مستوى الكفايات التّدريسيّة لمدرّسي الجغرافيا وعلاقته بمهارات التنظيم الذّاتي لطلبتهم
The level of teaching competencies of geography teachers and its relationship to the self – regulation skills of their students
Ahmed Abbas Jade أحمد عباس جديع([1])
Shadia Faheem Ballot د. شاديا فهيم بلوط([2])
مستخلص الدراسة
هدفت الدراسة إلى تحديد مستوى الكفاءة التّدريسيّة لمعلمي الجغرافيا للصف الثاني بالمدارس الثانوية في منطقة الرمادي بمحافظة الأنبار، وقد اعتمدت الدراسة أسلوب التحليل الوصفي بما يتناسب مع طبيعة الدراسة.
الموضوع ، من أجل تحقيق أهداف البحث. أعد الباحث استبانة مكونة من (26) فقرة تعبر عن الكفاءة التربوية ومهارات التنظيم الذاتي التي استخدمها مدرسو الجغرافيا من المجتمع الأصلي للصف الثاني المتوسط ، بحسب دائرة الإحصاء التابعة لدائرة التربية والتعليم بمحافظة الأنبار. (188) استخرج منها عينة قوامها (170) معلمًا ومعلمة، وحددت مؤهلات المعلمين وسنوات خبرتهم حسب المستوى الأكاديمي للمعلمين ، وتأكدنا من صدق الاستبانة وموثوقيتها من خلال المعالجة “الإحصائية” “المناسبة”.
تشير النتائج إلى أن مستوى الكفاءة التعليمية المتاح لمعلمي الجغرافيا متوسط، وتبين عدم وجود فروق في مستويات توافر الكفاءات التّدريسيّة لمعلمي الجغرافيا حسب متغيرات المؤهل التعليمي وسنوات الخبرة.
“الكلمات” “المفتاحية”: الكفايات التّدريسيّة، مهارات التنظيم الذاتي, مادة “الجغرافيا”.
ABSTRACT
The study aimed to determine the level of teaching competence of geography teachers for the second grade in secondary schools in the Al-Ramadi region in Anbar Governorate, and its relationship to the students’ The researchers prepared a questionnaire consisting of (26) items that express the educational competence and self-regulation skills used by the geography teachers from the original community for the second intermediate grade, according to the Statistics Department of the Education Department in Anbar Governorate. (188) A sample of (170) male and female teachers was extracted from it, and the teachers’ qualifications and years of experience were determined according to the teachers’ the to geography teachers is average, as well as the availability of self-
“Key” words: teaching competencies, self-regulation skills, subject “geography“.
المقدمة
التعليم يعد الطريقة الوحيدة التي تقود الإنسان لتحقيق أَهدافه التعليمية لكبرى، فالتعليم يجعله قادراً على الإبداع والابتكار فلا تعود ثماره على الإنسان فقط، بل يمتد أَثره ليشمل المُجتمع بأَكمله، فالتَعليم هو الأساس الجَوهري للتَقدم الحَضاري، والمعيار الوحيد بين المُجتمعات المتحضرة والمُتقدمة علمياً والمجتمعات المُتأخرة هي نسبة التعليم، ويَليها مدى التقدم الاقتصادي، الاجتماعي، التكنولوجي، والتطوير في جميع مَجالات الحياة.
يأتي التعليم القائم على التنظيم الذاتي للمهارات في سلم أولويات المؤسسات التعليمية الرائدة في العالم، كونه أحد الأساليب الحديثة والمهمّة في تدريب المتعلمين على كيفيّة اكتشاف المعلومات وفهمها والتعامل معها، وفقاً لقدرات واستعدادات كلّ متعلّم (البنا، 2013: 2).
أَصبحَ المُعلم أَمام واقع مفاده أَنّ الاستاذ الكُفوء هو الذي يمتلك المهارات الضرورية ليؤدي مهنة التدرس؛ لذا ظهرت “حركة”” تربية” المُدرسين التي تقوم على أَساس “الكِفايات “وهي تركز على أَنّ عملية التدريس الفعال يمكن تحليلها إلى مجموعة من الكِفايات التي إذا أَتقنها المعلم زاد احتمال أن يصبح معلمًا ناجحًا، والتي من أهمها اعتماد فكرة الكفاية والمهارة، والاتساق مع مفهوم التربية المستمرة، وتعدد أدوار المدرس وتنوعها، ومراعاة التطوّر في مهنة التعليم ذاتها، واكتشاف تقنيات جديدة تحقق تعلّم أفضل (العجمي، 2007: 121).
من التوجهات الحديثة التأكيد على امتلاك المدرّسين الكفايات التي تضمن النجاح ومساعدة الطلبة على التعلم عبر التوجيه والتنظيم الذاتي، والذي يعد أحد الحلـول المناسـبة لتحقيق جودة التعلم المنشودة فالكل مشارك نشط في عملية تعلمه ويساعد على تنمية قدرات المتعلم الأدائية في المواد العلمية من خلال تنظيم مراحل التعلم واتمام كل مرحلة على حدة بتوجيه المدرس (العسكري، 2016: 20).
أولًا: إشكالية الدراسة
الساحة التربوية والتعليمية تشهد تطورات متسارعة متأثرة بمخرجات “الثورة” “العلمية” و”التكنولوجية”، فقد كانت المناهج الدراسية من أكثر المجالات تأثراً انطلاقاً من ضرورة مسايرتها لهذه التغيرات، مما جعل تدريس الكثير من المقررات الدراسية يواجه تحديّات ومشكلات. وتعد “الجغرافيا” كغيرها من “المواد” التي واجهت الكثير من المشكلات منها استعمال” الطريقة التقليدية” التي تؤكد على الجوانب النظرية من غير أن يكون للطلبة المحور الاساسي في التدريس أيّ مساهمة فعلية منهم ، فالتلقين من جانب المدرس والحفظ والاستظهار من جانبهم مما يؤدي بهم الى الملل والنفور من المادة من دون تحقيق الاهداف التربوية والتعليمية المتطلع لإنجازها، كما أنّها قد لا تنسجم مع تنمية التفكير والفهم للمادة مما قد يؤدي الى ضعفاً في التحصيل الدراسي والاستبقاء لدى الطلبة، وقد يكون احد الاسباب ضعف المدرسين في امتلاكهم للكفايات الخاصة بتدريس الجغرافية (منتوب، والموسوي، 2018: 149).
