مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة من وجهة نظر طلاب المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة في الجامعة اللبنانيّة
مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة من وجهة نظر طلاب المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة في الجامعة اللبنانيّة
The contribution of artificial intelligence applications to the improvement of writing humanitarian research from the point of view of students of the Higher Institute of doctorate in arts and humanities and social sciences at the Lebanese University
مُحي الدّين عبد الرّحيم عيد([1]) Mouhyi Din abdrahim Eid
تاريخ الإرسال:6-4-2024 تاريخ القبول:20-4-2024
مُلخّص الدّراسة
هدفت الدّراسة إلى التّعرّف إلى اتّجاهات طلّاب الدّراسات العليا نحو مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة لدى طلّاب المعهد العالي للدّكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة في الجامعة اللّبنانيّة، في مجالَي كتابة المحتوى الآلي وتحقيق الاعتبارات الأخلاقيّة.
اعتُمِدَ المنهج الوصفي التّحليلي، تكوّنت العَيّنة من طلّاب الدّراسات العليا، تخصُّص التّربية، العلوم الاجتماعيّة، علم النّفس، والإعلام في المعهد العالي للدّكتوراه في الجامعة اللبنانية، وقد بلغ عددهم (130)، بنسبة (66.6%) من أفراد مجتمع الدّراسة الأصلي، واعتمدت الاستبانة كأداة لجمع بيانات الدّراسة، وتكوّنت من (28) فقرة موزّعة على محورين (تجويد كتابة المحتوى الآلي – تحقيق الاعتبارات الأخلاقيّة)، استخدم برنامج (SPSS) لمعالجة بيانات الدّراسة، وتوصّلت الدّراسة للنّتائج الآتية:
- إنّ طلّاب المعهد العالي للدّكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة في لبنان لديهم اتّجاهات إيجابيّة نحو مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة في مجالَي كتابة المحتوى الآلي وتحقيق الاعتبارات الأخلاقيّة.
- لا توجدُ فروقٌ ذات دلالة إحصائيّة بين إجابات طلّاب المعهد العالي للدّكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة في لبنان حول اتّجاهاتهم نحو مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة تُعزى لمتغيّر الجنس، فيما لوحِظَ وجود فروق في إجاباتهم حول اتّجاهاتهم نحو مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة تُعزى لمُتغيّر الدَّورات التّدريبيّة وهي لصالح الطّلّاب الذين شاركوا بأكثر من (4) دورات، وكما لوحِظَ وجود فروق في إجاباتهم تُعزى لمتغيّر التّخصُّص وهي لصالح طلّاب الإعلام.
أوصت الدّراسة بإعداد دوراتٍ تدريبيّة لتطوير مهارات طلّاب الدّراسات العليا في العلوم الإنسانيّة على استخدام تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في الكتابة الأكاديميّة والبحثيّة.
الكلمات المفتاحيّة: طلّاب الدّراسات العليا – تطبيقات الذّكاء الاصطناعي – البحوث الإنسانيّة.
Abstract
The study aimed to identify the attitudes of graduate students towards the contribution of artificial intelligence applications to improving the writing of humanities research among students of the Higher Institute for Doctorate in Arts, Humanities and Social Sciences at the Lebanese University, in the fields of writing automated content and achieving ethical considerations.
The descriptive analytical approach was adopted. The sample consisted of postgraduate students, specializing in education, social sciences, psychology, and media at the Higher Institute for Doctorates at the Lebanese University. Their number reached (130), representing (66.6%) of the members of the original study population, and the questionnaire was adopted. As a tool for collecting data for the study, it consisted of (28) items distributed over two axes (improving automated content writing – achieving ethical considerations). The SPSS program was used to process the study’s data, and the study reached the following results:
Students of the Higher Doctoral Institute of Arts, Humanities and Social Sciences in Lebanon have positive attitudes towards the contribution of artificial intelligence applications to improving the writing of human research in the fields of writing automated content and achieving ethical considerations.
There are no statistically significant differences between the answers of the students of the Higher Institute for Doctorate in Arts, Humanities and Social Sciences in Lebanon about their attitudes towards the contribution of artificial intelligence applications to improving the writing of human research due to the gender variable, while it was noted that there are statistical differences in their answers about their attitudes towards the contribution of artificial intelligence applications in improving the writing of humanities research. Improving the writing of humanities research is due to the training courses variable and is in favor of students who participated in more than (4) courses. However, it was noted that there are statistical differences in their answers due to the specialization variable and is in favor of media students.
The study recommended preparing training courses to develop the skills of graduate students in the humanities on using artificial intelligence applications in academic and research writing.
Keywords: graduate students – applications of artificial intelligence – human research.
المقدّمة
يشهدُ القرنُ الحادي والعشرين تقدُّمًا في مختلف مجالات المعرفة، وأصبح يتّجه نحو عالمٍ رقميٍّ جديد، يشكّلُ الذّكاءُ الإصطناعي أبرز ركائزه الأساسيّة، ويقوم على فكرة تصميم نماذج حاسوبيّة قادرة على التّفكير بالأسلوب الذي يعمل به الدّماغ البشري، ولديه القدرة على الاستجابة السّريعة للمواقف والظّروف الجديدة، واتّخاذ القرار المناسب، وبالتّالي الاستفادة من التّكنولوجيا أصبحت حاجةً ضروريّةً لمواكبة التّطوُّرات في مجال الانفجار المعرفي والتّقدُّم التّكنولوجي من أجلِ إنشاء مستقبلٍ أفضل للأجيال القادمة.
يُعَدّ الذّكاء الاصطناعي Artificial Intelligence من أهمّ تطوّرات العصر التّكنولوجي في الآونة الأخيرة، وأصبح مفهومًا مُستخدَمًا على نطاقٍ أوسع، حيث إنّه من الموضوعات التي تحظى بأكبر قدرٍ من التّغطية في مختلف مجالات الحياة، فهو أحد العلوم التي يمكن أن تقوم بأداء بعض المهام بدلًا من الإنسان وخاصّةً التي تتطلّب فهمَ الأمور المرئيّة واكتساب المعلومات، وجمعها وتفسيرها وتحليلها وخلق علاقاتٍ فيما بينها ( عبدالفتاح، 2018: 22).
وقد أصبحَ الذّكاء الاصطناعي مدخلاً تربويًّا، حيث أكّد موقع إم آي تي تكنولوجي (2021) على أنّه ساهم في تطوير المسار الجامعي، من خلال العمل بطريقةٍ تشبه المدرّس الخاصّ، إذْ يمكن أن يعتمدَ عليه الكثير من الباحثين في تطوير البحث العلمي لأنّه استقطب اهتمامَ التّربويّين في مختلف المجالات نظرًا للتّطوّرات المستمرّة التي حقَّقتْ آثارًا مهمّة على مستقبل البشريّة في كافّة الأصعدة، والبحث العلمي أساس تطوّر الإنسان والتّجارب القائمة على الموضوعات العلميّة ساهمت في تحسينِ الحياة.
إنّ الذّكاء الاصطناعي من خلال تقنيّاته المختلفة، يمكن أن يوفّر تطبيقاتٍ تُسهم في كتابة البحوث العلميّة، ممّا يساعد الباحث في إنجاز بحثه انطلاقًا من الفكرة إلى تحليل وتفسير النّتائج واكتشاف أخطاء اللّغة ومساعدة المستخدمين على تصحيحها وصياغتها بضوابط أخلاقيّة وتقديم التّوصيات بشكل دقيق وأقلّ وقت ممكن ( حمدان وآخرون، 2022: 315).
وعلى الرّغم من أهمّيّة استخدام تطبيقات الذّكاء الاصطناعي المتطوّرة وفوائدها في المجال البحثي لدى الباحث في العلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة بشكلٍ خاصّ، إلّا أنّه من الواجب عليه عدم المَساس بحقوقِ الملكيّة الفكريّة للآخرين، والوصول إلى قدر مُعيّن من التّحكّم فيها، بما يخدم أغراض بحثه، فإنّ تأثيرها لا يتحقّق بتوافر أجهزة حواسيب متّصلة بإنترنت على السّرعة فحسب، بل بإلمام طلّاب الدّراسات العليا بالمُستحدَثات التّكنولوجيّة، وتوظيفها بفاعليّة في كتابة المحتوى الآلي وامتلاكهم مهاراتٍ عالية تتماشى مع التّقدّم التّكنولوجي، والتّأكّد من استخدامها بطرق أخلاقيّة مُنصِفة، وتجنّبهم الوقوع في مخالفة الأمانة العلميّة بصورها المتعدّدة، حيث إنّ هناك اعتباراتٍ أخلاقيّة تتعلّق بالنّظرة الشُّموليّة، بالتّنظيم والتّخطيط والتّوثيق إلى غير ذلك من المبادئ التي ينبغي الالتزام بها. ومن هنا يأتي الدّور المحوري للاستعانة بتطبيقات الذّكاء الاصطناعي في مختلف المجالات خصوصًا في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة والاجتماعيّة.
إشكاليّة الدّراسة: بعد مواجهة فايروس كورونا الذي اجتاح كثيرًا من الدّول مؤخّرًا، ازدادت الحاجة إلى الاستفادة من برامج الذّكاء الاصطناعي خاصّةً في البحث العلمي، خصوصًا بعدما أصبحت الأساليب التّقليديّة لا تتناسب مع ظهور التّقنيّات الذّكيّة في المؤسَّسات الجامعيّة، كما أنّه لم يعُدْ من المقبول أن تتأخّر على اختلاف مستوياتها عن مواكبة التّطوّر العالمي، لذا من المهمّ إعداد طلّاب الدّراسات العليا في مرحلتي الماجيستير والدّكتوراه لتنمية اتّجاههم نحو استخدام تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في كتابة البحوث الإنسانيّة وذلك من خلال الدَّورات التّدريبيّة من منطلق أنّهم يقدّمون إنتاجًا ذا قوّة تأثيريّة مجتمعيّة ( قبقب وعلي والمخلافي و حمود، 2022: 155).
وبناءً على هذا الواقع يرى كثيرٌ من العلماء أنّه يمكن الاستفادةُ من استخدامِها في بناء أفكار وتساؤلات بحثيّة وبناء فرضيّات جديدة، كما تسهم في الكتابة والتّحرير والتّرجمة، وتساعد الباحث في إنشاء جداول بما يتناسب مع بياناته وتحليلها بدقّة بالإضافة إلى تقديم تفسيرات إحصائيّة ونظريّة، ولكن يجب أثناء استخدامها عدم الإخلال بالضّوابط الأخلاقيّة، ملتزمين بقواعد النَّزاهة العلميّة، كما هي مُحدّدة من طرف الهيئات المعنيّة على المستوى الدّولي والمحلّي، حيث أشارت العديد من الدّراسات منها دراسة خلف (2015) أنّ مستوى الوعي بأخلاقيّات البحث العلمي لم يصل بعد إلى مداه المطلوب.
