ظهور حركة البساسيري ودور طغرلبك في القضاء عليها
(450 – 451ه/ 1058 – 1059م)
أثير قاسم اللفتة*
المقدمة
مرت الدولة العباسية في عصورها المتأخرة بمراحل عصيبة من الضعف والتخلخل، ما سمح لكثير من أصحاب الأهواء الطمع فيها، والرغبة في السيطرة على مجريات الحكم فيها فقامت في كيان الدولة العباسية الكثير من الكيانات السياسية الإسلامية المتعددة المذاهب والميول، وكان من أبرز هذه الكيانات البويهيين الذين سيطروا على الخلافة العباسية وأصبحت السلطة في أيديهم، وفي الوقت الذي لم يعد الخليفة فيه إلا رمزًا دينيًا . وخلال هذه الحقبة ظهر الفاطميّون كقوى سعت إلى السيطرة على الخلافة وعملت على نشر مذهبها في العراق والشام، في ظل هذا الوضع لم يكن أمام الخلافة سوى اللجوء إلى قوة متقابلة ج ديدة لإعادة هيبة الخلافة حسب ادعائهم، فكان لظهور السلاجقة دور بارز في استعادة الخلفاء من الفاطميين، وأبرزهم (البساسيري) مقدم الأتراك في بغداد – الذي لمع نجمه في سماء الخلافة العباسية، وأصبحت مقاليد الحكم في يده, فثار وانقلب على الخلافة العباسية إثر دخول السلاجقة بغداد العام 447 هجري/ 1055ميلادي، وعمل على الاتصال بالفاطميين للحصول على الدعم والمساندة، مقابل إحيائه الخلافة الفاطمية في بغداد، لكن طغرلبك لم يتح لهم مجالا، فسرعان ما تخلص من البساسيري وقضى على حركته في حقبة وجيزة، وعمل على استرجاع الخلافة العباسية واستعادة المكانة التي كانت لها.
أ – ظهور ألبساسيري في الدولة العباسية
هو أبو الحارث إرسلان بن عبدالله مقدم الأتراك ببغداد ويقال: إنه كان مملوك بهاء الدولة البويهي، وينسب إلى بلده بسا(1). وكان أحد أمراء الأصفهلارية، فعظم أمره واستفحل شأنه وقويت هيبته, عينه الخليفة رئيسًا للأتراك, فقويت شوكته وكثرت عدته وغلب أمره على القائم بأمر الله, وقهر نوابه وامتهن خاصته وأصحابه, وخوفهم من شره حتى أمره أنّ يأخذ الجاني من حرم الخليفة ويفعل ما يشاء, ولا يُمانع له ولا يُدافع عنه(2), وكان الخليفة القائم لايقطع أمرًا من دونه, ولايحل ولا يعقد إلا عن رأيه, وقلد الأمور كلها وخطب على منابر العراق وخوزستان فهابته الملوك والأمراء العرب والعجم؛(3) وفي الوقت الذي على سطع فيه نجم البساسيري وارتفعت سلطته, قام الخليفة القائم بتعيين أبي القاسم بن المسلمة كاتبًا له في سنة (436ه/ 1034م), وكان ابن المسلمة في منزلة عالية عند الخليفة حيث إنّه استوزره في السنة التالية ولقبه برئيس الرؤساء, ويبدو أنّ هذه المكانة والاختلاف العقائدي بينه وبين البساسيري أثارت أسباب الخلاف بينهما(4) حيث كان رئيس الرؤساء يضلع بالسلطة والتحكم بأمور البلاد, فعمل على إفساد العلاقة بين الخليفة والبساسيري في محاولة التخلص منه بسبب حقده عليه لعلو شأنه(5) لأن نفوذ البساسيري قد وصل إلى مناطق واسعة من العراق, ففي سنة (444ه / 1052م) سار جمع من بني عقيل إلى بلد العجم من أعمال العراق فنهبوها وأخذوا من أموالها الكثير, وكان في المنطقة إقطاع للبساسيري, فسار من بغداد والتقى وجماعته بهم وكانوا بقيادة إبي الكمال بن المقلد واقتتلوا قتالاً شديدًا وأبلوا بلاءًا وقتلوا جماعة من الفريقين؛(6) وفي شهر ذي القعد في السنة نفسها ملك البساسيري الأنبار ودخلها أصحابه وكان سبب مُلكِه لها أنّ قرواشا أساء لأهلها, فسار جماعة منهم إلى البساسيري وسألوه أن ينقذهم وأن يلحق بهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* طالب دكتوراه في الجامعة اللبنانيّة – التاريخ الحديث.
جيشًا لكي يسلموا اليه الأنبار, وعصيه ذلك وسير معهم جيشًا فتسلموا الأنبار ولحقهم البساسيري وأحسن إلى أهلها، ثم عاد إلى بغداد(7)، ثم قصد البساسيري ناحية الدزدار، وملكها، وغنم ما فيها, وكان سعد ابن أبي الشوك قد ملكها وسورها وحصنها, ما جعل منها معقلاً يتحصن فيه، ويدخر بها كل ما يغنمه, فأخذه البساسيري جميعه(8).
