القيم الإسلامية ودورها في حماية حقوق الطفل وفق المنظور الإسلامي
بحث قدم الى المؤتمر العلمي الدولي (سيكولوجيّة الطفولة والإبداع)
في كلية التربية الأساسيّة – جامعة الكوفة للمرحلة (14-15/10/2021)
أ.م.د. عمار باسم صالح الياسري([1])/ م.د. حيدر خلف سلمان الوائليّ([2])
م.د. ميثم سعد مطر العلاق([3])/ م.د. عليّ طالب محلّ البهادليّ([4])
ملخص البحث
يمر الإنسان بثلاث مراحل: الطفولة، وبلوغ الأشد، والشّيخوخة. والطفولة أول هذه المراحل وأهمها بوصفها المحور الأساس الذي يقوم عليه بناء شخصيّة الإنسان، وقد أولى الإسلام هذه المرحلة من حياة الإنسان اهتمامًا كبيرًا يتناسب مع أهميتها. حاول البحث إبراز أن تبدأ حقوق الأطفال قبل الولادة في حسن اختيار الزوجين لبعضهما، ورعاية الجنين رعاية شاملة صحيًّا وغذائيًّا ونفسيًّا. كما وأكد البحث ضرورة التأسيس لبناء خزين معرفي رصين لحقوق الطفل وفق المنظور الإسلامي يعتمد على قراءة جديدة، وصولًا إلى فهم مشترك وواقعي ينسجم مع متغيرات العصر الحديث وتحدياته الفكرية الجسام.
لذا أصبح لزامًا من ضرورة إظهار المسؤوليات التي اهتم بها الإسلام تجاه التربية، وحث عليها، فهي في الحقيقة مسؤوليّة كبيرة، شاقة، مهمّة تبدأ منذ الولادة إلى أن يبلغ الطفل ويصبح مكلفًا، وهذه المسؤولية تقع على عاتق المربي سواء أكان معلمًا أو أبًا.
يؤكد البحث أنّ للطفل شخصية مرنة قابلة للتشكيل بأيّ صورة تبعًا لمعطيات البيئة ومؤثراتها وهذا ما يؤكده الفكر الإسلامي المستمد أصوله من القرآن الكريم والسّنة النبويّة، كما يؤكده الفكر التّربوي النّفسي الحديث. إذ تُعد العاطفة الأسرية من الآليات المهمّة، التي يستخدمها المنهج التربوي الإسلامي في ترسيخ القيم وتثبيتها عند الطفل وتدريبه على استيعابها، بل إنّها المدخل الرئيس لتدريب الطفل على الطاعة والالتزام الخلقي. وقد ركز البحث على أنّ للمنهج التربوي الإسلامي دورًا مهمًّا للعاطفة الأسرية وعدّها الأساس الحقيقي للتكوين الاجتماعي من خلال الزواج وإنّ ضعفها أو انعدامها يؤدي إلى تفكيك وتدمير العلاقات الأُسرية.
Research Summary
A person goes through three stages: childhood, adulthood, and old age. Childhood is the first and most important of these stages as it is the basic axis on which the human personality is built. Islam has given this stage of human life a great interest commensurate with its importance.
The research tried to highlight that the rights of children before birth begin in the right choice of spouses for each other, and the care of the fetus comprehensive health, nutritional and psychological care.
The research also stressed the need to establish a solid knowledge store for the rights of the child according to the Islamic perspective, based on a new reading, leading to a common and realistic understanding that is consistent with the changes of the modern era and its huge intellectual challenges.
Herefore, it has become imperative to show the responsibilities that Islam cares about and urges towards education. In fact, it is a great, difficult and important responsibility that begins from birth until the child reaches maturity and becomes responsible, and this responsibility falls on the shoulders of the educator, whether he is a teacher or a father.
The research confirms that the child has a flexible personality that can be formed in any way, depending on the environment and its influences, and this is confirmed by Islamic thought, whose origins are derived from the Holy Qur’an and the Sunnah of the Prophet, as well as by modern psychological educational thought.
Family affection is one of the most important mechanisms used by the Islamic educational curriculum in consolidating values and consolidating them in the child and training him to absorb them. Rather, it is the main entrance to training the child in obedience and moral commitment.
The research focused on that the Islamic educational curriculum has an important role for family affection and considered it the real basis for social formation through marriage, and that its weakness or absence leads to the dismantling and destruction of family relationships.
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد،
يمر الإنسان بثلاث مراحل: الطفولة، وبلوغ الأشد، والشيخوخة. والطفولة أول هذه المراحل وأهمها بوصفها المحور الأساس الذي يقوم عليه بناء شخصية الإنسان، وقد أولى الإسلام هذه المرحلة من حياة الإنسان اهتماماً كبيراً يتناسب مع أهميتها.
