معتقدات المرشدين التربويين حول تدخل الإرشاد الأسريّ في العمل المدرسي
د. أسامه علي حيدر
المقدّمة
مع تنامي الوعي بضرورة الاهتمام بالمشاكل التي تعاني منها الأسرة، وتداعياتها على المجتمع وعلى الأفراد، وسعيًا للحد من هذه الآثار، كي لا تتفاقم وتؤثر على استقرار المجتمع، وأيضًا على الاستقرار النّفسيّ للأفراد، برزت الحاجة الملحة إلى اختصاصات مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بالإرشاد الاجتماعي والأسريّ، كما بدأ الإقبال على هذا الاختصاص يتزايد نتيجة للحاجة إليه وللآثار النّفسيّة والاجتماعيّة التي ينتجها في الحالات التي يتم فيها التّدخل المباشر والفوريّ للمرشد الاجتماعي، والأسريّ أكان في المدارس وفي المستشفيات، وحتى في العمل، إذ إن المعالج الأسريّ يمكنه العمل في مجال التحليل النّفسيّ أو الإرشاد الاجتماعي، وذلك بسبب التشابه الكبير في المَهَمّات الموكلة لكل منهم. إن نظام الأسرة، والمدرسة يتحركان ضمن سياق مجتمعي، ونظام اجتماعي مركب، يستوجب العمل كفريق بروح التعاون بعيدًا من التّنافس المشتت للجهود، وذلك لتحدي الآثار التي يتركها النمو المتسارع في النّمو والتّقدّم العلميّ والمعلوماتيّ والتّقنيّ الّذي يشهده العالم، وما لذلك من تأثير على العلاقات الاجتماعية في الأسرة، المدرسة والمجتمع عمومًا. إنّ تبني توجه قائم على التّنسيق والرؤية الشّاملة والمتكاملة يمكنه من تيسير مواجهة هذه التّحديات والمطالب؛ ووجود المرشد التّربويّ يكون في الموقع النّموذجي لتسهيل مثل هذه العملية من التّنسيق والقيادة نحو خدمات الصحة النّفسيّة والانفعالية للطلبة وأسرهم والعاملين في المدرسة، ومن خلال الانطلاق للعمل التعاوني مع المجتمع المحلي خارج أسوار المدرسة (بو غازي و عريي، 2016). عليه، ظهرت نماذج عدة نظرية تقترح صور الشراكة بين المدرسة والأسرة والمجتمع وتشرّحها ، ومن أبرز الباحثين الذين صنعوا فرقًا في هذا المجال ووثقت أعمالهم وجهودهم “ابستين” “Epstein” الذي أثرت أثرت أعماله في دعم البحوث العلميّة المختصة والدّاعمة لاندماج المدرسة في العلاقات المتبادلة بين الأسرة والمؤسسات والمجتمع، من خلال ستة أشكال من الشّراكة، وهي: تعليم الوالدية Parenting، التّواصل Communicating، التّطوع Volunteering، التّعلم المنزليّ Learning at home، صنع القرارات Decision making، التّنسيق والتّعاون مع المجتمع Collaborating with the community. (Cook, Brayn , & Belford, 2016). إنّ هذا التوجه الذي تنتهجه بعض المدارس بهدف إقامة تجديدات تربوية في النّظام المدرسيذ يهدف إلى تعزيز وتنمية فرص الطلبة من الأطفال والمراهقين للنّجاح ليس في المدرسة فحسب، بل وفي الحياة، مطورين شخصيات تتمتع بالتّماسك، والاقتدار، والكفاءة، وقادرة على تجاوز الضغوطات الحياتيّة، والمجتمعيّة التي تعرقل نجاحهم وتعلمهم (Griffing & Steen, 2010, p. 13). وبهدف تحقيق هذه الشّراكة بين المرشد والأسرة، ظهر الإرشاد الأسريّ في سياق المدرسة، غايته خدمة التلاميذ في المدرسة وهو أسلوب استندت عليه دعوات العديد من الباحثين والمنظّرين في الإرشاد الأُسريّ والمدرسيّ، وفي هذا السّياق يشير جيرارد (Gerrard, 2008) فالإرشاد الأسريّ يتضمن التركيز والتأكيد على تطوير النّجاح المدرسيّ وتنميته ودعمه، والتّوافق والتّكيف داخل المدرسة من خلال العمل التّعاوني مع أسر التّلاميذ. كما بيّن هينكل Hinkle مؤلف كتاب الإرشاد الأسريّ في المدرسة العام 1993 “Family Counseling in the School” والذي بيّن فيه قيمة وفائدة منحى النّظم الأسريّة والإرشاد الأسريّ من خلال العمل مع التّلاميذ أطفالًا ومراهقين والذين يعانون من مشكلات مدرسيّة. كما أكد فيه على أهميّة المرشد الأسريّ وقدرته على حلّ هذه المشاكل ليس على صعيد التّلميذ وحياته ضمن المدرسة ومجموعة الرّفاق وحسب بل أيضًا في مساهمته بحل الخلافات الأُسريّة التي نتجت عنها هذه المشكلات التي أثرت على التّلميذ في مسيرته التّعليميّة وأيضًا علاقاته مع محيطه أي مع رفاقه وحتى أساتذته. إنّ المشاكل الأسريّة التي تؤثر في التّلاميذ والأبناء بشكل عام تتخذ عدة أوجه منها الخلافات الدّائمة بين الأهل، الانفصال/ الطلاق/ الهجر بين الأم والأب وما ينتج عنها من نزاعات تختص بالحضانة وحقّ المشاهدة والنّفقة وتأثير ذلك على الأبناء، العنف الزوجي (ضد الأم)، العنف الأسريّ، الأوضاع المادية المتردية، غياب الأب في حال سفره (وهذا ما يعاني منه عدد كبير من الأسر في ظل سفر الأب خارج لبنان لإعالة عائلته والفراغ الذي يتركه)، وفاة أحد أفراد الأهل (الأم/ الأب).
