الهويّة العربيّة وازدواجيّة اللّغة في عصر المعلوماتيّة
Arab identity and bilingualism in the information age
oday Dahham Turki Al-Dulaimi عدي دحام تركي الدليمي)(
تاريخ الإرسال : 19-3-2024 تاريخ القبول : 8-4-2024
الملخص
بتنا نعيش اليوم في عالم تسيطر عليه وسائل التّواصل الاجتماعي (فيسبوك – تويتر- انستغرام – تيك توك…)، وقلّما نجد أفرادًا من مختلف المراحل العمريّة لا يستعملون أحد هذه التّطبيقات، لا سيّما الأكثر شهرة منها، مع العلم أنّ لكل تطبيق مميزات خاصة يتمتع بها، وبات الأفراد ينشرون عبر هذه التّطبيقات أخبارًا متنوعة عن حياتهم اليوميّة، وصورًا وفيديوات لمختلف الأنشطة التي يقومون بها أو للموضوعات التي تثير اهتمامهم، أو حتى الأمور التي تعجبهم في مختلف القضايا التي تتنوع بتنوع الحياة الإنسانيّة. وبتفاعل هذه التّطبيقات مع المستخدمين من الخلفيات الثقافيّة واللغويّة المختلفة، فبات التّفاعل اللغويّ والتأثير الدّلالي أمرًا واقعًا، فكيف يؤثر استخدامنا لوسائل التّواصل في اللّغة العربيّة؟ وكيف تتفاعل اللّغة العربيّة مع هذه المواقع وداخلها؟ وكيف يوظف المستخدمون العرب اللّغة العربيّة للتعبير عن أنفسهم ضمن هذا الفضاء؟
لا شك في أنّ الأمر لا يقتصر على وسائل التّواصل الاجتماعي، فقد بتنا نعيش في عصر رقمي، يتحول فيه كل شيء إلى نسخة ديجتال Digital ، لذلك علينا نحن العرب أن نحجز لنا مكانًا في هذا الفضاء الرّقمي وفي هذا العصر المعلوماتي لنا وللغتنا العربيّة.
نبدأ هذا الفصل بالكلام على مواقع التواصل الاجتماعي، واستخدام اللّغة العربيّة فيها، ونحاول الإشارة إلى مكامن الخلل اللغويّ المتعلق باللّغة العربيّة في هذه المواقع.
الكلمات المفاتيح: مواقع التواصل- اللغة العربيّة- الهّويّة- التفاعل
Abstract
Today we live in a world controlled by social media (Facebook – Twitter – Instagram – Tik Tok…)، and we rarely find individuals of all ages who do not use one of these applications، especially the most famous ones، knowing that each application has special features. They enjoy it، and individuals have begun to publish through these applications various news about their daily lives، and pictures and videos of the various activities that they do or of topics that interest them، or even things that interest them in various issues that are as diverse as human life. With the interaction of these applications with users from different cultural and linguistic backgrounds، linguistic interaction and semantic influence have become a reality. How does our use of means of communication affect the Arabic language? How does the Arabic language interact with and within these sites? How do Arab users use the Arabic language to express themselves within this space?
There is no doubt that the matter is not limited to social media، as we now live in a digital age، in which everything turns into a digital version، so we Arabs must reserve a place for us in this digital space and in this information age for us and for our Arabic language.
We begin this chapter by talking about social networking sites and using the Arabic language there، and we try to point out the linguistic shortcomings related to the Arabic language on these sites.
Keywords: social networking sites – the Arabic language – identity – interaction
المقدّمة
لنتمكن من فهم ما سيكتب لاحقًا لا بدّ من تعريف الإنترنت، وتحديد طبيعته وماهيته، أضف إلى نبذة سريعة عن تاريخه، وذلك قبل أن ننتقل للحديث عن وسائل التواصل الإلكترونيّة الحديثة التي وُجدت بفضل الإنترنت.
ماهو الإنترنت ؟
لقد وجدت أنه من الطّريف والمناسب الاعتماد على ما ورد على الإنترنت نفسه لتعريفه، فبعد سنوات قليلة سيصبح الإنترنت هو المصدر الموثوق للمعلومات بأشكالها كافة.
أورد موقع ويكيبيديا أنّ الإنترنت هو: “شبكة اتصالات عالميّة تسمح بتبادل المعلومات بين شبكات أصغر تتصل من خلالها الحواسيب عبر العالم، تعمل وفق أنظمة محددة ويعرف بالبروتوكول الموحد، وتشير كلمة إنترنت إلى جملة المعلومات المتداولة عبر الشّبكة وأيضًا إلى البنية التحتيّة التي تنقل تلك المعلومات عبر القارات”().
ويشير هذا التعريف إلى أنّ لفظة إنترنت تشير إلى كلّ ما له علاقة بالشّبكة نفسها من بنى تحتيّة، ومواقع إفتراضيّة موجودة، ومعلومات تُتبادل. أمّا عن طبيعة هذه الشّبكة ووظيفتها فقد أورد الموقع نفسه الآتي :
الإنترنت شبكة عالميّة من الرّوابط بين الحواسيب تسمح للناس بالاتصال والتواصل مع بعضهم، واكتساب المعلومات ونقلها من الشّبكة الممتدة إلى أرجاء الأرض جميعها بوسائل بصريّة وصوتيّة ونصيّة مكتوبة، وبصورة تتجاوز حدود الزّمان والمكان والكلفة وقيود المسافات، وتتحدى في الوقت نفسه سيطرة الرّقابة الحكوميّة، ويُعرّف آخرون الإنترنت كذلك بأنّه شبكة دوليّة للمعلومات تتفاهم باستخدام بروتوكولات، وتتعاون في ما بينها لصالح مستخدميها جميعهم، وتحتوي على العديد من الإمكانات مثل البريد الإلكتروني، والاتصال الصّوتي والمرئي بين الأشخاص؛ وتتيح إقامة المؤتمرات بالفيديو، وقوائم البريد بالإضافة إلى الملايين من الأخبار والتّحليلات الصحفيّة، والعديد من الملفات المتاحة لنقلها واستخدامها بطريقة شخصيّة”().
تاريخ الإنترنت : عندما اخترع ألفرد نوبل() ، البارود لم يكن يخطر في باله، ولو بشكل بسيط، الاستخدامات التي ستتمكن البشريّة من استخدامه بها، وجلّ ما كان يهمه هو مساعدة عمال المناجم على تفتيت الصّخور، ومن المؤكّد أنّ العلماء الأوائل الذين عملوا على ربط مجموعة من شبكات المعلومات ببعضها، لم يكونوا يتخيلون حتى الحجم الذي ستصله هذه الشّبكة العملاقة، أو حتى بعض الاستخدامات المتاحة اليوم.
“ظهر الإنترنت نتيجة لمشروع (أربانت) الذي أطلق العام 1969، وهو مشروع من وزارة الدّفاع الأميركيّة. أنشئ هذا المشروع من أجل مساعدة الجيش الأمريكي عبر ربط شبكات الحاسب الآلي، وربط الجامعات ومؤسسات الأبحاث لاستفادة المثلى من قدرات الحواسيب المتوفرة”().
نلاحظ أنّ الفكرة من وراء الإنترنت كانت الاستخدام العسكري، لتأمين أكبر قدر من المعلومات، وسهولة التّواصل للجيش الأميركي. ولم تتحول هذه الشّبكة إلى الاستخدام المدني” إلّا العام 1983 عندما استبدلت وزارة دفاع الولايات المتحدة البروتوكول NCP الذي كان يتحدث عن سريّة المشروع، واستعاضت عنه بحزمة مواثيق (بروتوكولات) الإنترنت، فرُبِطت الجامعات الأميركيّة جميعها في ما بينها، وقد بدأت الشّبكة بالاتساع نتيجة جهود طلبة الجامعات الذين لعبوا دورًا فعالًا في تطوير الإنترنت. وبدأ تأسيس شركات خاصة بالإنترنت، وبحلول العام 1996 صار استخدام كلمة الشّبكة قد أصبح شائعًا”().
إذًا لقد أصبح ممكنًا لأجهزة الهاتف الآن التقاط الصور، وعرض برامج التّلفزيون، والربط بشبكة الإنترنت، ويمكن أن تستخدم لممارسة الألعاب، وتشغيل الموسيقى، والقيام بجميع أنواع الأشياء التي لم يكن ممكنًا تصورها قبل سنوات قليلة فقط. العالم حاليًا “مشبك” ولكننا لا نعرف كيف “().
ما هي التغييرات والتأثيرات التي ستكون لهذه التكنولوجيا الجديدة على حياتنا اليوميّة وعلى مجتمعنا”() أو على الأقل لا نعرف تأثيراتها النّهائيّة. ولكن ما لا شكّ فيه فإنّ هذه التكنولوجيا قد تركت أكبر الأثر في وسائل الإعلام التي تغيّرت كثيرًا منذ بزوغ فجر الإنترنت. فما هو هذا الأثر؟ وكيف أصبحت وسائل الإعلام في عصرنا الراهن؟
وسائل الإعلام في عصر الإنترنت:يمكن القول “إنّ الأنواع أو الوسائط القديمة لا تختفي كليًا، إذ يتعايش القديم والجديد معًا، ويتنافسان إلى أن يحدث نوع من تقسيم العمل بينهما. ومن أمثلة ذلك استمرار استخدام المخطوطات (الكتابة اليدويّة) لأغراض الاتصال الشّخصي كالخطابات الأسريّة أو التّجاريّة”()، أو حتى الرسائل العاطفيّة، والعسكريّة السريّة.
