الأحداث العسكريّة في سقوط المملكة الآشوريّة (627 – 612 ق.م)
د. إيمان فرحات([1](
الملخص
ما تزال الأحداث التي شهدتها آشور بين عامي 627 و612 ق. م غامضة لدى الباحثين في التّاريخ الآشوري الذين عجزوا عن تحليل العوامل التي أدّت إلى سقوط هذه المملكة بعد تلك الانتصارات الكبيرة التي تحققت في عصر الملك آشور – بان – أبلي؛ وفي هذا الشأن يقول الباحث (p. Garelli): لقد بدا سقوط هذه المملكة وكأنه لغز، لا بل وصمة عار على جبين المؤرخين، إذ كيف يتقبّل المرء فكرة انسحاق هذه الآلة العسكريّة الهائلة أمام قوى أقل شأنًا منها بكثير من الكلدانيين والميديين الذين لا يملكون قوة عسكريّة تضاهي قوة المملكة الآشوريّة، وإذا كان من الصحيح أنه باستطاعة الكلدانيين القيام بحرب حصار بسبب تنظيمهم المتين، فإنّه من الصحيح أيضًا أن قواتهم لم تكن كافية لسحق قوات نينوى، وأن التّحالف مع القوات الميديّة منحهم قدرة أعاقت تحرك المشاة الآشوريين… ومع ذلك لم تكن القوة العسكريّة ولا تقنيات الأعداء وأساليبهم هي التي أسقطت نينوى، بل الثّورات الأهليّة التي اندلعت منذ العام 627 ق. م واستنفدت قوى مملكة آشور، وهي التي تفسر الأحداث التي جرت في آشور وفي الشرق الأدنى.
Abstract
The events in Assyria between 627 and 612 B.C. M is mysterious to researchers in Assyrian history who were unable to analyze the factors that led to this kingdom after those great victories that were achieved in the era of King Ashur-Pan-Apli; In this regard, researcher (p. Garelli) says: The fall of this kingdom seemed like a mystery, rather a stain on the forehead of historians, for how one accepts the idea of the crushing of this huge military machine in front of forces much less than them than the Chaldeans and Medes, who do not have a military power comparable to the strength of the Assyrian kingdom, And if it is true that the Chaldeans could wage a siege war because of their solid organization, it is also true that their forces were not sufficient to crush the forces of Nineveh, and that the alliance with the Median forces gave them a power that hindered the movement of the infantry Assyrians.. However, it was not the military force nor the techniques and methods of the enemies that brought down Nineveh, but rather the civil revolutions that broke out since 627 BC. M and exhausted the forces of the Kingdom of Assyria, which explains the events that took place in Assyria and in the Near East.
مقدّمة
عاش الآشوريين في شمال بلاد الرافدين، وأسسوا الحضارة الآشوريّة التي توسَّعت في الألف الثاني قبل الميلاد، شملت الحضارة الآشوريّة نينوى ونمرود وخورسباد، وهي مدن شمال الرّافدين، حكم الملك شمشي الآشوريين في القرن التّاسع عشر قبل الميلاد، قبل أن يستولي البابليون بقيادة حمورابي على مدينة آشور العام 1760 قبل الميلاد، وفي العام 1273 قبل الميلاد عام الملك الآشوري شلمنصر الأول استولى على بابل، وفي العام 1000 قبل الميلاد استولى الآراميون على مدينة آشور، ليتجه الآشوريون إلى سوريا ويسيطروا على مدينة فينيقيا ومدينة صور في القرن الثامن قبل الميلاد، وفي أواخر القرن السابع قبل الميلاد دمَّر الآشوريون بابل فثار عليهم البابليون وهزموهم العام 612 قبل الميلاد([2]). ثم تابع خلفاء الملك توكلتي – آبل – ايشر الثالث 727 – 745ق. م([3]) مخطّط التوسّع والضم، وكان الآشوريون ذوي مواهب وحنكة عسكريّة فضلًا عن القدرات البارزة التي يمتلكونها، وقد نفّذوا سياسة قمع مطامع ذوي الطبقة العليا والسيطرة على الثّورات الدّاخلية، ووصلت مملكة آشور من الاتساع والقوة إبان القرن الثامن ق.م إلى أبهى عصر من عصور حكمها([4])، لم تصل أيّ مملكة قبلها في العراق القديم إلى ما وصلت إليه آشور وقد مارست سيادتها على الشّرق الأدنى القديم بكامله من دون أن تتوصل إلى فرضها بشكل كامل، وذلك بفعل الثّورات المتتالية التي حدثت في المناطق المنضمة إلى المملكة أو في المناطق الحدودية. لم تهدأ ثورات الممالك السّورية ومملكة السّامرة في فلسطين بدعم وتحريض من قبل المصريين القدماء([5]). كما فشل الآشوريون في ضم بابل إلى سيادتهم على الرّغم من الألوان البراقة التي أصبغت على حملات ملوكهم. برزت في المناطق الحدودية شمالًا وشرقًا شعوب هندو – أوروبيّة استقرت في الهضبة الإيرانيّة منهم الميديون (بالآشوري مادا Mada أو أمادي Amadai)([6]) والكيمريون (Cimmerians)([7])، الذين حطموا مملكة أورارتوا Urartu([8]) العام 706ق. م ومنهم الأسكثيون Scythian([9])، الذين اتجهوا غربًا ونهبوا آشور، وآسيا الصّغرى، وشمال سورية وساحلها، ونشروا الدّمار في كلّ مكان، ومنذ منتصف القرن السّابع وحد الميديون([10]) قبائلهم وهزموا الأسكثيين وأجلوهم عن المنطقة صوب إيران واتخذوا همدان (اكبتانا) عاصمةً لهم وتحالفوا في ما بعد مع السّلالة الكلدانيّة في بابل وأسقط الحليفان المملكة الآشوريّة العام 610 ق.م([11]) بسبب عدم وصول الإمدادات المصريّة للآشوريين واجتاحوا المدينة التي سقطت في عهد آخر ملوك آشور الملك الآشوري آشور أوبلط 612 – 610 ق.م بالقوّة([12]).
