1])
تاريخ الإرسال: 5-8-2024 تاريخ القبول: 20-8-2024
الملخص
يتناول المقال دراسة الذّهان الدوري، فترة الهوس أو الاهتياج. والذي يسمى أيضًا حسب التّصنيف الوصفي للطب النفسي الأميركي: اضطراب ثنائي القطب، فترة الهوس. يقوم البحث على تحليل ما وراء الأعراض الوصفيّة ودوافعه اللاواعية وأسبابها الطفوليّة. إذ يتصف الهوس بمزاج حبوري عالي الوتيرة بشكل غير طبيعي، يتميز بالنّشاط الزائد المتهور، وتدافع الكلام، وتطاير الأفكار، السهوم، واللذة المستمرة في التّفاعل الزائد مع الناس، والمبالغة بتقدير الذّات، وقلّة النوم. يفسر فرويد Freud هذا السّلوك بالتّثبيت على المراحل الليبيديّة الأولى: الفمّيّة والشّرجيّة. وأيضًا على التهام الأب الطوطمي. أمّا كلاين Klein فتفسرها كردة فعل دفاعيّة ضد تعرض الخوري بخيبة أمل مبكرة من قبل الأم.
الكلمات المفتاحيّة: الذّهان، الذّهان الدوري، الهوس، التّحليل النّفسي
Abstract
This article studies cyclic psychosis, Manic episode. Which is also called according to descriptive nosography of APA in DSM V: Bipolar disorder, Manic episode. This research analyses the unconscious motives of descriptive symptoms and their infantile aetiology. So, Mania is described as abnormally elevated euphoric mood; and characterized by excessive illogical activities, pressure of speech, flying of ideas, distraction, permanent pleasure to interact with others, Megalomania, lack of sleep. Freud interpreted this behaviour as a fixation on primary libidinal stages: oral and anal. Moreover, this perturbation express cannibalism, unconscious desire to devour Totemic father. On the other hand, Klein explained Mania as defence reaction at the depressive, resulted from early deception from his mother.
Keywords : Psychosis, Cyclic psychosis, Mania, psychoanalysis.
مقدمة: حسب التحليل النفسي، يرى “كايارCaillard” لدى الهوسي أنّ المزاج العالي يعبّر عن الانبساط، بينما يدل المزاج السّريع الاستثارة على العنف. كما يرى أنّ الحبور هو محاولة جزئيّة لاستعادة الأحاسيس الفمّيّة المبكرة. وف ضوء هذا التعريف “لكايار Caillar ” سنعرض نظريات كلّ المحللين عن الهوس.
منهج البحث: يعتمد البحث على المنهج التّحليلي المقارن، الذي يصف ما وراء الأعراض، ويستعرض تجارب المحللين النّفسيين الذين عالجوا الهوس، واكتشف كل منهم سببًا يفيد في فهم هذا الاضطراب الذّهاني المستعصي.
رأي إبراهام Abraham: تحدّث “كايار Caillard” عن “المرض الهوسي”([2])، فحين عرض وجهة نظر التّحليل النّفسي استند إلى “ابراهام Abraham الذي يفسر الهوس بكونه علاقة سلبيّة بدائيّة مع الموضوع، تؤدي إلى الإخراج الشّرجي في حالة التّهديد بفقدان الموضوع، وهو أي “ابراهام Abraham” يعدُّ أن نكوص الهوسي ينطلق من هذه النّقطة، والهوس بنظره، ينجم عن العوامل الآتية([3]):
- تثبت ليبيدي بالمرحلة الفمّيّة من التّطور.
- جرح نرجسي طفلي خطير بسبب خيبة في الحبّ. وهذه الخيبة المبكرة تسببها الأم، وتبدو مصحوبة بفشل محاولات التّوجه إلى مواضيع حب أخرى.
- يفاجأ الطفل بهذه الخيبة الأولى قبل تمكنه من السيطرة على الرّغبات الأوديبيّة، ففي المرحلة التي لم يخرج فيها الليبيدو بعد من النّرجسيّة الأوليّة، وحيث النزوات السّاديّة الفمّيّة لم تنطفئ بعد، يحدث تداع بين العناصر الأوديبية غير المنضبطة وبين المرحلة الافتراسية من التطور الليبيدي. مع الأخذ في الحسبان اجتياف الغرض.
- تكرار الخيبة الأولى لاحقاً، خلال الوجود وفي هذه المناسبة الواقعية أو الرمزية، تطرأ الفورة الذّهانية.
كما عرض “كايار Caillard” لوجهة نظر “كلاين Klein” التي صاغت لاحقًا هذه الظواهر بشكل أبسط من “إبراهام Abraham”، وعدّت أنّ الحلّ الهوسي للخيبة هو نفي الواقع الدّاخلي، ومن خلال الشّعور بالجبروت، وفي الانتصار على الموضوع يتكوّن دفاع ضد الشّعور بالذّنب السّاحق نتيجة توقع تفككّ الموضوع، وضد التّهديد الدّاخلي المضطهد كذلك، وتتخذ السّيطرة والتّحكم بالموضوع موقف احتقار واستصغار ضده، مع جشع التّهامي للمواضيع الخارجيّة التي تفرز ما إن تبتلع، من دون تكامل أَيضي أو نفسي ممكن، بسبب الازدراء الذي تأثرت به.