وبناءً على تأكيد العديد من البحوث على ما توفّرُهُ تطبيقات الذّكاء الاصطناعي من مزايا في جميع المجالات خصوصًا في تجويد كتابة البحث العلمي كدراسة الصياد ويحي (2023) وتماشيًا مع التّوصيات التي أشارت إلى ضرورة تدريب الطلاب لاستخدامها كدراسة الدوسري (2020) والبحث عن جديد هذه التّقنيّات إلى أنّه لا توجد دراسة في حدود اطّلاع الباحث تناولت موضوع الدّراسة الحاليّة، من هذه المُنطلقات، ومن خلال تجربة الباحث الشّخصيّة في استخدام تطبيقات الذّكاء الاصطناعي وكيفيّة الاستفادة منها في جميع مراحل البحث العلمي، كان الإصرار لإثارة كثير من التّساؤلات حول درجة مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة من وجهة نظر طلّاب المعهد العالي للدّكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة في لبنان، ومن هنا تتحدّد مشكلة البحث في السّؤال الرّئيسي الآتي:
ما درجة مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة من وجهة نظر طلّاب المعهد العالي للدّكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة في لبنان؟
تساؤلات الدّراسة
- ما درجة مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة المحتوى الآلي للبحوث الإنسانيّة من وجهة نظر طلّاب المعهد العالي للدّكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة في لبنان ؟
- ما درجة مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تحقيق الاعتبارات الأخلاقيّة في كتابة البحوث الإنسانيّة من وجهة نظر طلّاب المعهد العالي للدّكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة في لبنان؟
- هل توجدُ فروق ذات دلالة إحصائيّة عند مستوى الدّلالة (0.05) بين متوسّطات تقديرات طلّاب المعهد العالي للدّكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة في لبنان حول اتّجاهاتهم نحو مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة تُعْزى لمتغيّرات (الجنس – الدّورات التّدريبيّة – التّخصّص)؟
أهداف الدّراسة: تهدفُ الدّراسة إلى تحقيقِ النّقاط الآتية:
- التّعرّف على درجة مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة في مجال كتابة المحتوى الآلي الخاصّ بها، وفي مجال تحقيق الاعتبارات الأخلاقيّة في كتابتِها.
- التّحقُّق من وجود تأثير لمتغيّرات (الجنس – الدَّورات التّدريبيّة – التّخصُّص) على آراء طلّاب المعهد العالي للدّكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة في لبنان حول اتّجاهاتهم نحو مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة.
أهمّيّةُ الدّراسة: تظهرُ أهمّيّةُ الدّراسة في النّقاط الآتية:
الأهمّيّة النّظريّة: تكتسبُ الدّراسة أهمّيّتها من أهمّيّة موضوعها المتعلّق بدرجة مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة، حيث إنّ هذه التّطبيقات تمتلك أدوات متعدّدة في البحث والفرز والتّصنيف والتّحليل والتّقييم والتّواصل والتّعاون وغيرها، وكلّ ذلك يمنح فرصةً للباحثين لحلّ المشكلات البحثيّة وتسريع كتابتها بكلّ دقّة ورَصانة وأمانة علميّة وضوابط أخلاقيّة.
الأهمّيّة التّطبيقيّة
- قد تُفيدُ الباحثين وطلّاب الدّراسات العليا في التّعرّف على مساهمات تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في كتابة البحوث الإنسانيّة، الأمر الذي يشجّعهم على الالتحاق بدَورات تدريبيّة تُنمّي مهاراتهم في هذا المجال.
- قد تُفيد المشرفين على البحوث العلميّة من خلال الاطّلاع على التّطبيقات القائمة على الذّكاء الاصطناعي، لتوجيه طلّابهم نحو استخدامها.
- قد تساعد واضعي المناهج في كلّيّات العلوم الإنسانيّة، في تضمين مُقرَّر خاصّ بتدريس تطبيقات الذّكاء الاصطناعي وطرق الاستفادة منها في البحث العلمي.
- قد تُسهم في فتح مجال جديد للباحثين التّربويّين، في الخوض في دراسات حول مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في مجالات العلوم التّطبيقيّة وفي إنشاء محتوى تعليمي وغيرها.
حدود الدّراسة
- الحدود الموضوعيّة: اقتصرت الدّراسة الحاليّة على التَّقصّي عن اتّجاهات طلّاب المعهد العالي للدّكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة في لبنان نحو مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة في سياقَيْن من حيث كتابة المحتوى الآلي الخاصّ بها، وفي مجال تحقيق الاعتبارات الأخلاقيّة في كتابتها.
- الحدود المكانيّة: طُبّقت الدّراسة الميدانيّة في المعهد العالي للدّكتوراه في الجامعة اللّبنانيّة.
- الحدود البشريّة: أُجريت الدّراسة الميدانيّة على عَيّنة من طلّاب المعهد العالي للدّكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة في لبنان، في التّخصّصات التّالية: التّربية – العلوم الاجتماعيّة – علم النّفس – الإعلام.
- الحدود الزّمانيّة: أُجريت الدّراسة الميدانيّة خلال الفصل الأوّل من العام الجامعي 2023 – 2024.
مصطلحات الدّراسة
الذّكاء الاصطناعي: يُعرّف أنّه علمٌ يسعى لتطوير نُظُم حاسوبيّة تعمل بدرجة عالية من الكفاءة تشبه كفاءة الإنسان وخبرته، حيث تتميّز التّقنيّات القائمة على هذا الذّكاء بالتّقليد ومُحاكاة العمليّات الحركيّة والذّهنيّة للإنسان (قماطي، 2018: 14).
يُعرَّف أيضًا أنّه مجموعةٌ من النُّظُم تظهر سلوكًا ذكيًّا يتمّ من خلال تحليل بيئةٍ معيّنة واتّخاذ إجراءات بدرجة من الاستقلاليّة بُغية تحقيق أهدافٍ محدّدة، ويشمل هذا النّوع من الذّكاء البرمجيّات المُعتمَدة على الكمبيوتر والروبوتات الذكيّة، ويُستخدَمُ بشكل أساسي لبناء أنظمة وأدوات تعمل تلقائيًّا أو بصورة شبه تلقائيّة European Parliamentary Research Service (EPRS), 2022: 2))
ويعرّفه الباحث إجرائيًّا أنّه نظامٌ يعمل باستقلاليّة مُعيّنة لأداء مهامّ ووظائف بدلًا عن طلّاب الدّراسات العليا في المعهد العالي للدّكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة في لبنان، إذ يمكّنُهُم من تجويد عملِهِم البحثي وتطويره.
تطبيقات الذّكاء الاصطناعي: تُعرَّف أنّها برامج وواسائل تقنيّة ذكيّة تقوم على خوارزميّات متقدّمة من الذّكاء الاصطناعي، تُسهِم في مساعدة المستخدمين لها على حلّ مشاكل واقع الحقيقي، تتمتّع هذه التّطبيقات بأنّها متخصّصة وموجَّهة نحو وظائف معيّنة (Ostherr, 2022: 3).
يعرّفها الباحث إجرائيًّا أنّها التّطبيقات القائمة على الذّكاء الاصطناعي التي تُسهم في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة لدى طلّاب المعهد العالي للدّكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة في لبنان في كتابة المحتوى الآلي الخاصّ بها، وفي مجال تجويد معايير تقييمها وعمليّة الاتّصال والتّعاون وفي مجال تحقيق الاعتبارات الأخلاقيّة في كتابتها.
البحوث الإنسانيّة: هي مجالاتٌ بحثيّة واسعة تهدف إلى دراسة السّلوك البشري، وفهم وتفسير وتحليل الظَّواهر الإنسانيّة من النَّواحي الثّقافيّة والاجتماعيّة والتّاريخيّة وغيرها، وتتضمّن عدّة علوم كعلم النّفس، والعلوم التّربويّة، وعلم الاجتماع، والإعلام والتّاريخ والجغرافيا، وكلّ ذلك من خلال اتّباع منهجيّات بحثيّة سواء أكانت كمّيّة أو نوعيّة أو مختلطة (زعابطة، 2023: 147).
يعرّفها الباحث إجرائيًّا أنّها البحوث والدّراسات التي يقوم بها طلّاب المعهد العالي للدّكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانيّة والاجتماعية في لبنان مُحدّدًا مجموعة من التّخصصات: التّربية – العلوم الاجتماعيّة – التّاريخ – علم النّفس – الإعلام.
تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة: يُعرّفها الباحث إجرائيًّا أنّها عمليّة قائمة على توظيف تطبيقات الذّكاء الاصطناعي بهدف تحسين كتابة البحوث الإنسانيّة من ناحية رصانتها ودقّة بياناتها وتمتّعها بالأمانة العلميّة.
الدّراسات السّابقة والتّعقيب عليها
أ. الدّراسات العربيّة
- دراسة الصياد ويحي (2023) بعنوان: ” دور الذّكاء الاصطناعي في تطوير مهارات البحث العلمي لدى طالبات كلّيّة التّربية”.
كان تسليطُ الضّوء على واقع استخدام الذّكاء الاصطناعي والتّحدّيات التي تواجهه، وكشف طرق تطوير البحث العلمي، وقد كان استطلاع رأي الطلّاب الذين بلغ عددُهُم ( 100) طالبًا وطالبة في كلّيّة التّربية بجامعة الملك سعود، واعتمدت الدّراسة المنهج الوصفي إلى جانب تصميم استبانة لجمع المعلومات، ومن النّتائج المهمّة التي توصُّل إليها: ضعف الثّقة في استخدام أدوات الذّكاء الاصطناعي في مراحل البحث، ونُدرة استخدامها في التّرجمة الفوريّة وجمع البيانات، وكشف السّرقات العلميّة، وقد أوْصت الدّراسة بضرورة التّوسّع في استخدام برامج الذّكاء الاصطناعي لتطوير البحث العلمي، وتدريب الطّلّاب على استخدامها داخل الجامعة.
- دراسة الصبحي، صباح (2020) بعنوان: ” واقع استخدام أعضاء هيئة التّدريس بجامعة نجران لتطبيقات الذّكاء الاصطناعي في التّعليم”.
كان هدفها التّعرّف إلى مدى توظيف أدوات الذّكاء الاصطناعي في العمليّة التّعليميّة والتّحدّيات المهمّة التي تواجه أعضاء هيئة التّدريس بجامعة نجران في تطبيقها، لتحقيق هذا الغرض اعتُمِد على المنهج الوصفي التّحليلي، وتمثّلت أداة البحث باستبانة طُبّقت على عَيّنة مكوّنة من (200) فردًا، وتوصّلت النّتائج إلى أنّ: استخدام المبحوثين لتلك التّطبيقات في التّعليم جاءت بنسبة منخفضة جدًّا، كذلك عدم وجود أثر في التّحدّيات التي تواجه استخدامهم لأدوات الذّكاء الاصطناعي، ومن أبرز التّوصيات التي قدّمتْها الدّراسة ضرورة تحفيز الأفراد على استخدام الوسائل التّكنولوجيّة الحديثة في المجالات جميعها.