الإمبراطورية الآشوريّة القديمة
هي المرحلة الثانية من أربع مراحل ينقسم فيها تاريخ آشور، والثلاثة الأخرى هي المرحلة الآشوريّة المبكرة (2600 – 2025 ق.م.)، والإمبراطورية الآشوريّة الوسطى (1392 – 934 ق.م) والإمبراطورية الآشوريّة الحديثة (911 – 609 ق.م). كانت آشور أكبر مملكة ناطقة باللغة السّامية الشّرقية في بلاد ما بين النهرين، وأكبر إمبراطورية في الشرق الأدنى القديم. تركز على نهر دجلة والفرات في بلاد ما بين النهرين، إذ كان الشّعب الآشوري يحكم الإمبراطوريات القويّة في عدة مرات. وتشكل جزءًا كبيرًا من “مهد الحضارة“، التي تشمل سومر، الإمبراطورية الأكاديّة، وبابل، وكانت آشور على أعلى مستوى من الإنجازات التكنولوجيّة والعلميّة والثقافيّة في ذروتها. في ذروتها حكمت الإمبراطورية الآشوريّة ما يعرف في ديانة بلاد ما بين النّهرين القديمة باسم أركان العالم الأربعة: “من أقصى شمال جبال القوقاز داخل أراضي ما يسمى اليوم أرمينيا وأذربيجان، حتى الشّرق مثل جبال زاغروس داخل أراضي إيران الحاليّة إلى أقصى الجنوب المتمثل بالصّحراء العربيّة في المملكة العربيّة السّعودية الحاليّة، وإلى أقصى الغرب من جزيرة قبرص في البحر الأبيض المتوسط، وحتى إلى الغرب في مصر وشرق ليبيا“([13]). سُمّيت آشور نسبة إلى عاصمتها الأصلية مدينة آشور القديمة، والتي يرجع تاريخها إلى حوالي سنة 2600 قبل الميلاد، وهي بالأصل واحدة من العديد من المدن الأكادية في بلاد ما بين النّهرين. إذًا، يعرف الآشوريون أنّهم جماعة من النّاس عاشوا منذ العصور القديمة في منطقة الشرق الأوسط، وفي مرحلة العصور القديمة كان مركز الحضارة الآشوريّة في مدينة آشور التي تقع أطلالها حاليًا في منطقة شمال العراق، وامتلكت هذه المدينة إلهًا كان يدعى الإله “آشور”، وقد سيطر الآشوريون على مساحة شاسعة امتدت من جنوب العراق إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، وحصلت مدينة آشور على استقلالها منذ ما يقارب من 4000 سنة بعد تراجع الحضارة السّومريّة؛ وقد كان السّومريون الجهة المسيطرة على المدينة قبل الاستقلال. يمكن تعريف آشور أيضًا أنّها مملكة وجدت في الجهة الشّمالية من بلاد ما بين النهرين، وقد عُدّت هذه المملكة إحدى الإمبراطوريات العظيمة التي قطنت منطقة الشرق الأوسط القديم، وتحديدًا في منطقة شمال العراق، وجنوب شرق تركيا.
المملكة الآشوريّة
كانت المملكة الآشوريّة مملكة عسكريّة بامتياز، استخدمت العبيد في حروبها التوسعيّة، ويُذكر عن هذه الحضارة أنَّها اهتمَّتْ بالعمران اهتمامًا كبيرًا، فاشتهرت عنها تماثيل الثّيران المجنحة وعُرفت عنها نقوش المعارك التي كان الآشوريون يرسمونها على الجدران، وقد استطاع الآشوريون إنشاء مملكة عظيمة امتدت من نهر النيل إلى القوقاز.
من أبرز ملوك العصر الآشوري الحديث
1- آشور ناصر بال الثاني (883-859 ق.م.)
فضلًا عن نشاطه العسكري ضد الآراميين الذي قطنوا سورية خلال الألف الأول، قام آشور ناصر بال الثاني ببناء عاصمة جديدة لحكمه في نمرود (كلخو قديمًا). كشفت التّنقيبات هناك عن قصر ضخم شيده آشور ناصر بال الثاني وزيّن جدرانه بعشرات اللوحات الجداريّة المنحوتة واللاماسو أضف إلى العديد من المعابد. في نصب التشييد الذي اكتُشف في نمرود، تحدث الملك عن دعوة 47.074 رجلًا وامرأة من مناطق مختلفة من بلاده إلى حفل التشييد فضلًا عن استهلاك 1200 بقرة، و17000 خروف، و1500 بطة… وإلخ. ما تجدر الإشارة إليه إلى أنّه وفي العام 1989 كشف الآثاري العراقيّ مزاحم حسين في قصر نمرود عن عدد من القبور الملكيّة التي تعود لملكات آشوريات في البلاط الآشوريّ، بما تضمه من ذهب، ولقى فاخرة تعكس الترف الذي عاشته آشور خلال تلك الحِقبة.
2- شرّوكين الثاني (سرجون الثاني) (722-705 ق.م)
اشتهر هذا الملك بحملاته الضّارية ضد القبائل الأورارتيّة التي قطنت مناطق شمال غرب إيران آنذاك، أضف إلى حملاته ضد الآراميين في سورية الحاليّة، وضد بابل التي لطالما كانت ندًا للآشوريين([14]). على خطى آشور ناصر بال الثاني؛ قام شرّكين بتشييد عاصمة جديدة لحكمه في خورسباد وأطلق عليها اسم دور شرّكين (حصن شرّكين). وقد كشفت التنقيبات في جزء من المدينة عن قصر زينت جدرانه باللوحات الجدارية وبعض من اللاماسو. يُذكر أن العاصمة هُجرت بعد مدة قصيرة قبل أن يكتمل بناؤها، وذلك بسبب مقتل شرّكين في إحدى غزواته ضد الأورارتيين، إذ لم يتمكن الآشوريون من استرجاع جثمان الملك ما تسبب بحرمانه من الدّخول إلى العالم السّفلي حسب الميثولوجيا الرافديّة، وقد عدَّه الكثيرون ذلك الأمر نذير شر وشؤم لبلاد آشور([15]).