رأي فرويد Freud: ومن جهة نظر فرويد Freud الموقعيّة topique، تعبر الخيبة عن مأزم بين الأنا؛ والأنا الأعلى بحيث تحول هذه الأخيرة دون تحقيق مثال الأنا نظرًا إلى أنَّ الأنا بخست في المرحلة السّاديّة الفمّيّة. انطلاقًا من هذه العناصر النّكوصيّة الليبيدية، يؤلف الهوس طريقًا جذريًّا ليس ليحلّ موضوع الخيبة إنّما لنفيه، في الانصهار بين الأنا ومثال الأنا، وفي انعدام كل إمكانيّة عدائيّة للأنا الأعلى؛ إذ ينكص الكائن إلى مرحلة من النّمو حيث لا يوجد تمايز بين الأنا والأنا الأعلى بعد، ويسمح ذلك بعودة النّرجسيّة الأوليّة. وكما يقول ابراهام Abraham “ينسحب ظل الموضوعات الذي كان منطرحًا على الأنا، عندئذ يستطيع الليبيدو العودة بجشع إلى عالم الموضوعات، ويلتهمها بتهتك جماعي افتراسي orgie cannibalique، وفي هذا السّياق يقارن “فرويد Freud”([4]) الهوسي بوجبه البدائي الطوطميّة الذي استبدن لحم الأب البدائي، ويجد “فرويد Freud” في هذا الالتهام الجماعي (مع الإخوة) منبعًا لتبكيت الضمير والتكفير اللاحق عنه.
إذن الهوس أو الاهتياج يعبّر عن نفي الخيبة المبكرة التي تسببها الأم، وعن نفي الشّعور بالذّنب الناتج عن افتراس جسد الأب البدائي.
نظرية جيلبير Jellybeer: ويعبر “جيلبير Jellybeer”([5]) أيضًا مع “كلاين Klein” عن انصهار كل عناصر الجهاز النّفسي (الأنا ومثال الأنا والأنا الأعلى)؛ في تشبيه النّكوص النّرجسي الاهتياجي في المرحلة السّاديّة الفمّيّة بنمط النوم الذي يلي الإرضاء الكامل الذي يحصل عليه الرضيع بعد الرضعة.
تحليل لوين Lowen: كذلك يكرر “لوين Lowen” هذه المعطيات ويحلّل الحبور الهوسي كمحاولة إعادّة جزئيّة للأحاسيس الفمّيّة المبكرة: ذكرى بأنّه أكل حتى الشّبع، ذكرى بأنّه نام حتى الرضى. لكن الاهتياجي او الهوسي عليه أن يدافع عن نفسه ضد الحبور الفاتر والانصهاري الذي يهدد بالعدم، فتنتج اليقظة والحركة النشطة والعدوانيّة. ويصاحب نكران Denegation الخطر بالهروب من أحكام التّهديد المقلق.
الأوديب الهوسي: وتحدث “جيلبير Jellybeer” بإسهاب عن الهوس أو الاهتياج تحت عنوان “الأوديب الهوسي”. إذ ينكر الهوسي الشّعور بالذّنب بسبب قتل الأب، فيحتقره كموضوع داخلي، ويسيطر عليه بالميل للجشع الملتهم للمواضيع الخارجيّة التي يخرجها ما إن يبتلعها؛ كما تقول “كلاين Klein” أيضًا.
و”أوديب الهوس” ليس سوى إعطاء صبغة ليبيديّة للأخلاق وللأنا الأعلى كأساس لوجود الآخر. وهنا تأكيد لما ذهبت إليه “كلاين Klein” عن انصهار الأنا مع مثال الأنا ومع الأنا الأعلى.
وفي قتل الأب، يدرك الهوسي بشكل متجاذب أنّ الحياة تذهب إلى الموت الذي منه تولد، وما الحياة إلّا بداية العد العكسي نحو الموت. ففي موت الأب واستبدان جسده، يحيا الابن ويتخذ قوته.
ويصف “جيلبير Jellybeer” الهوس كحالة من العنف تتجاوز قانون الأب، فيفقد الفرد تمييزه بينه وبين والده، بينه وبين جسده؛ أي يترك جسده ينفعل ويتكلم بما يحمل من غرائز من دون السيطرة عليه من الأنا الأعلى.
ويضيع التناغم بين البدن والنّفس. ويتخذ الجسد تكوينًا خاصًّا، أي يموت الجسد السّوي، ليصاحب بتكوين جنسي طفلي، وفي انفصال النّاحية النّفسيّة عن الجسد يظهر ضعف اللاوعي، فهو المسؤول عن المرض والأعراض.
