foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

التعلّق بالوالدين والأقران وعلاقته بالمطواعيّة عند المراهق

0

التعلّق بالوالدين والأقران وعلاقته بالمطواعيّة عند المراهق

“دراسة ميدانيّة على مجموعة من طلّاب التّعليم المهنيّ”

L’attachement aux parents et aux pairs et sa relation avec la résilience chez les adolescents

“Une étude de terrain sur un groupe d’étudiants de l’enseignement professionnel.”

Dr. Amal Abdallah Abdul-hay د. أمل عبد الله عبد الحيّ)[1](

تاريخ الإرسال: 2-8-2024                    تاريخ القبول: 24-8-2024

د. أمل عبد الله عبد الحيّ

تحميل نسخة PDF

ملخص الدّراسة

هدفت الدّراسة الحاليّة إلى التّعرف إلى مستوى التعلّق بالوالدين والأقران لدى طلّاب التّعليم المهنيّ وعلاقته بالمطواعيّة. تكوّنت عيّنة الدّراسة من (305) من طلّاب التّعليم المهنيّ الرسميّ في لبنان. استخدمت الباحثة مقياس التعلّق بالوالدين والأقران من إعداد غرنبرغ وأرمسدن (Greenberg & Armsden)، ومقياس المطواعيّة من إعداد كونور – دايفدسون (Connor-Davidson resilience scale) بعد أن قُنِّنا على المجتمع اللبنانيّ. وأشارت النتائج إلى أنّ نسبة المتوسّطات الحسابيّة لاستجابات أفراد عيّنة الدّراسة على مقياس المطواعيّة جاء بدرجة “مرتفعة” على مستوى الأبعاد جميعها، فقد جاء في المرتبة الأولى بُعد التّفاؤل بمتوسّط حسابيّ (4.19)، وفي المرتبة الثّانية بُعد الصّلابة بمتوسّط حسابيّ (3.56)، وجاء في المرتبة الثّالثة بُعد المصادر بمتوسّط حسابيّ (3.39). وأشارت النّتائج إلى أنّ نسبة المتوسّطات الحسابيّة لاستجابات أفراد عيّنة الدّراسة على مقياس التعلّق بالوالدين والأقران (صورة الأمّ، صورة الأب) جاءت بدرجة “مرتفعة” على مستوى بُعدَي الثّقة والتّواصل، بينما جاءت “منخفضة” على مستوى بُعد الاغتراب. أمّا بالنسبة إلى صورة الأصدقاء فإنّ نسبة المتوسّطات الحسابيّة جاءت بدرجة “مرتفعة” على مستوى بُعدَي الثّقة والتّواصل، و”منخفضة” على بُعد الاغتراب ما يشير إلى أهمية بُعدَي الثّقة والتّواصل مع الأهل في تفعيل مستوى مطواعيّة المراهق. أمّا انخفاض مستوى الاغتراب فيدلّ على انتماء المراهق المتين إلى والديه على الرّغم من وجود صراعات علائقيّة بينهم أحيانًا، فالمراهق اللبنانيّ ما زال يحفظ ودّ أبويه ولايتمنّى أبدًا استبدالهما أو ابتعادهما منه.

الكلمات المفتاحيّة: التعلّق بالوالدين والأقران، المطواعيّة.

Résumé de l’étude

La présente étude visait à identifier le niveau d’attachement aux parents et aux pairs parmi les étudiants de l’enseignement professionnel et sa relation avec la résilience. L’échantillon était composé de (305) adolescents étudiants de l’enseignement professionnel officiel au Liban. Le chercheur a utilisé l’échelle d’attachement aux parents et aux pairs préparée par Greenberg et Armsden. L’échelle de résilience a été préparée par Connor-Davidson après avoir été codifiée dans la société libanaise. Les résultats ont indiqué que le pourcentage de moyennes arithmétiques des réponses des membres de l’échantillon de l’étude sur l’échelle de résilience se situait à un niveau « élevé » dans toutes les dimensions. Il arrivait en première place la dimension d’optimisme, avec une moyenne arithmétique de (4,19) et en deuxième position la dimension de dureté, avec une moyenne arithmétique de (3,56) et la dimension de la ressource arrive en troisième place avec une moyenne arithmétique de (3,39). Les résultats ont indiqué que le pourcentage de moyennes arithmétiques pour les réponses des membres de l’échantillon de l’étude sur l’échelle d’attachement aux parents et aux pairs – (image de la mère, image du père) était «élevé» au niveau des dimensions de la confiance et de la communication, mais «faible» au niveau de la dimension d’aliénation. Quant à l’image des amis, le pourcentage de moyennes arithmétiques était «élevé» sur les deux dimensions de confiance et de communication et «faible» sur la dimension d’aliénation. Ce qui indique l’importance des dimensions de confiance et de communication avec les parents pour activer le niveau de résilience des adolescents. Le faible niveau d’aliénation indique la forte affiliation de l’adolescent avec ses parents, malgré la présence éventuelle de conflits relationnels entre eux. L’adolescent libanais tient toujours à l’affection de ses parents et ne souhaite en aucun cas les remplacer ou les abandonner.

Mots-clés: attachement aux parents et aux pairs, la résilience.

أوّلاً: المقدّمة

حياة المراهق هي مسيرة ديناميّة أبعد ما تكون من الجمود، لأنّها تضجّ بالصّراعات الدّاخليّة، بالتناقضات وعدم التوازن؛ وفي الوقت نفسه إنّ المراهق هو وليد بيئته، وتشير سليم إلى أنّ “صراعات المراهق لا تقتصر على المشكلة الجنسيّة وإشباعها، إنّما تتعداها إلى الصراع بين التخلّص من سيطرة الأهل والرّغبة في التعلّق والاتّكاليّة عليهم” (سليم، 2002: 382). هذه الصّراعات والمآزم قد تتفاقم في ظلّ أوضاع معيشيَّة وأسريّة خاصّة. وتتّصف بالتنوّع والتّعقيد فيتداخل الثقافيّ بالاقتصاديّ والبيولوجيّ والنَّفسيّ. حيال هذه الأوضاع قد يرزح المراهق تحت وطأة الحرمان والقسوة، وتتضارب الأساليب الّتي ينتهجها في علاقته مع الأهل والرّاشدين ومع واقعه، وقد يترافق الفقر الثقافيّ للأسرة مع الفقر المادّيّ ما يزيد في حدّة الصّراعات والمآزم ويُفقد الأسرة نظامها، ويُحدث تفاعلات سيكولوجيّة تترك آثارًا على النّظام الإيكولوجي الخاصّ بالأسرة. فالمراهق يعيش واقعًا يتّصف بالأزمات والانفصالات. توجّهه الانفصالات عن الأهل نحو الاستقلاليّة فتؤسِّس لبنائه كشخصيّة متوازنة مستقلّة ومسؤولة؛ أمّا الأزمات فهي أيضًا محطّات أساسيّة لبناء شخصيّة الإنسان المتمّيز والفريد. تُشكّل الأسرة الحاضنة الأساس في بناء شخصيّة المراهق “إنّ المراهقة هي ]المدّة[ الأكثر صخبًا وزخمًا في حياة الفرد، وهي تطبع الأفراد بشكل دائم في كثير من الأحيان. تتميّز بتغيّرات جذريّة وعميقة، وتنتهي بعد جهد طويل وبطيء ببناء شخصيّة فريدة ومميّزة. ولكنّ المراهقة هي أيضًا الصورة المزدوجة للثقافة الّتي اكتسبناها، الأنظمة الأخلاقيّة العامّة، القراءات، النّقاشات المختلفة المتنوّعة، التّجارب الذّاتيّة…” كلّ هذه الأمور تمتزج مع بعضها لتؤثّر على الفرد وقد يكون تأثيرها قويًّا جدًّا. (يونس وزعلول، 2012).

ويمثّل التعلّق رابطة انفعاليّة دائمة وعميقة تربط الفرد بمن حوله من الآخرين. وتُعدّ نظريّة التعلّق واحدة من النظريّات المهمّة في علم النَّفس الّتي تركّز على استكشاف السُّلوك البشريّ وتنمية العاطفة. ويشير بولبي وإينزوث “”Bowlby & Ainsworth إلى أنّ نظريّة التّعلّق ترتكز على الآثار النَّفسيّة، والانفعاليّة، والسُّلوكيّة للعلاقة المبكرة بين الوالدين والأبناء. ما يؤدّي إلى تطوير علاقات وثيقة مع الآخرين في المستقبل. ويتطوّر التعلّق الآمن لدى الابن عندما يلقى الاهتمام والمودّة والرعاية ما يجعل ظهور المطواعيّة واقعًا ممكنًا بسبب توفّر إحدى مقوّماتها. يعرّف بوريس سيرولينك المطواعيّة (Cyrlink,2018) أنّها “استئناف لمسيرة النّموّ بطريقة جديدة بعد الصّدمة، وأنّ الأكثر تعقيدًا هو اكتشاف مقوّمات المطواعيّة أيّ الأمن – المحفّز – العلاقات – والثقافة”. ويؤكّد “سيرولنك” أنّ المطواعيّة تستمرّ طوال حياة الإنسان، وأنّ السنوات الأولى في مرحلة الطفولة هي الأكثر أهمّيّة، وأنّها ترتبط بمفهوم التعلّق وكيفيّة تعلّم الطّفل أن يحبّ ويندمج اجتماعيًّا. بالإضافة إلى أنّها متغيّرة ومختلفة حسب المراحل العمريّة، فالمطواعيّة في مرحلةة الطفولة ليست كما هي في مرحلة المراهقة أو الرّشد أو مرحلة الشيخوخة، وكذلك الأسباب تختلف من مرحلة إلى أخرى.