يرى الباحث كونه مدرسًا للجغرافيا في الصف الثاني متوسط في “مدارس الأنبار” للتعليم المتوسط أنّ التغير الجديد في المنهج قد لا تناسبه “الطريقة الاعتيادية” أو “التقليدية” التي أصبحت لا تنسجم مع التطورات العلمية والمعرفية الجديدة التي طرحت مواضيع مادة الاجتماعيات بأسلوب يثير التفكير ويحفز على التعلم الذاتي لدى الطلبة، لذا كان من الضروري أن يمتلك المدرس بعض الكفايات الخاصة بتدريس الجغرافيا مثل الفهم العميق للأهداف العامة والخاصة لتدريس المادة، وكفايات التقويم، وطرائق التدريس، التخطيط، الوسائل التعليمية، التطوير الذاتي.
تطابقت هذه النتائج مع الدراسة الاستطلاعيّة التي قام بها الباحث في مقابلته لعدد من مدرّسي الجغرافيا بلغ عددهم (20) مدرّسًا ومدرّسة من زملائه حول وجهات نظرهم بمستوى الكفايات التّدريسيّة التي يمتلكونها وعلاقته بمهارات التنظيم الذاتي، إذ أجمع غالبيّتهم على ضرورة امتلاك المدرّس لمستوى كفايات جيد يمكنه من أداء مهامه بنجاح مستعيناً بمهارات التنظيم الذاتي التي اكتسبها.
ما مستوى الكفايات التّدريسيّة لمدرّسي الجغرافيا وعلاقته بمهارات التنظيم الذّاتي لطلبتهم ؟
لينبثق من هذه الاشكالية الرئيسة عدة اسئلة فرعية وكالاتي:
- هل يوجد علاقة ارتباط بين مستوى “الكفايات” “التّدريسيّة” لمدرّسي الجغرافيا ومهارات التنظيم الذاتي لدى طلبتهم؟
- هل توجد فروق دالة إحصائيًّا في مستوى توفر الكفايات التّدريسيّة لمدرّسي الجغرافيا تبعًا لمتغير المؤهل العلمي وسنوات الخبرة؟
ثانياً: الفرضيات الدراسة
- توجد علاقة ارتباطية دالّة إحصائيًّا بين درجات المدرسين على متغيّر “الكفايات” “التّدريسيّة” لمدرّسي الجغرافيا ودرجاتهم على متغيّر مهارات التنظيم الذاتي لدى طلبتهم..
- – توجد فروق دالة إحصائيًّا في مستوى توفر الكفايات التّدريسيّة لمدرّسي الجغرافيا تبعًا لمتغير المؤهل العلمي وسنوات الخبرة.
ثالثًا: أهداف الدراسة
هدفت هذه الدراسة إلى تحقيق النقاط الآتية :
- التعرّف إلى مدى توافر الكفايات التّدريسيّة لدى معلمي “الجغرافيا” في الصف “الثاني” المتوسط.
2- التعرّف إلى مهارات التنظيم الذاتي المتوافرة “لدى طلبة” الصف الثاني المتوسطومدى تحققها.
3- التعرّف إلى العلاقة الارتباطية الدالّة إحصائيًّا بين درجات المدرسين على متغيّر الكفايات
رابعًا: أهمية الدراسة
تظهر من الأهمية لمدخل الكفايات في العمليات التّدريسيّة، فقد باتت مطلوبة من مدرس أيّ مادة في مدارس التعليم العام ومنهم مدرّسي الجغرافيا، وقد أصبح اتجاه إعداد المعلم وتدريبه على أساس الكفايات من أبرز الاتجاهات التربوية المعاصرة، إضافةً إلى أهميّة مهارات التنظيم الذاتي وضرورة توافرها في أيّ أداء للمدرّس أو المتعلم يتميّز بالإتقان والفاعلية. الأمر الذي يساهم في تكوين اتجاهات إيجابية نحو تدريس المادة والإقبال على تعليم مفاهيمها بدافعية كبيرة.
خامسًا: حدود الدراسة: تنحصر حدود الدراسة بالمحددات الآتية:
الحدود الموضوعية: الكفايات التّدريسيّة، مهارات التنظيم الذاتي للطلبة، مادة الجغرافيا .
الحدود المكانيّة: المدارس” المتوسطة في مركز “محافظة الأنبار” (مدينة الرمادي).
الحدود الزمانيّة: ستُطبّق الدراسة خلال السنة الدراسية 2022_ 2023م.
الحدود البشرية: عينة من مدرّسات ومدرّسي مادة الجغرافيا للصف الثاني المتوسط.
سادسًا: تحديد المصطلحات الدراسة
أ. الكفايات التّدريسيّة عرفت :
وتُعرّف الكفايات التّدريسيّة أنّها: مجموعه من المهارات والمعارف والأساليب وأنماط السلوك التي يمارسها المدرسون بصورة ثابتة ومستمرة في أثناء التدريس (Hashem,2022: 865).
وتُعرّف الكفايات التّدريسيّة إجرائيًّا أنّها: مجموعة سلوكيات يقوم بها مدرس الجغرافيا للصف الثاني متوسط لتسهيل تعلم الطلبة وتشمل (الأهداف التّربويّة والأهداف الخاصة بالمادة/التخطيط للدروس، تنفيذ الدرس وطرائق التدريس، الكفايات العلمية، استخدام الوسائل التعليمية، تقويم الطلبة ، الصفات الشخصية، العلاقات الانسانية والاجتماعية، التطوير الذاتي.