فيتمثل الهوسي كأصل مباشر للأشياء، يقدم نفسه كائنًا بكامل وجوده، من دون خلفيّة سابقة، من دون أصل، من دون جسد، أي يبني نفسه من دون دعائم أولية، فتتكون ذاته، من دون المرور بالأنا الجسديّة. وتعمّ الرّغبة، والسّيطرة، وكلّ القوة، على حساب موت الأب أو الأنا الأعلى، وموت الأنا الذي يتبعه، فيتدمر الكلّ، كي يوجد مبدأ الإحياء الكلي للحبور الهوسي… بهذا المعنى، يقتل الهوسي هواميا الإله أو الأب البدائي قبل أن تتكون أناه ووحدته. ففي قتل هذه الأبوة الأصليّة، التي كانت منذ الولادة، واستمرت بعدها، قتل لتوبيخ الضمير، أو نكران للذنب: أي التّفاؤل واللاوعي، والنّسيان، وبراءة الصّيرورة، والاستخفاف بالهموم، ومصير السّعادة. يقتل الهوسي الأنا خوفًا من أن تقتله، ويظن أنّه سيجد الربط مع الّلذة الأوليّة لأنّ الّلذة المنتظرة بعد فقدان الموضوع لن يحصل عليها. فيعيش حالة رهز orgasme مستمر على حساب نسيان الذّنب، ونسيان التآزر بين النّاحية النّفسيّة والجسديّة، في مرحلة سابقة للتّحطيم والبناء (الأيض)، للتّرغيب والتّرهيب: أي إنّه ينكص إلى ما قبل المرحلة الشّرجيّة الثانية (الإمساك)، وهنا الرّهز أو الإنعاظ orgasme شبيه بالإخراج.
الحنين الهوسي: يقول “فرويد Freud” إنّ الحنين الهوسي يرد الرغبة ليس إلى المرغوب، بل إلى استحالة اكتساب هذا المرغوب فيلجأ إلى الجشع الافتراسي للمواضيع الخارجيّة. وأول موضوع كان الأب الذي التهم جسده وأدمجه لاستخدام قوته، فيؤازر جسده على خلفيّة لاتآزرية أي تتآزر أعضاؤه على حساب عدم تآزر أعضاء الأب، ويعيش حال سكر يتخذ فيها جسده مسرحًا لجنونه، فتنتزع كل الأعضاء من أجل انتصاب القضيب الذي يعبّر عن الانشغال الجنسي لديه. يلجأ الهوسي إلى حالة السّكر على أنّه منظومة موجودة، وتصبح كلّ أعضاء العالم وأنظمة التآزر سكرى، فالسكر ينقذه من قلق التفتت الذي يظهر لديه بشكل تفلت الأفكار، وباستحالة التأهيل الاجتماعي لأنّه رفض الخضوع للواقع وللأب. فالتفتت لا يوجد إلّا في الأنا، كما في الآخر كما في الأشياء.
ويعبّر انتصاب القضيب عن اللحظة الهوسيّة التي تحدث عند ظهور مبدأ الوصل بين الموت والولادة، فانتصاب القضيب، وانفصال المني، وولادة الابن، وموت الأب يحصل معًا. تحصل هذه التّعضّيّة السّاديّة من خلال الأب الذي مات حين تعضّى الولد (تكونت أعضاؤه). وفي هذا السّياق ليست الأبوة سوى مرور قضيبي بين الأب والولد، بين الحياة والموت، هذا هو التّماهي النّرجسي بالأب: الأنا والهو (أي يتماهى الهوسي بقوّة والده) مع غياب الأنا الأعلى.
يمثل الهوسي الهوام أو الرّغبة اللاواعية للآخر أي الأم (غير الأنا)، إذن يضم اللاوعي النّزوي الأنا والآخر. يريد لا وعي الآخر لذة الأنا الهوسيّة إلى حد ضياعها. (يريد الهوسي أن يكون موضوع رغبة الأم أي القضيب).
هذا الجزء من لا وعي الآخر الذي أصبح الأنا، هو الذي يمثل الاهتياج تحت الشّكل نفسه Même، فالآخر هو الذي ينمي الأنا. (علاقة التّغيير هي التي تميز الأنا في الوقت الذي تولد فيه).
