من مظاهر الحضارة الفينيقيّة
(3000 ق.م – 334 ق.م)
د. إيمان فرحات([1])
ملخّص
من هم الفينيقيّون؟ إنّهم قوم نزلوا من خليج العقبة قادمين من منطقة البحر الأحمر.
مع بدايّة القرن العشرين قبل الميلاد سعت مجموعة من البشر إلى الاستقرار في المناطق السّاحليّة الشرقيّة للبحر الأبيض المتوسط.
هم مجموعة قليلة من الناس ولكن أصبح لهم شأن كبير في ما بعد والذين أُطلق عليهم اسم (الفينيقيّين)، كما لُقّبوا أيضًا بالرّجال الحمر.
وهؤلاء حاولوا منذ وقت بعيد إقامة شكل من أشكال الحضارة القديمة القائمة على التوسع السّلمي والمبادلات التجاريّة والصناعة والإبحار عبر البحر.
وهؤلاء هم أنفسهم الذين ابتكروا الحروف الأبجديّة الحديثة المؤلفة من (22) حرفًا، وهو أكثر الاكتشافات أهمّيّة وأعظمها في ذلك العصر، وابتكروا الصّباغ الأرجوانيّ لتخليد صناعة قوميّة اقترنت بهم.
من هنا كان هذا البحث في المعتقدات الدّينيّة عند الفينيقيّين ومظاهر الحضارة الفينيقيّة.
Abstract
Who are the Phoenicians? They are a people who descended from the Gulf of Aqaba, coming from the Red Sea region.
With the beginning of the twentieth century BC, a group of people sought to settle in the eastern coastal areas of the Mediterranean Sea. They are a small group of people, but they became of great importance later on, who were called (Phoenicians).
They were also called the Red Men, and they tried long ago to establish a form of ancient civilization based on peaceful expansion, commercial exchanges, industry, and sailing across the sea.
These are the same people who invented the modern alphabet consisting of 22 letters, which is the most important and greatest discovery of that era. And they invented the purple dye to perpetuate a national industry that was associated with them.
Hence this research in the religious beliefs of the Phoenicians and the manifestations of the Phoenician civilization.
مقدّمة
الحضارة الفينيقة (3000 – 334 ق.م)
تعدّ فينيقيا([2]) واحدة من أصغر دويلات العالم القديم، تشغل من الناحية الجغرافية([3]) شريطًا ساحليًّا ضيقًّا، يمتد من جبل الأقرع (كاسيوس)، هذه النّاحية الجغرافيّة أضفت على المنطقة أهمّية بالغة في تاريخ الحضارات هي: موقع هذه المنطقة بين حضارتين عريقتين، حضارة أرض شبه الجزيرة من جهة، وحضارة مصر من الجهة الأخرى، وامتلك هذه المنطقة لعدة مرافئ طبيعيّة، بالإضافة إلى ثروتها بالأخشاب التي تفتقدها الحضارتين المجاورتين([4]). حوالى القرن العشرين قبل الميلاد بدأ بالاستقرار في المناطق السّاحلية الشّرقية للبحر الأبيض المتوسط شعب صغير كان له شأن عظيم: إنّهم الفينيقيّون، الذين يلقّبون أيضًا بـ«الرجال الحمر». منذ ذك العصر ابتكروا وطوّروا تدريجيًّا شكلًا جديدًا من أشكال الحضارة، قائمًا على التّوسع السّلمي والمبادلات التّجاريّة والصناعيّة والإبحار. إنّهم الذين ابتكروا أبجديتنا الحديثة المؤلفة من اثنين وعشرين حرفًا. ويعد هذا الاكتشاف أكثر أهمية بالنسبة إلى ذلك العصر من اكتشافنا اليوم للعقل الإلكترونيّ. وينسب إليهم أيضًا اختراع الزّجاج واللون الأرجوانيّ والنّظريات الذّرية، وهم الذين أسسوا مدنًا رائعة وبنوا معابد. وهم أيضًا من قدّس الشّمس والأنوثة الكونيّة المتمثلة بالآلهة عشتروت. والمعتقد أن يكونوا قد عرفوا آخر المطلّعين على سرّ عالم تصعب علينا الإحاطة به تمامًا. وقد سُمّي مؤسسو فينيقيا القديمة الذين استقروا على سواحل لبنان الحاليّ فينيقييّ الشّرق، وذلك لتمييزهم عن فينيقيي الغرب الذين سكنوا في شمالي أفريقيا وأسسوا قرطاجة منذ القرن التاسع عشر. هذه الحضارة الفينيقيّة امتدت إلى أصقاع الأرض ذلك لأنّها أول أمة بحريّة في التاريخ. هذا الفضاء الذي ينمي عشق الحريّة ويشحذ العزم على التّحدي وتجاوز ما يخبئه البحر من ويلات، لهذا كانت الحضارة الفينيقيّة حضارة السّيطرة على المحيط الطبيعيّ.