ثانيًا – أهميّة الدّراسة

  • تكمن أهميّة الدّراسة الحاليّة من الناحية النّظريّة في الكشف عن العلاقة بين المطواعيّة، والتّعلّق بالوالدين وإضافة أدب نظريّ عن هذين المتغيّرين، كما تبرز حساسيّة الفئة المستهدفة في الدّراسة الحاليّة وأهميّتها في الميدان التربويّ لما تتميّز به من خصائص نفسيّة وجسميّة وانفعاليّة، وتبرز ما يعاني منه المراهق من التّضارب بين حاجته للشّعور بالاستقلال، والاعتماد على النّفس وبين حاجته للاعتماد على أحد والديه وعدّهما مصدر صلابته وتفاؤله ومطواعيّته. بالإضافة إلى التعرّف بمستوى المطواعيّة الّتي يتمتّع بها المراهق اللبنانيّ الكادح والمهمّش.

ومن النّاحية التطبيقيّة، ستسهم الدّراسة الحاليّة في تزويد الباحثين بمقياس المطواعيّة، ومقياس التعلّق بالوالدين المقنّنين على المجتمع اللبنانيّ بعد أن تُحُقّق من صدقهما وثباتهما.

ثالثًا أهداف الدّراسة: تسعى الدّراسة الحاليّة إلى التعرّف بتأثير العلاقة مع الوالدين، والأقران في ظهور المطواعيّة النّفسيّة لدى عيّنة من مراهقي طلّاب التّعليم المهنيّ الرسميّ. وذلك من خلال:

  1. إعطاء صورة واضحة عن مصدر مطواعيّة المراهق.
  2. معرفة مستوى المطواعيّة الّتي يتمتّع بها المراهق اللبنانيّ.
  3. التعرّف إلى طبيعة العلاقة بين التعلّق بأحد الوالدين والمطواعيّة.
  4. التعرّف إلى العلاقة بين التعلّق بالأقران والمطواعيّة.

رابعًا – مشكلة الدّراسة: تشكّل الأسرة المجال الحيويّ الأوّل للإنسان، يستمدّ منها رصيده الوراثيّ ويتفاعل معه في وحدة جدليّة متكاملة. والأسرة هي وحدة اجتماعيّة يشبع فيها الأفراد حاجاتهم البدنيّة والنّفسيّة في أربعة أبعاد (الحبّ، القوّة، الإدراك، والإحساس). ويعتمد النموّ الاجتماعيّ والعاطفيّ للأبناء بشكل كبير على جودة رابطة التعلّق بينهم وبين مقدّمي الرعاية.

تُنسج وتُبنى الرّوابط المبنيّة على الحبّ والعاطفة داخل الأسرة، إذ إنّ لكلّ أسرة نسق معيّن ومعقّد من التّنظيم الاجتماعيّ. قد تكون في حالة توازن واستقرار وتتمتّع بالتّناغم والانسجام تلك هي حال العائلات السليمة، وإن كانت مختلفة ومتنوّعة الأشكال والطبقات والثّقافات. في المقابل فإنّ العائلات المضطربة أو المرضيّة تنغلق على ذاتها في جوّ من الاضطرابات، والتّشابكات والفوضى وخلط للأدوار أو تعاني الاستتباب؛ خصوصًا إذا كان أحد الوالدين يعاني من مرض نفسيّ أو عقليّ أو إعاقة، فذلك يُعطّل وظائف الأسرة الأساسيّة خصوصًا الوظيفة الاجتماعيّة، الثقافيّة، والنّفسيّة. ويحدث تغيّرات جذريّة في النّسق العائليّ ويخلط أدوارها ويبدّل بنيتها ويبعدها من التّوازن والاستقرار (زين الدّين، 2013). وقد تعاني بعض الأسر من الفقر المادّيّ وما يرافقه من عدم تمكّنها من إشباع الحاجات الأساسيّة، وتدنّي نوعيّة الحياة ذاتها.

يعدُّ بعض العلماء أنّ مرحلة المراهقة مرحلة نموّ طبيعيّة، أمّا البعض الآخر فيعدُّها مرحلة دراماتيكيّة لاتخلو من الأزمات والصّراعات. إنّ مرحلة المراهقة هي مرحلة حسّاسة قد يتجاوزها الفرد من دون حدوث مشكلات خارجة عن المألوف إذا ما توفّرت الظروف الملائمة من الاستقرار والأمان والدّعم النّفسيّ من الأهل أو الأقران، ولكن إذا لم تتوفّر هذه الظروف فإنّ عددًا غير قليل من المراهقين قد يجنح  إلى سلوكيّات مستهجنة بهدف إشباع حاجات نفسيّة لم تشبع أو قد يتمتّع بالمطواعيّة (Resilience) فيستطيع التكيّف مع ظروفه الاجتماعيّة بأسلوب جديد.

ممّا تقدّم، يمكن إبراز مشكلة الدّراسة من فكرة مؤدّاها أنّ تعلّق الأبناء بالوالدين؛ قد يكون هشًّا أو قد يكون آمنًا وإيجابيًّا ما يعزّز ظهور المطواعيّة. وتحدّد مشكلة الدّراسة في الإجابة عن الأسئلة الآتية:

  • ما درجة مساهمة التعلّق بالوالدين (صورة الأمّ، صورة الأب، صورة الأقران) في التنبّؤ بالمطواعيّة لدى مراهقي طلّاب التّعليم المهنيّ الرّسميّ؟
  • ما مستوى المطواعيّة لدى مراهقي طلّاب التّعليم المهنيّ الرسميّ؟
  • هل يوجد علاقة للتعلّق بالأمّ على المطواعيّة لدى مراهقي طلّاب التّعليم المهنيّ الرسميّ؟
  • هل يوجد علاقة للتعلّق بالأب على المطواعيّة لدى مراهقي طلّاب التّعليم المهنيّ الرسميّ؟
  • هل يوجد علاقة للتعلّق بالأصدقاء على المطواعيّة لدى مراهقي طلّاب التّعليم المهنيّ الرسميّ؟

خامسًا: فروض الدّراسة

الفرضيّة العامّة: وجود علاقة بين المطواعيّة والتعلّق بالوالدين لدى مراهقي طلّاب التّعليم المهنيّ الرسميّ. ومن هذه الفرضيّة العامّة تنبثق الفرضيّات الجزئيّة الآتية:

  • وجود مستوى مرتفع من المطواعيّة لدى مراهقي طلّاب التّعليم المهنيّ الرسميّ.
  • لايوجد علاقة للتعلّق بالأمّ على المطواعيّة لدى مراهقي طلّاب التّعليم المهنيّ الرسميّ.
  • لايوجد علاقة للتعلّق بالأب على المطواعيّة لدى مراهقي طلّاب التّعليم المهنيّ الرسميّ.
  • لا يوجد علاقة للتعلّق بالأصدقاء على المطواعيّة لدى مراهقي طلّاب التّعليم المهنيّ الرسميّ.

سادسًا: متغيّرات الدّراسة

  • المطواعيّة: هي أن يمتلك الفرد القدرة على النهوض من جديد، والاستمرار بعد مرحلة ركود نسبيّ عانى منها خلال مرحلة معيّنة من حياته. وتختلف المعاناة في معانيها ودلالتها من فرد لآخر، وهي العلامة الّتي يحصل عليها الفرد على مقياس كونور- دايف دسون.
  • التعلّق بالوالدين والأقران: رابطة عاطفيّة عميقة متجذّرة تربط المراهق مع الوالدين والأقران، تتغذّى بتجاربه معهم وتشكّل أسس تمثيلاته الذهنيّة والنّماذج الداخليّة العاملة حول الذّات والآخرين. وهي الدّرجة الّتي يحصل عليها الطلبة على مقياس التعلّق بالوالدين والأقران المستخدم في الدّراسة الحاليّة.

سابعًا: محدّدات الدّراسة

تتحدّد نتائج الدّراسة بعيّنتها الّتي اقتصرت على طلبة التّعليم المهنيّ (ذكورًا، إناثًا) في المدارس والمعاهد الفنّيّة الرسميّة الواقعة ضمن قضاء طرابلس شمالي لبنان مستوى البكالوريا الفنّيّة؛ والامتياز الفنّيّ والمسجّلين للعام الدراسيّ 2020/2021. كما تتحدّد بأدواتها الّتي تتمثّل في مقياس التعلّق بالوالدين والأقران، ومقياس المطواعيّة.

الإطار النّظريّ للدّراسة

1- الرّوابط العاطفيّة – التعلّق

أ- نظريّة التعلّق: Théorie de l‘Attachement (1992،Bretherton)

مؤسّس نظريّة التعلّق هو جون بولبي”John Bowlby”، طبيب نفسيّ إنجليزيّ عمل مع الأطفال المحرومين عاطفيًّا لسنوات عديدة، ودرس التّحليل النَّفسيّ في مدرسة ميلاني كلاين “Melanie Klein” وفي عيادة تافيسنوك “Tavistock”. خلال هذا الوقت جمع معلومات سريريّة مهمّة ساهمت في وضع أسس نظريّته في التعلّق.

ولقد التحقت ماري إينسوورث “Marie Ainsworth” به، وسرعان ما أصبح لها دور مهمّ في صياغة نظريّة التعلّق انطلاقًا من اهتمامها بنظريّة الأمن النَّفسيّ، Security theory ومن خلال الدراسات الميدانيّة العياديّة المهمّة الّتي أجرتها في كلّ من أوغنداUganda   وبلتمور Baltimore Project  في أميركا على العلاقة والتفاعل بين الطّفل وأمّه.