فالأطفال من أعظم نعم الله على عباده قال تعالى: ﴿المال والبنون زينة الحياة الدنيا﴾ الكهف: 46. ومادام الأطفال نعمة ومتعة وزينة، فإنّ الله رتب لهؤلاء الأطفال حقوق يجب رعايتها، فقد وضع الله تعالى في كتابه العزيز الضوابط التي تحافظ عليها، وتحول دون التفريط فيها أو إساءة القيام بها، ولذلك احتل الطفل مكانة عظيمة في الإسلام من العناية والرعاية.
إنّ الاهتمام بالطفل ورعايته الرعاية الشاملة المتكاملة من أهم العوامل الأساسية في تنمية المجتمع وتقدمه، فإن مرحلة الطفولة تعد من أخطر مراحل نمو الفرد، لأنّها تتكون فيها المعالم الأولى لشخصيّة الإنسان والتي لها تأثيرها البالغ في مستقبل حياته ونموه. إنّ ضرورة التأسيس لبناء خزين معرفيّ رصين لحقوق الطفل وفق المنظور الإسلامي يعتمد على قراءة جديدة وصولًا إلى فهم مشترك وواقعيّ، ينسجم مع متغيرات العصر الحديث وتحدياته الفكرية الجسام، لذا أصبح لزامًا وضرورة إظهار المسؤوليات التي اهتم بها الإسلام تجاه التّربية، وحثّ عليها، فهي في الحقيقة مسؤوليّة كبيرة،شاقة، مهمة تبدأ منذ الولادة إلى أن يبلغ الطفل ويصبح مكلفًا، وهذه المسؤولية تقع على عاتق المربي سواء أكان معلمًا أو أبًا. إذ تُعدّ العاطفة الأسريّة من الآليات التي يستخدمها المنهج التربوي الإسلامي المهمّة في ترسيخ القيم وتثبيتها عند الطفل وتدريبه على استيعابها، بل أنها المدخل الرئيس لتدريب الطفل على الطاعة والالتزام الخلقي.
لقد اقتضت طبيعة البحث أن نقسمه: إلى مقدمة ومبحثين وخاتمةـ تناولنا في المقدمة أهمية الموضوع وسبب اختياره، بينما تناولنا في المبحث الأول المصطلحات ذات الصلة،أمّا المبحث الثاني تناولنا فيه(حقوق الطفل وقيمه وفق المنظور الإسلامي)، ثم خُتم هذا البحث بخاتمة أوجزنا فيها أكثر ما توصلنا إليه أهمَّية من نتائج.
المبحث الأول: المصطلحات ذات الصلة
المطلب الأول: مفهوم القيم
من المهم تحديد الإطار المفاهيمي للمفردات الذي سنتحرك غلى وفقه في الإجابة على فرضيّة البحث وصولًا الى تحقيق الغاية من عقد هذا البحث، وعلى النحو الآتي:
أولاً: القيم: لغةً
القيمة: واحدة القيم، فعله يُقيمُ، وماضيها: قَيَّمَ وأصله الواو لأنه يقوم ماقم الشيء فالقيمة ثمن الشيء بالتقويم “تقول تقاوموه فيما بينهم، وماله قيمة إذا لم يدم على شيء (ابن منظور، 1994، 12/406).
ومنها القيام أي العزم ومنه قوله تعالى: ﴿إِذ قَامُواْ فَقَالُواْ رَبُّنَا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرضِ﴾ سورة الكهف: الآية14؛ أيّ عزموا فقالوا، وهو المحافظة والإصلاح ومنه قوله تعالى: ﴿الرجال قوامون على النّساء﴾ سورة النساء: الآية 34، ومنها المحافظة ومنه قوله تعالى: ﴿إلا ما دمت عليه قائمًا﴾ سورة آل عمران: الآية 75، أي ملازمًا ومحافظًا (ابن منظور، 1994، 12/ 406).
ومنها القائم بالدّين أيّ المستمسك به والثابت عليه، وكل من ثبت على شيء فهو قائم عليه، والقائم في الملك الحافظ له، وماء قائم أيّ دائم (الفيومي، 1987، 2/530).
ومنها الاستقامة: أيّ اعتدال الشيء واستواؤه، وقَومتُه فَقَامَ بمعنى استقام ومنها قوله تعالى: ﴿إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا﴾ سورة فصلت: الآية 30. أيّ: عملوا بطاعته وعملوا بسنة نبييه (الزبيدي، 33/ 380). وفي الحديث الشّريف عن سفيان بن عبدالله الثقفي قال: قلت يا رسول الله: “قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا بعدك: قال: قل آمنت بالله فاستقم” (مسلم، 1988: 1/65).