السّاديّة: تُرضى الأنا الأخرى بالاختيار أو بالخضوع للاضطهاد، يدل الاختيار على عدم الحبّ والهوس لأنّه لا يحب ولا يكره كونه غير خاضع، يختبئ الهوسي ليترك الآخر يتكلم من خلال جسده وحركاته ولغاته وعنفه، وليترك الآخر يتعذب لأنّه ينكر أنّه يتعذب وينفي شعوره بالذّنب، فالمذنب هو الآخر. الآخر الذي ابتلعه وتعضّى منه بشكل عدائي. وفي هذا السّياق سنتحدث عن السّاديّة الهوسية([6]): “يعود التّخليط الهوسي الذي يظهر في النّكات، وفي اللعب على الكلمات، وفي تعدد اتجاهات الدّال (العرض، اللغة) إلى السّلطة الهوسيّة السّاديّة التي تقوم بالتّعضّيّة وبنزع التّعضّيّة في اللغة. إذًا تمر السّاديّة الأصليّة من شيء يشهد على تقطيع الأوصال demembrement وعلى التّعضّيّة في الاتصال مع العالم. بدأ تقطيع الأوصال منذ تقطيع الأب البدائي وافتراس أعضائه ليتعضى منه. فيشعر الهوسي بتقطيع الأوصال وبالتّعضّيّة بشكل متجاذب في اتصاله مع العالم الخارجي وفي لغة هذا الاتصال. لكن قلق التّفتت لا ينجم عن تقطيع الأوصال إنّما عن الصّعوبة التي يواجهها الطفل في التّعضّيّة والتّجمع تحت شكل اطراف Membrure في بعض الفترات النّفسيّة الحياتيّة الأولى. تؤلف التّعضّيّة وتقطيع الأوصال السّاديّة، القاعدة المصيرية للنزوية التي تسبق وجود الكبت ووجود الموضوع في المراحل التّكوينيّة الأولى. ولأنّها تسبق وجود الكبت، تنتج عن هذه التّعضّيّة لذة تعبر عن الانتصار السّادي. مع أنّها لا تنتصر أمام أية غريزة نزوية، أو أمام الخوف من الخصاء التّناسلي – القضيبي. إذًا تحققت السّاديّة بوظيفتها المنحرفة، أي إذا أصبح لدى الفرد “اضطراب جنسي سادي”، أو إذا تحولت السّاديّة إلى هوام، فهي تؤدي إلى لذة رهزيّة تناسليّة ترتبط باللذة السّاديّة الشّرجيّة أو باللذة السّاديّة القضيبيّة أو باللذة السّاديّة الفمّيّة، أي المهم أن الشّعور بالنشوة يأتي من خلال تعذيب الآخر (كما أكد ذلك فرويد Freud في الهوس).
يلتذ الهوسي السّادي بالموضوع من خلال سوء معاملته، وتعذيبه أو السّيطرة عليه وتملكه من دون الاهتمام بشعوره على الرّغم من إقامة علاقة جنسيّة تناسليّة معه. أي تسيطر النّرجسيّة على الجنس في هذا الرهز الناتج عن القسوة. وتعدُّ اللذة المأخوذة بالسّاديّة لذة عضويّة رهزيّة مازوشيّة لأنّ في داخله شبح الأب الذي يتعذب.
يقتل السّادي أباه كما يقتل ضميره، لأنّه لا يقبل العذاب فيكبت الأوديب. وتصبح السّاديّة تعذيب الآخر، وتحطيم لمفهوم الموضوع والآخر. يعيد الألم إلى السّادي وحدته بإدخال الألم أو العذاب بالآخر، لأنّ الألم عمومًا ينتج عن انفصال الإنسان عن جسده حين يتألم جزء منه.
لا يتميز الهوسي بالسّاديّة فقط بل بالنّكوص إلى المرحلة ما قبل الأوديبيّة: “يسيطر على المرحلة ما قبل الأوديبيّة([7]) الخبرات الطفلية السّابقة، من فمويّة وشرجيّة، وبصريّة وسمعيّة، وهوامات أوليّة، هذه الهوامات الأوليّة هي بحد ذاتها مزيج من شيء معاش منظور، أو مسموع، ومن تخيل يستمد مواده من تراث التّطور الإنساني بما فيه من وقائع وأساطير. ولكن الهوام مواطن الرّغبة”.
“فهذه الهوامات ليست سوى أجوبة عن تساؤلات يكون الطفل قد طرحها عن مصدر الأشياء، وبالأخص مصدر ذاته: التي تتمثل في المشهد الأولي (جماع الأهل السّادي). فهو حاضر ومكون له نتيجة هذا اللقاء العشقي بين الطرفين. وغائب ومحذوف إذا ما عدّ أنّ المشهد يستثنيه انطلاقًا من أنّ اللقاء العشقي ناجم عن رغبة جامحة تجمع الأب والأم، وتستثني أي طرف ثالث، فغيابه واجب تقتضيه ضرورة وجود الاب كراغب فاعل”([8]). وكذلك بالنسبة إلى هوامات الإغراء الجنسي من قبل الراشد، فيبدو أنّها جواب على سؤال المصدر الجنسي، وبزوغ الدّوافع الجنسيّة التي ترتبط بموضوع معين يكون به الطفل طرفًا، أمّا سلبيًّا أو إيجابيًّا. أمّا هوام الخصاء فهو إجابة عن سؤال مصدر التّباين الجنسي. لأنّ هذا التباين يبدو عند الطفل المعتقد السابق حول شمولية الذكر عند كل الأحياء، ويسقط من حسابه النّرجسيّة المتأصلة في تعاظم ذاته.