- دراسة خلف، أحمد .(2015). بعنوان: “مستوى الوعي بأخلاقيّات البحث التربوي لدى طالبات الدّراسات العليا”.
كان هدفُها تبيان وعي طلّاب الدّراسات العليا بأخلاقيّات كتابة البحوث العلميّة في جامعة باحة، شملت عيّنة الدّراسة (50) من أعضاء هيئة التّدريس، استُخدِم المنهج الوصفي التّحليلي، وقد صمّم الباحث استبانةً لجمع البيانات، وبيّنت النّتائج أنّ: مستوى الوعي لديهم منخفض، إلى جانب عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائيّة بين استجابات المبحوثين حول مستوى الوعي بأخلاقيّات البحث تعود لاختلاف الخبرة والمستوى العلمي، ومن التَّوصيات المهمّة التي وضعت تدريب طلبة الدّراسات العليا لزيادة الوعي لديهم بالاعتبارات الأخلاقية في كتابة البحوث العلمية.
ب. الدّراسات الأجنبية
- دراسة وانق ويو وهو ولي (2020) بعنوان: ” رغبة أعضاء هيئة التّدريس بجامعات مقاطعة آنهوي بجمهوريّة الصّين الشّعبيّة في استخدام تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في التّعليم “.
هدفتْ إلى كشف اتّجاه أعضاء هيئة التّدريس في استخدام تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في التّعليم، ولتحقيق هذا الهدف استخدمت الدّراسة استبانة طُبّقت على عيّنة بلغ عددها ( 200) فردًا، وأظهرت النّتائج أنّ الخبرة قد تسهم في رغبة المبحوثين على استخدام الذّكاء الاصطناعي.
- دراسة الدوسري (2020) بعنوان: ” الآثار المحتملة للذّكاء الاصطناعي على كتابة البحوث العلميّة”.
هدفت هذه الدّراسة إلى كشف أثر توظيف الذّكاء الاجتماعي في إنجاز البحث العلمي، وقد استُخدِم المنهج الوصفي على عَيّنة بلغ عددها (30) طالبًا، وبيّنت النّتائج أنّ مستوى الوعي بآليّات تطبيقه جاءت بنسبة منخفضة، وأنّ هناك حاجة لمزيد من الدَّورات حول إمكانيّات تطبيقه بشكلٍ فعّال.
ج. التّعقيب على الدّراسات السّابقة
- أوْجُه الشَّبَه
في الأهداف: اختلفت هذه الدّراسة مع الدّراسات المذكورة بتناولها متغيّرات أخرى في ما يتعلّق بالذّكاء الاصطناعي والبحث العلمي.
في العَيّنة: اتّخذت هذه الدّراسة وبعض الدّراسات السّابقة الطّلّاب كأفراد عيّنة للبحث، ما عدا دراسة الصّبحي (2020)، خلف (2015)، وانق و يو و هو ولي (2020) استطلعت رأي أعضاء هيئة التّدريس، أمّا دراسة شن (2020) فكانت عيّنتها المدرّسين.
في الأداة: توافقت هذه الدّراسة مع الدّراسات السّابقة كافّة بالاعتماد على الاستبانة.
في المنهج: اتّفقت هذه الدّراسة مع الدّراسات السّابقة جميعها في استخدام المنهج الوصفي.
- أوْجُه التّمايُز: تتميّزُ هذه الدّراسة أنّها تناولَت اتّجاهات طلّاب الدّراسات العليا نحو مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة في مجالَي كتابة البحوث، والاعتبارات الأخلاقيّة في كتابتها عبر هذه التّطبيقات، فمُعظم الدّراسات السّابقة أشارت إلى هذه التّطبيقات إمّا من خلال توظيفها في العمليّة التّعليميّة أو تطوير البحث العلمي، والبعض منهم كشف عن أخلاقيّات البحث العلمي.
الإطار النّظري للدّراسة:
أوّلًا: الذّكاء الاصطناعي والكتابة البحثيّة
أ. مفهوم الذّكاء الاصطناعي :هو أحد الأجهزة التي يمكن بواسطتها تصميم برامج حاسوبيّة حتّى تصبح قادرة على مُحاكاة العقل الإنساني، ويشمل هذا النّوع من الذّكاء البرامج المُعتمِدة على الكمبيوتر التي تملك القدرةَ على معالجة مسألةٍ ما، أو اتّخاذ قرارات مرنة بأسلوب منطقي وبنفس طريقة تفكير الإنسان، إذ إنّها تقدّم خدمات متنوّعة لمستخدميها كالقدرة على التّعلّم من التّجارب السّابقة أو التّفكير وما إلى ذلك، وقد تُسهم في تحقيق أهداف ومهمّات محدّدة (. Stefan, 2020 : 151)، ويشير الشرقاوي (2017) إلى أنّ الذّكاء الاصطناعي قادرٌ على أداء معظم الوظائف المعرفيّة التي قد يمتلكُها الإنسان في العديد من المجالات، لذا أصبح من الممكن تصميم تقنيّات ذكيّة شبيهة لحدٍّ ما من الدّماغ البشري، وقد يرى بعض العلماء أنّ هناك دوافع عدّة لاستخدام الذّكاء الاصطناعي منها تقليد الإنسان في الفكر والأسلوب وإثارة الأفكار الجديدة التي تؤدّي إلى الابتكار ( الشرقاوي، 2011: 41).
ب. استخدام تطبيقات الذّكاء الاصطناعي من قِبَل الطَّلبة الباحثين: إنَّ طلّاب اليوم نشاؤوا في ظلّ التّقنيّة الحديثة، ويقضون معظم أوقاتهم مستخدمين الأجهزة الذّكيّة والحواسيب، فهم يفكّرون ويعالجون البيانات بأساليب مختلفة عن سابقيهم، وقد شهدت العديد من المؤسَّسات الجامعيّة على الصّعيد العالمي والعربي تطوّرًا في تأسيسِ تخصُّصاتٍ تهتمّ بالذّكاء الاصطناعي، كما أشارت العديد من الدّراسات كدراسة الصياد ويحي (2023) توجُّهَها إلى استخدامِها، حيث تُسهم في إنجازِ العديد من المهام الأكاديميّة خصوصًا في كتابة الأبحاث الجامعيّة، فالبرامج المعتمدة على هذه الآليّة تتميّز بالمرونة والحداثة، كما تتّسم بالدّقّة ومن شأنها أيضًا دعم الباحثين على الابتكار والإبداع وتحسين جودة البحث العلمي (زعابطة، 2023: 33).
ج. مجالات الذّكاء الاصطناعي البحثيّة: يهتمّ باحثو الذّكاء الاصطناعي بتصميم ميزاتٍ ابتكاريّة للتّطبيقات الحديثة المُستخدَمة عبر أجهزة الكمبيوتر حتّى يتمكّن الأشخاص من أداء خدمات لم تكن موجودة من قبل، ومن مجالات الذّكاء الاصطناعي البحثيّة:
- العمل والإدراك.
- طرق الاستدلال والاستنتاج.
- العلوم المعرفيّة.
- الذّكاء الاصطناعي الموزع.
- معالجة اللّغات الطّبيعيّة.
- طرق التّخطيط وصنع القرار (زعابطة، 2023: 35).
يتّضحُ ممّا سبق أنّ الذّكاء الاصطناعي هو علمٌ يجمع بين العديد من العلوم وقد يهدف إلى إنتاج نُظُم تعتمد على المعرفة في مجال مُعيّن خصوصًا في تجويد كتابة الأبحاث الإنسانيّة والتي يمكن من خلالها جعل هذه الآليّة التّقنيّة لها القدرة على التّفكير وتشخيص نقاط القُصور ومعالجة العمليّات العقليّة التي تتمّ داخل الدّماغ البشري.
د. إسهامات تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في كتابة المحتوى الآلي: كان لظهور الذّكاء الاصطناعي تأثيرٌ إيجابيٌّ على إنشاء البحث العلمي، حيث إنّ كتابة المحتوى الآلي من خلال البرامج الحديثة أداة قيّمة للمؤلّفين، ومع ذلك يجب استخدامها بعناية والتّركيز على الضَّوابط الأخلاقيّة والمساهمات الفريدة للنّاشرين، فيما يلي أبرز إسهامات تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في كتابة المحتوى الآلي:
- توليد الأفكار والمقترحات: يمكن أن تساعد الباحث في اقتراح مواضيع وبناء تصوّرات حول دراسته بناءً على المعلومات المدخلة من قِبَله، كما يمكن ربط هذه البيانات بالأبحاث السّابقة والمتغيّرات التي يمكن أن تخدم موضوعه وذلك لصياغة تساؤلاته وبناء الفرضيّات على أُسُس منهجيّة.
- أدوات التّحرير اللُّغوي: بعض أدوات الذّكاء الاصطناعي تساعد في الحصول على التّعديلات اللّغويّة، التّحرير، التّقليل من أخطاء الباحث المطبعيّة، وتحسين جودة الورقة البحثيّة، انتقاء المصطلحات، البحث عن مفاهيم جديدة للتّعبير عن أفكار الموضوع وذلك لجعل الكتابة أكثر احترافيّة.
- إدارة المراجع: تستطيع البرمجيّاتُ الذّكيّة تنظيم المراجع والمصادر بأسلوب تلقائي، وكتابتها بشكل أكثر دقّة وسرعة، ممّا يوفّر الوقت ويضمن اتّباع الطّرق السّليمة من قِبَل المُستخدِم.
- تلخيصُ المعلومات: قد تساعد في تلخيص المقالات والأبحاث الطّويلة، لتوفير نظرة عامّة على المحتوى، ما يُسهِم في تسهيل عمليّة البحث والمراجعة.
- التّحقّق من الانتحال: قد يساعد في تجنُّب الأخطاء الأخلاقيّة والقانونيّة، وكشف الانتحال الأكاديمي والسّرقات العلميّة.
- تحليل البيانات: يمكن المساعدة في بناء الاستبيانات ومشاركتها، كما تسهم في التّعليق على الجداول بما يتناسب مع بيانات الباحث، وتحليلها، وتقديم تفسيرات نظريّة وإحصائيّة في وقتٍ وجيز، وذلك للحصول على النّتائج المهمّة.
- أدوات تحسين التّواصل: قد تُسهِم في تحسين عرض الأفكار بأساليب تجذب القارئ (Amato, 2022 : 1).