ثانيًا: القيم اصطلاحًا
تتنوع وتتعدد تعريفات القيم تبعًا للاطار المرجعي الذي يخضع له الباحث، ولذا فهناك العديد من التعريفات الخاصة بالقيم والتي تنبع من وصفها موجهات السلوك أو العمل. ولا يخرج المعنى الاصطلاحي للقيمة عن المعنى اللغوي في المنظور الإسلامي والأدب العربي.
فهي تعني: “ما قوم به الشيء بمنزلة المعيار من غير زيادة ولا نقصان” (وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية، 1984، 34/132).
كما عرفت أيضًا:”مجموعة من الأحكام المعياريّة المتصلة بمضامين واقعيّة يتشربها الفرد من خلال انفعاله وتفاعله مع المواقف والخبرات المختلفة، ويشترط أن تنال هذه الأحكام قبولًا من جماعة اجتماعيّة معينة حتى تتجسد في سياقات الفرد وسلوكه واتجاهاته ومعتقداته” (زاهر، 1984، 9).
وذهب عليّ النشّار إلى أن القيم: “هي المثل العليا التي ينشدها الإنسان لذاتها ولا يلتمسها لغرض يبتغيه من ورائها؛ لأنّ الأشياء التي يطلبها الإنسان لتحقيق أغراض معينة تعدُّ نسبيّة ومتغيرة” (النشّار، 1971، 3). ومنهم من عرفها أنّها “مجموعة من القوانين والأهداف والمثل العالية التي تواجه الإنسان سواء في علاقته بالعالم المادي أو الاجتماعي أو السّماويّ” (العفيفي، 1970، 286). ومنهم من عرف القيم “أنها ضرب من النظام موجود يميل إليه الناس في الطبيعة (يالجين، 1971، 307).
المطلب الثاني: الحماية لغة و اصطلاحًا
أولًا: الحماية لغةً
يقال حمى الشيء يحميه حميًّا وحِمايةً، بالكسر، أيّ: مَنَعَهُ، وحمى المريض ما يضره: مَنَعه إياه، واحتمى هو في ذلك وتحمّى: امتنع والحَمي: المريض الممنوع من الطعام والشراب (ابن منظور، 1983، 14/198). وحميته حماية: إذا دفعت عنه، ومنعت منه من يقربه (الاصفهاني، 1998، 255).
ثانيًّا: الحماية اصطلاحًا
معناه أن يحمي أرضًا من الموات يمنع الناس رعي ما فيها من الكلأ ليختص بها دونهم (ابن قدامة، 1972، 6/166).
المطلب الثالث: مفهوم الحقوق
أولًا: الحقوق لغة
الحقوق جمع حق، والحق نقيض الباطل، وهو اسم من أسماء الله الحسنى، قال تعالى: ﴿ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ﴾ سورة الأنعام: 62، والشيء الحقّ أيّ الثابت حقيقة، ويستعمل في الصدق والصواب أيضًا يقال قول حق وصواب، وفي اللغة هو الثابت الذي لا يسوغ إنكاره، وحَقَّ الأمر يَحُق ويُحِق حَقًا وحقُوقًا صار حقًا وثبت، قال تعالى: ﴿قال الذين حق عليهم القول﴾ سورة القصص: 63. أيّ ثبت، وقوله ﴿وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ سورة الزمر: 71. أيّ وجبت وثبتت، ويقال يَحِقّ عليك أن تفعل كذا أي يَجب، ويقال أيضًا هو حق بكذا جدير به والنّصيب الواجب للفرد أو الجماعة، وحقّ المسلم على المسلم أي الواجب له أو المؤكد في حقه والمندوب إليه، وأعطوا الطريق حقّه أي واجبه، وتقول يحق عليك أن تفعل كذا وأنت حقيق على أن تفعله وحقيق فعيل في موضع مفعول وقول الله عز وجل ﴿ حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق﴾ سورة الأعراف: 105. معناه محقوق كما تقول واجب، وتقول أحقّ الرجل إذا قال حقا وادعى حقا فوجب له، واستحق الشيء استوجبه، وفي التنزيل ﴿فإن عثر على أنهما استحقا إثمًا﴾ سورة المائدة: 107. أي استوجباه بالخيانة. (الفراهيدي، 1988: 3/6-7)
ثانيًّا: الحقوق اصطلاحًا
لم يعرف فقهاء الشّريعة الحقّ على أساس أنّه بدهي، ومن عرفه منهم لم يخرج عن معناه اللغوي؛ وهو: حكم الشيء، أو صحته، أو الوجوب، أو الثبوت، أو العدل، أو نحو ذلك (الزلمي، 2007، 7). وهذه أقوال العلماء في تعريف الحقّ: قال الجرجاني في تعريف الحق في اصطلاح أهل المعاني هو الحكم المطابق للواقع يطلق على الأقوال والعقائد والأديان والمذاهب بوصف اشتمالها على ذلك ويقابله الباطل (الجرجاني، 1987، 120). والحق هو ما ثبت شرعًا لشخص على شخص أو شيء على وجه الاختصاص. (العباسي، 2008، 4).