هذا ويرى الصّحافي ياسر الغسلان “أنّ الإعلام الإلكتروني هو بديل ناجح، ومؤثر للإعلام المطبوع الذي يعيش بدوره هذه الأيام مرحلة حسّاسة في صراعه من أجل البقاء في ريادة الإعلام المؤثر عالميًا وفي وجه التّهديد المتزايد لوسائل الإعلام البديلة، والحديثة من إنترنت وجوال وفضائيّات والتي أثّر تزايدها سلبًا على صناعة الإعلام الورقي، وفي عدّة أوجه لعلّ أكثرها أهمّيّة تأثيرها على معدلات قراءة الإعلام المطبوع، والتأثير سلبًا على معدلات التّوزيع والإعلان، وذلك بسبب ما تقدمه هذه الوسائل الحديثة للقارئ العادي من سرعة الوصول، والتكلفة المنخفضة مع الاحتفاظ بمستوى صدقيّة، وحرفيّة تضع في الاعتبار متطلبات هذا العصر السّريع والمتغير على الدّوام……إنّه على الرّغم من الصّورة التي قد يرى البعض أنّها تُنبئ بزوال الإعلام المطبوع بحكم معطيات الحاضر، إلّا أنّه في تقديري لن يزول الإعلام المطبوع على الأقل في العقدين القادمين، ولعلّ شواهد التاريخ تخبرنا أنّ الصحافة الورقيّة استطاعت الصمود أمام ظهور الإذاعة ومن بعدها التّلفزيون…….كما أنّ الإعلام بطبيعته متغير ومتنوع نظرًا إلى طبيعة العمل الإعلامي ذاته، فالصّراع المتكرر بين الوسيلة الجديدة والوسيلة القديمة ومن يستطيع أن يلغي الآخر يشكّل جزءًا من عمليّة الإعلام”().
وإذا كانت الصّحافة الورقيّة، قد أحدثت في عصرها وزمانها ثورة في نشر الخبر والمعلومة وفي تثقيف الجمهور بشكل واسع، فإنّ ما تستطيع الصحافة الإلكترونيّة فعله هو أكبر بكثير، فقد بدأ العالم اليوم يعيش عصر ما بعد الإعلام الجديد. هذا العالم الذي تجاوز فيه الخبر حدوده الزمانيّة والمكانيّة المعقولة لينتقل فيها وبسرعة الضوء من أقصى شمال الأرض إلى أقصى جنوبها لقد بدأنا في لحظات، نعيش عصر ما بعد الإعلام الجديد والذي بدأ يتشكل متحررًا نسبيًا من عصر الرّقابة الشّديدة التي كانت ترافق الصّحافة الورقيّة، عالم تقرأ فيه الخبر وتستطلع آراء الناس حوله من أصقاع الأرض كلّها، فيتفاعل الجمهور مع الخبر أولًا، ثم تتفاعل ردود فعل الناس في ما بينها. هذا كلّه نتيجة تزايد الاعتماد العالمي على وسائل التّواصل الاجتماعي بما هي فريق اجتماعي وتواصل معلوماتي، وتفاعل ثقافي معرفي إذ قد يتأثر الفرد بالآراء والأفكار التي يسمعها ويقرؤها عبر هذه النّقاشات والتّعليقات التي ترد حول خبر ما، و قضية معينة.
وسائل الإعلام الجديدة والمجتمع: يتخوّف الكثيرون من أن نواجه مرضًا عالميًا جديدًا يصيب المجتمع، يتمثل بالإدمان الأممي على التّواصل والوجود خارج الحدود الجسديّة لعوالم افتراضيّة، تخلق منا واقعًا ربما هو مغاير لحقيقتنا وربما هو تشكيل مزيف لما كنا نأمل أن نكون عليه ونحلم. هذه الحالة من الإدمان الافتراضي الخارج عن السّيطرة يراه البعض بداية لحقيقة مخيفة مفادها أن لا وجود لإنسان ما في العقل الاجتماعي، والواقع الحياتي ما لم يكن له وجود افتراضي ملموس. وقد بتنا نسمع أسئلة اجتماعيّة مثل: “لماذا لم نعد نراك على الفيسبوك؟”، و”لماذا لم نعد نقرأ تغريداتك عبر تويتر؟”، و “أين أنت غائب عن السمع منذ مدة؟”.
“في دراسة حديثة لشركة Gortmer الأميركيّة() إشارة إلى أنّ أكثر من ربع المستطلعة آراؤهم قد انخفض استخدامهم لشبكة “فيسبوك” بشكل ملموس، فلقد أوضحت الشّريحة المستطلعة والتي تتراوح أعمار المشاركين فيها بين 18 و 19 سنة إلى أنّ استخدامهم انخفض ليصبح في حدود الزّيارة الواحدة في الشّهر بسبب الملل والضجر، إلّا أنّ الدراسة أوضحت، في الوقت ذاته، أنّ أكثر من 37% من المستطلعة آراؤهم اعترفوا أنهم يستخدمون “فيسبوك” أكثر من المعدل الطبيعي، وهو مؤشر إدمان كما يصفه البعض، وهو كذلك ما تؤيده دراسة بحثيّة أخرى أجرتها شركة الأبحاث Intersperiue والتي وجدت أن 53% من العينة المكونة من 1050 شخصًا مستطلعة آراؤهم اعترفوا أنّهم يشعرون بالإحباط في حال وجودهم في مكان لا يتوفر فيه اتصال بالإنترنت، وأنّ 40% منهم يشعرون بالوحدة عندما لا يتمكنون من التّواصل مع العالم عبر الإنترنت”().
في عالمنا العربي لا تتوفر إحصائيّات دقيقة تؤيد، أو تخالف نتائج الدّراسات الغربيّة والتي توضح بشكل جليّ أن هناك ربما خللًا بدأ يظهر في البنية الاجتماعيّة، إلّا أنّ الأرقام التي تتوفر لدينا في العالم العربي تؤيد أن النّمو كبير في استخدام شبكات التّواصل، وهو ما أوضحه “التقرير العربي الثاني للإعلام الاجتماعي” والصّادر عن كليّة دبي للإدارة الحكوميّة، الذي يشير إلى أنّ عدد مستخدمي شبكة الفيسبوك في الوطن العربي وصل مع نهاية ربيع 2011 إلى 27.7 مليون مستخدم، وذلك بزيادة قدرها 30% عن بداية العام، كما أنّ عدد مستخدمي “شبكة تويتر” النّشطاء في الوطن العربي، وصل أثناء المدّة ذاتها إلى مايزيد على 1.1 مليون مستخدم، وبمعدل تحديث للمشاركات على الأقل مرة كل أسبوعين، إذ فيها أرسل هؤلاء النّشطاء مايزيد على 22.7 مليون تغريدة تويتر خلال الربع الأول من 2011، وهي أرقام تثير كثيرًا من التّساؤلات حول التأثير الذي تحدثه هذه الشّبكات على المجتمع إيجابيًا وسلبيًا، خصوصًا مع تداخل الأدوار وانهيار مفاهيم وأسس، كانت لعقود طويلة حاجزًا في وجه المشاركة الاجتماعيّة، ومانعًا لعمليّة تلاقي الأفكار، وحريّة التّعبير وتدفق المعلومات.
والسؤال المطروح الآن، أو بالأحرى الأسئلة المطروحة، ما الدور الذي أدّته هذه الوسائل في الرّبيع العربي؟ وكيف استطاعت تحريك الجماهير وتوجيهها؟ وهل عبّرت هذه الوسائل عن الصورة الحقيقيّة لهذا الحراك الشّعبي الاجتماعي الأول من نوعه في العالم العربي؟ أم أنّها خضعت لمصالح سياسية واقتصاديّة وطائفيّة كبقيّة وسائل الإعلام! هذا ما سنسعى للإجابة عنه الآن.
مواقع التّواصل الاجتماعي: مفهوم الإعلام الاجتماعي
تعد مواقع التّواصل الاجتماعي وشبكاته أحد أبرز مظاهر الإعلام الجديد الذي أنتجته، وساعدت على ظهور ثورة الإنترنت. ويعرّف الإعلام الاجتماعي أنّه: “إعلام يعتمد على التّقنيات الجديدة التي بدأت بعد اختراع الإنترنت، مثل المنتديات والمدوّنات وبرامج التواصل الاجتماعي، ويمتاز بكونه إعلامًا غير وسيط، إذ الكل فيه مستقبل ومرسل بعكس الإعلام التّقليدي (الإذاعة والتلفزيون، والصحافة) الذي هو إعلام وسيط يبدأ بإرسال مؤسساتي إلى استقبال جماهيري”().
ويحتل التّفاعل الاجتماعي في العملية الاتصالية مكانة بارزة عند علماء النّفس الاجتماعي الذين أولوه أهميّة خاصّة، وعدُّوه أساس العلاقات العامة بين الأفراد، وعصب العمليّة الإتصاليّة. ويشير التّفاعل الاجتماعي إلى: ” تلك العمليات الإدراكيّة والمشاعريّة والسلوكيّة التي تحصل بين الأطراف المتصلة، فتتبادل هذه الأطراف رسائل كثيرة في ما بينها في موقف اجتماعي محدد زمانيًا ومكانيًا، ويكون سلوك كل طرف منها منبهًا لسلوك الطرف الآخر”(). وأساس فكرة مواقع التواصل الاجتماعي كان مبنيًّا على تحقيق هذه العمليات، والسّلوكيات بين الأفراد والأصدقاء، إلّا أنّه بعد عدّة سنوات فقط من إنشائها، أخذت تخترق بالإضافة إلى الجوانب الاجتماعيّة عموم القطاعات المختلفة كالسياسيّة والاقتصاديّة وغيرها.