ممّا سبق يتبيّن أنّ البرامج الذّكيّة تخدم الباحث في إنجازِ المشاريع العلميّة من خلال جمع البيانات، وتنظيمها وإدراك كيفيّة تحليل المعلومات المجمعة وتحويلها إلى أفكار قيّمة، وتفسيرها بشكلٍ صحيح والتّأكُّد من أنّها تدعم تساؤلات وفرضيّات الأهداف البحثيّة إلى جانب توضيح الطّرق والنّتائج التي تُوصِّل إليها وبعد الانتهاء من إنجاز الدّراسة يجب التّحقّق من أنّها توافق معايير البحث العلمي واللّغوي والنَّحوي، إذ إنّ الذّكاء الاصطناعي يُتيح للباحثين معايير الجودة والأصالة، كلّ هذه الجوانب تُظهر أنّ التّقنيّات الحاسوبيّة تحدث تغييرات جذريّة في كتابة الأبحاث العلميّة خصوصًا في ميدان العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة، وقد تقدّم دعمًا كبيرًا لدى المؤلّفين البشريّين.
ثانيًا: الاعتبارات الأخلاقيّة في كتابة البحثيّة
في الآونة الأخيرة ظهرَ الاهتمام بقضيّة اقتران التّقنيّات الذّكيّة وتطبيقاتها بالمعايير والأخلاق، وقد شرعت الحكومات والمُنظَّمات الدّوليّة أخلاقيّات التّعامل مع الذّكاء الاصطناعي، خاصّةً مع وجود بعض الدّراسات التي أشارت إلى غياب وعي الطّلّاب بكيفيّة التّعامل مع التّكنولوجيا الحديثة كدراسة خلف، احمد (2015) ، إذ لم يعد طلبة الدّراسات العليا يستغنون عن استخدامها في كثير من المجالات، وخاصّة في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة والاجتماعيّة، والبحث العلمي هو تحقيق منهجي له مكانة مرموقة، يهدف إلى تطوير المعرفة ويسعى إلى مساعدة الإنسان على اكتشاف عالمه والوقوف على مشكلاته لإيجاد الحلول المناسبة لها، ولضمان الجودة في الأداء البحثي لا بُدّ من الإلتزام بالضَّوابط التي تُسهم في نجاحه وتحقيق أهدافه.
أ. المبادئ الأخلاقيّة للبحث العلمي في ميدان البحوث الإنسانيّة: إنّ أخلاقيّات البحث تشير إلى مجموعةٍ من المعايير التي تساعد على تنظيمِ البحثِ العلمي، وقد تمّ تحديدُها على الشّكل الآتي:
- الواجب تجاه المجتمع.
- الإحسان.
- النَّزاهة.
- الانضباط المهني.
- الخصوصيّة والسّرّيّة.
- عدم الاستغلال.
- تضارب المصالح ( الخليفة، 2014: 22).
كما حُدِّدت القواعد المتعلّقة بالوقاية البحثيّة ومكافأتها، لهذا الغرض تعدُّ سرقة علميّة عند:
- اقتباس جزئي أو كلّي للمعلومات، أو استعمال مُعطَيات دون ذكر مصدرها وأصحابها الأصليّين.
- استخدام مُعطَيات خاصّة وبراهين، نشر نصّ أو مقال دون تحديد الكاتب الأصلي.
- التّرجمة من مختلف اللّغات دون تحديد المترجم والمصدر.
- إدراج اسم المؤلّف في بحث أو عمل علمي دون المشاركة في إعداده.
- إدراج أسماء المُحكّمين في المجلّات من أجل كسب المصداقيّة، دون علمها ( عبدالله، 2017: 254).
ب. الاعتبارات الأخلاقيّة المتعلّقة بالذّكاء الاصطناعي في كتابة البحوث الإنسانيّة: إنّ البرامج الحاسوبيّة لديها القدرة على تحسين جودة البحث، إذ إنّ الذّكاء الاصطناعي يوفّر أدوات مفيدة تعزّز من كفاءة الكتابة الأكاديميّة بشكلٍ كبير، لذا يتطلّب من الباحث تفكيرًا جديدًا حول تحقيق التّوازن بين مزايا تطبيقه والشّروط والضّوابط الأساسيّة قبل استخدامه في هذا مجال، إذ إنّ فساد الاعتبارات الأخلاقيّة يشكّل أخطر التّهديدات في تصميم الأبحاث، والنّتيجة قد تكون سرابًا في الفكر الإنساني أو خرابًا لمستقبل الفرد والمجتمع.
وفي ما يلي بعض الاعتبارات الأخلاقيّة الرّئيسة المتعلّقة بالذّكاء الاصطناعي في هذا السّياق:
- الشّفافية والوضوح: ينبغي من المؤلّفين البشريّين، تحديد النّماذج والأدوات المُستخدَمة وأن تكون واضحة وشفافة، ومساعدة القراء على فهم دور الذّكاء الاصطناعي في البحث، لضمان جودة ونزاهة العمل.
- الحفاظ على الرّقابة البشريّة: من غير الأخلاقي أن تحلّ تطبيقات الذّكاء الاصطناعي محلّ الإنسان، لذا يجب أن يتضمّن العمل إشراف الباحث في مختلف الجوانب وذلك من أجل تبنّي الثّقة.
- تجنُّب الخداع: في حين أنّ البرامج الحاسوبيّة يمكن أن تساعد في إنشاء المحتوى، ولكن ينبغي أن لا تخدع القرّاء أنّه أُلِّف من البشر، يمكن أن يضرّ بالنَّزاهة العلميّة داخل المجتمع الأكاديمي.
- الاستخدام المسؤول: ينبغي من مستخدمي الذّكاء الاصطناعي توظيفه بأساليب أخلاقيّة، فيضمن تجنُّب الانتحال واحترام حقوق الملكيّة والنّشر.
- خصوصيّات وأمن البيانات: يجب مراعاة خصوصيّة المعلومات، وأمانها بما في ذلك في متن النّصوص والمواد البحثيّة.
- التّحيُّز والإنصاف: يجب أن يكون المؤلّفون على دِرايةٍ بالتّحيّزات في الخوارزميّات، وخصوصية البيانات المحتملة التي يمكن أن تؤثّر على التّحليل واتّخاذ التّدابير لتجنُّب الوقوع بها.
- التّأثير على التّوظيف: يمكن أن يؤثّر استخدام التّطبيقات التّقنيّة في تجويد كتابة البحث العلمي، لذا قد تشمل الاعتبارات الأخلاقيّة معالجة المشاكل المترتّبة إزاحة الوظائف في قطاع النّشر الأكاديمي.
- مراقبة الجودة: ينبغي من المؤلّفين البشريّين التّحقّق من أنّ العمل الذي أُنشىء بالذّكاء الاصطناعي يَفي بالشّروط المطلوبة من المصداقيّة والدّقّة (محمد، 2019: 241-244).
باختصار، تُعدّ الاعتبارات الأخلاقيّة المرتبطة بتطبيقات الذّكاء الاصطناعي خصوصًا في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة مهمّة لدعم مبادئ المصداقيّة والشّفافية، فمن المهمّ وضع سياسات واضحة لمعالجة هذه المخاوف لضمان نزاهة العمل العلمي والمساهمة في تقليل الهفوات التي قد يقع فيها الباحث.
الإطار المنهجي للدّراسة: قام الباحث بعرض الإجراءات الميدانيّة على الشّكل الآتي:
أوّلًا: منهج الدّراسة: استُخدِم المنهج الوصفي كونه أحد أنواع التّحليل والتّفسير العلمي لمشكلة محدّدة، وذلك لتحقيق أهداف الدّراسة وجمع المعلومات الكافية حول الظّاهرة المفحوصة والإجابة على تساؤلاتها، ويقتصر دوره في هذه الدّراسة على معرفة اتّجاهات طلّاب المعهد العالي للدّكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة في لبنان نحو مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة.
ثانيًا: مجتمع الدّراسة: يتكوّن مجتمع البحث من جميع طلّاب المعهد العالي للدّكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانيّة والاجتماعية في الجامعة اللّبنانيّة في التّخصّصات التّالية: التّربية – العلوم الاجتماعيّة – علم النّفس – الإعلام، والبالغ عددهم (195) طالبًا وطالبةً، على النّحو المبيّن في الجدول الآتي:
الجدول رقم (1): توزيع أفراد مجتمع الدّراسة وفقًا للتّخصّصات المختارة
التّخصّص | عدد الطلّاب | النّسبة المئويّة |
تربية | 68 | 35% |
العلوم الاجتماعيّة | 42 | 21.5% |
علم النّفس | 45 | 23% |
الإعلام | 40 | 20.5% |
المجموع | 195 | 100% |
ثالثًا: عينة الدّراسة: تكوّنت العَيّنة من طلّاب الدّراسات العليا، تخصّص التّربية، العلوم الاجتماعيّة، علم النّفس، والإعلام في الجامعة اللّبنانيّة، وقد بلغ عددهم (130)، بنسبة (66.6%) من أفراد مجتمع الدّراسة الأصلي، وقد انتُقِي بطريقةٍ عشوائيّة، وكلّ ذلك بعد استبعاد (11) إجابة تضمّنت عدم المشاركة بأيّ دورة تدريبيّة، والجدول الآتي يوضح ذلك:
- توزيع أفراد عيّنة الدّراسة وفقًا لمُتغيّر الجنس:
الجدول رقم (2): توزيع أفراد عيّنة الدّراسة وفقًا للتّخصّصات المختارة
الجنس | عدد الطلاب | النسبة المئوية |
ذكر | 58 | 45% |
أنثى | 73 | 55% |
المجموع | 130 | 100% |
يبيّن الجدول أعلاه أنّ نسبة الطّلّاب المستطلعين الإناث بلغت (55%) وهي أكثر من نسبة الطّلّاب الذّكور التي بلغتْ (45%).
- توزيع أفراد عيّنة الدّراسة وفقًا لمتغيّر الدّورات التّدريبيّة:
الجدول رقم (3): توزيع أفراد عيّنة الدّراسة وفقًا للدّورات التّدريبيّة
الجنس | عدد الطّلّاب | النّسبة المئويّة |
1 – 2 | 32 | 24.6% |
3 – 4 | 37 | 28.4% |
أكثر من 4 | 61 | 47% |
المجموع | 130 | 100% |
يبيّن الجدول أعلاه أنّ نسبةَ الطّلّاب المُستطلَعين ممّن شاركوا بأكثر من (4) دورات بلغت (55%)، فيما بلغت نسبتهم ممّن شاركوا بين (3 – 4) دورات (28.4%) أمّا نسبتهم ممن شاركوا بين (1 -3) دورات (24.6%)، علمًا أنّه استُعِيدت (11) إجابة ممّن لم يشاركوا بأيّ دورات تدريبيّة خاصّة باستخدام تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في البحث العلمي.
- توزيع أفراد عيّنة الدّراسة وفقًا لمتغيّر التّخصّص:
الجدول رقم (4): توزيع أفراد عيّنة الدّراسة وفقًا للتّخصّصات المختارة
التّخصّص | عدد الطّلّاب | النّسبة المئويّة |
تربية | 46 | 35% |
العلوم الاجتماعيّة | 28 | 21.5% |
علم النّفس | 29 | 23% |
الإعلام | 27 | 20.5% |
المجموع | 130 | 100% |
يُبيّنُ الجدول أعلاه أنّ نسبة طلّاب التّربية هي الأغلى وبلغت (35%)، في ما بلغت نسبة طلّاب علم النّفس (23%)، وأمّا طلّاب العلوم الاجتماعيّة فبلغتْ نسبتُهُم (21.5%)، وأخيرًا بلغتْ نسبة طلّاب الإعلام (27%).