والحق هو أمر ثابت شرعًا أو قانونًا من شأنه أن ينتفع به صاحبه أو غيره، فهو ماديّ إذا كان مدركًا بإحدى الحواس الخمس الظاهرة، وإلا فمعنوي، وعام إذا لم ينفرد بالانتفاع به فرد أو فئة معينة، وإلا فخاص (الزلمي،2007،7).
المطلب الرابع: الطفل لغة واصطلاحًا
أولًا: الطفل لغةً
الطَّفْلُ الرَّخْصُ النَّاعِمُ الرقيق، والجَمْعُ طِفالٌ وطُفُولٌ، وطفلت الجارية وغيرها طفولة وطفالة رخصت، وأطفلت المرأة إذا صارت ذات طفل، وغلام طفل إذا كان رخص القدمين واليدين، وامرأة طفلة البَنان رخْصَتهَا في بياض: بيِّنةُ الطفولة، والطِّفْلُ بالكسر الصغير من كل شيء أو المولود، وولد كل وحشية أيضًا طفل، والطِّفْلُ الحاجة، والطِّفْلُ الليل، والطِّفْلُ الشّمس عند قرب غروبها، والطفل سِقْطُ النّار، والطفل الصغير من كل شيء عينًا كان أو حدثًا، وطفل النبات طفلا أصابه التراب فأفسده ولم يطل والعشب لم يطل فهو طفل، وطفل طفولة وطفالة نعم ورق وصار طفلاً (الفيومي،1987، 2/374). والعرب تقول جارية طفل وجاريتان طفل وجوار طفل وغلام طفل وغلمان طفل ويقال طفل وطفلة وطفلان وطفلتان في القياس وأطفال ويقال طفلات (الأزهري، 2001: 13/235).
ثانيًّا: الطفل اصطلاحًا
الطفل الولد الصغير من الإنسان والدواب، قيل ويبقى هذا الاسم له حتى يميز حتى لا يقال له بعد ذلك طفل، بل صبي (المناوي،1996، 483-484) ويُدعى الصبي طفلًا حين يسقط من بطن أمه إلى أن يحتلم (الأزهري: 13/235)، فالطفل: هو المولود ما دام ناعمًا رخصًا لم يبلغ بعد… والجمع أطفال (الزيات 1987: 2/560).
والمقصود بمرحلة الأطفال من الولادة إلى البلوغ، فمرحلة البداية تبدأ بالطفولة لقوله تعالى: ﴿ثم يخرجكم طفلاً﴾ سورة الحج: 5. ومرحلة النهاية تبدأ بالبلوغ لقوله تعالى: ﴿وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم﴾ (سورة النور: 59). وإنما سمي طفلًا لأنه يتبع كل شيء كالطفيلي، كما أّن الصبي إنما سمي صبيًّا لأنّه يصبو أي يميل إلى كل شيء ولاسيما إلى الملاعب (نكري، 2000،2/201). وقد يستوي فيه المذكر والمؤنث والجمع، ففي قوله تعالى﴿ثم يخرجكم طفلاً﴾ سورة الحج: 5. أي أطفالًا، وكذلك قوله تعالى ﴿أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء﴾ سورة النور: 31.
ثالثًا: مفهوم حقوق الطفل
حقوق الطفل: هي مجموعة الحقوق التي رتبها الشّارع على الوالدين والمجتمع له لكونه في حاجةٍ إلى رعاية وعناية، من قبل أن يولد وحين استقر في بطن أمه جنيناً، وبعد أن يولد حتى يصل البلوغ، وإلى أن يستقل بحياته والحصول على مصدر رزقه (العباسي، 2008، 9).