ففي المرحلة القضيبيّة التي تسبق المرحلة التناسليّة للأوديب لا يوجد إلّا الذّكر، وهي تشمل الطفل والطفلة على السّواء. الذّكر بالنسبة إلى الطفل والبظر بالنّسبة إلى الطفلة، ويوجد جهل لفتحة الفرج (التّناسليّة) بهذه المرحلة لدى الاثنين، وفي هذه المرحلة القضيبية قبل الأوديبية (قبل التّناسليّة) يصبح القضيب (الذكري والأنثوي) موضع استثمار نرجسي كبير، أي يصبح محور العادة السّريّة التي تترافق مع الهوامات الأوليّة وترتبط ارتباطًا مباشرًا بالعقدة الأوديبيّة.
فحين نتعرف التباين الجنسي بين الجنسين، تُعرف الفتاة أنها محرومة من الذّكر، وتشتهي الحصول عليه. فاشتهاء الذّكر له آثاره البعيدة في التكوين الجنسي للمرأة، في تحولات هوسيّة إذا ما بقيت تفكر بهذه الحقيقة وتحاول إخفاءها. وقد يحصل من جراء ذلك تطورات نفسيّة تؤدي إلى جرح نرجسي، وشعور بالنّقص تجاه الرجل مع احتقار للرجال وللأب يظهر في الهوس تحت شكل جموح الرّغبة الجنسيّة وقوتها لأنّها لا تقتصر على القضيب فقط. والخصاء ليس الخوف من فقدان القضيب إنّما من فقدان الرّغبة الجنسيّة. وممكن أن ينتج عن معرفة التّباين الجنسي، التي تشكل عاملًا رادعًا لاستمرار العادة السّريّة، شعور بالذّنب والقهر عند الفتاة، فتحسم أنّ الخصاء قديم فعليًّا، لأنّ الخضخضة masturbation تدل على التّرجل لكن الهوسي لا يقبل التّرجل، ولا يقبل الشّعور بالذّنب والتّهديد بالخصاء فتتفجر العقدة الأوديبيّة التي تدل على الاستقلال عن الموضوع وعن العلاقة الجنسيّة السّويّة. وإن حصلت علاقة مع الجنس الآخر فتكون شبقيّة.
هذا ما يحدث بالنسبة إلى الفتاة، أمّا الفتى فإدراكه لحقيقة التّباين الجنسي بين الجنسين، بعد أن كان يعتقد أنّ كل المخلوقات تملك ذكرًا مثله، يشعره بوطأة التّهديد بالخصاء وتنفجر لديه العقدة الأوديبيّة، بعد أن كان يعتقد أنّ البشر جنس واحد، وما يعزز هذا الاعتقاد هو التّوظيف النّرجسي لهذا العضو نظرًا لما يؤمن له من متعة كبيرة. بالإضافة إلى استثمار الأنا في حقل النّشاط القضيبي. وهذه الأنا في تكوينها الهش، هي نرجسيّة، وتخضع لمبدأ اللذة، أكثر مما تخضع لمبدأ الواقع. فلذلك عندما يتبيّن له أن الجنس الآخر ناقص، ولا يملك الذّكر، يحاول أن يتنكر لمثل هذه الحقيقة، أو أن لا يعطيها أهمية كافية. ولكن دخوله في العقدة الأوديبيّة يضعه في موقف المنافسة مع الأب، الشّيء الذي يعيد إلى ذهنه صورة الفتاة التي نفذ بها الخصاء، وهذا الخوف يتعزز بأحداث وذكريات سابقة. ففي المرحلة القضيبيّة لا بد أن يكون الطفل قد تعرض لتهديد من قبل الأهل، نتيجة ادمانه على العادة السرية كبديل عن الأم التي يشتهيها، لكن الفتى الهوسي كالفتاة لا ينصاع للتهديد بالخصاء، وينشأ ما يسمى بالأوديب الهوسي العائد إلى تطور الإنسان البدائي منذ العشيرة الأولى، وقد كان الأب يملك النّساء جميعًا. الشيء الذي دفع الأبناء إلى الثّورة عليه، وقتله.
من هنا يتموضع البعد الوهمي في الجنسيّة الطفليّة في عقدة أوديب من حيث الرغبة في العلاقة الآثمة وقتل الأب أو الأم. يُقتل الأب بشيء تحمله الأم (الخاصيّة) في الحمل أو الجماع – وهو جزء وظيفي للأب (قضيبه)؛ بعد أن حصل الهوسي على أمه وقتل أباه. لذلك ينكص المريض إلى المرحلة ما قبل تناسليّة للأوديب، أي إلى المرحلة القضيبيّة. ويصبح الأوديب قبل التّناسلي الذي يحمل الهومات الأوليّة وهمًا إضافيًّا (إلى الأوديب)، إنّه وهم سحري لتحقيق الأوديب في تمنياته الآثمة والقاتلة. ويتميز التعلق قبل التّناسلي أو قبل الأوديبي بطابع سحري، يبرر بصبغته العلاقة الآثمة مع الأم من خلال استثماره النّرجسي لذكره عن طريق الخضخضة كبديل عن التّعلق الشّبقي بالأم. ويستمد من القضيب ومن استيدان أنّ جسد الأب القوة الكاملة للتمني السّحري والقاتل.
