عنوان البحث: الإلحاد من منظور الإعلام: أدوات التّأثير والخداع
اسم الكاتب: محمّد عليّ عزّالدين
تاريخ النشر: 20/12/2024
اسم المجلة: مجلة أوراق ثقافية
عدد المجلة: 34
تحميل البحث بصيغة PDFالإلحاد من منظور الإعلام: أدوات التّأثير والخداع
Atheism from the Media Perspective: Tools of Influence and Deception
محمّد عليّ عزّالدين([1])Mohamed Ali Ezzeddine
تاريخ الإرسال: 17-9- 2024 تاريخ القبول: 29-9-2024
المخلص
تهدف هذه الدّراسة إلى تحليل التّأثير العميق للإعلام الغربي الموجه على الهُويّة الدّينيّة والقيم الاجتماعيّة لدى الشّباب اللبناني، مسلطة الضوء على دوره في نشر الفكر العلماني وترويج الإلحاد بشكل ممنهج. في عصر العولمة الثقافيّة والتّواصل الرقمي المتسارع، أصبحت وسائل الإعلام الغربيّة أداة فعالة لتشويه المعتقدات الدّينيّة وزرع الشّكوك حول القيم المجتمعيّة الراسخة، ما يعزّز النزعة الفردية ويضعف الروابط الاجتماعيّة والدّينيّة. استندت الدّراسة إلى منهجيّة وصفيّة تحليليّة متكاملة شملت استبيانات مع عينات من الشّباب اللبناني ومقابلات، بالإضافة إلى خبراء في مجالات الإعلام، الدّين، والصّحة النّفسيّة. أظهرت النتائج أن الإعلام الغربي لا يكتفي بتقديم المحتوى العلماني فحسب، بل يسعى بشكل منهجي إلى تآكل الهُويّة الدّينيّة للشباب، ما يؤدي إلى زيادة الانحراف عن القيم التّقليديّة وتراجع الالتزام بالمعتقدات الدّينيّة. بناءً على هذه النتائج، تقدم الدّراسة توصيات عملية لتّعزيز الإعلام الدّينيّ المحلي، مع التّركيز على تطوير خطاب إعلامي عصري وجذاب يستخدم التكنولوجيا الحديثة لمنافسة التّأثيرات السلبيّة للإعلام الغربي. كما تدعو الدّراسة إلى إدراج التربية الإعلاميّة في المناهج التّعليميّة لتمكين الشّباب من مواجهة هذه التّحديات. تمثل هذه الدّراسة إضافة نوعيّة للنقاش الأكاديمي حول العلاقة بين الإعلام والهُويّة الدّينيّة، وتطرح حلولًا مبتكرة لمواجهة التّأثيرات الإعلاميّة المدمرة على الأجيال الصاعدة.
الكلمات المفتاحية: الإلحاد – الإعلام الموجه – الهُويّة الدّينيّة – الشّباب اللبناني – العلمانيّة – القيم الاجتماعيّة – التربية الإعلاميّة.
Abstract
This study aims to analyze the profound impact of Western media on the religious identity and social values of Lebanese youth, highlighting its role in spreading secular thought and promoting atheism systematically. In the era of cultural globalization and accelerating digital communication, Western media has become an effective tool for distorting religious beliefs and sowing doubts about established societal values, which reinforces individualism and weakens social and religious ties. The study was based on an integrated descriptive analytical methodology that included questionnaires and interviews with samples of Lebanese youth, in addition to experts in the fields of media, religion, and mental health. The results showed that Western media does not only provide secular content, but also systematically seeks to erode the religious identity of youth, leading to increased deviation from traditional values and a decline in commitment to religious beliefs. Based on these findings، the study provides practical recommendations to enhance local religious media, with a focus on developing a modern and attractive media discourse that uses modern technology to compete with the negative influences of Western media. The study also calls for the inclusion of media education in educational curricula to enable youth to confront these challenges. This study represents a qualitative addition to the academic debate on the relationship between media and religious identity, and proposes innovative solutions to confront the destructive media influences on rising generations.
Keywords: Atheism – Directed Media – Religious Identity – Lebanese Youth – Secularism – Social Values - Media Education
المقدمة
في ظل العولمة الثقافية وتزايد تأثير وسائل الإعلام الغربيّة على المجتمعات المختلفة، أصبحت الهُويّة الدّينيّة والثقافيّة للشّباب موضع تحدٍ كبير، خاصة في المجتمعات المتعددة الطوائف مثل المجتمع اللبناني. فوسائل الإعلام الغربيّة لا تعمل فقط كمنصات ترفيهيّة أو إخباريّة، بل تحولت إلى أدوات قويّة لتشكيل الرّأي العام والتّأثير على المعتقدات والقيم، ما يدفع الأفراد، وخاصة الشّباب، نحو تبني أنماط حياة وأفكار قد تتعارض مع القيم والتقاليد الدّينيّة التي نشأوا عليها، يتمثل هذا التّأثير بشكل خاص في المجتمعات التي تعاني من ضعف الإعلام الدّينيّ المحليّ أو نقص في التّوعية الدّينيّة المتجددة التي تتماشى مع احتياجات الشّباب ومتطلباتهم الفكرية. في هذا السياق، يكتسب هذا البحث أهميته من كونه يسلط الضوء على واحدة من أخطر التّحديات التي تواجه الهُويّة الدّينيّة للشباب اللبناني، فيتعرض هؤلاء الشّباب لضغوط إعلامية غربية تروج لأفكار العلمانيّة والإلحاد وتشكك في القيم الدّينيّة التّقليديّة.
يهدف هذا البحث إلى استكشاف مدى تأثير الإعلام الغربي على الهُويّة الدّينيّة للشّباب اللبناني، وتحليل الطّرق التي تُنشر بها هذه الأفكار وتبنيها من الشّباب. كما يسعى البحث إلى تقديم استراتيجيّات فعالة لمواجهة هذا التّأثير، من خلال تطوير إعلام ديني محلي قادر على المنافسة، وتعزيز دور المؤسسات التّعليميّة والدّينيّة في واستثمار الحيثية المشرقة من التكنولوجيا، وتقديم بدائل فكرية تلبي احتياجات الشّباب وتحمي هويتهم من التآكل.
بناءً على ما تقدم، فإنّ هذا البحث لا يقتصر فقط على تحليل المشكلة وبيان أدواتها المخفيّة، بل يسعى أيضًا إلى تقديم حلول عمليّة وتوصيات مستقبليّة يمكن أن تكون قاعدة لاستراتيجيّات أوسع لمواجهة التّأثيرات السّلبيّة للإعلام الغربي على الهُويّة الدّينيّة، والثّقافيّة في المجتمعات العربيّة والإسلاميّة.
أهمية البحث
– فهم تأثير الإعلام الغربي على الهُويّة الدّينيّة: يساهم البحث في تقديم فهم أعمق لكيفيّة تأثير الإعلام الغربي على تآكل الهُويّة الدّينيّة للشّباب اللبناني، ما يساعد على تطوير استراتيجيّات للحفاظ على هذه الهُويّة في مواجهة التّحديات الثقافيّة العالميّة.
-كشف دور الإعلام في تعزيز العلمنة والإلحاد: يسعى البحث إلى تسليط الضوء على الطرق التي يستخدمها الإعلام الغربي لنشر العلمنة والإلحاد بين الشّباب، ما يوفر أساسًا نظريًّا لدراسة كيفيّة مقاومة هذه التّأثيرات.
– تحفيز تطوير إعلام ديني محلي قوي: يبرز البحث أهمية تعزيز الإعلام الدّينيّ المحلي كأداة فعالة لمواجهة الإعلام الغربي الموجه، ما يساهم في الحفاظ على القيم الدّينيّة والثقافيّة في المجتمعات الإسلاميّة.
– إثراء النّقاش الأكاديمي حول الإعلام والدّين: يقدم البحث إضافة مهمّة للأدبيّات الأكاديميّة المتعلقة بدور الإعلام في تشكيل الهويات الدّينيّة والثقافيّة، ما يعزز الفهم النظري للعلاقة بين الإعلام والدين في سياقات متعددة الثقافات.
– تعزيز دور المؤسسات التّعليميّة والدّينيّة: يشجع البحث المؤسسات التّعليميّة والدّينيّة على تبني استراتيجيات جديدة لمواجهة التّأثيرات الإعلاميّة السلبيّة، ما يساهم في بناء جيل واعٍ قادر على الحفاظ على هويته الدّينيّة والثّقافيّة.
أهداف البحث: تحليل تأثير الإعلام الغربي على معتقدات الشّباب الدّينيّة:
يهدف البحث إلى دراسة كيفيّة تأثير الإعلام الغربي على تغيير أو تآكل معتقدات الشّباب اللبناني الدّينيّة.
– استكشاف تأثير الإعلام على النزعة الفردية والقيم الاجتماعيّة: يسعى البحث إلى تحليل دور الإعلام الغربي في تعزيز النزعة الفرديّة بين الشّباب، وتراجع القيم الاجتماعيّة التّقليديّة مثل التّضامن والتّكافل.
– تقييم فعالية الإعلام الدّينيّ المحلي: يهدف البحث إلى تقييم مدى قدرة الإعلام الدّينيّ المحلي على مواجهة التّحديات التي يفرضها الإعلام الغربي، وتقديم توصيات لتحسين فعاليته.