المبحث الثاني: حقوق الطفل وقيمه وفق المنظور الإسلامي
نقصد بالتنشئة الاجتماعي للطفل أن يكون متكيفًا مع وسطه الاجتماعي، سواء مع الكبار، أو مع الصغار، ومن هم في سنه، وليكون فعالًا ايجابيًا، بعيدًا كل البعد من الانطواء، والخجل المقيت، يأخذ ويعطي بأدب واحترام، ويبيع ويشتري، ويخالط ويعاشر (سويد، 2000،
272). أن تفتح الطفل للحياة الاجتماعيّة له دور كبير في تحديد وتنظيم السّيكولوجي من شخصيته الاجتماعيّة وتنظيمه في حاضره ومستقبله، فإذا كان هذا التّفتح الأول للحياة الاجتماعية إيجابيًّا محققًا للحاجات السّيكولوجية كان تجاوبه مع المجتمع واتجاهه نحوه سويًّا، أما إذا كان سلبيًا كان اتجاهه نحوها سلبيًّا (الجهني، 2002، 1/242). ويفرد المنهج التّربوي الإسلامي مساحة مهمة لتوضيح الآليات التّربويّة التي يستخدمها في ترسيخ القيم الإسلاميّة التي يدعو إليها، وحينما نتحدث عن الآليات التي يستخدمها المنهج التربوي الإسلامي في ترسيخ القيم، يجب أن نتذكر دومًا أن تلك الآليات هي آليات متغيرة تتبع حالة الفرد من جهة والمحيط أو البيئة التي تؤثر عليه من جهة أخرى، ومثال ذلك أن آليات تقديم القيم وترسيخها في المجتمع المكي تختلف عن الآليات التي أشار إليها في ما يخص المجتمع المدني، وهذا الاختلاف في الآليات مع ثبات القيم يشير إلى دقة المنهج التّربوي الإسلامي في التّعامل الواقعي السّليم مع كل حالة تربويّة على حدة، أضف إلى ذلك أنّ الآليات التي تستخدم في التعامل مع الطفل المسلم تختلف أيضًا حسب المرحلة العمريّة التي يمر بها الطفل.
من حقّ الطفل أن يُعلَّم، ويكسب المعارف فإن الله خلق له أدوات التعليم ومنَّ بها عليه، قال تعالى: ﴿والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون﴾ سورة النحل: 78. فقوله تعالى: ﴿لا تعلمون شيئا﴾ حال من الضمير في أخرجكم، فإن الطفل حين يُولد لم يكن له علم بشيء ثم تأخذه حواسه تنقل الأشياء تدريجيًّا فجعل الله للطفل آلات الإدراك وأصول التفكير (عاشور، 1984،13/232).
فإنّ وسائل العلم عند البشر هي الحواس أولًا، وبعد الحواس يأتي العقل، أي: أن الحواس تستقبل الإحساس،ومن ثم تختمر المحسوسات فتكوِّن منها المعلومات العقلية (مدلول، 2007،23). لذا قال تعالى: ﴿وجعل لكم السمع والابصار والأفئدة﴾ أي: وما ركب فيكم السمع والإبصار والأفئدة إلا آلات لإزالة الجهل الذي ولدتم عليه واجتلاب العلم والعمل به من شكر المنعم وعبادته والقيام بحقوقه والترقي إلى ما يسعدكم(النسفي، 1998،3/ 265).
فلا يمكن اكتساب العلوم الكسبية إلا بواسطة العلوم البديهية وحصول هذه العلوم البديهية إنما تحصل عند حدوث تصور موضوعاتها وتصور محمولاتها وحدوث هذه التصورات إنما هو بسبب إعانة الحواس على جزيئاتها فكانت الحواس الخمس هي السبب الأصلي لحدوث هذه العلوم وكان السّمع والبصر أول الحواس تحصيلًا للتصورات وأهمها (عاشور، 1984،3/232).
لذا فمن حقّ الطفل أن يُعلم ويُكسب المعارف؛ لأنّ الله تعالى ذكر نعمته عليه بأن خلق له أدوات التّعليم فلا يجوز أن تلغى أو تهمل فقوله تعالى:﴿ لعلكم تشكرون﴾ أي لكي تصرفوا كل آلة فيما خلقت له فمن خلال ذلك تعرفوا مقدار ما أنعم الله به عليكم فتشكرونه أو أن هذا الصرف هو نفس الشكر. (ابن كثير، 1994،2/581). وهذه القوى والحواس تحصل للإنسان على التدريج قليلاً قليلاً كلما كبر زيد في سمعه وبصره وعقله حتى يبلغ أشده. لذا فمن حق الطفل أن يُعلمَّ ويكسب المعارف من حيث استعداد هذه الأدوات لتنفيذ مهامها؛ لأن الطفل في مراحله الأولى يكون أصفى ذهنًا وأقوى ذاكرة وأكثر حفظًا. ودلت الآية الكريمة على أمور عديدة:
أولاً: جهل الإنسان واحتياجه إلى التعليم
ثانيًا: اكتساب التعليم بواسطة الحواس التي خلقها الله تعالى له كالسمع والبصر. لكن الله ذكر السمع والإبصار دون بقية الحواس أكتفاء بذكر الأهم منها فكأنه تعالى قال: ﴿والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئًا وجعل لكم الحواس والعقول لتحصل لكم بها نعمة العلم﴾.
ثالثًا: أن تحصيل العلم بتلك المواهب نعمة عظيمة يحس الإنسان جمال أثرها في نفسه فلا يجد لديه ما يثني به على المنعم إلا وجدان الشكر لذلك ختمت الآية الكريمة به (مدلول، 2007،25).