ويعدُّ الكثير من الفلاسفة أمثال هوسرل (Husserl) وهيديجر (Heidegger) أنّ التفاعل هو جوهر الاتصال وأساسه، إذ إنّه على المستوى الذاتي يعطي الأفراد دلالات ومعاني وتفسيرات للرسائل بصورة ذاتية، تجعلهم يختلفون عن الآخرين، ” فالفرد يتفاعل بشكل نشط مع المؤثرات البيئيّة والاجتماعيّة من خلال طبيعته السيكلوجيّة والاجتماعيّة وتراكم خبراته، كما أنّه على النطاق الشّخصي غالبًا ما تحمل الموروثات والطبائع بعدًا أساسيًا في إضفاء طابع إيجابيّة الاتصال، ويمكن الجزم أنّ المجتمع الكوني لا يستطيع الحياة من دون الاتصال الذي في المقابل لا يمكن أن يحدث إلا داخل إطار أو نسق اجتماعي”().
وعند الحديث عن شبكات التواصل الاجتماعي نجد أنّ هناك ارتباطًا وثيقًا بين جانبين: الأول هو الاجتماعي والمجتمعي، والثاني هو التّكنولوجي والإنترنت، ومن وجهة نظر وازرمان فروست (Wazrman Frost) فإنّ “الشّبكة الاجتماعيّة هي مجموع العلاقات بين الكيانات الاجتماعية”(). ولهذا فإنّ “التّفسير السّوسيولوجي (علم الاجتماع) أقرب إلى تفسير نشأة شبكات التّواصل الرقميّة فغريزة الإجتماع لدى الفرد جعلته يسعى دائمًا إلى التعرف بالآخرين من خلال الحديث إليهم ومحاولة التعرف إليهم، إذ إنّ الاستمالة بالدّردشة بالكمبيوتر تسهم في خلق السّلوك القبلي عبر الإنترنت لدى الفرد”().
أشكال مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي:
تتعدد أشكال مواقع وشبكات التّواصل الاجتماعي، ويمكن تصنيفها وفق وظائفها والوسائل التي تستخدم فيها، فهناك أدوات النشر (ويكيبيديا)، وأدوات التّشارك كمواقع تحميل الفيديو (اليوتيوب) والصور (الفليكر)، وأدوات الدّردشة (المنتديات)، وهناك الشّبكات الاجتماعيّة العامّة (الفيسبوك)، ووسائل الإشهار الصّغيرة (تويتر). وتتفاوت درجة إقبال النّاس بين موقع وآخر، لكن في الوقت ذاته فإنّ مواقع التّواصل الاجتماعي على اختلاف أنواعها تشهد إقبالًا واسعًا لا سيّما في السنوات الأخيرة، وتتوقع إحصائيّة صادرة في العام 2011 أن يصل عدد المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي إلى حوالي (مليار وخمسة ملايين) مستخدم في العام 2012(). وفي ما يلي أبرز هذه المواقع:
اولاً : الفيسبوك (Facebook)
يعدُّ موقع الفيسبوك أشهر شبكة اجتماعيّة عالميّة، إذ يحتل المرتبة الأولى على عرش الشّبكات الاجتماعيّة، وتأسس الموقع في العام 2004 على يدّ طالب أميركي في جامعة (هارفرد Harvard) يدعى مارك زوكربيرج (Mark Zuckerberg)()، وأعطاه اسم فيسبوك ومعناه “كتاب الوجوه” في إشارة إلى الكتب المطبوعة المعروفة بـ ” كتب الوجوه” والتي كانت توزع على الطلبة لمساعدتهم في التّعرّف إلى أسماء زملائهم في الصف، وكان الفيسبوك في البدايّة فكرة بسيطة تقوم على إنشاء موقع إلكتروني تفاعلي يسمح لطلبة جامعة “هارفرد” بالتواصل في ما بينهم خلال دراستهم والإبقاء على علاقاتهم بعد تخرجهم. وكان الاشتراك في الفيسبوك يقتصر على جامعة “هارفرد” فقط، ثمّ بعد أن حقق شعبيّة كبيرة في الجامعة انتقل إلى سائر الجامعات الأخرى، ثم إلى المدارس الثانويّة ثم إلى الشركات، لكن أكبر نقطة تحول جاءت في سبتمبر عام 2006 بعد أن تخلى الفيسبوك عن إلزامية امتلاك العضو حساب بريد الكتروني صادر عن مدرسة أو شركة، ما جعله يفتح أبوابه أمام أيّ شخص لديه عنوان بريد إلكتروني فاعل().
وانتشر الموقع في عموم أرجاء العالم بسرعة قياسيّة حتى أنّه أصبح يحتل المرتبة الثانية بين أكثر المواقع زيارة على مستوى العالم حسب ترتيب موقع أليكسا Alexa)) وتدل الإحصائيّات المنشورة عن الموقع على حجم الإقبال اللافت عليه خاصّة في الآونة الأخيرة بعد اندلاع شرارة الثورات العربيّة، وتشير إحصائيّة صادرة مطلع العام 2012 أنّ عدد مستخدمي الفيسبوك تخطى (800 مليون) مستخدم نشط، منهم (200 مليون) سجّلوا خلال العام 2011 فقط، في ما تُحمَّل (250 مليون) صورة يوميًا، ويشاهد ما يعادل (150) سنة من الفيديو المتضمن من يوتيوب داخل الموقع ويتوفر الفيسبوك بأكثر من (70) لغة، وهناك نحو (350 مليون) مستخدم يدخلون لحساباتهم في الفيسبوك عن طريق الهواتف الذكية().
ويتّضح مما سبق أنّ الفيسبوك لم يكن عند إنشائه سوى فكرة بسيطة للترفيه والتسليّة والتّواصل الاجتماعي، لكن سرعان ما تغيرت وظائفه بعد سنوات قليلة، ودخل قطاعات سياسيّة واقتصاديّة كان له أثر بارز فيها، وعمل على إحداث تغيير جذري لمفهوم الإعلام، وعلاقته بجمهوره الذي أصبح يصنع الحدث، وينقله ويعلق عليه بكل سهولة وحرية. وتجمع الدراسات المختلفة أنّ الفيسبوك تحول إلى لاعب أساسي ومؤثر في مختلف الشرائح الاجتماعية وخاصّة فئة الشّباب والطلبة.
ثانيّا: تويتر (TWITTER)
موقع إنترنت يصنّف على أنّه شبكة اجتماعيّة تستخدم مفهوم التدوين المصغر، وقد أخذ تويتر اسمه من مصطلح (تويت) الذي يعني التّغريد، واتخذ من العصفورة رمزًا له، وهو خدمة مصغرة تسمح للمغرّدين إرسال رسائل نصيّة لا تتعدى (140) حرفًا للرسالة الواحدة للإجابة عن سؤال بسيط وهو (ماذا يحدث؟). وقد أُنشىء الموقع ونُشر منتصف العام 2006، ولم تمضِ أشهرٌ حتى أصبح من أشهر المواقع في العام 2007، فتخطى عدد مستخدميه بعد خمس سنوات حاجز (225) مليون مشترك منهم (100 مليون) سجلوا خلال العام 2011 فقط(). وتزيد تحديثاتهم عن (1650) تغريدة في الثانية، ويبلغ عدد الموظفين بمبنى الإدارة في سان فرانسيسكو (San Francisco) أكثر من (600) موظف، وفي منتصف العام 2011 أتاحت تويتر إمكانيّة مشاركة الصورة مباشرة من خلال خدماتها بدلًا من الاعتماد على خدمات خارجيّة، وما يميّز تويتر أنّه يتسم بالسّرعة الكبيرة في نقل المعلومة والأخبار العاجلة أولًا بأول وفور وقوعها بتصميم بسيط ومختصر(). ويستخدم الموقع لأغراض عديدة منها: الحديث عن الحياة الخاصّة، والجوانب الشّخصيّة للمستخدم، والتواصل مع الآخرين، وإرسال رسائل قصيرة (sms) مجانًا، والمتابعة المستمرة للأخبار والأحداث المختلفة، واستخدامه كملحق للمدونات، ولنشر الروابط، واستُخدِم تويتر بكثافة في العديد من الأحداث السياسيّة، كالانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة في العام 2008 والانتخابات الرئاسيّة الإيرانيّة في العام 2009، وهجمات بومباي(Bombay) التي وقعت في الهند العام 2008. والحرب الإسرائيليّة على قطاع غزة أواخر العام 2008، وقد أنشأت القنصلية الإسرائيليّة حسابًا لها على تويتر لنشر روايتها، في ما نشطت مجموعات من المدونين خاصة ” الجزيرة توك”. و”غزة توك” للرد على الدّعاية الإسرائيليّة وإبراز وجهة نظر الضحيّة().
ثالثًا: المدونات (Blogs) :
هي وسيلة من وسائل الاتصال على شبكة الإنترنت، وشكل من أشكال صحافة الشّبكات، ينشئها أفراد أو جماعات لتبادل الأفكار والآراء حول الأخبار أو الموضوعات ذات الاهتمام، وتتيح للمستخدمين إمكانيّة نشر أي مادة، وتبادل الرأي والتّعليقات حولها من دون أي قيود، ومع تطورها وتزايد أهميتها أصبحت مصدرًا للأخبار، ووسيلة لتحقيق العديد من الوظائف وإشباع الحاجيّات(). ونظرًا إلى أهميّتها فقد حاولت وسائل الإعلام التقليديّة الاستفادة منها وتوظيفها على مواقع خاصة بعد أن استخدمت التّسجيلات الصوتيّة والفيديو في النّشر والإذاعة إلى جانب النّصوص والصور الفوتوغرافيّة(). وتجمع الكتابات التّاريخيّة لنشأة المدونات على أنّ انتشارها الواسع جاء بعد أحداث 11 سبتمبر العام 2001. وزاد انتشارها أكثر بعد غزو العراق في مارس 2003، وما يسمى “الحرب على الإرهاب”، واستمر انتشارها عامًا بعد آخر حتى غدت من الوسائل الرئيسة على شبكة الإنترنت، إذ تشير الإحصائيّات إلى أنّ عدد المدونات حتى العام 2007 بلغ نحو (106 مليون) مدونة على مستوى العالم(). بينما يشير محرك البحث الخاص بالمدونات تيكنوراتي (Technorati) والذي يُعنى بأرشفتها وتبويبها على الإنترنت، إلى أنّ متوسط عدد الرسائل الإخباريّة التي نشرتها المدوّنات خلال عشرة أيام فقط في المرحلة الممتدة من 11 أبريل – 10 مايو لعام 2008، يزيد عن (50 ألف) رسالة يوميّة().