ب. مهارات التنظيم الذاتي عرف أنّه:
تُعرّف أنّها: مجموعة من عمليات التحكم التي تمكن المتعلم من السيطرة على سلوكياته خاصة عندما ينشأ عنصر التحدي في تحقيق الهدف (عبد المحسن،2021: 8).
وتُعرّف مهارات التنظيم الذاتي إجرائيًّا أنّها: مجموعة من النشاطات التي يمارسها طالب الصف الثاني متوسط لاكتساب المعلومات بنفسه وتشمل التخطيط ووضع الأهداف، إدارة الوقت، ربط المعرفة، البحث عن المعلومات وطلب العون، المراقبة الذاتية للتعلم.
ج- مادة الجغرافيا :
هي الكتب الذّي أقرتها “وزارة التّربيّة والتّعليم” في الدولة العراقيّة بداية من صّف السّادس الأساسي الى الثّانويّة ذلك لتعليم المواضيع الجغرافيّة (دليل وزارة التّربيّة والتّعليم العراقيّة المعدل،2009، 48).
ويُعرّفها الباحث إجرائيًّا أنها المقرر المعتمد للدراسة “في المرحلة” المتوسطة من وزارة التربية العراقية.
سابعاً: الدراسات السابقة
دراسة سليماني) 2020)
بعنوان: الكفايات التّدريسيّة في التعليم الابتدائي.
تحدد هدفها في معرفة “الكفايات التّدريسيّة” في التعليم الابتدائي في الجزائر، انتهجت المنهج الوصفي التحليلي، واستخدم الملاحظة كأداة للدراسة تكونت من خمسة مجلات: التخطيط للدرس، تنفيذ الدرس، التفاعل الصفي، تقويم الدرس، تقويم بناء اختبار تحصيلي، و”طبقت” “الاستمارة” على عينة من (30) معلمًا ومعلمة، بينت النتائج تطبيق الكفايات بدرجة مقبولة بصورة عامة، وكانت اعلى كفاية التفاعل الصفي جاء مستوى جيد جدا وأقل كفاية كانت تنفيذ الدرس.
3- دراسة طيبة، وبلعيد (2020)
بعنوان: استراتيجيات التنظيم الذاتي للتعلم كمنبئات للتحصيل الدراسي لدى تلاميذ السنة أولى ثانوي في الجزائر.
كان الهدف منها تعرّف العلاقة بين استراتيجيات التنظيم الذاتي للتعلم، والتحصيل الدراسي وإمكانية التنبؤ بالتحصيل الدراسي، استُخدِم المنهج الوصفي، بلغت العينة (244) تلميذًا، واظهرت نتائج الدراسة وجود علاقة ارتباطية موجبة بين استراتيجيات التنظيم الذاتي والتحصيل الدراسي، كما أنّ هنالك فروقاً في استراتيجيات التنظيم الذاتي للتعلم لصالح الإناث وأمكن التنبؤ بالتحصيل الدراسي من خلال بعض الاستراتيجيات.
الفصل الثاني: الإطار النظري
أولاً- مفهوم الكفايات التّدريسيّة وتطورها
تُعرّف الكفاية لغةً أنّها: كفى، يكفي كفاية، إذا قام بالأمر، يقال كفاك هذا الأمر أيّ حسبك هذا الشيء، يقال استكفيته أمرًا فكفايته. مصدر للفعل كفي قام بالأمر. (ابن منظور، 1994: 54).
يختلف مفهوم الكفاية عن معنى الكفاءة المشتقة من(كفأ) وتعني حالة يكون بها شيء مساويا لشيء آخر، فالكفاءة في اللغة لا تستخدم إلاّ بمعنى الشبيه والنظير، وما يؤكد ذلك أنّ “مجمع القاهرة لم يقر استعمال الكفء بمعنى القوي القادر، وأن مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق خطأت من يقول فلان كفء لملء هذا المنصب، لأن الكفء لا تعني إلاَّ المثيل، واستشهد بقوله تعالى: (لم ولم يولد ولم كن له كفؤا أحد)، والصواب هو العالم الكافي، أي صاحب الكفاية” (التومي، 2005: 28). تعريف (الأحمد): مجموعة من المعارف والمهارات والإجراءات والاتجاهات التي يحتاجها المدرس للقيام بعمله بأقلّ قدر من الكلفة والجهد والوقت، والتي لا يستطيع بدونها أن يؤدي واجبه بالشكل المطلوب، ومن ثم ينبغي أن يعد توافرها لديه شرطًا لإجادته في العمل (الأحمد، 2005: 242)
أمّا عن تطور مفهوم الكفايات التّدريسيّة فقد كانت الميادين العسكرية والصناعيّة والاقتصادية من أوائل الميادين التي ظهرت فيها الكفايات، وقد قامت حركة التربية القائمة على الكفايات على إيجاد وصف دقيق للكفايات مستخدمة في ذلك المنهج التحليلي للأدوار والمهام التي يقوم بها المدرس، وتحديد القدرات والمهارات والمعارف التي يحتاجها المدرس ليقوم بأداء تلك الأدوار على أكمل وجه (الأزرق، 2000: 220).
ثانيًا: أَهمية الِكفايات التّدريسيّة ومسوّغات ظهورها:
اتجهت المدارس والجامعات في العصر الحديث إلى تبني خيارات استراتيجيّة في التربية والتعليم تقوم على مبدأ الكفايات التي ينبغي على كلّ مدرس أن يمتلك منها ما يكفيه في مادة تخصصه، ويستطيع من خلالها إدارة الصف بدءًا من تخطيط الأنشطة وعرضها وتقويمها، فقد أَصبح المدرس أَمام ضرورة حتميّة مفادها أَّن المدرس الُكفء هو الذي يمتلك المهارة والكفايات اللازمة لأَداء مهنة التعليم؛ لذا ظهرت حركة تربية المدرسين القائمة على أَساس الِكفايـــــــــــات وهي تركز على أنّ عملية التدريس الفعال يمكن تحليلــــــــــــــــــها إلى مجمــــــــــــــوعة من الِكفايــــات التي إذا أَتقنها المدرس زاد احتمال أن يصبح ناجحًا في مهنته.