لم يعرف شروكين الآشوري (الثاني) إبان حكمه الراحة قط([16])، كونه ورث تركة ثقيلة تبدو واضحة من عدم استقرار الأوضاع الأمنيّة والإداريّة في بلاده، فمنذ بداية حكمه قامت انتفاضة سببها مسألة وراثة العرش وما إن توصل إلى قمعها، حتى ثارت بابل ضده بقيادة مردوخ بلادن شيخ قبيلة بيت- ياكين الذي نصب نفسه ملكًا عليها وأخذ بيده الإله مردوخ في عيد رأس السّنة الجديدة
من العام 721ق.م([17])، ورفض دفع الجزية لآشور وإنّ عمله هذا اقنع شروكين بضرورة تأديبه إلا أّن مردوخ بلادن ولغرض تقوية مركزه السّياسي والعسكريّ تحالف مع العيلاميين([18]) للتخلص من النير الآشوريّ وأعلن استقلال بلاده عن آشور، وعليه وجه الملك شروكين الآشوري جيشه نحو
الجنوب وفي معركة قرب دور – أيلو الدير حاليًّا([19])، انسحب الملك الآشوريّ مؤجلًا الردّ على البابليين و اتجه نحو الغرب لمواجهة خطر التّدخل المصري في الشؤون السّورية الفلسطينيّة ما جعله يتخلى لمدّة عن تنفيذ مشروعه الطموح في إخضاع بابل([20])، هذا وقد نجح في سحق ثورات المدن السّورية على مرحلتين في عامي 720و716ق. م وقضى على تحالف ممالك أرباض، شماري، دمشق بزعامة ملك حماة في معركة القرقار الثانية 720ق. م ثم احتل المدن السّورية ووصل حتى الحدود المصرية وأجبر سلطتها على فتح الأبواب أمام التجارة الآشوريّة، كما ورد في نص لسرجون أنّه أنشأ نقطة تجارية في العريش: وخلط الآشوريون والمصريون معًا من أجل التبادل التجاري([21]).
ثم قرر الملك شروكين الثاني مواجهة أوراراتو فأرسل جواسيسه لاستكشاف وضعهم الدّاخليّ، وفي العام 721ق. م توجه على رأس حملة متجنبًا الدّخول إلى عاصمتهم (تورشيبا (Turushpa بل قام بدورة واسعة حول بحيرة أورميا أتاحت له تثبيت سلطته على الهضبة الإيرانيّة، وأخيرًا التحم مع جيش الملك الأوراراتي في معركة شرقي البحيرة أعلاه حقق فيها الملك الآشوري انتصارًا ساحقًا وهرب ملك أوراراتو من المعركة وتابع الجيش الآشوري تقدمه حتى شمال بحيرة وان Vanومنها إلى بلاد نيري ((Nairi ودمّرت الفرق الآشوريّة المدن الآوراراتيّة وخاصة مصاصير )طوب زاوه) وعادت بغنائم ثمينة، ولكن الذي أبهج الآشوريين هو استعادة المواد التي كان العدو قد نهبها من المدن الآشوريّة([22]). بلغ شروكين الثاني بعد هذه الحملة أقصى قوته، وقاد من جديد حملة نحو الغرب ووصل حتى غزة وسحق الجيش المصري قرب مدينة رافيا (رفح) ثم أحرقها([23])، ونقل سكانها وعاد إلى السّامرة وسحق ثورة مدن: أشدود ومؤاب وعيدم بزعامة ملك يهوذا حزقيا([24])، ولما وطد شروكين الثاني سلامة حدود بلاده الشّرقية والغربيّة التفت إلى بابل وقاد العام 710 ق. م حملة مكّنته
من دحر التّحالف البابليّ – العيلاميّ بسهولة ثم استولى على كل المدن البابلية([25]).
لقد عمل سرجون منذ البداية على إسكات أي معارضة تخص إنشاء عاصمته المثاليّة التي شيدت على أرض مساحتها ((315 هكتار وصورت بالنّحت البارز على لوح حجريّ لأنها الأفضل في هندسة البناء وجغرافيّة الموقع. وفي العام 705ق. م سقط الملك الآشوري قتيلًا في معركة
تابال Tabal في آسيا الصغرى عندما قاد المعركة ضد الكميريين الذين بدأوا يشكّلون خطرًا على آشور على أثر نجاحهم في إسقاط مملكة أوراراتو نهائيًّا العام 706 ق.م([26]).
3- حكم الملك سين – آخي- أريبا (سنحاريب) (704-681 ق.م)([27])
اعتلى سين – آخي – أريبا عرش المملكة من دون مشاكل تذكر([28])، وكان قد تدرب إبان حكم أبيه على أصول الحكم وطريقة إدارة المملكة عندما كان وليًّا للعهد، وهو يعد من أقدر حكام الشرق الأدنى إداريًّا وعسكريًّا، ونال أوسع شهرة بين ملوك آشور بسبب ورود ذكره في التوراة([29]). أُولى قرارات هذا الملك كانت نقل العاصمة من دور شرّكين إلى نينوى، حيث أشاد قصرًا له هناك بالإضافة إلى اهتمامه بالمنشئات المائيّة وشق القنوات التي ما تزال بقاياها موجودة إلى يومنا هذا. وينسب إليه التسبب بتدمير مدينة بابل وتوجيه مياه نهر الفرات إلى أسوارها. وفي العام 681 ق. م أوصلت مؤامرات الأسرة الحاكمة إلى نهاية لم تكن سارّة أودت باغتيال الملك سين – أخي – أريبا وذلك لاختياره الابن الأوسط آشور- أخ أدينا وليًّا للعهد.