رابعًا: اليوتيوب ( youtube) :
يعدّ اليوتيوب أكبر موقع على شبكة الإنترنت يسمح للمستخدمين برفع، ومشاهدة ومشاركة مقاطع الفيديو بشكل مجاني، وقد انطلق الموقع في العام 2005، ومن خلاله يمكن إضافة مقاطع فيديو بعد التّسجيل، وتقييم الفيديوات المنشورة، والتعليق عليها، وإضافتها للمفضلة، وإرسالها للأصدقاء، وعرضها في المنتديات والمدونات، والشّبكات الاجتماعيّة ومن أكثر الجوانب التي كان للموقع آثاره الكبيرة والواضحة فيها هو الجانب الاجتماعي والفني، وقد أصبح الكثيرون ممن يبحثون عن الشّهرة يتوجهون إليه بوصفه الوسيلة الوحيدة تقريبًا التي تتيح لأيٍّ كان الظهور، وتمنحه الفرصة للوصول إلى الملايين، كما أنّ اليوتيوب أصبح منفذًا ومتنفسًا للكثير من المعارضين الذين يعانون من التّهميش والقمع من سلطات بلدانهم، فامتلأ هذا الموقع بمشاهد تعذيب المعارضين وانتهاك حقوق الإنسان(). ويعد الموقع من أشكال الإعلام الجديد المهمّة، وقد اختارته مجلة تايمز (Times) الأميركيّة كاختراع مهمّ لعام 2006، وذلك لدوره في إعطاء الفرصة لزواره مجانًا لعرض وإنتاج مواد فيلميّة على الموقع(). وفي ما يتعلق بآخر الإحصائيّات المنشورة في العام 2011 حول الموقع، فإنّ (1 ترليون) هو عدد مشاهدات الفيديو عبر اليوتيوب، وأكثر من (800) مليون زائر يشاهدون أكثر من (90) مليار مشاهدة شهريًا، وفي كل دقيقة يُحمَّل ما يقارب (48) ساعة فيديو في اليوتيوب يوميًا، أي ما يعادل (8 سنوات) من العرض المستمر، ويتوفر اليوتيوب ب(43) لغة حول العالم().
خامسًا: المنتديات (Discussion Forums) :
ظهرت المنتديات قبل ظهور مفهوم الإعلام الجديد لكنّها تعدّ الآن أحدّ أشكاله المهمّة المنتشرة بصورة واسعة في العالم. وهي مساحات متاحة على الموقع الصّحفي أو أيّ مواقع أخرى ذات طابع خاص أو عام على شبكة الإنترنت، وتسمح بعرض الأفكار والآراء أو القضايا المطروحة للمناقشة، ويعرّفها المنتدى العربي الموحد أنّها “مكان يجتمع فيه الأعضاء لتبادل الخبرات، ومعناه في كلمة واحدة المنفعة المتبادلة، وليس معناه أبدًا أنت تسأل ونحن نجيب”، ويدير المنتديات مشرفون لضمان عدم خروج الأعضاء عن القواعد المعمول بها داخل أيّ منتدى(). ونظرًا لأهميّتها فإنّ كثيرًا من المواقع الصحفيّة عدَّتها عنصرًا أساسيًا من عناصرها، كما أنّ من أكثر ما يميزها أنّها شديدة التنوع، وتوجد بكثرة في شتّى المواضيع سواء السياسيّة، أو الاجتماعيّة، أو الاقتصاديّة، أو العلميّة، أو الطبيّة، أو الدينيّة، أو التربويّة، أو الفنيّة، أو الترفيهيّة.
وختامًا، فإنّه لا بدّ من التأكيد على أنّ ظهور مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي، وانتشارها على هذا النحو الهائل والسّريع بين الناس، ما كان ليحصل بهذه الصورة اللافتة لولا ثورة تكنولوجيا المعلومات، والاتصالات التي هيأت المناخ المناسب والأرضيّة المتينة لمثل هذه التطورات، ثم لشبكة الإنترنت التي إليها يرجع الفضل في تطور ونهوض وازدهار المجالات والقطاعات جميعها وبأنواعها المختلفة، ولهذا فإنّه يمكن القول إنّ العلاقة التّكامليّة هي التي يجب أن تكون سائدة، ومتداولة بين مختلف أشكال التكنولوجيا التي حتمًا لا يزال في جعبتها الكثير من التطورات ما سينتفع به الناس، وينعكس بشكل إيجابي على حياتهم إن هم أحسنوا استخدامها بطريقة جيدة.
3.1.9 اللّغة العربيّة في مواقع التواصل الاجتماعي
تعدُّ وسائل التّواصل الاجتماعي تطورًا مهمًّا في الواقع الاجتماعي، إذ أتاحت للأفراد إقامة علاقات اجتماعيّة افتراضيّة من خلالها، وأصبحت تحظى بإقبال متزايد من فئات الشعوب المختلفة جميعها، وتُعدُّ في الوقت نفسه تطورًا علميًا وثقافيًا، فقد أسهمت بتبادل الثقافات بين الأفراد والشّعوب المختلفة، ويمكن إجمال أهميتها في الآتي:
1.وسيلة تثقيف ونقل للعلوم والمعارف، فلقد أصبح من السّهولة بمكان تلقّي المحاضرات العلميّة، والمشاركة في مؤتمرات وندوات، وإجراء مقابلات وحوارات، وكسب مهارات وخبرات…إلخ عن طريق وسائل التواصل الحديثة.
2.التّواصل مع الآخرين كالأقارب والأصدقاء وزملاء المهنة صوتًا وصورة، ومشاركاتهم أفراحهم وأتراحهم ومن دون كلفة وعناء.
3.مشاركات الآخرين الأفكار والاهتمامات والميول بحريّة وأريحيّة.
4.الوقوف على تجارب الآخرين والإستفادة منها ومتابعة ما يُستجد في الكثير من مجالات الحياة المختلفة.
5.البحث عن فرص عمل من خلال مواقع معينة مختصّة.
6.وسيلة تسويٍّق وبيٍّع وشراء وكسب.
دوافع استخدام مواقع التواصل الاجتماعي() :
تختلف الدّوافع التي تحمل الفرد إلى أن ينتقل من عالمه الواقعي الذي يعيشه إلى عالم افتراضي، وقد تتوافر هذه الدّوافع أو بعضها، ومن أكثرها أهمّيّة فتحمل الفرد على أن ينشئ لنفسه حسابًا أو أكثر على شبكة التّواصل لا سيّما شريحتي الشباب والمراهقين من الجنسين الآتي:
المشاكل الأسريّة: الأسرة تمثل الحصن الحصين والدرع الواقي للفرد، ففيها يجد أنسه وسلوته وأمنه وحمايته واستقراره وراحته، وإذا لم يجد الفرد هذه البيئة المتكاملة فقد يلجأ إلى البحث عن بديل يعوضه عما يجده من نقصٍ وحرمانٍ وتفكّكٍ أُسري، ومن هذه البدائل السهلة المتاحة في عصرنا الراهن وسائل التواصل الاجتماعي.
الفراغ: الفراغ سمّ قاتل للفرد إنّ لم يحسن الاستفادة منه، وهو رأس مال الفرد وكنزه الثمين إن عرف قدره وقيمته، واستثمره في ما يعود عليه نفعه في أمر دينه أو دنياه، والشّخص الذي يهدر وقته في توافه الأمور تراه يبحث عن شيء يشغل بها وقته، ومن بينها مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، فهو إن لم يشغله بالنّافع، والمفيد سيشغله بالضار والمسيء، وفي هذا يقول الشاعر:
إنّ الشّباب والفراغ والجده مفسدةٌ للمرء أي مفسده
البطالة: للبطالة آثار مدمرة على مستوى الفرد والمجتمع، وقد تؤدي بصاحبها إلى الجنوح إلى الجريمة والنّقمة على المجتمع بحجة أنّه لم يوفر له الوسيلة للعيش، فيقوم بحل مشكلته بنفسه وإن أدى ذلك الحل إلى الإضرار بالغير، كأن يلجأ إلى النّصب والإحتيال وغيرهما من أساليب غير شريفة، ليجد لنفسه مصدر رزق ولو من حرام عن طريق العلاقات الشخصية مع أناس آخرين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
الفضول: الفضول السّلبي الناتج عن مواقع التّواصل الاجتماعي لكونها عاملًا افتراضيًا متجدد الأفكار والتقنيات، ما يولّد لدى شريحة من متابعيه ثنائيّة الجذب والفضول، وإذا ما توافر هذان الدّافعان في الشّخص فإنّهما يحملانه للسعي لمعرفة ما عند الآخرين من أمور قد لا تعنيه فيصرف همّه، ووقته في ما لا فائدة من ورائه ويتخذ من الذّرائع والأساليب التي توصله لإشباع نزواته ورغباته أيًا كانت.
التّعارف وتكوين الصداقات: الإنسان السّوي بطبيعته يُسعده أن يكون له ارتباطات صداقة مع أشخاصٍ آخرين، كون الصداقة تعدّ من أجمل العلاقات الإنسانيّة التي تجمع بني البشر، وقد سهّلت مواقع التّواصل الاجتماعي فرص تكوين صداقات قد تكون في بدايتها افتراضيّة، وقد تصبح واقعيّة لاحقًا مع أفراد من مجتمعه الذي يعيش فيه أو حتى من مجتمعات تبعد عنه.
