بعض الاتجاهات النفسيّة في ممارسة رياضة التفحيط لدى الشباب اللبنانيّين
(دراسة وصفيّة على عيّنة من الشباب في طرابلس وعكار)
د. جاكلين أيّوب*
مقدّمة البحث:
يمثّل الشباب الأساس في كلّ المجتمعات، لما يتمتّعون به من حماسة القلب، وذكاء العقل، وحبّ المغامرة، والتطلّع دائمًا إلى التجديد، ورفض التبعيّة والتقليد. يحاول كلّ شابّ في هذه المرحلة العمريّة إثبات ذاته، وهذه خاصّيّة طبيعيّة، ذلك أنّها الطريق الفعليّ لإظهار نفسه بطريقة أو بأخرى، وذلك للتعبير عن مكامنه وإبداعاته وتفرده، وما قد يحقّقه من إنجازات، ونجاحات تميّزه عن غيره، وهذه النزعة تكون من خلال التفوّق والتمايز في الحياة وفي المجتمع، وبطرق قد تختلف من شابّ إلى آخر تبعًا لثقافته، ونشأته، وطريق تطوّر مناحي حياته.
فسمات شخصيّة الشباب ترتبط بشكل أو بآخر بنموّه النفسيّ والاجتماعيّ، وبمراحل النموّ السابقة، والخبرات النفسيّة، والاجتماعيّة، والنسقيّة، التي تركت أثرًا عميقًا في الجهاز النفسيّ؛ إذ يرى فالون Wallon، أنّ النموّ هو مجموعة المراحل التي يمرّ بها الإنسان خلال دورة حياته، وهذه المراحل ليست منفصلة، بل هي سلسلة من المتتابعات التطوّريّة والنمائيّة المتداخلة والمستمرة، بشكل يجعل كلّ مرحلة امتدادًا وتمهيدًا للتي تسبقها، (Tran – Thong, 1992). لذا تعدّ مرحلة الشباب، أو ما يسمّى بمرحلة الرشد المبكّر، من المراحل المُهِمَّة في حياة الإنسان لأنّ الفرد يسعى فيها إلى إثبات ذاته في المجتمع، والاعتماد على النفس، وممارسة مسؤوليّاته الاجتماعيّة من أجل التوافق مع المجتمع ومع ذاته.
فصحّة وقوة المجتمعات وقوته تقاس بمدى توفّر الصحّة النفسيّة، وقوّة أفراد المجتمع، ولا سيّما الشباب، وفي هذه الأيّام تعيش هذه الفئة في عصر من التطور والتقدم والمدنية، التي على الرغم من نجاحها في تحقيق الكثير من أسباب الراحة للإنسان، قد خلقت له الكثير من الضغوط النفسيّة والمشكلات النفسيّة والسلوكيّة، كالسلوك العدوانيّ، واضطراب العلاقات مع الأهل والمحيط، بالإضافة إلى نقص تقدير الذات، والسعي إلى إثبات الذات عبر السلوكيّات المنحرفة في بعض الأحيان، التي أصبحت ظاهرة واسعة الانتشار، وغدت تميّز هذا العصر المليء بالصراعات والتوتّرات (العيسويّ، 2007)
فتقدير الذات هو، كما يعرّفه (كاريو – رونيان Cariou-Rognant AM, &all 2007)، هو نمط سلوكيّ من التواصل يتحدّد بالتناقض مع الأنماط السلوكيّة اللا – تكيّفيّة الثلاث التالية: السلوك السلبيّ (أو المصدود) inhibition ou blocage ، ويتميّز بواقع كون الفرد لا يحترم حاجاته، ولا حقوقه، ولا مشاعره الشخصيّة، أو أنّه يتناساها، أو لا يمنحها الأهمّيّة التي يستحقّها بالمقارنة مع تلك المعطاة لمشاعر الآخرين وحقوقهم؛ السلوك العدائيّ، ويتمثّل باحترام الفرد الدائم لحقوقه، لكن على حساب حقوق الآخرين…؛ والسلوك التلاعبيّ، ويتمثّل باحترام الفرد الدائم لحقوقه، كما في حال السلوك العدائيّ، إنّما عن طريق تلاعبه بالآخر لتحقيق مآربه الشخصيّة المتناقضة غالبًا مع أهداف هذا الآخر. وبناءً عليه نرى أنّ أيّ نقص في تقدير الذات يؤدّي إلى سلوك عدائيّ متّجه نحو الذات، أو نحو الآخرين، عبر سلوكيّات خطرة يمكن أن تؤدّي إلى إلحاق الضرر بالذات، أو بالآخرين. كما أنّ تقدير الذات يستقي جذوره عند الفرد من الطفولة، منذ العلاقات الأوّليّة مع الأهل (نصار، 2008)، ويرتبط بأسس التربية، وبالعلاقات مع المجتمع حيث يتعلّم الفرد كيفيّة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أستاذ مساعد في الجامعة اللبنانيّة، كلية الآداب والعلوم الإنسانية – الفرع الثالث، قسم علم النفس.
مواجهة مشكلات الحياة، والتوافق معها، والتغلب عليها منذ الطفولة.
ويختلف تقدير الفرد لذاته في المواقف المتعدّدة تبعًا لتغيّر مفهومه عن ذاته من خلال علاقاته الشخصيّة بالآخرين؛ فهو يميل إلى مقارنة نفسه بمن حوله حين يحتاج إلى تقدير ذاته بحيث، قد يقدّر ذاته بدرجة إيجابيّة عالية إذا كانت هذه العلاقة إيجابيّة، وبشكل سلبيّ إذا كان تقدير الآخرين له سالبًا في هذا الموقف، أو ذاك (L’Ecuyer R. 1994).
وفي ظلّ الأوضاع الراهنة التي يعيشها اللبنانيّون لا سيّما الشباب منهم، الذين يعانون من العديد من المشاكل لا سيّما الاقتصاديّة وعدم توفّر فرص العمل([1]). بالإضافة إلى انتشار بعد الظواهر الاجتماعيّة التي من شأنها أن تؤثّر على سلوكيّات الشباب من ناحية ظهور أنماط جديدة من الأسر، إذ إنَّ الأسرة بمفهومها التقليديّ قد فقدت نسيجها، وترابطها، وأصبحت عرضةً لكلّ أنواع المشكلات الاجتماعيّة بَدءًا من انتشار ظاهرة العنف بين أفرادها، واتّساع فجوة الإهمال، وسوء المعاملة فيما بينهم سيّما عقوقِ الأبناء، وتساهلِ الآباء، ناهيك عن ارتفاع نسب الطلاق، والجرائم، والانحراف وحتّى جنوح الأحداث وتعاطي المخدرات…. ونشهد اليوم ظاهرة منتشرة في هذه الفئة الشبابية وهي ظاهرة “التفحيط” أو ما يسمى بالــ Drifting، وهو موضوع دراستنا الراهنة، التي تتمثّل بلجوء الشباب إلى قيادة السيّارات بشكل سريع ومريع، ويقصدون إطلاق أصوات عالية من الإطارات، ويتركون آثارًا سوداء على الطرقات بسبب الاحتكاك الهائل بين الإطارات والشارع، كما يتقصّدون القيام بمناورات، ودوران في الشارع يتسبّب بتعريض حياتهم، وحياة الآخرين للخطر.
من ناحية ثانية نرى في بعض المدن أنّ هذه الهواية منظمة بشكل أفضل عن باقي المناطق، ففي عكار وطرابلس مثلًا يتجمّع الشبّان كلّ نهار أحد “للتفحيط” في الملعب الأولمبيّ أمام العشرات من المشاهدين، والمحمّسين، والمصورين. واللافت اهتمام الشباب اللبنانيّ بهذا النوع من الرياضة على الرغم من تردّي الأوضاع الاقتصاديّة من ناحية، وتكلفة هذه الرياضة من ناحية أخرى. لذا لا بدّ من تسليط الضوء على هذه الظاهرة، ودراسة الأسباب والعوامل النفسيّة التي من شأنها دفع الشباب اللبنانيّين إلى التعلّق بهذا النوع الخطير من الرياضة وممارسته.