الأوديب الهوسي السّحري: لا تقتصر قوة الهوسي على الرّغبة الجنسيّة الجامحة، بل تتحقق القوة في التّمنيات السّحرية لجبروت الكلام – الغرض، إذ يتميز المريض بكثرة الكلام واللعب على الكلمات والطرافة، كل ذلك ليدهش أمّه في كلامه ويلفت انتباهها دائمًا في كثرة لعبه، ونشاطه وكأنّه يجعل من الحلم حقيقة. ويلجأ الهوسي للاستمناء القضيبي أو الخضخضة، للاستقلال عن الموضوع أي عن الأم، لكن هذا الاستقلال يبقى نسبيًّا، فالوهم أو التبرير وحده يحول تعلق المريض بلذته إلى استقلال عن الموضوع الأول.
يجعل الأوديب الهوسي ذو النّوع السّحري عقدة الأوديب مأساويّة وغنوصيّة فوق بشريّة gnostique لأنّه ينصرف (أي المريض) إلى الخضخضة وعدم إقامة علاقة سوية، ويعيش في جو من السّحر فيقع تحت وطأة التّهديد الخصاء، نتيجة هذا التّوظيف النّرجسي القوي للأعضاء التّناسليّة القضيبيّة، ما يجعل من سحر تملك الأم المحقق وهمًا. لكن الهوسي ينكر الخصاء وينكص إلى المرحلة القضيبيّة من دون أن يدخل إلى المرحلة الأوديبيّة التّناسليّة ويجتازها بشكل سوي.
إذا كان الليبيدو الفمي والشّرجي يدلان على التّعلق بالأم، والاستقلال الجنوني والتّملك (هذا الثدي لي، هذا البراز الذي تنتظره الأم لي)، إلى الليبيدو القضيبي (هذا القضيب لي) الذي يعني اللذة المستقلة من خلال الخضخضة، من هنا تظهر القيمة النّرجسيّة الزائدة للقضيب، والهوامات السّحرية المتعلقة به لا سيما هوام التّملك (يمسك العضو ويملكه بيده).
لكن ما هو قضيبي يجب أن يكون القضيب التّناسللي أكثر منه النرجسي، غير أن النّرجسي ينتمي سحريًّا إلى المواضع الأبويّة كبديل عنها. تحمل المدة التي تفصل القضيبي والتّناسلي أكثر من معنى، يعني التّناسلي تجاوز عقدة الأوديب وعقدة الخصاء وإقامة علاقة سويّة مع الجنس الآخر. لكن الأوديب الهوسي يدخل بالتّناسلي لتنشيط ما قبل التّناسلي. وتصبح لعبة الأوديب لعبة تناسليّة سحريّة تحمل معها كل الهوامات الأوليّة بما فيها الفمّيّة والشّرجيّة، إضافة إلى وضعيّة المنافسة مع الأب وعدم قبول التسامي.
لقد بدأ الأوديب الهوسي من الجريمة القديمة، ومن الإثم الذي حدث للأنا، ومن المأزم بين الأنا والعالم الخارجي. فنتيجة التّهديد بالخصاء من جراء الخضخضة، تأتي للهوسي ذكريات من المراحل الطفليّة السّابقة تدعم احتمال انفصال العضو عنه. فهو يذكر بوضوح كيف أنّ حبل الغائط ينفصل عنه، ويغيب في بيت الخلاء. فالتّشبيه بين الغائط والذّكر هو احتمال وارد. كما انفصل عنه الأول، يمكن للثاني أن يلقى المصير نفسه، وهذا ما يفسر ارتداد الهوسي إلى هذه المرحلة بعد أن عجز عن تخطي عقدة الخصاء، فيتثبت بالمرحلة الشّرجيّة الأولى (الإخراجيّة).
وتظهر براءة الهوسي في الغلميّة erotisme الإفرازيّة، وفي جسده العملاق القوي المعطي، وفي التّفريغ العملاقي، وفي الانتصار الحالم لليبيدو على الموضوع.