وهذا رسول الله قد وضع قاعدة أصلية بكسب مرحلة الطفولة في التعليم، وطلب العلم، تناقلتها الأجيال كلها جيلًا بعد جيل، فغدت تستنهض كل الآباء لحثّ أبنائهم على طلب العلم وحبه؛ لأن طلب العلم فريضة على كل مسلم، سواء أكان صغيرًا أم كبيرًا، رجلًا أو امرأة، صبيًّا أم بنتًا، وهو أفضل العبادات التي يتقرب فيها العبد من ربه، لهذا كانت مدّة الطفولة أخصب مدّة في البناء العلمي، والفكري للطفل(سويد، 2009،355).
فقد روي أن رسول الله قال:” مثل الذي يتعلم العلم في صغره كالنقش على الحجر، ومثل الذي يتعلم العلم في كبره كالذي يكتب على الماء” (الهيثمي، 1993،.333).
وروي أيضًا: “من تعلم القرآن في شبيبته أختلط القرآن بلحمه ودمه، ومن تعلمه في كبره فهو يفلت منه ولا يتركه، فله أجر مرتين”(الهيثمي، 1993،553). فإنّ مدّة السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل ليست مجرد مرحلة نمو وتشكيل جسدي فحسب، بل هذه المرحلة هي مرحلة تلقي واستقبال لمجمل المؤثرات، والمعطيات التي تبدأ بتشكيل الرصيد الفكري والعقلي والنّفسي للطفل، وهذا يستلزم أن تكون حواسه وأدوات التلقي عاملة عند الطفل في هذه المرحلة أيضًا. (فتح الله، 2003،99).
ما يلفت الانتباه أنّ جميع الآيات المتكررة التي تذكر بمَنَّ الله ونعمته علينا بتزويدنا بحواس السمع والبصر، والفؤاد تنتهي بالتّذكير بالشكر وبتقصير الناس في ذلك، تأمل معي الآيات الآتية: ﴿والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون﴾ النحل: الآية 78. وقوله تعالى: ﴿قل هو الذي أنشأكم و جعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون﴾ سورة الملك: 23. وقوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ﴾ سورة المؤمنون: 78. فهذا التكرار وهذه التذكرة ليست إلا دليل على عظم حقّ الله علينا في شكر هذه النعم، وفيه دليل على تقصير الناس في أداء هذا الشكر إليه سبحانه وتعالى، فليكن هذا الأمر نصب أعيننا حتى نعمل على تجاوز هذا التقصير وبذل قصارى جهدنا في سبيل تأدية الشكر لله. فلا بد من أن ندرك أهمّية السنوات الأولى من عمر الطفل كفرصة ذهبيّة لتعليمه وصياغة منهجه الفكري، وبما أنّ الطفل يقضي معظم وقته مع معلمه فلا بد من اختيار المعلم الصالح له (سويد، 2000،362)، وهذا ما حرص عليه السّلف الصالح، فقد روي أن عتبة بن أبي سفيان قال لمؤدب ولده: وليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك، فإن عيونهم معقودة بعينيك، فالحسن عندهم ما صنعت، والقبيح عندهم ما تركت علمهم كتاب الله، ولا تكرههم عليه فيملوه، ولا تتركهم منه فيهجروه ورَّوهم من الحديث أشرفه، ومن الشعر أعفه، ولا تنقلهم من علم إلى علم حتى يحكموه، فإن ازدحام الكلام في القلب مشغلة للفهم. وعلمهم سير الحكماء، وجنبهم محادثة النساء، ولا تتكل على عذر مني لك، فقد أتكلت على كفاية منك” (كونجر، 99،1970). فالمدخل إلى التربية هو الحب وهو المفتاح الحقيقي لكل أنواع الآداب، وهو مطلب ضروري لعملية التأديب، وشرط أساسي في تربية الطفل المسلم، بل توصل بعض الباحثين في هذا المجال إلى أن العوامل المهمّة التي تساعد الطفل على الطاعة والالتزام بالقيم هي الحب والحنان الذي يشعر به الطفل من كل أفراد الأسرة، ومنبع هذا الحب هما الوالدين فحب الأطفال للوالدين هو ردّ فعل لحب الوالدين لهما، بل إن هذا الحب هو ما يعين الطفل على استيعاب القيم وهو يوفر المناخ الملائم للنمو الخلقي في النفس، كما في قول رسول الله “رحم الله من أعان ولده على برّه.. يقبل ميسوره، ويتجاوز عن معسوره، ولا يرهقه ولا يخرق به” (الكليني، 1981ـ، 5/ 6). وقوله صلى الله عليه وآله وسلّم “رحم الله عبدًا أعان ولده على بره بالإحسان إليه والتآلف له وتعليمه وتأديبه” (النوري، 1963ـ، 2/ 626).
