foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

أهمّيّة وآليّة اعتماد الهُويّة المكانيّة في تنمية قضاء بعلبك

0

أهمّيّة وآليّة اعتماد الهُويّة المكانيّة في تنمية قضاء بعلبك

The importance and mechanism of adopting spatial identity in the development of Baalbek District

 راغدة شمص([1]) Rhagida shamas

تاريخ الإرسال: 3-8- 2024                   تاريخ القبول: 16-8-2024

راغدة شمص

تحميل نسخة PDF

ملخص

يبحث هذا المقال في الهُويّة المحلّيّة ومنهجيّة تطبيقها في منطقة بعلبك وتسليط الضوء على علاقتها الوطيدة بالتنمية المستدامة، وجرى خلالها تحديد مفاهيم الهُويّة وتغيّرها وتأثيرها في الزّمان والمكان كُشف من خلالها صورة المنطقة، فهي تولد وعيًّا جماعيًّا وعناصر عاطفيّة ومعرفيّة؛ وردود أفعال لدى سكان المنطقة المقيمين والنّازحين للمشاركة والتّعاون وتحسين سمعة المنطقة على مستوى لبنان، وهذا يحقق الهدف الرئيس من المقال وهو جذب الاستثمارات وتطوير المنطقة وتنميتها بشكل مستدام.

يعدُّ موضوع الهُويّة المكانيّة جديدًا وقليل المعرفة لدى العديد من الباحثين، علمًا أن الهُويّة تتكون من رموز وفاقًا لأكثر المفاهيم المعتمدة، وقد ارتأيت قياسها من خلال الرّموز الماديّة والمعنويّة التي تتألف منها، وهذا سيكون له تأثيره القوي في التنميّة المستدامة من خلال الانتماء والجاذبيّة، لذلك كان لزامًا اعتماد الرّموز في أبعاد التنمية جميعها التي تتأثر فيما بينها بعلاقات متشابكة. وُضِعت منهجيّة تتكيف مع مفاهيم الهُويّة، ومن خلالها وُضِعت مقاربتان أساسيتان:

– مقاربة مكانيّة والتي تشمل مجال الاستخدام؛ وما يترتب عنها من علاقات مكانية متنوعة مع المحيط.

– مقاربة الرّموز التي تحدد الهُويّة، وجرى استنباطها في أبعاد التنمية جميعها، من أجل تحديد مسار الهُويّة وتفعيل الرّموز مما يمتّن الانتماء إلى المنطقة والتّعزيز بهويتها.

على أن يستتبع هذا المقال بمقالات أخرى، تبين مدى تأثير الهُويّة في البعد التّنموي، وكيفيّة الاستفادة من الرّموز في تنمية المنطقة بشكل مستدام ومتكامل وشامل.

كلمات المفاتيح: الهُويّة، الرّموز، التنمية.

Résumé

Cet article traite de l’identité locale et de la méthodologie pour son application dans la région de Baalbeck, en soulignant sa relation étroite avec le développement durable, où les concepts d’identité, son changement et son impact à travers le temps et l’espace ont été identifiés. Au cours de laquelle l’image de la région s’est révélée, elle génère une prise de conscience collective, des éléments émotionnels et cognitifs et des réactions parmi les habitants de la région, résidents et déplacés, afin de participer, de coopérer et d’améliorer la réputation de la région au niveau du Liban. Cela vise à attirer les investissements et à développer la région de manière durable, ce qui est l’objectif principal de l’article. Le sujet de l’identité spatiale est considéré comme nouveau et peu connu par de nombreux chercheurs, sachant que l’identité est constituée de symboles selon les concepts les plus approuvés. J’ai décidé de la mesurer à travers le symboles matériels et moraux qui le composent, et cela aura un fort impact. Dans le développement durable par l’appartenance et l’attraction, il était donc nécessaire d’adopter des symboles dans toutes les dimensions du développement qui sont affectées par des relations entrelacées. Nous avons adopté une méthodologie cohérente avec les concepts d’identité, au cours de laquelle deux approches fondamentales ont été adoptées:

Une approche spatiale qui inclut le domaine d’utilisation et les diverses relations spatiales qui en résultent avec l’environnement

une Approche des Symboles qui définissent l’identité et ont été adoptés dans toutes les dimensions du développement, afin de déterminer le chemin de l’identité, d’activer les symboles et renforçant ainsi l’appartenance à la région et son identité.

Cet article sera suivi d’autres articles, montrant l’étendue de l’impact de l’identité sur la dimension développement et comment bénéficier des symboles pour développer la région de manière durable, intégrée et globale, La question reste de savoir comment l’appliquer et l’analyser en fonction des dimensions du développement du district de Baalbek, ce qui sera abordé dans le prochain article.

Mots-clés : identité, symboles, développement.

مقدمة

تضم المنطقة العديد من الرّموز البيئيّة والثقافيّة  والاجتماعيّة، حيث شهدت المنطقة توطن العديد من الحضارات واستقرارها، وتُعدّ بعلبك من أعرق مدن العالم، وهذا يدل على عمق جذور المنطقة التّاريخيّة، كما تتميز بيئة المنطقة ﺒﻭﺠﻭﺩ ﺨﺼﺎﺌﺹ ﻓﺭﻴﺩﺓ ﺒﺘﻜﻭﻴﻨﺎﺘﻬﺎ المجاليّة الطبيعيّة، ﻭﻋﻨﺎﺼﺭﻫﺎ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻴّﺔ التّقليديّة، أمّا مجتمع المنطقة فيتميز بالتّماسك والأسبقيّة إلى العشائريّة، ويؤدي تشاكل عاداتهم وتماثل أعرافهم، وتضارع المصالح العامة الملموسة والمتعددة، وتآلفهم مع بيئتها إلى وجود ذاكرة اجتماعيّة مشتركة، تشعرهم بذواتهم فينتمون إلى أماكنهم ويتفاعلون معها، ويكتسبون الشّعور بالانتماء ويتبنون جغرافيّة أماكنهم كمرسى، يسعون إلى تطويرها وتنميتها واستثمار مواردها. وبسبب الانفتاح والنّزوح، اختلفت مستويات السّكان الثقافيّة والتّقنية والاقتصاديّة والاجتماعيّة، وتاريخ الاقتصاديون الذين يتفاعلون معها في بلداتهم بمضامين ثقافيّة ومع أماكن نزوحهم في بعلبك بخصوصياتهم المجتمعيّة، لتفرز مشاهد متنوعة، تعطي لأماكنهم معانٍ محددة تشكل مع الوقت هُويّة أماكنهم.

تعدُّ شخصيّة المنطقة واحدة من العوامل الدّافعة وراء الهُويّة، تسمح لأفرادها بالتّعرّف إلى أنفسهم وتعريفهم على أماكن المختلفة، خاصة المناظر الطبيعيّة، وتعدُّ من المواضيع المهمّة نظرا لتأثيرها على القضايا الرئيسة وأهميتها الحيويّة، فيتحقق الاستقرار الاقتصادي والسياسي والاندماج المجتمعي، كونها تحرك التنمية المحلّيّة وتحافظ على مواردها في ضوء خصوصياتها المجاليّة والرّموز التي تشكلها، تكتسب في المنطقة قيمة استراتيجيّة بفعل تأثيرها، خاصة وأنذ كثيرين يحلمون بمنطقة تراثيّة ذات هُويّة جغرافيّة محددة تصيغ مفرادات الزّمن الماضي لتقدمها للاجيال الحاليّة والأتية، وتحافظ على ما تبقى من تراث وأحياء الرّموز المهمّة التي اختفت، كما يقوى انتماؤهم المكاني تبعًا لأهمّية المكان الاقتصادي ومرجعياته الثقافيّة، وهي ملازمة للسكان وواضحة في أذهانهم، تسمح لهم بالتّكيف والتّفاعل مع الآخرين، وتقديم المصلحة العامة على مصالحهم الخاصة وتأكيد أدوارهم المجتمعيّة وتحقيق التّواصل الاجتماعي. ويُنظر إلى الهُويّة من داخل الاتحادات على أنها مساهمة في تماسك السّكان وتتيح تجديد استراتيجيات التنمية القابلة للتّطبيق. علمًا أن دراسة الهُويّة المكانيّة للمنطقة تشكل قاعدة نموذجيّة قابلة للتّطبيق في باقي البلدات.