تكمن أهمية الكفايات التّدريسيّة للمدرس بما يلي:
1- تجعل المدرس قادرًا على اكتساب المهارة، والقدرة على إعداد خطة تدريس فاعلة تبنى على أهداف واضحة وملائمة يسهل تحقيقها أثناء سير الموقف التعليمي.
2- تزيد من مستوى الأداء التدريسي للمعلم من خلال تحديد جوانب القوة لديه، فيسعى إلى إثرائها وتحديد جوانب الضعف أو القصور ليضع حدًّا لها ويتجنبها.
أمّا عن مسوّغات ظهور مدخل الكفايات يمكن القول إنّ مهنة التدريس تحتاج كغيرها من المهن الأخرى إلى برامـــــــــــــــج إعداد خاصّة، تقوم بتأهيل المدرس لممارسة دوره المستقبلي بكل كفاءة واقتدار، انطلاقًا من الأهمية الكبيرة التي تحظى بها برامج إعداد المدرسين في المؤسسات والمنظمات المعنية بقطاع التربية والتعليـــــــــم في العالم، وخاصّة على ضوء التغيرات المتسارعة في مجال التكنولوجيا والمعلومات.
يعدُّ المدرس أحد المتغيرات المهمة في عملية التعلم، ما يعني إنّ التعرّف إلى كفاياته له أهمية خاصّة، ما جعلها تحظى باهتمام الخبراء لسنوات طويلة. (أبو حطب وصادق، 1996، 786)
ثالثًا: تصنيف الكفايات ومصادر اشتقاقها:
تصنف الكفايات إلى نوعين: الكامن منها والظاهر، فالِكفاية في الوضع الكامن مفهوم، ومن هنا فهي تعني إمكانية القيام بالعمل نتيجة الإلمام بالمهارات والمعارف والمفاهيم والاتجاهات التي تؤهل إلى القيام بالعمل، وفي وضعها الظاهر عملية، ومن هنا فهي الأَداء الفعلي للعمل، ولا يعني فقط مجرد إلمام المدرس بالمعارف والمهارات التي تتضمنها الِكفاية، بل لابد أَن يكون قادر على القيام بهذه المهارات وتطبيقها بأساليب صحيحة وطبقًا للمواصفات المتفق عليها في الأَداء (علي، 2011: 134).
المبحث الثاني: التنظيم الذاتي
أولًا: مفهوم التنظيم الذاتي للتعلّم وأهميته
يعد التنظيم بمعناه العام أحد وظائف الإدارة الناجحة المهمّة إلى جانب التخطيط والمتابعة والتنفيذ، فمن خلال التنظيم يستطيع المدرس ترتيب أولوياته في مهامه المدرسية اليومية، فيقوم بتصنيفها وفرزها ضمن قوائم تسهل عليه اجتيازها ضمن المدة الزمنية المناسبة “التي يخصصها” لها، من هنا برزت أهمية التنظيم الذاتي للتعلم، إذ يكون الفرد المتعلّم قادرًا على توظيف مهاراته والقدرات التي يمتلكها لإنجاز عملية التعلّم بمفرده والاعتماد على ذاته، ويمكنه حينها إيجاد حلول للمشكلات التي تعترضه في عملية التعليم.
تعود بدايات التنظيم الذاتي للتعلّم عند المتعلّمين إلى العالم باندورا صاحب نظرية التعلّم بالملاحظة، فقد عرفت نظريته بنظرية التعلم المعرفي الاجتماعي، والتي تنص على أنّ المتعلم يستطيع أن يكيّف ويضبط سلوكه اعتماداً على تصوراته حول النتائج التي يمكن أن تترتب على سلوكه، وبذلك يستطيع تحديد أهدافه بدقة، والتخطيط لها، تمهيدًا لتحقيقهــــــــا أكثر من كونـــــــــه سلوك ناتج من مثير واستجابة
(بني أحمد،12،2014).
يسهم التنظيم الذاتي للتعلم في تفعيل جوانب وعمليات متعددة لعملية التعلم، إذ يوجد تفاعل بين العمليات الشخصية والسلوكية والبيئية، بما ينشط الطلاب سلوكيًّا ومعرفيًّا ودافعيًّا، ويعبر عن القدرة على التخطيط والتوجيه وانتقاء أنشطة المعلومات، وتشجيع المتعلمين للحصول على لمسؤولية الأولية للتحكم في دراستهم أكثر من الاعتماد على توجيهات المدرس (الردادي،25،2019).
ثانيًا: مهارات التنظيم الذاتي
تنوعت مهارات التنظيم الذاتي لجهة تصنيفها وفقًا لوجهات نظر الكتّاب والباحثين في هذا المجال، وفيما يأتي نذكر هذه المهارات المهمّة:
1- مهارة التقييم الذاتي: تشير إلى قدرة الفرد على التحكم في مدى تقدمه، ودقة عمله، ومدى إتقانه تعلمه، وهذا يتطلب منه المقارنة بين الأهداف المنشودة ومستوى تحقيقها، ويتبعه عملية دعم داخلي لما تعلّمه (حسن،41،2018).
2- مهارة التخطيط وتحديد الأهداف: تشير إلى سعي المتعلّم لوضع أهداف فرعية، وتنظيم الوقت، وإتمام الأنشطة المرتبطة بهذه الأهداف، وإعداد الخطط العملية لتُحققها، والتفكير بمتطلبات العمل الميداني قبل البدء به (الحسينان،4،2010).