وفي العام (444ه/ 1053م) قام الملك الرحيم بتسيير جيش مع الوزير والبساسيري إلى البصرة، وكان فيها أخوه، وأبوه علي بن أبي كاليجار فحاصروه، وقد أخرج عسكره في سفن لقتالهم فأقتتلوا أيامًا عدّة، ثم انهزم البصريون إلى الماء في البصرة, واستولى عسكر الملك الرحيم على دجلة والأنهار جميعًا, فدخلوها وأعطوا الأمان لأهلها, وأقام بالبصرة ليصلح أمرها وسلمها إلى البساسيري ومضى إلى الأهواز(9) كما تصدى إلى الأكراد وجمعٍ من الأعراب في العام (445ه/ 1053م) الذين قد أفسدوا في البلاد، وقاموا بقطع الطريق، ونهبوا القرى, فسار إليهم، وتبعم إلى البوازيج فأوقع بطوائف كثيرة منهم، وقتل منهم عددًا كبيرًا، وغنم أموالهم(10)، وفي شهر شعبان من العام (446ه/ 1054م) قام أبو المعالي قريش بن بدران، ونهب مدينة الأنبار، وخطب فيها لطغرلبك، ونهب ما كان بها للبساسيري, الذي غضب جراء ذلك وقد زاد غضبه عندما علم أن الخليفة قد احتفى برسولَين من قبل قريش بن بدران أمير الموصل, وهما أبو الغنائم، وأبو سعد أنبان المحلبان، ووصلا إلى بغداد سرًا, ولما حاول القبض عليهما لم يتمكن من ذلك بسبب الوزير رئيس الرؤساء(11)، وتعدُّ هذه الحادثه الإشارة الأولى لتوجه الخلافة العباسية إلى السلاجقة.
ب – قيام حركة البساسيري ودور طغرلبك في القضاء عليها
بعد اشتعال نار الفتنة بين البساسيري وكل من الخليفة القائم ورئيس الرؤساء – كما أشرنا سابقا – ازداد الأمر سوءًا يومًا بعد يوم ففي سنة (447ه / 1055م) قبيل دخول طغرلبك بغداد, ثارت جماعة من أهل السنة في بغداد وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, فحضروا إلى الديوان، وطلبوا أن يؤذن لهم في ذلك، وأن يقوم أصحاب الديوان بمساعدته فأجيبو إلى ذلك(12)، وفي أثناء ذلك حمل أبو سعد النصراني صاحب البساسيري في سفينة ستمائة جرة خمرًا يصدرها إلى البساسيري بواسط في ربيع الأول, فحضر ابن سكره الهاشمي وغيره من الأعيان في هذا الباب, وتبعهم خلق كثير, حاجب المراتب من قبل الديوان, وقصدوا السفينة وكسروا جرار الخمر وأراقوها, فبلغ ذلك البساسيري فغضب كثيرا, ونسب ما جرى إلى رئيس الرؤساء, ولكي يحسن موقفه أمام الخليفة, عمل على كتب فتاوى أخذ فيها خطوط الفقهاء الحنيفه بأن الذي فعل من كسر الجرار، وأراقة الخمر تعد غير واجبه، وهي ملك رجل نصراني(13)، لكن رئيس الرؤساء لم يسكت على ذلك, فألّب الأتراك البغداديين على البساسيري، وشجعهم على ذمه، ونسب كل ما يجري من نقص إليه, ما أدى طمعهم به، وزادوا على ما أراده رئيس الوزراء, الذي عمل على اتهام البساسيري عند الخليفة أنه كاتب اليازوري وزير االمستنصر الفاطمي, الأمر الذي أغضب الخليفة وأمر بأبعاده.(14) وكان البساسيري قد رحل إلى رحبة عند سماعه بوصول طغرلبك إلى الفرات, وبعد ما فعله السلطان بالملك الرحيم, رحل إلى البساسيري الأتراك الهاربون من السلطان وعندها أصبحت للبساسيري قوة, فكاتب المستنصر يرغبه في التحيز له، ويستأذنه لقدومه عليه مصر, فأشار اليازوري على المستنصر ألا يفسح له المجال في دخوله مصر, فأنه كثير الحاشية, وكان له في بغداد إقطاع لا يمكن أن يكون له بمصر مثله, فأجيب البساسيري بعد السماح له بالذهاب إلى مصر,(15) ولم يكن على الرغم من ذلك ليتخلى الفاطميون عنه, وحسبوه من اتباعهم في العراق, وكتب له المستنصرية بولاية الرحبة(16). شعر الببساسيري بقوة رجاله عندها استغل انشغال طغرلبك في ترتيب الأوضاع في بغداد, فقام بالهجوم على سنجار,(17) وكان ذلك في العام (448ه/ 1056م) فكتب إلى اليازوري يذكره برغبته في الانحياز إلى الدولة الفاطمية, وكان معه ثلاثمائة غلام, فأمده بالمؤيد في الدين داعي الدعاة الشيرازي وأمده بالأموال,(18) فوصل إلى البساسيري ومعه من المستنصر خمسمائة ألف دينار، ومن الثياب ما قيمته مثل ذلك, وخمسمائة فرس وعشرة الآف قوس، وألوف من السيوف، ومن الرماح والنِّشاب الشيء الكثير(19).