الإشكاليّة

– بعدما كانت محافظة بعلبك تعرف من بعلبك، باتت اليوم تعرف بما يحيط بالمدينة، وتشهد المنطقة تغييرًا في الكثير من الرّموز وتبديد المشهد العام بسبب تأثرها بالانفتاح والعولمة.

– حصر المشكلة بصيتها السّيىء وخروجها عن القانون، واستبعاد العوامل الاجتماعي والقفز فوق أهميتها البيئيّة والثقافيّة، حيث تتفاقم المشاكل العمرانيّة والبيئيّة فتتشابه البلدات في ما بينها أكثر من تشابهها مع بلدات أخرى في لبنان، إضافة إلى تفاقم المشاكل الاقتصادي والاجتماعي والثقافيّة والسياسيّة.

– ضعف مقومات الهُويّة الثقافيّة والمجتمعيّة والبيئيّة والاقتصادي، وضعف المعرفة بمفهوم الهُويّة وزيادة تأثيرات التّدخل السياسي، وتأثير النُّخب السياسيّة والعشائريّة والاجتماعي على الهُويّة، على أساس ضرورة تجاوز انتماءاتها لمصلحة الانتماء للوطن، وهذه استجابة لمطامع فئويّة غير عابئة بهُويّة المنطقة. ما زعزع تمسك السّكان بالمنطقة، علمًا أنّ البلدات تنتمي إلى اتحادات بلديات لكن معظمها ضعيف ويفتقد إلى ابسط الإمكانيات، وتنعدم ثقة السّكان بها بسبب فشل المعنيين وهدر الأموال ورداءة الخدمات، إضافة إلى تبعيّة المنطقة الاقتصاديّة لمدينة زحلة، وشعور بعض النّازحين بالاغتراب عن المجتمع الذي يعيشون فيه.

– يؤدي التّقسيم الإداري وإضافة بلديات جديدة إلى إضافة هياكل، وقواعد ومرافق حضريّة جديدة تجذب السكن اليها بطريقة عشوائيّة.

الفرضيّة: ما زالت قوة الارتباط متجذرة مع التّراث القائم خاصة الاثارات والمعالم الطبيعيّة، والعديد من الرّموز الماديّة والمعنويّة في ظل رسوخ العادات والتّقاليد، كما يؤثر النّزوح والنّمو والتّطور ورغبة السّكان بالتّجديد في تعزيز هُويّة المنطقة. خاصة وأنّ إدراك المكان يساهم في تكوين صورة ذهنيّة ويشجع عى الانتماء.

– تشجع الذّاتيّة على الاستقلاليّة والتنميّة الإيجابيّة وتترسخ الهُويّة المكانيّة مع قوة الارتباط بالمنطقة، وتزيد الرّغبة بالاستثمار مع تطورها وتنميها، وما لا شك فيه أنّ المهاجرين والنازحين إلى جانب بعض المستثمرين، يشكّلون الحجر الأساس في التنمية من خلال قوة ارتباطهم بالمنطقة في ظل توفر القاعدة الأساسيّة للاستثمار من بنى تحتيّة ودور البلديات ودعم الدولة والجهات المعنيّة.

مع تعدد الانتماءات واستبدال الرّموز بأخرى، تفقد المنطقة معانٍ وتكتسب أخرى يبقي بعضهم في دائرة التّهميش بسبب عدم تطورها بالنّحو الإيجابي عبر الانفتاح، بينما يضعف القطاع الاقتصادي للمنطقة مع السمعة السّيئة، ويضعف الاستثمار وتتعزز تبعيّة المنطقة ويضعف روح الإحساس بالهُويّة.

الهدف من الهُويّة

– معرفة مدى تأثير الهُويّة المكانيّة في سكان المنطقة، ومدى تكيفها مع التّغييرات وتأصيل لهُويّة مكانيّة توازي بين تراثها ونموها، وتقوم على استخدامات ﺗﻜﻮﻥ قادرة علىﻏـﺮس تميزها ﺍﻟﺒﺼﺮي في ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻨّﺎﺱ، وخلق وحدة وظيفيّة سياسيّة ورسم شخصيّة وحدويّة تُحسن تصوراتهم وتصورات الآخرين عن المنطقة.

– إنجاز هُويّة منسجمة مع تطلعات المجتمع وطموحاته، وإثراء هُويّة المنطقة ثقافيًّا وبيئيًّا ومجتمعيًّا، ومنح الرّموز المكونة للهُويّة المكانيّة قيمة للمنطقة عن طريق التّرويج لها وإعطائها علامة إقليميّة، وتقديم رؤية مستقبليّة للمنطقة، وتحديد صيرورة الرّموز وإعطائها الاستمراريّة.

– التّركيز على انتماءات السّكان والتّمسك بالمنطقة من أجل تفعيل الحوافز للمقيمين لمواصلة وتنمية حياتهم المعيشيّة، وذلك من خلال تعزيز الشّعور والعاطفة والمصلحة المشتركة التي تجمعهم، إضافة إلى إعادة المسؤوليّة اليهم من خلال زيادة المشاركة والتّعبئة الجماعيّة التي تسمح بتعبئة طاقاتهم.

ما لا شك فيه أن الهُويّة تعزز الروابط بين البلدات وبين المنطقة والمحيط عبر التخطيط لمجالها الجغرافي، لذلك يشكل تأسيس لاتحاد عابر للايديولوجيا يجمع بين الجهات الفاعلة الخاصة والعامة، ما يوفر إطارًا مناسبًا للديناميكيّة المحلّيّة والاقتصاديّة، ويمكن تزويد المعنيين بقيمة التّرابط من أجل تعزيز التّفاعلات المكانيّة وتنمية المنطقة وفاقًا لأهدافها وأولوياتها.

منهجيّة البحث: سيتخذ البحث الجانب النظري في تحديد الآليات المهمّة لتحديد هُويّة المنطقة، وتحديد أقسامها ثم تبيان أهميتها في التنمية المستدامة.

  1. القسم النّظري

1.1. تقديم شخصية المنطقة: تقع محافظة بعلبك – الهرمل في البقاع الشّمالي بين سلسلتي لبنان الشّرقيّة والغربيّة، تبعد من بيروت 86 كيلومترًا ، وهي من أكبر المحافظات في لبنان، تبلغ مساحتها 3009كم2 أيّ ما نسبته 28.7% من مساحة لبنان، تضم قضاء بعلبك وهو من أكبر الاقتصاديّة في لبنان ومركزه مدينة بعلبك التي تمثل مركز المحافظة، وعدد سكانه 183 ألف نسمة أي ما يعادل 4.3% من سكان لبنان، أمّا قضاء الهرمل فيبلغ عدد سكانه 90 ألف نسمة، تضم المنطقة 4 اتحادات بلديات مؤلفة من 63 مدينة وقرية.

تعود بآثاراتها العربيّة والرومانيّة لأكثر من ألفي وخمسمايّة عام، والمدرجة ضمن الأثارات العالميّة تعود إلى حقب تاريخية متعددة ، كما أن البيئة الطبيعية للمنطقة تربط الماضي بالحاضر ويؤدي إلى الشّعور بالتّمسك بها. ويؤثر عامل التّفاعل المادي والاجتماعي بين سكان المنطقة والمناظر الطبيعيّة على تحسين المناظر الطبيعية، يميل الأشخاص إلى دعم التّغييرات التي تعزز الإحساس بالمنطقة والتي تعمل فيها المناظر الطبيعيّة كحلقة وصل بين الناس وبيئتهم، كما تتعرض المنطقة ﺇﻟﻰ ضغوطات كبيرة نتيجة العشوائيّة في التمدد العمراني وفي البناء الذي يفتقد إلى هُويّة واضحة.

تضم المنطقة مجموعة من البلدات لديها عناصر مشتركة بفعل الجوار والتّعايش والقرابة، وبالتالي كل بلدة لها شخصيتها الخاصة، وتتعدد أماكن انتماءاتهم بحسب عدد المراسي، ومع توسيع دائرة الانتماءات تتعزز الهُويّة المكانيّة وتزيد أهميتها في ظل تراجع دور العشائريّة، علمًا أن لدى مجتمع المنطقة ظواهر اجتماعيّة متنوعة تتوارثها كلغة رمزية أهمها العادات والتّقاليد، وتعرف المنطقة حاليًّا ديناميّة متسارعة في السّياق العام لصيرورة التّحولات الاقتصادي والاجتماعي والبيئة المبنيّة والطبيعيّة على الرّغم من تمسكها بمتغيرات ثقافيّة أصيلة وراسخة يصعب طمسها أو خرقها، وذلك بفعل الحراك السّكاني المتمثل في النّزوح والهجرة ورحلة العمل اليوميّة، وتفاعل السّكان مع المحيط التي عززت العلاقة بين السّكان ومكان الاقتصاديّة والمحيط، وغيرت أنماط الحياة وأّفرزت نزعات انتمائية متباينة، وأدت إلى اكتساب هويات مكانيّة جديدة، مع تغيير هياكل أماكنهم التّنظيميّة التّقليديّة وشخصيتها ومشهدها العام التي اختلفت بين بلدات المنطقة.