طوّرت إينسوورث مفهوم حساسيّة الأمّ لإشارات الطّفل وتحريضه لها على التّواصل، ودورها في تحديد نوعيّة التعلّق بينهما. والتّطوير المهمّ أدخلته على نظريّة التعلّق تمثّل في مفهوم الشخصيّة موضوع تعلّق الطّفل كقاعدة آمنةBase de sécurite  ينطلق منها لاستكشاف العالم وتوسيع شبكة علاقاته مع الآخرين. وتتمثّل خلاصة نظريّة الأمن الّتي أسهمت بها إينسوورث نقلًا عن أستاذها بلاتز “Blatz” (1940) في أنّ الطّفل الصغير يحتاج إلى إقامة علاقة طمأنينة اتّكاليّة على والديه، قبل الانطلاق إلى استكشاف العالم غير المألوف (ويتساوى الأمر في ذلك عند كلّ من صغار الإنسان والحيوان)، وانطلاقًا من هذه القاعدة يتمكّن الطّفل من بناء عالمه الخاصّ وتنمية مهاراته من موضع الطمأنينة والثّقة، وينفتح من ثمّ على الدّنيا والناس، أمّا إذا افتقد الأمن الأسريّ القاعديّ، فإنّه سيعاق في انطلاقته هذه.

تعاون “بولبي” في بداية الخمسينيات مع “رينيه شبيتز”، الطبيب النَّفسيّ، المهتمّ بدراسة آثار الانفصال المبكر للطّفل عن الأمّ والحرمان منها. انطلق “بولبي” من المعطيات الموجودة في السجلّات الخاصّة بالأطفال المفصولين عن ذويهم من نزلاء مؤسّسات الرعاية الّتي عمل فيها ومن خلفيّة إعداده التّحليليّ. في هذه المرحلة عيّن رئيسًا لوحدة الصحّة النَّفسيّة في منظمة الصحّة العالميّة، وقد كان له دور رئيس في تطوير مفهوم الصحّة النَّفسيّة وتعريفه.

وضع في العام 1951 تقريرًا عن آثار انفصال الطّفل عن الأمّ وذلك بالتّعاون مع بياجه “Piaget” وشبيتز “Spitz” وبعض علماء الإثيولوجيا بعنوان “الرعاية الأمويّة والصحّة النَّفسيّة” “Maternalcare and Mental Health” عن منظّمة الصحّة العالميّة، ترجم إلى 14 لغة وعرف انتشارًا واسعًا.

ب- تنبّؤات التعلّق: يضيف سيرولنك، (Cyrulink, 2015 :101) “إنّ كلّ ما ينسج الرابط يأخذ طابع القيد الآمن؛ إنّ التعلّق ليس بعائق ولا بحظر، إنّه توافق بيولوجيّ وعاطفيّ واجتماعيّ يوجّه نموّنا، ولكن ليس بأيّ اتّجاه. حالما نتعلّق، نستطيع أن نتطوّر، ولكن لا يمكننا السّماح بكلّ شيء”.

ويشير Mishara et Tousignant (2004) إلى أنّ كلّ ما يمزّق الرابط، إنّما يسهّل المرور إلى الفعل الانتحاريّ. يشكّل الالتزام العاطفيّ والعائليّ والثقافيّ أكثر الأمور حماية وفعاليّة ضدّ الرغبة في الموت، شرط أن يقوم المجتمع بتنظيم المؤسّسات وأماكن اللقاء حيث تبنى الرّوابط.

ج- إسهامات نظريّة التعلّق: تكمن أهميّة نظريّة التعلّق في فتح آفاق مهمّة، وجديدة في مجال بناء الركائز الأولى للصحّة النَّفسيّة في عمر مبكر جدًّا، خلال عمليّة التّفاعل المتبادل والانتقائيّ ما بين الأمّ والطّفل أوّلًا، ثمّ بينه وبين الأقربين من أفراد أسرته بعد ذلك، وهو مايضع أسس الطمأنينة القاعدة والنّماء والثّقة، ويزوّد الطّفل بالقدرة على الانفتاح على الدّنيا من موقع الإحساس بالسيطرة على واقعه. ذلك الإحساس الّذي يطلق طاقات النماء لديه.

2– المطواعيّة

أ- تعريف مصطلح المطواعيّة: يرى (Tisseron,2008) إنّ كلمة “مطواعيّة” لها معانٍ مختلفة اعتمادًا على مكان تطبيقها، ومطواعيّة الإنسان في مجال العلوم الإنسانيّة لها تعريفها الخاصّ الّذي يختلف عن عريف الأنظمة الفيزيائيّة. هناك تيّاران مختلفان للمطواعيّة: الأوّل يعدُّ أنّ المطواعيّة البشريّة هي خاصيّة شخصيّة مرتبطة بموارد كلّ شخص ويمكن قياسها في كلّ لحظة، انطلاقًا من ذلك نستطيع تحديد مستواها فإذا كانت منخفضة، يمكننا تدعيمها من خلال برنامج مصمّم خصّيصًا لهذا الهدف. أمّا التيّار الثّاني فيرى على العكس من ذلك إنّ المطواعيّة الخاصّة بكلّ فرد تعتمد على الرّوابط والتفاعلات الموجودة في مجتمع ما خلال لحظة معيّنة وبناءً عليه يتمّ تصميم البرامج الوقائيّة.

ب- مقوّمات المطواعيّة: تعتمد المطواعيّة على أربعة عناصر: العلاقات – الأمان- المحفّز – الثقافة.

1- العلاقات: يتنوّع المناخ الأسريّ داخل المنزل، ويؤثّر على نمو،ّ وتطوّر الطّفل إضافة إلى تأثير وجه التعلّق الأوّل داخل النّظام الإيكولوجيّ العائليّ. يشرح لنا (Cyrulink, 2016) أنّ التعلّق هو ميل، هو ليس بقدر، وأنّ الإنسان يقوم بتعديل طريقته في الحبّ عند كلّ لقاء، إذا التقينا برجل أو بامرأة نغيّر أسلوبنا في الحبّ، حتّى الأصدقاء يدعوننا لتغيير طريقتنا في الحبّ، كما العمر والتّجارب. إذًا هذا ميل، نحن نتعلّم أنّ تنقيح الوجود يصنعنا، لهذا السبب تعدّ البيئة الحسيّة شموليّة، ولايستطيع أيّ طفل البقاء على قيد الحياة إذا لم يكن محاطًا ببيئة حسيّة على درجة من الغنى والتّنوّع، هذه البيئة الحسيّة الشّموليّة في بزوغها البيولوجيّ هي أصلًا مُنتظِمة ثقافيًّا، إذ تعطي كلّ ثقافة للنساء والرجال أدوارًا مختلفة تنظّم المحيط وتسمح بتطوّر الطّفل.

وهكذا يظهر أنّ نوعيّة العلاقات الّتي يبنيها الطّفل، وكذلك المراهق في ما بعد هي على ارتباط وثيق بنوع التعلّق ووجه التعلّق الأوّل الّذي نشأ عليه الطّفل وطبيعة بيئته الحسّيّة، علمًا أنّ هذه البيئة الحسّيّة تتألّف من الاستجابات السُّلوكيّة الموجّهة للطّفل. ويشير سيرولنك إلى أنّه “إذا قبلنا مصطلح البيئة الحسّيّة الرشيدة فإنّ هذه الحسّيّة مركّبة من الاستجابات السُّلوكيّة الموجّهة للطّفل، وأنّ المعنى المعطى للسّلوكيّات الخاصّة بتاريخيّة الأهل. وهكذا نرى عياديًّا كيفيّة بناء الخطوط الأولى للمزاج أو الجِبلّة”. (cyrulink,2001:55)

2 الأمان: يصرّح سيرولنك (Cyrulink ,2017) أنّ الأمان هو الاحتياج لشخص آخر يحمي من أجل تجربة متعة الاستكشاف. وفي أغلب الأحيان تكون الأمّ هي مصدر الأمان وتشكّل القاعدة الأساس الّتي ينطلق منها الفرد لاختبار مجاله الحيويّ.

3 المحفّز: بالنسبة إلى سيرولنك (Cyrulink,2016) كلّ شخص لديه توقيته الخاصّ لاستئناف مسيرة نموّه بعد الصّدمة. كما تؤكّد ماري أنو (Anaut, M. 2018) ضرورة وجود الأهل بالقرب من الأطفال أو المراهقين الّذين تعرّضوا للصّدمة وضرورة التّحلّي بالصبر، واحترام توقيتهم الخاصّ إذا رغبوا بالحديث عمّا جرى معهم وأن يدركوا أنّ الأهل يستمعون لهم ويفهمونهم. بعض المراهقين يرغبون بالتحدّث إلى محيطهم ويفضّل آخرون التحدّث إلى اختصاصيّين بدلًا من التحدّث مع أهلهم فيستطيعون إخبارهم تفاصيل ما عاشوه، لأنّه يبدو من المزعج أحيانًا التّطرّق إلى أمر ما مع العائلة. وتضيف قائلة، إنّنا لسنا مطواعين بمفردنا، أو بمقولة أخرى إنّ الفرد سيستمدّ من موارده الخاصّة، من شخصيّته، من آليّاته الدفاعيّة الذّاتيّة مجموعة من العناصر تسمح له بحماية نفسه، فهو سيقوم أيضًا بعمليّة إعداد خاصّة به وسيعتمد على داعميه الخارجيّين سواء من العائلة، أو المجتمع الّذين بإمكانهم مساعدته على التّعويض عن بعض الجروح الفرديّة. وأخيرًا المطواعيّة ليست تعبئة الحيل الخاصّة الفرديّة ولكن أيضًا الاستفادة من الداعمين الخارجيّين.

4 الثقافة: يشير سيرولنك (Cyrulink ,2017) إلى أنّ الفرد لايستطيع العبور من المطواعيّة الفرديّة إلى المطواعيّة الجماعيّة لأنّ هناك مبادلات مستمرّة بين ما نحن عليه وبين عائلتنا وما تهيِّئُه ثقافتنا حولنا، وهذه المبادلات متغيّرة باستمرار. عندما كنّا أطفالًا في المرحلة ما قبل اللفظيّة، كانت هناك تبادلات عاطفيّة – سلوكيّة. فالطّفل يحتاج إلى صورة، إلى أمّ، صورة أُمويّة وحتّى الرجال يستطيعون أن يكونوا مصدر أمان، لديهم وظيفة والديّة. لكن ليست هي الحال اليوم، فالتّبادلات اختلفت. أثناء مرحلة المراهقة يجب أن يترك المراهق عائلته ليختبر المغامرة الاجتماعيّة والجنسيّة، وهي أيضًا مختلفة باختلاف البلدان والجماعات.