رابعًا: العيّنة الاستطلاعيّة: لجأ الباحث إلى اختيار (20) طالبًا وطالبة من أفراد مجتمع الدّراسة، وذلك للتّحقّق من صلاحية الأداة التي ستُجرى بها الدّراسة على أفراد العيّنة الأساسيّة وتحديد بعض الجوانب التي يُفترَض تعديلُها وصياغتُها.
خامسًا: أداة الدّراسة: بهدف الكشف عن مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة قام الباحث ببناء استبانة خاصّة بالبحث الحالي، وفي ما يلي وصفٌ لهذه الأداة:
- تحديد مصادر بناء الاستبانة: صُمِّمت الأداة من خلالِ الاطّلاع على الكتب والأبحاث المرتبطة بموضوع الدّراسة، بغرض تكوين تصوّر دقيق عن مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة البحث العلمي وما يتعلّق بها كافّة إلى جانب الاعتبارات الأخلاقيّة، والرّجوع إلى آراء المختصّين والمهتمّين في هذا الصدد لإعداد فقرات الاستبانة.
- إعداد الصّورة الأوّليّة للاستبانة: تألّفتْ فقرات الاستبانة بشكلها الأوّلي من (32) فقرة موزّعين على محورين.
الجدول رقم (5): محاور الاستبانة وعدد فقراتها بشكلها الأوّلي
ت | عنوان المحور | عدد الفقرات |
1 | تجويد كتابة المحتوى الآلي | 20 |
2 | تحقيق الاعتبارات الأخلاقيّة | 12 |
المجموع | 30 |
- عرض الاستبانة الأوّليّة على المحكّمين: عرضت الاستبانة على مجموعةٍ من المحكّمين، الذين أوصوا ببعض التّعديلات، فأصبح العددُ النّهائي للفقرات (28) فقرة.
- مفتاح التّصحيح: تسهيلًا للمعالجة الإحصائيّة قام الباحث بتحديد عدّة بدائل رقميّة لإجابات الطّلّاب، وفق مقياس ليكارت الخماسي، وذلك على النّحو الآتي:
الجدول رقم (6): درجات استجابات الطّلّاب حسب مقياس ليكرت
لا أتّفق تمامًا | لا أتّفق | غير متأكّد | أتّفق | أتّفق تمامًا | |
1 | 2 | 3 | 4 | 5 |
ولإعطاء قِيَم لإجابات الطّلّاب، استُخدِم مَدَيات بفارق (0.8) من المتوسّطات الحسابيّة لإجاباتهم، وذلك على النّحو الآتي:
الجدول رقم (7): المَدَيات الخاصّة بإجابات الطّلّاب والمرتبطة بالوسط الحسابي لإجاباتهم
المدى | الفارق | مستوى الموافقة |
1.00 – 1.80 | 0.8 | منخفضة جدًّا |
1.81 – 2.60 | 0.8 | منخفضة |
2.61 – 3.40 | 0.8 | متوسّطة |
3.41 – 4.20 | 0.8 | مرتفعة |
4.21 – 5.00 | 0.8 | مرتفعة جدًّا |
هـ.صدق الأداة:كان التّحقّق منها من خلال الأساليب الآتية:
- الصّدق الظّاهري للأداة: فُحِصت الاستبانة للتّحقّق من صدقها الظّاهري، بعرضها على مجموعةٍ مؤلّفة من (5) دكاترة من ذوي الخبرة في الذّكاء الاصطناعي والعلوم النّفسيّة والتّربويّة والإعلاميّة، وذلك بهدف إبداء آرائهم وفحص مضمون الأداة من حيث الصّياغة اللّغويّة، ووضوح الفقرات ومناسبتها للغرض الذي وضعت لأجله، وبناءً على ملاحظات المحكّمين، كان أخذ بالتّعديلات المقترحة ليخرج بصورته النّهائيّة مُكوّن من (28) فقرة، والجدول الآتي يوضح ذلك:
الجدول رقم (8): محاور الاستبانة وعدد فقراتها بشكلها النّهائي
ت | عنوان المحور | عدد الفقرات |
1 | تجويد كتابة المحتوى الآلي | 18 |
2 | تحقيق الاعتبارات الأخلاقيّة | 10 |
المجموع | 28 |
- صدق الاتّساق الدّاخلي: قِيست درجة ارتباط كلّ فقرة بالمحور المنتمية له، وذلك عبر اختبار بيرسون، وقد تراوحت درجة الارتباط بالنسبة لفقرات المحور الأوّل بين (0.681 – 0.793)، أمّا المحور الثّاني فتراوحت بين (0.701 – 0.815) وهي دالّة إحصائيًّا بأقلّ من (0.05)، وتُعدُّ هذه القِيَم الارتباطيّة عالية، وتؤكّد صدقها ممّا يعني أنّها تعكس ملاءمتها إلى حدّ كبير في تطبيقها.
- ثبات الأداة: استُخدِم معامل ألفا كرونباخ للتّأكّد من ثبات الاستبانة، وقد بلغتْ قيمتُها (0.881)، وهذه القيمة تؤكّد ثباتها وتسمح للباحث تطبيقَها على عيّنة الدّراسة الأساسيّة.
سادسًا: الوسائل الإحصائيّة
اعتمد برنامج (SPSS) لمعالجة بيانات الدّراسة، وقد استخدمت الاختبارات الآتية:
- اختبار بيرسون للتّأكّد من صدق الاستبانة.
- اختبار ألفا كرونباخ للتّأكّد من ثبات الاستبانة.
- استخدام القِيَم الوصفيّة من المتوسّطات الحسابيّة وانحرافات معياريّة للتّأكّد من صحّة فرضيّات الدّراسة.
- استخدام اختبار “ت” لعيّنتين مستقلّتين للتّأكّد من وجود فروق تُعزى لمتغيّر الجنس.
- استخدام اختبار تحليل التّباين الآحادي للتّأكّد من وجود فروق تُعزى لمتغيّري التّخصّص والدَّورات التدريبيّة.
عرض نتائج الدّراسة وتحليلها
أوّلًا: الإجابة على التّساؤل الرّئيس
وينصّ هذا التّساؤل على: ما درجة مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة من وجهة نظر طلّاب المعهد العالي للدّكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة في لبنان؟
قام الباحث بالإجابة على هذا التّساؤل من خلال القِيَم الوصفيّة (المتوسّطات الحسابيّة والانحرافات المعياريّة) لمحورَي الاستبانة والاستبانة ككلّ التي تقيس درجة مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة، تمهيدًا لإعطاء إجابات الطّلّاب المستطلعين درجة موافقتهم عليها، على النّحو الآتي:
الجدول رقم (9): القِيَم الوصفيّة الخاصّة بمحاور الاستبانة وإعطاء درجة موافقة لكلّ محور
ت | المحاور | التّرتيب | الوسط الحسابي | الانحراف المعياري | درجة المساهمة |
1 | تجويد كتابة المحتوى الآلي | 2 | 3.75 | 1.068 | مرتفعة |
2 | تحقيق الاعتبارات الأخلاقيّة | 1 | 3.81 | 1.003 | مرتفعة |
الاستبانة ككل | 3.78 | 1.035 | مرتفعة |
يتبيّن من الجدول أعلاه، أنّ الطّلّاب المستطلَعين يرون أنّ هناك مساهمة عالية لتطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة، بوسط حسابي بلغ (3.78) وانحراف معياري بتشتُّت في إجابات الطّلبة مقبول (1.035)، وقد جاء المحور الثّاني الخاصّ بتحقيق الاعتبارات الأخلاقيّة في كتابة البحوث الإنسانيّة بالمرتبة الأولى بوسط حسابي (3.81) وتشتّت في إجابات الطّلبة مقبول بلغ (1.003)، جاء المحور الأوّل الخاصّ بتجويد كتابة المحتوى الآلي للبحوث الإنسانيّة بالمرتبة الثّانية بوسط حسابي (3.75) وتشتُّت في إجابات الطلبة مقبول بلغ (1.068).
ثانيًا: الإجابة على السّؤال الفرعي الأوّل
وينصُّ هذا التّساؤل على:
ما درجة مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة المحتوى الآلي للبحوث الإنسانيّة من وجهة نظر طلّاب المعهد العالي للدّكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة في لبنان ؟
قام الباحث بالإجابة على هذا التّساؤل من خلال القِيَم الوصفيّة (المتوسّطات الحسابيّة والانحرافات المعياريّة) لفقرات المحور الأوّل الخاصّ بقياس درجة مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة المحتوى الآلي للبحوث الإنسانيّة، تمهيدًا لإعطاء إجابات الطّلّاب المستطلعين درجة موافقتهم عليها، على النّحو الآتي:
الجدول رقم (10): القِيَم الوصفيّة الخاصّة لفقرات المحور الأوّل وإعطاء درجة موافقة الطّلّاب على مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة المحتوى الآلي للبحوث الإنسانيّة
ت | الفقرات | الوسط الحسابي | الانحراف المعياري | التّرتيب | درجة المساهمة |
1 | أختار العنوان الأنسب لموضوع دراستي ومتغيّراتها | 3.65 | 1.093 | 13 | مرتفعة |
2 | أحصل على دراسات سابقة مرتبطة بمتغيّرات دراستي | 3.98 | 1.193 | 3 | مرتفعة |
3 | أولّد أفكارًا بحثيّة تساعدني في كتابة إشكاليّة الدّراسة | 3.73 | 0.903 | 10 | مرتفعة |
4 | أعيد صياغة المحتوى البحثي بكفاءة عالية | 4.03 | 1.032 | 2 | مرتفعة |
5 | أحسن بُنية الجمل من ناحية القواعد والمفردات العلميّة وتماسكها | 3.97 | 1.903 | 4 | مرتفعة |
6 | أُلخّص البحوث من خلال نقاط أساسيّة واضحة | 3.93 | 1.174 | 6 | مرتفعة |
7 | أنسّق الاقتباسات والمراجع وفقد نظام محدّد (APA – ALA – Chicago) | 3.81 | 1.058 | 9 | مرتفعة |
8 | أحوّل نمط الاقتباس من نمطٍ لآخر وفق ما تتطلّبه شروط الجامعة أو المجلة | 3.84 | 0.993 | 8 | مرتفعة |
9 | أستخرج البيانات المنسّقة وفق PDF لتسهيل عمليّة توظيفها في البحث | 4.15 | 1.082 | 1 | مرتفعة |
10 | أفرز الدّراسات السّابقة لتسهيل عمليّة التّعقيب عليها | 3.95 | 1.046 | 5 | مرتفعة |
11 | أختار المنهج الأنسب لموضوع دراستي | 3.68 | 1.003 | 11 | مرتفعة |
12 | أحدّد مجتمع الدّراسة وعيّنته | 3.64 | 0.917 | 14 | مرتفعة |
13 | أختار الأدوات الأكثر تناسبًا مع موضوع الدّراسة | 3.66 | 0.793 | 12 | مرتفعة |
14 | أحدّد محاور وفقرات الاستبانة | 3.89 | 1.072 | 7 | مرتفعة |
15 | أختار الأساليب الإحصائيّة المناسبة لمعالجة بيانات الدّراسة | 3.61 | 0.904 | 15 | مرتفعة |
16 | أحلّل بيانات معقّدة لاستخلاص نتائج أكثر دقّة | 3.34 | 1.037 | 18 | متوسّطة |
17 | أقلّل من الأخطاء البشريّة في تحليل البيانات | 3.38 | 1.028 | 16 | متوسّطة |
18 | أعطي تفسيرات للظّواهر العلميّة غير الواضحة | 3.35 | 1.004 | 17 | متوسّطة |
الوسط الحسابي الكلّي للمحور الأوّل | 3.75 | مرتفعة | |||
الانحراف المعياري الكلّي للمحور الأوّل | 1.068 |
يبيّن الجدول أعلاه، أنّ الطّلّاب المستطلَعين يرون أنّ هناك مساهمة عالية لتطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة المحتوى الآلي للبحوث الإنسانيّة، بوسط حسابي بلغ (3.75) وانحراف معياري بتشتّت في إجابات الطلبة مقبول (1.068)، وأنّ معظم فقرات هذا المحور نالَتْ درجة مرتفعة إذْ تراوحت بين (3.34 – 4.15)، ما عدا الفقرات رقم (16 – 17 – 18) نالوا درجة متوسّطة، ويقوم الباحث بتحليل هذه النّتيجة وفق رأيه وخبرته في كتابة البحث العلمي واستخدامه لتطبيقات الذّكاء الاصطناعي على النحو الآتي:
الفقرة (9): ” أستخرج البيانات المنسّقة وفق PDF لتسهيل عمليّة توظيفها في البحث ” أتت أوّلًا بدرجة قبول مرتفعة، يعود سبب ذلك إلى حاجة الباحثين إلى تطبيقات تعتمد على الذّكاء الاصطناعي كسكوبوت schobot و Humata، إذ تسهم في تحويل المعلومات والبيانات من ملف PDF إلى ملف Word، وخاصّة أنّ معظم الملفّات المحمّلة والمتوفّرة لدى الباحثين تكون بصيغة PDF.