4- الملك آشور – آخ – أدينا آسرحدون (680-669 ق.م)
اعتلى أسرحدون العرش بعد أبيه سنحريب على الرّغم من أنّه لم يكن أكبر أبنائه، السّبب وراء ذلك قد يعود إلى تأثير والدة أسرحدون على سنحريب وإقناعها له بتنصيب ابنها وتجاهل أبنائه من الأخريات، الأمر الذي أدى إلى حدوث بعض الاضطرابات في البلاط الملكيّ الآشوريّ والتي تمكن آسرحدون من إخمادها بالقوة. ما إن سمع آشور – آخ – أدينا بمصير أبيه حتى انفجر منتحباً وشقّ ثيابه([30]). وما إنّ أصبح آشور – أخ – أدينا سيد بيته بجلوسه على عرش والده([31])، حتى وجه قواته إلى الغرب بعدما قرر فرعون مصر تهرقا (نفرتم خو رع)، وجاء ذكره في التوراة بلفظة (ترهاقة) وسماه الإغريق (تاركوس( مواجهة الجيش الآشوري ليدفع خطره عن بلاده، وفي العام 674ق. م قام الملك الآشوريّ حملته الأولى على مصر، ولكنه فشل ثم تراجع بسبب العواصف التّرابيّة التي واجهته في الحدود الشّرقية المصرية، بينما النّص البابليّ يشير إلى قتال دام خمسة أيام انسحب على أثرها الجيش الآشوريّ([32])، وراح يستعد لإخضاع مصر لإدراكه أنّ سيطرته على الغرب لن تثبت ما دامت مصر خارجة عن سلطته. ولهذا سار الملك الآشوري نحو مصر واتخذ من رفح قاعدة له؛ وبعد مسيرة شاقة، دامت خمسة عشر يومًا خلال الكثبان الرملية ويومين، تمكن من دخول العاصمة منف (منفس Memphis بالإغريقية) العام 671 ق.م وهرب الفرعون تهرقا، ثم هدم الملك الآشوري أسوار المدينة وأحرقها واقتاد زوجة الفرعون وأولاده إلى نينوى كغنائم، ونصب الفرعون نخاو (نيكاو) الموالي له على عرش مصر وولده بسمتيك الأول ملك اثريب ومنتومحات أمير طيبة.
أمَّا سياسيًّا؛ فقد قام أسرحدون بإعادة بناء مدينة بابل ووصل بحملاته إلى مناطق بعيدة في العمق السّوري وحتى إلى مصر. ترك أسرحدون؛ في العديد من الأماكن التي وصل، مسلات حجرية تحمل نقشًا للملك بحجم هائل، بينما يظهر أمامه؛ بحجم صغير ومذل، حاكم صيدا وفرعون مصري وقد رُبطا من عنقيهما بحبل أمسك به أسرحدون. قام أسرحدون كذلك بتنظيم ولاية العرش وقد عين ابنه آشور بانيبال خليفةً له على عرش آشور، بينما أمر بتولية أبن آخر له على عرش بابل.
5- الملك آشور – بان – أبلي (آشور بانيبال) (668-627 ق.م)
بلغت الإمبراطورية الآشوريّة أوج عظمتها خلال عهد آشور بانيبال، فقد تابع هذا الملك؛ الذي يُعد آخر الملوك الأقوياء في الإمبراطورية الآشوريّة، سياسة أبيه بتوجيه العديد من الحملات العسكريّة الخارجية والتي انتهت بسقوط العاصمة المصرية طيبة بيد الآشوريين. كما قاد حملات ضد القبائل العيلامية التي قطنت مناطق غرب إيران حينها. أتاح السّلام الدّاخليّ للملك آشور – بان – أبلي الفرصة لمتابعة العمليات العسكريّة في مصر، وقد نجح في حملته الأولى العام 667 ق. م في سحق الجيش المصري، وكان من نتيجة هذه المعركة هروب الفرعون المصري تندمان (تانوتآمون باكارع) إلى بلاد النوبة([33])، فضلًا عن إعادة التنظيمات الإدارية الآشوريّة إلى مصر.
يُذكر أن آشور بانيبال امتاز بالثّقافة الواسعة وحب المعرفة والاطلاع، ويفتخر في العديد من مدوناته بعلمه الواسع ولا سيما أنه أسس مكتبته الشّهيرة في نينوى، والتي؛ وإلى يومنا هذا، تمدنا بالكثير عن معارف وعلوم القدماء في الشّرق الأدنى القديم، بالإضافة إلى تشيده لقصر ملكي في نينوى عُثر فيه على لوحات جدارية تجسد مواضيع متنوعة أبرزها مشهد اصطياد الأسود.
تتابع على الحكم بعد آشور بانيبال عدد من الملوك الضعفاء الذين لم يتمكنوا من الحفاظ على قوة الإمبراطورية وتماسكها ولاسيما بعد امتدادها على رقعة جغرافيّة واسعة، فكان من الصعب؛ لا بل من المستحيل، السيطرة عليها بالكامل. بعد ذلك أخذت المدن الآشوريّة تسقط واحدة تلو الأخرى على يد الميديين والبابليين الذين تحالفوا للقضاء على الإمبراطورية الآشوريّة، وكان من نتيجة ذلك التّحالف سقوط آشور في العام 614 ق.م ونينوى في العام 612 ق.م، وبانهيار تلك المدن اختفى أثر الآشوريين عن هذا العالم إلا أنْ نبشته معاول المنقيبين الآثاريين في العصور الحديثة.