البحث عن فرص عمل وكذا التّسويق: لم يقتصر دور مواقع التّواصل الاجتماعي اليوم على الجوانب الاجتماعيّة والتّعارف في ما بين الأعضاء المشتركين، بل تعدى الأمر إلى جوانب أخرى ومنها: التّسويق للمنتجات، والدّعاية والإعلان والتّرويج للسّلع المختلفة العابرة للقارات، وقد شجع على هذا تكاليفها الرّمزية وسهولة الاشتراك بها، والاتصال عبرها في داخل أماكن الأعمال وخارجها، كما أنّها تمكّن الرّاغب من تصميم إعلانه أو منشور بضاعته بالكيفيّة التي يريد وتسويقها في الوقت الذي يريد.
وسيلة للتعليم واكتساب المعارف والمهارات ووسيلة لمناقشة قضايا مختلفة، والتّعبير عن الآراء بحريّة والتّنفيس عن الذات، بالإضافة إلى دوافع أخرى قد تكون سببًا لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
أمّا عن استخدام اللّغة العربيّة الفصحى في وسائل التواصل الاجتماعي()، فاللّغة العربيّة الفصحى من أقدم اللغات السّاميّة، ومن أكثرها انتشارًا في الإنترنت، وهي من بين اللغات الأربع الأكثر استخدامًا في الإنترنت، وهي ذات أهميّة كبيرة لدى المسلمين لأنّها تمثّل لهم لغة القرآن والسّنة، ولقد كانت اللّغة العربيّة ولا تزال اللّغة التي لها مكانتها السّامقة بين جميع لغات العالم، فهي التي نزل بها القرآن المجيد فأصبح لها شأن بين النّاس، وصارت لغة أصيلة يتخاطب بها منذ القدم، ومع اختلاف العصور لا سيّما عصور التّدوين التي رافقت العصر الذّهبي للحضارة الإسلاميّة انتشرت العربيّة الفصحى في الكثير من بقاع الأرض المختلفة، بل أصبحت اللّغة العربيّة قوام الحياة الاجتماعيّة، وقد تجلت وظيفتها في خدمة الحياة الإنسانيّة، فهي وسيلة التفكير والتعبير والتواصل بين الشعوب.
ومن المعلوم أنّ اللّغة من أي أمّة هي الوسيلة الأساسيّة لعمليّة التّواصل بين أفراد المجتمع على اختلاف ثقافاتهم وألوانهم وجنسياتهم وألسنتهم، ولا يختلف رأيان على أنّ الثورة الحقيقيّة والطفرة الهائلة في عامل الاتصال والتّواصل المجتمعي كانت في العقود الثالثة الماضية، حتى غدت وسائل الاتصال الاجتماعي أكثر قربًا وتأثيرًا في توجيه الناس وتشكيل ثقافاتهم واتجاهاتهم، بل تعدى دورها إلى مرحلة الخطورة في كثير من الأحيان حين تنعدم عوامل الضبط المجتمعيّة على لغة التواصل بين الأفراد دون قيود().
ومما يُقلق خبراء العربيّة الفصحى والمختصين بها، وأهل الغيرة عليها ما أفرزته وسائل التواصل الحديثة على هذه اللّغة من إبتكار مصطلحات جديدة وكلمات دخيلة بديلة عن الكلمات العربيّة الفصيحة، بل وفرضت على النّشء استحداث لغة جديدة مكتوبة بعبارات مستحدثة هي خليط من عبارات ورموز وإشارات وصور للتواصل، صحب ذلك ضعف في الأداء اللغويّ وشيوع في الأخطاء اللغويّة متمثلة في النّحو، والصرف، والإملاء، والأسلوب، والإفراط في استخدام العاميّات، وازدواجيّة اللّغة الإعلاميّة عند بعض الإعلاميين كنوع من التّحضر ومسايرة العصر في اعتقادهم، كل ذلك أدّى إلى تفاقم الوضع بين العربيّة الفصحى والجيل الجديد من مستخدمي الإعلام، وهي بلا ريب مشكلة حقيقيّة وتحدٍ قائم أمام لغة الضاد في ظل سيطرة اللغات الأجنبيّة على وسائل الإعلام المختلفة وما أحدثه عصر العولمة من انفتاح ثقافي واجتماعي.
إنّ نشوء علاقة عضويّة دائمة بين اللّغة العربيّة وما طرأ عليها من مستجدات لغويّة ووسائل التّواصل الاجتماعي الحديثة يغريان أيّ باحث في هذا المجال بالمتابعة والتأمل وصولًا لمعالم هذه العلاقة وتفعيلها خدمة للعربية الفصحى وتعزيزًا لدورها الريادي بين الأمم().
إنّ التحدي الأكبر الذي يواجه اللّغة العربيّة اليوم لا يتعلق بعدم كفاءتها، وقدرتها كما يعتقد البعض، فهي لغة أثبتت مرونتها وقدرتها على مواكبة التطورات المستجدة لما حباها الله من خصائص أهلّتها لتكون لها الصدارة بين اللغات.
إنّ التكنولوجيا ليست حكرًا على اللّغة العربيّة، بل هي متاحة الاستخدام بلغات عدة، كما أنّ هذه الوسائل تُتيح استخدام العديد من التّطبيقات باللّغة العربيّة، إضافة إلى وجود خاصيّة التّرجمة، واللّغة العربيّة كذلك حاضرةً كأداة فعّالة بالنسبة إلى التّواصل عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئيّة.
التفاعليّة بين وسائل التواصل واللّغة العربيّة
قبل ظهور ما يسمى بالمجتمع الكوني العالمي الجديد الذي حلّ محل المجتمعات التقليديّة القائمة بالأساس على رابطة القرابة أو اللّغة أو الدين أو كلها مجتمعة كما هي الحال في المجتمعات الزراعيّة، وكان قد سبقها ظهور المجتمعات الصناعيّة التي لا يجمعها جامع في الغالب إلّا الصناعة والإنتاج، فحلّت محل تلك المجتمعات التقليديّة؛ وفي العصر الراهن تشكل مجتمع جديد قوامه رابطة مختلفة هي رابطة الشّبكة الإلكترونيّة التي يطلع من خلالها الفرد على عالمه الكوني الواسع فيتعرف على من يشاء ويتزود من المعلوم والمعارف ما شاء لما يشاء، وكما حلّت هذه الشّبكات محل المجتمعات التقليديّة، فهي تجل الآن شيئًا فشيئًا محل المكتبات والمصنفات.
ومثل هذا التّجديد في العالم العربي، نجده يسعى بشكٍّل غير مباشٍّر إلى إقصاء اللّغة العربيّة الفصحى من منظومة التواصل من خلال التمسك بفكرة التّحرر من الموروثات مهما كان نوعها ومهما كانت سلطتها، وينطلق من تصوٍّر سليم يتضمن معنى حب التّغيير والميل إلى التّخلي عن الماضي لصالح أفكار الحاضر حتى لو كان ذلك التّخلي على حساب مقومات الأمة، وهويتها بما فيها اللّغة التي تمثل أحد تلك المقومات المهمّو ومرتكزات هويتها المهمة .
ولقد ساعد التّطور التكنولوجي المتسارع في الكثير من شؤون حياتنا ومنها وسائل الإعلام المختلفة، والاتصال في إحداث ثورة التكنولوجيا في الكثير من جمالات الحياة البشريّة، وقد ظهرت آثارها هائلة على مستوى الجماعات والأفراد، وكان لما يعرف اليوم بشبكات التّواصل الاجتماعي الأثر الواضح في الأحداث اليوميّة، بعدما تحوّلت هذه الشّبكات إلى مواقع اجتماعيّة إلكترونيّة تواصليّة على الإنترنت تتيح لمستخدميها إنشاء مدونات إلكرتونيّة، وإجراء محادثات، وإرسال رسائل في شكل نسق لغوي أو نسق أيقوني، أو تشكيل أيقوني ولما كانت شبكات التواصل منفتحة على مستويات متفاوتة بعضها ضعيف في المستوى اللغويّ العربي، فإنّ الشّباب العربي اليوم لا سيّما الذين يعيشون في كنف الحضارة الغربيّة يستخدمون لغة، وهي في الحقيقة انعكاس للواقع العربي الذي يعاني ضعفًا وتفككًا وارتباكًا، انعكس سلبًا على أدائه اللغويّ كما نرى ونشاهد في الكثير من وسائل الإعلام العربيّة وشبكات التّواصل الاجتماعي.()
وليس من شك في أنّ هذا التّوجه اللغويّ الجديد الذي أملاه واقع الشّباب العربي اليوم، صار يشكّل نوعًا من التّهديد لسلامة اللّغة العربيّة الفصحى بما يحمله من مفارقات، تكاد تعصف بالبنية اللغويّة السليمة للغة العربيّة التي ظلت راسخة كالجبال في وجه التغيرات التي مرت بها البلاد العربيّة في حقبة الاستعمار العسكري، وما لحقها من محاولات لتغريب الهُوية العربيّة لبعض الشّعوب العربيّة.
وهذا النّسق اللساني الشّبابي الجديد الذي ارتبط بمواقع التّواصل الاجتماعي توغّل بعدما بات يستمد خطره من الغموض الذي يتسم به، فهو نسق لغوي غير واضح المعالم، ولا تحكمه قواعد لغويّة، أو نحويّة، أو صرفيّة، أو إملائيّة، وكل من يستخدم هذا النّسق الجديد يتصرف فيه بحسب حاجته، وبحبسب هواه، فمرّة يكتب اللهجة العاميّة بالحروف العربيّة مع ركاكة واضحة في التّعبير، وأخطاء لغويّة ونحويّة وصرفيّة، ومرّة ثانية يكتب اللهجة العاميّة بحروف أجنبيّة: إنجليزيّة وهي الغالب، أو فرنسيّة()…، فيكتب تراكيب ركيكة، ويكثر من الأخطاء النحويّة والصرفيّة، ومرة ثالثة يمزج كتاباته في مواقع التواصل الاجتماعي بين نسٍّق لساني مكون من النّسقين اللسّانيين السّابقين، ونسق ثالث أيقوني في شكل صور، لذلك، فإنّ نتيجة هذه الصّدمة اللغويّة التي مسّت جانبًا مهمًا من النّسق اللسّاني للغة العربيّة الفصحى جعل المهتمين باللّغة العربيّة يدقّون ناقوس الخطر، ويشيرون صراحةً إلى خطورة مثل هذه الأنساق اللغويّة على اللّغة العربيّة الفصحى.