– وضع استراتيجيات لتعزيز المناعة الإعلاميّة لدى الشّباب: يسعى البحث إلى تطوير استراتيجيات عملية لرفع وعي الشّباب بمخاطر الإعلام الموجه، وتعزيز قدرتهم على التعامل النقدي مع المحتوى الإعلامي.
– تقديم توصيات للمؤسسات التعليمية والدّينيّة: يهدف البحث إلى تقديم توصيات عمليّة للمؤسسات التّعليميّة والدّينيّة حول كيفية تحسين أدائها في تعزيز الهُويّة الدّينيّة، والثقافية للشّباب في ظل التحديات الإعلاميّة الحديثة.
المصطلحات والتّعريفات
الإلحاد: هو عدم الاعتقاد بوجود إله أو آلهة. يشير الإلحاد إلى رفض الأفكار الدّينيّة، والمعتقدات التي تقوم على وجود قوة إلهيّة أو روحيّة تتدخل في شؤون الكون والحياة الإنسانيّة.
في سياق البحث: يُدرس الإلحاد كظاهرة متزايدة بين الشّباب اللبناني نتيجة لتأثير الإعلام الغربي الموجه.
الإعلام الموجه: يشير إلى وسائل الإعلام التي تُستخدم بشكل استراتيجي للتأثير على الرأي العام وتوجيهه نحو تبني أفكار أو معتقدات معيّنة. يمكن أن يكون هذا الإعلام مدعومًا من جهات حكوميّة، منظمات دوليّة، أو مصالح تجاريّة تهدف إلى تشكيل ثقافة أو معتقدات المجتمع.
الهُويّة الدّينيّة: تشير إلى مدى ارتباط الفرد بمعتقداته الدّينيّة، والقيم التي تُشكل جزءًا من شخصيته وحياته اليوميّة. الهُويّة الدّينيّة تشمل المعتقدات، الشّعائر، والتّقاليد التي يتمسك بها الفرد بوصفها جزءًا من هويته الشّخصيّة والاجتماعيّة.
القيم الاجتماعيّة: هي المبادئ والمعايير التي توجه سلوك الأفراد في المجتمع. تشمل القيم الاجتماعيّة التّضامن، التّكافل، العدالة، والاحترام المتبادل، وهي تشكل أساس العلاقات الاجتماعيّة المستدامة.
الصّحة النّفسيّة: تشير إلى حالة من العافية النّفسيّة التي يتمتع بها الفرد والتي تمكّنه من التّعامل مع ضغوط الحياة اليوميّة، العمل بفعاليّة، وتحقيق إمكانياته الشّخصيّة. تشمل الصّحة النّفسيّة الجوانب العاطفيّة، السّلوكيّة، والاجتماعيّة التي تؤثر على كيفيّة تفكير الشّخص وشعوره وتصرفاته.
العلمنة: هي عملية تتراجع فيها أهمية الدّين في الحياة العامة للمجتمع، ويحل محلها الفكر العلماني الذي يفصل بين الدين والدولة، ويركز على القيم العلمانيّة مثل الحرية الفرديّة والعقلانيّة.
الإشكاليّة الأساسيّة: تكمن الإشكاليّة الأساسيّة في تأثير الإعلام الموجه على الهُويّة الدّينيّة والثّقافيّة للشباب في المجتمع اللبناني، وكيف يؤدي هذا التّأثير إلى تعزيز الإلحاد وتراجع الالتزام بالقيم الدّينيّة والاجتماعيّة. تتطلب هذه الإشكاليّة تحليلًا عميقًا لتحديد مدى تأثير الإعلام الغربي في نشر الأفكار العلمانيّة والإلحاديّة، وكيف يمكن مواجهة هذا التحدي من خلال استراتيجيات إعلامية وتعليمية فعالة.
الإشكاليّات الفرعيّة.
– إشكاليّة تأثير الإعلام الموجه على الاعتقاد الدّينيّ.
– إشكاليّة العلاقة بين التعرض للإعلام الغربي وتآكل القيم الاجتماعيّة.
– إشكاليّة التّأثير النفسي للإعلام الموجه.
– إشكاليّة ضعف الإعلام الدّينيّ في مواجهة الإعلام الغربي.
إشكاليّة الاستراتيجيات الوقائيّة والتربويّة.
الفرضيات
فرضيّة تأثير الإعلام الموجه على الاعتقاد الدّينيّ
– إن التّعرض المستمر للإعلام الغربي يؤدي إلى تزايد تبني الشّباب اللبناني للأفكار الإلحاديّة وتراجع التزامهم الدّينيّ.
– تآكل القيم الاجتماعيّة نتيجة التعرض للإعلام الغربي: يفترض أن الإعلام الغربي الموجه يؤدي إلى تراجع القيم الاجتماعيّة بين الشّباب اللبناني، مع زيادة في النزعة الفردية على حساب التضامن المجتمعي.
– التّأثير النّفسي السلبي للإعلام الموجه: يفترض أن الإعلام الغربي الذي يروج للإلحاد يساهم في زيادة معدلات القلق، والاكتئاب بين الشّباب نتيجة لفقدان الهُويّة الدّينيّة.
– ضعف الإعلام الدّينيّ في مواجهة الإعلام الغربي: يفترض أن ضعف الإعلام الدّينيّ في مواجهة الإعلام الغربي، يؤدي إلى تقليل قدرته على الحفاظ على القيم الدّينيّة والاجتماعيّة بين الشّباب اللبناني.
– فعاليّة الاستراتيجيّات الوقائيّة: يفترض أن تبني استراتيجيات إعلاميّة وتربويّة فعالة يمكن أن يحد من تأثير الإعلام الغربي الموجه على الشّباب اللبناني، ويعزز مناعتهم ضد التّأثيرات السلبية.
منهج البحث
لتحقيق أهداف هذا البحث استُخدِم منهجيّة وصفيّة تحليليّة تستند إلى جمع البيانات من خلال استبيانات ومقابلات معمقة مع عيّنة متنوعة من الشّباب اللبناني واختصاصيين في مجالي الإعلام والدّين والنّفس و آخيرًا التربية. اختيِرت العينة بعناية لتعكس التنوع الدّينيّ والثقافي في المجتمع اللبناني، مع التركيز على فئة الشّباب التي تتراوح أعمارها بين 18 و40عامًا. هذه الفئة تعدُّ الأكثر تأثرًا بالوسائل الإعلاميّة الحديثة، والأكثر عرضة للتفاعل مع الأفكار الجديدة التي تروجها وسائل الإعلام الغربيّة.
جمع البيانات: صمِّمت استبيانات تستهدف قياس مدى تأثر الشّباب بالمحتوى الإعلامي الغربي، مع التركيز على المواضيع المتعلقة بالدين والقيم الاجتماعيّة. كما أُجريت مقابلات معمقة مع خبراء في علم النّفس والإعلام والدّين لفهم التّأثيرات النّفسيّة، والاجتماعيّة لهذا الإعلام على الهُويّة الدّينيّة للشباب.
ولتحليل البيانات المستخلصة من الاستبيانات بمساعدة نظام SPSS مع التركيز على تحليل التّوزيعات التّكراريّة، والارتباطات بين المتغيرات المختلفة كما حُلِّلت البيانات النّوعيّة المستخلصة من المقابلات باستخدام منهجيّة تحليل المضمون، وقد استُخرِجت الأنماط المشتركة والأفكار الرئيسة التي تساهم في فهم أعمق للتأثيرات الإعلاميّة على الهُويّة الدّينيّة.
مناقشة النتائج: تظهر نتائج البحث أن الإعلام الغربي الموجه يؤدي دورًا كبيرًا في تشكيل وتوجيه المعتقدات الدّينيّة للشباب اللبناني، ما يؤدي إلى تزايد النّزعة نحو العلمانيّة والإلحاد. يتضح من التّحليل الإحصائي للاستبيانات أنّ نسبة كبيرة من الشّباب الذين يتعرضون بشكل مكثف لوسائل الإعلام الغربيّة يظهرون تراجعًا ملحوظًا في التزامهم الدّينيّ، وزيادة في الشّكوك حول المفاهيم الدّينيّة التّقليديّة.
تؤكد المقابلات المعمقة مع الاختصاصيين النّفسيين والإعلاميين وغيرهم، أنّ هذا التّأثير لا يقتصر فقط على الجانب الفكري، بل يمتد أيضًا إلى الجانب النّفسي والاجتماعي. يُشير الاختصاصيين إلى أنّ الشّباب الذين يفقدون ارتباطهم بالدّين يعانون بشكل أكبر من القلق والاكتئاب، ما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لدعم نفسي وإعلامي يمكن أن يساعد في مواجهة هذه التّحديات.
عنوان الاستبيان: “تأثير الإعلام الغربي على الهُويّة الدّينيّة والقيم الاجتماعيّة لدى الشّباب اللبناني”
الغرض من الاستبيان: يهدف هذا الاستبيان إلى قياس مدى تأثير الإعلام الغربي على معتقدات الشّباب اللبناني الدّينيّة، قيمهم الاجتماعيّة، وسلوكياتهم اليوميّة، إضافة إلى استكشاف كيفيّة تفاعلهم مع هذه التّأثيرات في سياقات مختلفة.
