نساء محدّثات راويات
د. مريم الكاهية
تمهيد
أدّت المرأة دورًا كبيرًا في نشر الحديث وعلومه حفظًا ورواية؛ لأنّها مكلّفة بالتعلّم والدعوة والإصلاح كشقيقها الرجل. وكان دورها بارزًا في القرون الثلاثة الأولى، فرحلت العديد منهنّ في طلب العلم، وأخذن عن الشيوخ، وأخذ الكثيرون عنهنّ، ورحل إليهنّ الطلاّب كذلك ضمن ضوابط الشرع الحنيف. وشعرن بحاجتهنّ إلى العلم فقدمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبن منه مجلسًا خاصًّا بهنّ، عن أبي سعيد الخدريّ: «جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَهَبَ الرِّجَالُ بِحَدِيثِكَ، فَاجْعَلْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ يَوْمًا نَأْتِيكَ فِيهِ تُعَلِّمُنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ، فَقَالَ: «اجْتَمِعْنَ فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا»، فَاجْتَمَعْنَ، فَأَتَاهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَلَّمَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ»[1].
وقد تجلت العناية النبوية بمظهرين:
- الإعداد النفسي والدعم المعنوي بالرد على أسئلتهنّ، والنصح كما زخرت بذلك كتب السيرة والحديث.
- الحضور والمشاركة في المجالس، والمناسبات كصلاة الجماعة، والأعياد، والبيعة.
واعتنت النساء بحفظ الحديث وتعلمه منه عليه السلام مباشرة، أو من أزواجهنّ، أو إخوانهنّ، أو آبائهنّ، كما شاركن في تبليغ العلم ورواية الحديث، وأدائه، قال الشوكاني: “لم يُنقل عن أحد من العلماء بأنّه ردّ خبر امرأة لكونها امرأة، فكم من سُنّة تلقّتها الأمّة بالقَبول من امرأة واحدة من الصحابة، وهذا لا ينكره من له أدنى نصيب من علم الرواية”[2].
وقد تتلمذ على المرأة كبار الصحابة والأئمة والمحدّثين وكبار العلماء كعليّ بن أبي طالب الذي سمع من مولاة رسول الله ميمونة بنت سعد، والإمام مالك، وأحمد بن حنبل وغيرهم كثير مما تمتلئ به كتب التراجم والطبقات.
واعتنى العلماء بتعليم أولادهم ذكورًا وإناثًا، وكانت العناية بالبنات ملموسة لقوله صلى الله عليه وسلم: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالأَمِيرُ رَاعٍ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»[3]. واقتداء به صلى الله عليه وسلم في تعليم أهل بيته زوجات وبنات علّم سعد بن أبي وقّاص ابنته عائشة، وأنس بن مالك ابنته أمينة…، وسار على نهجهم التابعون ومَن بعدهم رضوان الله عليهم أجمعين.
- المطلب الأول: المحدّثات من أمّهات المؤمنين
سأقتصر على ذكر ثلاث منهنّ رضي الله عنهنّ تفاديًا للإطالة، على رأسهنّ:
- عائشة بنت أبي بكر الصدّيق رضي الله عنها: أمّ المؤمنين العالمة الفقيهة المحدّثة التي روت (2210) حديثًا، “فقد روت عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا، وروى عنها عمر بن الخطاب وكثير من الصحابة والتابعين ما لا يحصى”[4]. وقال أبو موسى الأشعري: “ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قطّ فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها علمًا”[5].
وقد عدت رضي الله عنها من ضمن سبعة من المكثرين في الرواية وفي الدرجة الرابعة، وتميزت بذكائها، وفصاحتها، ودقّتها وتحمّلها الأحاديث مشافهة من النبي صلى الله عليه وسلم فانفردت بأحاديث لم يروها غيرها.
- أم سلمة رضي الله عنها: التي تعد من فقهاء الصحابيات، روت الكثير من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحصى لها بقي بن مخلد وأبو محمد بن حزم ثمانية وسبعين وثلاثمائة (378)[6]، فهي تلي السيدة عائشة فيما روته أمهات المؤمنين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، “اتفق البخاري ومسلم لها على ثلاثة عشر وانفرد البخاري بثلاثة ومسلم بثلاثة عشر”[7]، قصدها الصحابة خصوصًا بعد وفاة عائشة (58هــ) فتصدّرت الرواية والفتيا.
- ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها (ت51هــ): روت (76) حديثًا، “تحتلّ المرتبة الثالثة بين أمّهات المؤمنين مع أم حبيبة وحفصة، ولها في كتب السنة (31) حديثًا، وفي الصحيحين سبعة أحاديث انفرد البخاري بها، ومسلم بخمسة”[8].
وتميّزت روايتهنّ بالآتي:
- التميّز لكونها مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
- تخريجهن جيلًا من التابعيات الراويات علاوة على الرواة.
- نقلهنّ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ونشرها للأمّة؛ فلولاهن لفاتنا الكثير من السنن القيّمة[9].
وقد تعدّدت أسماء الصحابيات والتابعيات اللاتي اشتهرن بالعلم وكثرة الرواية، وتحفل كتب الحديث والرواية والطبقات بالنساء اللائي روين الحديث وروي عنهن، مثل: أسماء بنت أبي بكر الصديق، وأسماء بنت عميس، وجويرية بنت الحارث، وحفصة بنت عمر، وزينب بنت جحش رضي الله عنهنّ.
- المطلب الثاني: أهمّ الراويات بعد التدوين وظهور كتب الحديث.
لم يغفل كبار كتاب الطبقات الترجمة للمرأة المسلمة خصوصًا في الرواية، فمحمد بن سعد ذكر كثيرات منهنّ في كتابه “الطبقات الكبرى”، وابن الأثير خصص جزءًا كاملاً للنساء في كتابه “أُسد الغابة”، وفي كتاب “تقريب التهذيب” لابن حجر العسقلاني ذكر أسماء (842) امرأة ممن اشتهرن بالرواية حتى مطلع القرن الثالث الهجري.
ونذكر من النساء اللائي اشتهرن في هذا المجال على سبيل المثال لا الحصر:
“جمعة بنت أحمد بن محمد بن عبد الله المحمية” محدثة نيسابور، قدمت بغداد وحدثت بها عن أبي عمرو بن حمدان، وأبي الحافظ وغيرهم، وحدث عنها أبو محمد الخلال[10].
ومن الأسماء اللامعة في القرن الرابع الهجري “فاطمة بنت عبد الرحمن“، و”فاطمة بنت أبي داوود“، و”أَمَة السلام بنت القاضي أبي بكر“. وكانت بعض المحدثات يذكرن الأحاديث من حفظهن، كما كانت تفعل فاطمة بنت أبي بكر بن أبي داود السجستاني.[11]
“وأم إبراهيم فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية (ت524هــ) من محدثات القرن السادس الهجري، كان لها جهود كبيرة في سماع الحديث وإسماعه وأخذ عنها جماعة من الحفاظ والمسندين وأجازت للسمعاني بجميع مسموعاتها، وقد أثنى عليها الذهبي ووصفها بمسندة الوقت”[12].
وكانت “زينب بنت مكي بن علي بن كامل الحراني” المتوفاة سنة (688هــ) من النساء اللاتي قضين عمرهن كله في طلب الحديث والرواية، وازدحم الطلاب على باب بيتها في سفح جبل قاسيون بدمشق، فسمعوا منها الحديث، وقرأوا عليها كثيرًا من الكتب. أمّا “زينب بنت يحيى بن العزّ بن عبد السلام” المتوفاة (735هــ) فقد تفرّدت برواية المعجم الصغير بالسماع المتصل، وقال عنها مؤرخ الإسلام “شمس الدين الذهبي” إنه كان فيها خير، وعبادة، وحب للرواية بحيث إنه قُرئ عليها يوم موتها أجزاء عدّة.
ويحكي الرحالة الكبير “ابن بطوطة” أنه في رحلته زار المسجد الأموي في دمشق، وسمع فيه من عدد من محدثات ذلك العصر مثل “زينب بنت أحمد بن عبد الرحيم“، وكانت امرأة ذات قدم راسخ في العلم والحديث.