ومن المؤكّد أنّ مواقع التّواصل الاجتماعي ليست وحدها السّبب المباشر في تدني المستوى اللغويّ للغة العربيّة، فهناك نسبة لا يُستهان بها من العرب في البلدان العربيّة لغتهم العربيّة الفصحى ضعيفة، وقد يكون السّبب وراء هذا الضعف عدم توافر مناهج تربويّة حديثة للغة العربيّة، تعالج مثل هذا الضّعف الذي يحول بين العربيّة الفصحى واندماجها في العصر الرّقمي الحالي، وتتجاهل بعض الحكومات العربيّة تعريب إداراتها وتصحيح تصور مواطنيها تجاه قيمة اللّغة العربيّة كلغة قوميّة وطنيّة، وهذا تقصير غير مبرر.
ومهما يكن من أمر لا يمكننا أن ننكر اليوم أنّ التواصل عن طريق وسائل الاتصال الحديثة ضرورة أملتها ظروف مختلفة: اقتصاديّة، واجتماعيّة، وسياسيّة، وثقافيّة في عصر العولمة، لكن المقلق في الأمر أنّ المفهوم النّظري لفعل الاتصال الذي يسعى كثير ممن تبنّى منهج ما بعد الحداثة، وضع تحديد له يُسّوَق بمعانٍ غريبة عن المجتمع العربي الذي يرتبط وجوده بلغته العربيّة الفصحى ارتباطًا وثيقًا.
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في اللّغة العربيّة() :
لا يختلف اثنان أنّ لثورة التواصل الاجتماعي فوائد عظيمة وجليلة على أكثر من صعيد، ومنها على اللّغة العربيّة فقد أُدخِلت في أنظمة أجهزة الحاسوب والبرمجيات وبرامجها، لا سيّما في ما يتعلق بتحميل عشرات الآلاف من الكتب والمراجع العلميّة القديمة والمتجدّدة؛ وحلّت المكتبات الرّقميّة محل المكتبات الورقيّة الباهظة الثّمن والتّكاليف؛ هذا فضلًا عن ابتكار طرق تعليميّة وأساليب حديثة ومبتكرة للغة العربيّة من متخصصين ومهتمين، لكن في المقابل فإنّ لها مساوئ كثيرة على أكثر من صعيد أيضًا، فقد تصدّرت ألفاظ ومصطلحات لا تمت إلى العربيّة بصلة لا من قريب ولا من بعيد غير أنّها تُكتب بالحرف العربي، كما هو الحال بما يسمى بالإنجليزي المعرب -عربيزي- أو العربتيني أو الفرنكو، وكلها مصطلحات لمسمى واحد وهي: أبجدية غير محددة القواعد ظهر تأخيرًا، ويستخدمها البعض للتواصل في ما بينهم عرب الإنترنت، وتنطق هذه الأبجدية بالعربيّة الفصحى أو باللهجات الدارجة، لكن المشكل في الأمر أنّ الحروف التي تُستخدَم تكتب بالحروف الإنجليزيّة أو الأرقام أو كلاهما معًا بطريقة تشبه الشفرة، ويستخدمها بعضهم في تبادل الرسائل الهاتفيّة أو الحاسوبيّة، وهو توجه لغوي جديد لا يحتكم لقواعد العربيّة من نحو وصرف وقواعد إملائيّة، ومن أمثلة ذلك أن:
حرفي ال (ق) وال (ص) يقابلهما رقم (9)
حرف الهمزة يقابلها الرقم (2).
حرفي ال (ع) وال (غ) يقابلهما الرقم (3).
حرفي ال (ش) وال (ذ) يقابلها الرقم (4).
حرف ال (خ) يقابلها الرقم (5).
حرف ال (ط) يقابله الحرف (6).
حرف ال (ح) يقابله الرقم (7).
حرف ال (ق) يقابله الرقم (8)
حرفي ال (ص) و (ض) يقابلهما الرقم (9)
وهذه اللّغة لا تكتب بالأعم الأغلب بالفصحى بل باللهجات العاميّة كل بحسب بيئته ولهجته، ويضاف إليها من الكلمات والاختصارات المتعارف عليها في اللّغة الإنجليزيّة نحو:
SMS للرسالة النصيّة القصيرة.
Hi في العربيّة لمرحبا
( CU) اختصارًا ل (see you) في مقابل (نراك لاحقًا)
(U2) اختصارًا ل (you too) في مقابل (أنت أيضًا)
(BRB) وهي تعريب للجملة ( Back Right Be) ومعناها: سأرجع
LOLلول: وهي تعريب لجملة Loud Out Laughing ومعناها: أضحك بصوت عال.
وهناك اختصارات لعبارات أصلها عربية اختصرت بأحرف لاتينية على شاكلة:
السلام عليكم Alykom Assalam اختصرت ل (AA)
وإن شاء الله aAllah Sha In اختصرت ل ISA))
وماشاء الله aAllah Sha Ma اختصرت ل (MSA)
وجزاكم الله خيرًا khayran Allaho Jazakom اختصرت (JAK)
ونتيجة لهذا التهديد اللغويّ الجديد، فإنّ المتخصصين من علماء اللّغة يرون أنّه لا بدّ من حلول واقعيّة، ومبتكرة تحول دون الانتقاص من عربيتنا الفصيحة، ولعلّ من الأسباب البارزة والمساعدة لهذا التأثير السلبي على العربيّة الفصحى من قبل وسائل التواصل الاجتماعي ما يلي:
قيام المستخدم باستخدام أكثر من برنامج في وقت واحدٍ، وتواصله مع أكثر من شخص في الوقت نفسه، قد يؤدي إلى تشتيت الذهن والكتابة بسرعة من دون انتباه منه للأخطاء اللغويّة والكتابيّة وتصويبها وتصحيحها مما يجعل شيوع مثل هذه الأخطاء أمرًا واردًا لا محالة.
عدم الاهتمام بعلوم اللّغة العربيّة من نحو وصرف، وإملاء حتى عند الشّريحة المثقّفة ما ولّد جيلًا عربيًا يجهل لغته، ولا يوليها الاهتمام الذي ينبغي أن يكون، علمًا أنّ مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي باللّغة العربيّة كبير وفي ازدياد مطرد.
عدم تشجيع النشء على حبّ العربيّة الفصحى، والكتابة بها منذ السّنوات الأولى لالتحاقهم بسلك التعليم، بل وقد يتعدى الأمر أحيانًا إلى حملهم على الاعتناء باللغات الأخرى كتابة ونطقًا وتخصيص الوقت الأكبر من اليوم الدراسي لها، وفي المقابل إعطاء النزر اليسير من الوقت للغة العربيّة وغالبًا ما يكون في نهاية اليوم الدراسي، ويكون الطالب قد وصل إلى الإرهاق، وضعف التركيز اللذين يحولان دون الإستيعاب الأمثل للمادة العلميّة.
عدم توافر المعلم الكفء الحاذق باللّغة الفصحى القادر على تبسيط المادة، وتحبيبها في نفوس طلابه ففاقد الشيء لا يعطيه كما يقال.
ضعف التّوعية المجتمعيّة بمكانة اللّغة العربيّة الفصحى، والتّساهل في استخدام العاميّات بل وقد يتعرض من يتحدث العربيّة الفصحى للسخرية أحيانًا.
فقدان الجهد المشترك الذي ينبغي أن يكون بين الأقطار العربيّة لتعزيز لغتهم القوميّة والحفاظ عليها والاكتفاء بالجهود الفرديّة، أو حتّى على مستوى الدّول منفردة، أو المنظمات منفردة، ويجب اجتماع تلك الجهود كلها، وصهرها في بوتقة واحدة فالجهد الجمعي في أي مجال يثمر ويؤتي أكله.
هذه الأسباب المجتمعة لها الدور الأبرز في تهميش لغتنا العربيّة الفصحى ووصول حالتها إلى المستوى الملاحظ والمشاهد في وقتنا الراهن.
التّلوث اللغويّ في مواقع التواصل الاجتماعي
أصبحت الخشية كبيرة على لغتنا العربيّة، وتتعاظم هذه الخشية يومًا بعد يوم عند الكثير من الباحثين والمهتمين بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونيّة، وعزز هذا التّخوف الانفتاح الثقافي على مصراعيه وسيطرة بعض اللغات كالإنجليزيّة، والفرنسيّة والصينيّة على وسائل الإعلام المختلفة “بالإضافة إلى ظاهرة ضعف الأداء اللغويّ وشيوع الأخطاء اللغويّة، والنّحويّة والإملائيّة واللجوء إلى العاميّة وعدم سلامة النّطق وازدواجيّة اللّغة في وسائل الإعلام التي تعد من أكثر الأخطاء شيوعًا، وقد أصبحت مشكلة حقيقيّة تواجه اللّغة العربيّة في عصر وسائل التواصل الاجتماعي(“(.
ولمواجهة هذه المعضلة يتوجب على علماء اللّغة التصدّي للموقف وعلى أكثر من صعيد سواء أكان في المجال التعليمي، أو الإعلامي، أو الثقافي، وغيرها، وبكل جديّة وفق دراسة منهجيّة وخطط مستقبليّة طموحة، وتكون في الوقت نفسه قابلة للتطبيق معززة بمراكز أبحاث متطورة، ودراسات تسهم في الوقوف أمام هذه الظاهرة والحد منها قدر الإمكان.