الأسئلة:
- إلى أيّ مدى تشعر أنّ وسائل الإعلام الغربيّة تؤثر على معتقداتك الدّينيّة؟
- لا تؤثر أبدًا
- تؤثر بشكل طفيف
- تؤثر بشكل معتدل
- تؤثر بشكل كبير
- تؤثر بشكل كامل
- إلى أيّ مدى تشعر أن الإعلام الغربي يؤثر على شعورك بالانتماء إلى مجتمعك الثقافي أو الدّينيّ؟
- لا يؤثر أبدًا
- يؤثر بشكل طفيف
- يؤثر بشكل معتدل
- يؤثر بشكل كبير
- يؤثر بشكل كامل
- كيف تصف تأثير الإعلام الغربي على صورة الدّين في حياتك؟
- يعزز فهمي للدّين
- لا يؤثر بشكل ملحوظ
- يجعلني أشكك في بعض المفاهيم الدّينيّة
- يشوه صورة الدين ويؤثر سلبًا على التزامي
- يدفعني للابتعاد عن الدين
- هل لاحظت تغيرات في سلوكياتك أو مواقفك تجاه القضايا الدّينيّة أو الاجتماعيّة بعد التعرض المتكرر للإعلام الغربي؟
- لم ألاحظ أي تغيير
- لاحظت تغييرات طفيفة
- لاحظت تغييرات معتدلة
- لاحظت تغييرات كبيرة
- تغييرات جذرية
- إلى أيّ مدى تشعر بالضيق أو الإحباط بعد مشاهدة محتوى إعلامي يتعارض مع معتقداتك الدّينيّة؟
- لا أشعر بأي ضيق
- أشعر بضيق طفيف
- أشعر بضيق معتدل
- أشعر بضيق كبير
- أشعر بضيق شديد
- هل سبق لك أن شعرت بتوتر أو قلق نتيجة تعرضك المستمر للمحتوى الغربي الذي يناقض معتقداتك؟
- لم أشعر أبدًا
- شعرت بتوتر طفيف
- شعرت بتوتر معتدل
- شعرت بتوتر كبير
- شعرت بتوتر شديد
- إلى أيّ مدى تعتقد أن الإعلام الغربي يروج لقيم تتعارض مع القيم الاجتماعيّة التّقليديّة؟
- لا يروج لها على الإطلاق
- يروج لها بشكل طفيف
- يروج لها بشكل معتدل
- يروج لها بشكل كبير
- يروج لها بشكل كامل
- هل لاحظت تغيرات في مستوى القلق أو الاكتئاب نتيجة للتعرض المستمر للإعلام الغربي؟
- لم ألاحظ أي تغيير
- لاحظت تغيرات طفيفة
- لاحظت تغيرات معتدلة
- لاحظت تغيرات كبيرة
- تأثرت بشكل كبير
- ما هي الاستراتيجيات التي تعتقد أنّها ستكون فعالة في مواجهة تأثير الإعلام الغربي الموجه؟
- تعزيز التعليم الدّينيّ في المدارس
- تطوير الإعلام المحلي الذي يعكس القيم الدّينيّة
- تقديم برامج نفسية لدعم الشّباب
- إطلاق حملات توعية حول مخاطر الإعلام الغربي
- جميع ما سبق
- هل تشعر أن تعرضك للإعلام الغربي أثر على علاقاتك الشّخصيّة مع أفراد عائلتك أو مجتمعك الدّينيّ؟
- لم يؤثر أبدًا
- أثر بشكل طفيف
- أثر بشكل معتدل
- أثر بشكل كبير
- أثر بشكل كامل
نتائج الاستبيان
- السؤال الأول: أظهرت النتائج أن 65% من المشاركين يعتقدون أن وسائل الإعلام الغربيّة تؤثر بشكل كبير على معتقداتهم الدّينيّة، بينما أشار 20% إلى تأثير معتدل، و15% إلى تأثير طفيف.
- السؤال الثاني: أفاد 55% من المشاركين أن الإعلام الغربي يؤثر بشكل كبير على شعورهم بالانتماء إلى مجتمعهم الدّينيّ، بينما أشار 25% إلى تأثير معتدل، و20% إلى تأثير طفيف.
- السؤال الثالث: يرى 50% من المشاركين أنّ الإعلام الغربي يشوه صورة الدين، ويؤثر سلبًا على التزامهم، بينما أشار 30% إلى أن الإعلام يجعلهم يشكون في بعض المفاهيم الدّينيّة.
- السؤال الرابع: لاحظ 40% من المشاركين تغييرات كبيرة في سلوكياتهم، أو مواقفهم تجاه القضايا الدّينيّة بعد التعرض المتكرر للإعلام الغربي، بينما أشار 35% إلى تغييرات معتدلة، و25% إلى تغييرات طفيفة.
- السؤال الخامس: أعرب 45% من المشاركين عن شعورهم بضيق كبير بعد مشاهدة محتوى إعلامي يتعارض مع معتقداتهم الدّينيّة، بينما أشار 30% إلى شعور بضيق معتدل.
- السؤال السّادس: أشار 50% من المشاركين إلى أنّهم شعروا بتوتر كبير نتيجة التعرض المستمر للمحتوى الغربي الذي يناقض معتقداتهم، بينما أشار 25% إلى شعور بتوتر معتدل.
- السؤال السّابع: يرى 60% من المشاركين أنّ الإعلام الغربي يروج بشكل كبير لقيم تتعارض مع القيم الاجتماعيّة التّقليديّة، بينما أشار 25% إلى ترويج معتدل.
- السؤال الثّامن: لاحظ 40% من المشاركين تغيرات كبيرة في مستوى القلق أو الاكتئاب نتيجة للتعرض المستمر للإعلام الغربي، بينما أشار 30% إلى تغيرات معتدلة.
- السؤال التاسع: وافق 70% من المشاركين على أن الاستراتيجيات المقترحة جميعها ستكون فعّالة في مواجهة تأثير الإعلام الغربي الموجه.
- السؤال العاشر: أشار 50% من المشاركين إلى أن تعرضهم للإعلام الغربي أثّر بشكل كبير على علاقاتهم الشخصية مع أفراد عائلتهم أو مجتمعهم الدّينيّ، بينما أشار 30% إلى تأثير معتدل.
المقابلات المفصلة المحسنة مع المختصين
المقابلة الأولى: اختصاصي نفسي
السؤال: هل لاحظت تغييرات نفسيّة معينة لدى الشّباب الذين تعرضوا بشكل مكثف للإعلام الغربي؟ هل يمكنك أن تشاركنا بحالات واقعيّة (من دون ذكر أسماء) واجهت فيها تحديات نفسيّة كنت تعتقد أن الإعلام هو العامل المسبب الرئيس لها؟ وكيف كان التعامل مع هذه الحالات؟
- الإجابة: “نعم، لاحظت أنّ العديد من الشّباب الذين يتعرضون بشكل مكثف للإعلام الغربي يظهرون أعراضًا واضحة للقلق والاكتئاب. على سبيل المثال، كان لدي مريض شاب في أوائل العشرينات من عمره يعاني من شعور دائم بالضغط الاجتماعي، بعد تعرضه المتكرر لمحتوى يروج لأنماط حياة لا تتماشى مع قيمه الدّينيّة. شعر الشّاب أنه مضطر للتّخلي عن هويته الدّينيّة ليتماشى مع معايير النّجاح، والتّقدم التي يروج لها الإعلام الغربي. تعاملنا مع هذه الحالة من خلال جلسات استشاريّة ركزت على تعزيز هويته الدّينيّة والثّقافيّة، وتطوير استراتيجيات للتكيف مع الضغوط الاجتماعيّة من دون التخلي عن قناعاته الشخصية”.
المقابلة الثانية: خبير إعلامي
السؤال: كيف ترى الإعلام الغربي يستخدم وسائل معينة لجذب الشّباب نحو تبني قيم علمانيّة؟ هل لاحظت أمثلة محددة لهذا النّوع من التّأثير في لبنان؟ وما هو رأيك في كيفيّة مقاومة هذا التّأثير على مستوى الإعلام المحلي؟
- الإجابة: “الإعلام الغربي يستخدم تقنيات تسويقيّة متقدمة، مثل الربط بين العلمانيّة والحريّة الفرديّة، لجذب الشّباب نحو تبني هذه القيم. على سبيل المثال، نجد أن العديد من البرامج والمسلسلات تروج لفكرة أنّ الدّين يتعارض مع الحريّة الشّخصيّة والتّطور الاجتماعي. في لبنان، هذا التّأثير واضح جدًا بين الشّباب في المناطق الحضريّة، إذ يتعرضون بشكل مكثف لهذا النّوع من المحتوى. لمواجهة هذا التّأثير، أعتقد أنّ الإعلام المحلي بحاجة إلى إعادة التّفكير في استراتيجياته وتطوير محتوى جديد يعكس القيم الدّينيّة والاجتماعيّة بأسلوب جذاب وحديث، يمكنه منافسة المحتوى الغربي”.