وكان يقف الى جانب البساسيري نور الدولة ابن دبيس بن فريد الأسدي, فبعث طغرلبك ألف وخمسمائة فارس إلى سنجار, فكانت معركة كبرى خرج منها البساسيري سالمًا, ولم ينج من هذه المعركه سوى مائتا فارس(20).
بعدها قام البساسيري بالخطبة للمستنصر بالله بالموصل وديار ربيعه (21), وأصبحت بلاد الشام مركزًا مهمًا وقام فيها داعي الدعاة لمعاضدة البساسيري في العراق, وجعلهاهمزة الموصل بينه وبين القوى السياسية في شمال الشام من جهة أخرى(22), وعمل البساسيري على نقل جميع المنابر في تلك المناطق من يسار القبلة إلى يمينها, وتظاهروا بالأعلام البيض، وانضم إليهم كل عسكر كان بين مصر والموصل, إلا أن أحمد بن مروان افتدى نفسه بالأموال بعد أن أقام الدعوة للمستنصر، وخطب من حضرته بالأمير الأجل عز الدولة وعمادها ذي الصرامتين سعد الدين مولى أمير المؤمنين,(23) ولقد لقي قتلمش قائد طغرلبك من أهل سنجار الأذى الكثير, وبالغوا في أذاه وأذى أصحابه, وجرح ابن بدران, وأوى إلى نور الدولة دبيس جريحًا, فأعطاه خلعة كانت قد نفذت من مصر، فلبسها وصار في حملتهم بعدها سار إلى الموصل، وخطب فيها للمستنصر الفاطمي, وكاتب هو وجماعته الخليفة المصري بطاعتهم له, فأرسل للبساسيري الخلع من مصر كما أرسلها إلى نور الدولة دبيس, وأبي الفتح بن وارم، وشبيب بن وثاب، وصاحبي ديار ربيعه وديار بكر, ولمقبل بن بدران ولقريش والأخرين(24). وعندما وصل الخبر إلى بغداد بما حدث في سنجار, خرج السلطان إلى الموصل, وكان قد أقام في بغداد ثلاثة عشر شهرًا لم يلتق الخليفة بها(25), فتوجه إلى نصبين(26), وفي هذه الأثناء كان نور الدولة دبيس وقريش بن بدران, قد عادا في سنة (448ه/ 1056م) إلى طاعة طغرلبك, فوصل البساسيري عند سماعه بقدوم طغرلبك إلى رحبة, وتبعه الموالين له الأتراك, ومقبل ابن المقلد، وجماعته من بني عقيل, فتوجه طغرلبك إلى ديار بكر بعد أن انتهى من العرب, وكانت تحت يد ابن مروان الذي كان يرسل إلى السلطان كل يوم الهدايا والثلج, وكان قتلمش قد شكا إلى السلطان عما لقيه من أهل سنجار أيام الحادثة, البساسيري ففتحها عنوة، وسلّمها هي والموصل إلى أخيه إبراهيم ينال، وعاد إلى بغداد سنة (449ه/ 1057م)(27).عندما اقترب السلطان فأبلغه سلام الخليفة, فقبل الأرض وقدم رئيس الرؤساء جاما من الذهب، وألبسه فرجية جاءت معه من عند الخليفة ووضع العمامة على مخدته فقبل السلطان الأرض, وعندما وصل إلى بغداد, طلب الأذن بالاجتماع بالخليفة فأذن له في ذلك(28), فجلس الخليفة يوم السبت لخمس باقين من ذي القعدة جلوسًا عامًا, وحضر وجوه عسكر السلطان وأعيان بغداد. وحضر السلطان في الماء وأصحابه حوله في السميرات, فلما خرج من السميرية, ركب فرسًا من مراكب الخليفة فحضر عند الخليفة الذي كان على سرير عالٍ نحو سبعة أذرع, وعليه بُردة النبي(صلى الله عليه واله وسلم) وبيده قضيب الخيزران فقبّل السلطان، وقبّل الأرض، وقبّل يده, وطلب الخليفه من رئيس االرؤساء أن يجلسه بجانبه على كرسيه(29)، وطلب منه أن يترجم قائلاً : قال له إن أمير المؤمنين شاكرًا لسعيك, حامدًا لفضلك, متأنسًا لقربك, وقد ولاك جميع ما ولاه الله من بلاده ورد عليك مراعاة عبادة, فأتقي الله في ما ولاك وأعرف نعمته في جميع