أهمّيّة الدراسة ومبرّرات اختيار الموضوع:
يواجه المجتمع اللبنانيّ اليوم لا سيّما نواته أي الأسرة العديد من التحدّيات والأخطار المتنامية مع ما يشهده المجتمع من تحوّلات وتغيّرات مادّيّة وفكريّة تتزامن مع اتّساع وتيرة العولمة والانفتاح مع اتّساع نطاق الثورة التكنولوجية والمعلوماتية. ومن ثَمَّ باتت الأسرة مطالبة بمواجهة تحدّيات العصر وعلى رأسها جملة من متغيّرات اجتماعيّة وثقافيّة وأخلاقيّة وتربويّة. ومن هذه العوامل: الضغوطات الاقتصاديّة والنفسيّة والاجتماعيّة (حنين 2017)، لذلك نرى ازدياد الاهتمام في الآونة الأخيرة بأبحاث تعنى بالمشاكل التي يواجهها الشباب اللبنانيّ، حيث أصبح هذا الموضوع محورًا لعديد من المؤتمرات والندوات اللبنانيّة كما العربيّة والأجنبيّة لما له من حساسيّة وأهمّيّة لا سيّما أن الشباب يعدّ العمود الفقري لأيّ مجتمع.
كما تبيّن المعطيات تزايد المشاكلات والأزمات النفسيّة لدى هذه الفئة، حيث نرى في الآونة الأخيرة، وفي لبنان تحديدا وهو موضوع دراستنا، ازدياد نسبة الانتحار في العام 2018 مقارنة بالأعوام السابقة([2])، بالإضافة إلى العديد من السلوكيّات الشاذة، كالعنف والقتل والسرقة إلى جانب السلوكيّات المتهوّرة التي أودت بحياة العديد من الشبان، ناهيك عن السلوك المتهوّر “كالتفحيط” الذي أصبح ظاهرة شائعة يمتزج فيها روح المغامرة والتهوّر بمحاولة إثبات الذات والشهرة.
ولا شكّ في أنّ الدراسة الحاليّة تسلّط الضوء على هذه الفئة من الشباب اللبنانيّ في شمال لبنان، وتحديدًا في محافظتي حلبا وطرابلس، الذين يمارسون رياضة “التفحيط” أسبوعيًّا، وذلك بهدف دراسة بعض السمات النفسيّة “للمفحّطين”، حيث يمكن تحديد هذه السمات في دراستنا الراهنة، بما يلي: تقدير الذات، العلاقة مع الأهل (العلاقة الثلاثيّة)، الشعور بالذنب والعدائيّة.
من هنا تكمن أهمّيّة الدراسة الحاليّة، كونها أوّل دراسة ميدانيّة تتناول موضوعًا جديرًا، ويعالج في المجتمع للمرّة الأولى وفق علم الباحثة، لا سيّما على الصعيد النفسيّ، وتنقسم هذه الأهمّيّة إلى جزءين:
الأهمّيّة النظريّة:
تستمدّ الدراسة أهمّيّتها كونها تعالج ظاهرة أصبحت منتشرة في المجتمع اللبنانيّ، لا سيّما في شمال لبنان (طرابلس وعكار)؛ فظاهرة “التفحيط” تشكل محطة أساسية، ففي كلّ نهاية أسبوع، أي يوم الأحد بالتحديد يتجمّع المتبارون، والمشاهدون الذين يبلغ عددهم المئات من رجال ونساء وأطفال، الذين يجتمعون على الطريق العامّ لمشاهدة ولتشجيع المتبارين. كما تهدف الدراسة إلى تعرّف بعض سمات شخصيّة “المفحّطين” بهدف معرفة بعض الدوافع الكامنة وراء ممارسة هذا النوع من الرياضة الخطرة، لا سيّما أنّه لم يتمّ دراسة هذه الظاهرة من قبل من الناحية النفسيّة والاجتماعيّة، الأمر الذي يعطي هذه الدراسة أهمّيّة خاصّة.
الأهمّيّة التطبيقيّة: وتتجلّى في النقاط التالية:
- تسليط الضوء على بعض السمات الاجتماعيّة والنفسيّة للشباب اللبنانيّ الذي يمارس رياضة “التفحيط” بشكل أسبوعيّ ومنظم في شماليّ لبنان.
- يمكن أن تسهم الدراسة الحاليّة في تسليط الضوء على مخاطر هذه الرياضة لا سيّما أنّها أصبحت محطّة للعديد من المشاهدين الذين يتابعونها أسبوعيًّا، وخصوصًا المراهقين الشباب، وذلك بغية درء خطر التماهي “بالمفحّطين” من قبل المراهقين، وتقليدهم على الطرقات العامّة، وتعريض حياتهم، وحياة الآخرين للخطر.
إشكاليّة الدراسة:
تتمحور الإشكاليّة الأساسيّة في الدراسة الحاليّة حول التساؤلات التالية:
- ما هي أبرز السمات النفسيّة التي تميّز الشباب الذين يمارسون رياضة التفحيط في شماليّ لبنان؟
- هل لدى هؤلاء الشباب الذين يمارسون هذه الرياضة الخطرة مشاعر عدائيّة مرتفعة؟
- هل ترتفع نسبة تقدير الذات لديهم؟
- هل يتمتّع هؤلاء الشباب بمستوى دخل مرتفع، يخوّلهم ممارسة رياضة “التفحيط”؟
فرضيّات البحث:
- يعاني “المفحّطون” من مستويات مرتفعة من المشاعر العدائيّة الكامنة.
- إنّ مشاعر تقدير الذات عند “المفحّطين” مرتفعة.
- إنّ المستوى المعيشيّ والاقتصاديّ “للمفحّطين” مرتفع.
أهداف الدراسة:
تشتمل الدراسة الحاليّة على نوعين من الأهداف كما يلي:
الهدف الرئيس: ويتجلّى في معرفة بعض السمات النفسيّة التي تميّز الشباب الذين يمارسون “التفحيط” بشكل أسبوعيّ في شمال لبنان (طرابلس وعكار تحديدًا).
الأهداف الفرعيّة، حيث تسعى الدراسة إلى تحقيق ما يلي:
- قياس المشاعر العدائيّة عند “المفحّطين”.
- قياس تقدير الذات عند “المفحّطين” .
- تعرّف على نوعية العلاقة مع الأهل لدى “المفحّطين”.
- التعرف على المستوى الاقتصاديّ ” للمفحطين”.
- السعي إلى إظهار خطر هذه الرياضة على المشاهدين الذين يتماهون بهؤلاء الشباب على الطرقات العامّة معرّضين حياتهم، وحياة المارّة للخطر.
- العمل على توعية الشباب المراهق الذي يسعى لإثبات ذاته، وملء الفراغ في حياته من خلال ممارسة هذا النوع من الرياضة.
حدود الدراسة:
تتّحدد نتائج الدراسة بالمحدّدات التالية:
- الحدود المكانيّة: اقتصرت على الشباب “المفحّطين” في الملعب الأولمبيّ في طرابلس، الذين يقطنون طرابلس وعكار.
- الحدود الزمانيّة: تمّ تنفيذ العمل الميدانيّ خلال العام 2017 – 2018، مع ازدياد نسب مشاهدة “المفحّطين” في طرابلس خلال أيّام الآحاد، حيث يصل الأمر أحيانًا إلى قطع الطرقات نتيجة للازدحام أثناء ممارسة هذه الرياضة.
- الحدود الجغرافيّة: أجريت الدراسة في طرابلس مع الشباب “المفحّطين” في شمال لبنان، وضمن محافظتي طرابلس وعكار.
- الحدود الموضوعيّة: تتّسم النتائج بالموضوعيّة كونها ترتكز على أدوات قياس موضوعيّة، ودراسة حالة أعدت لتحقيق أهداف وأغراض الدراسة.
منهج الدراسة:
نظرًا إلى هدف الدراسة الراهنة الذي يتمحور حول معرفة بعض السمات النفسيّة المميّزة للشباب “المفحّطين”، فإنّ المنهج الوصفيّ يعدّ هو الملائم لهذه الدراسة، وذلك عبر اعتماد دراسة الحالة التي تعدّ من أهمّ التقنيّات التي تسمح بوصف الظواهر السوية وغير السوية ودراستها بواسطة الملاحظة والمقابلات، بالإضافة إلى التاريخ الاجتماعيّ، والفحوصات الطبّيّة والاختبارات السيكولوجيّة (تدمريّ،2018).