ج- المطواعيّة العاطفيّة: تعدُّ ماري آنو (Anaut,2012)  المطواعيّة بناء متعدّد العوامل ناتجًا عن شبكة معقّدة بين الاستعدادت الفرديّة (نفسيّة، معرفيّة، سلوكيّة) والجدارة النَّفس – حركيّة العائليّة. تكتمل هذه الأخيرة من خلال مصادر منبثقة من البيئة الاجتماعيّة. تعتمد بداية المطواعيّة على مصادر منها متأصّلة ومنها دخيلة، فتستند إلى عوامل حماية تتضمّن كلّ ما يساهم في تعديل ردود الفعل تجاه الخطر الموجود في البيئة من أجل تخفيف آثاره السيّئة. وتحتلّ الرّوابط العاطفيّة مكانة بارزة بين عوامل الحماية هذه بقدر التفاعل مع كلّ من الاستعدادت الفرديّة (نفسيّة، معرفيّة، سلوكيّة) الثلاثة بهدف تفعيل وظيفة المطواعيّة.

تكوين الرّوابط العاطفيّة: تتشكّل الرّوابط العاطفيّة المعاشة خلال حياة الفرد من مصادر متعدّدة. ومن وجهة نظر تطوريّة، يمكننا التّمييز بين نوعين:

  • الرّوابط العاطفيّة الأوّليّة الّتي تتأسّس منذ الولادة مع مقدّم (مقدّمي) الرّعاية غالبًا الأمّ أو الأب أو أعضاء من الأسرة الّذين يهتمّون بالطّفل ويحمونه ويثقّفونه.
  • الرّوابط العاطفيّة الثانويّة أو اللّاحقة الّتي يمكن إقامتها مع أشخاص مختلفين في المحيط العلائقيّ للفرد خلال حياته.

وطوال حياته، يستمرّ الإنسان في بناء روابط عاطفيّة يحلّ بعضها محلّ الرّوابط السابقة، والبعض الآخر يكمّلها. ويقيم الفرد في طور نموّه نسيجًا علائقيًّا معقّدًا ومتغيّرًا، وفقًا لمراحل دورة حياته.

Iبناء الرّوابط الأولى: أظهرت هذه البحوث جميعها أنّ الطّفل يحتاج إلى الاعتماد على الرّوابط العاطفيّة والعلاقات الدافئة والمطمئنّة لأنّها تشكّل الغذاء العاطفيّ اللّازم للنموّ، وفاقًا لتعبير بوريس سيرولينك “Boris cyrulnik”.

وتؤكّد آنو “Anaut”  أنّ الإنسان يُبنى في سياق اجتماعيّ – عاطفيّ، فتكون الصلة مع الآخر أمرًا أساسيًّا ومهمًّا لنموّه. منذ الولادة يبرهن الطّفل عن جدارة علائقيّة ويشارك بهمّة التبادلات مع محيطه، فمن خلال صراخه، دموعه وأصواته، يقوم بإعداد سلوكيّات تتطلّب علاقة التّقارب من البالغين الّذين يضمنون بقاءه على قيد الحياة. كذلك يعتمد غنى أساليب التّواصل الخاصّ بهم إلى حدّ كبير على الاستجابات، والاهتمام والحساسيّة الّتي يتلقونها في المقابل من الوالدين أو مقدّمي الرعاية.

Iمسيرة التعلّق والمطواعيّة: تشكّل نظريات بولبي “Bowlby” حول التعلّق، الركيزة العلميّة لفهم مسيرة التعلّق الّتي ترتكز على الرّوابط بين الطّفل ومحيطه العلائقيّ. تُوصف الرّوابط الأولى الّتي بُنِيت بين الطّفل وعائلته على أنّها روابط التعلّق. يعدُّ التّعلّق حاجة اجتماعيّة أوّليّة تتطوّر في العلاقة والتّفاعليّة. ينسج الطّفل مع وجه التعلّق الأوّليّ الرّوابط الأولى، غالبًا ما تكون الأمّ، أو قد يكون شخص آخر هو من يقدّم العناية، فعبر العناية وروابط التعلّق تلك الّتي أُنشئّت نضمن البقاء الجسديّ كذلك النَّفسيّ للطّفل.

بموجب مقاربة بولبي، فإنّ التعلّق لديه وظيفة تكيّفيّة مزدوجة الأوجه: الحماية والانفتاح على العالم. في حال تطوير تعلّق آمن أو مطمئن، تكون الوظيفة الوقائيّة للأمّ فعّالة، ففي حضورها يستطيع الطّفل تحمّل غرابة العالم والأشياء والضوضاء الخارجيّة. بالمقابل، تصبح تجربة الغرابة مصدرًا للتأثير السّلبيّ عندما يفشل حاجز الإثارة لدى الأمّهات، ثم يعدُّ التّعلّق غير آمن. إذا احتاج المولود عند الولادة إلى قرب الأمّ الّتي تضمن له الأمن،  يمكن للطّفل شيئًا فشيئًا توقّع نوع استجابة والدته وبناء قاعدة للأمن الدّاخليّ. في حال الحاجة إلى الطّمأنينة، يكفي أن يثق في استعداد والدته للشّعور بالرّضى، فإنّ استقلاليّة الطّفل وقدرته على استكشاف العالم من حوله ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالفرص الّتي يعتقد أنّه يتمتّع بها في الاستفادة، إذا لزم الأمر، من حماية وجه التعلّق.

-I التّعلّق المتعدّد: في الواقع تسمح الدّراسات الخاصّة بالتّعلّق بفهم أفضل لأهميّة الرّوابط العاطفيّة بين الأطفال والأهل، وذلك من خلال توسيع الدّراسة لتشمل الأشخاص المتعلّقين جميعها بالفرد. ليس الأب فقط يمكن أن يكون شخصًا مهمًّا، ولكنّ أشخاصًا آخرين أيضًا موجودين ضمن المحيط العلائقيّ للطّفل قد يكونون وجه التّعلّق. منذ الصغر، تنسج الرّوابط العاطفيّة ليس فقط مع الأمّ والأب؛ بل مع أفراد الأسرة الآخرين من العائلة أو البيئة العاطفيّة حول الأسرة ويشكّلون أنماط تعلّق ثانويّة و حسب مصطلح بولبي. تشدّد الدّراسات الحاليّة الخاصّة بالعلاقات الأُسريّة على ديناميكيّة التعلّق، وتؤكّد أهميّة البيئة الأسريّة، وكذلك على السّياق العلائقيّ الأوسع نطاقًا والعوامل المختلفة الّتي تشكّل المجال الإيكولوجيّ للأهل.

في هذا الإطار من البحث، قد تبيّن أنّ أنماط التعلّق غير الآمن تميل إلى الحصول على الأمان من خلال التّجارب الغراميّة لدى المراهقين. ويدعونا تكوين الرّوابط العاطفيّة إلى دراسة التطوّرات المحتملة للتعلّق عند ذات الفرد خلال حياته، أيًّا كانت الأزمات الّتي يمرّ بها، سواء أكانت ذات طبيعة تطوريّة أو عن طريق الصّدمات.

3 الأسرة: تحتلّ الأسرة مكانة بارزة في الحياة الاجتماعيّة. إنّها البيئة الأساسيّة الصالحة لتنشئة الطّفل والوسيلة الّتي بواسطتها يحفظ التّراث الاجتماعيّ وينقل عبر الأجيال، فهي عماد المجتمع وهي البوتقة الّتي تحيط بالفرد منذ ميلاده لتزويده بالقيم والمبادئ الّتي تساعده على التكيّف مع مجتمعه، وهي أيضًا الوسط الّذي اصطلح المجتمع بالإجماع على أن يكون البيئة المناسبة لإشباع غرائزه ودوافعه الطبيعيّة والاجتماعيّة، وهي أيضًا مؤسّسة اجتماعيّة مهمّة يتكوّن منها البناء الاجتماعيّ للمجتمع. وتقترح آنو (Anaut,2005) تعريفًا أوسع للأسرة المعاصرة يشير إلى أنّها مجموعة من الأفراد الأحياء أو الأموات يعيشون معًا أو لا يعيشون معًا، ويرتبطون بروابط بيولوجيّة أو اجتماعيّة أو عاطفيّة أو قانونيّة. وهذا ما يضع الأسرة بمعنى قريب من مفهوم القرابة، بالمعنى الأنثروبولوجيّ للمصطلح.

أ- العلاقات الوالديّة والحرمان العاطفيّ: ينخرط الطّفل خلال نموّه في شبكة من العلاقات، والخبرات الّتي تصقل شخصيّته وتساهم في بناء صحّته النَّفسيّة وكيانه المستقلّ. ومن الأهميّة أن يترعرع الطّفل وينطلق من قاعدة آمنة ومطمئنّة توفّر له الرّباط الوثيق مع شخص ثابت يرعاه ويحميه، سواء أكانت هذه العلاقة مع الأمّ أو بديلها. فهذا الرّباط الإنسانيّ الحيويّ في الطفولة الأولى يوفّر الطمأنينة القاعديّة والثّقة القاعديّة، ويشكّل في مراحل لاحقة المخزون الكامن الّذي يساهم في تغيّر واقع الفرد في حال تعرّضه إلى محنة أو صدمة. من هنا تبرز أهميّة هذا الرّباط الأوّليّ المتين. ويجزم عدد من العلماء (بولبي وزملاؤه) وأيضًا سيرولنك (سيرولنك،2013 ) على أنّ الرضيع يولد مزوّدًا بآليّات عصبيّة-دماغيّة للتفاعل والعلاقة مع الآخر سواء أكانت الأمّ الّتي تهتمّ به أو بديلها. وهي حاجة فطريّة حيّوية أوّليّة، وهي على علاقة وثيقة بالاحتياجات العضويّة الأساسيّة والاحتياجات العاطفيّة في آن واحد.