الفرق بين الاهتياج والسّوداويّة: بعد ذكر انفصال قضيب الغائط عنه، وذكرى الفطام: أي انفصال الثدي عنه، والإحباط الحاصل من ذلك؛ يحصل هنا التّشابه ما بين الذكر والثدي أيضًا، في حال تعثر حل العقدة الأوديبيّة فيرتد الهوسي إلى المرحلة الفمّيّة السّاديّة فيفترس جسد الأب ثم يخرجه في المرحلة الشّرجيّة الأولى، للتّخلص من الشّعور بالذّنب الذي يحمله في داخله. هذه العوامل كلها: انفصال الثدي عنه، ثم انفصال القضيب الشّرجي، ومعرفة التّباين الجنسي، أي الفتاة التي حرمت من الذّكر تعزز لدى الهوسي التّهديد بالخصاء إذا حاول امتلاك الأم جنسيًّا، فيدخل في منافسة مع الأب ويعطي عضوه قيمة زائدة عن طريق الخضخضة، ويتكون لدى المريض أوديب هوسي واكتئاب Depression من الفقدان الغرضي. أو فقدان المأزم الأوديبي نفسه، لأنّه أي الخور يعني الرّضوخ لتهديد الخصاء. وما الاهتياجي والسّوداويّة سوى إعادة تجنيس للغرض المفقود، وإعطاء صبغة ليبيدية، فالخضخضة تعدُّ بديل عن الغرض أو الموضوع المفقود أي استعاضة عن الامتلاك الجنسي للأم، فيستجيب السوداوي للتهديد بالخصاء ليس بفقدان العضو إنّما بفقدان الرّغبة الجنسيّة وفقدان الموضوع نتيجة الشّعور بالذّنب، أمّا الهوسي فينكر الخصاء وينكر الشّعور بالذنب، وينكر فقدان الموضوع أو الغرض، فينتصر على الموضوع من خلال الاستمرار في الخضخضة وازدياد الرّغبة ّ، والانتصار على الموضوع الذي يدل أيضًا على غيابه والاستغناء عنه. بهذا المعنى يعدُّ الهوس دفاعًا ضد الخصاء والاضطهاد، لأنّ الاضطهاد يرفض الانتصار، فالهوسي أخرج الغرض ما إن استبدنه أي سيطر عليه، ولم يدعه يمكث في داخله يضطهده أو يشعره بالذّنب؛ كما كان في طفولته الأولى أسير الموضوع المتمثل بالأهل، لأنّه يمده بالغذاء والحماية.
يولي الهوسي قيمة للوقت الأول للجنسيّة الإنسانيّة حيث تكمن حقيقة المأزم الأوديبي، في القطع بين وظيفيتين للأب ووظيفيتين للأم، الغذاء – المغذي، والطفل الرّضيع هو المتغذي، يفهم من وراء ذلك، دور الأبوين في الحماية، وتقديم الطعام، وضمانة التّبني والأبوة فتُتَبادل النزوات الليبيدة للأنا، أي بين نزوات الأنا والنّزوات الجنسيّة التي تمرّ بغريزتي الموت والحياة، موت الأب وولادة الطفل”([9]). تكمن وظيفة الأبوة في الإنماء أو في إيقاف الإنماء، من هنا نعدُّ عقدة الأوديب والتّحقيق الآثم متبادل؛ أي قد يأتي من جهة الوالدين أيضًا اللذين يوقفان عامل النّمو، ويسمحان بتحقيق الهوامات الأصليّة وجعلها مادة كافتراس الأب البدائي ومهاجمته. أنا الهوسي: “تهاجم أنا الهوسي الأنا الأخرى (العارض) في الشّيء اللاواقعي، في غرض الهو تحت شكل “أنا – عارض”، يوازي الأنا منبع الهوام أو الأنا اللاواعية”. بشكل عام، من وظائف الأنا تحقيق مثال الأنا، أمّا في الهوس، يفترس الهو غرض الإسقاط، ويستطيع الفرد أن يتماهى أو يماهى من دون توظيف ليبيدي سابق، يزيل التّوظيف بالفقدان الليبيدي شيئاً اخر غير العرض، هو الأنا – العرض أو الذّات الشّبيهة في الفترة التي يُسحب فيها التّوظيف، وبناء الشيء وبناء الأنا. هذه هي الطريقة الوحيدة التي تتبعها الأنا لتتهرب من نفسها، لتتهرب من تناقضها، أن تحب نفسها. يؤدي الخوف من إكمال مثال الأنا إلى مثاليّة الموضوع أو الغرض، إلى اللغة مع الغرض ومع العالم… لكن هذه اللعبة المأساويّة عقيمة، أكان الغرض جيدًا أم سيّئًا، فهذا يدل على الأسلوب الفكري للغرض الضائع الذي يسيطر عليه الرّعب في الهوس.
تعدُّ الأنا – العرض فوق انفعال نفسي، واستحالة تكامل هذا الانفعال النّفسي. حين لا يوجد زيادة أو محفوظات هواميّة من الأشياء الجسدية الليبيديّة، وحين لم يعد يوجد عضو يوجد بعد اللاجسد، غير المتفاعل، في طقوس تصويرية لميت، اللاجسد كمنبع لما فوق الواقع والطبيعة، للاحي). فتظهر غريزة الموت بعد أن أصبحت غريزة الحياة مهددة بسبب فائضها، فتخطط الحياة وتتظاهر لتنجو، كالمرة الأخيرة بتمني الموت، بزيادة التّفريغ العملاقي لليبيدو النّرجسي (في التّغوط بعد الافتراس) ([10]).