وقد تفرّدت بعض المحدثات ببعض الروايات، مثل “زينب بنت سليمان بن إبراهيم” المتوفاة (705هــ)، التي أخذ العلم عنها “تقي الدين السبكي”، كما أجازت بعض العالمات المحدثات لعدد من كبار العلماء، فـ”زينب بنت عبد الله بن عبد الحليم بن تيمية” المتوفاة (725هــ) أجازت “بن حجر العسقلاني”، الذي روى أيضًا عن “عائشة بنت محمد بن عبد الهادي” التي كانت ذات سند قويم في الحديث، وحدّث عنها خلق كثير، وكانت توصف بأنّها سهلة الإسماع لينة الجانب، وروت عن محدثتين هما: “ست الفقهاء بنت الوطاسي“، و”زينب بنت الكمال“. وقد أورد “ابن حجر” في كتابه “المعجم المؤسّس للمعجم المفهرس” كثيرًا من شيخاته اللاتي أخذ عنهن العلم، وعن اشتراكه في السماع عن الشيوخ من بعضهن، ووصف إحداهنّ بأنها مصنفة وهي “عائشة بنت عبد الله الحلبية“. وأورد “الإمام الذهبي” قبله في كتابه “معجم شيوخ الذهبي” الكثيرات من شيخاته، وكان يقول عن بعضهن “توفيت شيختنا”.[13]
النساء في كتاب الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني، الذي هو أهم مصدر لتراجم هذا القرن، إذ ترجم لنحو 170 امرأة يشتغلن بعلم الحديث إما تحملاً فقط، وإما تحملاً وأداءً، وقد بلغ المصنف الأخير 147 عدا من لم يترجم لهن، ولهن ترجمة في كتب أخرى، وقد بلغ عدد من ذكر في تراجمهن أنهن أدين ما تحملنه 232 امرأة، كان لخمس عشرة منهن دور متميز في نشر هذا العلم[14] كـ”ست الوزراء التنوخية” التي حدثت بصحيح البخاري وبمسند الشافعي في دمشق ومصر مرات[15]. وكانت كما رواه “صلاح الدين الصفدي” محدثة عصرها، واستقدمت إلى مصر فأخذ عنها الحديث الأمير سيف الدين أرغون، والقاضي كريم الدين، ودرسَت البخاري مرارًا متوالية، وروى عنها كثير من مشاهير العلماء.[16] كعبد النورين علي المغربي المكناسي المقرئ الذي حدث عنها.[17] وسمع منها مسند الشافعي علي بن يعقوب البكري الحريري.[18] ومحمد بن إسماعيل الزواوي الذي سمع منها صحيح البخاري وحدث به عنها في القاهرة.[19] قال عنها ابن كثير: “الشيخة الصالحة ست الوزراء بنت عمر بن أسعد راوية صحيح البخاري، وكانت من الصالحات، وتوفيت ليلة الخميس ثامن عشر من شعبان، ودفنت بتربتهم فوق جامع المظفري بقاسيون”.[20] توفيت سنة (717هــ).[21]
و”فاطمة الفقيهة ابنة علاء الدين محمد بن أحمد الشمرقندي” من الفقيهات العالمات بعلم الفقه والحديث، أخذت العلم عن جملة من الفقهاء، وأخذ عنها كثيرون وكان لها حلقة للتدريس، وقد أجاز لها جملة من كبار القوم، وكانت من الزهد والورع على جانب عظيم. تزوجت بفخر الأنام العالم العلامة علاء الدين القاشاني، ومكثت عنده زمنًا طويلاً، وقد ألّفت المؤلّفات العديدة في الفقه والحديث، وانتشرت مؤلفاتها بين العلماء والأفاضل، وكانت معاصرة للملك العادل نور الدين الشهيد، وطالما استشارها في بعض أموره الداخلية، وأخذ عنها بعض المسائل الفقهية، وكان دائمًا ينعم عليها ويعضد مسعاها.[22]
- المطلب الثالث: المحدثات المغربيات