أصبح الملك آشور – بان – ابلي بعد دخوله مصر ملكًا (إمبراطورًا) على أكثرية بلدان الشرق القديم، وقد أثار شهرته حسد وغيرة اخية ملك بابل فأعلن الثورة عليه مدعمًا بولاء البابليين وحكام بلاد البحر([34])، وفي هذه الأثناء تحرك العيلاميون وقام مغتصب للسلطة يدعى تيومان في سوسا وأعلن نفسه ملكًا فالتجأ أفراد الأسرة الملكية إلى نينوى طالبين الحماية من الملك الآشوري فلبى
لهم الطلب، وخاضت جحافله معركة حامية الوطيس مع العيلاميين العام 653ق. م انتهت بانتصار الآشوريين([35]) باحتلال سوسا، وأعاد الملك الآشوري المبعدين إلى عروشهم([36]). بيد أن هؤلاء خانوا من مدّ لهم يد العون والتحقوا بأخيه ملك بابل الذي كوّن حلفًا كبيرًا ضد أخيه، إلا أنّ الأخير استطاع من كشف المؤامرة في الوقت المناسب، ولو قدّر لكل تلك الشّعوب أن تبادر بالهجوم وقت واحد لتحطّمت المملكة الآشوريّة([37]). من الجدير بالذّكر أن إرهابيي داعش قاموا في مطلع العام 2015 بتدمير العديد من الثيران المجنحة الآشوريّة في متحف الموصل، بالإضافة إلى إقدامهم على جرف أطلال مدينة النمرود الأثرية وتفجير مزار النّبي يونس في نينوى، والذي أدى مصادفة إلى الكشف عن مجموعة جديدة من اللوحات الجدارية الآشوريّة والثّيران المجنحة تحت المزار([38]). فالمعلومات الكثيرة التي وردت عن هذه الحضارة جاءت من نقوشهم التي كتبوها بالخط المسماري حيث كتب الآشوريون كتابة مسمارية على ألواح الطين، ولعلَّ أبرز مخطوطاتهم هي ملحمة جلجامش العظيمة. أمَّا من حيث العلم، فقد عرفَ الآشوريون الكسور والمربع والمكعب والجذر التّربيعي، وكانت لهم معارف جمَّة في علم الفلك وكان لهم تقويم قمري قسَّموا فيه السّنة إلى شهور والشهور لأيام، وقد ظهر اهتمامهم الكبير في العلم من خلال مكتبة آشور بانيبال التي تُعدُّ من أشهر المكتبات في تاريخ البشرية والتي جمع فيها آشور بانيبال ألوح الطين من بلادٍ متعدّدة.
تدهور المملكة الآشوريّة وسقوطها 626 – 610 ق.م.
بعد وفاة الملك آشور – بان – أبلي العام 626 ق.م. عادت مشكلة وراثة العرش إلى الصدارة كان ابنه ووريثه آشور – اتل – ايلاني أن يواجه انتفاضتين الأولى بقيادة أحد قواده سين – شم – ليشر الذي سرعان ما ادعى الملوكيّة في بابل، واستطاع الملك الآشوري سحق قواته وإخراجه من مسرح الأحداث، والانتفاضة الثانية هي التي قادها احد أبناء آشور – بان – ابلي وهو سين – شار – أشكن ضد شرعية أخيه آشور – اتل – ايلاني، ولما اشتدّ أوار الحرب بين الأخوين، استغل الأمير الكلدي نبو – بلا اصر انهيار السلطة المركزية في بابل فأعلن نفسه ملكًا عليها العام 626 ق.م بدعم من العيلاميين([39])، وقد فشل الملك الشّرعيّ لآشور من استعادة المناطق التي سيطر عليها أخيه الثائر حتى قتل أثناء العمليات العسكريّة، وسارت القطعات العسكريّة لأخيه الثائر نحو نينوى واعتلى عرش آشور العام 626 ق. م بدلًا من أخيه، وتلا ذلك انفصام عرى التّحالف بينه وبين نبو بلا اصر الذي استقل في بابل ثم بدأ يضغط على بلاد آشور من خلال حملات عسكريّة متتالية على طول الفرات الأوسط.
قام الميديون في أواخر العام 615 ق.م، بهجومهم المرتقب، وذلك بالزحف أولًا على شرقي دجلة على منطقة أرابخا (كركوك حاليًا)، حينما كانت المعارك على أشدها بين الآشوريين والكلدانيين الذين اندفعوا حتى أسوار مدينة آشور بعد دحر الجيش الآشوري، وفشلوا في احتلالها بعد أن أرسلت نينوى نجدة لإنقاذ المدينة المقدسة وأجبرت القوة الآشوريّة على تراجع الكلدانيين ونجحت في حصر نبو بلا اصر داخل قلعة تكريت([40])، أنهكت هذه العمليات العسكريّة قوى الطرفين اللذين لم يقوما بأيّ تحرك حاسم ضد الجيش الميدي الذي وصل إلى وراء نهر دجلة العام 614 ق.م ومع أنّه فشل في الدّخول إلى نينوى إلا أنّه تابع طريقه بقيادة فرقه العسكريّة من دون التّوقف نحو قلب المملكة الآشوريّة العاصمة آشور المقدسة ودخلها عنوة ونهب وسلب قصورها ومعابدها، ويبدو أنّ نبوبلا اصر قد توجه هو الآخر إلى آشور بعد أن احتلها الميديون، وإزاء هذه الأوضاع الجديدة التي وضعت الميديين في المقدمة من حيث القوة أضطر نبو بلا اصر لعقد تحالف مع الملك الميدي لاقتسام المملكة الآشوريّة واستطاع الحليفان احتلال نينوى وتدميرها بعد مقاومة دامت ثلاث شهور واختفى ملكها بعد أن اجتاحت الجيوش الغازية المدينة العام 612 ق.م([41]).
هذا ويمكن القول إن أكثر عمل عمراني مهمّ قام به أشور- ناصر بال الثاني(883 – 859ق.م) هو تجديده بناء كالح (نمرود) التي كان قد بناها شلمنصر الأول (1274 – 1245ق.م) واتخذها أشور ناصر بال الثاني عاصمة عسكريّة للبلاد. ويكمن السّبب وراء ذلك في الأهمية التي تمتعت بها تلك المدينة من حيث خصوبة الأرض وصلاحيتها للزراعة والري وذلك لموقعها بين نهري دجلة والزاب الأعلى([42])، كما أنّها قريبة من مدينة أشور ولا يفصلها عنها سوى النهر الذي كان يسير بمحاذاة سور المدينة، أمّا من النّاحية الشّرقية فلا توجد حواجز تمنع الجيش الأشوري من التّصدي السّريع للأقوام الجبليّة القاطنة في تلك المنطقة، هذا فضلًا عن سهولة إيصال الإمدادات العسكريّة للجيش الأشوري([43]). لذلك اهتم هذا الملك بكالح وشيد مسناة من الحجر المهندم على دجلة، وبنى لنفسه قصرًا ضخمًا يُعد من البنايات الآشوريّة المهمة وزينه بألواح كبيرة من الرخام نحتت نحتًا بارزًا، وهو يحتوي على مشاهد تمثل الملك في صيده وحربه، كما قام ببناء عدد من القصور زينت جدرانها الدّاخليّة بمنحوتات ضخمه تمثل الحيوانات المركبة وخاصةً الثيران المجنحة([44])، وهذا يشير إلى وجود تأثيرات آرامية نتيجة لاحتكاك الأشوريين بالآراميين في العصر الأشوري الحديث وربما يكون بعض العمال الآراميين قد عملوا كبنائين في المدن الآشوريّة([45]).