يحصل هذا التّفريغ من دون خوف أو قلق بالانشطار، (بالأنا _ العرض) فتحصل ردة فعل اصلية للأنا ضد الخارجي، تسمى سادية أصليّة. هذا التّفريغ يسمى النّزيف النّرجسي أو النّرجسيّة التّحطيميّة. تتخذ الأنا نفسها كغرض كموضوع، وفي الوقت نفسه تقدم نفسها للموضوع كليبيدو مكبوت. إذا كان الانشطار العرض للأنا يفشل الخوف من الخصاء، تمسك الأنا الغرض في ساديتها الأصليّة، وتحبسه، وتجمده (نزوة ساديّة شرجيّة). إماتة الشيء ليصبح غير متفاعل، وليصبح ما فوق الطبيعي في عالم آخر) في ظلال، في موت. تجمد الأنا هذا الغرض التيمي Fétiche الذي يحتوي على النكران وتأكيد الخوف من الخصاء، في تحجير قطعة الجسد المخيفة، وتحجير الخائف. المتحجر هو أيضًا المنتصب أو (في تخبئة الأعضاء الجنسيّة وتُشَد وتُحجَّر، فلا يظهر التمايز الجنسي، ولا تظهر المرأة ان كانت مخصية أم لا). ونتيجة الخوف من التهديد بالخصاء ينكص المريض إلى المرحلة الشّرجيّة الأولى أي المرحلة الاإفرازيّة([11]): إذ “يرفع الهوسي كلّ العوائق أمام الإخراج، وينساب الإسهال اللفظي في اللاتماسك، ولا تظهر القوة إلّا في معارضة المحظورات”.
الخلاصة والاستنتاج: لم يخل التّحليل النّفسي في سياق تأويله للهوس، من تعليل الصورة العياديّة الوصفيّة المميزة لهذا الاضطراب فيتجاوز قانون الأب أي مفهوم السّلطة الواقعيّة، فيترك المريض جسده يتكلم ويتفاعل بما يحمله من غرائز عدوانيّة فتبرز الأنا العرض كتعبير عن قوة الانفعال النّفسي الذي يستحيل تكامله مع الموضوع الخارجي وحدوده.
References
-1 Abraham Karl, Des Œuvres complètes en 2 Vol. Payot, Paris, 1965-1966.
-2 Caillard, Vincent, La Maladie Maniaque, Les données de la psychanalyse. Nodules. P.U.F. Paris, 1982.
-3 Dr. A. Janneau. La cyclothymie, Etude. Psychanalytique, La douleur psychique. C. le creps, l’analyse la honte. Payot, Paris, 1980.
-4 Freud, S. Totem et tabou, Paris, Payot, 1947.
-5 Gillibert, jean ; L’œdipe Maniaque. S.it. Payot. Paris. 1978. Tome l. Des moments d’oeuvre. Préface.
-6 Gillibert, Jean; L’œdipe Maniaque 4.S.H.Payot, Paris, 1979. La paternité dans la psychanalyse, p. 143.
-7Gillibert, Jean; L’œdipe Maniaque. 4. SH. Payot, Paris, 1979. Le moi comme symptôme, p. 151.
-8Gillibert, Jean; L’œdipe Maniaque. Tome II. Une quête phallique. SH. Payot, Paris, 1978.
- حب الله، عدنان، التحليل النفسي للرجولة والأنوثة، من فرويد Freud إلى لاكان، الفارابي، بيروت، 2004.
- د. حب الله، عدنان، التحليل النفسي من فرويد Freud إلى لاكان، مركز الإنماء القومي، بيروت، 1990.
1- أستاذة في الجامعة اللبنانيّة كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة – قسم علم النّفس العيادي.
Professor at the Lebanese University, Faculty of Arts and Humanities – Department of Clinical Psychology
Email: lina.beydoun@ul.edu.lb
[2]– Caillard, Vincent, La Maladie Maniaque, Les données de la psychanalyse. Nodules. P.U.F. Paris, 1982.
[3]– Abraham Karl, Des Œuvres complètes en 2 Vol. Payot, Paris, 1965-1966.
[4]– Freud, S. Totem et tabou, Paris, Payot, 1947.
[5]– Gillibert, jean ; L’œdipe Maniaque. S.it. Payot. Paris. 1978. Tome l. Des moments d’oeuvre. Préface.
[6]– Gillibert, Jean; L’œdipe Maniaque. Tome II. Une quête phallique. SH. Payot, Paris, 1978.
[7] – د. حب الله، عدنان، التحليل النفسي من فرويد إلى لاكان، مركز الإنماء القومي، بيروت، 1990.
[8] – حب الله، عدنان، التحليل النفسي للرجولة والأنوثة، من فرويد إلى لاكان، الفارابي، بيروت، 2004.
[9]– Gillibert, Jean; L’œdipe Maniaque 4.S.H.Payot, Paris, 1979. La paternité dans la psychanalyse, p. 143.
[10]– Gillibert, Jean; L’œdipe Maniaque. 4. SH. Payot, Paris, 1979. Le moi comme symptôme, p. 151.
[11]– Dr. A. Janneau. La cyclothymie, Etude. Psychanalytique, La douleur psychique. C. le creps, l’analyse la honte. Payot, Paris, 1980.