أسباب عدة دفعت لاختيار هذا الموضوع:
- افتقار المدارس إلى وجود مرشدين أسريّين واقتصار ذلك على المرشدين التّقليديّين (إرشاد وتوجيه).
- تنامي المشاكل الأسريّة، وتأثير ذلك على المسيرة التّعليميّة للأبناء، إضافة إلى تأثير ذلك على بناء علاقاته مع رفاقه وأساتذته.
- إشراك الأهل (الأم والأب) في حل المشاكل التي يعاني منها الأبناء والتي قد تبدو أنها متعلقة فقط بمشاكل تعلميّة ولكنها متأثرة بشكل مباشر أو غير مباشر بالمشاكل التي تعاني منها الأسرة بشكل عام، ولا نعني بالمشاكل فقط تلك القائمة بين الأم والأب إنّما أيضًا قد تكون مشاكل مادية، مشاكل تربوية (اتباع أسلوب تربية تقليدي قائم على القمع والعنف).
- أهمية الموضوع
تتركز أهمية هذه الدراسة في تناولها موضوعًا يفتقر المجال العلمي تناوله على الرّغم من أهميته:
- تتناول هذه الدراسة موضوع المرشدين الأسريّين إذ على الرغممن أهميته إلا أن تناوله محدود من قبل الباحثين على الرغم من تشعب هذا الموضوع لتناوله موضوع يتناول الأسرة والمدرسة والمجتمع.
- يضيف هذا البحث معلومات مهمة تُعنى بالمعرفة الإنسانية بسبب تناولها موضوعًا اجتماعيًّا أسريًّا تربويًّا.
- إنّ البحث في هذا الموضوع يساهم في التّوصل إلى مقترحات وتوصيات ستنعكس إيجابًا على التّلاميذ وتحصيلهم العلميّ والأسرة وحل مشاكلها بأقل الخسائر الممكنة وبالتالي المجتمع واستقراره في حال تم العمل بها.
- أهداف الموضوع
تهدف هذه الدّراسة إلى الكشف عن العوائق والمشاكل التي يعاني منها المرشد الأسريّ ودوره الذي يصبّ في خانة مَهَمّات المرشد الاجتماعيّ والمحلّل النّفسيّ ذاتها:
- معرفة مدى استخدام المرشد المدرسيّ وتدخله في الإرشاد الأسريّ من خلال عمله في المدرسة، والتّوجه النّظري الذي يتبناه.
- اكتشاف العوامل التي تعيق توظيف تدخلات الإرشاد الأسريّ في عمل المرشد المدرسيّ.
- البحث في تفاصيل معتقدات المرشد المدرسيّ في ما يخص الإرشاد الأسريّ من خلال عمله في المدرسة.
- معرفة مدى جاهزية المرشد المدرسيّ/ التّربويّ في ما يتعلق بمدى تطبيقه لمَهَمّات الإرشاد الأسريّ في المدرسة.
- الدراسات السابقة
إنّ الدراسات الأجنبيّة في هذا الموضوع غنية وذاخرة أكثر من الدّراسات العربيّة بشكل عام واللبنانية بشكل خاص. سأعرض البعض منها:
الدراسة الأولى: وهي رسالة ماجستير غير منشورة أجريت في الأردن العام 2013م في جامعة عمّان العربية بعنوان “درجة ممارسة المرشد التّربويّ للإرشاد الأُسريّ من وجهة نظر مديري المدارس والطلبة” (الحجيري، 2013).
تناولت هذه الدراسة عمل المرشد التّربوي في مجال الإرشاد الأسريّ، وتم دراستها من وجهة نظر مُديري المدارس والطلاب في الأردن مدينة عمان. تألفت العينة من 893 طالبًا موزعين بين الإنات والذكور، إضافة إلى 50 مدير/ة. أمّا أبرز ما توصلت إليه هذه الدّراسة أن درجة الرضا عن عمل المرشد التّربويّ في مجال الإرشاد الأسريّ هي مرتفعة جدًا عند المديرين. أمّا الطّلاب فدرجة الرضا عن عمل المرشد التّربويّ في مجال الإرشاد الأسريّ جاءت متوسطة.
الدراسة الثانية: وهي رسالة ماجستير غير منشورة أجريت في الأردن العام 2013 في جامعة مؤتة بعنوان “مستوى إدراك معلميّ غرف المصادر في محافظة الكرك لحاجات أسر الطلبة لخدمات الإرشاد والتّوجيه الأسريّ” (الرواشدة، 2013).
تناولت هذه الدّراسة معرفة مستوى إدراك معلميّ (المسؤولين) في غرف المصادر على مدى حاجات الطلاب في الجامعة الأردنيّة نموذج في محافظة الكرك الأردنيّة ومدى تطبيقها للخدمات الإرشاديّة الأسريّة. تألفت العينة من 75 أستاذ/ة من المسؤولين المباشرين في غرف المصادر في المدارس الرّسميّة. أبرز النتائج التي توصلت اليها هذه الدّراسة أن درجة الإدراك لدى الأساتذة بالنسبة إلى خدمات الإرشاد الأسريّ المتعلق بالطلاب هو مرتفع خصوصًا في ما يتعلق بالتّحصيل العلميّ والدّعم النّفسيّ والتّعليميّ للطلاب إضافة إلى دعمهم في اكتساب مهارات التعليم.