في الختام إن مدّة مقاومة نينوى، العاصمة الحصينة ومركز قوى المملكة عرفها التّاريخ القديم، كانت قصيرة جدًا مقارنة بغيرها من المدن التي واجهت حصار جيوش قوية، كمدينة بابل والحضر وغيرها، وربما كانت هناك أسباب أخرى غير واضحة لدينا عجلت من سقوط المدينة، أمّا الكتَّاب الكلاسيكيون فضلًا عما ورد من أخبار كتاب العهد القديم يعللون سقوط نينوى بهذه السّرعة بحدوث فيضان كبير، ربما كان فيضان النهر الخوصر الذي يخترق المدينة ما ساعد على جرف جزء من تحصينات المدينة الدّفاعيّة وفتح ثغرة في أسوارها استفاد منها الغزاة، إلا أنّ الأخبار تشير أيضًا إلى أنّ نينوى سقطت في شهر أب إلا أنّه من غير المحتمل أن يحدث فيضان نهر الخوصر أو دجلة في هذا الشّهر من السنة، وبعد أن اجتاحت الجيوش الغازية نينوى لم يعد للآشوريين كيان سياسي في بلاد آشور نفسها إلا بعض القطعات التي اتجهت إلى الغرب نحو مدينة حران، وربما لم تكن تلك القطعات في مدينة نينوى أثناء الاجتياح ونصبت عليها ملكًا من الأسرة المالكة الآشوريّة هو آشور – أوبلط الثاني 610 – 612ق. م للمقاومة في حران وكان عمله بلا مستقبل، ذلك لان نبو بلا اصر استطاع احتلال حران (كوزانا (Guzana عام 609 ق.م([46])، وانسحب منها الآشوريين والفرق المصرية إلى ما وراء الفرات، وحاول الملك الآشوريّ من جديد استعادة حران بمساعدة المصريين، إلا أنّ محاولته باءت بالفشل لأنّ النّجدة المصرية لم تصل في الوقت المناسب، فما إن تقدم الفرعون نخاو (نيكاو) إلى كركميش حتى سقطت حران وبسقوطها انتهى والى الأبد دور الآشوريين على مسرح الأحداث([47]).
الخاتمة
تناول هذا البحث الأحداث التي شهدتها آشور بين عامي 627 و612 ق.م والتي كانت غامضة لدى الباحثين في التّاريخ الآشوري الذين عجزوا عن تحليل العوامل التي أدّت إلى سقوط هذه المملكة بعد تلك الانتصارات الكبيرة التي تحققت في عصر الملك آشور – بان – أبلي.
درستُ في هذا البحث في المقدمة تأسيس الإمبراطورية الآشوريّة القديمة، وأشهر ملوكها من أشور ناصر بال الثاني وشروكين الثاني (سرجون الثاني) وسنحايب وآشور بانيبال الذي بلغت الإمبراطورية الآشورية في عهده أوج عظمتها. وذكرتُ بعضًا من المعلومات التي وردت عن هذه الحضارة جاءت من نقوشهم التي كتبوها بالخط المسماريّ، وأبرز مخطوطاتهم هي ملحمة جلجامش العظيمة. وكيف عرف الآشوريون في عهده: الكسور والمربع والمكعب والجذر التربيعي، وكانت لهم معارف جمَّة في علم الفلك وكان لهم تقويم قمري قسَّموا فيه السنة لشهور والشّهور لأيام وقد ظهر اهتمامهم الكبير في العلم من خلال مكتبة آشور بانيبال التي تُعدُّ من أشهر المكتبات في تاريخ البشرية والتي جمع فيها آشور بانيبال ألوح الطين من بلادٍ متعدّدة.
مع كل هذه العظمة إلا أن سقوط هذه المملكة الآشوريّة بدا وكأنّه لغز، لا بل وصمة عار على جبين المؤرخين، إذ كيف يتقبّل المرء فكرة انسحاق هذه الآلة العسكريّة الهائلة أمام قوى أقل شأنًا منها بكثير من الكلدانيين والميديين الذين لا يملكون قوة عسكريّة تضاهي قوة المملكة الآشوريّة، التي أسقطت مدينة نينوى (عاصمة الآشوريين)، بل الثّورات الأهلية التي اندلعت منذ العام 627ق.م واستنفذت قوى مملكة آشور، وهي التي تفسر الأحداث التي جرت في آشور وفي الشرق الأدنى.
المصادر والمراجع
المراجع العربية
- أوبنهايم، ليو: بلاد ما بين الرافدين، ترجمة سعدي فيضي عبد الرزاق، بغداد، 1981.
- جباغ قابلو: تاريخ الحضارات القديمة في الوطن العربي، دمشق، 2009.
- رضا الهاشمي: العرب في ضوء المصادر المسمارية، مجلة كلية الآداب، العدد22، بغداد، 1978.
- رضوان صباح الحيالي: سقوط نينوى 612 ق.م. دراسة تحليلية في الأسباب والنتائج، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب، جامعة الموصل، 2009.
- رياض عبد الرحمن الدوري،: آشوربانيبال.
- سامي سعيد الأحمد،: لماذا سقطت الدولة الآشوريّة؟، مجلة سومر، مج27، بغداد، 1971.