3- مهارة إدارة مصادر المعلومات: تشير إلى الجهد الذاتي الذي يبذله المتعلم للبحث عن معلومات إضافية تفيد في فهم المادة(الهيلات،362،2015)
4- مهارة الاحتفاظ بالمدونات والملاحظات: تشير إلى الجهد الذاتي الذي يبذله المتعلّم في تسجيل الأحداث أو النتائج التي تجري داخل الصف والاحتفاظ بها (الردادي، 35،2019)
ثالثًا: علاقة التنظيم الذاتي بالكفايات التّدريسيّة
تبوأت الكفايات التّدريسيّة في السنوات العشر الأخيرة مكانة كبيرة في النظام التربوي الحديث، وذلك نظراً لدورها الفعال في التدريس، ووصف المخرجات المتوقعة من التدريس ومهارات المدرس وخبراته التي تساعده على القيام بواجباته على أكمل وجه(دحلان،496،2012).
تلتقي مهارات التنظيم الذاتي للتعلّم من خلال البحث في أهمية الكفايات التّدريسيّة ودورها في تحديد نواحي القوة والضعف في البرامج الأكاديمية التّدريسيّة التي يتلقاها المدرسون في الجامعات والمعاهد المختصة، والعمل على تلافي جوانب الضعف أو الحدّ منها وتعزيز جوانب القوة في الأداء، وهذا ما يشكل صُلب عملية التقييم التي فسرت بها نظريّة الأسلوب المنظم التنظيم الذاتي للتعلم، ناهيك عن دور الكفايات في تحسين مستوى أداء المدرسين، وإكسابهم اتجاهات إيجابية نحو مهنة التدريس بما يؤدي بهم إلى الارتقاء بأدائهم على الصعيد المهني والعلمي.
الفصل الثالث: الإطار المنهجي للدراسة
أولًا: منهج الدراسة
في هذا الفصل، تُفصل الجوانب العملية للبحث من خلال تحديد الأساليب المناسبة لطبيعة الموضوع ، ووصف عينة من مجتمع الدراسة الأصلي ومستويات جنس أعضاء هيئة التدريس فيها، وسنوات خبرتهم. تدريس الجغرافيا ومؤهلاتها. الإجراءات والأساليب الإحصائية. يتم استخدام أسلوب يعتمد على الوصف والتحليل ويعرف أنّه “المنهج الواقعي في أنه يدرس الظواهر في الواقع ويستخدم الأساليب الكمية والنوعية للتعبير عن الظاهرة وموضوع الدراسة وتوضيحها من أجل تحقيقها “الفهم والتحليل ” ( تدمري، 2015: 105).
ثانيًا: مجتمع الدراسة
تكوّن مجتمع الدراسة من معلمي “مادّة الجغرافيا” ومعلماتها في “مدارس” الرمادي العراقيّة للتعليم المتوسط, للعام الدراسي 2021-2022م، والبالغ عددهم (188) مدرّسًا ومدرسة. وقد كانت نسبة المدرسين قريبة من نسبة المدرسات، وبلغت نسبة المعلمين (52) %، في ما كانت نسبة المعلمات (48)% .
ثالثًا: عيّنة الدراسة
يعدُّ ملحم اختيار عيّنة البحث من إجراءات المنهجية المهمّة، إذ يعيّن الباحث مجتمع دراسته حسب الموضوع أو الظاهرة أو المشكلة المنتقاة. ونظرًا لأنّ المجتمعات عادةً ما تكون كبيرة، فليس لباحث واحد القدرة على البحث في الظاهرة أو الحدث في ذلك المجتمع وحده، بل يتعيّن عليه أن يختار عيّنة من ذلك المجتمع تمثّله بأمانة (ملحم،2017: 179).
انتُقي بأسلوب عشوائيّ، تكونت من (170) مدرّسًا ومدرّسة للجغرافيا في المرحلة المتوسطة، أيّ ما يشكل ما يزيد على (90) % من مجتمع الدّراسة الأساسي، وهذه نسبة تمثيلية عالية وتدل على صدق وواقعية التطبيق بشكل أفضل.
رابعًا: أدوات الدراسة
من أجل تحقيق أهداف البحث ، تم تصميم أداة بحث ، أي مسح استبيان. في البداية، قام الباحث بجمع الإجابات من خلال النظر في دراسات مماثلة لدراسته الحالية، والتي كانت الخطوة الأولى في إعداد الاستبيان مثل دراسة سليماني) 2020) ، ودراسة جابر (2019)، ودراسة الشويخ (2018).
ولكي يأتي ذلك على مستوى منتظم وقيمة علميّة، فإنّه لا بدّ من التدقيق في انتقاء تقنيّات بحثه أو تصميمها بنفسه لتلائم مشكلته، وهدفه، والأسلوب البحثي الّذي اعتمده لتنفيذ البحث، ليستطيع البرهان على فروضه، ومن ثمّ تفسيرها ( الزهيري، 2017: ص169).
بعد أن جُمِعت المعلومات والبيانات صُمِمت صورة أوّلية للاستبانة وكونت من (47) فقرة تصف مستوى الكفايات التّدريسيّة لمدرّسي الجغرافيا وعلاقته بمهارات التنظيم الذّاتي لطلبتهم في مدارس الأنبار المتوسطة.
صدق الاستبانة
يعد صدق الاستبانة من الخصائص اللازمة والمطلوبة في أداة البحث فأداة الدراسة الصادقة هي: الأداة التي بمقدورها قياس ما وضعت من اجلها أو قياس الصفة المراد قياسها (الفاخري، 2018: 74)
للتأكد من تحقيق الصدق في الاستبانة اعتمد الباحث الأسلوبين الآتيين:
ا- الصدق الظاهريّ:
عبر العرض على بعض الاختصاصيين في طرائق التّدريس والمناهج من معلمي الجامعات بمجال طرائق تعليم الجغرافيا والاجتماعيات من أهل الخبرة، لمعر فة “ملاحظاتهم”، و”إجراء التعديلات” على “ضوئها”، فقد تمّ إضافة فقرات جديدة وتعديل عدة فقرات. ليصبح عدد فقرات الاستبانة النهائي (50) فقرة وزعت كما يلي
جدول رقم (1) محاور الاستبانة
ت | المحور | عدد الفقرات |
1 | مستوى الكفايات التّدريسيّة لمدرّسي الجغرافيا | 30 |
2 | مهارات التنظيم الذاتي للمتعلّمين | 20 |
المجموع العام | 50 |
2- الاتّساق الداخلي:
يدل صدق الداخلي على صدق الاتساق بين الفقرات إلى الدرجة الكلية للاستبانة، ولأجل التأكد من الصدق الداخلي يلجا الباحثون إلى تطبيق إحدى معاملات الارتباط للحكم على الاحتفاظ بالفقرة أو الاستغناء عنها ( الزهيري،2017: 227).