الدراسة الثالثة: (حامد و طالب، 2014) وهي دراسة أجريت كمجتمع دراسة في المملكة العربيّة السعوديّة مدينة الرّياض وتم نشرها في السّودان للباحثين حامد صباح وإبراهيم طالب لصالح جامعة السودان في العام 2014م بعنوان “”دور المرشد الطّلابيّ في التّعامل مع مشكلات العنف الأسريّ لطلاب المرحلة الثّانوية في الرياض”. تألفت عينة الدراسة من 105 مرشدًا اجتماعيًا في ثانويات الرياض لتّلاميذ المرحلة الثّانوية فقط. الهدف من هذه الدراسة هو الكشف عن معتقدات المرشدين الاجتماعين في ثانويات الرياض في ما يختص بدورهم في مساعدة التّلاميذ الذين يعانون من العنف الأسريّ.
بينت النتائج أنّ درجة الرضا عن دور المرشدين على أنفسهم لمدى تدخلهم في المساعدة والعون للتّلاميذ الذي يعانون من عنف أُسريّ وقدرتهم على المساعدة إن من حيث استخدام مختلف الوسائل المتاحة (نشرات توعية – التّعاون مع أولياء الأمور- القيام بزيارات منزلية- لقاءات متكررة لأولياء الأمور) متوسطة، وعلينا أن لا نغفل عن عامل مهم أنّ المرشدين الاجتماعيين/ التربويين يعملون ضمن مجتمع تقليدي يرفض تدخّل الآخر من خارج الأسرة في المشاكل أو النّزاعات التي تعاني منها الأسرة ما يحدُّ من الوصول إلى النتائج المرجوة من عمل المرشد التّربويّ خصوصًا الإرشاد الأسريّ وتدخلاته.
هذا بالنسبة إلى الدّراسات العربيّة، سنقوم بعرض بعض الدّراسات الأجنبيّة في ما يلي.
الدراسة الرابعة: قام كولبرت Colbert (Colbert, 1996) بعنوان “دور المرشد في تعزيز الشّراكة والعلاقة بين المدرسة والأسرة” في المدارس الابتدائية في الولايات المتحدة الأميركية. وتم الاعتماد في هذه الدّراسة على متغير المستوى الاقتصادي والتركيز على الأُسر ذات المستوى الاقتصاديّ المتدنيّ والتي باعتقاد الباحث يمكن أن يوجد فيها أشكال متنوعة من المشكلات التي قد تنعكس سلبًا على التلاميذ وتحصيلهم التعليمي.
بينت النتائج أنّ هذه الأسر بحاجة الكثير من تقديم المساعدات منها:
- مساعدة الأهل على فهم خاصيّة كلّ مرحلة من مراحل الأبناء ومتطلباتها وكيفيّة التّعاون معها.
- التّعرف على طرق التّواصل بين الأهل والمرشد الأسريّ في المدرسة بما يخدم مصلحة الأبناء في عمليتهم التّعليميّة.
- كسب مهارات في كيفيّة التّعامل مع الأبناء وفق مراحل النّمو المختلفة التي يمرّ بها الأبناء.
الدراسة الخامسة: لـ “دوتي”Dottie (Dottie, 2017) بعنوان “معرفة وانطباع المرشد المدرسيّ للنّظم الأسريّة”، أجريت هذه الدّراسة في الولايات المتحدة الأميركيّة. بلغت عينة الدراسة 675 مرشد/ة والذين طُبقت عليهم أداة/ تقنية الدّراسة الكترونيًا. بيّنت النتائج أنّ المرشدين التّربويين هم راضون عن أنفسهم بدرجة عالية في ما يخصّ كيفية أداءهم في عملهم ضمن المدرسة وتعاون الإدارة والأهل معهم، إضافة إلى ذلك تبين أن هناك علاقة طردية بين معرفة المرشدين المدرسيين للنظم الأسريّة ومدى استخدامهم لهذا المنحى. كما بينت الدّراسة نتائج أخرى منها نقص التّدريب للمرشدين في كيفية اتباع الطّرق الملائمة في التّعامل مع الأهل، ضيق الوقت المُعطى لهم لتّطبيق تلك الأساليب، المشاركة الخجولة للأهل في المساهمة في حلّ مشاكل التي يعاني منها أبناءهم جراء المشاكل الأسريّة التي يعانون منها.
الدّراسة السّادسة: وهي دراسة أجريت في الولايات المتحدة الأميركيّة لـ “بيروس وجودانف” Perusse & Goodnough (Perusse & Goodnough, 2005) تهدف لاستكشاف الادراكات لدى المرشدين والمدرسين في ما يُعنى ببرامج التّدريب والتّأهيل لمساعدة طلاب الدّراسات العليا. بلغت العينة 568 مرشد/ة يعملون في مدارس أميركية وتم طرح أسئلة عليهم تطلب منهم ترتيب مجالات التّدريب من حيث الأولويّة في مجال التّدريب وأتت النتائج بعدم تصنيف الإرشاد الزواجيّ والأسريّ ضمن قائمة المجالات التي يجب إعطاؤها الأولويّة. وأتت الأولويّة بوجوب تقديم مشورة للآباء خاصة لتلاميذ الصفوف الابتدائية. وعليه تمّ التّوصل إلى ضرورة التّنسيق والتّعاون مع الآباء والمرشدين المدرسيين.