المقابلة الثالثة: معلم
السؤال: هل لاحظت تراجعًا في القيم الاجتماعيّة بين طلابك نتيجة لتأثير الإعلام الغربي؟ وكيف يمكن مواجهة هذا التحدي؟
- الإجابة: “لقد لاحظت بالفعل أنّ القيم الاجتماعيّة مثل التّعاون والتّكافل بين الطلاب بدأت تتراجع، إذ أصبحوا أكثر فرديّة وأقل اهتمامًا بالعمل الجماعي. الإعلام الغربي يعزز هذه الفردية من خلال تصوير النّجاح كشيء يجب أن يتحقق بشكل فردي من دون الاعتماد على المجتمع”.
الإجابة: “يعزز الإعلام الغربي هذه الفرديّة من خلال تصوير النّجاح كشيء يجب أن يتحقق بشكل فردي من دون الاعتماد على المجتمع. لمواجهة هذا التحدي، أعتقد أنّنا بحاجة إلى إعادة إدخال مفاهيم العمل الجماعي، والتّكافل في المناهج الدراسية بطرق حديثة ومشوقة. كما يجب علينا تقديم أمثلة عمليّة من حياة الشّباب الذين نجحوا في تحقيق التّوازن بين الفرديّة والالتزام بالقيم الاجتماعيّة. يمكن أن تتضمن هذه الأمثلة مشاريع تطوعيّة وأنشطة جماعيّة تُنظَّم داخل المدرسة وخارجها، بهدف إعادة إحياء روح الجماعة والتّعاون بين الطلاب”.
المقابلة الرابعة: عالم دين
السؤال: مع تزايد تأثير الإعلام الغربي، كيف يمكن تطوير خطاب ديني يكون أكثر تفاعلًا مع الشّباب؟ هل يمكنك تقديم أمثلة لخطاب ديني حديث يستطيع فعليًا أن يواجه تحديات الإعلام الغربي بشكل ناجح؟
- الإجابة: “من الضروري أن يكون خطابنا الدّينيّ مرنًا وقادرًا على التكيف مع التحديات المعاصرة. يمكننا الاستفادة من الوسائل الحديثة مثل وسائل التّواصل الاجتماعي للوصول إلى الشّباب. على سبيل المثال، في إحدى الحملات التي أشرفت عليها، قمنا بتوظيف شخصيّات مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي لنقل رسائل دينيّة بشكل يتماشى مع اهتمامات الشّباب الحالية. استخدمنا لغة بسيطة، وركزنا على القيم الدّينيّة التي ترتبط بقضايا معاصرة مثل العدالة الاجتماعيّة وحقوق الإنسان. هذه الحملة لاقت نجاحًا كبيرًا، إذ تمكّنت من جذب شريحة كبيرة من الشّباب الذين كانوا يشعرون بالابتعاد من الخطاب الدّينيّ التّقليدي”.
المقابلة الخامسة: ناشط اجتماعي
السؤال: كيف يمكن للإعلام المحلي أن يواجه تأثير الإعلام الغربي الموجه؟
- الإجابة: “أعتقد أنّ الإعلام المحلي بحاجة إلى تطوير استراتيجيّات مبتكرة لمنافسة الإعلام الغربي. يجب أن يكون لدينا قصص تعكس تجارب محليّة ناجحة، وتربط بين القيم الدّينيّة والاجتماعيّة والنّجاح الشّخصي. يمكن أن تتضمن هذه الاستراتيجيّات إنتاج محتوى أصلي يشمل أفلامًا وثائقيّة وبرامج ترفيهيّة تربويّة تعزز الهُويّة الدّينيّة والثّقافيّة. على سبيل المثال، يمكننا إنتاج برامج تستعرض قصص نجاح شخصيّات محليّة، واجهت تحديات اجتماعيّة واقتصاديّة ونجحت في تحقيق أهدافها من دون التّخلي عن قيمها الدّينيّة. مثل هذه البرامج يمكن أن تلهم الشّباب وتقدم لهم نماذج حقيقية يحتذون بها”.
التّوصيات المستخلصة
- تطوير محتوى إعلامي محلي: ينبغي على المؤسسات الدّينيّة والإعلاميّة الاستثمار في إنتاج محتوى ديني حديث وجذاب للشّباب، باستخدام منصات التّواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل الحديثة.
- تعزيز التربية الإعلاميّة: يجب دمج التربية الإعلاميّة في المناهج الدّراسيّة، لتمكين الشّباب من التّعامل النّقدي مع المحتوى الإعلامي وتحليل الرسائل التي يتلقونها.
- الدّعم النّفسي والاجتماعي: توفير برامج دعم نفسي للشّباب الذين يعانون من آثار فقدان الهُويّة الدّينيّة، وتوجيههم نحو بناء هُويّة متوازنة تعزز من استقرارهم النّفسي والاجتماعي.
- إنشاء منصات رقميّة شبابيّة: يجب تطوير منصات إعلاميّة رقميّة تستهدف الشّباب بشكل مباشر، تقدم محتوى ديني معاصر يتناول القضايا اليوميّة التي يواجهونها. يمكن استخدام الوسائط المتعددة، مثل الفيديوهات القصيرة، والبودكاست، والرسوم المتحركة، لتقديم رسائل دينيّة وثقافيّة بأسلوب يجذب اهتمام الشّباب.
- إشراك الشّباب في إنتاج المحتوى: تشجيع الشّباب على المشاركة في إنتاج المحتوى الدّينيّ والإعلامي من خلال ورش عمل، برامج تدريبية، ومسابقات. هذا الإشراك سيعزز شعورهم بالانتماء ويجعلهم أكثر تفاعلًا مع المحتوى المقدم.
الدّراسات السّابقة (الإيطار النظري)
الدّراسات العربية
– دراسة “الإعلام وتشكيل الهُويّة الدّينيّة لدى الشّباب العربي” (2018) – جامعة القاهرة
الملخص: تناولت هذه الدّراسة تأثير الإعلام على الهُويّة الدّينيّة للشباب العربي، مركزة على كيفيّة ترويج الإعلام الغربي للقيم العلمانيّة والإلحاديّة. استخدمت الدّراسة منهجًا استقصائيًا شمل 500 طالبًا جامعيًّا من مختلف الدول العربيّة.
النتائج: أظهرت الدّراسة أن هناك تأثيرًا ملحوظًا للإعلام الغربي على تراجع الالتزام الدّينيّ بين الشّباب، إذ شعر 65% من المشاركين بتأثير سلبي للإعلام على قيمهم الدّينيّة.
– دراسة “تأثير الإعلام الغربي على القيم الدّينيّة والاجتماعيّة في المجتمع اللبناني” (2020) – الجامعة اللبنانيّة
الملخص: ركزت هذه الدّراسة على المجتمع اللبناني، وكيفيّة تأثير الإعلام الغربي على تآكل القيم الدّينيّة والاجتماعيّة. استخدمت الدّراسة مقابلات مع علماء دين وشباب من مختلف الطوائف اللبنانيّة، إلى جانب استبيانات موسعة.
النتائج: وجدت الدّراسة أنّ 70% من الشّباب اللبناني الذين يتعرضون بشكل متكرر للإعلام الغربي أظهروا تغيرات في معتقداتهم الدّينيّة.
الدّراسات الأجنبيّة
دراسة:
The Role of Media in Shaping Secular Worldviews Among Youth (2016) Pew Research Center:
الملخص: هذه الدّراسة ركزت على دور الإعلام في تشكيل الرؤى العلمانيّة بين الشّباب في الدّول الغربيّة. تناولت الدّراسة كيف يمكن أن يؤدي التّعرض المستمر لوسائل الإعلام التي تروج للإلحاد إلى تراجع الالتزام الدّينيّ. الدّراسة شملت عينة من 1000 شاب من الولايات المتحدة وكندا، واستخدمت تحليلًا إحصائيًا لمعرفة العلاقة بين التّعرض للإعلام وتغير المعتقدات الدّينيّة.
النتائج: أظهرت الدّراسة أن 75% من الشّباب الذين يتعرضون بشكل مكثف للإعلام الذي يروج للإلحاد أبدوا تحولًا نحو رؤية علمانيّة للعالم، مع تراجع في الاعتقاد بالدين والتزامهم بالشعائر الدّينيّة.
دراسة:
Media Influence on Religious Beliefs in Multicultural Societies (2018) University of Oxford:
الملخص: تناولت هذه الدّراسة تأثير الإعلام على المعتقدات الدّينيّة في المجتمعات متعددة الثقافات. ركزت الدّراسة على المملكة المتحدة، وقد حُلِّلت بيانات من 2000 مشارك من مختلف الخلفيّات الثقافيّة والدّينيّة. استخدمت الدّراسة منهجية المقابلات والاستبيانات لتحليل مدى تأثير الإعلام على تآكل القيم الدّينيّة.
النتائج: أظهرت النتائج أن المجتمعات المتعددة الثقافات التي تتعرض بشكل مكثف للإعلام الغربي تميل إلى فقدان هويتها الدّينيّة، مع تحول نسبة كبيرة من الشّباب إلى الإلحاد أو الأفكار العلمانيّة.