ذلك, واجتهد في نشر العدل, وكف الظلم وأصلاح الرعية(30). فقام السلطان فقبّل الأرض بعد أن ترجم له وزيره أنّه يقول : أنا خادم أمير المؤمنين ومتصرف على أمره ونهيه, ومتشرف بما أهلني له واستخدمني فيه, ومن الله استمد المعونة والتوفيق,(31) بعد ذلك أمر الخليفة السلطان أن ينهض للبس الخلعة, فقام إلى بيت البهو, فأفيض عليه سبع خلع وتاج, ثم عاد فجلس على السرير بعدما قبل يد الخليفة ورام بتقبيل الأرض, فأخرج الخليفة سيفًا قلده إياه(32), وخاطبه بملك الشرق والغرب وكان هذا في العام (449ه/ 1057م)(33)، وأحضرت ثلاثة ألوية فعقد منها الخليفة لواء بيده, وأحضر العهد إلى الملك، وقرأ بين يديه بحضره الخليفة الذي أوصاه بتقوى الله والعدل, ثم نهض وقبّل يد الخليفة ووضعها على عينه,(34) ثم خرج بأبهة عظيمة إلى داره وبين يديه الحجاب والجيش بكامله, وجاء الناس للسلام عليه وأرسل الخليفة خمسين ألف دينار وخمسين غلامًا أتراكًا بمراكبهم وسلاحهم ومناطقهم, وخمسمائة ثوب أنواعها, وأعطى رئيس الرؤساء خمسه الآف دينار وخمسين قطعة قماش وغير ذلك(35). وفي العام (451ه/ 1059م) خرج إبراهيم ينال من الموصل إلى بلاد الجبل, فنسب السلطان طغرلبك رحيله إلى العصيان, وأرسل يستدعيه وصحبته الفريضة التي خلعها عليه الخليفة, وكتب الخليفة أيضًا كتابًا يتضمن المعنى ذاته فرجع إبراهيم إلى السلطان, وكان في بغداد, فاستقبله الوزير الكندري, وخلع عليه الخلع التي أرسلها الخليفة إليه(36).
عندما رحل إبراهيم عن الموصل, قصدها البساسيري، ومنعه قريش بن بدران منها، فحاصرها، وملكا البلد في يوم دخولها وخطب بها الفاطميون(37), وبقيت القلعة وبها الخازن فحاصرها أربعه أشهر حتى أكل من بها دوابهم, ثم هدم البساسيري القلعة, وكان السلطان قد فرق عسكره في النيروز, وبقي في ألفي فارس حين بلغه الخبر, فسار إلى الموصل فلم يجد فيها أحدًا؛ إذ فارقها البساسيري، وقريش السلطان إلى نصبين, ليتابع ويخرجهم من البلاد(38), ففارقه أخوه إبراهيم وعصاه وهرب إلى همذان, بعد أن أرسله البساسيري، وأشار عليه بالعصيان, وكان يطعمه في الملك والتفرد به, فانفصل عن أخيه طغرلبك(39), مما دفع السلطان بالسير وراءه ليخمد ثورته, وكان قد ترك عساكره وراءه, فتفرقوا وقل من لحق به منهم, ورجع الوزير الكندري وزوجة السلطان خاتون وربيبته أنوشروان إلى بغداد, وبقي معهم من عسكر السلطان في العام (451ه/ 1059م).(40)
وقد انتشر الخبر بوصول طغرلبك إلى همدان, وكانت قوة إبراهيم قد زادت, وقوي أمره, واجتمعت العساكر حوله وحوصر السلطان بهمدان, وانزعج الناس لذلك, وكان السلطان قد انفذ رسالة إلى ابن أخيه ألب إرسلان في سجستان(41) قائلاً: إنّ أخي نازعني حقي وسعى في إفساد ملكي, ولا بد من إعانتك وإمدادك(42) فسار ألب إرسلان من فوره, فوصل إلى حدود العراق في مدة عشرة أيام, وعلى طريق المفارزه اجتمع مع السلطان طغرلبك, فعملا على تجهيز الجيوش في التاسع عشر من جمادى الأخرة من سنه (451ه/ 1059م)، وسارا إلى خصمهما ولما صار وقت الضهر من ذلك اليوم أمسك ألب أرسلان إبراهيم ينال وقاده أسيرًا إلى سرير عمة السلطان طغرلبك، وقتل إبراهيم يوم الأربعاء في التاسع عشر