بينما أدّى التّدهور في القطاع الزراعي إلى زعزعة الهُويّة الزراعيّة للمنطقة، إلّا أنّه بالإمكان تأهيل هذا القطاع من أجل الحفاظ على شخصيتها، علمًا أنّ البلدات تنتمي إلى اتحادات بلديات لكن معظمها ضعيف ويفتقد إلى أبسط الإمكانيات، وتنعدم ثقة السّكان بها بسبب فشل المعنيين وهدر الأموال ورداءة الخدمات، كما أنّ لدى المنطقة مقومات في هذا الاطار تؤمن قيم رمزية تعطي شعورًا بالانتماء وتعزز من الهُويّة المكانيّة مثل التّملك وأماكن سياحيّة ومقومات زراعيّة، وحبّ النّاس للمنطقة وتفاعلهم معها ومع المحيط حيث المصالح المشتركة. تشكل هذه الحقائق شخصيّة المنطقة التي تعدُّ من القوى الدّافعة المهمذة وراء الهُويّة، وأنّ تعزيز نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف والاستفادة من فرصها، ودرء مخاطرها تسمح لأفرادها بالتعرف إلى أنفسهم وتعرفهم على أماكن المختلفة، وتساهم في تماسكهم وتتيح تجديد استراتيجيات التنمية القابلة للتطبيق. كما تؤسس لقواعد الهُويّة المكانيّة، يعتز بها سكان المنطقة تتقاطع فيها العوامل الثقافيّة والاجتماعيّة والبيئة والاقتصاديّة ما يجعل الهُويّة في حالة إنجاز لمعظم رموزها وقيمها.

2.1. منهجيّة تعريفات الهُويّة وتغيراتها في الزّمان والمكان

1.2.1. تعريف الهُويّة المكانيّة وامكانية تحديدها في المنطقة: يختلف مفهوم الهُويّة بحسب الهدف المراد منه، فهي المحرك للاختلافات الثقافيّة، أو اجتماعيّة أو سياسيّة أو اقتصاديّة أو بيئيّة، وهي حقائق مبنيّة على الاختلافات في كلّ مجال من مجالات الحياة، يحدد السّكان هوياتهم وفقًا لفئات الدّين، والجنس، والأُسرة، والوظيفة، والموقف (عبد العال وآخرون، 2006؛ ديفيس، 2008) ويؤدي المكان دورًا حيويًا في تطوير الهُويّة 2005، Davenport and Anderson ويحدثها باستمرار إزاء التّطورات الاجتماعيّة والاقتصاديّة. الهُويّة المكانيّة موضوعًا مهمًا في الجغرافيا، فهي تحدد التحولات الهيكليّة والحسيّة في المجال الجغرافي، “(كالدو ، 1996 ، ص 285)، وتعبّر عـن مجموعـــة من السّمات تتكامل مع بعضها لتنتج هُويّة تعكس صـورة المكان وتجعله مميزًا ومتفردًا عن غيره من الأماكن أدوارد ريلف (1976, p. 34)، والهُويّة المكانيّة هي العلاقة التي تربط السّكان بالمكونات الرّمزيّة والمشهد الطبيعي وبالممارسات المحلّيّة، بحسب (Cheshmehzangi and Heath2013)، 2012؛Zakariya and Harun ، (Relph1996) وبالمجال الجغرافي (كالدو، 1996، ص 285) الذي يتطور وتتحول إلى مرجع جغرافي للهُويّة، تزيد أهمّيّة الهُويّة من خلال ممارسات التّعبئة الاجتماعيّة والمشاركة داخل شبكات الجهات الفاعلة على أساس مناطقي وتطورها، هذه السّمات تبني الشّعور بالانتماء وتعطي المنطقة هُويّتها المحلّيّة من أجل الاستغلال الأفضل والاستخدام الأمثل لمجالها الجغرافي، وتنمية مجتمعها وتقدمه.

وعليه، تتحدد هُويّة المنطقة وفق الرّموز الاجتماعيّة، والاقتصاديّة، والبيئيّة، والثقافيّة وتبعًا لمستوياتها المكانيّة وصورتها العامة، إذ تتفاعل جميعها مع بعضها البعض وتتأثر في ما بينها لتعطي سمات بارزة تحملها هوية المنطقة وتجعلها مميزة عن غيرها من الهُويّات المكانيّة رسم(1).

2.2.1.أهمية تعريفاتها في تنمية المنطقة: تتطلب التنمية الذّاتيّة وجود ذاتية سياسية تعبّر عن مجتمع المنطقة وخصوصيته، حيث يميل السّكان إلى الارتباط بالمكان (نوربرغ شولز، 1979). والإحساس بهُويّتة، ما يسمح بتوطيد عمليات التنمية المحلّيّة 1989).(Conti وبعمل مشترك يعطي الهُويّة (أتالاي 1999). وتظهر أهميتها في المنطقة ضمن أربع نقاط أساسيّة: 1- النّطاق المعيشي الذي يتحرك فيه السّكان بين البلدة ومكان عملهم داخل المنطقة خارجها. 2- أماكن الاستخدامات والخدمات العامة والبنى التّحتيّة والحياة اليوميّة. 3- العلاقات المكانيّة بين المنطقة والمحيط وبين البلدات وأسلوب البلديات والدولة. 4- وجود ذاكرة اجتماعيّة مشتركة ناتجة عن الحياة في نفس المنطقة، تسمح باكتساب هُويّة، تُأمَّمُ مع مرور الوقت.

وعليه، فإنّ الواقع يفرض على الجميع التّعايش في منطقة ترتكز إلى أُسس التنوّع، والاختلاف فتتحوّل الهُويّة إلى ﻓﻌـﻞ ﺣﻀﺎﺭﻱ، واقتراحها كمعيار تنظيمي وتخطيطي في تأهيل المنطقة.

3.1. منهجيّة ترابط الهويات مع بعضها

1.3.1. منهجيّة ترابط الهويات مع بعضها وسهولة ربطها بالمكان: لكل فرد مكان واحد يكون أكثر تأثيرًا في حياته وعمله وينتمي إليه (Tuan 1977، Moles & Rohmer 1999؛ Seamon & Mugerauer، 1989). كما يشترك كلّ فرد من سكان المنطقة بهُويّات عدّة، فيتأثر السّكان بالتّمثيلات الرّمزيّة المناظر الطبيعيّة والتّراث والتّاريخ والدّينيّة والطبقيّة والمهنيّة كما يمتلكون شخصية خاصة بهم، ترتبط بمظهرهم وسلوكهم وتاريخهم الشّخصي والتّجارب التي تميزهم، وتجعلهم يتفاعلون مع محيطهم وأماكنهم.

ويُعد الإحساس بوظيفة المكان حاجة نفسيّة وأساسية في بناء الهُويّة، إذ توفر كل وظيفة شعورًا بالانتماء، الذي يتطور مع اعتبار السّكان مكانهم جزءًا مهمًا من حياتهم وقادرين على تحقيق أهدافهم، علمًا أنّ جميع هويات الانتماء ترتبط ببيئة السّكان الطبيعيّة والاجتماعيّة وتراثهم، ووجهات نظرهم الشّخصيّة والجماعيّة حول حاضر ورؤى مستقبل المنطقة. كما تمثل الأماكن الذكريات الشّخصيّة والاجتماعيّة باتسي هيلي (2010, 3p. 3)، كما تتعلق هُويّة الأماكن بالحتميّة التّاريخيّة التي تتقاطع مع الأحداث التّاريخيّة، والمساحات الاجتماعيتماعيّة. رسم (1)

 

رسم (1) مكونات الهُويّة وتشابكها

اللهجة
العادات
التقاليد
الدين
نواة الهوية
العلاقات المكانيّة
الحالة الاجتماعية للمحيط
الحالة الاقتصاديّة للمحيط
النّظام السياسي والاحزاب
م.التعليمي
الحالة الاجتماعيّة
مشاركة
الواقع الوطني
الهوية المكانية و الاجتماعية مع المحيط
الهوية الذّاتيّة للسكان
المهنة والكفاءة

 

 

 

 

 

 

العمر
الحالة الثقافيّة للمحيط
الاقامة
الانتماءات
السكن

 

مكان العمل
الاقارب والأصدقاء
بلديات

واتحاداتها

الأمن

 

 

 

 

المصدر: صاحبة المقال نفسها.