إنجازات الفينيقيّون
ترتبط العوامل الاقتصاديّة للتّوسع الفينيقيّ ارتباطًا وثيقًا بالعوامل السياسيّة، ذلك أنّ كلا العاملين يتأثر بالأوضاع الطبيعيّة والبشريّة التي كانت تحيط بمنطقة السّاحل الفينيقيّ، فقد أدّت قلة مساحة الأرض الزراعية في السّاحل الفينيقيّ إلى تحويل اتجاه السكان من الاعتماد على الزارعة([5]).
اختراع الأبجديّة
تعدّ اختراع الأبجديّة من أعظم ما قدمته الحضارة الفينيقيّة للبشريّة. ابتكرت هذه الكتابة العام 1100 ق.م وقد تألفت من 22 حرفًا يمثل كل واحد منها صوت معين. سميت أيضًا بأبجديّة جبيل. استعان الفينيقيّون بالكتابة السّومريّة والمصريّة القديمة ثم طوروها مع مرور الزّمن. في البدايّة، كانت تكتب هذه الحروف على ألواح من الطين أو الفخار ثم في ما بعد، كتبت على أوراق البردى المصريّة. لقد كتب الفينيقيّون هذه الحروف من اليمين إلى الشّمال (مثل العربيّة) ونشروها في جميع بلاد العالم شرقًا وغربًا؛ ساهم في نشرها قدموس الصّوري. أكسب اختراع الأبجديّة فينيقيا مكانًا مهمًّا في تاريخ الحضارة. أمّا تاريخ ظهور الكتابتين الكنعانيّة والفينيقيّة على السّاحل الفينيقيّ على ضوء الاكتشافات الأثرية الحديثة في كل من مدن أوغاريت (رأس شمرا الحاليّة) وجبيل. ففي ما يخص مكتشفات رأس شمرا التي بدأت التنقيات فيها سنة 1929 بإشراف العالم الفرنسيّ كلود شيفر ومساعديه الذي توصل إلى اكتشاف الألواح الادغاريتيه التي ثبت بعد تحليل كتابتها المسماريّة بأن بعض ألواحها كانت لغته ساميّة كنعانية وبعضها الآخر كان لغته حورية([6]).
إن كلمة الأبجدية في اللغة العربية المكونة من الأحرف “ابجد”، وكلمة “alp habet” المستعملة في معظم اللغات الأجنبية والمؤلفة من أول حرفين الألف والباء، هما الدّلالة للأصل الفينيقيّ لجميع اللغات المستعملة في عصرنا الحديث؛ فالفينيقيّون هم الذين نقلوا هذه المعرفة إلى الإغريق لإنشاء لغتهم الخاصة ومن ثم تعميم استعمال هذه الأحرف. تتكون الأبجدية الفينيقيّة من ٢٢ حرفًا (الحروف الساكنة) وتكتب، مثل العربيّة من اليمين إلى اليسار. كُشِف سرّها في العام ١٧٥٨ من قبل الأب بارثولوميو أحد علماء عصر التنوير الفرنسيّ. لفكّ التّشفير، درس الأب بعض النّصوص المنقوشة في اللغتين اليونانيّة والفينيقيّة التي وجدت في جزيرة مالطا فضلًا عن الكتابات المسجلة على عملة مدينة صور. فأبتدئ في دراسة وتحليل الأسماء من أجل الحصول على الأحرف القليلة الأولى. ارتكز على الحروف الساكنة وخاصة تلك التي تكون بعض الأسماء كصور وملكارت وعدد من الكلمات السّهلة ومن ثم قارنها مع النّسخة اليونانيّة التي مكنته في النّهاية إلى قراءة النّص بكامله وتمييز جميع الحروف الفينيقيّة. صعوبة فك رموز الأبجدية الفينيقيّة كان نتيجة عدم وجود الكثير من النّصوص. النقوش المنحوتة على الحجر التي وجدت كانت محدودة، وبوجه خاص، كانت مكرسة للنّصوب الملكية، والإهداءات إلى الآلهة والكتابات الجنائزية([7]).
