نساء “الكيلاش” تخترن أزواجهنّ أو تستبدلنهنّ متى شئن[1]
د. محمّد أمين الضنّاويّ[2]
“الكيلاش” أصلهم ومسكنهم
تسكن قبيلة “الكيلاش”[3] في الريف الباكستانيّ في المرتفعات الجليديّة الشماليّة من باكستان، يعتقد “الكيلاش” أنّهم أحفاد جنود جيش الإسكندر الذين ضلّوا طريقهم في مرتفعات سلسلة جبال “هندوكش” أثناء عودتهم من الهند. فهم يختلفون عن بقيّة الشعب الباكستانيّ لأنّهم من عرق آخر، فهم بيض البشرة، من ذوي الشعر الأشقر، والعيون الزرقاء، والخضراء، والرمادية. من هنا فهم لا يشبهون العرقيّات المحيطة بهم جينيًّا، ولا دينيًّا، ولا ثقافيًّا، ولا في تفكيرهم. يتأثّر أفراد قبيلة “الكيلاش” بالطبيعة في حياتهم اليوميّة فالطبيعة تدخل ضمن معتقداتهم الروحية، وتعدّ تقلّبات الجو، وفصول السنة جزءًا من طقوسهم الدينيّة.
نساء “الكيلاش” يخترن أزواجهنّ ويستبدلونهنّ متى تشأن
تحتفظ المرأة “الكلاشية”[4] بكامل الحقّ في اختيار زوجها، كما لها الحقّ في استبداله بزوج آخر متى شاءت خلال حياتها، وتستطيع القيام بذلك لمرات غير محدّدة، بحيث يقوم الزوج الجديد بدفع ضُعفيْ المهر الذي دفعه الزوج الأوّل لوالد المرأة ليحتفظ الوالد بنصف المبلغ ويعيد نصفه للزوج الأوّل لتصفية حساباته معه، ولا يملك الزوج الأوّل حقّ الاحتجاج، أو الاعتراض ما دامت الزوجة تركته، وهو أشبه بالطلاق.
لا حفلات ولا مراسم للزفاف عند “الكيلاش”
لا يقيم أفراد قبيلة “الكيلاش” مناسبة خاصّة بالزفاف، فالزواج يتمّ بمجرّد هروب المرأة إلى بيت الزوج الذي تختاره ليقوم الزوج في اليوم التالي بالتفاوض مع والدها ليتمّ تحديد المبلغ الذي يمكن وصفه بالمهر ليدفع إلى والد العروس الهاربة إلى بيت زوجها.
مأكل “الكيلاش” ومشربهم وملبسهم
لا يتجاوز عدد أفراد “الكيلاش” الستّة آلاف فردًا، وهم يتناولون الكحول المستخلصة محليًّا من الفواكه، ويعود هذا الأمر لمساعدتهم على تحمّل البرد القارس في تلك المنطقة المرتفعة التي يسكنونها. وطعامهم يعتركّز على الفواكه المجففة، والمكسرات، والعسل، والسمن البلديّ، واللحوم، والقمح والذرة.
ملابس رجال “الكيلاش” ونساؤهم
يلبس رجال “الكيلاش” زِيًّا كلباس الرجال الباكستانيّين بالإضافة إلى قبعة مزيّنة بريشة من أعلاها. بينما تلبس نساءؤهم ألبسة ملونة، ويضعن على رؤوسهن “شوشوت” وهي عبارة قبّعات مزدانة بالألوان ولها ذيل يُرخى على الرأس من الخلف فيغطّي جزءًا من شعر المرأة “الكيلاشيّة” ويضعن على ظهورهن أقمشة خاصّة بهنّ تسمّى “باتي” و”بيران تشوي”. وهن ملزمات بارتداء الألبسة التقليديّة منذ طفولتهن حتّى وفاتهنّ.
لغة “الكيلاش”
يتكلّم أفراد “الكيلاش” لغة تعرف باسم “خوار” أو “درتك” وهذه اللغة لغة هجينة فهي تضمّ كلمات من لغات عدّة منها: الهنديّة، والفارسيّة، والأوروبيّة القديمة.
[1] – ويكيبيديا الموسوعة الحرّة، قبيلة الكيلاش، في باكستان.
[2] – أستاذ جامعيّ سابق، وأحد رئيسَيْ تحرير مجلّة أوراق ثقافيّة، مجلّة الآداب والعلوم الإنسانيّة، ومدير تحريرها، له العديد من المؤلَّفات.
[3] – كوريوزيتاس، موقع (24 يوليو 2012). “الكيلاش – قبيلة البيض في باكستان”. البيان، مؤرشف من الأصل في 2016-06-08، اطلع عليه بتاريخ 2019-10-14
[4] – الكيلاش مهددة بالانقراض بسبب عزل المرأة، إيلاف، 2012 الثلائاء 14 أغسطس. نسخة محفوظة 08 أغسطس 2014 على موقع واي باك مشين.