ومن السّهولة بمكان تأسيس مجتمع افتراضي للغة العربيّة، يشرف عليه نخبة من المتخصصين في مجالي اللّغة العربيّة والإعلام، ولجميعهم هدف واحد وهو خدمة اللّغة العربيّة بأساليبها ولهجاتها المختلفة، ويكون على رأس أهدافه نشر الوعي بضرورة الاهتمام باستخدام اللّغة العربيّة الفصحى والعناية بها في شتّى مناحي الحياة قدر المستطاع؛ وكذلك تربيّة الذائقة اللغويّة السّليمة، وتقريب العاميّة من الفصحى قدر الإمكان، وتعريب ما لم يعرّب من المصطلحات المستجدّة في مختلف العلوم الحديثة، ولا سيّما المتداولة والمنتشرة بين الأجيال الحديثة، ودراسة اللهجات العربيّة وتصويبها قدر المستطاع، وربط تلك اللهجات بالموروث اللغويّ القديم، والكشف عما طرأ عليها من تغيرات فرضها واقع الحياة المعاصرة والإحتكاك بالأمم والشعوب الأخرى.
مشكلة تدريس اللّغة العربيّة:
ثمّة مشكلات لغويّة متعدّدة تواجه دارس اللّغة من غير أبنائها، فمن “المشكلات التي تواجه الدارسين المبتدئين للغة العربيّة مشكلة نطق بعض الأصوات الخاصّة بها والتي لا يحسن الأجنبي التلفّظ بها، من هذه الأصوات مثلًا الضاد وتداخلها مع الدّال، والسّين وتداخلها مع الصاد، والهاء وتداخلها مع الحاء، والحاء نفسها وتداخلها مع الخاء، وكذلك الطاء والتاء والقاف والكاف، والزاي والظاء، والعين والغين”().
وبناءً على ذلك نستطيع أن نقول إنّ المشكلات الصوتيّة تعد أكثر المشكلات اللغويّة، وأعقدها لدى دارسي العربيّة من غير أبنائها، وسنحاول الوقوف على تلك المشكلات وحصرها، وفي الواقع تتفاوت هذه المشكلات من شخص إلى آخر، وذلك تبعًا لعدد من العوامل اللغويّة والشخصيّة والتعليميّة، ويرى بعض علماء “علم اللّغة التطبيقي” – ومنهم الدكتور عبده – أنّ وقوع المتعلم الأجنبي بهذه الأخطاء يعود إلى أربعة أسباب وهي كما يلي:
اختلاف اللغتين في مخارج الأصوات.
اختلاف اللغتين في التجمعات الصوتيّة.
اختلاف اللغتين في مواضع النبر والتنغيم والإيقاع.
اختلاف اللغتين في العادات النطقيّة.
صعوبة نطق الأصوات الصائتة، فهذه الأصوات لا توجد في كثير من لغات العالم، لذلك معظم متعلمي اللّغة العربيّة يواجهون صعوبة في تعلم هذه الحروف.
أمّا أبرز صعوبات تعلّم أصوات اللّغة العربيّة، فتتعلق بطبيعة هذه الأصوات نفسها، وبناء على مسألة الأصوات العربيّة، لا بدّ من معرفة أنّه يمكن تقسيم هذه الأصوات إلى أقسام ثلاثة في السهولة والصعوبة بالنسبة إلى الناطقين بغير العربيّة، كالناطقين باللّغة الإنجليزيّة مثلًا، وسنعتمد على اللّغة الإنجليزية للمقارنة بوصفها أكثر اللغات انتشارًا وإقبالًا على التعلم من الناطقين بغيرها.
المجموعة الأولى: وهي مجموعة الأصوات المشتركة مع اللّغة الإنجليزيّة، لذلك لا نتوقع أيّة صعوبة تذكر، إذا ما استطعنا تقديمها بصورة منطقيّة مناسبة، ومن خلال تدريبات لغويّة مدروسة، وتتمثل تلك الأصوات في: ب / ت / ج / د / ر / ز / س / ش / ف / ك / ل / م / ن / و / ي .
المجموعة الثانية: إنَّ أصوات هذه المجموعة في الغالب ليست في مخارج اللّغة الإنجليزيّة، لكن هناك ما يقاربها في المخرج والصوت، وكلّ ما تحتاجه هذه الأصوات تقديمها بعناية كبيرة وتركيز شديد، أضف إلى الاعتماد الهائل على التّدريبات المكثفة، والتعزيز، وتتمثل هذه الأصوات في: / أ / ث / خ / ذ / ط / ظ / ص / ض / غ .
المجموعة الثالثة: تستحق هذه الفئة من الأصوات أن نطلق عليها إشكالًا في تعليم العربيّة، ويُلحظُ فيها مدى صعوبة تعلّم بعض الطلبة لبعض هذه الأصوات التي توصف – أحيانًا – بأنّها تمثّل مشكلة لغويّة لديهم، وتتمثل هذه الأصوات في: / ح / ع / ق / ه .
ويتخلّلُ هذه المسألة بعض من المظاهر الصوتية الأخرى التي قد تؤدّي إلى نفور بعض متعلمي العربيّة لما تتطلّبه من جهدٍ لغوي كبير من الطالب والمدرس في الوقتِ نفسه، ويمكن إجمال هذه المظاهر بما يلي:
أولًا: ظاهرة الصّوائت القصيرة والطويلة، وتتمثل هذه الصعوبة في عدم القدرة أحيانًا على التمييز بين صائت الفتحة بالمقارنة مع ألف المد، أو الضّمة مع واو المدّ، أو الكسرة مع ياء المدّ.
ثانيًا: امتازت اللّغة العربيّة بظاهرة التنوين عن بقيّة لغات العالم، ولذلك فإنّ تفرّد العربيّة بهذه الظاهرة يحتاجُ إلى وقتٍ طويلٍ حتى يتمكّن الطالب من إتقانها، بالإضافة إلى تماثلهما الكتابي مع حرف النون ونطقها ما يزيد من صعوبة تعلّمها لدى المتعلّم الأجنبي.
ثالثًا: ظاهرة التّشابه الصوتي بينَ صوت الألف الممدودة والمقصورة، إذ إنّ صوتيهما متقاربان من بعضهما، فيصعبُ على الدارس الأجنبي التمييز بينهما أحيانًا.
رابعًا: ظاهرة تعدّد تأدية الأصوات (تفخيمها، ترقيقها، تسهيلها، تخفيفها) التي ينتج عنها خلط لدى الدارسين بين الصوت المنطوق وشكله المكتوب، سواءً أكانَ ذلك بسبب طريقة الأداء اللغويّ المتأثرة باللهجة، أم اقتران ذلك الصوت بالضّمة، أو مجاورته لصوت مفخّم.
خامِسًا: ظاهرة اختلاف بعض الأصوات نطقًا وكتابةً، وتمثّل التاء مع الهاء هذه الظاهرة، بالإضافة إلى مسألة التّاء المفتوحة وخلطها بالتّاء المربوطة.
سادسًا: ظاهرة إلصاق “أل التّعريف” بنوعيها: الشّمسيّة والقمريّة، والنّطق باللام وعدم النّطق بها، إذ تعدّ من صلب الإشكالات الصوتية التي يواجهها متعلمو العربيّة، خاصّة في أدائها الصوتي في حالة بدء الجمل بها أو في حالة كونها في أواسط الجُمل، وتمثّل هذه الظاهرة اللغويّة صعوبة لدى المتعلمين لسببين لغويين، هما:
اشتراك النّوعين بالشّكل الكتابي (الرسم الإملائي).
ارتباط نطق اللام بطبيعة الصوت الذي يأتي بعدها
سابِعًا: ظاهرة تأدية صوت الهمزة المتعدّد، واختلاف العلماء في تحديد القاعدة الإملائيّة التي تحدد شكلها الكتابي؛ أدّيا إلى تعقيد المسألة، فبعض العلماء الصرفيين اعتمد حركة الهمزة ذاتها، وبعضهم الآخر رأى أنّ حركة ما قبل الهمزة هو المعيار في تحديد شكل كتابة الهمزة. ولذلك، فإنّ على الطّالب في ظلّ هذه الحالة معرفة هاتين القاعدتين حتى يتمكن من إتقان الكتابة، وكما أنّ طرق التأدية النّطقيّة المتعدّدة لهذا الصوت، زادَت من صعوبة الإتقان، فإنّ العربيّة الفصحى أوجدت مظاهر تحوّل كثيرة، كما فعلت اللّغة الدارجة.
ثامِنًا: همزتا الوصل والقطع وأداؤهما الصوتي، يُلحظ بوضوح ظهور هذه المشكلة لدى متعلّمي العربيّة. وهي مسألة صوتيّة في شكلها الخارجي، مع إغفال بعدها المعرفي ذي الجانب التّركيبي للغة.
تاسِعًا: ونذكرُ أخيرًا بعض الأصوات التي ترافق بعض الكلمات من غير تمثّلها كتابيًّا، نحو بعض أسماء الإشارة وغيرها.
من الأمور المهمّة التي يواجهها معلّم اللّغة العربيّة، هي التّغلب على صعوبات النّطق لدى الطلاب؛ ولا شكّ في أنّ البداية تكمن في معرفة النّظام الصوتي للغة العربيّة ومقارنته بالنّظام الصّوتي للغة الأم لدى المتعلم، للتعرف إلى نطاق التّشابه ونطاق الاختلاف بين النّظامين، وتدعى هذه المقارنة الدّراسة التّقابليّة أو التّحليل التّقابلي. ويفيد هذا التّحليل معلّم اللّغة العربيّة من عدّة وجوه. ومن خلال ما سبق فإنّ الهدف من تدريس الأصوات مساعدة المتعلمين على هضم مختلف أصوات اللّغة ومحاكاتها.