من جمادى الآخرة من العام نفسه(43). وكان البساسيري عندما سمع بتمرد إبراهيم ينال توجه إلى بغداد, فوصل الخبر أنّه قد اقترب من الأنبار, فقوي عزم الكندري على الهروب, وأرادت الخاتون زوجه طغرلبك أن تقبض عليه, فتحوّل عنها إلى الجانب الغربي, وقطع الجسر بين الجانبين فنهبت داره, وذهبت إلى همذان, لأجل زوجها في عدد لابأس به من الجيش وسار الكندري معه أنوشروان وأم الخاتون المذكورة ومعها بقية الجيش إلى بلاد الأهواز, وبذلك بقيت بغداد ليس بها أحد من المقاتلة, كما أن الخليفة أراد الخروج من بغداد لكنه فضل البقاء في داره, ومكث بها اغترارًا, وعندما خلت البلد من المقاتلة قيل للناس من أراد الرّحيل من بغداد فليذهب حيث يشاء, وبكى الرجال والنساء والأطفال, وعبَر كثير منهم الجانب الغربي, وبلغت المعبرة في تلك الأيام دينارين لعدم وجود الجسر ؛ وذلك في يوم الأحد الثامن من ذي البطيحة, وجعل أصحاب نور الدولة يرحلون بأهاليهم فتبهم الأتراك؛(44) فوقف البساسيري في ج ماعته, وحمل عليه الجيش فأسر من أصحابه أبي الفتح بن وارم, وضرب فرس البساسيري بنشابة, وأراد قطعه ليسهل عليه النجاة, فلم يقطع وسقط عن الفرس, ووقع في وجهه ضربة, فأخذ كمشتين وقتله, وحمل رأسه إلى السلطان, وأخذت الأموال إلى أهل العراق, وأموال البساسيري ونساءه وأولاده, وهلك ناس كثيرون, وأمر السلطان بحمل رأس البساسيري إلى دار الخليفة, فوصل في منتصف ذي الحجة سنة إحدى وخمسين(45), فنظّف، وغسل، وجعل على قناة، وطيف به وصلب قبالة باب النوبي(46).
- أسباب فشل حركه البساسيري
لقد تظافرت عوامل عديدة أدت إلى فشل حركة البساسيري التي يمكن أن يكون أهمها:
- التغيير الحاصل في موقف المستنصر بالله من البساسيري في الحقبة الأخيرة, والتقصير في إرسال الأموال، والسلاح له مثل ما كان في بداية حركته, والسبب في هذا التغير بسبب الوشاية التي قام بها الوزير المغربي الذي قد هرب من البساسيري, فخوّف المستنصر منه, ولم يرد عليه بما طلب(47). إضافة للضعف الذي أصاب الدولة من انتكاسات في وضعها المالي(48).
- عودة المؤيد في الدين داعي الدعاة إلى مصر أفقد البساسيري الكثير من الدعم والرعاية والتشجيع, وذلك بسبب, أن الخليفة القائم بأمر الله قد غضب من الأمير البويهي أبي كاليجار, وهدده وأمر بإلقاء القبض على داعي الدعاة, وعندما سمع بذلك هرب إلى شيراز ومنها إلى مصر قبل بدء حركة البساسيري.(49)
- الانشقاق الذي حصل منذ البداية بين قريش بن بدران والبساسيري بسبب الأمان ألذي أعطاه قريش إلى الخليفة القائم, ولم يقبل به البساسيري أولاً وحصل بينهما خلاف حول قسمة مايحصلون عليه من ذهب من بغداد ثانيًا, ما أدى إلى انفصالها في نهاية الحركة(50).
- عدم تخلي طغرلبك عن الخليفة والخلافة العباسية, وقد تعزز وضع طغرلبك أكثر بعد إعادة الهدوء إلى الدولة, ومن الجدير بالذكر أن طغرلبك ماكان يقبل بأي وضع يبقي العراق من شأنه توفير موطأ قدم للفاطميين في العراق, إذ كانت المحافظة على الدولة العباسية من الثوابت السياسيّة السلجوقية تجاه الخلافة, وهذا يفسر لنا تردد الخليفة الفاطمي المستنصر بالله بدعم البساسيري دعمًا عسكريًا, إذ لو فعل ذلك لانعكس الأمر عليه, إذ لم يكن بمقدروه تحدي السلجوقية أو التوقف في وجهها في معركة كانت نتائجها محدده.