2.3.1. منهجيّة ترابط الهويات مع بعضها وديناميّة تغيرها عبر الزّمان: تحدث الهُويّة على مدى مرحلة طويلة من الزّمن، من خلال الرّموز والثقافة وبعض التقاليد التّاريخيّة، تتميز بديمومتها وديناميتها (Little & Cloke 1997) ، وبمرونتها اجتماعيًا وشخصيًا (Little2002a). وتمثل المنطقة قاطرة الثقافــة كونها تَتلو حضارات تشكلت مع مرور الزّمن، وتمثل نقطة تقاطع لمتغيرات تكتسب صفة السيرورة ومؤثرات عدة تتغير بتغير الزّمان والمكان وتختلف باختلافهما، علمًا أنّ عناصر الهُويّة هي متحركة ديناميكيّة قابلة للتغيير يمكن أن تبرز أحدها أو بعضها في مرحلة معينة وبعضها الآخر في مرحلة أخرى تبعًا للضغوط الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة. وتكون الهُويّة في المنطقة إيجابيّة مع تفعيل رموزها الايجابية وسلبية مع اختفائها رسم(2)، فالمنطقة صرح تتشكل فيه التّفاعلات المستمرة بين البلدات وتتطور علاقات سكانها فيما بينها مع المحيط خاصة مدينة زحلة، يمثل هذا التّطور قضية رئيسة في ديناميّة المنطقة، ويبدو ذلك من أرباء ملامح المدينة وغيرها من ملامح التّحضر في قرى المنطقة، وترييف أحياء في المدينة واختفاء بعض رموزها، فالمنطقة دخلت الحركة الحضريّة، وباتت مكان للانتاج تتنوع فيه الاستخدامات، ويتجلى التّغيير في ملامح المنطقة وإعادة تشكيلها، بفعل عدة عوامل تكالبت عليها، وأحدثت شرخًا في البناء الثقافي والاجتماعي، ويتبدّى التّغيير في نسقين:

 

رسم (2) دينامية الهُويّة وتغيرها في الاتجاهين السلبي والايجابي بحسب الاوضاع القائمة.

المصدر ، كاتبة المقال نفسها.

 

4.1. منهجيّة الهُويّة الكشفيّة: الصورة العامة وتعدد أشكالها في المنطقة: تواجه المنطقة تحدّيًا واضحًا في تحديد الهُويّة، فهي مزيج من هُويّات متمايزة عدّة، يمكن حصرها في المنطقة وفق في أربعة أنماط وهي:

1.4.1. ريفيّة المنطقة وازدواجيّة الشّخصيّة: يغلب على المنطقة الشّخصيّة الرّيفيّة، فهي تتميز بالمناظر الطبيعيّة واتساع الفراغات العمرانيّة والتراث الاقتصادي، والثّقافي والاجتماعي والعلاقات ضمن استخدامات الأراضي، وفيها تتشكل الهُويّة الرّيفيّة من خلال المشاعر الجماعيّة (Little 2002a، Little 1997). وإلى أواصر العلاقة الاجتماعي التي تقوم على التّعاون، والتّكامل الدائم، والتّفاهم المشترك، قوّة الضبط الاجتماعي غير الرّسمي والمتمثلة في العادات والتّقاليد والأعراف، إضافة إلى استثمار المساحات الزّراعيّة فهي بحسب (Phillips 2011) و(Leyshon 2011) دلالات الأصالة والواقعيّة والطبيعيّة، وتعزيز لهُويّة البلدات وتماسكها. (روكا وروكا، 2007، ص. 436-37). كما يشكل الانفتاح فرصة لتحسين مستوياتهم الاجتماعيّة والاقتصاديّة والثقافيّة، وتعزيز الأنشطة غير الزراعيّة لتصبح أماكنهم شبيهة بمنطقة نزوحهم الحضريّة، وأصبح مكان إقامتهم القديم واحدًا من أماكنهم.

1.4.1. الحضريّة تتركز في بعض أماكن المنطقة

تنشأ المناطق الحضريّة من احتياجات السّكان، سكوت (2006). تتركز فيها الأنشطة الاقتصاديّة وتتهيكل فيها التمثيلات جميعها التي تمتلكها مدينة بعلبك أو المناطق الحضريّة في أرياف قضاء بعلبك، أصبحت الشّخصيّة الحضريّة قضية رئيسة للتنمية وفهم المكان (7Dovey, 2010, p. 5) فهي تتمتع بإفرازات الحضارة والثّقافة ومقومات التّقدم والازدهار تتسم بالتّقليديّة والمعاصرة، يستطيع المقيمون فيها التأثير على هويتها ديفيد أوزال (1996,p. 220) كما ترى أرتة هابالا (2003 p. 13,) من خلال التّفاعل المستمر بين العوامل الاجتماعيّة، والتّاريخيّة، والاقتصاديّة، والسياسيّة، والطبيعيّة ما يساعد على بلورة جوانب شخصية المنطقة الحضريّة الرئيسة وأخذ صورة مركبة تساهم في تشكيل الهُويّة الحضريّة. إنّ المناطق ذات الاستخدامات الأكثر تحضرًا داخل البلدات تكون:

أ- على طول الطرقات الرئيسة: نشأت عن ديناميكيّة ثقافيّة وسياسيّة واقتصاديّة (ديسماريس وريتشوت، 2000؛ غانيون، 2008). تضم الأماكن أكثر تحضرًا في المنطقة من حيث القيمة، وتحكم السّكان في حركتهم، تُجمّع الوظائف والمحال التّجاريّة على أنواعها.

ب- منطقة جغرافيّة مميزة: يؤكد إميل دوركهايم (1893) على الانتقال من التّضامن الميكانيكي إلى التّضامن العضوي في عمليّة التّحضر، إذ إنّ بناء لزعيم سياسي أو إنشاء طريق يعقبه بناء مساكن في مكانها، يسعى خلالها السّكان للتوسع في الأنشطة التّجارية والحرفيّة والتي بدورها تجذب أنشطة جديدة وعمرانًا جديدًا، الأمر الذي حدا إلى خلق مجال جغرافي محلي مميز عن محيطه يحمل هُويّة جغرافيّة.

2.4.1.المنطقة شبه الحضريّة : تشهد المنطقة تنوعًا اجتماعيًّا(Guilly and Noye 2004) ، بفعل الحراك السّكاني بعض الأماكن قد فقدت هويتها وتحولت للتّشابه مع هويات أخرى بفعل التّوسع الحضري رسم (3)، وتشمل:

المناطق الانتقاليّة القريبة من بعلبك: يساهم الحراك في تهيئة بيئات انتقاليّة لا بيئات حضرية بالكامل، ولا ريفية بالكامل يقيمون في المنطقة ويعملون في المدينة ويتوجهون اليها في رحلة يوميّة، أو متكررة ولديهم علاقات اجتماعيّة في كلا المكانين.

من البلدات أو المدينة باتجاة ضواحي المدينة: تتميز بتطوراتها الملموسة في المناحي الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة وكذلك التوزيع غير العادل للبنى التحتية واهتمامات البلدية. تتنوع مناظرها وأراضيها، قوية التأثير، أراضيها غير متجانسة، ولديها الكثير من الاستخدامات.

رسم (3) أشكال التوسع الحضري

 

المصدر كاتبة المقال نفسها.

5.1. التّشخيص التّشاركي والعلاقات المكانيّة: المجال الجغرافي للهُويّة المكانيّة

1.5.1. التّشخيص التّشاركي: تتداخل الهويات الاقتصاديّة ، والحضريّة والمحلّيّة رسم (4) وتتجذر في تاريخ مشترك وقوي، وتثير ردود فعل عاطفيّة قويّة وثقافيّة وسياسيّة اتجاه عدد من الصفات المشتركة التي تسهم في هُويّة. وتترسخ هُويّة قضاء بعلبك في شبكة من الانتماءات المناطقيّة المتداخلة والمتنوعة، حيث يجعل التنقل في أماكن الممارسات المحلّيّة مرجعًا جغرافيًّا آخر للهوية، فتتسع رقعة الانتماء حتى حدود المحافظة أو الوطن بحسب نوع الهُويّة (دينيّة، مهنيّة، اللهجة،…) تضيق مسـتويات الهُويّة في المنطقة، وتتسـع مـن المسـتوي الفـردي إلى المستوى المناطقي المحلـى إلى المستوى القضاء.