إنّ تزايد الدّعوات العالميّة لعدم اقتصار عمل المرشد المدرسيّ على عمله فقط ضمن البيئية المدرسيّة بل وجوب تعديها لمعالجتها من الجذور والتي غالبًا ما يكون لها صلة بالمشاكل الأسريّة ما يستوجب تدخل المرشد الأسريّ في الحياة الأسريّة لحلّ هذه المشاكل التي تنعكس مباشرة على السّلوك والتّحصيل العلميّ للتلميذ، إلا أنّ عوائق عدة تحول دون هذا التّدخل خاصة في المجتمع اللبناني ذي الطابع التقليدي المحافظ. وعليه فهذه الدّراسة تحاول تسليط الضوء على مدى تدخل المرشد التربوي/ المدرسيّ في الإرشاد الأسريّ في المدارس اللبنانية نموذج مدينة صيدا.
- الفرضيات
- هناك علاقة بين عمل المرشد التّربوي في المدرسة واستخدام التّدخل الأسريّ في حل المشاكل التي يعاني منها التلميذ.
- تختلف التّوجهات التي يتبناها المرشد التّربويّ خلال عمله في التّدخل الأسريّ وفق المشاكل التي يعاني منها التلميذ.
- هناك درجة تأثير عالية تتعلق بمعتقدات المرشد المدرسيّ خلال عمله في التّدخل الأسريّ.
- تختلف درجة جاهزية المرشد المدرسيّ من حيث تطبيق تدخله في الإرشاد الأسريّ وفق نوع المدرسة.
- المنهج
استخدمنا في هذه الدّراسة المنهج الوصفيّ التّحليليّ والذي يساعدنا في دراسة هذه الظاهرة، كما أن جمع البيانات والمعطيات من التّقنيات المستخدمة وبالتالي تحليلها تساعدنا في التّوصل للنتائج المرجوة.
تم بناء استمارة مؤلفة من قسمين، كل قسم يحتوي على عدة أسئلة:
القسم الأول يتضمن أسئلة لجمع البيانات الشّخصية لأفراد العيّنة: النّوع الاجتماعي، الدّرجة العلميّة، سنوات الخبرة، نوع المدرسة). القسم الثاني يتضمن أسئلة عن مدى استخدام المرشد التّربويّ لتدخلات الإرشاد الأسريّ في مَهَمّاته، وسؤال آخر يهدف لمعرفة المنحى الإرشاديّ الذي يستخدمه المرشدون الأسريّون، أمّا السؤال الأخير في هذا القسم تضمن عدة نقاط تركزت على معتقدات المرشد التّربوي/ الأسريّ، ومدى استعداده لتطبيق الإرشاد الأسريّ في عمله المدرسيّ، والنّقطة الأخيرة هدفت لمعرفة التّحديات التي يواجهها في التّطبيق.
تألفت العينة من المرشدين التّربويين في المدارس الرّسمية والخاصة في قضاء صيدا والتي بلغ عددها 96 عينة. يبين الجدول رقم 1 معلومات البيانات الشّخصية لأفراد العينة:
الجدول رقم 1- البيانات الشخصية لافراد العينة
المتغير | الفئات | التكرار | النسبة المئوية |
النوع الاجتماعي | ذكر | 17 | 17.7% |
انثى | 79 | 82.2% | |
الدرجة العلمية | إجازة | 84 | 87.5% |
دراسات عليا | 12 | 12.5% | |
سنوات الخبرة | اقل من 5 سنوات | 63 | 65.6% |
من 5 إلى 10 سنوات | 33 | 34.3% | |
نوع المدرسة | رسمي | 48 | 50% |
خاص | 48 | 50% |
القسم الميداني
1- الإرشاد الأسريّ في عمل المرشد التّربويّ
يتضمن الجدول رقم 2 نتائج لمعرفة مدى استخدام المرشد التّربوي وتدخله في مجال الإرشاد الأسريّ من خلال عمله في المدرسة من خلال النصائح والعمل مع طلاب المدرسة.
الجدول رقم 2- تدخل الإرشاد الأسريّ في عمل المرشد التّربويّ في المدرسة
التكرار | النسبة المئوية | |
نعم | 76 | 79.1% |
كلا | 20 | 20.9% |
المجموع العام | 96 | 100% |
تبين نتائج الجدول رقم 2 أن 79.1% من المرشدين التّربويين أفادوا باستخدامهم للتّدخل الأسريّ في العمل الإرشاديّ وذلك أنّ التّنسيق مع الأسرة (إشراك الأهل في الإرشاد النّفسيّ، الدعوة للحضور إلى المدرسة، الوجود في جلسات الإرشاد، اللقاءات الدورية بين الأهل والهيئة التّعليميّة وحتّى الإداريّة، التّواصل عبر وسائل التّواصل الاجتماعيّ) في هذا المجال من شأنه أن يعطي نتائج فعالة ومباشرة بنسبة أكبر. تتناسب هذه النتائج مع تلك التي توصلت اليها دراسة دوتي (Dottie, 2017) والتي بينت استخدام نظرية النّظم الأسريّ في ما يخص إشراك الأهل في عمل المرشد التّربويّ بوسائل مختلفة ومتنوعة وهذا من شأنه أن يعكس معتقدات المرشد التّربويّ في ما يخص التّدخل في الإرشاد الأسريّ من خلال عمله في المدرسة الذي لا يقتصر فقط على التّلاميذ بل يتعداه إلى إشراك الأهل أيضًا.
2- التّوجهات النّظرية للمرشد التّربويّ في التّدخل للارشاد الأسريّ
هناك نظريات متنوعة للتّدخل الأسريّ والتي يتبناها المرشد التّربويّ في عمله، وفي هذه الدراسة تمّ التّصويب على عدة نظريات وهذا ما سيتم توضيحه في الجدول رقم 3.