بناء على ذلك قام الباحث باحتساب العلاقة الارتباطية باستخدام معادلة “ارتباط بيرسون” بين درجة كل فقرة من فقرات الاستبيان ودرجة الاستبيان الكلية من خلال استجابات العينة “الاستطلاعية” المكونة من (20) معلمًا ومعلمة للجغرافيا “من خارج عينة الدراسة الأساسية”، كما تبين الجداول الآتية:
جدول رقم (2) “صدق الاتساق الداخلي” للكفايات التّدريسيّة للمدرّسين
التسلسل | معامل الارتباط | الدلالة |
أولاً- كفايات التخطيط للدرس | ||
1 | 0،798 | 0،000 |
2 | 0،811 | 0،000 |
3 | 0،704 | 0،000 |
4 | 0،648 | 0،000 |
5 | 0،711 | 0،000 |
6 | 0،605 | 0،000 |
7 | 0،728 | 0،000 |
8 | 0،751 | 0،000 |
9 | 0،683 | 0،000 |
10 | 0،533 | 0،000 |
ثانياً- كفايات التنفيذ للدرس | ||
1 | 0،848 | 0،000 |
2 | 0،693 | 0،000 |
3 | 0،655 | 0،000 |
4 | 0،721 | 0،000 |
5 | 0،629 | 0،000 |
6 | 0،688 | 0،000 |
7 | 0،654 | 0،000 |
8 | 0،718 | 0،000 |
9 | 0،694 | 0،000 |
10 | 0،884 | 0،000 |
ثالثاً- كفايات تقويم الدرس | ||
1 | 0،598 | 0،000 |
2 | 0،677 | 0،000 |
3 | 0،781 | 0،000 |
4 | 0،599 | 0،000 |
5 | 0،615 | 0،000 |
6 | 0،583 | 0،000 |
7 | 0،603 | 0،000 |
8 | 0،578 | 0،000 |
9 | 0،509 | 0،000 |
10 | 0،588 | 0،000 |
جدول رقم (3) صدق الاتساق الداخلي لمهارات التنظيم الذاتي للمتعلّمين
التسلسل | معامل الارتباط | الدلالة |
أولاً- التخطيط ووضع الأهداف | ||
1 | 0،632 | 0،000 |
2 | 0،706 | 0،000 |
3 | 0،621 | 0،000 |
4 | 0،592 | 0،000 |
5 | 0،627 | 0،000 |
6 | 0،776 | 0،000 |
ثانياً- إدارة الوقت بكفاءة | ||
1 | 0،708 | 0،000 |
2 | 0،845 | 0،000 |
3 | 0،611 | 0،000 |
4 | 0،709 | 0،000 |
5 | 0،607 | 0،000 |
6 | 0،704 | 0،000 |
7 | 0،566 | 0،000 |
ثالثاً- التقييم الذاتي | ||
1 | 0،688 | 0،000 |
2 | 0،654 | 0،000 |
3 | 0،531 | 0،000 |
4 | 0،801 | 0،000 |
5 | 0،563 | 0،000 |
6 | 0،609 | 0،000 |
7 | 0،554 | 0،000 |
بيّن الجدولين السابقين أنّ فقرات الاستبيان لديها قيم “مرتفعة”، وهذا يدلنا على صدقها.
“ثبات” الاستبانة: وللتحقّق من” ثبات” الاستبانة اعتمد الباحث طريقتين وهما:
1– “معادلة ألفا كرونباخ”، الأداة طُبّقت على العينة الاستطلاعية المكونة من (20) مدرّسًا ومدرسة لمادة الجغرافيا، وقد بلغت قيمة الثبات (0.80)، والجدول الآتي يبين هذه القيم:
جدول (4): “قيم ثبات” “ألفا كرونباخ”
“المحور” | “عدد الفقرات” | معدّل “الثبات” |
1 | 30 | 0،90 |
2 | 20 | 0،80 |
“المعدّل” “الكلّي” | 50 | 0،85 |
الفصل الرابع: نتائج الدراسة
أولًا: الإجابة عن السؤال الأول
هل توجد علاقة ارتباطية بين مستوى الكفايات التّدريسيّة لمدرّسي الجغرافيا ومهارات التنظيم الذاتي لدى طلبتهم؟
جدول رقم (5): النّتائج المرتبطة بالعلاقة بين الكفايات التّدريسيّة والتنظيم الذاتي
المتغير | المتوسّط | معامل الارتباط | الدلالة |
الكفايات التّدريسيّة | 2.80 | 0،51 |
دالّة إحصائياً |
التنظيم الذاتي | 2.66 | 0،45 |
ثانيًا: الإجابة عن السؤال الثاني
هل توجد فروق دالة إحصائيًّا في مستوى توفر الكفايات التّدريسيّة لمدرّسي الجغرافيا تبعًا لمتغير المؤهل العلمي وسنوات الخبرة؟
للإجابة عن هذا السؤال تمّ استخدام اختبار تحليل التباين الأحادي للفروق بين الإجابات وفق المؤهل العلمي، وسنوات الخبرة والجداول الآتية تبين ذلك:
أ- المؤهل العلمي
جدول رقم (6): نتائج اختبار تحليل التباين الأحادي للفروق وفق المؤهل العلمي
مصدر التباين | مجموع المربعات | درجات الحرية | متوسط المربعات | (ف) المحسوبة | الدلالة |
بين المجموعات | 8561،03 | 2 | 1956،35 |
2،43 |
0.09 |
داخل المجموعات | 152117،24 | 163 | 14،91 | ||
المجموع الكلّي | 160678.27 | 165 |
الدّراسة الميدانيّة للباحث للعام )2021 -2022)
إتضح من الجدول السابق أنّه لا يوجد فروق ذات دلالة إحصائيّة بين إجابات المدرسين حول مستوى توفر الكفايات التّدريسيّة لديهم تعزى لمتغير المؤهل العلمي وقد بلغت قيمة (ف) (2.43).