الخاتمة
كان قيام حركة البساسيري نتيجة عوامل متعددة متداخلة بعضها ببعض, منها ضعف الدولة العباسية، وفقدانها السيطرة على الأمور, وتعدد مراكز القوى فيها, وعدم وجود قوة ردع تحول دون توغل البساسيري في شؤؤن الدولة والسيطرة عليها. وفي تلك الأثناء تنبهت الدولة الفاطمية لوجوده فأخذت تنتهز الفرص لتتقرب اليه, لكي يكون مساندًا لها, وعنصرًا من عناصرها في كيان الدولة العباسية الأمر الذي شجعه على التمرد على الخليفة الذي اضطر إلى البحث عن قوة جديده تنقذه وتخلص دولته من الأخطار المحدقه بها, وقد تمثلت هذه القوة في السلاجقة الذين ظهروا في الدولة الإسلامية, فسعى إلى التقرب منهم، وعمل على إحضارهم إلى بغداد. فكان دخول طغرلبك إلى البلاد العام (447ه/ 1055م), وَعدَّ البساسيري دخوله إلى قلب الخلافة العباسيّة نهايه لسلطته ونفوذه, وقام بحركته مستغلًا الظروف التي مرت بها السلطة السلجوقية والمتمثلة بتمرد إبراهيم ينال. ولم يستهدف البساسيري السلاجقة أي تفويض حكمهم في العراق فقط, بل عمل على القضاءعلى الخلافة العباسية, وإعلان العراق جزءًا من الخلافة الفاطمية .إلا أنّ الأمال التي عقدها البساسيري تلاشت بعد عودة طغرلبك إلى العراق, إذ إنّ طغرلبك لم يسمح للبساسيري بالتّمادي في تمرده, وتخريبه في البلاد, فعمل على مواجهته والتصدي له, وقد نجح في القضاء عليه, وعلى حركته, وأعاد الخليفة إلى داره. ولولا تدخل السلاجقة لكانت الخلافة العباسية أخذت منحنى آخر ولربما كان سقوطها في مقتبل عمرها.
الهوامش
1 – بسا بالفتح يعرّبونها فيقولون فسا: مدينة بفارس, ذكرت في فسا وذكر الأديب أبو العباس أحمد بن علي بن بابا القاشي أن أرسلان البساسيري منسوب إليها, وينسب أهل فارس إلى بسا بساسيري. الحموي, ياقوت بن عبدالله الرومي (ت626ه/ 1228م) معجم البلدان ج 1, ص 489.
2 – السمعاني, أبو سعيد عبد الكريم (ت562ه/ 1167م) الأنساب, تحقيق عبدالله البارودي, دار الحنان, بيروت, 1978, ج 1, ص 346.
3 – ابن العديم, كمال الدين أبو القاسم (ت660ه/ 1262م), بغية الطلب في تاريخ حلب, تحقيق علي كريم, د. ط, مطبعة الجمعية التاريخية التركية, أنقرة, 1996, ص 1.
4 – سهيل زكار, تاريخ الدولة العربية في العصر العباسي الثاني, د. ط, مطبعة جامعة دمشق 1990, ص 148.
5 – تاج الدين ابن ميسر (677ه/ 1278م) أخبار مصر, تحقيق أيمن فؤاد السيد, د. ط, المعهد العلمي الفرنسي للأثار الشرقية, القاهرة 1981, ص 20.
6 – عليان الجالودي,تطور السلطنة وعلاقتها بالخلافة خلال العصر السلجوقي, رسالة دكتوراه غير منشورة,اشراف الدتور عبد العزيز الدوري,كلية الدراسات العليا,الجامعة الأردنية, 1996, ص 54.
7 – عز الدين ابو الحسن ابن الاثير (630ه/ 1232م)الكامل في التاريخ,مؤسسة التاريخ العربي, بيروت,ج6,ص145.
8 – المصدر نفسه,ج6,ص148.
9 – م.ن,ج6,ص148.
10 – م.ن,ج6,ص173.
11 – ابو الفداء, عماد الدين, (ت732ه/ 1331م)المختصر في اخبار البشر, تحقيق محمد ديوب, ط1, دار الكتب العلمية, بيروت, 1997, ج 1, ص 528. عبد الرحمن بن خلدون (808ه/ 1405م) تاريخ بن خلدون, مؤسسة الأعلمي, بيروت,1971,ج 3, ص 457.
12 – أبو الفداء, المختصر,ج 1, ص 528.
13 – ابن خلدون, تاريخ ابن خلدون, ج 4, ص 458.
14 – ابن الأثير, الكامل في التاريخ, ج 6, ص 178.
15 – القزويني, زكريا محمد محمود (ت622ه/ 1226م) آثار البلاد وأخبار العباد, د.ط, دار صادر, بيروت, د.س, ص 417 – مصطفى محمد رمضان, محاضرات في تاريخ الدولة العباسية, د.م, د.س, ص 196.
16 – القلانيسي, أبو يعلي حمزه (ت555ه/ 1160م) ذيل تاريخ دمشق, ط1, مطبعه الآباء اليسوعيين, بيروت, 1908, ص87.
17 – سنجار مدينة مشهورة من نواحي الجزيرة بينها وبين الموصل ثلاثة أيام, ياقوت الحموي, معجم البلدان,ج 3, ص 297.
18 – ابن الصيرفي (ت586ه/ 1090م) الأشاره إلى من نال الوزارة, تحقيق عبدالله مخلص, د.ط, مكتبه المثنى, بغداد, د.س, ص 44.
19 – – الشيرازي, المؤيد في الدين هبه الله داعي الداعاة (ت470ه/ 1077م) سيره المؤيد في الدين داعي الدعاة, تحقيق محمد كامل حسين, ط1, دار الكتاب المصري, القاهره, 1949, ص 100.