بعض النقوش رُصدت هنا وهناك على طريق الحملات وفي مختلف المدن والمراكز التّجاريّة التي أسسها الفينيقيّون خصوصًا على شواطئ البحر الأبيض المتوسط. الأكثر إثارة للاهتمام هو دراسة المراسلات والعقود أو المعاملات التجارية (القابلة للتّلف مع مرور الوقت) والتي كانت السّبب الرئيس لتطوير الأبجديّة ومحركها ولنشرها في جميع أنحاء العالم القديم. بعض المؤرخين اعتمدوا أن الدّافع الرئيس الذي ألهم الفينيقيّين كانت الراحة التي تقدم لهم الأبجدية والخدمات المتوفرة لتسهيل معاملات الصناعيين والتّجار في حساباتهم والتّبادل وتيسير الاتصال مع مختلف الشّعوب.
بين النصوص الأكثر شهرة، نجد نقوش حيرام ملك بيبلوس، المحفورة في العام ١٠٠٠ق.م. من قبل ابنه على ناووس الملك الذي استعاد استخدامه. يعدُّ هذا النّص كأوّل نقش في اللغة الفينيقيّة، ويستخدم ١٩ حرفًا من الأبجدية من أصل ٢٢، إذ إنّ الكلمات كانت مفصولة بخطوط.
بعض النقوش، على طابع ملكيّ، تعود إلى الحقبة الفارسيّة وخاصة في صيدا عندما أصبحت المدينة المهيمنة من السّاحل الفينيقيّ. ملوكها نحتوا العديد من الإهداءات لآلهتهم وسجلوا تحذيرات على مقابرهم ضد اللصوص. النقش الجنائزي على تابوت الملك اشمونعازور ما يزال واحد من الأهم والأكثر ذكرة. الأبجديّة المستخدمة في صيدا كانت أكثر تقدمًا من تلك التي وجدت على ناووس ملك بيبلوس بضعة قرون سابقة. استخدام وسكّ النّقود المعدنيّة، والتي ظهرت أيضًا في ذلك العهد، أعطى الفرصة لنحت الحروف الأولى من أسماء الملوك أو أسماء المدن. مع وصول الاسكندر المقدوني واحتلال المدن الفينيقيّة، حلت اللغة اليونانيّة كلغة مكتوبة على حساب الأبجدية الفينيقيّة. لكن عدد قليل من المكتوبات النّادرة تشهد على استمرار استخدام الفينيقيّة حتى القرن الثاني والثالث ما بعد الميلاد للحفاظ على انتمائهم وهويتهم وواصلوا نقش أسماء مدنهم على عملاتهم([8]).
كان الفينيقيّون أول من اكتشف اللون الأرجوانيّ، فاستخرجوه من أصداف المريق وهي نوع من المحار وجد بالقرب من الشواطئ الفينيقيّة. أدخل الفينيقيّون الصباغ الأرجوانيّ على أقمشتهم فاشتهروا بصناعة الأقمشة الأرجوانيّة اللون([9]).