وبناء على هذه الصعوبات فإنّ الاهتمام بتدريس اللّغة العربيّة للناطقين بغيرها يجب أن يولي عناية خاصّة للجانب الصوتي، خصوصًا مع إيجاد تقنيات حديثة توفرها تكنولوجيا التّعليم تساعد على تعزيز تعليم اللّغة العربيّة واللغات عامّة.
الخاتمة : معروف أنّ غزو التكنولوجيا لعصرنا الحديث، أضاف التّطور والتّغيير المستمرين في كل مجالات العلوم والمعروف أنّ لغتنا العربية انسجمت مع عصر التّطور الإلكتروني، إذ أصبحت التكنولوجيا هي المركز الذي يجذب له الناس أضف إلى ذلك فقد خففت التكنولوجيا الكثير من أثقال التعلم عن المعلمين والتلاميذ وللشرائح وللمستويات جميعها، وهنا نود أن نبيّن بضرورة تحقيق نهضة لغوية شاملة تلبي متطلبات العصر الذي نعيشه، فقد أصبحت التكنولوجيا جزءًا مهمًّا في حياة كل إنسان سواء أكان متعلمًا أم غير متعلم فهي تدخل في مجالات اقتصاديّة تجاريّة، وعلميّة متنوعة وعسكريّة وأمنيّة وكذلك تدخل في خدمات منزليّة أيضًا، فمن ضمن ما لاحظته أنّ هنالك أجهزة ألكترونيّة تقتنى في المنازل صنعت، وبُرمِجت باللغة الإنكليزية أو الصينيّة وحين يراد شراءها من عربي، فيحتاج الى تحديث اللغة الى اللغة العربية مما يضطر الى اضافة تكلفة مادية بشراء برنامج عربي الكتروني بكذا دولار، فلماذا لا نصنع تلك الأجهزة باللغة العربية أو على الأقل نرفض استيراد أيّ جهاز غير معرب وهنا سيكون ارتباط الاقتصاد مباشر للبلد، وأمّا من الجانب الإعلامي فقد وفرت وسائل التكنولوجيا الحديثة الوسائل التّواصليّة التي ذكرنا قسم منها ما أتاح الفرصة للكثيرين من استخدامها بصورة صحيحة سواء على المستوى الاعلامي أو التجاري أو الأمني أو التّعليمي ، ما طرح فرصة في سهولة إيصال ما نريد الى المجتمعات الأخرى . ومن الله التوفيق والحمد لله رب العالمين .
المصادر والمراجع العربية :
1. بيرغر آرثر أسا، وسائل الإعلام والمجتمع، ترجمة صالح أبو إصبع، سلسلة عالم المعرفة – الكويت، عدد 386،ط – س،2012،ص 133.
2. آسا بريغز وبيتر بروك ، التاريخ الاجتماعي للوسائط، ترجمة مصطفى قاسم، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، عدد 315، 2005-ص63.
3. نبهان يحي محمد : استخدام الحاسوب في التعليم ص ص55.
5. عمار الشاهين. “الإعلام الاجتماعي قوة التأثير والتغيير” في : جريدة صوت البصرة الإلكترونية،24-1-2012، على الرابط الإلكتروني
http\\basvoice.com\ar\news.php?action=view&id=4815
6.ساري حلمي خضر، ثقافة الإنترنت دراسة في التواصل الاجتماعي. ط1. عمان:دار مجدلاوي للنشر والتوزيع. 2005. ص105.
7. فواز منصور الحكيم، سوسيولوجيا الإعلام الجماهيري، م. س، ص26.
8. مشري مرسي،” شبكات التواصل الاجتماعي الرقمية نظرة في الوظائف”. في : المستقبل العربي (ع395\كانون الثاني\يناير 2012). ص150.
9. مرسي مشري.”شبكات التواصل الاجتماعي الرقمية نظرة في الوظائف”. م. ص 156.
10. مارك زوكربيرج هو الآن رجل أعمال ومبرمج أميركي من مواليد العام 1984 وهو بمثابة الرئيس التنفيذي لموقع الفيسبوك، وقد اختارته مجلة “تايم” ك “شخصية العام 2010″ معتبرة أنه من خلال موقعه الشهير استطاع تغيير حياة مئات الملايين من البشر والمجتمع بالكامل. راجع : موسوعة ويكيبيديا. على الرابط الاكتروني http://Inko.in/jop
11. عوكي، أوليغ. فيسبوك للجميع. ط1. بيروت: الدار العربيّة للعلوم. 2010. ص14.
12. بدوي محمد.”أرقام وحقائق عن الشبكات الاجتماعية”. م. س.
13. تويتر.ط1. الرياض. كتاب الكتروني.2011.ص40-43. على الرابط الالكتروني
http://aarraa.net/Twitter_Book_BFFT.pdf .
14. بخوش إيمان، حسام الدين المرزوقي. ” الويب2 الشبكات الاجتماعية والإعلام الجديد”. م. س. ص50 -51.
15. بخوش إيمان،حسام الدين المرزوقي،”الويب2 الشبكات الاجتماعية والإعلام الجديد”. م. س، ص52-53.
16.عبدالمقصود هشام عطية، دراسة لخطاب المدونات العربيّة التعبيرات السياسية والاجتماعية لشبكة الإنترنت، ط1، القاهرة، العربي للنشر والتوزيع، 2010، ص4.
17. زيد منير سليمان. الصحافة الالكتزونية. م. س. ص135.
18. محمد عبدالحميد. المدونات الإعلام البديل. م. س. ص71.
19. بخوش إيمان،حسام الدين المرزوقي.”الويب 2 الشبكات الاجتماعية والإعلام الجديد”. الجزائر: جامعة باجي مختار. 2009.ص45.
20 . “الإنترنت والدور الذي يلعبه في صياغة موازين القوى في الإعلام…….يوتيوب نموذجًا”. على الرابط الإلكتروني
http://www.siironline.org/alabwab/taqharer%20ehsat(25)/229.htm .
21 .محمد بدوي “الإنترنت عام2011 في أرقام”. م. س.
22 .عبد الحميد، محمد. المدونات الإعلام البديل. م. س. ص 130- 131.
23. نظر:كتانة، دعاء عمر محمد، وسائل التواصل الاجتماعي وأثره على الأسرة دراسة فقهية. رسالة ماجستير. فلسطني: جامعة النجاح الوطنية، 2015 ص 37-38 . ومحمد، عمار طاهر محمد، دوافع وأنماط استخدام الشباب العراقي لشبكات التواصل الاجتماعي، بغداد، كلية للإعلام، 2013، ص7-9.
24. انظر : شداين ساملة، تهجين اللّغة العربيّة في مواقع التواصل الاجتماعي، جملة جسور المعرفة. العدد العاشر. جامعة الجزائر، 2017. وعبد الحسن، 13 فيصل. لغة الضاد تعيش في أسوأ حال بين وسائل الإعالم الاجتماعي. صحيفة العرب اللندانية. 14/7/1
25 . عبد القادر الفاسي الفهري : حوار اللغة ، دار أبي رقراق للطباعة والنشر ،ط1، 2007 ، ص147-148.
26. الخطيب أحمد شفيق : قراءات في علم اللغة ، دار النشر للجامعات ، ط1، 2006 ،ص305.
27. لحجي، زكية ابراهيم . 2012 .الدور التفاعلي لوسائل التواصل الاجتماعي . com.jazirah-al.w
28. احمد يوسف : الحاسوب التعليمي وتطبيقاته التربوية ،2004 ، ص106.
29.انظر: سعيد، محمود شاكر، تأثير الإعلام الرقمي في الكتابة العربيّة، الرياض، جامعة نايف للعلوم العربيّة الأمنية، 2014، ص 249-259. وميلودي محمد، الأشكال اللغويّة للشباب الجامعي الجزائري اللستخدم للفيس بوك، جملة التدوين، الجزائر، جامعة وهران، 2012، وبو شلالق، حكيمة، أثر شبكات التواصل الاجتماعي في اللّغة العربيّة الإشكالية والحلول. جملة المدد. العدد 10، الجزائر، جامعة زاين عاشور، 2017، ص399-406.
30. يصل، عبد الحسن. لغة الضاد أسوأ حال بين وسائل الإعلام الاجتماعي . صحيفة العرب اللندنية. العدد 9926 .14/7/ 1
31. Abdallah S. Antar، Arab audio system and teach the pronunciation of sounds،Language Center، SOAS، London، 2005. PP 125-138.
32.ينظر: تمام حسان، مشكلات تعليم الأصوات للناطقين بغيرها، مجلة معهد اللّغة العربيّة، جامعة أم القرى وحدة البحوث والمناهج، مكة المكرمة، 1984، ص 352 – 364.
33.ألفرد نوبل (21 أكتوبر 1833 – 10 ديسمبر 1896)، مهندس ومخترع وكيميائي سويدي، اخترع الديناميت في سنة 1867 ومن ثم أوصى بمعظم ثروته التي جناها من الاختراع إلى جائزة نوبل التي سُميت بإسمه.
33. الغسلان ياسر، إعلام .كم، رياض الريس للكتب والنشر بيروت، ط.1، 2012، ص 37-38.
34.موقع ويكيبيديا الموسوعة الحرة بتاريخ 6-8- 2015.
35. موقع ويكيبيديا الموسوعة الحرة بتاريخ 6-8- 2015.
المصادر الأجنبية والمواقع الإلكترونية:
Abdallah S. Antar، Arab audio system and teach the pronunciation of sounds،Language Center، SOAS، London، 2005. PP 125-138.
http://aarraa.net/Twitter_Book_BFFT.pdf .
http://www.siironline.org/alabwab/taqharer%20ehsat(25)/229.htm .
http\\basvoice.com\ar\news.php?action=view&id=4815