لقد كان للمرأة المسلمة شأنها في كل ربوع الدولة الإسلامية، فكما جاد المشرق العربي بالعالمات المحدثات، كان للنساء في الأندلس والمغرب الأقصى نصيب من هذا العلم، في الماضي البعيد والماضي القريب حتى في زماننا الحاضر منهن:
“مسعدة بنت أبي الحسن بن أحمد بن خَلَف بن الباذِش“، زوج أبي عبد الله بن عبد الرحمن النُّمَيْريِّ. حدَّثت عن أبيها وأخيها أبي جعفر، وزوجها النُّمَيْريِّ بمختصر الطُّلَيْطُليّ. وكانت فاضلة صالحة. توفيت بعد السبعين وخمس مئة.[23]
“عابدة المدنية الأندلسية” من النساء الواردات على الأندلس من المشرق منذ سن مبكرة أم ولد حبيب بن الوليد المرواني الملقب (دحّون)، كانت جارية سوداء حالكة السواد من رقيق المدينة. وكانت تروي عن الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة وغيره من علماء المدينة، حتى قال بعض الحُفّاظ إنها تروي عشرة آلاف حديث… وقال ابن الأبار: إنّها تسند حديثًا كثيرًا، وهي أم ولده بشر بن حبيب، وكان وهبها لدحون في رحلته إلى الحج؛ وهو محمد بن زيد بن مسلمة بن عبد المالك بن مروان، فقدم بها إلى الأندلس، وقد أعجب بعلمها وفهمها.[24] ذكرها ابن حيّان عن عبادة بن ماء السماء عن إسحاق بن مسلمة القيني.[25]
“أمة الرحمن بنت القاضي عبد الحق بن غالب” تُكنّى أم هاني وهي غرناطية، أخذت العلم عن أبيها القاضي عبد الحق بن عطية صاحب التفسير المعروف، وأخذ هو عنها، وكانت من أهل الفهم والعقل جيدة الخط، حاضرة النادرة سريعة التمثل، لها مصنف في القبور،[26] وآخر في الأدعية، وفيه وقَفْتُ على اسمها وكُنيتِها كما ذكَرْتُ مجيزة فيه من أخَذَ عنها.[27]
“أم الحسن بنت أبي لواء سليمان بن أصبغ بن عبد الله بن وانسوس بن بُوزع[28] المكناسي مولى سليمان بن عبد الملك” قرطبية. روت عن بقيِّ بن مَخْلَد سماعًا منه وقراءت عليه وصَحِبَتْه، وكان لها منه يوم في الجمعة تنفرد به لأخذ العلم في داره، ومما قرأت عليه بلفظها كتاب “الدهور”، وكانت صالحة زاهدة فاضلة عاقلة، حجّت وسمعت الحديث والفقه هناك، وعادت إلى الأندلس، ثم حّجت ثانية، وتوفيت في مكّة شرفها الله، ودفنت هنالك.[29]
“أم العزِّ بنت محمد بن علي بن أبي غالب العَبْدَريِّ، دانِيّةٌ“. روت عن أبيها، ومن مروياتها عنه: “صحيح البخاري”، قرأته عليه بلفظها مرتين، وروت عن زوجها أبي الحسن بن الزبير وأبي الطيِّب بن بَرُنْجال، وأبوَيْ عبد الله: ابن أبي بكر وابن أيوب بن نوح، وأبي عُمرَ بن عاتٍ. وكانت حافظة لكتاب الله قائمة عليه مجوِّدةً له بالسَّبع، وتوفيت سنة ست عشرة وست مئة.[30]
“فاطمةُ بنت أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن غالب“. قرطبية، أُمُّ الفَتْح. تلت على أبيها القرآن بحرف نافع، ثم استظهرت عليه “تنبيهَ” مكِّيّ و”شِهابَ” القُضَاعيِّ و”مختصرَ” الطُّلَيْطُليّ، وقابلت معه “صحيح مسلم”، و”السِّير” تهذيبَ ابن هشام، و”كاملَ” المُبرِّد، و”أماليَ” القالي، وغير ذلك، وسمعت من لفظه كثيرًا وحفظت من شعره في الزّهد، وتلت القرآن على أبوَيْ عبد الله: الأَنْدَرْشيِّ الزاهد، وابن المفضَّل الكفيف.