صعوبات الدراسة:
واجهت الدراسة بعض الصعوبات من ناحية الحصول على أفراد العيّنة، حيث اعتمدنا طريقة كرة الثلج في اختيار الشباب ” المفحّطين”، وتطبيق الروائز الإسقاطيّة وإجراء المقابلات.
مصطلحات الدراسة:
- تعريف “التفحيط”:
لا يوجد تعريف لغويّ “للتفحيط”، فهذه الكلمة هي كلمة اصطلاحيّة معاصرة لا توجد في القواميس العربيّة. إلاّ أنّ التعريف الأكثر انتشارًا ورواجًا، هو أنّ “التفحيط” نوع من مخالفات السير المروريّة، تتمثّل في قيام المخالف بالانطلاق بسرعة كبيرة وبشكل مفاجئ، أو غير منتظم، بحيث تحدث إطارات السيارة أثناء، وبعد الانطلاق ،وأثناء، وعند التوقف صوتًا عاليًا مزعجًا ينتج من الاحتكاك الشديد بين الإطارات والإسفلت ما يترك آثارًا سوداء ضارة في الطريق، وينتج دخانًا كثيفًا ذا رائحة خانقة؛ كما يطلق “التفحيط” على أيّ من أنواع سباق السيّارات بشكل متهوّر، أو خطر، ولأجل اللعب، أو الاستعراض” (الدويرعات، 1999).
أمّا التعريف الإجرائيّ فيتحدّد بقيادة السيّارات بسرعة كبيرة، والدوران كحلقات السلسلة في الملعب الأولمبيّ في طرابلس، بحيث يرافق ذلك إصدار أصوات عالية للإطارات أثناء الدوران.
2– تعريف مشاعر العدائيّة
تعدّدت التعريفات للسلوك العدائيّ، وللمشاعر العدائيّة. نذكر بعضًا منها كما يلي:
عرَّف البرت باندورا (Bandura) العدوان على “أنّه سلوك يهدف إلى إحداث نتائج تخريبيّة أو مكروهة، أو إلى السيطرة من خلال القوّة الجسديّة، أو اللفظيّة على الآخرين، وهذا السلوك يعرف اجتماعيًّا على أنّه عدوانيّ”. (في: عبد الله، 1998)
كما يرى فرويد أنّ السلوك العدوانيّ هو نتيجة وجود غريزة فطريّة هي المسؤولة عن هذا السلوك، وإنّ السلوك العدوانيّ هو ردّ فعل طبيعيّ لما يواجه الفرد من إحباطات (Laplanche, 1978).
ويمكن تقسيم العدوان إلى نوعين: العدوان الموجّه نحو الذات، وهو أكثر مظاهر العدوان وضوحًا، ومن أهمّ دوافعه الكراهيّة، والإحباط، والغضب. إذ يرى “دولارد” وآخرون: “أنّ السلوك العدوانيّ هو ذلك السلوك الذي يكون الهدف منه إيذاء الآخر”. (في: أحمد 1998).
أمّا العدوان الموجّه نحو الذات الذي يمكن ربطه بموضوع دراستنا الحاليّة، هو ذلك “السلوك المرتبط بمشاعر الذنب الذي يثير الحاجة إلى عقاب الذات، والخوف من ردّة فعل المعتدي عليه، فيتقمّص شخصيّته، ويوجّه العدوان إلى نفسه بدلاً من الذي اعتدى عليه”. (العيسويّ 2002)
أمّا التعريف الإجرائيّ في دراستنا فيتحدّد بالدرجات التي يحصل عليها “المفحّطون” على مقياس المشاعر العدائيّة للدكتور عبد الرقيب البحيريّ، وعلى رائز تفهم الموضوع TAT.
- تعريف تقدير الذات
عدّ مفهوم تقدير الذات ذلك الإطار المرجعيّ الذي يزوّد السلوك الإنسانيّ بالقوّة والمرونة. لذا عدّت أهمّيّته كمفهوم من المسلّمات التي لا تقبل الجدل بالنسبة إلى دراسة علم النفس. وفي هذا المجال، بيّن كفافي أنّه “يشير، بدرجة أساسيّة، إلى حسن تقدير المرء لذاته، وشعوره بجدارته، وكفايته” (كفافي، 1989). في حين رأى عكاشة، أنّه يشير إلى “مجموعة من الأحكام الشخصيّة التي يراها الفرد عن نفسه كمحصّلة لخصائصه الانفعاليّة، والعقليّة، والجسميّة” (عكاشة، 1990).
كما رأى كامل أنّه يتمخّض، كتقدير، عن وعي ورؤية سليمة موضوعيّة للذات، فقد يعاني الفرد في تقديره لذاته، ويصاب بما يمكن وصفه بسرطان الذات، أو بتضخّم مرض خبيث في ذات الفرد فيجعله غير مقبول من الآخرين، ويبحث عن الكلام بدون العمل والعدوانيّة اللفظيّة (كامل 1993).
وقد عدّه كوبر سميث (Coopersmith 1976)، بمثابة تقييم يضعه الفرد لنفسه، وبنفسه، ويعمل على المحافظة عليه؛ فهو يتضّمن، بنظره، اتّجاهات الفرد الإيجابيّة، أو السلبيّة نحو ذاته، بمعنى أنّه خبرة ذاتيّة ينقلها الفرد إلى الآخرين باستخدام أساليب تعبيريّة متعدّدة.
نرى وبالعودة إلى (روجرز Rogers) أنّ تقدير الذات يمثّل بالنسبة إليه، اتّجاهات الفرد نحو ذاته، وهي تتضمّن مكوّنًا سلوكيًّا وآخر انفعالي (Rogers 1961). في حين عدّ إيزاكس (Isaacs 1982) أنّه تلك الثقة بالنفس والرضى عنها، واحترام الفرد لذاته، ولإنجازاته، وتقبّله لها، واعتزازه برأيه، وتقبّله لها، واقتناعه بأنّ لديه من القدرة ما يجعله ندًّا للآخرين. أمّا روزنبرغ (Rosenberg 1991) فيرى بأنّ اتّجاهات الفرد الشاملة، سالبة كانت أم موجبة، نحو نفسه.
يمكن النظر إلى تقدير الذات، في ضوء ما تقدّم، على أنّه نتيجة للشعور بالانتماء والاكتفاء والقيمة حيت: يعني الانتماء، أن يكون الفرد جزءًا من جماعة، مقبولًا ومقدّرًا من قبل هذه الجماعة؛ والشعور بالاكتفاء يشكّل جزءًا مُهِمًّا من تقدير الذّات إذ إنّ الأساس لتقييم الذات هو أنّ لأفعال الفرد هدف بحيث يتمّ تقييمه لنفسه على أساس فاعليّته في تحقيق ما يهدف إلى تحقيقه. أمّا الشعور بالقيمة، فهو أنّ يرى الفرد نفسه على أنّه طيّب، أو ذو قيمة، أو على العكس، عديم القيمة.
أما إجرائيًّا فيقصد بتقدير الذات، الدرجة التي سيحصل عليها “المفحّطون” على مقياس تقدير الذات لــروزنبرغ “Rosenberg ” المطبّق في دراستنا الحاليّة.
الدراسات السابقة:
إنّ الدراسات التي تناولت موضوع “التفحيط “هي قليلة لا، بل نادرة، إذ اقتصرت على بعض الدراسات التي أجريت في المملكة العربيّة السعوديّة نظرًا إلى انتشار هذه الظاهرة بين الشباب السعوديّ، كما نلاحظ عدم وجود دراسات أجنبيّة أو عربيّة عن “التفحيط”، لذا سيتمّ تقسيم الدراسات السابقة وفقًا لمتغيّرات الدراسة، وسيتمّ إضافة بعض الدراسات المتعلّقة بممارسة الألعاب الخطرة:
أوّلًا: الدراسات التي تناولت متغيّر “التفحيط” والألعاب الخطرة Extremes sports:
- هدفت دراسة (الرميح 2000)، إلى تعرّف العوامل، والأسباب المؤثّرة في ارتفاع ظاهرة “التفحيط” بين الشباب السعوديّ، حيث استخدم الباحث منهج المسح الاجتماعيّ، تألّفت العيّنة من طلاب المرحلة الثانويّة في جميع المدارس الحكوميّة، والمدارس الخاصّة في مدن الرياض، والدمام، وجدة، وبلغت العيّنة حوالي أحدى عشر ألف طالبًا. أظهرت النتائج أنّ أكثر المشاركين في أعمال “التفحيط” هم من ذوي التحصيل الدراسيّ الضعيف، كما أنّهم عادة ما يتعرّضون للقسوة، والتعنيف من أفراد أسرتهم، بحيث إنّهم لا يقضون أوقات فراغهم مع الأسرة، بل مع الرفاق؛ كما بيّنت الدراسة أنّ أعلى نسبة من الذين يشاركون في أعمال “التفحيط” يقضون أوقات فراغهم في سماع الموسيقى الصاخبة.