الجدول رقم 3- التوجهات النظرية المتبنية من قبل المرشدين الأسريّين في التدخل الأسريّ
المرتبة | التوجهات النظرية | التكرار | النسبة المئوية |
الخامسة | الإرشاد الأسريّ الأدلري | 6 | 6.5% |
الرابعة | الانتقائي | 7 | 7.9% |
الأولى | السّلوكيّ | 57 | 55.6% |
الثانية | الإنساني | 13 | 15.3% |
السّادسة | النّظم الأسريّة | 2 | 2.8% |
الثالثة | المعرفي السّلوكيّ | 11 | 11.1% |
المجموع | 96 | 100% |
بينت نتائج هذا الجدول أن معظم المرشدين التربويين يتبنون نظرية السّلوكيّة في عملهم كونها تهدف تعديل سلوك التّلاميذ من خلال برامج يقوم المرشد باتباعها ضمن خطة واضحة الخطوات ولديها القابلية في التّطبيق على أرض الواقع وبالتالي فإنّ نتائجها تُترجم وتظهر في السّلوك التّلميذ مباشرة. إلا أنّ هذه النّظرية تواجهها في مراحل التّطبيق صعوبات عدة نظرًا لعدم وجود المرشد بشكل دائم مع التلميذ خارج دوام المدرسة ما يستدعي أن يكون هناك تواصل دائم ومباشر مع الأهل للوصول لتحقيق الهف المرجو، إضافة إلى عامل الخبرة للمرشد التّربويّ خاصة في هذا المجال الذي يتناول السّلوك، فعامل الخبرة للمرشد التّربويّ تجعله على دراية واطلاع واسع في معرفة الأسلوب الواجب اتباعه إذ إنّ العمل هنا يستهدف السّلوك وهو متغير غير ثابت ويختلف من فرد إلى آخر كما أنّه يجب الأخذ بالحسبان معرفة البيئة المحيطة بالتلميذ سواء أكانت اجتماعية، ثقافية، اقتصادية، دينية… وغيرها. أما في المرتبة الأخيرة فقد بينت النتائج أنّ نظرية النّظم الأسريّة هي الأقل اعتمادًا من قبل المرشدين التّربويين في المدارس وذلك لأنّها تتطلب تعاونًا تامًا مع الأهل وهذا يستدعي بذل جهود مضاعفة وتدريبات إضافية، كما أنّه لا يجب أن نتغاضى على أن المجتمع الشرقي لا يتقبل بسهولة التّدخل في شؤون حياته الخاصة، وإن أبدى تعاونًا فهناك دائمًا حدود يرفض الكلام بها لأنها تعدُّ من الخصوصيات التي لا يجب البوح بها أو تدخل الغرباء في المشاكل الخاصة، وهذا من شأنه أن يزيد من المعوقات في عمل المرشد التّربوي في ما يخص العمل في التّدخل الأسريّ لحلّ المشاكل النّاجمة عنها والتي يعاني منها التلميذ. في الجدول رقم 4 سنوضح معتقدات المرشدين الأسريّين وقد تم اعتماد الانحراف المعياري والمتوسط الحسابي لمعرفة كيفية حل المشاكل التي يعاني منها التلميذ في مجال التدخل الأسريّ إضافة إلى المعتقدات التي تُعد دافعًا للمرشد التّربويّ للعمل والتّدخل في هذا المجال، وللوصول للالمام بالجوانب كافة فإنّ هذا الجدول تضمن 15 سؤالًا وذلك بهدف التّوصل لمعرفة المعتقدات التي ينطلق منها المرشد التّربويّ في عمله. بينت نتائج المتوسطات الحسابية أنّها تراوحت بين 4.13 و 4.54 وهي تُعنى بمعرفة أن استخدام الإرشاد الأسريّ في العمل التّربويّ هي مفيدة للتّلاميذ، كما أنّ الأسئلة (2، 3، 4) والمتعلقة بأن عمل المرشد التّربويّ من خلال تدخله في مجال الإرشاد الأسريّ يساهم في توعية الأهل على تفهم واستيعاب المشاكل التي يعاني منها أبناؤهم وهذا يساهم في ما بعد إلى بناء جسور تواصل إيجابيّ بين الأهل والابناء، وتراوحت المتوسطات الحسابية لهذه الأسئلة بين 4.49 و4.44. تنسجم هذه النتيجة مع تلك التي توصلت اليها دراسة (Colbert, 1996) و (Dottie, 2017) أن المرشدين التربويين يعتقدون أن هناك حاجةً ماسة لاستخدام الإرشاد الأُسريّ في عملهم المدرسيّ لأنه يساهم بشكل مباشر في حلّ المشاكل التي يعاني منها التّلاميذ في المدرسة بشكل خاص وفي حياتهم الاجتماعية بشكل عام كما أنّ العمل مع الأهل من شأنه أن يساهم بشكل فعّال في التّوصل إلى النتائج المرجوة. تدل هذه النتائج على أنّ المرشد التّربويّ يُعِدُّ أنّ تدخله في مجال الإرشاد الأسريّ لا يقتصر فقط على إيجاد الحلول للمشاكل التي يعاني منها التلاميذ بل أيضًا إن تلاميذه يستحقون منه هذا التّدخل وبالتالي هذا يعكس النّظرة الإيجابيّة في المعتقدات التي ينطلق منها المرشد التّربويّ في عمله.