حدَّث عنها ابنها أبو القاسم ابنُ الطَّيْلَسان، تلا عليها القرآن بقراءة ورش، وقرأ عليها ما عرضت على أبيها من الكتب، وسمع منها غير شيء، وأجازت له بخطها، وقال: أظن أبا مروان بن مسَرّ أجاز لها، فإنه الذي سَمّاها ودَعَا لها، حملها إليه أبوها يوم ولادتها. وتوفيت سنة ثلاث عشرة وسمت مئة.[31] وقال ابن الأبار: ودفنت بمقبرة أم سلمة مع أبيها وأخويها.[32]
“نُضَار بنت الشيخ أبي حيان الأندلسي” (702-730هــ) أسمعها أبوها في صغرها من أصحاب بن الزبيدي وغيره، وحدثت بشيء من مروياتها، وخرجت لنفسها جزءًا، وكتب عنها البدر النابلسي.[33]
“رحمة بنت إبراهيم المغربي” محدثة سمعت من حديث أبي عثمان بن مسلم الصفّار حوالي سنة (711هــ).[34]
“رحمة بنت الجنان المكناسية” كانت حافظة لأحاديث كثيرة من الصحاح، وكادت تحيط حفظًا بالأدعية الواردة في الصحاح، وكانت ملازمة لدرس القرآن العظيم في المصحف عالمة بكثير من قصصه وأخباره.[35]
“منصورة بنت الشريف علي بن محمد الفاسي” (595-733هـــ) أجاز لها جماعة من محدثي مكة ومصر والشام، وكانت صالحة خيّرة، عالية الهمّة، أجازت لتقي الدين الفاسي.[36]
“مؤمنة بنت عبد الله بن يحيى الفاسي” نزيلة القدس، من فواضل نساء عصرها، أجازت لعبد بن عمر بن العزّ بن جماعة.[37]
“هاجر بنت علي بن عمر الصنهاجية” تلقب بقرة العيون، سمعت على العز الحراني، وحدثت وأجازت لأبي بكر بن عبد العزيز بن محمدبن جماعة (728-803هــ).[38]
“خديجة بنت سحنون“، خديجة بنت سحنون بن سعيد التنوخي، من ربّات العقل والرأي والعلم والدين. كان أبوها يستشيرها في أهمّ أموره، حتّى إنّه لما عرض عليه القضاء لم يقبله إلا بعد أخذ رأيها. أخذت العلم عن أبيها، حامل لواء مذهب مالك في المغرب، واستفتتها نساء عصرها في مسائل الدين، فكانت قدوة صالحة لهنّ في معضلات الأمور (ت270هـــ). دفنت بمقبرة أسرتها خارج مدينة القيروان.[39]
“آمنة بنت الطيب الصميهلي“، هذه السيدة بنت للشيخ الطيب بن محمد الشرقي المعروف بالصميلي، وهي أخت العلاّمة اللغويّ أبي عبد الله محمّد بن الطيّب الشرقيّ الفاسيّ عالم المدينة المنوّرة، وخطيب مسجدها النبوي. وقد أشرنا إلى أخيها لنعرف أن الوسط الذي نشأت فيه كان بالفعل وسط علم، وبهذا نفسّر حديث المؤرّخين عنها بأنّها كانت تحضر مجالس العلم والحديث عند الشيخ أحمد بن مبارك وأبي عبد الله جسوس، كما تحضر مجالس الوعظ والتذكير عند غيرهما بجامع القرويّين، والضريح الإدريسي، وقد فتح الله عليها في الحفظ والفهم. أدركها أجلها أوائل الحجة متمّم عام سبعة وثمانين ومائة وألف.[40]
“آمنة بنت محمّد بن غيلان” هذه السيّدة ابنة الفقيه محمّد غيلان رحمه الله. اعتنى بها والدها منذ نعومة أظفارها فلقّنها علوم القرآن، والحديث، واللغة العربية والفقه، فأصبحت من عالمات نساء تطوان حتى كانت تتعاطى للفتيا وعرفت بهذا اللقب: لالة غيلانة، أدركها أجلها عام 1189.[41]
“خديجة بنت الحوات” ابنة الشيخ عبد الله الحوات الشفشاونيّ، وعمة المؤرخ الشهير أبي الربيع سليمان الحوات. كانت تعلّم النساء المنقطعات بزاوية يوسف بن الحسين التليديّ دفين قبيلة بن تليد من قبائل غمارة الذي أخذ عنه الشيخ عبد الله البعاج المترجم في السلوة (1/1997)، وقد أدركها أجلها عام 948.[42]
“رقية اليعقوبي“، هي رقيّة بنت الحاج بن العايش اليعقوبيّ. كانت أديبة فقيهة عارفة بأسرار الحروف، درس عليها الرجال والنساء ألفية بن مالك كما درسوا عليها القاموس، والتفسير حيث كانت تتوخى أسباب النزول، وعلوم القرآن، وقد أدركها أجلها أوائل القرن الرابع عشر.[43]
“ست العرب”، كانت فقيهة وقتها، وهي ابنة الشيخ عبد المومن الحضرمي. وقد أجاز لها ابن الرشيد.[44]
“مريم بنت مسعود” (1165هــ/1751م)، مريم بنت مسعود السوسي السملالي، فقيهة مغربية من بيت علم كبير في سوس، صنف الأدوزي كتابًا في سيرتها سمّاه ‹‹مناقب السيدة مريم بنت مسعود››، منه نسخة في الخزانة المسعودية بسوس.[45]
“عائشة الشنقيطيّة“، تخرّجت في شنقيط وانتقلت إلى مراكش، ولها بها منزلة طيّبة ومقام محمود، وقد برعت في العلوم الدينية والعربية، وحفظت سبعمائة حديث وأخرجت بعض الكتب والرسائل.[46]
وقال الأستاذ عبد الله عفيفي[47] بأن: ‹‹أكثر ما عرفت به الممتازات من نساء المغرب الأقصى حفظ القرآن الكريم بقراءاته جميعًا، ورواية الحديث، ودروس الفقة والأصول وما إلى هذه من علوم الدين، ويذكر أهل ذلك الإقليم ثمانين امرأة من نساء المغرب جمعن إلى النفاذ في ذلك كله حفظ مدونة الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه، وهي أكبر المطوّلات الجامعة في الحديث والفقه››.