رسم(4) تداخل الهويات المكانيّة

المصدر، كاتبة المقال نفسها

داخل هُويّة قضاء بعلبك يوجد هويات أخرى فرعية مكانيّة ومجالية متعددة، مثل الشّارع، أو الحيّ، أو البلدة أو اتحاد البلديات، وتضم أربع سمات رئيسة وهي المادية والاجتماعيّة والحسيّة والذاكرة، يمكن من خلالها تمييزها عن الأماكن الأخرى بملامحها العامّة، وتتجلى في العادات والتّقاليد والحاجات المشتركة البعد الاجتماعي، والاقتصادي، والبيئي، والثقافي، فتؤثر في السّكان تأثيرًا واضحًا، وتكوّن انتماءهم، وتتطور مع التّعاون بين الأُسر والبلديات واتحاداتها والتي يمكن توظيفها من أجل تأهيل المجال وتنظيمه.

إضافة إلى طبيعتها التي تتمثل بالهُويّة الحضريّة أو الهُويّة الرّيفيّة وبالتالي فإنّ الهُويّة هي مزيج من الهويات المتشابكة بشكل منظم ومتكامل، وأيّ تغيير في أيّ هُويّة من الهُويّات المذكورة يؤثر سلبًا أو إيجابًا على الهُويّة الجغرافية ككل.

تعطي الملامح المحلّيّة لكلّ بلدة انطباعًا عن البلدات، كما تعطي ملامح البلدات انطباعًا عن هُويّة الاتحادات والهُويّة الاقتصاديّة لقضاء بعلبك، وبالعكس والانطباع عن الاتحادات يعطي انطباعًا عن القضاء، والانطباع عن القضاء يعكس الهُويّة الاقتصاديّة رسم (5). وذلك بسبب طبيعة القيم في المجتمع والاختلافات الثقافيّة والاجتماعيّة والمجتمعيّة المختلفة، كما تمتلك كل بلدة خصائص فرديّة تميزها عن بقيّة المناطق، لذلك نجد أن هُويّة البلدات تظهر في تفاصيل الصورة الذّهنيّة المكانيّة وفي تكوينها العام. وتشكل الهُويّة على مستوى الحيّ السكني ﻣﻌﻠﻣًﺎ ﻟﻠﻬُوﯾّﺔ ﻓﻬو ﯾرﻣز ﻟﻼﻧﺗﻣﺎء وﯾﺣﻣل ذﻛرﯾﺎت اﻟطﻔوﻟﺔ وﻣرﺟﻌًﺎ ﺗﺎرﯾﺧﯾًّﺎ لشخصيّة السّكان. يكتسي طﺎﺑﻌًﺎ مهمًّا ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗهم، ودورًا ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق التّوازن اﻟﻧّﻔﺳﻲّ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲّ، تتشاطر فيه الحياة المشتركة بين المسكن والأماكن الأخرى المحيطة، ويزداد الحرص على حمايته ونظافته عن طريق ترسيخ الإحساس بالانتماء ويقدمون صورة قويّة تُمكنهم من تطوير الهُويّة وتقوي عاطفتهم.

رسم (5) انطباعات الهُويّة وفق التغيرات المكانيّة                                                                                      

انطباع ذاتيّ عن البلدات
انطباع عن الاتّحادات

المصدر كاتبة المقال نفسها.

2.5.1. العلاقات المكانيّة: مع تطور العلاقات الاجتماعيّة، والثقافيّة، والاقتصاديّة، تتطور الهُويّة، لا سيّما وأن المقيمين يواجهون تغييرات مستمرة، من خلال علاقاتهم بالنّازحين أو المحيط، وتتغير بحســب المصالح. كما تساعد العلاقات المكانيّة والهُويّة في فهم الدّيناميات طرق المعيشة وتأثيرها في تنظيم المجال. وعندما تتغير رموزها تتغير الهُويّة، ما يدفع سكان المنطقة إلى التكيف تدريجيًّا والتخلي جزئيًّا عن الخصوصيّة الثقافيّة الخاصة بهم.رسم رقم (6).

رسم (6) تطور الهُويّة وفق العلاقات المكانيّة.

المصدر: كاتبة المقال نفسها

  1. 2. تأثير العناصر المشكلة للهُويّة في تنمية المنطقة

1.2. ماهية العناصر الرّمزيّة والابعاد المشكلة للهُويّة

1.1.2. المظاهر الرّمزيّة: الرّموز هي روح المكان وعلامة الهُويّة، وهي مهمة في القيمة والثقافة والهُويّة، ووسيلة لإضفاء الطابع الرّسمي على المكان وتؤدّي إلى فهم أفضل للحضور والتّفاعلات الاجتماعيّة في المناطق، وهي إحدى المكوّنات الأساس للمشهد فكل عنصر يمتلك معنى عاطفيًّا، أو رمزيًّا، أو وظيفيًّا، تشكل المكونات الرّمزيّة البيئيّة نواة الهُويّة، وتتغير زمانيًّا ومكانيًّا (1998،127 ،Abel) (الجادرجي، 296، 1995) رسم(7) وترتبط بتاريخ المنطقة وقيمتها المعنوية التي تجعل منها اشعاعًا ثقافيًّا ودينيًّا واقتصاديّة واجتماعيّة، تعزز الشّعور بها. كما أنّها تٌميّز مجال المنطقة عن غيره، فهي تأخذ سمات التفرد المحلّيّ: الخصوصيّة، الأصالة المحلّيّة، الأصول الماديّة والشبكات الاقتصاديّة، لصلتها بالتنمية.

رسم(7) تغير الهُويّة في الزّمان والمكان

المصدر كاتبة المقال نفسها.

على الرّغم من التغيرات الكبيرة التي تشهدها البيئة، إلّا أنّ هويتها ما زالت راسخة من خلال الرّموز التي تحملها والتي تعدّ عنصرًا مهمًّا في التنمية، وتشكل عامل جذب رئيس للأشخاص، وتدعم المنطقة في تحولها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والبيئي. كما تشير الهُويّة المكانيّة الىﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ والانتماء ﻭﺭﺿﺎ السّكان ﻋﻦ البيئة والمكان ومدى انتمائهم لها، رسم (8).

رسم (8) مكونات الهُويّة

المصدر: كاتبة المقال نفسها.

 

2.1.2. أبعاد الهُويّة في علاقات متداخلة ومتشابكة ومتوازية: يعبّر مشهد المنطقة ﻋﻥ شخصيتها، ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺩ ﻭﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ، يشكل المشهد مرتكزا من مرتكزات الجغرافيا،  (George P., 1998 (Brunet. R., 1974) ويكتسي المشهد الجغرافي أهمية كبيرة في قراءة تاريخ المنطقة، وثقافتها التي تؤثر في الهُويّة البيئيّة والتي بدورها تؤثر في المشهد العام، وتغيّر الأبعاد الرّمزيّة التي تمثل ركيزة الهُويّة المكانيّة للمنطقة رسم (9).

رسم(9) مشهد المنطقة ومكوناته المؤثرة في الهُويّة.

المصدر، كاتبة المقال نفسها.

2.2. أبعاد الهُويّة التنموية

1.2.2. المشهد البيئي وهويتها الشخصية: يعد المشهد البيئي من العناصر الأساسيّة للهُويّة المكانيّة، وتمثل الهُويّة البيئيّة العلاقة بين مظاهر المباني والمناظر الطبيعيّة، والأسر والى تمايزها عن أماكن أخرى والى كيفيّة استخدام السّكان لها بصورة فعَّالة ومتنوِّعة وكيفيّة جعلها جزءًا من ذاكرتهم، ومدى ادراكهم لبيئتهم والشّعور بها، والعواطف التي أصبحت جزءًا من علاقتهم بالمنطقة والى العلاقات التي تجمع بين سكان وسكان آخرين وبين السّكان والمحيط. ((Relph 1986، p. 44). تركز الأماكن ذات الرّمزيّة على التّفاعل مع الأماكن الطبيعيّة الذّاتيّة والرّوحيّة والروابط الشّخصيّة، تشهد المنطقة تطورًا عشوائيًّا مستمرًا في المناظر الطبيعيّة بسبب التطورات الاجتماعيّة والاقتصاديّة، تسفك رموزها وتضرب الهُويّة وتستنزف مكامن قوتها، في مشهديها الطبيعي والعمراني:

أ- تغييرات في المشهد البيئي العمراني: أدت التغيرات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والبيئيّة إلى تداخل الاستخدامات وأهم تجليات التّغيير:

– في البيئة المبنية: تساهم سماتها في تشكيل الهُويّة العمرانيّة، وتتراكب في ما بينها وتتداخل وكل مكان يحتوي مجموعة من الخصائص المنفردة وأنماطًا من العلاقات تعبر عن شخصية المكان، تسهم في بلورة الهُويّة التي تتميز برموزها عن غيرها إن كان في مشهدها العام الذي يتمدد فيه البناء عشوائيًّا فيبدو مرئيًّا لمساحات واسعة أو في نسيجها العمراني حيث الفراغات الشّاغرة.