الفقرة (4): ” أعيد صياغة المحتوى البحثي بكفاءة عالية ” أتت ثانيًا بدرجة قبول مرتفعة، كما أنَّ الفقرة (5): ” أحسن بُنية الجمل من ناحية القواعد والمفردات العلميّة وتماسكها ” أتت رابعًا بدرجة قبول مرتفعة، يعود سبب ذلك إلى حاجة الباحثين إلى الاقتباس بالمعنى وليس حرفيًّا الأمر الذي يضطرّ بعضهم إلى استخدام هذه تطبيقات مختصّة بإعادة الصّياغة بكفاءة عالية، وكلّ ذلك يتطلّب تحسين بُنية الجمل وتماسكها من ناحية المعنى والمبنى والقواعد اللّغويّة، ومن التّطبيقات المساعدة في هذا المجال تطبيق Smodin.io وتطبيق Maester.app وتطبيق NeuroSpell، وهذا ما يتوافق مع الفقرة (6): ” أُلخّص البحوث من خلال نقاط أساسيّة واضحة ” التي أتت سادسًا بدرجة قبول مرتفعة، إذ إنَّ هذه التطبيقات القائمة على الذّكاء الاصطناعي كتبيق OthersideAI و تطبيق WebCopilot وتطبيق Claude وغيرها تستطيع فرز النقاط الأساسية بالنصوص وتسهّل عمليّة تلخيصها لتسهيل عمليّة توظيفها في الأعمال البحثيّة.
الفقرة (2): ” أحصل على دراسات سابقة مرتبطة بمتغيّرات دراستي ” أتت ثالثًا بدرجة قبول مرتفعة، كما أنًّ الفقرة (10): ” أفرز الدّراسات السّابقة لتسهيل عمليّة التّعقيب عليها ” أتت خامسًا بدرجة قبول مرتفعة، يعود سبب ذلك إلى حاجة الباحثين إلى دراسات سابقة تساعدهم في بناء النّموذج الافتراضي، وإيجاد الفجوات العلميّة وغيرها، فتطبيقات الذّكاء الاصطناعي كتطبيق researchrabbit وتطبيق Skimit.ai وتطبيق Elicit وتطبيق Claude وغيرها تؤمّن بشكل سريع ودقيق العديد منها، من خلال عرض اقتراحات متنوعة ومتعددة من جهة، وروابط توصل إلى مواقع هذه الدراسات في المكتبات الرقمية، كما تسهم في فرز هذه الدراسات وفق كل متغيّر من متغيّرات الدّراسة وتوظيفها في البحث بشكل مناسب وأدق.
الفقرة (14): ” أحدد محاور وفقرات الاستبانة ” أتت سابعًا بدرجة قبول مرتفعة، كما أنَّ الفقرة (13): ” أختار الأدوات الأكثر تناسبًا مع موضوع الدّراسة ” أتت في المرتبة الثانية عشر بدرجة قبول مرتفعة، فتساعد الباحث في بناء أداة دراسته، وخاصة أن هناك تطبيقات للذكاء الاصطناعي كتطبيق chatgpt وتطبيق Iris.ai وتطبيق PaperBrain وتطبيق Summate وتطبيق Claude وغيرها يمكن إدخال مطالبات من خلاله عن متغيرات الدّراسة والوصول إلى محاور أداة الدّراسة وفقراتها عبر عرض العديد من المؤشرات المرتبطة بموضوع الدّراسة.
الفقرة (8): ” أحوّل نمط الاقتباس من نمط لآخر وفق ما تتطلّبه شروط الجامعة أو المجلة ” أتت ثامنًا بدرجة قبول مرتفعة، كما أنّ الفقرة (7): ” أنسّق الاقتباسات والمراجع وفقد نظام محدد (APA – ALA – Chicago)” أتت تاسعًا بدرجة قبول مرتفعة، يعود سبب ذلك إلى أن تطبيقات الذّكاء الاصطناعي كتطبيق humata وتطبيق schobot وتطبيق Claude وغيرها تساعد الباحث في الانتقال من نظام توثيقي لآخر، كما توفر خدمة تنسيقها وترتيبها والاحتفاظ بها، وكذلك تحويل الروابط الإلكترونية للملفات البحثية إلى أنماط توثيقيّة مختلفة.
الفقرة (10): ” أولّد أفكارًا بحثية تساعدني في كتابة إشكالية الدّراسة ” أتت عاشرًا بدرجة قبول مرتفعة، كما أنَّ الفقرة (1): ” أختار العنوان الأنسب لموضوع دراستي ومتغيّراتها ” أتت في المرتبة الثالثة عشر بدرجة قبول مرتفعة، يعود سبب ذلك إلى أنّ إدخال مطالبات عن متغيّرات الدّراسة على تطبيقات الذّكاء الاصطناعي كتطبيق chatgpt وتطبيق Consensus وتطبيق Rytr وتطبيق Claude وغيرها يمكّن الباحث من توليد أفكار بحثيّة جديدة تساعده في اختيار العنوان المناسب لدراسته من جهة وإيجاد فجوات بحثيّة تسهّل عمليّة كتابة إشكاليّة دراسته.
الفقرة (11): ” أختار المنهج الأنسب لموضوع دراستي ” أتت في المرتبة الإحدى عشر بدرجة قبول مرتفعة، كما أنَّ الفقرة (12): ” أحدد مجتمع الدّراسة وعينته ” أتت في المرتبة الرابعة عشر بدرجة قبول مرتفعة، يعود سبب ذلك إلى حاجة الباحث إلى معرفة المنهج الأنسب لمعالجة موضوع دراسته والمجتمع الذي تهدف الدّراسة لدراسة الظاهرة البحثية عليه، فتطبيقات الذّكاء الاصطناعي كتطبيق chatgpt وتطبيق Iris.ai وتطبيق PaperBrain وتطبيق Summate وتطبيق Claude وغيرها تسهم في إعطاء خيارات متعددة وربطها بدراسات سابقة عالجت متغيرات الدّراسة بمواقف متشابهة ومجتمع معين، الأمر الذي يؤدي إلى اختيار المنهج الأنسب للدراسة من جهة ومجتمع الدّراسة من جهة أخرى، كما أن هذه التطبيقات تسهم في اختيار الأساليب الأنسب لمعالجة بيانات الدّراسة، لذا أتت الفقرة (15): ” اختار الأساليب الإحصائيّة المناسبة لمعالجة بيانات الدّراسة ” في المرتبة الخامسة عشر بدرجة قبول مرتفعة.
وتبيّن أنّ الفقرة (17): ” أقلّل من الأخطاء البشريّة في تحليل البيانات ” أتت في المرتبة السادسة عشر، الفقرة (18): ” أعطي تفسيرات للظّواهر العلميّة غير الواضحة ” أتت في المرتبة السابعة عشر، الفقرة (16): ” أحلّل بيانات معقّدة لاستخلاص نتائج أكثر دقّة ” أتت في المرتبة الثامنة عشر، ويلاحظ أنّ جميعها جاءت بدرجة قبول متوسّطة، يعود سبب ذلك إلى ضرورة توفّر مهارات متقدّمة في استخدام تطبيقات الذّكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الدّراسة ونتائجها وتفسيرها كتطبيقات schobot و chatgpt و Claude .
ويتّضح من خلال النّتائج الموضّحة أعلاه أنّ طلّاب المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة في لبنان لديهم اتّجاهات إيجابيّة نحو مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة المحتوى الآلي للبحوث الإنسانيّة، وتختلف هذه النّتائج مع ما توصّلت إليه دراسة الصياد ويحي (2023) من أنّ هناك ضعفًا في الثّقة لدى طلّاب كليّة التربية في استخدام أدوات الذّكاء الاصطناعي في مراحل البحث، ونُدرة استخدامها في التّرجمة الفوريّة وجمع البيانات، والكشف عن السّرقات العلميّة، كما اختلفت من نتيجة دراسة الصبحي، صباح (2020) التي توصّلت إلى أنّ استخدام المبحوثين تطبيقات الذّكاء الاصطناعي لدى هيئة التّدريس بجامعة نجران جاءت بنسبة منخفضة جدًّا، كما اختلفت هذه النّتيجة مع ما توصّلت إليه دراسة الدوسري (2020) التي بيّنت أنّ مستوى الوعي بآليّات تطبيقه جاء بنسبة منخفضة، وأنّ هناك حاجة لمزيد من الدّورات حول إمكانيّات تطبيقه بشكل فعّال.