20 – ابن الصيرفي, الإشارة إلى من نال الوزارة, ص 44 – محمد الخضري بك, محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية, د.ط, دار المعرفة, بيروت, د.س, ص 422.
21 – ابن العمراني, محمد بن علي (ت580ه/ 1084م)الأنباء في تاريخ الخلفاء, تحقيق قاسم السامرائي, ط1, لايدن, 1973, ص 190.
22 – سليمان, حسين محمد, الدولة الإسلامية في العصر العباسي, د.ط, عالم الكتب, الرياض, 1984, ص 304.
23 – ابن العمراني, الأنباء في تاريخ الخلفاء, ص 190.
24 – ابن الأثير,الكامل في التاريخ, ج 6, ص 190.
25 – م.ن, ص 190.
26 – هي مدينة عامرة بينها وبين سنجار تسعة فراسخ,وبين الموصل تسعة أيام, ياقوت الحموي, معجم البلدان, ج 5, ص 233.
27 – ابن الجوزي: أبو الفرج عبد الرحمن (ت597ه/ 1200م) المنتظم في تاريخ الملوك والأمم, تحقيق محمد عبد القادر عطا, مصطفى عبد القادر عطا, ج 18, ط1, دار الكتب العلميه, بيروت, 1985, ج 15, ص 26.
28 – ابن الجوزي, المنتظم في تاريخ الملوك والآمم, ج 15, ص 26.
29 – ابن العمراني, الأنباء في تاريخ الخلفاء, ص 191.
30 – ابن الآثير, الكامل في التاريخ, ج 6, ص 195.
31 – ابن كثير أبو الفداء (ت774ه/ 1372م) البداية والنهاية, ج 14, مكتبه المعارف, بيروت, 1985, ج 12, ص 72.
32 – ابن الآثير, الكامل, ج 6, ص 195.
33 – حسين أمين, نظام الحكم في العصر السلجوقي, مجلة سومر, مديرية الآثار العامة, بغداد, 1964, ج 20, ص 212.
34 – ابن كثير, البداية والنهاية, ج 12, ص 72.
35 – م.ن, ص 72.
36 – ابن الأثير الكامل في التاريخ, ج 6, ص 198.
37 – شعبان, محمد عبد الحي, الدوله العباسية, د.ط, الأهلية للنشر, بيروت, 1981, ص 251.
38 – ابن الأثير,الكامل, ج 6, ص 199.
39 – الذهبي, الحافظ شمس الدين (ت748م/ 1347م) دول الإسلام, ط1, دار إحياء العلوم, قطر, 1988, ج 1, ص 264.
40 – ابن الجوزي, المنتظم, ج 15, ص 27.
41 – سجيستان اسم للناحية واسم قصبتها زرنج تقع جنوب هراة، وأرضها سبخة، ورياحها شديدة, ياقوت الحموي, معجم البلدان, ج 3, ص 214.
42 – الحسيني, صدر الدين علي, (622ه/ 1225م) زبدة التواريخ, تحقيق محمد نور الدين, دار اقرأ, بيروت, 1990, ص 61.
43 – م .ن, ص 61.
44 – ابن الأثير, الكامل, ج 6, ص 205.
45 – م, ن, ص 205.
46 – م, ن, ص 205 – عبد النعيم محمد حسنين, سلاجقة إيران والعراق, مكتبة النهضة المصرية, القاهرة, 1970, ص 42,
47 – ابن تغري بردي, جمال الدين أبو المحاسن (ت874ه/ 1469م) النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة, تحقيق محمد حسين, دار الكتب العلمية, بيروت,1992, ج 5, ص 11 – 12.
48 – ابن ميسر تاج الدين (ت677ه/ 1278م) المنتقى من أخبار مصر, تحقيق أيمن فؤاد السيد, د.ط, المعهد العلمي الفرنسي, القاهره, 1981, ص21.
49 – الشيرازي, سيرة المؤيد, ص 56 – 64 – 74.
50 – القزاز, عبد السلام محمد, الخليفة العباسي القائم بأمر الله, رساله ماجستير غير منشوره, أشراف عبد المنعم رشاد, جامعه الموصل كليه الآداب, 1988.
فهرس المصادر والمراجع
- ابن الأثير, عز الدين أبو الحسن (ت360ه/ 1232م) الكامل في التاريخ, 9ج, ط4, مؤسسه التاج العربي, ج 5/ ج 6, بيروت, 1994.
- الأصفهاني, محمد بن محمد (ت463ه/ 1200م) تاريخ آل سلجوق, اختصار الفتح بن علي البنداري, ط2, دار الأفاق الجديدة, بيروت, 1987.
3 – ابن تغري بردي, جمال الدين أبو المحاسن (ت874ه/ 1469م) النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة, تحقيق محمد حسين, ج 4/ ج 5, ط1, دار الكتب العلمية, بيروت, 1992.