4- المراهقة: تعدُّ المراهقة مرحلة مرور وعبور وانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرّشد، وهي مرحلة الاهتمام بالذّات والمرآة والجسد على حدّ سواء، ومرحلة اكتشاف الذّات والغير والعالم. وتتّخذ المراهقة أبعادًا ثلاثة: بعدًا بيولوجيًّا (البلوغ(، وبعدًا اجتماعيّا (الشّباب(، وبعدًا نفسيًّا (المراهقة(، ومن ثمّ تبدأ المراهقة “بمظاهر البلوغ، وبداية المراهقة ليست دائمًا واضحة، ونهاية المراهقة تأتي مع تمام النضج الاجتماعيّ من دون تحديد ما قد وصل إليه الفرد من هذا النّضج الاجتماعيّ.”

 أ- المحيط العلائقيّ للمراهق

   – علاقة المراهق بالأسرة: تلمّح (سليم، 2004) إلى أنّ المراهق يتعرّض في علاقته مع والديه إلى أزمتين متناقضتين: الأولى اكتساب الاستقلاليّة والثّانية التعلّق بالوالدين، وأنّه خلال عمل المراهق على استقلاله تزداد الصّراعات مع الأهل مع حرص المراهق على بقاء علاقته معهم. ويبرز حسب الباحثين (Been,1977) أنّ معظم الخلافات تتناول تفاصيل الحياة اليوميّة مثل النتائج الدراسيّة، واللباس والخروج أو القواعد المتّبعة في المنزل والأعمال المنزليّة. ولكنّ هذه الخلافات لا تصيب في أغلب الأحيان نوعيّة العاطفة بين المراهق وأهله.

ونقلًا عن سليم يعتقد عدد من الباحثين (Steinberg, 1988. Hill, 1988) أنّ وجود نوع من التوتّر في العلاقة بين المراهق ووالديه ليس سيّئًا دائمًا، فقد يكون ضروريًّا وصحّيًّا لأنّه يؤدّي في أحيان كثيرة إلى تحقيق الذّات. ولكنّ وجود التوتّر وزيادته بين المراهق ووالديه وابتعاده منهم لايعني أنّ التعلّق العاطفيّ بالأهل قد تضاءل أو توقّف؛ ففي دراسة لـ “هنتر ويونس” بيّنت أنّ الصداقة مع الوالدين تتناقص في المراهقة وتزداد مع الرفاق، ولكن يستمرّ المراهق في عدّ أنّ الوالدين يشكّلان قاعدة الأمان له.

وفي دراسة قامت بها سليم (سليم، 2002) مع مراهقين لبنانيّين تتراوح أعمارهم بين 12-19 سنة ظهر لها أنّ أكثر ما يهمّ المراهق في الحياة علاقته مع والديه، والصورة الّتي يكوّنها الأهل عنه. وأنّه من الضروريّ احترام صداقات المراهق الخاصّة، وأن يوفّر الآباء له الجوّ كي ينمو بشكل سليم ضمن تلك الصّداقات خصوصًا إذا لم يكتنف تلك الصداقات أيّ تصرّف غير سليم.

وفي بعض الأحيان قد يصطدم المراهق مع والديه بسبب أفكار معيّنة؛ ما يولّد ردود فعل عكسيّة تتمثّل في العزلة وسوء علاقته مع أهله واللجوء والارتماء بكلّ ثقله في حضن الجماعة، فيجد فيها متنفّسًا للضغوط النَّفسيّة الملقاة عليه. وقد تكون هذه الجماعة من النّوع المنحرف ما قد يؤدّي إلى مزيد من التّعقيدات والاضطرابات النَّفسيّة والسُّلوكيّات المنحرفة.

يعاني المراهق كثيرًا من المشاكل على مستوى الأسرة كمشكلته مع والديه (الأب والأمّ(، وإخوته الصغار والكبار. وغالبًا ماتندرج مشكلته مع والديه ضمن ما يسمّى بصراع الأجيال واختلاف وجهات النّظر. وعادة ما يكون صراع الأسرة مع المراهق أو المراهقة حول الدّراسة، أوقات الفراغ، تضييع الوقت، التأخّر عن البيت، التّقصير في الواجبات التربويّة، الفشل المدرسيّ، التّقصير في الواجبات الدّينيّة، التّهاون في تحمّل المسؤوليّة، الفشل في اختيار الأصدقاء، الإصرار على مرافقة رفاق السّوء، والانسياق وراء عواطفه الشّبابيّة. ويكون الصراع أيضًا حول رغبة المراهق في الحرّيّة واستقلاليّة الشّخصيّة، والتمرّد عن سلطة الأنا الأعلى، وعدم الانصياع للأوامر، وخصوصًا أوامر الأمّ.

العلاقة مع الرفاق: يرى علماء النَّفس والاجتماع أنّ لجماعة الأقران جاذبيّتها الخاصّة لدى أعضائها، وأنّ الاختلاف مع الآخرين في وجهات النظر لا يعدُّ شذوذًا أو ضعفًا، وإنّما العزلة الاجتماعيّة وعدم القدرة على الاندماج والاختلاط بالآخرين، قد يكون سببًا رئيسًا للمشكلات والاضطرابات النَّفسيّة، وقد يشعر المراهق بالفخر والاعتزاز لانتمائه إلى هذه الجماعة، وخصوصًا إذا كان له موقع ومنزلة داخل هذه الجماعة، لأنّ ذلك يساعد على علاج الكثير من المشكلات النَّفسيّة الّتي يعاني منها المراهق مثل الخجل والانطواء والعزلة.

علاقة المراهق بالمجتمع: من المعلوم أنّ وظيفة المدرسة أو المؤسّسة التّعليميّة هي تنشئة المراهق تنشئة بنّاءة وهادفة، وإدماجه في المجتمع إدماجًا نافعًا ومثمرًا. بمعنى أنّ المدرسة تهدف إلى تكوين مواطن صالح نافع لذاته وأسرته ومجتمعه. ومن ثمّ فالمجتمع هو الّذي يحضن المراهقين بمختلف فئاتهم النَّفسيّة وشرائحهم الطبقيّة والاجتماعيّة بالتنشئة والتربية والتّعليم والتكوين والتهذيب والتطهير والتنوير والتّوعية الشاملة. لذا، تقوم علاقة المراهق بالمجتمع على أساس التفاهم والتّواصل والعطاء المتبادل، والانفتاح على التجارب المجتمعيّة، والخوض فيها بشكل إيجابيّ، ويعني هذا أنّ كلّ تقصير وظيفيّ ينتج عن عدم التوافق الاجتماعيّ قد يدفع المراهق إلى الانكماش والعزلة والانطواء واليأس والتشاؤم، أو الإحساس بالنقص والدونيّة والتهميش.

سابعًا: منهج الدّراسة: المنهج الوصفيّ الارتباطيّ هو الأنسب لهذه الدّراسة، لأنّه يهدف إلى معرفة وجود علاقة أو عدمها بين متغيّرين أو أكثر، وإن كانت العلاقة موجودة فهل هي عكسيّة طرديّة أو موجبة؟

عيّنة الدّراسة: تتكوّن عيّنة  الدّراسة من  “305” من طلّاب المدارس والمعاهد الفنّيّة الرسميّة، مستوى البكالوريا الفنّيّة والامتياز الفنّيّ من مختلف المستويات الدراسيّة والمسجّلين للعام الدراسيّ 2020/2021 والّذين تتراوح أعمارهم بين 17-21 سنة. وقد اختيروا باعتماد طبقيّة قاعدة الاستطلاع وفق محكّات محدّدة. واستُبعِد طلّاب السنة الأولى والثانية، وأيضًا الّذين هم دون 17 عامًا، وهذه المدارس والمعاهد الفنّيّة الرسميّة واقعة ضمن قضاء طرابلس، شمالي لبنان. وقُسِّم المستوى الاقتصاديّ للأسرة إلى أربعة مستويات: فقيرة جدًّا – فقيرة- متوسّطة دنيا – متوسّطة عليا.

أدوات الدّراسة: استخدمت الدّراسة الحاليّة الأدوات الآتية:

أ- مقياس المطواعيّة، موجّه للمراهقين، إعداد كونور- دايفدسون (Connor-Davidson resilience scale)

  • مقياس التعلّق بالوالدين والأقران كما يدركه المراهقون من إعداد غرنبرغ وأرمسدن (Greenberg &Armsden).

– مقياس المطواعيّة: احتوى المقياس في نسخته الأصليّة على 25 بندًا وتتراوح الدرجة على المقياس من 1 إلى 5 درجات (Connor and Davidson,2003)، ويقسم المقياس في أبعاده إلى ثلاثة أبعاد فرعيّة: الصّلابة ((Hardiness، المصادر (Resourcefulness)، التفاؤل (Optimism) الخيّرة للعالم. ويتمتّع مقياس المطواعيّة هذا “بثبات الاتّساق الداخليّ” وهو ما يُتوصّل إليه عبر معادلة (Test –retest reliability). كما يتمتّع بثبات إعادة الاختبار، وهو موجود في لغات متعدّدة.

جدول رقم (1):  الأبعاد الخاصّة بمقياس المطواعيّة

العامل ما يقيسه العامل أرقام العبارات عدد العبارات
الصّلابة 4-6-7-12-14-16-17-18-19 9
المصادر 1-2-3-5-13-15-22 8
التفاؤل 9-10-11-20-21-23-24-25 8
  • صدق المقياس: تُحُقِّق من صدق المقياس من خلال احتساب مُعامل الارتباط كرونباخ ألفا وكانت النتائج على الشكل الآتي:

جدول رقم (2) : قيم مُعامل الارتباط كرونباخ ألفا لمقياس المطواعيّة.