ب- سنوات الخبرة
جدول رقم (7) نتائج اختبار تحليل التباين الأحادي للفروق وفق سنوات الخبرة
مصدر التباين | مجموع المربعات | درجات الحرية | متوسط المربعات | (ف) المحسوبة | الدلالة |
بين المجموعات | 7543،82 | 2 | 1604،31 |
2،49 |
0.07 |
داخل المجموعات | 151675،22 | 163 | 13،69 | ||
المجموع الكلّي | 159219.04 | 165 |
الدّراسة الميدانيّة للباحث للعام )2021 -2022)
من الجدول السابق يتضح أنّه لا يوجد فروق ذات دلالة إحصائيّة في إجابات المدرسين حول مستوى توفر الكفايات التّدريسيّة لديهم تعزى لمتغير سنوات الخبرة عند مستوى الدلالة) 0.05) وقد بلغت قيمة (ف) (2.49).
ثالثًا – تفسير النتائج
- مناقشة نتائج السؤال الأول :
بينت نتائج الجدول رقم (5) وجود علاقة ارتباطية طردية بين مستوى الكفايات التّدريسيّة لمدرّسي الجغرافيا ومهارات التنظيم الذاتي لدى طلبتهم، حيث تبين أنّ الدرجة نفسها للكفايات والمهارات، إذ إنّه كلما كان مستوى الكفايات التّدريسيّة لمدرّسي الجغرافيا مرتفعًا كلما كانت مهارات التنظيم الذاتي لدى متعلميهم مرتفعة، وكلما كان مستوى الكفايات لدى المدرسين متدنيًّا كلما كان مستوى مهارات التنظيم الذاتي لدى طلبتهم منخفض، وانعكس تأثيره بشكل سلبي على أداءهم، إذ إنّ قدرة المدرس على وكفايته في التحضير الجيد للدروس وتخطيطها بشكل صحيح وفق منهجية علمية، وكفايته في عرض أنشطة الدرس بالأساليب والطرائق المناسبة لطبيعة الموضوع المدروس، واستخدام أدوات تقويم متنوعة وملائمة لكل نص أو موضوع، وكفايته في تلخيص المدرّس للدرس، وهذا الأداء للمدرس ينعكس بدوره بصورة إيجابية على مهارات التنظيم الذاتي للمتعلمين في مجال مدى تحقق مهارات التخطيط ووضع الأهداف، ومهارات إدارة الوقت بكفاءة، مع وجود اختلاف من ناحية مستوى التقييم الذاتي الذي أتى مستواه منخفضاً على عكس المهارات الأخرى التي جاءت ضمن المستويات المتوسطة.
مما سبق من تحقق الفرضية الثالثة التي تنص على:
توجد علاقة ارتباطية دالّة إحصائياً بين درجات المدرسين على متغيّر الكفايات التّدريسيّة لمدرّسي الجغرافيا ودرجاتهم على متغيّر مهارات التنظيم الذاتي لدى طلبتهم.
2- مناقشة نتائج السؤال الثاني :
تبين نتائج الجدولين (6)، (7) أنه لا توجد فروق دالة إحصائيًا في مستوى توفر الكفايات التّدريسيّة لمدرّسي الجغرافيا تبعاً لمتغير المؤهل العلمي وسنوات الخبرة، ويفسّر الباحث ذلك بأنّ مدرسي الجغرافيا الذين لديهم شهادة إجازة جامعية أو دبلوم أو ماجستير أو دكتوراه لديهم وجهات نظر متقاربة حول الكفايات التّدريسيّة الواجب توافرها عند المدرس، وذلك لأنّهم يدرسون في مرحلة التعليم الجامعي الأولى كافة مراحل تخطيط الدروس ووضع الأهداف وآليات تنفيذ الدرس، والطرائق المستخدمة في ذلك، إضافة إلى قدرتهم على استخدام أدوات التقويم المناسبة لكل نشاط، وإن كانت توجد فروقات في مراحل الدراسات العليا تكون بسيطة تتعلق ببعض الأمور التطويرية، إلّا أنّ مستوى الكفايات والمهارات يبقى في جوهره كما في المرحلة الجامعية، لذلك من المنطقي ألا يكون تأثير لمتغير المؤهل العلمي، أما من حيث سنوات الخبرة يفسّر الباحث ذلك بأنّ مدرسي الجغرافيا يكتسبون خبرتهم بشكل اعتيادي خلال سنوات تدريسهم، وتكون أشبه بالروتين بحكم دليل المعلم والتلميذ الذي يلتزم به كل مدرس بالنشاط الوارد فيه على تنفيذه بالوقت المحدد، لذلك قلّما توجد تأثيرات لهذا المتغير حول موضوع الكفايات ومدى تحققها.
خلاصة عامة للنتائج
1 – مستوى توافر الكفايات التّدريسيّة المتوافرة لدى مدرّسي الجغرافيا كان متوسطًا.
2- مستوى توافر مهارات التنظيم الذاتي لدى المتعلمين متوسطة.
3- وجود علاقة ارتباطية دالّة إحصائيًّا بين درجات المدرسين على متغيّر الكفايات التّدريسيّة لمدرّسي الجغرافيا ودرجاتهم على متغيّر مهارات التنظيم الذاتي لدى طلبتهم.