فالطفل الأول في الأسرة يكون موضع اهتمام وعناية والديه فيغرقانه بحبهما وعطفهما، ويهرعان إلى تلبية جميع احتياجاته، خصوصًا وأن العائلة ما تزل صغيرة، فيشعر بالغيرة من قدوم مولود جديد يخطف منه هذه العاطفة الكبيرة والاهتمام الشديد، بل تتحول هذه الغيرة إلى كراهية حينما لا يلتفت الوالدان إلى موضوع تلك الغيرة وأخذها على محمل الجد، بل نجد أن بعض الآباء يعمد إلى زج الطفل الأول، ومعاقبته على تلك الغيرة فيزداد حسد الطفل الأول على أخيه الثاني، بينما يكمن الحل في إشعار الطفل الأول بالحنان والعطف وتحبيبه للطفل الثاني وعلاج هذه الغيرة من خلال المساواة في المحبة والاهتمام كما أوصى بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم “اعدلوا بين أولادكم كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف” (الطبرسي، 1990، 220)، وسواء أكانت هذه العدالة معنوية كما في قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم “إن الله تعالى يحب أن تعدلوا بين أولادكم حتى في القـُبـَل”. (الهندي، 1993، 16/ 445)، أو كانت هذه العدالة مادية كما في قوله صلى الله عليه وآله وسلّم “ساووا بين أولادكم في العطية، فلو كنت مفضلًا أحدًا لفضّلت النساء”. (الهندي، 1993، 16/ 444).
النتائج
بعد هذه الرحلة المباركة لا بد من أن نقف وقفة تأمل واستذكار لما حققه البحث من مقاصد وما توصل اليه من نتائج أجملها بالآتي:
- عمد بعضهم إلى تعريف الحقّ بلحاظ أمرين: الأول حق الله أو حدوده، وهو أمره ونهيه، والثاني حق العباد أو الناس، فهو ما يجب لهم من أنواع التكريم، وهو أيضًا مصالحه.
- حقوق الطفل من خلال التأصيل القراني إنّما هو تأكيد للحقوق الطبيعيّة التي يمتلكها كل إنسان في هذا العالم.
- مفهوم حقوق الطفل في القرآن يشتمل على القواعد والمبادئ التي تنظم علاقات الناس بعضهم ببعض وتضبط حياتهم من النواحي المختلفة.
4- عني القرآن الكريم عناية متميزة بمبدأ حقوق الطفل، تأصيلًا لقواعده وتأكيدًا على وجوبه، وترسيخًا لمفهومه.
5- حقوق الطفل في الإسلام نابعة من تكريم الله سبحانه وتعالى للإنسان ؛ ذلك أن حقوق الإنسان التي أمرنا بها، قائمة على أساس أن الإنسان مكرم لا مهان وعليه لابد أن تقنن القوانين والأنظمة والتشريعات التي تؤكد هذا المعنى القراني.
6- وجود تشريعات قانونية تحمي الطفل وحقوقه في الإسلام بصورة عامة، وتحمي حقوق اليتيم بصورة خاصة، وتوفر سورًا من الرعاية والاهتمام به.
7- يعدُّ المنهج التربوي الإسلامي أن مدّة الإعداد النفسي والاجتماعي للزواج في الإسلام لا تبدأ من مرحلة الخطوبة التي تسبق الزواج بقليل بل تبدأ من مرحلة الطفولة، ومن أساسيات التربية الإسلاميّة في كيفية التعامل مع الجنس الآخر، ومهمات ووظائف كل جنس ودوره في الحياة والرسالة.
8- قدم المنهج التربوي الإسلامي فلسفة خاصة بمفهوم الزواج، ورسالته ودوره في بناء المجتمع وتكليف المسلم أو المسلمة إزاءه ودور المجتمع في تكوينه وديمومته، وعلى الرّغم من حلية الطلاق في الإسلام وعدّه الحلال البغيض إلا أنّ تلك الحلية ارتبطت بإعدادات ماليّة واجتماعيّة ونفسيّة يحافظ من خلالها المشرّع الإسلامي على صورة الأسرة، وديمومة أثرها بما لا يؤدي إلى تدمير الروابط الاجتماعيّة وتخريب شخصيات الأطفال.
9- ركز المنهج التربوي الإسلامي على أهمية العاطفة الأسرية وعدّها الأساس الحقيقي للتكوين الاجتماعي من خلال الزواج وإن ضعفها أو انعدامها يؤدي إلى تفكيك وتدمير العلاقات الأسرية.