أبعاد المقياس مُعامل كرونباخ ألفا عدد الفقرات أرقام الفقرات
بُعد المصادر 0.68 8 1-2-3-5-13-15-22.
بُعد الصّلابة 0.74 9 4-6-7-12-14-16-17-18-19.
بُعد التفاؤل 0.76 8 9- 10-11-20-21-23-24-25.
الكلّيّ 0.82 25

يُظهر الجدول (2) أنّ قيم مُعامل كرونباخ ألفا بين درجات الطلّاب في كلّ فقرة مع الدرجة الكلّيّة للبُعد قد تراوحت مابين (0.68 – 0.82). كما حُسبت قيم مُعامل كرونباخ ألفا بين درجات الطلّاب في كلّ بُعد مع الدرجة الكلّيّة للمقياس وقد بلغت قيم مُعامل كرونباخ ألفا الكلّيّ (0.82)

– ثبات المقياس:للتحقّق من ثبات المقياس، احتُسِبت مُعامل بيرسون (Pearson correlation) للاتّساق الداخليّ كمؤشّر للثبات، وذلك على مستوى كلّ بُعد من أبعاد المقياس وعلى المستوى الكلّيّ للمقياس.

 مقياس التعلّق بالوالدين والأقران لأرمدسن وجرينبرج. The inventory of parent and peer (Armdsen &Greenberg)

  • وصف المقياس: يُعدّ هذا المقياس أداة للتّقرير الذّاتيّ لقياس طبيعة التعلّق بالوالدين والأقران بوصفهم مصدرًا للأمن، وهو قائم على الأفكار المقدّمة في نظريّة بولبي “Bowlby” في التعلّق والارتباط. يتكوّن المقياس من ثلاث صور للتعلّق (صورة الأمّ، صورة الأب، وصورة الأقران)، وتتكوّن كلّ صورة من (25) فقرة تقيس ثلاثة أبعاد فرعيّة هي: الثّقة، التّواصل، والاغتراب.

جدول رقم (3) : الأبعاد الخاصّة بمقياس التعلّق بالوالدين – صورة الأب، صورة الأمّ.

 

العامل ما يقيسه العامل أرقام العبارات عدد العبارات
الثّقة 1-2-3-4-13-21-22-24. 8
التّواصل 5-7-9-11-12-15-16-20-25 9
الاغتراب 6-8-10-14-17-18-19-23. 8

يُظهر الجدول رقم (3) أرقام العبارات الخاصّة بكلّ بُعد من أبعاد مقياس التعلّق بالوالدين– صورة الأب، صورة الأمّ. والأبعاد الثلاثة هي: بُعد الثّقة، بُعد التّواصل، بُعد الاغتراب.

جدول رقم (4): الأبعاد الخاصّة بمقياس التعلّق بالأقران

العامل مايقيسه العامل أرقام العبارات عدد العبارات
الثّقة 2-3-8-12-13-14-15-17-21-25. 10
التّواصل 1-6-7-9-16-19-20-24. 8
الاغتراب 4-5-10-11-18-22-23. 7

يتّضح من الجدول (24) أرقام العبارات الخاصّة بكلّ بُعد من أبعاد مقياس التعلّق بالأقران .ويضمن كلّ من بُعد الثّقة، بُعد التّواصل، بُعد الاغتراب.

صدق المقياس: يُتَحقّق من صدق المقياس من خلال حساب قيم مُعامل كرونباخ ألفا. صورة الأمّ إذ بلغت قيمة مُعامل كرونباخ ألفا بين درجات الطلّاب في كلّ فقرة مع الدرجة الكلّيّة للبُعد مابين (0.70 – 0.82) كما حُسبت قيمة مُعامل كرونباخ ألفا بين درجات الطلّاب في كلّ بُعد مع الدرجة الكلّيّة للمقياس وبلغت قيم مُعاملات الارتباط الكلّيّ (0.79). وقد جاء صدق المقياس بدرجة جيّدة لبُعدَي التّواصل والثّقة.

صورة الأب حصلت الباحثة على قيم مُعامل ارتباط بين درجات الطلّاب في كلّ فقرة مع الدرجة الكلّيّة للبُعد قيمة تتراوح مابين (0.79 – 0.83) كما حُسبت قيمة مُعامل كرونباخ ألفا بين درجات الطلّاب في كلّ بُعد مع الدرجة الكلّيّة للمقياس. وقد بلغت قيم مُعاملات الارتباط الكلّيّ (0.76). وقد جاء صدق المقياس بدرجة جيّدة لبُعدَي التّواصل والاغتراب.

صورة الأقران قد حصلت الباحثة على قيم مُعامل ارتباط تتراوح مابين (0.81-0.91) كما حُسبت قيم مُعامل كرونباخ ألفا بين درجات الطلّاب في كلّ بُعد مع الدرجة الكلّيّة للمقياس. وقد بلغت قيم مُعاملات الارتباط الكلّيّ (0.81). وقد جاء صدق المقياس بدرجة جيّدة لجميع أبعاده.

  • ثبات المقياس: للتحقّق من ثبات المقياس، احتُسِبت مُعامل بيرسون (Pearson correlation) للاتّساق الداخليّ كمؤشّر للثبات، وذلك على مستوى كلّ بُعد من أبعاد المقياس وعلى المستوى الكلّيّ للأبعاد.

إجراءات الدّراسة: طُبّقت أدوات الدّراسة الحاليّة على مراحل عدّة: قمنا في المرحلة الأولى بتطبيق المقاييس، أمّا في المرحلة الثّانية فقمنا بالتّحليل الإحصائيّ. بلغ عدد العيّنة (305) طالبًا، وهي الّتي حُلِّلت بياناتها من خلال استخدام برنامج التحليل الإحصائيّ (SPSS,25) للحصول على الإحصاءات الوصفيّة المختلفة مثل التوزيع التكراريّ، والمتوسّطات الحسابيّة، والانحراف المعياريّ، والنسب المئويّة للمتوسّطات، إضافة إلى إجراء عمليّتَي الترابط (Correlation)، التراجع (Regression)، وتحليل التباين الآحادي (Anova) ليصار إلى الإجابة عن أسئلة الدّراسة والتحقّق من فرضيّاتها.

Vالأساليب الإحصائيّة المستخدمة:اعتمدنا في الدّراسة الحاليّة على الرزنامة الإحصائيّة للعلوم الاجتماعيّة (SPSS) في كلّ مراحل الدّراسة لذلك قمنا باستخدام أساليب إحصائيّة مختلفة تتناسب وموضوع دراستنا للتحقّق من صدق وثبات أدوات الدّراسة، كما قمنا بالتحقّق من صحّة فرضيّات الدّراسة وذلك باستعمال التقنيّات الإحصائيّة الآتية: النّسبة المئويّة، مُعامل ألفا كرونباخ (Cronbach’s  alpha) لمعرفة ثبات فقرات الاختبار، مُعامل الارتباط بيرسون:(Person Correlation Coefficient)  للتحقّق من صدق الاتّساق الداخليّ بين فقرات الاختبار والدرجة الكلّيّة للمقياس، ولقياس درجة الارتباط، ويُستخدم لدراسة العلاقة بين المتغيّرات. مُعامل التحليل التباين الآحادي (Anova): للتحقّق من أثر متغيّر على متغيّر آخر.

– نتائج الدّراسة الميدانيّة: أظهرت الدّراسة الميدانيّة ما يلي:

 نتائج مقياس المطواعيّة: إنّ نسبة المتوسّطات الحسابيّة لاستجابات أفراد عيّنة الدّراسة على مقياس المطواعيّة جاءت بدرجة “مرتفعة” على مستوى جميع الأبعاد، جاء في المرتبة الأولى بُعد التفاؤل بمتوسّط حسابيّ (4.19) وانحراف معياريّ (0.56)، وفي المرتبة الثّانية بُعد الصّلابة بمتوسّط حسابيّ (3.56) وانحراف معياريّ (0.73)، وجاء في المرتبة الثّالثة بُعد المصادر بمتوسّط حسابيّ (3.39) وانحراف معياريّ (0.51).

– نتائج مقياس التعلّق بالوالدين والأقران – صورة الأمّ: إنّ نسبة المتوسّطات الحسابيّة لاستجابات أفراد عيّنة الدّراسة على مقياس التعلّق بالوالدين والأقران – صورة الأمّ، جاءت بدرجة “مرتفعة” على مستوى بُعد الثّقة بمتوسّط حسابيّ (3.94)، وكذلك على مستوى بُعد التّواصل (4)، و”منخفضة” على مستوى بُعد الاغتراب (2.66)

– نتائج مقياس التعلّق بالوالدين والأقران – صورة الأب: إنّ نسبة المتوسّطات الحسابيّة لاستجابات أفراد عيّنة الدّراسة على مقياس التعلّق بالوالدين والأقران –صورة الأب، جاءت بدرجة “مرتفعة” على مستوى بُعد الثّقة بمتوسّط حسابيّ (3.79)، وكذلك على مستوى بُعد التّواصل (3.66) و”منخفضة” على مستوى بُعد الاغتراب (2.71).

– نتائج مقياس التعلّق بالوالدين والأقران – صورة الأصدقا: إنّ نسبة المتوسّطات الحسابيّة لاستجابات أفراد عيّنة الدّراسة على مقياس التعلّق بالوالدين والأقران – صورة الأقران، جاءت بدرجة “مرتفعة” على مستوى بُعد الثّقة بمتوسّط حسابيّ (4.08) وانحراف معياريّ (0.68)، وكذلك على مستوى بُعد التّواصل (3.57) وانحراف معياريّ (0.87)، و”منخفضة” على مستوى بُعد الاغتراب بمتوسّط حسابيّ (2.27) وانحراف معياريّ (0.74).

نتائج الدّراسة ومناقشتها: نعرض في ما يلي النتائج الّتي كشفت عنها مختلف التّحليلات الإحصائيّة لاختبار مدى تحقّق فروض الدّراسة:

مناقشة نتائج الفرضيّة الأولى: تنصّ الفرضيّة الأولى على ما يلي: “وجود مستوى مرتفع من المطواعيّة لدى مراهقي طلّاب التّعليم المهنيّ الرسميّ”.