وهناك العشرات من النساء المتخصّصات في مجال الحديث والفقه في عصرنا هذا، هنّ أستاذات في الجامعات وغيرها، ومحقّقات للكتب الحديثية والفقهية الدقيقة، وشيخات في حلقات العلم.
الخـــــــــــاتمة
إن قراءة تاريخنا تشهد بقوة أنه تاريخ حافل بالعالمات المحدّثات الفقيهات واللائي لعبن دورًا مهمًّا وكبيرًا في حفظ الحديث ونشره، وقدمن للحديث وللفقه عمومًا ما لم يقدمه آلالاف من الرجال، وإن لم يكن لبعضهن شهرة كبرى كما للرجال، وقد رأينا نماذج من ذلك. وللنساء العالمات المحدثات ميزة وخاصية تفوّقن بها على الرجال؛ ألا وهي مسألة الوثاقة في رواية الحديث والسلامة من التهم والتضعيف، يؤكّد ذلك الحافظ ابن حجر رحمة الله عليه حين قال: ‹‹لا أعلم في النساء من اتّهمت ولا تركت››[48]. ويزكي جانب النساء العالمات في علم الحديث ويعضده قول الإمام الذهبي: ‹‹وما علمت في النساء من اتّهمت ولا من تركوها››[49].
ولم يكتفين بذلك فقط، بل صنعن وكَوَّنَّ رجالاً وعلماء كبار متخصّصين في الحديث وغيره كأبي هريرة، أكثر الصحابة رواية للحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نشأ يتيمًا، وكان شديد التعلّق بأمّه التي أدّت دور المحرك والرافع لهذا العالم الرباني والصحابي الجليل.[50] وسفيان الثوري، شيخ الإسلام وإمام الحفاظ، عن وكيع قال: قالت أم سفيان: ‹‹اذهب فاطلب العلم حتى أعُولَكَ بمغزلي فإذا كتبت عشرة أحاديث فانظر هل تجد في نفسك زيادة فاتبعه وإلا فلا››[51]. هكذا كانت رحمها الله تعمل وتقدم له ليتفرغ للعلم. مالك بن أنس، إمام دار الهجرة وحجة الأمة. هذا الإمام العالم الشاب الذي كانت تقول له أمه: ‹‹اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه››[52]. وأحمد بن حنبل، الذي تربّى يتيمًا في حجر أمّه حيث مات أبوه شابًا ووليت أمره أمه[53]. وإمام المحدّثين، وصاحب أصح كتاب بعد كتاب رب العالمين الإمام البخاريّ الذي نشأ يتيمًا في حجر أمه العابدة صاحبة الكرامات التي ربّته على حبّ الحديث، وطلب العلم في صغره. [54]
فرحم الله رحمة واسعة عالماتنا المحدّثات الفقيهات وغيرهن ممّن أَسْدَيْنَ للحديث خصوصًا وللعلم الشرعيّ عمومًا، ولا زلن خِدمات عظيمة جليلة، ووفق خلفهنَّ أن يحذون حذوهنَّ ويلحقن بركبهنَّ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
لائحة المصادر والمراجع
- ابن الأبار القضاعيّ البلنسيّ (المتوفَّى 658هــ)، التكملة لكتاب الصلة، تحقيق عبد السلام الهراس، دار الفكر للطباعة – لبنان، طبعة: 1415هــ/1995م.
- ابن الأثير، أُسد الغابة في معرفة الصحابة، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى: 1415هــ/1994م.
- ابن حَجَر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق مركز هجر للبحوث، دار هجر.