إن الخبرات اليوميّة التي يُعايشها المرشد التّربويّ تساعده في إتباع الخطوات الملائمة والسريعة لأنه يكون قد تعامل في السّابق مع عدة تجارب ساهمت في تكزين هذه الخبرة لديه، إلا أنّ المرشد التّربويّ الذي ليس لديه خبرة كافية فإنّ التّدريب والإشراف الذي يتلقاه خلال الخدمة تساهم أيضًا في تشكيل قاعدة بيانات تساهم في تكوين المعتقدات لديه.
الجدول رقم 4- متغيرات لمعتقدات المرشد التربوي في المدرسة والتدخل الأسريّ
المرتبة | السؤال | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري |
1 | استخدام الإرشاد الأسريّ يؤمن الإفادة للتلاميذ | 4.54 | 0.566 |
2 | يساهم الإرشاد الأسريّ على تسليط الضوء للأهل على الحاجات الاساسية لأبنائهم | 4.49 | 0.549 |
3 | يساهم الإرشاد الأسريّ على توطيد العلاقة بين الاهل والابناء | 4.47 | 0.584 |
4 | يساهم الإرشاد الأسريّ في ارتفاع وعي الأهل بالنسبة لدورهم وتحمل مسؤوليات تجاه أبنائهم | 4.44 | 0.581 |
5 | يعتبر استخدام الإرشاد الأسريّ ضرورة لبناء شراكة بين الاهل والمدرسة | 4.35 | 0.586 |
6 | تضاعف وتعقد المشاكل التي يعاني منها التلاميذ تتطلب تدخلًا في الإرشاد الأسريّ | 4.36 | 0.546 |
7 | ساهم الإرشاد الأسريّ على توعية أفراد الأسرة لمشاعرهم وادراكاتهم الخاصة وتلك المتعلقة بالحياة المشتركة في ما بينهم | 4.36 | 0.546 |
8 | يساعد الإرشاد الأسريّ التلاميذ في تقبل وفهم افراد الأسرة فيما بينهم | 4.33 | 0.616 |
9 | يساعد وجود الاهل في توفير الدعم اللازم للتلميذ الذي يعاني من مشاكل في عملية الإرشاد الأسريّ | 4.34 | 0.633 |
10 | يسمح الإرشاد الأسريّ لافراد الأسرة والتلاميذ في التعبير فيما بينهم والمتعلقة بموضوع أو حدث معين | 4.32 | 0.647 |
11 | استخدام الإرشاد الأسريّ من شأنه تسهيل عمل المرشد التربوي في المدرسة مع التلاميذ | 4.30 | 0.584 |
12 | يساهم الإرشاد الأسريّ في عملية التكاتف بين أفراد الأسرة | 4.27 | 0.744 |
13 | الإرشاد الأسريّ يسلط الضوء على دور الأسرة في المشاكل التي يعاني منها التلاميذ | 4.26 | 0.628 |
14 | ان استخدام المرشد التربوي لخيار التدخل في الإرشاد الأسريّ يعتبر مؤشر على احترافه | 4.22 | 0.757 |
15 | ان استخدام الإرشاد الأسريّ في العمل التربوي يساهم في الحد من تطور المعاناة لدى التلاميذ | 4.23 | 0.629 |
3- درجة الاستعداد للمرشد التربوي في تطبيق تدخل الإرشاد الأسريّ في عمله المدرسي
الجدول رقم 5- معرفة مدى استعداد وجاهزية المرشد التربوي في تطبيق الإرشاد الأسريّ
المرتبة | السؤال | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري |
1 | الحماس في تطبيق الإرشاد الأسريّ مع للتلاميذ | 4.50 | 0.780 |
2 | الاستعداد لدى المرشد الأسريّ في الاطلاع على المصادر والمراجع المختصة | 3.89 | 0.949 |
3 | الشعور بالراحة عند التعامل مع استراتيجيات الإرشاد الأسريّ | 3.87 | 0.852 |
4 | تلقي الدعم من المدير والمشرف على الإرشاد لتقديم خدمات الإرشاد الأسريّ | 3.66 | 1.057 |
5 | باستطاعتي تطبيق استراتيجيات الإرشاد الأسريّ عند استخدام أسلوب مماثل | 3.60 | 1.063 |
6 | الشعور بالكفاءة في تطبيق أسلوب الإرشاد الأسريّ | 3.58 | 1.044 |
7 | الاعتقاد بأنّ الإرشاد الأسريّ ممكن تنفيذه من الناحية العلمية | 3.57 | 1.034 |
8 | لدي المهارة الكافية لاستخدام تدخلات الإرشاد الأسريّ مع تلاميذ المدرسة | 3.54 | 1.099 |
9 | تلقيت التدريبات الكافية لكيفية استخدام تدخلات الإرشاد الأسريّ بفعالية | 3.30 | 1.206 |
10 | أمتلك الوقت الكافي لاستخدام تدخلات الإرشاد الأسريّ بفعالية مع تلاميذ المدرسة | 3.24 | 1.169 |
11 | الجاهزية والاستعداد للمرشد التربوي لتطبيقها في تدخلات الإرشاد الأسريّ في العمل المدرسي | 3.65 | 0.702 |
بيّنت المتوسطات الحسابية في الجدول رقم 5 أن السؤال الأول المتعلق بحماس المرشد التّربويّ لتطبيق التّدخل في الإرشاد الأسريّ لتلاميذ المدرسة تراوح بين 3.25 و 4.50 في المرتبة الأولى، وفي المرتبة الثّانية الثّالثة جاء السؤالان 2 و 3 المتعلقان بمدى استعداد المرشد التّربويّ للاطلاع على المصادر والمراجع العلميّة المختصة والشّعور بالرّاحة عند التّعامل مع استراتيجيات الإرشاد الأسريّ بمتوسطات حسابيّة 3.89 و 3.87 على التّوالي.