- صلاح رشيد الصالحي: الاستراتيجية الآشوريّة للدولة الآشوريّة 722 – 626 ق.م، أطروحة دكتوراه غير منشورة، معهد التّاريخ العربي، بغداد 199.
- صلاح رشيد الصالحي: الاستراتيجية الآشوريّة للدولة الآشوريّة 722 ق.م، أطروحة دكتوراه غير منشورة، معهد التّاريخ العربي، بغداد، 1998.
- صلاح رشيد الصالحي: القبائل السيمرية والاسكثية، الردع الأشوري والاخميني ضد القبائل الهند – أوربية، الكتاب العلمي السنوي لمركز إحياء التراث العلمي العربي، العدد 2، جامعة بغداد، 2010 – 2011.
- صلاح رشيد الصالحي: المملكة الحثية، دراسة في التّاريخ السياسي لبلاد الأناضول، بغداد، 2007.
- صلاح رشيد الصالحي: مدن مثلث بلاد آشور (آشور، نينوى، أربيل) في العصر الآشوري الحديث 911- 612 ق.م، بحوث المؤتمر العلمي الثاني 24 – 26 شباط 2013، تاريخ أربيل ودورها الحضاري، أربيل، 2014.
- طه باقر: مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، ج1، بغداد، 1986.
- عامر سليمان: العراق التّاريخ القديم، الموصل، 1993.
- عامر سليمان: المدرسة العراقية في دراسة تاريخنا القديم، الموصل، 2009.
- عامر سليمان: منطقة الموصل في النصف الأول من الألف الأول قبل المياد، موسوعة الموصل الحضارية، مج1.
- عبد الله أمين آغا، والعراقي، ميسر سعيد: نمرود، بغداد ، 1976.
- فاضل عبد الواحد علي: من ألواح سومر إلى التوراة، ط1 ، بغداد 1989.
- فيليب حتي: تاريخ سورية ولبنان وفلسطين، ج1، بيروت 1958.
- فيليب حتي: خمسة آلاف سنة من تاريخ الشرق الأدنى، بيروت، 1975.
- قاسم محمد علي: سرجون الآشوري (721 – 705 ق.م)، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب، جامعة بغداد، 1983.
- ماجد عبد الله الشمس: من تاريخ الفترة الآشوريّة في القسم الجنوبي من العراق، سومر، مج 29، ج1- 2، 1973.
- ماجدة حسو منصور: الصلات الآشوريّة الآرامية، رسالة ماجستير، كلية الآداب، جامعة بغداد، 1995.
- محمد بيومي مهران: مصر والشرق الأدنى، مصر من قيام الدولة الحديثة حتى الأسرة الحادية والثلاثين، ج3، ط4، الإسكندرية، 1988.
- هاري ساكز: عظمة بابل (لندن 1962)، ترجمة عامر سليمان، الموصل، 1969.
- هاري ساكز: قوة آشور (لندن 1984)، ترجمة عامر سليمان، بغداد، 1999.
- وائل فكري: موجز موسوعة مصر القديمة، الجزء الأول، مكتبة مدبولي، القاهرة، 2009.
المراجع الأجنبية
- Ahmed, S.S.: Southern Mesopotamia in the Time of Ashurbanipal, Paris, 1968.
- Brinkmanm J.A: Elamite Military Military Aid to Merodach Baladan, JENS 21 No 3. Chicago, 1965.
- Gadd, C. J: Inscribed Prisms of Sargon II from Nimrud, Iraq. 1954.
- Grayson, A. K: Assyrian and Babylonian Chronicles, New York. 1975.
- Mellaert, K.: The Archaeology of Ancient Turkey, London, 1978.
- Leo: The Ancient Near East Text, Prnceton University Press, 1969.
([1]) إيمان محمّد فرحات: دكتورة برتبة أستاذ مساعد في الجامعة اللّبنانيّة، كلّيّة الآداب والعلوم الإنسانيّة، الفرع الخامس.
[2]– حتي، فيليب: خمسة آلاف سنة من تاريخ الشرق الأدنى، بيروت، 1975، ص 69.
[3]– عامر، سليمان: المدرسة العراقية في دراسة تاريخنا القديم، الموصل، 2009، ص 81.
[4]– Oppenhim. Leo: The Ancient Near East Text, Prnceton University Press, 1969, p283.
[5]– حتي، فيليب: خمسة آلاف سنة من تاريخ الشرق الأدنى، مصدر سابق، ص 69.
[6]– الميديون: هم مجموعة من القبائل الآرية التي استقرت وراء الحاجز الجبلي الممتد من العراق وعيلام. ينظر: باقر، طه: مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، ج1، بغداد، 1986، ص 389؛ والصالحي، صلاح رشيد: المملكة الحثية، دراسة في التّاريخ السياسي لبلاد الأناضول، بغداد، 2007، ص 542.
[7]– الكميريون: من القبائل الهندو – أوربية التي اندفعت من الأنحاء الجنوبية لروسيا )أوكرانيا) وعبرت جبال القوقاز واستقرت في روسيا الصغرى وبلاد الأناضول في القرن الثامن ق. م. ينظر، باقر، طه: مقدمة…، مصدر سابق، ص 515؛ والصالحي، صلاح رشيد الصالحي: القبائل السيمرية والاسكثية، الردع الأشوري والاخميني ضد القبائل الهند – أوربية ، الكتاب العلمي السنوي لمركز إحياء التراث العلمي العربي، العدد 2، جامعة بغداد، 2010 – 2011، ص 220 -170.
[8]– أوراراتو: وهي دولة قوية تمركزت في المنطقة الواقعة حول بحيرة، وقد استقرت مدة ازدهارها من عام 900 – 600ق.م. ينظر: أوبنهايم، ليو: بلاد ما بين الرافدين، ترجمة سعدي فيضي عبد الرزاق، بغداد، 1981، ص511.