- هدفت دراسة (الدويرعات 1999) إلى تعرّف على طبيعة الدوافع النفسيّة، والاجتماعيّة الكامنة خلف ظاهرة “التفحيط” وممارساتها من قبل المراهقين؛ اعتمدت الدراسة المنهج الوصفيّ في محاولة لوصف المتغيّرات كما هي في الواقع الميدانيّ. تألّف مجتمع الدراسة من الممارسين “للتفحيط” كافّة حيث بينت النتائج ما يلي:
- 48% من الشباب الذين يمارسون “التفحيط” هو من أجل الشهرة، كما أنّ 45% من “المفحّطين” يستمتعون بمشاهدة أفلام مغامرات السيّارات.
- 23% من أفراد العيّنة أشاروا إلى أنّ ممارسة “التفحيط”، دليل على قوّة الشخصيّة وشدّة البأس.
- 50% من العيّنة يرون أنّها الوسيلة الوحيدة للتسلية، وأنّهم بدأوا هذه الرياضة عبر تقليد غيرهم من “المفحّطين”، كما يقلّدون ما يشاهدونه في المسلسلات، والأفلام، وأنّ “التفحيط” يشبع لدى المراهق دافع الشهرة.
- وهدفت دراسة (شعبة النشاط المدرسيّ في وزارة المعارف – الإدارة العامّة للتعليم في الرياض1981)، إلى الوقوف على مدى انتشار هذه الظاهرة، ومعرفة الدوافع، والأسباب لوجودها، كما هدفت إلى معرفة الأوقات، والأماكن التي يؤدّي فيها هذا السلوك. لقد تمّ استخدام المنهج الوصفيّ، حيث بيّنت النتائج أنّ هذه الظاهرة مرتبطة بالمستوى الاقتصاديّ للشباب، بحيث إن 86% من “المفحّطين” هم من الأسر الميسورة الذين يملكون السيّارات القويّة. كما بيّنت الدراسة أنّ هذه الظاهرة هي أكثر انتشارًا بين الطلاّب حيث ارتبط “التفحيط” بمرحلة الشباب.
- كما هدفت دراسة باريل (Philippe Barel 2015) إلى معرفة عدد الضحايا لعام 2013 في العالم من الذين يمارسون أنواع الرياضة الخطرة، بالإضافة إلى معرفة بعض الأسباب النفسيّة لهذا النوع من الرياضة Extremes Sports. أظهرت الدراسة أنّ عدد الضحايا في عام 2013 بلغ 22 شابًّا، يمارسون الرياضات الخطرة، وأنّ هؤلاء الشباب تسيطر عليهم مشاعر العظمة، وفائض في نسبة تقدير الذات، بالإضافة إلى حبّ الشهرة والنرجسيّة. كما أنّهم من الأشخاص الذين يعانون من عدم الثبات العاطفيّ، والانفعاليّة، والتهوّر في السلوك، وكما أيّ إصابة جسديّة هي تدخلهم في مشاعر اكتئابيّه بالإضافة إلى مشاعر القلق، وفقدان التركيز.
- دراسة موران وآخرون (Marie-Eve Morin &all 2008)، وهدفت إلى معرفة العلاقة بين ممارسة الرياضات الخطرة، وكلّ من سمات الشخصيّة المميّزة للمراهقين: الاندفاعيّة، القلق، والتعبير عن المشاعر بالإضافة إلى معرفة الوضع العائليّ (الأعزب أو المتزوّج)، ووجود أطفال في الأسرة، وتأثيرها على ممارسة هذه الأنواع من الرياضة.
طبّقت الدراسة على عيّنة من 439 رجلًا حيث بيّنت النتائج أنّ الاندفاعيّة في المراهقة، هي مؤشّر لممارسة هذا النوع في مرحلة الرشد، كذلك المراهقون الذين يعجزون عن التعبير عن مشاعرهم. أمّا فيما يخصّ الوضع العائليّ، فقد بيّنت الدراسة أنّ العائلة، والأولاد، وبالتالي الزواج يخفف من ممارسة هذا النوع الخطر من الألعاب.
ثانيًا: الدراسات التي تناولت متغيّرات تقدير الذات والسلوك العدوانيّ
- هدفت دراسة جبريل (1993) إلى معرفة الفرق في تقدير الذات بين المتفوّقين، وغير المتفوّقين في الدراسة. تكوّنت العيّنة من 600 طالب من ذوي التحصيل العلميّ المرتفع، ومن ذوي التحصيل العلميّ المنخفض، وذلك بالتساوي؛ وقد تمّ اعتماد المنهج الوصفيّ حيث بيّنت النتائج وجود فروق في تقدير الذات بين الطلبة المتفوّقين، وغير المتفوّقين حيث ارتفعت نسبة تقدير الذات عند المجموعة المتفوّقة دراسيًّا.
- كما هدفت دراسة عبد العزيز (1999) إلى الكشف عن العلاقة بين أساليب المعاملة الوالدية، والتوافق الذاتيّ، وتقدير الذات لدى الأبناء، وقد استخدم الباحث المنهج الوصفيّ، وشملت عيّنة الدراسة 180 شابًّا وشابة، وأسفرت الدراسة عن وجود فروق ذات دلالة إحصائيّة بين أساليب المعاملة الوالدية، والتوافق الذاتيّ، وتقدير الذات لدى الأبناء.
- وهدفت دراسة أبو جهل (2003) إلى معرفة العلاقة بين تقدير الذات، ومشاعر القلق، تكوّنت العيّنة من 120 طالبًا وطالبة، وتمّ اتّباع المنهج الوصفيّ حيث توصلت الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطيّة سالبة بين القلق، وتقدير الذات مع عدم وجود علاقة ذات دلالة إحصائيّة في مقياس تقدير الذات يعزى لمتغيّر الجنس.
- هدفت دراسة كريستسن وكلنج وآخرون (Kristen & Kling &all 1999) إلى الكشف عن الفروق بين الجنسين في تقدير الذات، واعتمدت الدراسة على تحليل مضمون الدراسات السابقة في الكشف عن الفروق بين الجنسين في تقدير الذات، وبيّنت نتائج الدراسة وجود ارتفاع في تقدير الذات لدى الذكور مقارنة بالإناث، وخاصّة في المجتمعات الذكورية التي يؤدّي فيها الرجل دورًا مُهِمًّا في المجتمع مقارنة بالإناث.
- وهدفت دراسة معمر (2007) إلى معرفة أبعاد السلوك العدوانيّ، وعلاقته بأزمة الهُويّة لدى الشباب الجامعيّ. تكوّنت العيّنة من 220 طالبًا وطالبة، حيث اعتمد الباحث المنهج الوصفيّ. توصّلت الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطيّة بين كلّ من الهُويّة، والغضب، والسلوك العدوانيّ.
- كما هدفت دراسة روبرتس وآخرون (Roberts & all 1997) إلى دراسة التهديديّات المتعلّقة بتقدير الذات، وأثرها كمتغيّر وسطيّ في عنف الطلاّب، حيث تمّ استخدام المنهج الوصفيّ التحليليّ على عيّنة من 200 طالبًا، وتوصّلت نتائج الدراسة إلى أنّ الطلاّب الذين لديهم تقدير ذات مرتفع بأسلوب مختلف عن الطلاب الذين لديهم تقدير ذات منخفض فيما يخصّ التعرّض لمستويات من العنف، حيث إنّ الطلاّب الذين لديهم مستوى مرتفع من تقدير الذات هم أكثر عنفًا من الذين لديهم مستوى منخفض.