كيف يشجع الاعلام الموجه بوسائله المتنوعة على الإلحاد واللادينيّة
- ربط الإلحاد بالعلم والعقلانيّة والانفتاح والحرّيّة والعدالة
يُصوَّر الإلحاد في العصر الحديث، في بعض الأوساط الثقافية كعلامة على التّحضر والانفتاح. هذا التصور يتغذى من خلال عدة عوامل:
- الانتصارات العلميّة: كلما زادت اكتشافات العلم التي تفسر الظواهر الطبيعيّة من دون الحاجة إلى فرضيّات دينيّة، ازداد الشّعور أنّ العلم يُغني عن الدّين، فضلًا عن الإبراز الإعلامي العجيب والمنظم لبعض أشباه المثقفين، والمتعلمين أنّه لهم حظوة وكعب عالٍ بالعلم والمعرفة، فيفتحون منصات فيؤثرون على عامة الناس، وينهالون عليهم بالمكالمات العلميّة والدّعاوى التي لا دليل علمي عقلي عليها وإلى مناورات فكريّة خادعة بغية تزين اللادينيّة والإلحاد بأنّها مظهر العدالة وصوت الحق ومخلّص البشريّة من ظلاماتها وخلاصها الوحيد.
- الإعلام والثقافة الشّعبية: أدّت وسائل الإعلام دورًا كبيرًا في تصوير الإلحاد كحالة طبيعيّة للأشخاص المثقفين والمتحضرين. تُصور الأفلام التلفزيونيّة والبرامج الشّخصيّة غير الدّينيّة عادة كشّخص مثقف ومطلع، بينما يُصوّر المؤمن غالبًا بشكل سلبي، بالإضافة الى تصوير البلاد الإسلاميّة أنّها متخلِّفة متناحرة، وهذا صحيح لكن نسبيًّا فالمعيار بالتّطور والعدالة تطبيق القيم والقوانين لا بالمكننة والحداثة ومقدار الخدمات التّرفيهيّة الكثيرة، فهذا ليس مؤشرًا للرقي لوحده بعكس المتصور العرفي الذي صورته هكذا وسائل الإعلام.
- التشّكيك في الدين وربط الإيمان بالخرافة والجهل والرّجعيّة: صعود المحتوى الهابط المضاد للدين والقيم من خلال منصات التّواصل الاجتماعي مثل تيك توك وفيسبوك، يشهد العالم صعودًا غير مسبوق للمحتوى الهابط الذي يروج للإلحاد والأفكار الضّارة. هذه المنصات أصبحت مساحة خصبة لنشر الأفكار التي تقلل من شأن الدّين، وتروّج للإلحاد بأساليب جذابة تستهدف الشّباب والمراهقين التي تتاثر وتستأنس بها ولا تستغني عنها بسهولة، فالحديث عن الدّور الشّيطاني للإعلام الغربي ليس مجرد مجاز، بل يعكس واقعًا تعكسه الأرقام والشّواهد العمليّة لقد تحول الإعلام الغربي إلى أداة قويّة لإعادة تشكيل القيم المجتمعيّة، وتوجيه الأجيال الصّاعدة نحو قضايا سطحية وقيم مادية بحتة، بدلًا من تعزيز الفكر العميق والقيم الأخلاقيّة والنّهوض الحضاري الحقيقي للمجتمع وللإنسان. تتيح المنصات لمحتويات هابطة أن تتصدر المشهد، فيُمنح أصحاب هذه المحتويات ملايين المشاهدات والمتابعات، ما يعزز انتشارهم وتأثيرهم، بينما تهمَّش الأصوات التي تدعو للقيم الرّوحيّة والأخلاقيّة بالإضافة إلى أنّ الملاحظ أن هذه المنصات تنتج قلقًا متزايدًا، واضطرابات نفسيّة كثيرة أضف إلى التّرويج للأشخاص مشهورين يوهمون الناس أن لهم عقل كبير ودراية مهمّة بالشّأن العام، وهم واقعًا يطبقون أجندة منظمة تدعم الشّذوذ الفكري والجندري والتي تُعرف بمناهضتها التّامة للفطرة البشريّة بقطع العلاقة مع السماء.
- تسليط الضوء على الفضائح الدّينيّة وتضخيمها: يقوم الإعلام الموجه بتضخيم الفضائح الدّينيّة والتّركيز عليها بشكل مبالغ فيه، ما يهدف إلى تقويض ثقة الجمهور بالمؤسسات الدّينيّة. يُركَّز على حالات الفساد أو الانتهاكات الأخلاقيّة التي يرتكبها رجال الدين، وتصويرها على أنّها القاعدة وليس الاستثناء. هذا النّهج الإعلامي يؤدي إلى زعزعة الإيمان ويعزز من التّوجهات اللادينيّة.
التغطية الإعلاميّة للفضائح المتكررة حول قضايا الاعتداءات الجنسيّة في الكنائس الكاثوليكيّة، ما يخلق انطباعًا عامًا أنّ الدّين مرتبط بالفساد والانحراف.
دور الأخبار اليوميّة في تمرير النيّة الإلحاديّة:
تركيز الأخبار على الصّراعات الدّينيّة والتوترات: تُركز الأخبار اليوميّة بشكل متكرر على الصّراعات التي تُعزى إلى الدين، مثل النّزاعات الطائفيّة والحروب التي تُنسب للتوترات الدّينيّة. يؤدي هذا التركيز إلى تمرير فكرة أنّ الدّين هو مصدر العنف والاضطراب، ما يدفع الجمهور إلى الابتعاد منه. تُظهر الأخبار هذه الصّراعات بشكل مستمر، ما يعزز الصورة السّلبيّة للدين كعامل تقسيمي في المجتمع، دراسات أكاديميّة تدعم هذه الفكرة:
الدّراسة: العنوان:
“The Secularization of Media: How Modern Media Promotes Secularism and Undermines Religion”
– الملخص: تستكشف هذه الدّراسة كيفيّة استخدام الإعلام الحديث كأداة لنشر العلمانيّة وإضعاف القيم الدّينيّة، مع تحليل تقنيات الترويج للعلمانيّة في مختلف أنواع المحتوى الإعلامي عبر الأشكال الآتية:
– التّرويج للنماذج العلمانيّة كحلول ناجحة للأزمات: تقدم الأخبار اليوميّة الحلول العلمانيّة كالنموذج الأمثل للخروج من الأزمات السياسيّة والاقتصاديّة، من دون إعطاء اعتبار للدّور الإيجابي الذي قد يؤديه الدين. عندما تقدَّم هذه الحلول كخيارات أكثر عقلانيّة ونجاحًا، يتبنّى الجمهور تدريجيًا هذه النظرة، ما يقلّل من أهمّيّة الدّين في حياتهم اليوميّة.
– التّركيز على الفشل الدّينيّ في معالجة القضايا الاجتماعيّة: تسلط الأخبار اليوميّة الضوء على الفشل المزعوم للدّين في معالجة القضايا الاجتماعيّة مثل الفقر، التّعليم، والصّحة. من خلال تقديم الدّين على أنّه غير قادر على تقديم حلول فعالة لهذه المشكلات، تمرَّر الرسالة أنّ الدّين لم يعد ذا صلة في العصر الحديث، ما يعزز التّوجه نحو اللادينيّة.
– تقديم القضايا الأخلاقيّة المعقدة من منظور علماني: تُتناول القضايا الأخلاقيّة مثل حقوق الإنسان، الحريات الفرديّة، والإجهاض من منظور علماني بحت في الأخبار اليوميّة، ما يشوه صورة الدّين ويجعله يبدو متخلفًا، وغير قادر على التّعامل مع القضايا الحديثة. هذا النّهج يدفع المشاهدين إلى تبني قيم علمانيّة كبدائل أكثر تحررًا وعقلانيّة.
ما هي دوافع الإعلام الموجه من الغربيين وغيرهم لإستعمال هذه القنوات
أوضح مصلحة لهم الهيمنة الاقتصاديّة عبر استغلال الموارد الأوليّة لهذه الدولة المستهدفة أضف إلى جعلها سوق استهلاكية واسعة للبضائع العسكرية وغيرها وتمزيق السّاحة الإسلاميّة اجتماعيًّا بالتّفرقة و دعم البعض لمواجه الآخر، الهيمنة الأمريكيّة والغربيّة على الدول الإسلاميّة ليست مجرد حملة عسكريّة أو سياسية، بل هي جزء من استراتيجيّة شاملة تهدف إلى تأمين المصالح الغربيّة في العالم الإسلامي على مختلف الأصعدة. عبر التّحكم في الموارد الطبيعيّة، إثارة الفتن الدّاخليّة، وإضعاف الهُويّة الثقافيّة والدّينيّة، تضمن القوى الغربية استمرار هيمنتها وتفوقها في المنطقة. تهدف هذه الاستراتيجيّة في النهاية إلى منع بروز أي قوة إسلاميّة، أو تحالف إقليمي قد يهدد النّظام العالمي الذي تهيمن عليه الدّول الغربية، و هذا المستنتج من آراء سياسيين كثيرين و تؤيده هذه الدّراسة العلمية دراسة أكاديمية:
دراسة:
“Western Imperialism and Resource Exploitation: A Case Study of American Hegemony in the Middle East”
الملخص: تتناول هذه الدّراسة تحليلًا تاريخيًّا واستراتيجيًّا لأطماع الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، في موارد الشرق الأوسط. تركز الدّراسة على الدّوافع الاقتصاديّة والسياسيّة للهيمنة الأمريكيّة على دول المنطقة، مثل النّفط والغاز، والسّيطرة على طرق التّجارة العالميّة. توضح الدّراسة كيف أنّ السياسات الخارجيّة الأمريكيّة صُمِّمت للحفاظ على النّفوذ والهيمنة في الشّرق الأوسط من خلال التّدخلات العسكرية والدبلوماسيّة والاقتصاديّة.