– الهُويّة المعماريّة: تحدد معالم الهُويّة العمرانية، وتعبّر ﻋﻦ هُويّة السّكان ﻭﺛﻘﺎفتهم وتُعدُّ أحد العناصر المهمّة المحددة للهُويّة المكانيّة، كما تعبّر عنﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻭالانتماءﺀ ﻭﺭﺿﺎ السّكانﻋﻦ صوغها لبيئتهم، وتفاعلهم في ﺇﻃﺎﺭ يحدد ﺧﻠﻔﻴﺎتهم ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴّﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ والاقتصاديّة وﺍﻟﻔﻜﺮﻳّﺔ.

ب – المناظر الطبيعيّة: تتغير مع تغيير استخدامات الأراضي ونمط التّحضر، يعطي المشهد طابعًا عن المناظر الطبيعيّة عن الغابات الحرجيّة وينابيع المياه والدارات التي تتمايز عن الأماكن الأخرى.

  • الرّموز الماديّة: تعبّر المناظر الطبيعيّة عن هويتهم الشّخصيّة، وتسمح لهم بتخصيص البيئة التي تناسب احتياجاتهم الوظيفيّة حيث يتغنون بالأماكن الجميلة التي تمثلهم، ويصرحون بفخر بأنهم منها، وأهم الرّموز:

+ المناظر الطبيعيّة لدى المناظر الطبيعيّة الأكثر تأثيرًا رموزًا تحشد العواطف والمشاعر الوجوديّة ومشاعر الانتماء والحنين إلى الماضي، لها الصفات الشّكليّة والجماليّة والرّمزيّة للمكان” (Bonesio 2001)، تشمل في المنطقة الأماكن الآتية: المناطق الحرجيّة، الرّعويّة، الزّراعيّة، المحميات الطبيعيّة، البرك، الينابيع، الدّارات، الجبال.

+ المناظر المبنيّة: يعطي شكلها وحجمها والمسافات بينها صورة تنطبع في الذاكرة.

  • البيئة العمرانيّة: تنظيم ﻋﻼﻗـﺔ المباني ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﻏﺎﺕ، ومن خلال شخصيتهم وعاداتهم، ومعتقداتهم حيث تساهم العادات والتّقاليد في تحقيق التجانس العمراني وفي استخدام عناصر لها دلالات رمزيّة ماديّة ومعنويّة شملت:
  • الفراغات العمرانيّة الدّاخليّة المشغولة بالمساحات الخضراء: استخدام الزراعات المنزليّة، فتحات المنزل والاحواش.
  • المشهد العمراني العام الريفي: تغيير الشكل الحضري، تفتت النّسيج، الاستخدامات، كثافة المشهد ، البقع الحضريّة.

البيئة المعماريّة

  • المشهد المعماري العام تقليدي ومتشابه وذاكرة معمارية تراثية في النويات.
  • استمرارية العمارة المعاصرة مع العمارة القديمة.
  • عمارة حديثة ومميزة ملفتة وسط المباني التقليدية والمتشابهة.
  • الرّموز المعنوية: تكمن الرّمزيّة المعنوية في مدى الإدراك الذي يكوّن صورة ذهنيّة واضحة عن البيئة العمرانيّة ويرتبط بمدى رضاهم عنها وحسن علاقتهم بها، فهي (Cadiou وLuginbühl، 1995: 19) و(Guindani وBassand، 1982: 19) تعزز الاعتراف بين أفراد المجتمع وتوطد انتمائهم واستمراريتهم وتعزز الروابط بين الجهات الفاعلة:
  • الشّعور والانتماء نحو التراث المعماري.
  • الحفاظ على العمارة القديمة وترسيخ الذاكرة.
  • الراحة النّفسيّة داخل مساحاتها الخضراء.

2.2.2. الشّخصيّة المجتمعيّة في المنطقة هي من عناصر الهُويّة المكانيّة المهمّة على الرّغم من التغييرات التي تشهدها

1.2.2.2. تغلب العشائريّة على مجتمع المنطقة: كما يقوم مجتمع المنطقة على العلاقات القرابية والعشائرية التي تعدُّ عنصرًا قارًّا تتغير قوتها بحسب قوة الدولة، وعلى الرّغم من تراجع العلاقات الاجتماعيّة بين السّكان إلّا أنّها ما زالت حاضرة من خلال التّماهي بمجتمعهم واكتساب قيمتة، وما يمثلونه من رموز، ويشكلون ذاكرة اجتماعيّة وينتمون إلى مجمع ديناميكي بهُويّة تعددية، يعد البعد المجتمعي للهُويّة المكانيّة وسيلة ناجعة نحو تمكين المنطقة من تنمية حضاريّة، تجعلهم أكثر تنافسًـا من خلال الإحساس بالمكان والتّميز في الهُويّة التي تساهم في إنجاح التنميـة وتعبئة السّكان، وتجعل من المنطقة مرجعًا جغرافيًّا للهُويّة المجتمعيّة، من خلال الإحساس بالانتماء إليها، ويتفاعلون من خلال:

– العلاقات المكانيّة: تبني أسر المنطقة مجموعة من العلاقات مع فضائها خاصة العلاقات المثاليّة والرّمزيّة، ما يعزز انتماءهم علمًا أنّها في تواصل يضمن التّعاون والتآزر، بينما تقل الثقة بالمعنيين، وانحصر التّفاعل بين المنطقة والجوار.

– النّازحون: من خلال الدّمج أو التّكيف مع الثقافة الجديدة، أو تذويب بعض العناصر الثقافيّة للمنطقة، ويؤسسون لهُويّـة جديـدة، بعضهم يشعرون بالتهميش وبعضهم الآخر يعتزون بهُويّتهم فتتأرجح الهُويّة بين تطويرها وضياعها.

– المسكن: ويعدُّ من عوامل تحديد الهُويّة المهمّة، يرتبط بمدى الممارسات وتشاركها، ومساهمتها في تماسك مجتمع المنطقة.

2.2.2.2. الرّموز المجتمعيّة: على الرّغم من دينامية الهُويّة وعدم ثباتها، وتغيّر المكونات الاجتماعيّة والذّاتيّة المتداخلة والمتفاعلة مع التاريخ والعقيدة، والتّراث والواقع الاجتماعي، فالهُويّة الاجتماعيّة في المنطقة تكون واضحة وتتركب من رموز مادية ومعنوية تقولب الشّخصيّة، وأهمها:

  • الرّموز الماديّة:

– مكان المرسى، تتعدد الهُويّة مع تعدد الأماكن، فتسمح ممارساتهم لنفس المكان، وبشكل متكرر إلى بناء روابط اجتماعيّة، وتتشكل معها الهُويّة على المدى الطويل.

  • تعدد المسكن: تبني الاقتصاديّة مع الوقت الشّعور بالانتماء.
  • المسكن القديم الذي يمثل عتبة الخير وذكريات الطفولة.
  • تعدد أماكن الانتماء: مكان العمل، الترفيه، التّسوق، مكان مألوف وغيره.