تعقيب على الدراسات السابقة:
لا شكّ في أنّ الدراسة الحاليّة ترتبط بالدراسات السابقة ولا سيّما من ناحية المتغيّرات المتعلّقة بتقدير الذات والعدائيّة (Roberts & all 1997)، وبعض السلوكيّات المرتبطة بظاهرة “التفحيط” (الرميح 2000)، وممارسة أنواع الرياضة الخطرة (Barel 2015) موضوع دراستنا الراهنة. ومن الواضح ندرة الدراسات العربيّة، والأجنبيّة المشابهة لدراستنا، إذ اقتصرت دراسات “التفحيط” على المجتمع السعوديّ فقط، وأتت تلك الدراسات مسحيّة، ووصفيّة تدرس الأسباب الاجتماعيّة للظاهرة، والعلاقة مع الأهل بعيدًا عن الأسباب، والحاجات النفسيّة. كما أنّه من الملاحظ عدم وجود أيّ دراسة، على حدود علم الباحثة، على البيئة اللبنانيّة تتناول ظاهرة “التفحيط” التي باتت منتشرة بكثرة في المجتمع اللبنانيّ.
مجتمع الدراسة وعيّنتها:
يتألّف مجتمع الدراسة الحاليّة من سبعة شبّان “مفحّطين” (خمسة من عكار، واثنين من طرابلس) تتراوح أعمارهم بين عشرين وثلاثين عامًا، ولديهم خبرة أكثر من خمس سنوات في ممارسة رياضة “التفحيط”. تمّ اختيارهم وفقًا لأسلوب كرة الثلج، وهم يمارسون هذه الرياضة بشكل أسبوعيّ، في كلّ يوم أحد في الملعب الأولمبيّ في طرابلس.
أدوات الدراسة:
تم لتحقيق أهداف الدراسة الحاليّة استخدام الأدوات التالية:
- المقابلة: تمّ تطبيق المقابلة النصف موجّهة على سبعة أشخاص من “المفحّطين”، وتعدّ المقابلة مصدرًا ضروريًّا لجمع المعلومات،, لأنّها التقنيّة الأفضل التي تساعد في الحصول على أدنى. وقد تمّ استعمال المقابلة شبه الموجّهة لأنّها الأنسب لدراستنا الراهنة. وقد ركّزت المقابلة على محور العلاقة مع الأهل والرفاق، المستوى الاقتصاديّ، والمستوى العلميّ، وأسباب ممارسة رياضة “التفحيط”.
- استبيان تقدير الذات لــ Rosenberg لقياس تقدير الذات
جدول (1) عبارات استبيان تقدير الذات لــ Rosenberg |
1) على العموم ،أنا راض ٍعن نفسيّ. |
2) أحيانًا، أعتقد أنّني لا أساوي شيئًا ولا قيمة لي. |
3) أعتقد أنّه لديّ بعض الصّفات الجيّدة. |
4) أنا قادر على القيام بالأشياء مثل أغلب النّاس. |
5) أشعر أنّه ليس لديّ شيء كبير أفاخر به. |
6) أحيانًا، أشعر أنّي في الحقيقة غير نافع. |
7) أعتقد أنّني “شخص” ذا قيمة، كالآخرين على الأقلّ. |
8) أحبّ أن يكون لديّ احترامًا أكثر لذاتي. |
9) بشكل عامّ ، أميل إلى الاعتقاد بأنّني إنسان غير موفّق. |
10) لديّ رأيٌ إيجابيّ بنفسي. |
جدول رقم (2) توزّع العبارات السلبيّة والإيجابيّة
العبارات الإيجابيّة | العبارات السلبيّة |
3 – 4 – 7 – 10 – 11
|
2 – 5 – 6 – 8 – 9 |
جدول رقم (3) تقدير الدرجات على المقياس ودلالتها
الدرجة | الدلالة |
10 – 16 | تقدير ذات منخفض |
16 – 33 | تقدير ذات متوسّط |
33 – 40 | تقدير ذات مرتفع |
يتضمّن الاستبيان عشرة بنود تتناول المشاعر، والآراء، وردّات الفعل الشخصيّة، بحيث تقتصر الإجابة على وضع إشارة X في الخانة المناسبة “موافق تمامًا” “موافق”، “غير موافق” و”غير موافق تمامًا”.
العلامة المرتفعة في هذا السلّم تدلّ على ارتفاع في تقدير الذات، والعلامة المتدنّية تدل على ضعف فيه.
يجيب المفحوص باختيار واحد من الخِيارات الأربعة، خِيار يصفه على أفضل نحو؛ تتراوح العلامة من واحد إلى أربعة على كلّ بند، بينما تتراوح العلامة الإجماليّة بين 10 كحدّ أدنى و40 كحدّ أقصى. ويتمّ تصحيح المقياس بوضع درجات على الاختيارات حيث تحصل العبارات الإيجابيّة على الدرجات (1 – 2 – 3 – 4)، أمّا العبارات السلبيّة فتحصل على الدرجات (4 – 3 – 2 – 1)، وبهذا تتراوح الدرجات بين 10 و40.
- استبيان العدائيّة من إعداد الدكتور عبد الرقيب البحيريّ
جدول رقم (4) |
1. عندما أكون غاضبًا غضبًا شديدًا فإنّني أقذف بالأشياء بعيدًا. |
2. أشعر بميل أن أكون متهوّرا (أو مندفعًا). |
3. أشعر بالعداء تجاه الآخرين. |
4. أشعر بأنّني منعزل عن الناس. |
5. يشعر الآخرون بالعداء نحوي. |
6. أعاني المتاعب في الحصول والاحتفاظ بالوظيفة التي أحبها. |
7. عندما أغضب غضبًا شديدًا فإنني احطم الأشياء |
يتضمّن الاستبيان سبعة بنود تتناول ميل الفرد إلى كسر الأشياء، أو إلقائها عندما يكون غاضبًا أو مضطربًا، كما يشمل مجموعة من العبارات التي تعكس العدائيّة، والعزلة، والاندفاعيّة.
وتقتصر الإجابة عن وضع إشارة X في الخانة المناسبة “أبدًا” “بعضًا من الوقت”، “كثيرًا من الوقت” و”معظم أو طول الوقت”. تتراوح العلامة من واحد إلى أربعة على كلّ بند، بينما تتراوح العلامة الإجماليّة بين 7 كحدّ أدنى و28 كحدّ أقصى.
جدول رقم (5) تقدير الدرجات على المقياس ودلالتها
الدرجة | الدلالة |
7 – 14 | عدم وجود مشاعر عدائيّة |
14 – 21 | اضطراب بسيط |
22 – 28 | اضطراب شديد |
اختبار تفهّم الموضوع TAT
يعدّ اختبار تفهم الموضوع Thematic Aperception Test من أهمّ الاختبارات الإسقاطيّة التي تسمح بدراسة الشخصيّة، وفهم السير النفسيّ للفرد، وتحديد بنيته النفسيّة من خلال تعرف الآليّات الدفاعيّة المعتمدة من طرفه.
يتألّف الاختبار من 16 لوحة يتمّ تحليلها وفقًا للمحتوى الظاهر، والمحتوى الكامن لكلّ لوحة (Shentoub,1998)، ويتمّ تحليل الإجابات والاختبار وتفسيرها وفقًا لسلسلة سياقات الرائز SERIES، والذي تعني مجموع الآليّات العقليّة الملتزمة بهذه الوضعيّة الفريدة التي يطلب فيها من الفرد أن يتخيّل قصّة انطلاقًا من اللوحة. (بن خليفة 2008 )
يتألّف الرائز من أربعة سلاسل من السياقات:
سلسلة السياقات Série A : سياقات الرقابة، وتتعلّق بالصراع النفسيّ الداخليّ وخصوصًا الصراع بين أنظمة الجهاز النفسيّ حيث يكون النزاع بين: الهُو – الأنا، والأنا الأعلى. (Anzieu&Charbert 2007)
سلسلة السياقات Série B: سياقات المرونة وتتعلّق بالصراع العلائقيّ، وفيها يتمّ استخدام الخيال لأهداف دفاعيّة (Anzieu & Charbert 2007)، بحيث يكون الصراع بين هيئات الجهاز النفسيّ من خلال العلاقات مع الأشخاص.