[9]– الأسكيثيون: من القبائل الهند – أوروبية التي التحقت بالكيمرين الذين توغلوا قبلهم واستوطن معهم في آسيا الصغرى وأرمينيا (Armenia) وإيران وأدّى التقائهم إلى خلق قوة كبيرة أخذت تهدد مصالح الأشوريين في المنطقة. ينظر: باقر، طه، مصدر سابق، ص 521 – 522؛ الصالحي، صلاح رشيد: القبائل السيمرين…، ص 170 – 220.
[10]– حتي، فيليب: تاريخ سورية ولبنان وفلسطين، ج1، بيروت 1958، ص 196.
[11]– باقر، طه: مقدمة…، ص 545.
[12]– وائل فكري، موجز موسوعة مصر القديمة، الجزء الأول، مكتبة مدبولي، القاهرة، 2009، ص 658 – 660.
[13]– حتي، فيليب، خمسة آلاف سنة…، مصدر سابق، ص 102.
[14]– الحيالي، رضوان صباح: سقوط نينوى 612 ق.م. دراسة تحليلية في الأسباب والنتائج، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب، جامعة الموصل، 2009، ص 118 .
[15]– سليمان، عامر: المدرسة العراقية في دراسة تاريخنا القديم، الموصل، 2009، ص 81.
[16]– ساكز، هاري: عظمة بابل (لندن 1962)، ترجمة عامر سليمان، الموصل، 1969، ص 610..
([17]) Gadd, C. J: Inscribed Prisms of Sargon II from Nimrud, Iraq. 1954. Pp. 22. 44.
([18]) Grayson, A. K: Assyrian and Babylonian Chronicles, New York. 1975. p. 32.
[19]– الدير: منطقة عند الحدود العراقية – الإيرانية قرب بدرة، وقد كانت مركز استطلاع للملكة الآشورية في ذلك الوقت: ينظر: Brinkmanm J.A: Elamite Military Military Aid to Merodach Baladan, JENS 21 No 3. Chicago, 1965, p161.
[20]– عليّ، قاسم محمّد: سرجون الآشوري (721 – 705 ق.م)، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب، جامعة بغداد، 1983، ص 69؛ الصالحي، صلاح رشيد: الاستراتيجية الآشورية للدولة الأشورية 722 – 626 ق.م، أطروحة دكتوراه غير منشورة، معهد التّاريخ العربي، بغداد، 1998، ص 15.
[21]– الصالحي، صلاح رشيد، المملكة الحثية، ص 508.
[22]– ساكز، هاري، عظمة بابل، ص 144.
[23]– الصالحي، صلاح رشيد: الاستراتيجية الأشورية للدولة الأشورية 722 – 626 ق.م، أطروحة دكتوراه غير منشورة، معهد التّاريخ العربي، بغداد 1998، ص 15 .
[24]– الصالحي، صلاح رشيد: المملكة الحثية، ص 508.
[25]– ساكز، هاري: عظمة بابل، ص 144.
[26]– الصالحي، صلاح رشيد: الاستراتيجية الأشورية…، ص 116.
[27]– الصالحي، صلاح رشيد: مدن مثلث بلاد آشور (آشور، نينوى، أربيل) في العصر الآشوري الحديث 911 – 612 ق.م، بحوث المؤتمر العلمي الثاني 24-26 شباط 2013، تاريخ أربيل ودورها الحضاري، أربيل، 2014، ص 149- 166.
[28]– Mellaert, K.: The Archaeology of Ancient Turkey, London, 1978, p98.
[29]– سليمان، عامر: المدرسة العراقية، ص 81.
[30]– سفر الملوك الثاني: الإصحاح: 18: 17- 27.
[31]– الشمس، ماجد عبد الله: من تاريخ الفترة الأشورية في القسم الجنوبي من العراق، سومر، مج 29، ج1- 2، 1973، ص 297.
[32]– منصور، ماجدة حسو: الصلات الآشورية الآرامية، رسالة ماجستير، كلية الآداب، جامعة بغداد، 1995، ص 139.
[33]– Ahmed, S.S.: Southern Mesopotamia in the Time of Ashurbanipal, Paris, 1968, p63.
[34]– ساكز، هاري: قوة آشور، (لندن 1984)، ترجمة عامر سليمان، بغداد، 1999، ص 158.
[35]– الدوري، رياض عبد الرحمن: آشوربانيبال، ص 78.
[36]– مهران، محمد بيومي: مصر والشرق الأدنى، مصر من قيام الدولة الحديثة حتى الأسرة الحادية والثلاثين، ج3، ط4، الإسكندرية، 1988، ص 669.
[37]– الدوري، رياض عبد الرحمن: آشوربانيبال، ص 107.
[38]– ماذا تعرف عن الآشوريين، وعن حضارتهم العريقة والغابرة في شمال العراق؟ https://dkhlak.com/about-assyria-and-assyrian-empire، اطّلعتُ عليه بتاريخ 14/10/2121.
[39]– الأحمد، سامي سعيد: لماذا سقطت الدولة الآشورية؟، مجلة سومر، مج27، بغداد، 1971/ ص 123.
[40]– الهاشمي، رضا: العرب في ضوء المصادر المسمارية، مجلة كلية الآداب، العدد22، بغداد، 1978، ص 660.
[41]– قابلو، جباغ: تاريخ الحضارات القديمة، ص 108.
[42]– سليمان، عامر: منطقة الموصل في الالف الثاني قبل الميلاد، موسوعة الموصل الحضارية ، المجلد الاول ، ط1 ، الموصل 1991 ، ص89.
[43]– آغا، عبد الله أمين والعراقي، ميسر سعيد: نمرود، بغداد، 1976 ، ص8-9.
[44]– علي، فاضل عبد الواحد: من ألواح سومر إلى التوراة، ط1، بغداد 1989 ، ص89.
[45]– سليمان، عامر: العراق التّاريخ القديم، الموصل، 1993، ص347 -348.
[46]– سليمان عامر: منطقة الموصل في النصف الأول من الألف الأول قبل الميلاد، موسوعة الموصل الحضارية، مج1، ص106.
[47]– ساكز، هاري: قوة آشور، ص 174.