المصادر
القران الكريم
- إبراهيم مصطفى، أحمد الزيات، حامد عبدالقادر، محمد النجار، المعجم الوسيط، دار الدعوة، بيروت، 1999.
- أبو البركات عبد الله بن أحمد بن محمود حافظ الدين النسفي، تفسير النسفي (مدارك التنزيل وحقائق التأويل): دار الكلم الطيب، بيروت، 1998.
- ابو علي الفضل بن الحسنالطبرسي. تفسير مجمع البيان، دار المرتضى – بيروت – 2006.
- أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري، تهذيب اللغة، تحقيق: محمد عوض مرعب، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 2001.
- أبي الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي، تفسير القرآن العظيم، دار الكتب العلمية، بيروت، 1994.
- أحمد بن محمد بن علي المقري الفيومي، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي، المكتبة العلمية،بيروت،1983.
- الخليل بن أحمد الفراهيدي، العين، تحقيق د.مهدي المخزومي ود.إبراهيم السامرائي، دار ومكتبة الهلال،1994.
- الراغب الاصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن الكريم، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، 1998.
9- ضياء زاهر، القيم في العملية التّربويّة، مؤسسة الخليج، القاهرة، 1984.
10- عبدالنبي بن عبد الرسول الأحمد نكري، دستور العلماء، عرب عباراته الفارسية: حسن هاني، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 2000.
11- عزالدين مرزا ناصر العباسي، حقوق الطفل دراسة مقارنة بين الشريعة الإسلامية والقانون الوضعي، مكتبة الجيل العربي، الموصل – العراق، 2008.
12- علاء الدين المتقى الهندي، كنز العمال. مؤسسة الرسالة، دمشق، 1993.
13- علي النشار، نشأة الفكر الفلسفي في الاسلام، دار المعارف،القاهرة، 1971.
14- علي بن محمد بن علي الجرجاني، التعريفات، تحقيق إبراهيم الأبياري، دار الكتاب العربي، بيروت، 1985.
15- كونجر، جون وآخرون، سيكولوجية الطفولة والشخصية. ترجمة احمد عبد العزيز سلامة وجابر عبدالحميد جابر. دار النهضة العربية، القاهرة،1970م.
16- محمد الهادي العفيفي، الأصول الفلسفية للتربية،، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة1970.
17- محمد بن عبدالرؤوف المناوي، التعاريف، تحقيق د.محمد رضوان الداية، دار الفكر المعاصر، دار الفكر، بيروت، دمشق، 1990.
18- محمد بن محمد بن عبدالرزاق الحسيني الملقب بمرتضى الزبيدي،تاج العروس من جواهر القاموس، تحقيق مجموعة من المحققين– دار الهداية،ب-ت.
19- محمد بن مكرم بن علي أبو الفضل جمال الدين ابن منظور، لسان العرب، دار الصادر، بيروت، 1994.
20- محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، القاموس المحيط، مؤسسة الرسالة، بيروت،1987.
21- محمد بن يعقوب الكليني. الكافي، دار التعارف، بيروت،1981.
22- محمد طالب مدلول: الحواس الإنسانية في القرآن الكريم، دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان – 2007.
23- محمد طاهر بن عاشور، التحرير والتنوير، دار الكتب الشرقية، تونس، 1984.
24- محمد نور عبد الحفيظ سويد، منهج التربية الإسلامية للطفل، دار طيبة، مكة المكرمة، 2000.
25- مصطفى الزلمي،حقوق الإنسان في الإسلام، دار السلام، دمشق، 2007.
26- مقداد يالجين، الاتجاه الاخلاقي في الاسلام، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1971.
27- موفق الدين ابي محمد بن قدامة، المغني،دار الكتاب العربي بيروت، لبنان، 1972.
28- ميرزا حسين النوري الطبرسي، مستدرك الوسائل ومستنبط الوسائل، مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، قم، إيران، 1988.
29- الهيثمي،مجمع الزوائد, دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان،1993.
30- وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الموسوعة الفقهية الكويتية، مطابع دار الصفوة، القاهرة، 1984.
31- وسيم فتح الله وسيم فتح الله، تربية الطفل للإسلام، مؤسسة الرسالة، بيروت،2003.
[1] – تخصص فكر إسلاميّ – كلية العلوم الاسلامية-جامعة بغداد – amar.saleh@cois.uobaghdad.edu.iq
[2] – تخصص فكر إسلامي – كلية العلوم الاسلامية – جامعة بغداد – alwilihayder@gmail.com
[3] – تخصص فكر إسلاميّ – كلية الآداب – جامعة الامام جعفر الصادق(ع) – maytham.saad@cois.uobaghdad.edu.iq
[4] – تخصص أديان مقارنة كلّيّة العلوم الإسلاميّة جامعة بغداد 07703745044 Talabali79@gmail.com