مقترحات الدّراسة
- على ضوء النتائج اقترح الباحث ما يأتي:
- إجراء دراسات تتناول على مستوى الكفايات التّدريسيّة لمدرّسي الجغرافيا وعلاقته بمهارات التنظيم الذّاتي لطلبتهم في مراحل دراسية مختلفة.
- تطوير الكفايات التّدريسيّة لدى مدرسي الجغرافيا على ضوء معايير الجودة الشاملة.
- تقويم مناهج الجغرافيا على ضوء مبدأ الكفايات والمهارات الواجب اكتسابها لدى المتعلم.
توصيات الدّراسة
- استكمالًا لمقترحات الدراسة، يوصي الباحث بما يأتي:
- ضرورة تدريب المدرسين بشكل مستمر على وسائل تنمية كفايتهم على ضوء النظريات الحديثة.
- تشجيع المدرسين على اتباع الدورات التخصصية في مجال تنمية المهارات التّدريسيّة والمتعلقة بالتعلّم والتنظيم الذاتي.
- العمل على عقد ورش عمل التطبيقية بوجود خبراء في مجال التنمية البشرية وتطوير المهارات.
المصادر والمراجع
- الأحمد، خالد. (2005) . تكوين المعلمين من الاعداد الى التدريب العين، دار الكتاب الجامعي.
- البنا، مكة. (2013): استراتيجية مقترحة في ضوء التعلم المنظم ذاتياً لتنمية مهارات التنظيم الذاتي والتحصيل في الرياضيات لدى تلاميذ الصف الثالث الإعدادي، مجلة تربويات الرياضيات، كلية التربية، جامعة بنها، مصر.
- حسن، سيد.(2018).أثر تفاعل نمط التفكير و الجنس و التخصص الدراسي على استراتيجيات التنظيم الدافعي لدى طلاب الجامعة، مجلة كلية التربية، جامعة بنها، المجلد29، العدد116.
- الحسينان، إبراهيم.(2010).استراتيجيات التعلم المنظم ذاتياً في ضوء نموذج بينترش و علاقتها بالتحصيل و التخصص و المستوى الدراسي و الأسلوب المفضل للتعلم. رسالة دكتوراه، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
- دحلان، عمر.(2012).تقدير كفايات المعلم المساند من وجهة نظر مديري المدارس والمشرفين التربويين في محافظة خان يونس، مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية و النفسي.
- الردادي، فهد.(2019). التعلم المنظم ذاتياً والتحصيل الدراسي، المدينة المنورة، الناسخ العلمي للطباعة والتصوير.
7. سامى ملحم ، مياز الصباغ (1991) برنامج مقترح لتدريب معلمات المواد الاجتماعية العاملات فى المرحلة الثانوية بالمملكة العربية السعودية ، مجله جامعة الملك سعود ، العلوم التربوية مجلد (3).
- سليماني، فاطمة الزهراء. (2020). الكفايات التّدريسيّة في التعليم الابتدائي، بحث منشور في مجلة الباحث، المجلد (12)، العدد (3)، ص242-268.
9. الزهيري، حيدر عبد الكريم (2017)، مناهج البحث التربوي، عمان، مركز ديبونو لتعليم التفكير للنشر.
10. الشويخ، سعاد. (2018): برنامج قائم على التعلم المنظم ذاتيا في تنمية مهارات التنظيم الذاتي والدافعية للإنجاز والتفكير الإبداعي في الرياضيات لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية. بحث منشور في مجلة البحث العلمي في التربية، جامعة عين شمس، العدد 19، ص79- 122.
- عبد المحسن، علي صلاح. (2021). نموذج بنائي للعلاقة بين التحصيل الدراسي وكلا من التنظيم الذاتي والسلوك الفوضوي لطلبة الكلية، مجلة كلية التربية بجامعة أسيوط، المجلد (4)، العدد (3). ص2-32.
- العجمي، محمد. (2007): التطوّر الأكاديمي والإعداد للمهنة الأَكاديمية بين تحديات العولمة ومتطلبات التدويل. القاهرة: المكتبة العصرية للنشر والتوزيع.
- أبو حطب، فؤاد وصادق ، أمال(1996) علم النفس التربوي ، القاهرة ، مكتبة الانجلو المصرية
- علي، عواطف. (2011) الكفايات التّدريسيّة اللازمة لمعلم المستقبل. مجلة كلية التربية آفاق تربوية. العدد(2)
- منتوب، محمد كاظم، والموسوي، هبة حسن عباس. (2018): أثر استراتيجية الارتباط والتسلسل في تحصيل مادة الجغرافية لدى طالبات الصف الثاني المتوسط وتنمية الميل لديهم، مجلة كلية التربية الاساسية للعلوم التربوية والانسانية جامعة بابل، العدد 38 نيسان، ص1448- 1469.
- الهيلات، مصطفى.(2015). استراتيجيات التعلم المنظم ذاتياً دراسة مقارنة بين عينة من الطلبة الموهوبين و الطلبة غير الموهوبين، المؤتمر الدولي الثاني للموهوبين و المتفوقين-تحت شعار نحو استراتيجية وطنية لرعاية المبتكرين، جامعة الإمارات المتحدة.
المصادر الأجنبية
1- Hashem ,Ebtsam Saad.(2022). Self-Regulation and its Relationship to Social Intelligence among College of Education Female Students at Prince Sattam University, European Journal of Educational Research ,Volume 10, Issue 2, 865 – 878.
[1] – طالب ماجستير في جامعة الجنان- كلّية التربية –قسم الجغرافيا aljanabiahmed167@gmail.com
MA student at Jinan University – Faculty of Education – Department of Geography
[2]– أستاذ مساعد في جامعة الجنان والجامعة الإسلامية- كلية التربية – mailto:Chadia.ballout@live.com
Assistant prof at Islamic University -Department of Curricula and Teaching Methods