سلسلة السياقات Série C: سياقات التجنّب التي تمثّل التجنّب، أو كفّ الصراعات، وتحتوي على خمسة أنواع يعبّر كلّ منها عن أنماط دفاعيّة خاصّة تعود إلى صعوبات نفسيّة متعدّدة. (Brelet 2003)
سلسلة السياقات Série E: سياقات العمليّات الأوّليّة، وجود هذا النوع من السياقات بكمّيّة قليلة يظهر مرونة في وظيفة ما قبل الشعور تسمح بمرور الهوامات، والانفعالات الشديدة. أمّا وجودها بكمّيّة كبيرة قد يعود إلى توظيف نفسيّ ذهانيّ، مع ضرورة الأخذ بالحسبان توزيعها، واقترانها مع سياقات أخرى (Brelet 2003). يتمّ تحليل الإجابات عبر فرز كلام الفرد وفقًا للسياقات السابق ذكرها.
عرض نتائج الدراسة ومناقشتها
سيتمّ تحليل المقابلات التي تمّ أجراؤها مع الشباب السبعة الذين يمارسون رياضة “التفحيط”، كما سيتمّ تحليل رائز تفهم الموضوع TAT، واستبيان Rosenberg لتقدير الذات، واستبيان مشاعر العدائيّة بغية مناقشة الفرضيّات على ضوء النتائج.
جدول (6) تفريغ إجابات الشباب السبعة على المقابلات الشبه موجّهة
الشاب “أ” | الشاب “ب” | الشاب “ج” | الشاب “د” | الشاب “هــ” | الشاب “و” | الشاب “ز” | |
العمر | 27 | 22 | 28 | 25 | 22 | 27 | 23 |
المستوى التعليميّ | ابتدائيّ | ابتدائيّ | ابتدائيّ | متوسّط | ابتدائيّ | ابتدائيّ | ابتدائيّ |
مستوى الدخل الفرديّ | مليون ونصف ليرة لبنانيّة | أقلّ من مليون ليرة لبنانيّة | مليوني ليرة لبنانيّة | مليوني ليرة لبنانيّة | أقلّ من مليون ليرة لبنانيّة | مليون ونصف ليرة لبنانيّة | أقلّ من مليون ليرة لبنانيّة |
المهنة | مهنة حرّة | مهنة حرّة | مهنة حرّة | مهنة حرّة | مهنة حرّة | مهنة حرّة | مهنة حرّة |
السكن | مع الأهل (ملك) | مع الأهل (ملك) | مع الأهل (إيجار) | مع الأهل (إيجار) | مع الأهل (إيجار) | مع الأهل (ملك) | مع الأهل (ملك) |
مدّة ممارسة رياضة التفحيط | أكثر من 4 سنوات | أكثر من 4 سنوات | أكثر من 4 سنوات | أكثر من 4 سنوات | أكثر من 4 سنوات | أكثر من 4 سنوات | أكثر من 4 سنوات |
جدول رقم (7) إجابات الشباب السبعة على أسئلة المقابلة المتعلّقة “بالتفحيط”، والعلاقة مع الأهل والرفاق
ملخّص أسئلة المقابلة |
|
لا تستطيع تجاهل متعة “التفحيط” | 7/7 أكّدوا على عدم قدرتهم على ترك هذه الرياضة |
أجد في رياضة “التفحيط” فرصة لإبراز تفوّقي على غيري | 7/7 إجابات أكّدت على أنّ رياضة “التفحيط “هي فرصة للتعبير عن الذات، ولإبراز التفوّق في المجتمع الذي يتواجد فيه الفرد |
مهارة “التفحيط” تجعلني مشهورًا بين زملائي | 7/7 أكّدوا على أهمّيّة الشهرة في مجال هذا النوع من الرياضة |
أغلب أصدقائي يمارسون “التفحيط” | 4/7 شباب يمارس أصدقاؤهم رياضة “التفحيط” أمّا الآخرون فهم من المؤيّدين، والمشاهدين |
تعرّفت على العديد من الأصدقاء خلال رياضة “التفحيط” | 7/7 أكّد الشباب على أنّ رياضة “التفحيط” تسمح للشباب بالتعرّف على الآخرين كما أنّ لكلّ شابّ لقبه الخاصّ |
أشعر بالأمان والطمأنينة مع رفاقي | 7/7 أكّدوا على الشعور بالأمان مع الرفاق |
أشاهد أفلام “التفحيط” في وقت الفراغ | 7/7 أكّد الشباب السبعةعلى أنّهم يتعلّمون أيضًا تقنيّات حديثة من خلال مشاهدة أفلام “التفحيط” |
هناك كمّيّة كبيرة من وقت الفراغ أعاني منها | يعاني 6/7 من الشباب من أوقات الفراغ، وقد ربطوا ذلك بالأزمة الاقتصاديّة التي يعاني منها سوق العمل اللبنانيّ |
هل تعدّ نفسك من الأشخاص المتهوّرين والمندفعين؟ | 5/7 من الشباب أكّدوا على أنّهم متهوّرون حتّى في قراراتهم مع أنّهم يعلمون أنّ هذا التهوّر والاندفاعيّة يمكن أن تضرّ بهم في مجالات الحياة شتّى |
جدول رقم (8) مستوى تقدير الذات والمشاعر العدائيّة عند أفراد العيّنة
الشاب “أ” | الشاب”ب” | الشاب “ج” | الشاب “د” | الشاب”هــ” | الشاب “و” | الشاب “ز” | |
درجات تقدير الذات ودلالتها | 27
تقدير ذات متوسّط |
36
تقدير ذات مرتفع |
35
تقدير ذات مرتفع |
25
تقدير ذات متوسّط |
26
تقدير ذات متوسّط |
30
تقدير ذات متوسّط |
29
تقدير ذات متوسّط |
مشاعر العدائيّة
ودلالتها |
20
عدائيّة متوسّطة |
23
عدائيّة مرتفعة |
26
عدائيّة مرتفعة |
21
عدائيّة متوسّطة |
19
عدائيّة متوسّطة |
27
عدائيّة مرتفعة |
23
عدائيّة مرتفعة |
جدول (9) مجمل الإجابات وفقًا لسياقات رائز تفهّم الموضوع TAT
السياقات | النسب المئوية من إجابات العيّنة |
سياقات الرقابة (A) | 36% |
سياقات المرونة (B) | 20% |
سياقات التجنّب (C) | 17% |
سياقات العمليّات الأوّليّة (E) | 27% |
المجموع | 100 % |
جدول رقم (10) تحليل الإجابات على ضور رائز تفهم الموضوع TAT
الدلالات | الشاب “أ” | الشاب “ب” | الشاب “ج” | الشاب “د” | الشاب “هــ” | الشاب “و” | الشاب “ز” |
الصورة الأبويّة
العلاقة مع الأهل |
مضطربة | تسفيه لصورة الأب | مضطربة | مضطربة | جيّدة | مضطربة | غير مُشبعة ومُحبطة |
مشاعر الذنب | وجود مشاعر ذنب | مشاعر ذنب قليلة | وجود مشاعر ذنب قويّة | وجود مشاعر ذنب | عدم وجود مشاعر ذنب | وجود مشاعر ذنب قويّة | وجود مشاعر ذنب قويّة |
المشاعر العدائيّة | قويّة | متوسّطة | قويّة | قويّة | قويّة | متوسّطة | قويّة |
النرجسيّة | ظاهرة بوضوح | ظاهرة بوضوح | ظاهرة بوضوح | ظاهرة بوضوح | ظاهرة بوضوح | ظاهرة بوضوح | ظاهرة بوضوح |
قراءة النتائج ومناقشتها:
تبيّن من الجدول رقم (6)، أنّ الشباب الذين يمارسون رياضة “التفحيط” في شمال لبنان، هم من غير المتعلّمين. إذ تبيّن أنّ 6/ 7 هم من المستوى التعليميّ الابتدائيّ و1/ 7 من المستوى التعليميّ المتوسّط؛ وهذه النتيجة تتوافق مع دراسة الرميح (2000) التي أظهرت أنّ أغلب “المفحّطين” لديهم تحصيل دراسيّ ضعيف. هذا بالإضافة إلى أنّ الشباب في عيّنة الدراسة الحاليّة ليس لديهم مهنة ثابتة، إذ إنّ الجميع يزاول مهنًا حرّة، ولا يتعدّى الدخل الفرديّ لهم مليوني ليرة لبنانيّة، بالإضافة إلى أنّهم يقطنون مع أهاليهم في المنزل، الذي هو في أغلب الأحيان مستأجر، وليس ملكًا خاصًّا. هنا نرى أنّ العيّنة ليست ذات مستوى اقتصاديّ مرتفع، وأنّ أغلب مدخولهم الشهريّ يُستهلك ويُصرف من أجل مزاولة هذه الرياضة كما أكّد عليه الشباب خلال المقابلات. وعليه نرى أنّ دراستنا لا تتوافق مع الدراسة التي قامت بها شعبة النشاط المدرسيّ في وزارة المعارف (1981)، والتي أظهرت فيها أنّ غالبية “المفحّطين” هم من الأسر الميسورة، ويمتلكون السيّارات القويّة والفارهة، وهنا نرى عدم تحقّق فرضيّة الدراسة الحاليّة التي عدّت أنّ المستوى المعيشيّ والاقتصاديّ لدى المفحّطين مرتفع.