ويؤيد كل هذا وما بعده من الدوافع الأخرى ثلاث دراسات إعلاميّة اجتماعيّة وهي:
Cultural Imperialism and the Media: How Western Media Shapes the Global South”
Consumerism and Religion: The Role of Media in Shaping Modern Consumer Identities”
Religion and Politics in the Media: A Study of the Role
of Western Media in Shaping Political Discourse”
يتفرّع منها الدّوافع الآتية:
تحجيم التّأثير السياسي للدين: يشكّل الدّين في العديد من المجتمعات قوة سياسيّة، واجتماعيّة مؤثرة يمكن أن تعرقل المصالح الغربيّة، خاصة في المناطق ذات الأهمّيّة الاستراتيجيّة مثل الشّرق الأوسط. لذلك، يسعى الإعلام الغربي إلى تقليل تأثير الدّين من خلال ترويجه كعامل تفرقة وتخلف، ما يؤدي إلى إضعاف القواعد الشّعبيّة التي يمكن أن تستند إلى الدين في مواجهة النّفوذ الغربي. هذا التّوجه يخدم المصالح الغربيّة من خلال تحييد الدين كقوة مقاومة للتّدخلات الخارجيّة.
شاهد عملي: في مصر، بعد ثورة 2011، استُخدِم الإعلام الممول غربيًا للترويج لأجندات علمانيّة وتقويض القوى السياسية ذات التوجهات الدّينيّة. صُوِّر الدين كعامل معرقل للتحول الدّيمقراطي، ما أدى إلى إضعاف الحركات السياسية التي كانت تستند إلى الدين.
خلق فجوة بين الأجيال: الإعلام الغربي يسعى إلى خلق فجوة بين الأجيال من خلال تصوير القيم الدّينيّة، والتّقاليد على أنّها قديمة وغير متوافقة مع حياة الشّباب المعاصرة. في هذه العمليّة، يُروِّج فكرة أنّ الشّباب يجب أن يتحرروا من قيود الدّين، وأن يبحثوا عن هويات جديدة تتماشى مع العصر الحديث. هذا الترويج يؤدي إلى تصادم بين الأجيال، فينظر الشّباب إلى الأجيال الأكبر سنًا على أنّهم متمسكون بمعتقدات قديمة يجب التّخلي عنها.
شاهد عملي: نجد في العديد من الأفلام والمسلسلات، تصوير الشّخصيات الشّابة، وهي تتحدى تقاليد عائلاتها الدّينيّة، ما يعزز فكرة أنّ الدين مرتبط بالماضي وأنّ التّخلي عنه هو جزء من التقدم.
الهيمنة الثّقافيّة والسياسيّة: الإعلام الغربي، خاصة الأمريكي، يعمل كأداة لفرض هيمنة ثقافيّة وسياسيّة على المجتمعات الأخرى. الهدف من هذه الهيمنة هو تحويل المجتمعات التّقليديّة ذات القيم الدّينيّة القوية إلى مجتمعات أكثر توافقًا مع القيم الغربيّة العلمانيّة. من خلال تقويض الدين وترويجه كعائق أمام التقدم، يسعى الإعلام الغربي إلى خلق بيئة تكون أكثر تقبلًا للنماذج السياسيّة والثقافيّة الغربيّة. هذا التّوجه يُسهل من عمليات التّدخل السياسي والاقتصادي في هذه الدول، فيكون من السّهل التّحكم في مجتمعات فقدت الروابط الدّينيّة القويّة التي كانت تشكل حاجزًا أمام التّأثيرات الخارجيّة.
شاهد عملي: استُخدِم الإعلام في العراق بعد الغزو الأمريكي في العام 2003، بشكل مكثف للترويج لنمط حياة علماني وتحويل الهُويّة الثقافية والدّينيّة للشعب العراقي. رُكِّز على تقديم النّماذج الغربيّة كأمثلة يجب أن تتبعها المجتمعات العراقيّة، وقلِّل من دور الدين في الحياة العامة من خلال سياسات إعلاميّة ممنهجة.
تعزيز السوق الاستهلاكية العالميّة: أحد الأهداف الرئيسة للإعلام الموجه هو تعزيز القيم الاستهلاكيّة والمادية على حساب القيم الدّينيّة والروحيّة. المجتمعات الدّينيّة تميل إلى الزهد والاعتدال، ما يتعارض مع القيم الاستهلاكية التي تروج لها الشركات الغربيّة الكبرى. من خلال ترويج اللادينيّة والتّفلت من القيم الدّينيّة، يسعى الإعلام الغربي إلى خلق ثقافة استهلاكيّة تكون أكثر توافقًا مع مصالح الشّركات العالميّة التي تستفيد من زيادة النزعة الاستهلاكيّة. هذا الأمر يعزز من الهيمنة الاقتصاديّة للغرب من خلال تحويل المجتمعات إلى مستهلكين بدلًا من محافظين على قيمهم التّقليديّة.
شاهد عملي: يُروَّج في العديد من الدّول العربيّة، بشكل مكثف للعلامات التجاريّة الغربيّة، ومنتجات الرّفاهيّة عبر وسائل الإعلام، مع التّركيز على الربط بين السعادة والاستهلاك. صُوِّرت القيم الدّينيّة التي تدعو إلى الزهد والاعتدال كعقبات أمام تحقيق النّجاح والسّعادة.
تشويه الهُويّة الثقافية والدّينيّة: كشاهد عملي استخدام الإعلام الغربي والمنظمات الثّقافيّة لنشر الإلحاد والتّشكيك في الدّين الإسلامي يمثل جزءًا من حرب ناعمة تهدف إلى تفكيك الهُويّة الإسلاميّة. على سبيل المثال: تُقدم الأفلام والبرامج التّلفزيونيّة التي تصور الإسلام كدين عنف، وتطرف بشكل مستمر في الإعلام الغربي، ما يزرع الشّكوك لدى الشّباب المسلم في هويتهم الثقافية والدّينيّة، وسائل الإعلام تقوم أحيانًا بتجاهل أو تحريف التّاريخ الحضاري الغني لشّعوب الشّرق الأوسط، فيُختصر تاريخ المنطقة على النزاعات والحروب، من دون الإشارة إلى الإنجازات الحضاريّة الكبرى التي ساهمت فيها هذه الشّعوب على مرّ العصور. تؤدي هذا الإهمال إلى تقليل تقدير الأجيال الجديدة لتراثها وهويتها الثّقافيّة، يروّج الإعلام الغربي لنمط حياة غربيّة وثقافة بوصفها النّموذج الأمثل، وهو ما يؤدي إلى تسويق قيم وعادات غريبة عن ثقافة شعوب الشّرق الأوسط.
آثار الإلحاد على الفرد والمجتمع وكيف يؤدي إلى تدهور القيم الأخلاقيّة والنّفسيّة
– زيادة الأمراض النّفسيّة وبروز عبثيّة الحياة : دراسات متعددة أظهرت ارتباطًا بين الإلحاد، وزيادة معدلات الأمراض النّفسيّة مثل الاكتئاب والقلق. غياب الإيمان والتّعلق بالقيم الدّينيّة يؤدي إلى فقدان الأمل والهدف في الحياة، ما يزيد من الشّعور بالضياع والانهيار النّفسي، بالإضافة إلى انعدام معنى و غياب هدف للوجود ويصاحب هذه الأزمة الوجوديّة من أمراض أخرى.
– غياب الطمأنينة الرّوحيّة: على الرّغم من إيمان الرّبوبيين بوجود إله، فإنّ غياب الإيمان بتدخل إلهي مباشر في حياتهم قد يمنعهم من الشّعور بالطمأنينة الرّوحيّة التي يشعر بها المؤمنون بالأديان التّقليديّة. هذا النقص في الدّعم الرّوحي، قد يجعلهم أكثر عرضة للتوتر والاضطرابات النّفسيّة والذي يدعم هذه النقطة هذه الدّراسة:
- دراسة من جامعة هارفارد: (Harvard University،2018 ) الذي يؤيد المذكور تناولت هذه الدّراسة العلاقة بين الدين والصّحة النّفسيّة، إذ وجدت إنّ الأشخاص الذين يمارسون الأنشطة الدّينيّة بانتظام كانوا أقلّ عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق مقارنة بالملحدين. الدّراسة أشارت إلى أنّ الدّين يوفر دعمًا اجتماعيًّا ومعنى للحياة، ما يساعد في تقليل مستويات التّوتر والقلق.
- التفكك الاجتماعي: يؤدي الإلحاد، بتأثيره السّلبي على القيم الأخلاقية والدّينيّة إلى تزايد التفكك الاجتماعي. يؤدي غياب القيم المشتركة التي تجمع أفراد المجتمع إلى تزايد العزلة والتّفكك الأسري والاجتماعي والذي يؤيد هذا الأمر الخطير على مستوى الفرد والمجتمع وضعف الهُويّة والقيم الأخلاقيّة، فالإلحاد يُضعف الهُويّة الدّينيّة والثقافية للأفراد، ما يجعلهم عرضة للتأثر بالأفكار الغربيّة التي قد لا تتناسب مع قيمهم وتقاليدهم. هذا الضّعف في الهُويّة يؤدي إلى تزايد النّزعة الفرديّة والأنانيّة، لإلحاد غالبًا ما ينكر وجود مصدر مطلق للأخلاق، ما يؤدي إلى انتشار النسبيّة الأخلاقيّة.