- ابن حَجَر، الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، مجلس دائرة المعارف العثمانيّة، حيدر أباد – الهند، الطبعة الثانية: 1392هــ/1972م.
- ابن سعد محمد، الطبقات الكبرى، دار الكتب العلمية – بيروت.
- ابن كثير، البداية والنهاية، تحقيق علي شيري، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الأولى: 1408هــ/1988م.
- أبو المحاسن جمال الدين (ت 874هــ)، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دار الكتب – مصر.
- إدارة البحث والإعداد في مؤسّسة الرسالة بإشراف رضوان عبدول، تراجم أعلام النساء، دار البشير، مؤسّسة الرسالة.
- أم إسراء بيومي، نساء صنعن علماء، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع بيروت – لبنان، طبعة: 1425هــ/2004م.
- بدر الدين الزركشيّ، الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة، تحقيق وتخريج د. رفعت فوزي عبد المطلب، مكتبة الخانجي – القاهرة، الطبعة الأولى: 1421هــ/2001م.
- تقي الدين الفاسي المكي (ت832هــ)، العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة الأولى: 1988م.
- الزركلي الدمشقي، الأعلام، دار العلم للملايين، الطبعة الخامسة عشر: ماي 2002م.
- زينب فواز العاملي، معجم أعلام النساء المسمى: “الدُّر المنثور في طبقات ربات الخذور”، تحقيق منى محمد الخياط، مؤسسة الريان للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى: 1421هــ/2000م.
- السمعاني، التحبير في النعجم الكبير، تحقيق ميزة سالم، طبع وزارة الأوقاف – بغداد.
- شهاب الدين أحمد بن محمد المقري التلمساني (المتوفى 1041هــ)، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين الخطيب، تحقيق إحسان عباس، دار صادر بيروت – لبنان، طبعة جديدة 1997م.
- الشوكاني، نيل الأوطار منتقى الأخيار، دار الجيل – بيروت.
- صالح يوسف معتوق، جهود المرأة في رواية الحديث القرن الثامن الهجريّ، دار البشائر الإسلاميّة – بيروت.
- عبد الحيّ بن أحمد ابن العماد، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، حققه: محمود الأرناؤوط، خرج أحاديثه: عبد القادر الأرناؤوط، دار ابن كثير، دمشق – بيروت، الطبعة الأولى: 1406هـ/1986م.
- عبد العزيز بن عبد الله، مظاهر الحضارة المغربية، نشر دار السلمى، طبعة: 1377هــ/1957م.
- عبد العلي الودغيري، التعريف بابن الطيب الشرقي، منشورات عكاظ، طبعة: 1991م.
- عبد القادر النعيمي الدمشقي، الدارس في تاريخ المدارس، الطبعة الأولى: 1410هــ/1990م.
- عبد الله عفيفي، المرأة العربية في جاهليتها وإسلامها، مكتبة الثقافة، المدينة المنورة – المملكة العربية السعودية، الطبعة الثانية: 1350هــ/1932م.
- عبد الله كنون الحسني، النبوغ المغربي في الأدب العربي، دار الكتاب اللبناني، الطبعة الثالثة: 1975م.
- عبد الهادي التازي، المرأة في تاريخ الغرب الإسلامي، طبعة ثانية منقحة ومزيدة، دار أبي رقراق للطباعة والنشر.
- كحالة عمر رضا، أعلام النساء، مؤسسة الرسالة – بيروت، 1982م.
- مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابها، مقال بعنوان: “جهود المرأة في نشر الحديث وعلومه” للدكتورة عفاف بنت عبد الغفور حميد، الجزء 19، عدد 42، رمضان 1428هـــ.
- محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، الجامع الصحيح المختصر (صحيح البخاري)، تحقيق مصطفى ديب البغا، دار ابن كثير، اليمامة – بيروت، الطبعة الثالثة: 1407هـــ/1987م.
- محمد بن جعفر الكتاني (1274-1345هــ)، سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس، دار الثقافة مؤسسة النشر والتوزيع – الدار البيضاء.
- محمد بن عبد الرحمن السخاوي، الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، دار مكتبة الحياة – بيروت.
- محمد بن محمد أنصاري الأوسي المراكشي (المتوفى 703هــ)، الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، حققه وعلق عليه د. إحسان عباس، د. محمد بن شريفة، د. بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي – تونس، الطبعة الأولى: 2012م.