– الموقع يساهم في إبراز هويتها، يعطي مضمونًا لشخصية منفتحة قادرة على الارتباط والحوار، والاتصال مع محيط يتميز بالدّيناميّة والانتماءات المتعددة:

  • الموقع الطرفي للمنطقة: عزز علاقة السّكان القديمة والحاليّة مع سوريا في ظل إهمال الدّولة المقصود لها.
  • تتداخل عناصر الولاءات المحلّيّة بالولاءات للوطن.
  • الرّموز المعنوية:

– الانتماء: يشعرون فيه بالراحة ، ويُحدّد من خلال الشّعور بالانتماء اليه، (الجغرافي ريف)، بدءًا من المنزل الذي يقدم شعورًا بالأمان والملجأ إلى مكان الاقتصاديّة ومن ثَمَّ الإخلاص والولاء للمكان المعايير المهمّة التي تعبر عن الانتماء إلى المكان:

  • التعلق بالمكان: الفخر، الحنين، ينطوي على الارتباطات العاطفيّة بالأماكن، وتحدد الهُويّة وتؤسس لشخصيتها.
  • المعرفة القويّة بالمكان: يهدف إلى إضفاء طابع رسمي منظم على هُويّة.
  • الرضا عن الخدمات المكان وعن المجتمع: عدم الرضا عنها يجعلهم يشعرون أنّهم سكان من الدرجة الثانية ويتراجع ولاؤهم للدولة، تهدف هذ النقطة إلى تبيان مشكلاتها وأهمية معالجتها على الصعد جميعها.
  • الصّيت الزائع السيّئ: سمعة المنطقة السيّىء التي يعطيها شخصية التّخلف والخارجة عن القانون، تهدف هذه النقطة إلى تبيان الصورة الحقيقيّة للمنطقة التي تبعث على الطمأنينة، وتُكوّن صورة ذهنية تعزز من هُويّة المنطقة وتجذب الثقة والاستثمار.
  • الفخر أو الحنين الكبيرين بالمنطقة.
  • تماسك المجتمع: صوغها لمبادىء تلزم أفراد المنطقة بها والتي تشهد تحولًا كبيرًا وتغيّرًا على مستوى الأسر والبلدات وتكون:

سلبيّة: أحكام عرفيّة مثل الثأر، الدّية، جرائم الشرف، أو إيجابيّة: مثل التّمسك بالأرض أو المشاركة المجتمعية بين الأسر.

– الهُويّة الذّاتيّة: يشكل رسم حدود مميزة للمنطقة وعلاقتها بالمحيط تصورًا عن ذاتها، كما أنّ انزياحاتها عن موروثات الماضي يجعل السّكان أكثر حرية على المستويين الجغرافي والمجتمعي، وباتت عوامل أخرى مثل المهنة تؤدي دورًا أكبر في تصور السّكان.

– ضعف المشاركة المجتمعيّة: مما يجعل الانتماء مبتورًا.

  • ضعف المشاركة مع المعنيين، وسط التوريث السياسي والمحاصصة والاستئثار بالقرارات وبالخدمات، تهدف هذه النقطة إلى تعزيز المشاركة في ظل التوزيع العادل للخدمات.
  • ضعف الثقة بالسلطات المعنية وأي خطة مقترحة للإنماء، ما يؤدي إلى عزلة اقتصاديّة وخدماتيّة ونزاعات، تهدف هذه النقطة إلى بناء الثقة لما للسلطات من نفوذ في ظل وقف الهدر والمحاسبة.
  • الفقر القديم وضعف المساهمات المحلّيّة والدولة.

– تفاعل البلدات مع بعضها ومع المحيط: حيث تتعلق الهُويّة بعمليات ديناميكيّة ومجتمعيّة وحركة اجتماعيّة.

  • سهولة الوصول والقرب المكاني يسهّل التّواصل.
  • الثقة بخدمات منطقة الجوار وبمجتمعاتها، تمنح الرضا وتزيد التمسك تسهم في تحقيق التجانس الاجتماعيتماعي، وتحسن المزاج العام، وتحدّ من التوتر والقلق وتُغلّب المصالح العامة على الخاصة
  • تأمين الحاجات الثقافيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة يعزز التفّاعل ويحقق الانتماء.

3.2.2. الهُويّة الثقافيّة الرّاسخة على الرّغم من التّغييرات

1.3.2.2. المظهر الثقافي والإنتماء: تعكس الثقافة الإنتماء للعديد من الهُويّات المتداخلة ويقوم الإنتماء إلى المكان نفسه على المشاركة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، ويعمل على تعبئة المواطنة وعلى تمكين التنمية (أنمار، 2001؛ روكا، 2004). تزخر المنطقة بثقافات متعددة ، كانت معبرًا للعديد من التيارات الفكرية والثقافيّة، عبر مئات السنين، وعلى الرّغم من التّمسك بعاداتها، إلّا أنّها تشهد تغييرات كبيرة في ثقافتها عبر إدخال ثقافات جديدة، واستعارة سمات ثقافيّة من المدينة أو الوافدين منها وإليها، ما أدى إلى تشابه الكبير بين البلدات وضواحي المدينة، وأكسبتهم عناصـر ثقافيّة ومهارات للتفاعل مع بعضهم.

2.3.2.2. الرّموز الثقافيّة المهمّة: تساهم الثقافة في تطور الهُويّة المكانيّة وتقدم للسكان اختياراتهم في الانتماء، وتُوضح الاختلاف الموجود بينهم وعلاقتهم مع مختلف الثقافات، ترتب عنها صفات ورموزًا ميزتهم عن غيرهم وأهمها:

  • الرّموز الماديّة:

– الفنون الحرفيّة التّقليديّة (مثل الموزاييك صناعة الاواني الخ…) مهرجانات بعلبك الدّوليّة.

– أماكن ذات بعد زمني مثل المقابر، الجوامع، الساحات العامة.

– الادباء المفكرون المجلات العلمية المكتبات السابقون والحاليون.

  • الرّموز المعنويّة

– الثقافة الشّعبيّة: الثقافة الشّعبية هي العنصر الأكثر أهمّيّة في تكوين الهُويّة المجتمعيّة.

في العادات والتّقاليد: سلوكيات متكررة تشبه حاجات السّكان، وتكرس نفسها ليثبت السّكان هويتهم، تتعرض العادات للتغيير بشكل كبير، فتتغير ببطء شديد، مثل اللهجة، الممارسات، الطقوس، الأعياد، الخ…

– التّجذر وتاريخ المكان: تساهم في بناء الشّعور الذي يمنحهم باستمراريته وتترسخ معه الذاكرة، يعيشون حالتين من التوسع الثقافي:

– الانتشـار الثقافي والتكنولوجيا حيث تنتشر السمات الثقافيّة، وتُحدث تغييرات والتي تنتقل من جيل إلى جيل و من منطقة إلى أخرى.

– المتناقضات الثّقافيّة التي يصعب اخفاؤها على الرّغم من التّغييرات التي طرأت عليها والتي يمكن من خلالها تحديد المنطقة، أو تحديد السّكان حسب المنطقة من خلالها، تسعى البلدات للحفاظ عليها وتقويتها، لأنّها الضامن لترابط السّكان، مثل العادات والأعراف.

4.2.2. أماكن سياحية ترسخ هُويّة المنطقة

1.4.2.2. تعد من الأماكن المهمّة التي يُرغب بالانتماء إليها: تشارك المواقع السياحيّة في إنتاج علامات مكانية وإنتاج هوية تتميز بالترفيه، ويستند بناء الهُويّة السياحيّة على تعبئة التراث الطبيعي والثقافي والأيديولوجي (القصص والقيم) الخاصة بالمنطقة (2006، ص 14 (Lageiste (Lageiste ص223، 2011) تؤدي الجهات الفاعلة دورًا رئيسًا في تطويرها، وهي قادرة على جعل هذه الموارد رافعة للتنمية وتمنح محفزًا لمساهمة الأفراد في تطويرها وحمايتها. ويُفسَّر تطور السياحة بالرّموز المحلّيّة المتجذرة، فهي تؤثر في بناء هويتهم، أضف إلى ارتباط السّكان بها، يستفيدون منها ويسعون إلى تجديد رغبتهم في الانتماء إليها (ديباربيو، 2012) وعلى الرّغم من تغيير رموزها، يسعى السّكان إلى الحفاظ عليها وأهمها:

2.4.2.2 أهم الرّموز السياحيّة

  • الرّموز المادية:
  • المواقع السياحيّة الأثرية: في بعلبك والأماكن الدّينيّة: الكنائس والأديرة والمقامات والمساجد الأثريّة.
  • المواقع الطبيعيّة في برك اليمونة والدارات الطبيعيّة على طول الحدود الغربية للمنطقة، المحميات الطبيعيّة في اليمونة وبوداي، ودير الأحمر، أنشطة ترفيهية مثل الرافتينغ. فهي تقدم للزائر حصة من الأصالة، هي بعيدة عن المناطق الحضريّة الكبيرة، تتميز بهُويّة بيئية قوية، تحافظ على تراثهم المادي، العام أو الخاص وتعد شرطًا لإعادة اكتشاف هُويّتهم وفرصة للتنمية.
  • الرّموز المعنوية:
  • مدى التأثر بها، مدى معرفتها، مدى الشّعور بالانتماء إليها الأحب، والأقرب عاطفيًّا.
  • عدّها معلمًا سياحيًّا، ولديها رموز سياحيّة محلّيّة ووطنيّة وإقليميّة وعالميّة تكرس هُويّة المنطقة.