أمّا السؤال رقم 10 المتعلق بامتلاك الوقت الكافيّ لاستخدام تدخلات الإرشاد الأسريّ بفعالية مع تلاميذ المدرسة أتى المتوسط الحسابي لهذا السؤال في المرتبة الأخيرة 3.24.
سبقه السؤالان 8 و9 في الترتيب والمتعلقان بامتلاك المهارة الكافية لاستخدام تدخل الإرشاد الأسريّ وتلقي التّدريبات الكافية لاستخدام الإرشاد الأسريّ بفعاليّة مع تلاميذ المدرسة بمتوسط حسابي 3.54 و 3.30 على التوالي.
دلالة هذه النتائج أنّ درجة الجاهزيّة والاستعداد للمرشد التّربويّ لاستخدام التّدخل في الإرشاد الأسريّ في العمل المدرسيّ والمرتبطة أيضًا بالمهارات الكافية لاستخدامها في عمله. أما المتوسط الحسابيّ للمجال ككل فقد بلغ 3.65 ويعني ذلك إلى أن درجة الجاهزيّة للمرشد التّربويّ لناحية تدخله في الإرشاد الأسريّ في عمله المدرسيّ هي متوسطة، وقد أشرنا سابقًا إلى أنّ المرشدين لم يختاروا الاعتماد على نظرية النّظم الأسريّة وذلك لأنّها تتطلب تواصلًا وتدخلًا مباشر مع الأهل والمجتمع الشّرقيّ اللبنانيّ المتحفظ يقف عائقًا لا يمكن تخطيه بسهولة. يمكن أن نخلص إلى أنّ المرشد التّربويّ بحاجة لتلقي دعم أكثر في عمله المدرسي لجهة التّدخل في الإرشاد الأسريّ من خلال زيادة التّدريب على الإرشاد الأسريّ في العمل المدرسيّ لما لهذا التّدريب من قدرة على رفع الاستعداد والجاهزيّة لديهم ومنحه الشّعور على القدرة في حل مختلف المشاكل التي تواجهه في عمله مع التلاميذ والتي من شأنها أن تكسبه المهارات اللازمة في هذا المجال.
4- تحديات تدخل الإرشاد الأسريّ في عمل المرشد التربوي
تناول الجدول رقم 6 التّحديات التي تعيق عمل المرشد التّربويّ في ما يتعلق بتدخل الإرشاد الأسريّ، وأتت النتائج كما يلي:
السؤال الأول الذي تناول معوق واحد وهو أنّ كثرة المسؤوليات تعيق عمل المرشد التربويّ جاء في المرتبة الأولى بمتوسط حسابي 3.92 إذ إنّ التّدخل الأسريّ يتطلب جهدًا إضافيًا كما أنه يُعدُّ عملًا إضافيًا للمرشد التّربويّ والمدارس في لبنان معظمها إن لم يكن جميعها وحتى الخاصة منها لا يمكنها أن تتكبد مصاريف إضافية. أمّا في المرتبة الثّانيّة والثّالثة فأتت على التّوالي للسؤالين رقم 2 و3 بمتوسط حسابيّ 3.89 و 3.79، وتناول هذان السؤالان انتظام وجود الأهل لوقت طويل في المدرسة بجلسات الإرشاد الأسريّ. أمّا في المراتب الأخيرة فقد أتى السؤالان 7 و8 المتعلقان بقلّة اهتمام الأهل في المتابعة الدّائمة للأبناء، ومقاومة بعض الأهل للجهود التي يبذلها المرشد التّربويّ في ما يخص التّعاون بين الطرفين بمتوسط حسابي 3.41 و3.38. أما السؤال رقم 9 المتعلق بافتقار المرشد للتّدريب المتخصص في استخدام استراتيجيات معينة بالإرشاد الأسريّ فقد أتت بالمرتبة االأخيرة بمتوسط حسابي 3.38. أما بالنسبة إلى المجال العام ككل فقد بلغ المتوسط الحسابي 3,63 وهذه النتيجة هي دلالة واضحة على أنّ المرشد التّربويّ يواجه معوقات وتحديات عدة في عمله التّطبيقي في ما يخص الإرشاد الأسريّ. إنّ مواجهة هذه التّحديات يتم مواجهتها وتذليلها من خلال اتباع آليات متطورة وخطط تسهل عمله والتّعاون بين الإدارة المدرسية والأهل والمرشد التّربويّ.