ثالثًا: الإجابة على السّؤال الفرعي الثّاني
وينصّ هذا التّساؤل على: ما درجة مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تحقيق الاعتبارات الأخلاقيّة في كتابة البحوث الإنسانيّة من وجهة نظر طلّاب المعهد العالي للدّكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة في لبنان؟
قام الباحث بالإجابة على هذا التّساؤل من خلال القِيَم الوصفيّة (المتوسّطات الحسابيّة والانحرافات المعياريّة) لفقرات المحور الثّاني الخاصّ بقياس درجة مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تحقيق الاعتبارات الأخلاقيّة في كتابة البحوث الإنسانيّة، تمهيدًا لإعطاء إجابات الطّلّاب المستطلعين درجة موافقتهم عليها، على النّحو الآتي:
الجدول رقم (11): القِيَم الوصفيّة الخاصّة لفقرات المحور الثّاني وإعطاء درجة موافقة الطّلّاب على مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تحقيق الاعتبارات الأخلاقيّة في كتابة البحوث الإنسانيّة
ت | الفقرات | الوسط الحسابي | الانحراف المعياري | الترتيب | درجة المساهمة | ||
1 | أكتشف البيانات الملفّقة في الوثائق المراد دراستها | 3.59 | 1.043 | 9 | مرتفعة | ||
2 | أقارن محتوى البحث مع قاعدة بيانات واسعة لكشف الانتحال | 3.85 | 1.109 | 5 | مرتفعة | ||
3 | أحلّل النّصوص المُعاد صياغتها لاكتشاف الانتحال بشكل أدقّ | 3.77 | 1.038 | 6 | مرتفعة | ||
4 | أكتشف التّشابه بالصّور والمستندات للحدّ من عمليّات سرقة علميّة محتملة | 3.58 | 1.036 | 10 | مرتفعة | ||
5 | أكتشف الكتابة المنسوخة الموظّفة داخل النّصّ | 3.98 | 0.804 | 2 | مرتفعة | ||
6 | أُنشئ تقريرًا آليًّا يحدّد نسبة الانتحال وأماكنه | 3.94 | 0.903 | 4 | مرتفعة | ||
7 | أحفظ حقوق الملكيّة الفكريّة للأفراد والمؤسَّسات | 4.04 | 1.114 | 1 | مرتفعة | ||
8 | أكتشف البيانات المتحيّزة في البحوث العلميّة | 3.69 | 1.094 | 7 | مرتفعة | ||
9 | أتحقّق من التّكرار للحفاظ على رصانة البحث | 3.97 | 0.838 | 3 | مرتفعة | ||
10 | أقيّم آليًّا جودة الأوراق البحثيّة بناءً لمعايير محدّدة (الوضوح – التنظيم – الدقة …) | 3.60 | 1.057 | 8 | مرتفعة | ||
الوسط الحسابي الكلي للمحور الثاني | 3.81 | مرتفعة | |||||
الانحراف المعياري الكلي للمحور الثاني | 1.003 | ||||||
يبيّن الجدول أعلاه، أنّ الطّلّاب المستطلعين يرون أنّ هناك مساهمة عالية لتطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تحقيق الاعتبارات الأخلاقيّة في كتابة البحوث الإنسانيّة، بوسط حسابي بلغ (3.81) وانحراف معياري بتشتُّت في إجابات الطّلبة مقبول (1.003)، وأنّ جميع فقرات هذا المحور نالت درجة مرتفعة إذْ تراوحت بين (3.58 – 4.04)، ويقوم الباحث بتحليل هذه النّتيجة وفق رأيه وخبرته في كتابة البحث العلمي واستخدامه لتطبيقات الذّكاء الاصطناعي على النّحو الآتي:
الفقرة (7): ” أحفظ حقوق الملكيّة الفكريّة للأفراد والمؤسَّسات ” أتت أوّلًا بدرجة قبول مرتفعة، يعود سبب ذلك إلى أنّ التّطبيقات القائمة على الذّكاء الاصطناعي تساعد على تصنيف النّصوص المقتبسة وإسنادها إلى أصحابها، الأمر الذي يسهم في حفظ حقوق الملكيّة للأفراد والمؤسَّسات.
الفقرة (5): ” أكتشف الكتابة المنسوخة الموظّفة داخل النّصّ ” أتت ثانيًا بدرجة قبول مرتفعة، كما أنَّ الفقرة (3): ” أحلّل النّصوص المُعاد صياغتها لاكتشاف الانتحال بشكل أدق ” أتت ثالثًا بدرجة قبول مرتفعة، يعود سبب ذلك إلى قدرة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي من خلال الخوارزميّات المقارنة بين المستند المقدّم مع النّصوص الموجودة في قاعدة البيانات، ممّا يمكّن من تحديد نسبة التّشابه، وكشف السّرقة الأدبيّة المتوقّعة، ويظهر أنّ الفقرة (3): ” أحلّل النّصوص المعاد صياغتها لاكتشاف الانتحال بشكل أدقّ ” أتت سادسًا بدرجة قبول مرتفعة، و الفقرة (2): ” أقارن محتوى البحث مع قاعدة بيانات واسعة لكشف الانتحال ” أتت خامسًا بدرجة قبول مرتفعة، إذ إنّ هذه التّطبيقات تمكّنه أيضًا من اكتشاف الترقيع المتمثل بلصق محتوى بعض المصادر وإجراء تغييرات طفيفة عليها. وكل ما سبق يتوافق مع نتيجة الفقرة (6): ” أُنشئ تقريرًا آليًّا يحدد نسبة الانتحال وأماكنه ” التي أتت رابعًا بدرجة قبول مرتفعة، إذ توفّر بعض هذه التطبيقات تقريرًا مفصلًا عن مكامن الانتحال والسرقة العلمية والنسخ من نصوص أخرى متوفرة في قاعدة البيانات.
الفقرة (8): ” أكتشف البيانات المتحيزة في البحوث العلمية ” أتت سابعًا بدرجة قبول مرتفعة، الأمر الذي يسهم في اتخاذ خطوات لتخفيف منها لتجنب المحتوى البحثي غير المنضبط والعادل، والذي يتّسم بالتّحيُّز لجهة دون أخرى، الأمر الذي يفقده الموضوعية والموثوقيّة.
الفقرة (10): ” أقيّم آليًّا جودة الأوراق البحثيّة بناءً لمعايير محددة (الوضوح – التنظيم – الدقة …)” أتت ثامنًا بدرجة قبول مرتفعة، يعود سبب ذلك إلى أن بعض تطبيقات الذّكاء الاصطناعي تسهم في تنظيم الأوراق البحثية وترتيبها لتكون أكثر وضوحًا ودقةً وأسهل قراءةً.
الفقرة (1): ” أكتشف البيانات الملفقة في الوثائق المراد دراستها ” أتت تاسعًا بدرجة قبول مرتفعة، يعود سبب ذلك إلى أنّ تطبيقات الذّكاء الاصطناعي تسهّل عمليّات اكتشاف الخداع من خلال تلفيق بيانات ونصوص بحثيّة تمّ إنشاؤها من خلال الذّكاء الاصطناعي وإيهام القرّاء بأنّها من تأليف البشر بشكل كامل، لذا يرى الباحث أن الاعتبارات الأخلاقية المتعلقة بالذّكاء الاصطناعي في الكتابة والنّشر الأكاديمي ضروريّة لدعم مبادئ الشّفافية والتّأليف والجودة والنَّزاهة في العمل العلمي. من خلال معالجة هذه المخاوف والحفاظ على الممارسات الأخلاقيّة، يمكن للمجتمع الأكاديمي تسخير فوائد الذّكاء الاصطناعي مع الحفاظ على قيمه الأساسية.
ويتضح من خلال النّتائج الموضحة أعلاه أنّ طلّاب المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانيّة والاجتماعية في لبنان لديهم اتجاهات إيجابيّة نحو مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تحقيق الاعتبارات الأخلاقيّة في كتابة البحوث الإنسانيّة، وقد اختلفت هذه النتيجة مع ما توصلت إليه دراسة خلف (2015) بأن هناك مستوى وعي منخفض بأخلاقيّات البحث التّربوي لدى طالبات الدّراسات العليا، واتّفقت مع ما طرحه محمد (2019) من أنّ هناك الاعتبارات الأخلاقيّة الرئيسة المتعلقة بالذّكاء الاصطناعي في كتابة البحوث العلمية كالشفافية والحفاظ على الرقابة البشرية وتجنُّب الخداع والاستخدام المسؤول للبيانات والتّطبيقات وعدم التّحيّز والإنصاف في اتّخاذ القرار.
رابعًا: الإجابة على السؤال الفرعي الثالث
وينصّ هذا التّساؤل على: هل توجدُ فروقٌ ذات دلالة إحصائيّة عند مستوى الدلالة (0.05) بين متوسطات تقديرات طلاب المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانيّة والاجتماعية في لبنان حول اتجاهاتهم نحو مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة تُعزى لمتغيّرات (الجنس – الدّورات التدريبيّة – التّخصّص)؟
تسهيلًا لعمليّة الإجابة على هذا السّؤال، قُسِّم إلى ثلاثة أقسام على النحو الآتي:
القسم الأوّل: الفروق الخاصّة بمتغيّر الجنس
استخدم الباحث اختبار المعلمي (Independent-Samples T-Test) للإجابة على هذا السؤال الخاص بقياس الفروق الإحصائيّة بين إجابات الطّلّاب المُستطلعين حول اتّجاهاتهم نحو مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة تُعزى لمتغيّر الجنس، وقد بيّنت النّتائج ما يلي:
الجدول رقم (12): الفروق بين إجابات الطلاب المستطلعين التي تُعْزى لمتغيّر الجنس
المتغير | الجنس | الوسط الحسابي | قيمة “t“ | قيمة الدلالة | الاستجابة |
تجويد كتابة المحتوى الآلي | ذكر | 3.77 | 1.045 | 0.152 | غير دالة |
أنثى | 3.73 | ||||
تحقيق الاعتبارات الأخلاقية | ذكر | 3.76 | 2.915 | 0.113 | غير دالة |
أنثى | 3.85 | ||||
المحاور ككل | ذكر | 3.76 | 1.372 | 0.209 | غير دالة |
أنثى | 3.79 |
يبيّن الجدول أعلاه، أنّ قيمة الدّلالة أعلى من مستوى الدّلالة (0.05) في المحورين الأوّل والثّاني بالإضافة للمحاور ككل، وعليه نستنتج أنّه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائيّة عند مستوى الدّلالة (0.05) بين متوسّطات تقديرات طلّاب المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة في لبنان حول اتّجاهاتهم نحو مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة تُعزى لمتغيّر الجنس، ويحلّل الباحث هذه النّتيجة وفق رأيه وخبرته، إذ يُرجع سبب ذلك إلى أنّه ربّما هناك إلمام لدى الطّلّاب المستطلعين باستخدامات تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في كتابة البحوث الإنسانيّة واحترام الاعتبارات الأخلاقيّة بغضّ النّظر عن جنسهم.