احتكرت صناعته صور وصيدون. وهو كناية عن صدف طبيعيّ، منشأه صدف “الموريكس”. تكاثر على شواطئ فينيقيا. فجمعوا منه كميّات ضخمة حتّى غدا نادرًا اليوم. والصّدف بعد انتزاعه عن الشّاطئ، يَنْضح منه سائلٌ أصفر تُلوّن به الأنسجة. حتّى إذا جفّ النّسيج المصبوغ استحال لونه بنفسجيًّا. وازداد رونقًا كلّما تعرّض للنّور. وافتنّ الفينيقيّون في جعله قاتمًا أو زاهيًا. ويتّضح من ذلك أنّ الصّباغ لم يكن أرجوانيًّا بل بنفسجيًّا إنّما الدّعاية صوّرته أحمر قرمزيًّا. وقد تشهد مصانع الأرجوان بالقرب من مدينتيّ صيدون وصور. وتشهد على ذلك تلول صدف الموريكس الباقية حتّى الآن جنوبي صيدا. ولمّا كانت الرّائحة المنبعثة منه كريهة، اهتمّ الفينيقيّون بإقامة المصانع خارج نطاق المدينة. وطوّروا صناعته حتّى قضوا على المضاربة الإيجيّة، بعد أن كانت متفوّقة في أواخر الألف الثّاني قبل الميلاد([10]). اشتهرت صيدا بصباغ الأرجوان، كما عرفت صور بصباغ الأرجوان وصناعة النسيج المصبوغ به، كما عرفوا نسيج الملابس من الصوف والكتان وصبغتها واشتهر الثوب الفينيقيّ بين الإغريق باسم الخيتون([11])، فقد كان للصباغ الأرجوانيّ أهمية كبيرة زمنًا طويلًا هناك، وظل لهذا الصباغ ارتباط وثيق بفكرتيّ السلطة والثّراء، بل قد ارتفعت أثمان هذه المنسوجات مع تزايد الإقبال عليها، حتى أصبحت من ملابس الملوك وعلية القوم ورمزًا لهم، فكان الواحد منهم يوصف بأنّه مولود في الأرجوان([12]).
اكتشاف الزجاج
لقد نجح الفينيقيّون في صناعات متعدّدة كصناعة العاج والزّجاج، كما أنهم أظهروا قدرة في صناعة الأقمشة وبصفة خاصة المصنوعة باللون الأرجوانيّ. وقد اعتمدوا على استخراج هذه الصيغة من بعض الأصداف البحريّة التي عثر عليها قرب شواطئهم، كما أنّهم اطلعوا على صناعة الحديد وتمكنوا في الألف الثاني ق.م من استخدام الدّولاب لصناعة الخزف، وكان له أثر كبير في تحسين هذه الصناعة، وكان الصناع الفينيقيّون يقلدون الصّناعة المصريّة والكريتيّة والميسينيّة؛ فبلغوا بذلك منزلة عظيمة في الصناعة والفن، واشتهروا بصناعة زهريات لها قعر حاد، ويحتمل أنهم أدخلوا هذه الصناعات المتعدّدة التي أتقنوها إلى بلدان شمال أفريقيا، وعند تأسيس مدينتهم قرطاجنة قرب مدينة تونس الحاليّة. وعند النظر في محتويات بعض المقابر المكتشفة في طرابلس وفي بعض المدن الأثريّة الأخرى أمكننا معرفة بعض الأدوات التي استعملت في العهد الفينيقيّ كالتي عثر عليها تحت مسرح مدينة لبدة، وهي بعض الأدوات الفخاريّة وبعض المصابيح من النوع الذي كان يصنع في بلاد اليونان مدهونة باللون الأسود([13]). في مقبرة مليتا غربيّ مدينة صبراتة بنحو 25 ك م عُثرِ على جرار فخاريّة وهي تمثل أشكال الجرار البونيقيّة التي تعود إلى القرن الرابع والثالث ق.م. كما عثر بداخلها على صحون من النّوع المعروف بالكمباني. وعثر في سانيّة قدح بطرابلس يوم 21/11/66 على مخلفات أثريّة تنتمي للعهد الفينيقيّ وُجد بداخلها أوانٍ فخريّة وزجاجيّة مستعملة لحفظ بقايا رماد الموتى، وقد عثر على مثل هذه المقابر قرب سيدي الهدار قرب ميناء طرابلس سنة 1912. وقد قام بدراستها البروفسور سلفاتوري اوريجيما، وهي محفوظة الآن في متحف طرابلس. ومن ضمن الاكتشافات المهمة هو ما اكتشف في مدينة صبراتة، فقد أزاحت الحفريات اللثام عن ضريح بونيقي سنة 1962، وقد أمكن تحديد تاريخ إنشائه ما بين 200ـ150 ق.م، وهو يعدُّ من العناصر المعماريّة الفنيّة الظاهرة للعيان. ويتضح من بنائه تأثير الفن اليوناني وخاصة الأعمدة الأيونيّة.