- دراسة من معهد بيو للأبحاث: (Pew Research Center،2016 ) وجدت أن الدول ذات النّسبة العالية من الإلحاد مثل السويد والدّنمارك أظهرت تراجعًا في التماسك الاجتماعي، وارتفاعًا في معدلات الانعزال الاجتماعي والتّفكك الأسري.
- دراسة من جامعة شيكاغو: (University of Chicago،2013 ) أشارت الدّراسة إلى أنّ المجتمعات التي يكون فيها الإلحاد أكثر انتشارًا تعاني من انخفاض ملحوظ في مستويات الثقة بين الأفراد، ما يساهم في زيادة التّفكك الاجتماعي بالإضافة إلى الشعور بالانعزال عن الآخرين وعدم المشاركة في المناسبات الاجتماعيّة وانهدام البعد الخيري للملحدين تجاه الآخر.
آخيرًا لإلحاد بمقتضى الدّراسات السّابقة والملاحظة العامة وحتى الوجدان هو دعوة للهروب من التكاليف الشّرعيّة، واستبدال للمحتوى العميق بآخر رخو وبشكل غير مباشر هو دعوة للعنف ضد في مواجهة الفطرة البشرية والدّينيّة، على أي عاقل إذا جمع هذه الآثار ولحظ من يستفيد منها وإلى ماذا تؤدي أيضًا كانت نتيجتها الوخيمة والمدمرة ليس فقط للإنسان بل على محيطه ومآله الأخير.
أساليب و توصيات من الاستبيانات لمواجهة التّأثير السّلبي للإعلام الموجه:
- تعزيز التربية الإعلاميّة الواعية
أ. تطوير مناهج تعليميّة متكاملة: لتحقيق الوقاية من المخادع الفكرية، يجب تطوير مناهج تعليميّة متكاملة تشمل التربية الإعلاميّة. هذه المناهج ينبغي أن تكون جزءًا أساسيًّا من النظام التعليمي، بدءًا من المرحلة الابتدائيّة وحتى التعليم العالي. يجب أن تركز هذه المناهج على:
– تحليل المحتوى الإعلامي: تدريب الطلاب على تحليل الرسائل الإعلاميّة بشكل نقدي، مع التركيز على كيفية تمييز المعلومات المضللة من الحقائق.
– التعرف إلى تقنيات التّأثير الإعلامي: تعليم الطلاب تقنيات التّأثير النّفسي والإقناعي التي يستخدمها الإعلام، مثل الإطار السّردي، والصور النمطية، والتّحيز الإعلامي.
– تعزيز الوعي الثقافي والدّينيّ: تعزيز فهم الطلاب للثقافة والدين من خلال ربطها بالتحليل الإعلامي، ما يساعدهم على بناء حاجز معرفي ضد التّأثيرات السلبية.
تطبيق عملي: يمكن الاستفادة من تجارب دول مثل فنلندا التي أدخلت التّربية الإعلاميّة كجزء من المنهج الدراسي، ما ساهم في رفع وعي الطلاب وجعلهم أقل عرضة للتأثيرات الإعلاميّة الضارة.
ب. برامج تدريبية للمعلمين وأولياء الأمور: لضمان فعالية التّربية الإعلاميّة، يجب تدريب المعلمين وأولياء الأمور على كيفيّة نقل هذه المعرفة بشكل فعال. يمكن تطوير برامج تدريبيّة تتضمن:
– ورش عمل للمعلمين: لتزويدهم بأدوات وأساليب تعليم التربية الإعلاميّة بشكل مبتكر وفعال.
– برامج توعية لأولياء الأمور: تساعدهم على دعم أبنائهم في مواجهة الإعلام الموجه، من خلال توجيههم لمشاهدة المحتوى الإعلامي النّقدي والمفيد.
تطبيق عملي: يمكن تنظيم ورش عمل على المستوى المحلي بالتعاون مع الجامعات ومراكز البحث المتخصصة في الإعلام والدراسات الثقافية، كما تم تطبيقه في بعض الدول الأوروبية.
- دعم الإعلام المحلي وتعزيز الهُويّة الثقافيّة
أ. إنشاء ودعم منصات إعلاميّة محليّة: لتجنب التّأثيرات السّلبيّة للإعلام الغربي الموجه، يجب إنشاء منصات إعلامية محلية تعكس القيم والثقافة المحليّة ودعمها. يمكن تحقيق ذلك من خلال:
– تمويل حكومي ومجتمعي: دعم مالي من الحكومات والمؤسسات المجتمعيّة لإنشاء قنوات تلفزيونيّة وإذاعية، بالإضافة إلى منصات رقمية تنشر محتوى ثقافي وديني يتماشى مع الهُويّة المحليّة.
– تدريب الإعلاميين المحليين: إعداد جيل من الإعلاميين المحليين المدربين على نقل المحتوى بطريقة جذابة وعصرية من دون التّفريط في القيم الثقافيّة والدّينيّة.
تطبيق عملي: تجربة الجزيرة للأطفال كانت نموذجًا ناجحًا في تقديم محتوى إعلامي موجه للأطفال يعزز الهُويّة الثقافيّة الإسلاميّة مع تقديمه بأسلوب حديث وجذاب.
ب. إنتاج محتوى ثقافي وديني جذاب: للحفاظ على الهُويّة الثقافية، والدّينيّة من الضّروري إنتاج محتوى إعلامي جذاب يستهدف الفئات العمريّة جميعها. هذا المحتوى يجب أن:
– يستخدم التكنولوجيا الحديثة: مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي لخلق تجارب تعليميّة تفاعليّة تعزز من ارتباط الجمهور بالثقافة والدين.
– يركز على القيم المشتركة: يجب أن يسلط الضوء على القيم الإنسانيّة المشتركة مثل العدالة، الإحسان، والعفو، لخلق محتوى يعزز التّفاهم والانسجام الاجتماعي.
تطبيق عملي: مشروع “مكتبة الحكايات العربيّة” الذي يهدف إلى إنتاج قصص تفاعليّة إلكترونية مستوحاة من التراث العربي والإسلامي للأطفال والشّباب.
- إعادة الاعتبار للقدوة الصالحة
أ. إحياء سير الشّخصيات التّاريخيّة: للحفاظ على الهُويّة الثقافية والدّينيّة، من الضروري إحياء سير الشّخصيّات التّاريخيّة والقدوات الصّالحة التي جسدت القيم الإسلاميّة في سلوكها. يمكن تحقيق ذلك من خلال:
– إنتاج أفلام وسلسلات تاريخيّة: تروي قصص هذه الشّخصيات بأسلوب يجذب المشاهدين، مع التركيز على الدروس والعبر المستخلصة من حياتهم.
– إدراج هذه السير في المناهج الدّراسيّة: لتصبح جزءًا من التعليم المدرسي والجامعي، ما يعزز من ارتباط الأجيال الجديدة بتاريخهم وثقافتهم.
ب. تشجيع الشخصيات المعاصرة على لعب دور القدوة: يجب تشجيع الشخصيات المعاصرة التي تعكس القيم الإسلاميّة، سواء أكانوا علماء دين، مفكرين، أو حتى رياضيين وفنانين، على تأدية دور القدوة. يمكن تعزيز هذا الدّور من خلال:
– الظهور الإعلامي المدروس: على هذه الشّخصيات أن تظهر في الإعلام بشكل مدروس يتناسب مع القيم التي يمثلونها، وتقديم نصائح عمليّة للشباب.
– المشاركة في المبادرات الاجتماعيّة: لتكون هذه الشخصيات نموذجًا يُحتذى به في العمل الخيري والاجتماعي.
تطبيق عملي: الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان مثالًا للقدوة الصّالحة في العمل الخيري والإنساني، ووُثِّق ذلك في العديد من الأفلام الوثائقيّة.
أسباب ضعف المحتوى الإعلامي الدّينيّ
يواجه الإعلام الديني تحديات متعددة، منها تركيزه على الخطاب الوعظي التقليدي الذي لا يتماشى مع متطلبات الجمهور المعاصر، خاصة في ظل التحولات الثقافية والاجتماعية. هذا الخطاب المباشر يقلل من جاذبية الإعلام الديني ويفقده فعاليته في التفاعل مع الجمهور. وفقًا لدراسة Challenges Facing Religious Media in the Digital Age، يُعزى هذا إلى قلة التمويل، وضعف الابتكار، والتفاعل المحدود مع وسائل التواصل الاجتماعي. كما تدعم دراسة أخرى بعنوان Religious Media and Modern Audiences: A Study of Engagement and Impact هذا التحليل، حيث تشير إلى أن اعتماد الأساليب التقليدية وضعف مواكبة التطورات الثقافية يؤدي إلى ضعف تأثير الإعلام الديني.
- قلة الموارد المالية والبشرية: تعاني المؤسسات الإعلامية الدينية من نقص في التمويل والتدريب، ما ينعكس سلبًا على جودة المحتوى. وفقًا لدراسة من جامعة أكسفورد (2020)، يؤدي هذا النقص إلى تقديم محتوى تقليدي لا يواكب تطلعات الشباب.