أمّا في الجدول رقم (7) الذي يشمل أسئلة المقابلة، فقد تبيّن أنّ جميع الشباب يعانون من الإدمان على هذه الرياضة التي تشبع لديهم مشاعر التفوّق، والتميّز على الآخرين، وتمنحهم الشهرة في وسطهم ومنطقتهم. كما أكّد الشباب على قضاء معظم أوقات فراغهم مع رفاقهم، مبررين كثرة أوقات الفراغ كنتيجة للوضع الاقتصاديّ السيّئ، وهم يشاهدون أفلام “التفحيط” على “اليوتيوب” وأفلام المباريات الأسبوعيّة كثيرًا التي توثّق من قبل المشاهدين من الرفاق، وذلك سعيًا لتحسين الآداء، ولتقليد، أو ابتكار بعض الحركات الجديدة والصعبة. وعليه نرى أنّ هذه النتائج تتوافق مع دراسة الدويرعات (1999) التي أظهرت أنّ “المفحّطين” يقومون بهذا النوع من الرياضة بهدف الشهرة، وإثبات الذات عبر تقليد المشاهير.
وبيّن الجدول رقم (8) ارتفاع مشاعر العدائيّة عند “المفحّطين”، ونسب تقدير الذات لديهم، حيث ظهرت النسب مرتفعة من ناحية تقدير الذات، ومن ناحية المشاعر العدائيّة. وترتبط هذه النتائج بدراسة روبرتس (Roberts 1997) حيث أظهرت أنّ الأشخاص الذين يتمتّعون بتقدير ذات مرتفع هم أكثر عنفًا وعدائيّة.
كما ظهر في الجدولين رقم (9 و10) تحليل إجابات الرائز الإسقاطيّ، رائز تفهّم الموضوع حيث تمحورت إجابات ” المفحّطين” ضمن سياقات الرقابة (Série A /36%)، وسياقات العمليّات الأوّليّة (ٍSérie E /25%)، وذلك يدلّ على الصراع الداخليّ، ومحاولة عدم الغوص في المحتويات الكامنة، كما ظهر في تحليل الرائز. وعلى ضوء الإجابات نشهد اضطرابات في العلاقات الأسريّة بالإضافة إلى سيطرة مشاعر الذنب المصحوبة بمشاعر العدائيّة؛ كما برزت النرجسيّة بصورة واضحة. وهذه النتائج ترتبط بدراسة باريل (Barel 2015) التي أظهرت ارتفاع في النرجسيّة، وعدم الثبات العاطفيّ عند الشباب الذين يمارسون الألعاب الخطرة.
وبالعودة إلى فرضيّات الدراسة، نرى أنّ الفرضيّة الأولى تشير إلى ارتفاع مشاعر العدائيّة لدى الشباب “المفحّطين”. وللتحقّق من صحّة، أو خطأ هذه الفرضيّة تمّ تطبيق مقياس المشاعر العدائيّة، وتطبيق رائز تفهّم الموضوع على “المفحّطين”، وبناءً على النتائج في الجدولين رقم (8 و9)، نرى ارتفاع معدلات العدائيّة لدى العيّنة، حيث بلغت بمقياس المشاعر العدائيّة ما بين 20 و27، وهي نسب تُعدّ مرتفعة، كما ظهرت في رائز تفهّم الموضوع حيث إنّ الإجابات ارتفعت في السياقات الأوّليّة Série E (جدول رقم 5)، وتمحورت حول التعبيرات ذات الطابع العدوانيّ، والجنسيّ (E2 – 3). وبهذا يمكن القول إنّه تمّ التحقق من الفرضيّة الأولى حيث بدت مشاعر العدائيّة مرتفعة لدى “المفحّطين”.
كما تشير الفرضيّة الثانية إلى ارتفاع تقدير الذات لدى الشباب “المفحّطين”. وللتحقّق من صحّة الفرضيّة تمّ تطبيق استبيان تقدير الذات لروزنبرغ حيث تبين ارتفاع في تقدير الذات لدى الشباب “المفحّطين”، وبذلك تكون قد تحقّقت الفرضيّة الثانية.
هنا وتجدر الإشارة إلى عدم وجود دراسات تناولت متغيّرات تقدير الذات والعدائيّة عند “المفحّطين”، إذ اقتصرت الدراسات الأجنبيّة على أنواع الرياضات الخطرة Extremes Sports كدراسة باريل (Barel 2015) على لذين يمارس هذا النوع من الرياضة، التي أظهرت فائض في تقدير الذات لدى الشباب.
خاتمة الدراسة:
يُستنتج من خلال هذه الدراسة أنّ الشباب اللبنانيّين في الشمال الذين يمارسون رياضة “التفحيط” “هم من الطبقة الاقتصاديّة غير الميسورة، وهم يزاولون الأعمال الحرّة، وبالتالي ينفقون مدخراتهم على هذه الرياضة التي تمنحهم الشهرة والشعور بالتفوّق في المجتمع، وتزيد من نسبة تقديرهم لذاتهم. كما تسلط الدراسة الحاليّة وفقًا للعيّنة الضوء على الأوضاع الاقتصاديّة التي من شأنها خلق أوقات فراغ، وهم بالتالي يسعون إلى ملء أوقاتهم بمشاهدة الأفلام، وتجهيز السيّارات، وانتظار نهار الأحد لممارسة الرياضة في الملعب الأولمبيّ في طرابلس. هذا بالإضافة إلى أنّ الدراسة بينّت وجود مشاعر النرجسيّة والعدائيّة لدى “المفحّطين”، بالإضافة إلى الاضطراب في العلاقات مع الأهل.
توصيات الدراسة:
بناءً على ما توصلت إليه الدراسة الحاليّة من نتائج، يمكن تقديم جملة من الاقتراحات التي من شأنها قوننة وعقلنة هذا النوع من الرياضة، فيما يلي:
- ترشيد استخدام أنواع الرياضة الخطرة ومنها “التفحيط”، لا سيّما أنّ هذا النوع يمارس في الأماكن المكشوفة، وعلى مرأى من الأطفال، والمراهقين الذين يسعون إلى تقليدهم، ما قد يسبب خطرًا على حياتهم، وحياة الآخرين.
- العمل على توعية المراهقين، والفئات الشبابيّة لخطورة هذا النوع من الرياضة.
- اتّخاذ سلسلة من الإجراءات التي تلزم “المفحط” بدفع غرامات ماليّة عند ممارسته “التفحيط”، لما قد يلحقه من أخطار بنفسه وبمحيطه وبالآخرين.
- السعي لإيجاد فرص عمل للشباب في شمال لبنان يدفعهم إلى ملء أوقات الفراغ.
- إدخال مادّة في قانون السير تعاقب كلّ من يمارس “التفحيط” على الطرقات العامّة.
- تطوير هذه الدراسة لتشمل الفحوصات الطبّيّة “للمفحّطين”، وذلك بغية معرفة ما إذا كان هناك خلل في الجهاز العصبيّ الهورمونيّ.
المراجع العربيّة
- أحمد، أحمد الزعبي، 1994، الإرشاد النفسيّ، دار الحكمة، بيروت.
- الأنصاريّ، بدر محمّد، 2006، المرجع في اضطرابات الشخصيّة، دار الكتاب الحديث، القاهرة.
- البحيريّ، عبد الرقيب أحمد، 2013، مقياس المشاعر العدائيّة، الطبعة الثالثة، مكتبة الأنجلو المصريّة، القاهرة.