الجدول رقم 6- تحديات تدخل الإرشاد الأسريّ في عمل المرشد التربوي
المرتبة | السؤال | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري |
1 | كثرة المسؤوليات ومتطلبات العمل الإرشادي يعيق التواصل مع أهل التلميذ | 3.92 | 1.024 |
2 | صعوبة تواجد الأسرة بانتظام في الجلسات المتعلقة بالإرشاد الأسريّ في المدرسة | 3.89 | 0.960 |
3 | الإرشاد الأسريّ يتطلب وقتًا طويلًا وهو يعدّ امرًا نافرًا للمرشد التربوي في عمله | 3.79 | 0.972 |
4 | حضور الاهل بشكل متكرر للمدرسة فيما يخص الإرشاد الأسريّ يثير فضول الأساتذة والمدراء | 3.69 | 1.161 |
5 | خوف الاهل من العيب الاجتماعي التردد المتكرر على المدرسة لحضور جلسات الإرشاد الأسريّ | 3.65 | 1.109 |
6 | المعاناة مع الاهل بسبب رفض الحضور لجلسات الإرشاد الأسريّ | 3.59 | 1.064 |
7 | قلة من الأهالي تُبدي اهتمامها في متابعة الشؤون التعليمية لأبنائها | 3.53 | 1.047 |
8 | مقاومة من قبل الاسر للجهود المبذولة من قبل المرشد التربوي فيما يخص التعاون للتدخل في الإرشاد الأسريّ | 3.41 | 1.115 |
9 | على الصعيد الشخصي أفتقر للتدريب المتخصص في استخدام استراتيجيات معنية بالإرشاد الأسريّ | 3.38 | 1.162 |
10 | تحديات تدخل الإرشاد الأسريّ في عمل المرشد التربوي
|
3.63 | 0.726 |
خلاصة
جاءت هذه الدّراسة لمعرفة مدى استخدام المرشد التّربويّ وتدخل الإرشاد الأسريّ في عمله في المدرسة، والتي من خلالها يمكننا معرفة المعتقدات التي يتبناها في عمله إضافة إلى التّوجهات النّظرية المُتبعة في عمله التطبيقي. إلا أن هذا العمل تحيطه عدة عوائق وهذا أيضًا ما تطرقت إليه هذه الدراسة. خلُصت الدّراسة إلى أن 79.1% من أفراد العينة يتبنون الإرشاد الأسريّ وفق التوجه السّلوكي، أما تبني التّوجه وفق النظم الأسريّة فقد أتى في المرتبة الأخيرة كما بينت نتائج الجدول رقم 3 نظرًا لصعوبة تطبيقها خاصة في مجتمع تقليديّ متل المجتمع الصّيداوي الذي لا يسمح بالتّدخل في مشاكله الأسريّة من شخص خارج العائلة ونهني هنا المرشد التّربويّ. إلا أنّ هذا لم يؤثر سلبًا على معتقدات المرشد التّربويّ ولم يردعه عن الاستمرار في عمله، بل إن الدّافعيّة في إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي تعيق أو تؤثر على التّحصيل العلميّ للتلميذ لما لها من آثار مباشرة على تحصيله العلميّ وليس عليه فقط بل أيضًا على العلاقات الاجتماعيّة له مع محيطه أكان من جماعة الرّفاق أو مع الكادر التّعليميّ (أساتذة وإدارة)، إضافة إلى توعية الأهل بتحمل مسؤولياتهم والحدّ من الانعكاسات السّلبية للمشاكل الموجودة في الأسرة على التلميذ.
التوصيات
- إقامة دورات تدريبيّة متعلقة بالإرشاد الأسريّ وكيفيّة التّدخل من خلال تبنيّ نظريات النّظم الأسريّة واتباعها في العمل من قبل المرشد التّربويّ.
- تحديد مَهَمّات المرشد التّربويّ في العمل المدرسيّ لأن تكبيده مسؤوليات إضافية تساهم في إعاقة عمله، وتقديم التّسهيلات له لدمج تدخلات الإرشاد الأسريّ.
- أن تشمل برامج التّدريب العمل التّعاونيّ مع الأهل، إضافة إلى تدريب ميدانيّ يتناول الإرشاد المدرسيّ والتّربويّ المراحل التّعليميّة كافة.
- إقامة جلسات عصف ذهنيّ للمرشدين التّربويين لتجاوز التّحديات التي تعيق عمله في تدخل الإرشاد الأسريّ في العمل المدرسيّ.
- العمل على توجيه المشرفين على الإرشاد التّربويّ في تبني نماذج تأخذ بالحسبان الإرشاد الأسريّ في العمل المدرسي.
لائحة المصادر والمراجع
1-Colbert, R. (1996). The counselor’s role in advancing school and family partnership. U.S.A.: School Counseloor.
2-Cook, A., Brayn , J., & Belford, P. (2016). Implementation of a school-family-community partnership model to promote Latina youth development: reflections on the proces and lessons. International Journal of Research on Service-Learning and Community Engagement. https://www.researchgate.net/public action/311994019., 4,1, 1-18.
3-Dottie, M. (2017). School counselor’sperceptions of family systems perspectives. U.S.A.: The family Journal ,25, 3. Doi: 10.1177/1066480717711109 .
4-Gerrard, B. (2008). School-based family counseling, overview, trends, and recommendations fpr future research. International journal for School-Based Family Counseling 1,1. schoolbasedfamilycounseling.com/…/IJSBFC.
5-Griffing, D., & Steen, S. (2010). School-family-community partnerships: Applying Epstein’s theory of the six types of involvement to school counselor practice. Professional School Counseling .
6-Perusse, R., & Goodnough, G. (2005). Elementary and secondary school counselor’s perceptions of graduate preparation programs. U.S.A: Counselor Education and Supervision.
7- رزان الحجيري. (2013). درجة ممارسة المرشد التربوي للإرشاد الأسريّ من وجهة نظر مديري المدارس والطلبة. عمان: جامعة عمان العربية.
8- شذى الرواشدة. (2013). مستوى ادراك معلمي غرف المصادر فب محافظة الكرك لحاجات أسر الطلبة لخدمات الإرشاد والتوجيه (رسالة ماجستير غير منشورة). مؤته: جامعة مؤتة الاردن.
9- صباح حامد، و ابراهيم طالب. (2014). دور المرشد الطلابي في التعامل مع مشكلات العنف الأسريّ لطلاب المرحلة الثانوية في الرياض . السودان: مجلة العلوم الانسانية- جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا.
10- كريمة بو غازي، و سعيدة عريي. (2016). الإرشاد الأسريّ لآباء الأطفال ذوي صعوبات التعلم. مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية، 18-17، 227-265.