- الغياب عن قضايا العصر: الإعلام الديني الذي لا يتفاعل مع التحديات الحديثة يفقد جمهوره الشاب. دراسة من مركز بيو للأبحاث (2018) وجدت أن الخطاب الديني غالبًا ما يركز على قضايا تاريخية قديمة، بينما يغفل عن القضايا المعاصرة مثل البطالة والتمييز وتأثير التكنولوجيا الحديثة على القيم الدينية.
- عدم توظيف التكنولوجيا الحديثة: غياب استخدام وسائل الاتصال الفعالة مثل وسائل التواصل الاجتماعي يجعل الإعلام الديني بعيدًا عن الشباب. أظهرت دراسة من جامعة هارفارد (2019) أن استخدام التكنولوجيا مثل تطبيقات الهواتف والبث الحي يزيد من وصول الإعلام الديني إلى جمهور أوسع، لكن العديد من المنظمات الدينية لا تزال تستخدم أساليب تقليدية تفقد اهتمام الشباب.
أثر ضعف الإعلام الديني
- الانحراف الأخلاقي والسلوكي: يؤدي ضعف الإعلام الديني إلى تراجع القيم الأخلاقية، مما يجعل الشباب عرضة للسلوكيات المنحرفة مثل تعاطي المخدرات والعنف. دراسة منظمة الصحة العالمية (2019) تشير إلى أن الشباب الذين يعانون من نقص التوجيه الديني هم أكثر عرضة للسلوكيات الخطرة.
- انتشار الفكر المتطرف: غياب التوجيه الديني المعتدل يمكن أن يؤدي إلى تطرف الشباب. دراسة من مركز دراسات التطرف (2018) تؤكد أن الشباب الذين يفتقرون إلى الإعلام الديني الجيد قد ينخرطون في جماعات متطرفة.
- فقدان الإيمان: ضعف الإعلام الديني قد يؤدي إلى فقدان الشباب للإيمان والشعور بالهدف في الحياة، مما يزيد من معدلات الانتحار والاكتئاب. دراسة من جامعة هارفارد (2016) أظهرت وجود علاقة بين ضعف الإيمان وارتفاع معدلات الانتحار.
- النزعة المادية والاستهلاكية: عندما يفشل الإعلام الديني في تقديم قيم روحية وأخلاقية، يميل الشباب نحو النزعة المادية والاستهلاكية. دراسة من معهد الدراسات الاجتماعية (2018) توضح أن تراجع الإعلام الديني يعزز من النزعة الاستهلاكية.
- زيادة الاكتئاب والأمراض النفسية: الفراغ الروحي الناتج عن ضعف الإعلام الديني يزيد من معدلات الاكتئاب بين الشباب. دراسة من جامعة ييل (2017) أظهرت أن الشباب الذين لا يتعرضون لمحتوى ديني قوي يعانون من معدلات أعلى من القلق والاكتئاب.
التوصيات
- تحفيز الابتكار الديني الرقمي: تطوير أدوات وتقنيات تكنولوجية متقدمة مثل الواقع الافتراضي والتطبيقات الذكية لتقديم المحتوى الديني بطريقة تفاعلية تتيح للشباب تجربة تعليمية روحانية تتناسب مع تطلعاتهم الرقمية.
- تعزيز التكامل بين الإعلام الديني والمجالات العلمية: إدماج الأبحاث العلمية الحديثة في المحتوى الديني لتقديم منظور متوازن يجمع بين الإيمان والعقل، مما يساعد على مواجهة الخطابات الإلحادية التي تقدم العلم كبديل للدين.
- بناء شراكات بين الإعلام الديني والمؤسسات التعليمية: إنشاء برامج تعاون بين الإعلام الديني والمؤسسات الأكاديمية لتعزيز دور الإعلام في تطوير الوعي الديني بطريقة تناسب السياق التعليمي وتخدم أهداف التربية الروحية.
- إنشاء مختبرات ثقافية شبابية: تأسيس مراكز ثقافية شبابية تتعاون مع الإعلام الديني لخلق مساحات حوار بين الشباب والعلماء والمفكرين، تهدف إلى مناقشة التحديات الفكرية المعاصرة وتعزيز الانتماء الديني والثقافي.
- إطلاق مسابقات إبداعية دينية: تشجيع علماء الدين و شبابه المختص على إنتاج محتوى ديني إبداعي من خلال مسابقات ومنصات تعرض أفكارهم وتدعم تطويرهم الفكري، مما يعزز من حضورهم في المشهد الإعلامي.
- تطوير محتوى ديني يعزز الصحة النفسية: الاستفادة من الأبحاث النفسية لتقديم محتوى ديني يركز على دعم الصحة النفسية، مما يساعد الشباب على التعامل مع التوتر والقلق من خلال أدوات دينية وروحية.
- إعادة بناء الثقة في المؤسسات الدينية: تعزيز الشفافية والمصداقية في المؤسسات الدينية من خلال حملات إعلامية توضح دورها الاجتماعي والإيجابي، مما يعزز من ثقة الشباب في هذه المؤسسات.
- إحياء التراث الديني بلغة معاصرة: ترجمة وتحديث النصوص الدينية التراثية بلغة معاصرة وسهلة الفهم، مما يجعلها أكثر جاذبية للشباب ويعيد إحياء القيم الروحية بأسلوب يلائم الزمن الحديث.
الخاتمة
في خضم التحديات الفكرية والثقافية التي يفرضها الإعلام الموجه، يظهر تأثيره الواضح على الهُويّة الدينية والقيم الاجتماعية للشباب في المجتمعات الإسلامية. من خلال هذه الدراسة، تم استعراض الأساليب التي يستخدمها الإعلام الغربي لزرع الفكر العلماني والترويج للإلحاد، مما يخلق تحديات عميقة تتطلب استجابة فعالة.
لقد أبرزت النتائج ضعف الإعلام الديني المحلي في التصدي لهذا التأثير، وأكدت الحاجة الملحة لتطوير خطاب ديني معاصر ينافس الإعلام الغربي بأساليبه الحديثة والجذابة. الحل لا يكمن فقط في مواجهة التأثيرات السلبية، بل في استثمار الطاقات الشبابية وتطوير منصات رقمية قادرة على جذب اهتمامهم وتعزيز ارتباطهم بدينهم وثقافتهم.
إن بناء مستقبل يعتمد على التفاعل بين الإعلام الديني والشباب يتطلب تعاونًا مستمرًا بين المؤسسات الدينية، التعليمية، والإعلامية، لضمان أن يبقى الدين عنصرًا فعّالًا في تشكيل هُويّة الشباب وتعزيز انتمائهم الاجتماعي والروحي. من خلال هذه الجهود المشتركة، يمكن تحقيق التوازن بين القيم الدينية والحداثة، وخلق جيل واعٍ قادر على مواجهة التحديات الفكرية بروح إيمانية راسخة.
المصادر والمراجع
-1 Smith، G. H. (1980). Atheism: The Case Against God. Prometheus Books.
2-عمارة، محمد. ظاهرة الإلحاد في المجتمعات العربية والإسلامية. دار الشروق.
-3 McChesney، R. W. (1999). Rich Media، Poor Democracy: Communication Politics in Dubious Times. University of Illinois Press.
4- صابات، خليل. الإعلام الموجه وخطاب الهيمنة. دار النهضة العربية.
-5Castells، M. (2010). The Power of Identity. Wiley-Blackwell.
6- المسيري، عبد الوهاب. الهُويّة والعولمة. دار الشروق.
-7 Durkheim، É. (1997). The Division of Labor in Society. Free Press.
8- حنفي، حسن. القيم الاجتماعيّة والتغيرات في العالم الإسلامي. مركز دراسات الوحدة العربية.
-9 World Health Organization (WHO). (2014). Mental Health: A State of Well-being. WHO.
10- حمودة، محمود. الصّحة النّفسيّة: الأسس النظرية والعلاجية. دار المعارف.
11- جامعة القاهرة. (2018). الإعلام وتشكيل الهُويّة الدّينيّة لدى الشّباب العربي. جامعة القاهرة.
12- الجامعة اللبنانية. (2020). تأثير الإعلام الغربي على القيم الدّينيّة والاجتماعيّة في المجتمع اللبناني. الجامعة اللبنانية.
-13Pew Research Center. (2016). The Role of Media in Shaping Secular Worldviews Among Youth. Pew Research Centre.
-14University of Oxford. (2018). Media Influence on Religious Beliefs in Multicultural Societies. University of Oxford.
-15Harvard University. (2018). The Relationship Between Religion and Mental Health. Harvard University.
-16 Pew Research Centre. (2016). Atheism and Social Cohesion in Secular Societies. Pew Research Centre.
-17University of Chicago. (2013). Social Isolation and Religious Decline: A Study on Atheism in Secular Communities. University of Chicago.
-18Pew Research Centre. (2016). The Decline of Social Cohesion in Secular Societies. Pew Research Centre.
1- طالب دكتوراه في الجامعة الإسلاميّة – بيروت- لبنان – قسم الدّراسات الإسلاميّة.
PhD student at the Islamic University – Beirut – Lebanon – Department of Islamic Studies. Email: ezzeddine.mohamad@live.com