- التويجريّ، محمّد، 2004، المخالفات المروريّة بسبب قيادة صغار السنّ، اللجنة الوطنيّة لسلامة المرور، مدينة الملك عبد العزيز للعلوم، الرياض.
- الحربيّ، سعود، 2011، العوامل الاجتماعيّة والاقتصاديّة المؤثّرة في اتّجاه المراهقين نحو “التفحيط”، كلّيّة الدراسات العليا، قسم العلوم الاجتماعيّة في جامعة نايف للعلوم الأمنيّة، الرياض.
- الزعبيّ، حسين عبد الله ، 2015، السلوك العدوانيّ والمتغيّرات الاجتماعيّة والاقتصاديّة، دار الخليج للنشر والتوزيع، عمان.
- العيسويّ، عبد الرحمن محمّد 2002، موسوعة علم النفس الحديث، التربية النفسيّة للطفل والمراهق، دار الراتب الجامعيّة، بيروت.
- اليوسف، عبد الله بن عبد العزيز، 2004، العوامل الاجتماعيّة المؤثّرة في ارتكاب المخالفات المروريّة، المؤتمر الوطنيّ الثاني للسلامة المروريّة، المخالفات المروريّة الأسباب والحلول، مدينة الملك عبد العزيز للعلوم، الرياض.
- أبو جهل، فواز، 2003، القلق لدى طلبة كلّيّة التربية الحكوميّة بغزّة وعلاقته بتقدير الذات وبعض المتغيّرات الأخرى، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة القدس، غزّة.
- بركات، زياد، 2014، علاقة أنماط الشخصيّة بالسلوك العدوانيّ لدى عيّنة من طلبة الجامعات الفلسطينيّة تبعًا لمتغيّر النوع الاجتماعيّ، مجلّة دراسات العلوم التربويّة، الجامعة الأردنيّة.
- بن خليفة، محمود، 2008، علم النفس التحليليّ والإسقاطيّ، ديوان المطبوعات الجامعيّة، الجزائر.
- عكاشة، محمود فتحي، 1990، تقدير الذّات وعلاقته ببعض المتغيّرات البيئيّة والشخصيّة، الكويت.
- عبد الله، معتزّ، 1998، علاقة السلوك العدوانيّ ببعض متغيّرات الشخصيّة، مجلّة علم النفس، القاهرة ، الهيئة المصريّة العامّة للكتاب.
- عبد العزيز، أيمن، 1999، المعاملة الوالديّة كما يدركها الأبناء وعلاقتها بالتوافق الذاتيّ وتقدير الذات، دراسة ميدانيّة على طلاب الجامعات في ولاية الخرطوم، جامعة الخرطوم، قسم علم النفس، السودان.
- كفافي، علاء الدّين،1989، تقدير الذّات في علاقته بالتنشئة الوالديّة والأمن النفسيّ، دراسة في عمليّة تقدير الذّات، مجلس النشر العلميّ، مجلّة العلوم الاجتماعيّة، المجلّد التاسع، عدد 35، الكويت.
- كامل، عبد الوهاب، 1993، المكوّنات العامليّة لتقدير الذّات، بحوث في علم النفس، مكتبة النهضة المصريّة القاهرة.
- مجليّ، عبد الله، 2013، تقدير الذات وعلاقته بالسلوك العدوانيّ لدى طلبة الصف الثامن من مرحلة التعليم الأساسيّ، رسالة دكتوراه منشورة في مجلّة دمشق، المجلّد 29، العدد الأوّل، دمشق.
- معمّر، بشير، 2007، بحوث ودراسات متخصّصة في علم النفس، دار المعرفة الجامعيّة، الإسكندريّة.
- محمّد، حسين محمّد، 1990، السلوك العدوانيّ وإدراك الأبناء للمعاملة الوالديّة في التنشئة الاجتماعيّة، دراسة تنبوئيّة، الجمعيّة المصريّة للدراسات النفسيّة، بحوث المؤتمر السادس، الجزء الثاني، القاهرة.
- نصّار، كريستين، 2008، احترام الذات، مجلّة البيت العربيّ، العدد 592، بيروت.
المراجع الأجنبيّة
- Anzieu Didier .Chabert Catherine, 2007, Les méthodes projectives, PUF, Paris.
- Ansado, J., Chiasson, V. et Beauchamp, M. H., 2014, Croissance cérébrale et neurodéveloppement à l’adolescence, La psychologie de l’adolescence. Montréal : Les Presses de l’Université de Montréal.
- Cariou-Rognant A-M., chaperon A-F. Duchesne N., 2007, L’affirmation de soi par le jeu de rôle, (en thérapie comportementale et cognitive), Dunod, Paris
- Coopersmith, S. 1967, the antecedents of Self-Esteem, San Francisco, Freeman.
- Brelet F, 1986, Le TAT, Fantasme et situation projective, Bordas, Paris.
- Brelet F, Chabert C, 2003, Nouveau manuel du TAT- édition Dunod, Paris. Chabert C: 2013, Psychanalyse et méthodes projectives, édition Dunod, Paris
- Kristen, CK&all, 1999, Gender differences in Self Esteem, International University Press, New York
- Laplanche, J., Pontalis, J.B., 1978, Vocabulaire de la psychanalyse, Presses Universitaires de France, Paris.
- Laberge, S. et Albert, M., 1996, Sports à risque, rapports à la mort et culture postmoderne, Les risques et la mort, Montréal , Canada
- L’Ecuyer R. 1994, Le développement du concept de soi, de l’enfance à la vieillesse, Les presses de l’université de Montréal, Québec.
- Paquette, L., 2014, Les sports extrêmes et la prise de risques chez les jeunes: conceptions théoriques et applications pratiques. Neurosciences, psychothérapie et développement affectif de l’enfant. Montréal : Éditions Liber, Canada.
- Pedinielli J L, Fernandez L, 2011, L’observation clinique et l’étude de cas- 2ème édition, Armand Colin,Paris
- Rogers, C.R, 1961, Toward A science of the person, In. Sutich. A.J & Vich. M.A. Readings in Humanistic Psychology , The Free Press, New York.
- Rosenberg, M., 1965, Society and the adolescent self-image, Princeton: University Press.
- Roberts&all, 1997, thereat of Self Esteem, a mediating variable in student aggression, Journal of counseling psychology
- Shentoub Vica et coll . 1998, Manuel d’utilisation du TAT, Dunod, Paris
- Tran- Thong, 1992, “Stades et concept de stade de développement de l’enfant dans la psychologie contemporaine”, Librairie Philosophique, J. Vrin, Place de la Sorbone, Onzième tirage, Paris.
- Zuckerman, M., 2006, Sensation Seeking and Risky Behavior, Washington : American Psychological Association.
الصحف والمراجع الإلكترونيّة
- Marie- Eve Morin & All, 2008, Personnalité, contrôle social et sports extrêmes : une étude longitudinale de 14 à 27 ans, Département de psychologie- Université de Montréal, valide sur internet @http://www.mapageweb.umontreal.ca/gendreap/pdf/Morin%20et%20al%20SQRP%20 (2008).pdf
- Philippe Barel, 2015, “Ce que la psychologie nous apprend sur les conduits à risque, Psychologie et Neurosciences, valide sur internet @ http://www.comportementsetinnovation.com/sport-ce-que-la-psychologie-nous-apprend-sur-les-conduites-a-risque/
- فيوليت حنين، 23 شباط 2017، تحدّيات الأسرة اللبنانيّة، ندوة في المركز الكاثوليكي للإعلام، بيروت لبنان متوفر على شبكة الإنترنيت على الرابط:
/تحدّيات-الأسرة-اللبنانيّة /https://ar.zenit.org/article
[1] في لبنان بلغت نسبة البِطالة 51 بالمئة في شهر ديسمبر 2018، حيث إنّ التقديرات التي أصدرها البنك الدوليّ تشير إلى أنّ معدّل البِطالة في لبنان بلغ في العام 2018 نسبة 25 بالمئة فيما تجاوزت هذه النسبة لدى الشباب 36 في المئة. الأربعاء 2019/01/16 https://alarab.co.uk/ إغلاق-آلاف-الشركات-يفاقم-أزمة-البطالة-في-لبنان.
[2] وفقًا لإحصائيّات المديريّة العامّة لقوى الأمن الداخليّ.