القسم الثاني: الفروق الخاصّة بمتغيّر الدّورات التّدريبيّة: استخدم الباحث الاختبار المعلمي تحليل التباين الآحادي (One-Way ANOVA) للإجابة على هذا السؤال الخاص بقياس الفروق الإحصائيّة بين إجابات الطّلّاب المستطلعين حول اتّجاهاتهم نحو مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة تُعزى لمتغيّر الدّورات التّدريبيّة، وقد بيّنت النّتائج ما يلي:
الجدول رقم (13): الفروق بين إجابات الطلاب المُستطلَعين التي تُعزى لمتغيّر الدّورات التّدريبيّة
المتغيّر | عدد الدورات | الوسط الحسابي | قيمة “t“ | قيمة الدلالة | الاستجابة |
تجويد كتابة المحتوى الآلي | 1 – 2 | 3.71 | 1.027 | 0.015 | دالّة |
3 – 4 | 3.73 | ||||
أكثر من 4 | 3.81 | ||||
تحقيق الاعتبارات الأخلاقية | 1 – 2 | 3.76 | 0.993 | 0.001 | دالّة |
3 – 4 | 3.79 | ||||
أكثر من 4 | 3.88 | ||||
المحاور ككل | 1 – 2 | 3.72 | 1.825 | 0.001 | دالّة |
3 – 4 | 3.76 | ||||
أكثر من 4 | 3.85 |
يبيّن الجدول أعلاه، أنّ قيمة الدّلالة أدنى من مستوى الدّلالة (0.05) في المحورين الأوّل والثّاني بالإضافة للمحاور ككل، وعليه نستنتج أنّه توجد فروق ذات دلالة إحصائيّة عند مستوى الدّلالة (0.05) بين متوسّطات تقديرات طلّاب المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة في لبنان حول اتّجاهاتهم نحو مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة تُعزى لمتغيّر الدورات التدريبية وهي لصالح الطلاب الذين شاركوا بأكثر من (4) دورات، ويحلل الباحث هذه النتيجة وفق رأيه وخبرته، أنّه قد يكون كلّما زادت مشاركة الطلاب المستطلعين بدورات تدريبية قائمة على تطبيقات الذّكاء الاصطناعي وتوظيفها في كتابة البحوث العلمية زادت لديهم معرفة درجة مساهمتها في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة سواء من خلال توظيفها في كتابة المحتوى الآلي لهذه البحوث أو احترام الاعتبارات الأخلاقية لتخرج هذه البحوث اكثر رصانةً وموثوقيةً وموضوعيةً.
القسم الثالث: الفروق الخاصّة بمتغيّر التخصص
استخدم الباحث الاختبار المعلمي تحليل التباين الآحادي (One-Way ANOVA) للإجابة على هذا السؤال الخاص بقياس الفروق الإحصائيّة بين إجابات الطّلّاب المُستطلَعين حول اتّجاهاتهم نحو مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة تُعزى لمتغيّر التّخصّص، وقد بيّنت النّتائج ما يلي:
الجدول رقم (14): الفروق بين إجابات الطّلّاب المستطلعين التي تُعْزى لمتغيّر التّخصّص
المتغير | الاختصاص | الوسط الحسابي | قيمة “t“ | قيمة الدلالة | الاستجابة |
تجويد كتابة المحتوى الآلي | تربية | 3.74 | 1.716 | 0.01 | دالة |
العلوم الاجتماعية | 3.73 | ||||
علم النفس | 3.74 | ||||
الإعلام | 3.79 | ||||
تحقيق الاعتبارات الأخلاقية | تربية | 3.80 | 1.117 | 0.028 | دالة |
العلوم الاجتماعية | 3.78 | ||||
علم النفس | 3.78 | ||||
الإعلام | 3.88 | ||||
المحاور ككل | تربية | 3.77 | 1.062 | 0.001 | دالة |
العلوم الاجتماعية | 3.75 | ||||
علم النفس | 3.76 | ||||
الإعلام | 3.84 |
يبين الجدول أعلاه، أن قيمة الدلالة أدنى من مستوى الدلالة (0.05) في المحورين الأول والثاني بالإضافة للمحاور ككل، وعليه نستنتج أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05) بين متوسطات تقديرات طلاب المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانيّة والاجتماعية في لبنان حول اتجاهاتهم نحو مساهمة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في تجويد كتابة البحوث الإنسانيّة تعزى لمتغير التخصص وهي لصالح طلاب الإعلام، ويحلّل الباحث هذه النّتيجة وفق رأيه وخبرته، بأنّه قد يكون طلّاب الإعلام أكثر اطّلاعًا على تطبيقات الذّكاء الاصطناعي بحكم تخصّصهم، ودخول هذه التطبيقات في إنشاء الخبر ونشره من خلال صور وفديوهات وإعلانات وعروض تقديمية وغيرها.
توصيات الدّراسة: بناءً على ما سبق من نتائج أوصى الباحث بالآتي:
- استطلاع الحاجات التّدريبيّة لطلّاب المعهد العالي للدّكتوراه في مجال استخدام تطبيقات الذّكاء الاصطناعي.
- إعداد دورات تدريبية لطلاب المعهد العالي لدكتوراه تهدف إلى تنمية مهاراتهم في استخدام تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في كتابة البحوث العلمية.
- توفير المعهد العالي للدّكتوراه للطّلّاب باقة متكاملة من التطبيقات المجانيّة القائمة على الذّكاء الاصطناعي ذات مصداقيّة عالية وتسهم في تجويد الكتابة البحثيّة لديهم.
- تحقّق طلاب المعهد العالي للدكتوراه من صحّة المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة تطبيقات الذّكاء الاصطناعي، من خلال مقارنته مع النظريات واتجاهات الباحثين وأمهات الكتب والبحوث المنشورة.
- متابعة اللجان البحثية بالمعهد العالي للدكتوراه التزام الطّلّاب بأخلاقيّات استخدام تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في كتابة البحوث العلمية.
- توجيه المشرفين لطلاب المعهد العالي للدكتوراه نحو مخاطر استخدام تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في كتابة البحوث العلمية من ناحية تجنّب السرقة العلمية والابتعاد عن توظيف النصوص الآلية المستخلصة من هذه التطبيقات كما هي.
- تشجيع واضعي المناهج في كليات العلوم الإنسانيّة، في تضمين مقرر خاص بتدريس تطبيقات الذّكاء الاصطناعي وطرق الاستفادة منها في البحث العلمي.
مقترحات الدّراسة
أوصى الباحث بناءً على سبق من نتائج بإجراء دراسات حول:
- تقييم موثوقية تطبيقات الذّكاء الاصطناعي لمراجعة الأدبيّات في البحث العلمي.
- تعزيز التّدقيق اللُّغوي والتّحرير الأكاديمي باستخدام تطبيقات الذّكاء الاصطناعي.
- استكشاف دور تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في توليد الأفكار والابتكار البحثي.
- الكشف عن التحديات الأخلاقيّة لاستخدام تطبيقات الذّكاء الاصطناعي في البحث العلمي والكتابة الأكاديميّة.
المراجع العربية
- حمدان، إسراء، والعمري، بسام .(2022). واقع تمكين طلبة الدراسات العليا في الجامعات الأردنية من إجراءات البحث العلمي استنادّا لنموذج كونغر وكاننغو، المجلة العلمية لكلية التربية، جامعة اسيوط 38 (7).
- خلف، أحمد .(2015). مستوى الوعي بأخلاقيات البحث التربوي لدى طلبة الدراسات العليا بجامعة الباحة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس، مجلة كلية التربية، جامعة الأزهر، العدد 165.
- الخليفة، أمل . (2014). مدى إلمام طالبات الدراسات العليا بأخلاقيات التعامل مع الذّكاء الاصطناعي في ضوء شرعة أخلاقيات العلوم والتكنولوجيا الصادرة عن اليونيسكو، كلية التربية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، رسالة ماجيستير، 114.
- الرقاوي، محمد .(2011). الذّكاء الاصطناعي والشبكات العصيبة، بغداد: جامعة الإمام جعفر الصادق.
- زعابطة، سيرين هاجر .(2023). استخدام أدوات الذّكاء الاصطناعي في البحوث العلمية في ميدان العلوم الإجتماعية والإنسانيّة، جامعة منتوري قسنطية، مجلة العلوم الإنسانيّة، 5 (2).
- الصبحي، صباح .(2020). واقع استخدام أعضاء هيئة التدريس بجامعة نجران لتطبيقات الذّكاء الاصطناعي في التعليم، مجلة كلية التربية، جامعة عين الشمس، 33.
- الصياد ويحي .(2023). دور الذّكاء الاصطناعي في تطوير مهارات البحث العلمي لدى طالبات كلية التربية بجامعة الملك سعود، مجلة البحوث التربوية والنوعية، 19.
- عبدالفتاح، حسين .(2018). مقدمة في تكنولوجيا التعليم، مصر: دار المعرفة.
- عبدالله، الأحمد .(2017). الأخلاقيات الرقمية والحداثة في التواصل الإنساني، المجلة الأردنية للعلوم الإجتماعية، 1 (2).
- قبقب، علي، المخلافي، حمود .(2022). درجة توافر مهارات البحث العلمي لدى طلبة كلية التربية بجامعة إقليم سبا من وجهة نظر الطلبة ومشرفيهم، المجلة العلمية لجامعة إقليم سبأ، 4 (1).
- محمد، درار .(2019). أخلاقيات الذّكاء الاصطناعي والروبوت، دراسة تحليلية، المجلة الدولية لعلوم المكتبات والمعلومات، 6 (3).
المراجع الأجنبية
- Aldosari, s. (2020). Potential effects of artificial intelligence on scientific research writing, international journal of higher education, 9(3).
- Amato, G. (2022). Artificial Intelligence for Media and Humanities (AIMH), Web Site: http://aimh.isti.cnr.it/
- European Parliamentary Research Service (EPRS).( 2020). The ethics of artificial intelligence: Issues and initiatives,Brussels: EPRS | European Parliam.
- Ostherr, K. (2022). Artificial Intelligence and Medical Humanities, Journal of Medical Humanities (2022) 43:211–232, Web Site: https://doi.org/10.1007/s10912-020-09636-4
- Stefan, T.-M. (2020). Ethics in Artificial Intelligence, International Journal of User-System Interaction, no. N 3, pp. 126-148,J.
- Wang, s, Yu, Hu. (2020). Comprehending the willingness of faculty to use intelligent tutoring systems in the artificial intelligence era, British journal of educational technology, 5(1).
– باحث دكتوراه في المعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنتنيّة الآداب والعلوم الإنسانيّة- قسم التربية- ماجستير في التاريخ الوسيط- ماجستير في – [1] الرياضيات.
Doctoral researcher at the Higher Doctoral Institute at the Lebanese University of Arts and Human Sciences – Department of Education – Master in Medieval History – Master in – Mathematics– EMAIL: mehidineid@gmail.com-Phone Number : 0096171464405
[1]