للتأكّد من صحّة هذه الفرضيّة أو خطأها، احتُسِبتِ المتوسّطات الحسابيّة والانحرافات المعياريّة لكلّ بُعد من أبعاد مقياس المطواعيّة وللدرجة الكُلّيّة على المقياس، بالإضافة إلى النسب المئويّة.

جدول رقم (5) : المعدّل العامّ للمطواعيّة

المعدّل العامّ للمطواعيّة المتوسّط الحسابيّ

Mean

الانحراف المعياريّ

Std.deviation

معدّل التفاؤل/ OPT. 4.197 0.561
معدّل الصّلابة / HRD. 3.562 0.726
معدّل المصادر / RES. 3.393 0.515

يتّضح من الجدول رقم (5) أنّ مؤشّر المطواعيّة عالٍ ولايوجد ضعف فجميع الأبعاد الخاصّة بمقياس المطواعيّة تفوق قيمتها (3) فهذه الأرقام جميعها تعكس وضوح مؤشّر المطواعيّة. بالنسبة إلى الانحراف المعياريّ يعدُّ معدّله جيّدًاجدًّا، ففي الأبعاد الثلاثة تفوق قيمته (0.5) ما يدلّ على عدم الانتشار، أي عدم وجود تضارب أو تفاوت في الإجابات، إذ جميعها تأخذ نمطًا واحدًا باتّجاه نعم.

جدول (6) : المتوسّط الحسابيّ لمقياس المطواعيّة

Descriptive Statistics
N Mean
المطواعيّة 303 3.8997
Valid N (listwise) 301

 

  • يظهر من الجدول رقم (6) أنّ المتوسّط الحسابيّ لمقياس المطواعيّة بلغ (3.89) وهي قيمة مرتفعة.

 

 

استنادًا إلى كلّ ماسبق، فقد تمّ التحقّق من هذه الفرضيّة “وجود مستوى مرتفع من المطواعيّة لدى مراهقي طلّاب التّعليم المهنيّ الرسميّ”. وتوافقت نتيجة الدّراسة الحاليّة مع دراسة الزهيري (2012) فكشفت الدّراسة وجود مستوى مرتفع من المطواعيّة لدى طلبة الجامعة. وكذلك تمايزت النتيجة مع دراسة ديهويم (2015) الّتي أسفرت عن عدم وجود مطواعيّة لدى طلّاب المرحلة الثانويّة.

مناقشة نتائج الفرضيّة الثانية: تنصّ الفرضيّة الثانية على أنّه: “لا يوجد علاقة للتعلّق بالأمّ على المطواعيّة لدى مراهقي طلّاب التّعليم المهنيّ الرسميّ”.

  للتأكّد من صحّة هذه الفرضيّة أو خطأها استُخدِمت مُعامل ارتباط بيرسون (Pearson Correlation)

وأشارت النتيجة إلى وجود علاقة ذات دلالة إحصائيّة، إذ إنّ قيمة مُعامل الارتباط بيرسون بين معدّل العلاقة مع الأمّ والمطواعيّة بلغت (0.282) وهي قيمة دالّة إحصائيًّا على مستوى 0.05 ما يدلّ على وجود علاقة بين التعلّق بالأمّ والمطواعيّة.

وأشارت النتيجة إلى وجود علاقة تواصل قويّة مع الأمّ، فقد بلغت قيمة بُعد التّواصل (0.286) يليها بُعد الثّقة (0.262)، أمّا بُعد الاغتراب فقد بلغت قيمته (0.134). وهذا التّرابط الداخليّ يعكس الثبات الداخليّ للاستبيان مع أبعاده عمومًا وخصوصًا بُعد التّواصل (0.286) إذ إنّ معدّل المطواعيّة يرتفع مع ارتفاع علاقته مع والدته، ذلك أنّ مطواعيّة المراهق تحاكي شخص المراهق، أمّا معدّل العلاقة مع الأمّ فهو يحاكي علاقة المراهق مع الأمّ. يمكن تفسير نتيجة الدّراسة الحاليّة في ضوء التّفسيرات النّظريّة الّتي قدّمها العالم الفرنسيّ “سيرولنك” إذ أشار إلى أنّه من بين المقوّمات الأربعة الأساسيّة لنشأة المطواعيّة ضرورة شعور الفرد بالأمن ووجود إطار من العلاقات الاجتماعيّة تحيط بالفرد، وأن تكون علاقات آمنة ومطمئنّة. ويكفي وجود شخص واحد يكون شخصًا داعمًا للمراهق أو داعمًا للمطواعيّة “Tuteur de résilience” يكون قريبًا منه ويكون مصدر ثقة وأمان. ويمكن تفسير النتيجة استنادًا إلى ما أشارت إليه “ماري آنو” (Anaut, 2007) وقد شدّدت على أنّ المطواعيّة تتفعّل عندما تستثمر عوامل الحماية الموجودة لدى الفرد مسبقًا، وعند إعادة الارتباط بأشخاص معروفين خلال مسيرة النموّ. الرّوابط العاطفيّة هي الأساس وهي حجر الأساس في بداية مسيرة المطواعيّة وخصوصًا الرّوابط العائليّة المخزّنة خلال الطفولة وذلك بالاستناد إلى نظريّات التعلّق الّتي درسها “بولبي” وحلفاؤه. وأكّدت أنّ دراسة مسيرة المطواعيّة توصل إلى دراسة نشأته وتحوّلات الرّوابط خلال حياة الفرد وخصوصًا خلال مراحل الانقلابات الجسديّة والنَّفسيّة أثناء مرحلة المراهقة والأزمات خلال الرّشد وحتّى الكهولة.

بالإضافة إلى ذلك، تبنّت الدّراسة الحاليّة تفسيرات النظريّة الّتي قدّمها الباحث مصطفى حجازي (حجازي،2014 “ج”) والّذي عدَّ أنّ التنشئة الأسريّة الّتي توفّر الحماية والرّعاية والحبّ والاعتراف والتّقدير والطمأنينة القاعديّة للأبناء، أحد مرتكزات نموّ المرونة الاستيعابيّة المهمّة لديهم عندما يكبرون”. إذًا إنّ وجود الأمّ كمصدر للحماية والرعاية منذ الطفولة يشكّل أساسًا للمطواعيّة.

هكذا، فإنّ الفرضيّة الّتي تشير إلى أنّه “لا يوجد أثر للتعلّق بالأمّ على المطواعيّة” لم تتحقّق، فرُفِضت الفرضيّة البديلة، وتُبُنّيتِ الفرضيّة الصفريّة القائلة: “يوجد علاقة دالّة إحصائيًّا بين التعلّق بالأمّ والمطواعيّة لدى مراهقي طلّاب التّعليم المهنيّ الرسميّ“.

مناقشة نتائج الفرضيّة الثالثة: تنصّ الفرضيّة الثالثة من الدّراسة الحاليّة على أنّه: “توجد علاقة دالّة إحصائيًّا بين التعلّق بالأب والمطواعيّة لدى مراهقي طلّاب التّعليم المهنيّ الرسميّ“.

للتأكّد من صحّة الفرضيّة أو خطأها استُخدِمت مُعامل ارتباط بيرسون (Pearson Correlation). وأظهرت النتيجة وجود علاقة ذات دلالة إحصائيّة، إذ إنّ قيمة مُعامل الارتباط بيرسون بين معدّل العلاقة مع الأب والمطواعيّة بلغت (0.178) وهي قيمة دالّة إحصائيًّا على مستوى 0.05 ما يدلّ على وجود علاقة بين التعلّق بالأب والمطواعيّة لدى طلّاب التّعليم المهنيّ الرسميّ. وتشير النتيجة إلى وجود علاقة تواصل قويّة مع الأب فقد بلغت قيمة بُعد التّواصل (0.249) يليها بُعد الثّقة (0.153) أمّا بُعد الاغتراب فقد بلغت قيمته (0.132). وهذا الترابط الداخليّ يعكس الثبات الداخليّ للمقياس.

توصّلت الدّراسة الحاليّة إلى وجود علاقة بين التعلّق بالأب والمطواعيّة، وهي بذلك تتوافق مع دراسة فانكليستن وآخرين(Finklestein & al.,2020)  الّتي كشفت أهميّة التّواصل العائليّ وخصوصًا العلاقة مع الأب والأمّ في ارتفاع المطواعيّة الفرديّة للمراهق.

كما تتوافق الدّراسة الحاليّة مع دراسة (طراونة، 2019) الّتي هدفت إلى التعرّف إلى مستوى التعلّق بالوالدين والأقران لدى طلبة الصفّ الأوّل الثانويّ وعلاقتـه بـالتفهّم الوجـدانيّ. وقد أشارت النتائج إلى وجود مستوى متوسّط من التعلّق بالوالدين، كما كشفت النتائج وجود علاقة ارتباطيـّة موجبـة ذات دلالـة إحصـائيّة بـين التعلّق بالوالـدين والأقـران والتفهّم الوجدانيّ لدى طلبـة الصـفّ الأوّل الثانويّ.

يمكن تفسير نتيجة الدّراسة الحاليّة في ضوء ما أشارت إليه آنو (Anaut,2014) استنادًا إلى الدّراسات الأولى وخصوصًا تلك الّتي قام بها الباحثان “بولبي، وسبيتز” والّتي أكّدت حاجة الطّفل الأساسيّة إلى علاقة عاطفيّة ثابتة وآمنة لكي ينمو بشكل متوازن، إذ تؤكّد “آنو” أنّ الطّفل يجد المساندة من خلال أفراد أسرته أو بديلهم، وأنّ السياقات العائليّة تقدّم تكوينات متنوّعة سواء من وجهة نظر تكوينها وخصوصيّة التبادلات العلائقيّة العاطفيّة.