4 – ابن الجوزي: أبو الفرج عبد الرحمن (ت597ه/ 1200م) المنتظم في تاريخ الملوك والأمم, تحقيق محمد عبد القادر عطا, مصطفى عبد القادر عطا, ج 18, ط1, دار الكتب العلميه, ج 14 – 15, بيروت, 1985.
- الحسيني, صدر الدين علي, (622ه/ 1225م) زبدة التواريخ, تحقيق محمد نور الدين, ط1, دار اقرأ, بيروت, 1990.
- الحموي, ياقوت (ت626ه/ 1228م)معجم البلدان, تحقيق فريد الخندري, ج 6, دار الكتب العلميه, ج 1,3,5, بيروت, 1990.
7 – ابن خلكان, أبو العباس شمس الدين (ت608م/ 1681م) وفيات الأعيان وأبناء أبناء الزمان, تحقيق إحسان عباس, ج 6, ط 1, دار صادر, بيروت, 1978.
8 – الذهبي, الحافظ شمس الدين (ت748م/ 1347م) دول الإسلام, ج 4, ط 1, دار إحياء العلوم, ج 1, قطر, 1988.
9 – السمعاني, أبو سعيد عبد الكريم (ت562ه/ 1167م) الأنساب, تحقيق عبدالله البارودي, ج 5, ط1, دار الحنان, ج 1, بيروت, 1978.
10 – الشيرازي, المؤيد في الدين هبه الله داعي الداعاة (ت470ه/ 1077م) سيره المؤيد في الدين داعي الدعاة, تحقيق محمد كامل حسين, ط1, دار الكتاب المصري, القاهرة, 1949.
11 – ابن الصيرفي (ت586ه/ 1090م) الإشاره إلى من نال الوزارة, تحقيق عبدالله مخلص, د.ط, مكتبه المثنى, بغداد, د. س, ص 44.
12 – ابن العديم, كمال الدين عمر (ت588ه/ 1660م) بغيه الطلب في تاريخ حلب, تحيق علي سويم, ج 11, مطبعه الجمعيه التاريخيه التركيه, أنقره, 1976.
13 – أبو الفدا, عماد الدين, (ت732ه/ 1331م) المختصر في أخبار البشر, تحقيق محمد ديوب, ج 1/ ج 2, ط1, دار الكتب العلميه, بيروت, 1997.
14 – القزويني, زكريا محمد محمود (ت622ه/ 1226م) آثار البلاد وأخبار العباد, د.ط, دار صادر, بيروت, د.س.
15 – القلانيسي, أبو يعلي حمزه (ت555ه/ 1160م) ذيل تاريخ دمشق, ط1, مطبعه الآباء اليسوعيين, بيروت, 1908.
16 – ابن كثير، أبو الفداء (ت774ه/ 1372م) البدايه والنهايه, ج 14, مكتبه المعارف, ج 12, بيروت, 1985.
17 – ابن ميسر تاج الدين (ت677ه/ 1278م) المنتقى من أخبار مصر, تحقيق أيمن فؤاد السيد, د.ط, المعهد العلمي الفرنسي, القاهرة, 1981.
المراجع العربية
- حسين عبد المنعم, سلاجقه إيران والعراق, ط1, مكتبة النهضة المصرية, القاهره, 1959.
- زكار, سهيل, الحروب الصليبيه, ج 1/ ج 2, ط2, دار حسان,, بيروت, 1984.
- ____, تاريخ الدولة العربية في العصر العباسي الثاني, د.ط, مطبعه جامعه دمشق 1990.
- سليمان, حسين محمد, الدولة الإسلامية في العصر العباسي, د.ط, عالم الكتب, الرياض, 1984.
- شعبان, محمد عبد الحي, الدولة العباسية, الأهلية للنشر, بيروت, 1981.
المراجع غير العربيه
- دهيفدا, أكبر, لغت نامت, تحقيق محمد معين سيد جعفر, ج 14, ط1, مؤسسه انتشارات وجاب دانشكاه, ج 8, طهران, 1373ه.
- Amir h.Siddiqi – Caliphate and Kingship In Medieval Persia Porcupine press.1977
البحوث والمقالات
- أمين, حسين, نظام الحكم في العصر السلجوقي, مجلة سومر, مديريه الأثار العامة, بغداد, ج 20, 1964.
رسائل غير منشورة
- الجالودي, عليان عبد الفتاح, تطور السلطنه وعلاقتها بالخلافه خلال العصر السلجوقي, رساله دكتواره غير منشوره, أشراف عبد العزيز الدوري, الجامعه الأردنيه, كيات الدراسات العليا, كانون الأول 1996.
- القزاز, عبد السلام محمد, الخليفه العباسي القائم بأمر الله, رساله ماجستير غير منشوره, إشراف عبد المنعم رشاد, جامعه الموصل كليه الآداب, 1988.