- محمد داود، تاريخ تطوان، مراجعة وإضافات حسناء محمد داود، مطبعة الخليج العربي – تطوان، طبعة: 1430هــ/2009م.
- الموقع الإلكتروني: ahlalhadeeth.com
[1] – أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الرجال والنساء مما علمه الله، ليس برأي ولا تمثيل. 9/101 رقم الحديث 7310.
[2] – الشوكانيّ، نيل الأوطار منتقى الأخيار، دار الجيل – بيروت، 8/22.
[3] – أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب النكاح، باب المرأة راعية في بيت زوجها. 7/31 رقم الحديث 5200.
[4] – أسد الغابة، 7/186.
[5] – الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة، ص58.
[6] – الإصابة، 4/441.
[7] – سير أعلام النبلاء، 2/210.
[8] – الطبقات الكبرى لابن سعد محمد، دار الكتب العلمية، 8/139. ينظر كذلك مقال بعنوان: “جهود المرأة في نشر الحديث وعلومه” للدكتورة عفاف بنت عبد الغفور حميد، في مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابها، ج19، عدد 42، رمضان 1428هــ، ص240.
[9] – سير أعلام النبلاء، 2/245.
[10] – الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 14/441. ينظر كذلك أعلام النساء كحالة عمر رضا، مؤسسة الرسالة – بيروت (1982م)، 1/90.
[11] – مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابها، ج19، عدد 42، ص244 بتصرف.
[12] – السمعاني، التحبير في المعجم الكبير، تحقيق منيرة سالم، طبع وزارة الأوقاف بغداد، 2/428.
[13] – أخذًا عن الموقع الإلكترونيّ: www.ahlalhadeeth.com ص 5-6 بتصرف.
[14] – صالح يوسف معتوق، جهود المرأة في رواية الحديث، القرن الثامن الهجري، دار البشائر الإسلامية – بيروت، ص8788.
[15] – شذرات الذهب، 3/40.
[16] – معجم أعلام النساء، ص 393.
[17] – الدارس، 1/225.
[18] – الدرر الكامنة، 4/194.
[19] – النجوم الزاهرة، 9/235.
[20] – البداية والنهاية، 14/79.
[21] – معجم أعلام النساء، ص 393.
[22] – أعلام النساء 4/94، رياحين الشريعة 5/24.
[23] – الذيل والتكملة، 5/424.
[24] – نفح الطيب، 3/139-140.
[25] – التكملة لكتاب الصلة، 4/240.
[26] – توجد منه ورقات في دشت خزانة القرويين.
[27] – الذيل والتكملة، 5/407.
[28] – كذا في الأصل وفي التكملة: “يربوع”.
[29] – الذيل والتكملة، 5/411.
[30] – الذيل والتكملة، 5/412.
[31] – الذيل والتكملة، 5/422.
[32] – التكملة لكتاب الصلة، 4/263.
[33] – الدرر الكامنة 4/395، أعلام النساء 7/178.
[34] – أعلام النساء، 1/445.
[35] – أعلام النساء، 1/445.
[36] – العقد الثمين، 8/318-319.
[37] – الدرر الكامنة 4/358، أعلام النساء 5/127.
[38] – الضوء اللامع، 11/47.
[39] – أعلام النساء 1/332، تراجم أعلام النساء ص 110.
[40] – الكتاني، السلوة، 3/82.
[41] – محمد داود، تاريخ تطوان، 3/93.
[42] – عبد العزيز بن عبد الله، مظاهر الحضارة المغربية. عبد الهادي التازي، المرأة في تاريخ الغرب الإسلامي، ص 91.
[43] – عبد العزيز عبد الله، النساء المغربيات العالمات، مجلة الفنون، ص 207.
[44] – عبد الله كنون، النبوغ المغربي، 1/202.
[45] – الأعلام للزركلي 7/210، تراجم أعلام النساء ص 418.
[46] – المرأة العربيّة في جاهليّتها وإسلامها، 3/156.
[47] – المرأة العربيّة في جاهليّتها وإسلامها، 3/155.
[48] – لسان الميزان لابن حجر، 7/522.
[49] – ميزان الاعتدال، 4/604.
[50] – نساء صنعن علماء، ص 38.
[51] – سير أعلام النبلاء للذهبي، 7/269.
[52] – عودة الحجاب، 2/207 بتصرف.
[53] – سير أعلام النبلاء، 11/179.
[54] – نساء صنعن علماء، ص 106 بتصرف.