بالنسبة إلى الأهل فإنّ نسج الرّوابط تجاه الطّفل ثمّ المراهق لا ينشأ مباشرة عند الولادة، بل يتطلّب وجود مكوّن عاطفيّ ثابت هو الذي ينسج التعلّق من خلال المشاعر العاطفيّة أو حبّ (الأب، الأمّ) والّذي يبنى من التبادلات والتفاعلات العلائقيّة (أهل – طفل).

إنّه من أجل فهم الطريقة الّتي تنسج فيها الرّوابط العاطفيّة المعقّدة يجب الاعتماد على النّظريّات الخاصّة بالتّحليل النَّفسيّ والتعلّق، وتشير “آنو” إلى أنّ دراسة الرّوابط العاطفيّة ضروريّة من أجل مقاربة سيرورة المطواعيّة. وعند مقارنة النتيجة الّتي توصّلنا إليها نجد أنّ معدّل العلاقة مع الأب (0.178) ما يدلّ على وجود ارتباط بين المطواعيّة والتعلّق بالأب، وعند التعمّق في التّحليل الداخليّ للاستمارة نجد أنّ معدّل التّواصل مع معدّل العلاقة مع الأب هي (0.923) أعلى قيمة موجودة ما يدلّ أنّ العنصر المهمّ من عناصر العلاقة مع الأب هو بُعد التّواصل يليه الثّقة.

هكذا، فإنّ الفرضيّة الّتي تشير إلى أنّه: “لا يوجد أثر للتعلّق بالأب على المطواعيّة لدى مراهقي طلّاب التّعليم المهنيّ الرسميّلم تتحقّق، فرُفِضت الفرضيّة البديلة، وتُبُنِّيتِ الفرضيّة الصفريّة القائلة: “يوجد علاقة دالّة إحصائيًّا بين التعلّق بالأب والمطواعيّة لدى مراهقي طلّاب التّعليم المهنيّ الرسميّ“.

مناقشة نتائج الفرضيّة الرّابعة

تنصّ الفرضيّة الرّابعة على أنّه: لا يوجد علاقة للتعلّق بالأقران على المطواعيّة لدى مراهقي طلّاب التّعليم المهنيّ الرسميّ“.

للتأكّد من صحّة هذه الفرضيّة أو خطأها استُخدِمت مُعامل ارتباط بيرسون (Pearson Correlation)، وأوضحت النتائج وجود علاقة ذات دلالة إحصائيّة إذ إنّ قيمة مُعامل الارتباط بيرسون بين معدّل العلاقة مع الأقران والمطواعيّة بلغت (0.433) وهي قيمة دالّة إحصائيًّا على مستوى 0.05 ما يدلّ على وجود علاقة بين التعلّق بالأقران والمطواعيّة لدى طلّاب التّعليم المهنيّ الرسميّ.

تتوافق الدّراسة الحاليّة مع دراسة معلوف وآخرين Maalouf & al”” في لبنان (2020) إذ وجدت الدّراسة أنّ برنامج FRIENDS كان فعّالًا في تقليل الأعراض العاطفيّة والاكتئابيّة العامّة بين طلّاب المرحلة الإعداديّة، وأشار إلى دور الأقران في ظهور المطواعيّة وتعزيز الصحّة النَّفسيّة.

وقد ذكر ولكنسون وباري (Wilkinson & Parry,2004) أنّ العلاقات مع الأقران تمثّل سندًا اجتماعيًّا يقوّي من شعور الفرد بالثّقة وتقدير الذّات وفاعليّة الذّات الّتي تساعد الفرد في مواجهة الضّغوط، والاتّصال الجيّد مع الآخرين. كما تتّفق مع نتائج دراسة فاررلا وآخرين (Farrell & al., 2018)  الّتي أشارت إلى تأثير الأقران على سلوك الفرد الإيجابيّ، وعلاقتهم بمشكلات المراهقين والسُّلوكيّات غير الاجتماعيّة. إنّ أهميّة وجود شخص مقرّب من المراهق يسهم في مساعدته على تخطّي الظروف الّتي يعاني منها، بل أيضًا في إحداث تغيير عنده يشكّل عاملًا إيجابيًّا. ويمكن تفسير هذا النتيجة في ضوء ما أشار إليه سيرولنك (Cyrulnik, 2009: 95) “إذا وجد الطّفل الراشد في خارج نطاق منزله رفيقًا، أو معلّمًا، أو مدرّبًا رياضيًّا، أو رفيقًا عاطفيًّا فإنّه يتغيّر حتمًا”. وقد أثنى سيرولنك (Cyrulnik & Duval,2006) على دور المحيط الاجتماعيّ في اكتساب المطواعيّة مستخدمًا مصطلح داعم المطواعيّة “tuteur de résilience” ليوضّح من خلاله أهميّة المساندة الاجتماعيّة في اكتساب المطواعيّة.

هكذا، فإنّ الفرضيّة الّتي تشير إلى أنّه: “لا يوجد أثر للتعلّق بالأقران على المطواعيّة لدى طلّاب التّعليم المهنيّ الرسميّ” لم تتحقّق، وفَرُفِضتِ الفرضيّة البديلة، وتُبُنِّيت الفرضيّة الصفريّة القائلة: “يوجد علاقة دالّة إحصائيًّا بين التعلّق بالأقران والمطواعيّة لدى طلّاب التّعليم المهنيّ الرسميّ“.

–  توصيات الدّراسة: في ضوء النتائج الّتي توصّلت إليها الدّراسة الحاليّة، يمكن تقديم التّوصيات الآتية:

  • إجراء المزيد من الدّراسات للتعرّف أكثر إلى خصائص عيّنة المراهقين، وكذلك للتعرّف إلى خصائص الأسرة اللبنانيّة ومقوّمات تماسكها.
  • إجراء المزيد من الدّراسات حول الأسرة اللبنانيّة للتحقّق من أهميّة الرّوابط العائليّة، والاجتماعيّة ودورها في توفير الدّعم النَّفسيّ والاستقرار والطمأنينة والشعور بالأمن.
  • وضع برامج وقائيّة ومساندة تساعد المراهقين في تخطّي الصّعوبات والمحن الّتي يعانون منها.
  • إعادة تطبيق الأدوات المعتمدة في هذه الدّراسة على عيّنة أخرى من الطلّاب الجامعيّين، وطلّاب المدارس الرسميّة والخاصّة للتحقّق من تطوّر المطواعيّة والإضاءة على نتائج دراستنا.
  • إجراء المزيد من الدّراسات عن المطواعيّة من الجانب الثقافيّ والدينيّ، والاجتماعيّ لأجل إثبات كيفيّة تأسيس المطواعيّة. إنّ البيئة الاجتماعيّة بمفهومها الضيّق أي البيئة الأسريّة، وما يدور فيها من علاقات وارتباطات وأزمات وأساليب التعامل مع الأبناء وأنواع التعلّق هي أمور تستحقّ الدّراسة.

أخيرًا، إذا كانت هذه الدّراسة قد قدّمت إسهامًا متواضعًا في مسألة التعرّف لى خصائص المراهق ومعرفة مصدر هذه المطواعيّة، فإنّنا نأمل أن تكون قد أدّت غايتها، وسدّت ثغرة علميّة، وفتحت الباب أمام الباحثين لإعطاء المشكلات والخصائص النَّفسيّة والسُّلوكيّة نصيبها من الأبحاث، إذ إنّ دراسة المطواعيّة عند المراهقين والأطفال تعدُّ من المواضيع الحديثة في علم النَّفس الإيجابيّ.

المراجع العربيّة

  1. حجازي، مصطفى (2014″ج”). إدارة الضغوط الأسريّة والحياتيّة وأساليبها. موسوعة الصحّة النَّفسيّة للأسرة الخليجيّة.المنامة: المكتب التنفيذيّ.
  2. سليم، مريم (2002)، علم نفس النموّ، دار النهضة العربيّة، بيروت، ص 374.
  3. سليم، مريم (2002). تقدير الذّات والثّقة بالنَّفس: دليل الوالدين. بيروت: دار النهضة العربيّة.
  4. سليم، مريم (2004). علم النَّفس التربويّ. بيروت: دار النهضة العربيّة ط1.
  5. سيرولنك، بوريس(2009). همس الأطياف. “Le Murmure Des Fantomes”. ترجمة وسام فايز مان الدين . دمشق: دار علاء الدين للطباعة. ط1. ص 95
  6. يونس، جانيت وأبو جودة زعلول، ماري (2012).

المراجع الأجنبيّة

  1. Anaut, M. (2005). Soigner la famille. Paris: Armand Colin.
  2. Anaut, Marie (2007). La RESILIENCE. Surmonter les traumatismes. PARIS : Armand Colin. 2eme édition.
  3. Cyrulnik, B. & Duval, p. (2006). Psychanalyse et résilience. Odile Jacob.
  4. Bee, Helen (1997). Psychologie du développement: les âges de la vie. Deboeck université.
  5. Blum, R. W. (1998). Healthy youth development as a model for youth health promotion: A review. Journal of Adolescent Health, 22, 368–375
  6. Rutter, M. (1987). Psychosocial resilience and protective mechanisms. American Journal of Orthopsychiatry, 57,316–331
  7. Rutter, M. (1999). Resilience concepts and findings: Implications for family therapy. Journal of Family Therapy, 21,119–144.
  8. -Tisseron, S. (2008). La resilience. Que sais – je? Paris: P. U. F.
  9. Wilkinson, R., & Parry, M. (2004). Attachement styles, quality of attachemant relationships, and copoments of self- esteem in adolescence. Proceedings of the 39 Th psychological Society Annual conference, 301-305.Melboune, Australian Psychological Society.

 

[1] – دكتوراه في عِلم النفس من جامِعة القِدّيس يُوسُف كُليَّة الآداب والعُلوم الإنسانيَّة- بيروت – لبنان.

Doctorat en psychologie de l’Université Saint Joseph Faculté des lettres et sciences humaines- Beyrouth, liban. Email: amalabdulhay 19@gmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website