صناعة السفن
كانت السّفن الفينيقيّة مراكب شراعيّة تتألف من ساريّة واحدة، شراع مربع، ومجاديف يدويّة. اعتمد عليها الفينيقيّون في تجارتهم وأسفارهم وتبادل صناعاتهم مع الدّول الأخرى المجاورة لها والبعيدة منها، وحين أراد سنحاريب ملك آشور (القرن الثامن) معاقبة القبائل النّازلة على ضفاف الخليج الفارسي، فإنه التجأ إلى الفينيقيّين فبنوا له أسطولًا حربيًّا، واستطاع أن يقوم بحملته البحرية – ولم تكن نتائجها حاسمة – ثم قفل راجعًا([14]). فكان الفينيقيّون أول أمّة بحرية في التاريخ، أخذوا يجوبون البحار وينشئون الطرق البحرية بين الشّرق والغرب، كما أنشأوا المستعمرات ونشروا حضاراتهم، ولذلك كانوا من أشهر شعوب العالم القديم، فقد كانوا بحارة مَهَرة، وتجارًا ومكتشفين، وأقاموا مستعمرات على امتداد حوض البحر المتوسط([15]).
تأسيس مدينة قرطاجة
من أعظم إنجازات الفينيقيّين في البحر المتوسط تأسيسهم مدينة قرطاجة على ساحل البحر المتوسط في شمال إفريقيا )تونس الحالية) وذلك حوالى 810ق.م وهي التي أنشأتها بعثة من صور بقيادة امرأة تسمى أليسا (ديدو) كما أشار إلى ذلك الشّاعر فرجيليوس في ملحمة الإلياذة، واسم المدينة طبقًا للنّطق الفينيقيّ هو (قريت حدثت) أيّ القرية الجديدة، وقد بلغت درجة من القوة وقد استطاعت أن تؤسس لها مستعمرات ومراكز تجارية في معظم جزر البحر المتوسط، وخاصة في صقلية، ولقد عثر على العديد من الآثار الفينيقيّة في مقابر صقلية، وقد انطلق الفينيقيّون من خلال مضيق مسينا عبر البحر التيراني غربًا إلى مناجم القصدير([16]). مدينة قديمة، تقع على السّاحل الشمالي لإفريقيا، على مقربة من مدينة تونس. أسسها الفينيقيّون في القرن التاسع قبل الميلاد، وابتداءً من القرن السّادس قبل الميلاد طور أهلها تجارتهم، وقوتهم البحريّة، فسيطروا على السّواحل الشّماليّة الشّرقيّة لإفريقيا، وبعض الجزر في البحر المتوسط، وأسسوا لهم مستعمرات، فنافسوا روما، وتعرضوا لمصالحها، فدخلها الرّومان ودمروها عن آخرها حتى محوا حضارتها العام (146 ق.م)، وأصبحت مقرًّا للبيزنطيين في إفريقيا. وفتحها حسان ابن النعمان الغساني قائد الجيش الإسلاميّ من قبل الخليفة الأمويّ عبد الملك بن مروان. وكان لفتحها أثر كبير في حركة الفتح الإسلامي في إفريقيا، وكانت مبنية بالرّخام، وزاخرة بالآثار. وتعرضت للتخريب فطويت صفحتها على يد الرومان.