5.2.2. المنفعة الاقتصاديّة والهُويّة الاقتصاديّة      

1.5.2.2 تمنح الجوانب النفعيّة والوظيفيّة شعورًا بالإنتماء: تعد المنطقة مكانًا للنشاط الاقتصادي ومكانًا للإنتماء والهُويّة الثقافيّة التي تعد أداة للتنمية الذّاتيّة، لكن هُويّتها الاقتصاديّة تتغير مع تغيّر نمط الزراعة، كما أن بعض الأنشطة ليس لها جذور في ماضي المنطقة، وقد أصبح تعدّد المهن شائعًا، يُبتعَد من الأنشطة الإنتاجيّة ويُتوجه نحو الأنشطة الخدميّة سريعة العائد ومضمونة التّسويق، وتتراجع على أثرها العلاقة الاجتماعيّة والمكانيّة والثقافيّة، فتشكل الهُويّة الاجتماعيّة- الاقتصاديّة كلًّا متكاملًا، يتعلق قوّة اعتماد السّكان على المكان وفاقًا لـSmaldone (2005)، بالجوانب الوظيفيّة والنفعية للمكان التي تعدُّ أساسيّة للتنمية، ويعطي التطور للأماكن بعدًا رمزيًّا، حيث إن ّالنشاط الاقتصادي يصوغ مساحات المجال الجغرافي ويجعل مكانها أرض انتماء، وتمنح السّكان شعورًا بالانتماء، وكلّما كانت هُويّة بعلبك للسكان أقوى، زاد ميلهم إلى التعبئة للقيام بأنشطة والمساهمة في تحسين نوعية الحياة في المنطقة فتتعزّز الهُويّة الاقتصاديّة بتعبئة السّكان وتفعيل الهُويّات الأخرى ذات الصلة.

– تطبيق الهُويّة الاقتصاديّة لنظرية هانكينسون، (2004) في المنطقة التي تتكون رموزها الاقتصاديّة من 3 أنواع من العلاقات: العلاقات مع السلطات المحلّيّة، والعلاقات مع الاقتصاديّة المجاورة، والعلاقات بين مستخدمي الأراضي، أضفنا إليها:

– العلاقة مع البنية التحتيّة: وبناء المنشآت التي تفتقد المنطقة إلى الكثير منها.

– العلاقة مع العلامة التجاريّة: العمل على تغيير سمعة سيئة حيث يشار اليها أنّها ملغومة بالمخدرات.

– العلاقة مع الاستهلاك: تفعيل القدرة الشّرائيّة التي تعاني من الضعف.

2.5.2.2 الرّموز الاقتصاديّة: لتحديد الهُويّة الاقتصاديّة وبلورة مساراتها، اعتمدنا الرّموز التي يتميز بها اقتصاد المنطقة، والهدف منها تعزيز دور المؤسسات وتحديثها باستمرار، والخروج من الحلقة المفرغة التي شكلت عبئًا على عملية التنمية، والعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتعريف المنطقة من خلال الأنشطة الاقتصاديّة والتّخلص من التبعيّة التي ثبطت اقتصاد المنطقة، وعمقت حدة التماسك الاجتماعي.

أ – الرّموز المادية

  • في الزراعة
  • الزراعات العضوية، الزراعة المحافظة، زراعات ذات جودة، التّعاونيات الزّراعيّة والهدف جذب المشترين ووقف تراجعها وتعزيزها الزراعات الحديثة وتوفر المياه والهدف جذب المستثمرين، وإنشاء معامل غذائيّة.
  • زراعة الحشيش: والهدف منها تغيير الصّيت الذّائع السيىء عن المنطقة، ووضع خطة استراتيجية لزراعتها.
  • الصناعات الغذائية ذات الصيت الحسن خاصة مصانع الألبان والأجبان في بعلبك، والهدف جذب المشترين وربط الزراعة بالصناعة.
  • الرّموز المعنوية:
  • العلامة التجارية للمنتجات لما لها من منفعة اقتصاديّة من خلال تعزيز القطاعات الانتاجيّة وتعريف المنطقة من خلالها.
  • قوة استهلاك منتجات المنطقة للحؤول دون التبعيّة الاقتصاديّة ومنع تحويل الارتباط الاقتصادي والمحلي نحو الجوار.
  • التواصل: من أجل فك العزلة وتعزيز التعاون من خلال تفعيل دينامية التنمية والانتاج الذاتي والتكامل الاقتصادي مع الجوار.
  • التنسيق الممكن والانسجام بين الهُويّة والسياسة الاقتصاديّة مع إمكانية تعزيز المعرفة والمؤهلات.

خلاصة عامة

تتكون بنية هُويّة المنطقة من شقين: بناء شعور بالانتماء إليها والتّمييز بينها وبين المناطق الأخرى. وهي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتنمية المستدامة، ويمكن تفعيل الانتماء من خلال المشاركة ورفع جاذبيتها من خلال تميزها اثر تنمية القطاعات التنموية. يجب على المعنيين فهم الهُويّة المحلّيّة وأن يأخذ في الحسبان تأثيراتها المتعددة، في كلّ مرحلة من مراحل تنفيذ المشاريع، من أجل الاستجابة بطريقة عمليّة وملموسة لطلب السّكان، ثم تطوير أداة تحليل ومساعدتهم وقد طُوّرت المنهجيّة المقدمة في هذا المقال لنفس الهدف المنوط يسمح اعتماد الرّموز بفهم عميق للهُويّة والتي تشكل عنصرًا أساسيًّا في تعزيز التنمية، من خلال رفع الرّموز الإيجابيّة ومعالجة السّلبيّة منها.

المراجع الأجنبيّة

1-Caldo, Identities, Cultures, Spaces: Dialogue and Change 1996, p. 2851.

-2Cadiou et Luginbühl ، Le paysage comme lieu d’expression de l’identité rurale, 1995. P19.

-3Cheshmehzangi and Heath, Urban Identity as a Global Phenomenon, 2013, pages 307- 317.

-4David Seamon & Jacob Sowers,2008, Place and Placelessness, Edward Relph, London, pp.43-51.

5-“Guilly et Noye, French-Style” Parity and Diversity – Portail HAL Sciences. 2004, p11.

-6Lageiste , Identité touristique des stations de sports d’hiver , 2011, p 223.

-7RAMBAUD, P. “Aménagement du territoire et espace identitaires Espaces et culture” 1983, p171-174.

-8RAMBAUD, P. “Espaces et identités”. Espaces et culture, Pellegrino” P. éd, 1983 pages 26-24.

-9Relph , Construire l’identité par la pratique des lieux, 2012, p15.

-10Relph ,Les questions d’identité en géographie culturelle, 1999, p31.

-11Relph , Edward Le developpement des notions de culture et d’identite, 1996, p20.

-12Roca. Affirmation of territorial identity: a development policy issue. Land Use Policy, 2007, p 434–442.

-13Seamon, David, A Way of Seeing People and Place: Phenomenology in Environment , 2000., p150.

-14Staszak “Les singulières  eference  géographiques de Gauguin”, Annales de Géographie, 2004,p. 363-384.

15-POCHE, Bernard. “Les région~ comme espace de eference identitaire”, 1982, pages 3-12.

-16Zakariya and Harun, The Notion of Place, Place Meaning and Identity in Urban, 2012,p9.

المراجع العربيّة

17- عبد العال، قياس الهُويّة دليل للمتخصصين في العلوم الاجتماعيّة، أبو ظبي مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجيّة، 2012، ص 450 – 585.

18- الجادرجي، أثر التحوالت الشكلية في بنية الهُويّة المعمارية مدينة دهوك حالة. 1995، ص. 77 – 88.

 

 

 

1- دكتوراه من الجامعة اللبنانيّة الآداب والعلوم الإنسانيّة قسم جغرافيا، وباحثة في المواضيع التنمويّة.

Docteur de l’Université Libanaise des Arts et des Sciences Humaines, Département de Géographie et chercheur en thématiques de développement issue .Email: Rag.hida@hotmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website