الحياة الاقتصاديّة في فينيقيا
ازدهرت الحياة الاقتصاديّة في فينيقيا بسبب تقدمها صناعة وتجارة وحرفة. تركز عمل الفينيقيّين على البحر فعملوا بصيد السّمك والإسفنج والملاحة وصناعة السّفن. كما أنهم برعوا في صناعات عديدة منها صناعة العاج والزّجاج والأقمشة الأرجوانيّة اللون والزّهريات الحادة القعر والفخاريات. ساهم اطلاع الفينيقيّون على صناعة الحديد (في الألف الثاني ق.م) في صناعة الخزف. كان الفينيقيّون يقلدون الصناعة المصريّة والكريتيّة والميسينيّة ما مكّنهم من بلوغ منزلة عظيمة في الصناعة والفن. بعض هذه الصناعات (الفخار والزجاج) محفوظة الآن في متحف طرابلس. أما بالنسبة إلى التجارة في فينيقيا، فقد بلغت أعلى درجاتها وتنوعت الأغراض التي تاجروا فيها فكان منها الصباغ الأرجوانيّ والأقمشة، الزجاج، المعادن، الفخار، النّبيذ، الغار والأرز، الخشب… كل هذه الأشياء كانوا يتبادلونها مع اليونان، إيطاليا، إسبانيا، والجزر المتوسطيّة. كما أنهم خاطروا بالإبحار إلى أبعد من ذلك حتى وصلوا الرأس الأخضر في بريطانيا([17]).
المعتقدات الدّينيّة عند الفينيقيّين
من المؤسف أنه لم يبق من المدن الفينيقيّة القديمة آثارًا مرئية جديرة بالذّكر. حيث ضاعت معالمها في كل مكان تقريبًا الطبقات الأثرية الهلنستية والبيزنطية وبقايا قصور الصليبيين والأسوار العربية، باستثناء أوغاريت على ساحل سوريا الشّمالي، حيث عثر البروفسور شيفر على أشياء مدهشة وبالأخص تماثيل صغيرة لبعض الآلهة، أجمل ما فيها ذلك التّمثال الذي يرمز إلى الإله «إيل» وعلى رأسه تاج مزين بأوراق من ذهب.
بالنسبة إلى الدّيانة الفينيقيّة، أو الكنعانية عمومًا، كان جوهر العبادات يعكس اهتماماتهم الزّراعيّة، إذ كانوا يتوسّلون إلى الآلهة كي تمدهم دائمًا بالخبز والماء والصوف والكتّان والزيت والخمر والحليب والعسل. فكان إذًا لا بد من وجود أعياد عندهم تتفق مع تغيرات الفصول والحياة الزّراعيّة كمواسم الزرع والربيع والحصاد والبيع وقطف الثمار([18]). اعتمد الدّين الفينيقيّ السّامي الأصل على الاعتقاد بظاهرة الخصوبة والإنتاج. آمن الفينيقيّون ببعض قوى الطبيعة التي أحاطت بهم، كما أنهم عبدوا الكثير الكثير من الآلهة. كان لكلّ مدينة إله يعبد. سمى الفينيقيّون بعض آلهتهم نسبة إلى المدن التي أقاموا فيها. ومن الآلهة التي عبدها الفينيقيّون وقدسوها: إله القوى الكامنة (الإله إيل)، آلهة الخصب (عشتار)، إله المطر (الإله بعل)، الإله (أشمون)، الإله (إيسيس). أمّا في قرطاج، فقد عبدوا آلهة الخصوبة والإنتاج (تانيت)، والإله (بعل آمون) بالإضافة إلى الآلهة التي عبدت في بلاد الشام. وقد استمرت عبادتهم حتى العهد الروماني([19]).
الآلهة
انتشر من أوغاريت على طول السّاحل الفينيقيّ شكل من أشكال الدّيانات قائم على فكرة الخصوبة والتّعلق الروحيّ بالشّمس وعبادة الظواهر الطبيعيّة الخارجة عن سيطرة الإنسان.
لقد ساعدت عمليات التنقيب في أوغاريت في الكشف عن ألواحها الفخاريّة المكتوبة بالرموز الأوغاريتيّة التي هي مرحلة انتقالية بين المسمارية القديمة والأبجدية الفينيقيّة المبسّطة التي استخدمت اعتباراً من القرن الثالث عشر قبل الميلاد([20]).
هيمن الإله إيل أو إل على رأس الثالوث المقدس في جبيل الذي كان يمثل الإله الأعلى على ما كان يرمز له الإله رع عند الفراعنة، وهو ما يعكس بوضوح التأثير المصريّ. كان إيل (ومن ثَمَّ بعل) خالق السّماء والأرض، يمثل الطبيعة، وكان أب جميع الآلهة وخالق البشر والحيوانات. أمّا من ناحية الألوهية الأنثى، فوُجِدت الآلهة التي عرفت ببعلة جُبَلْ أو جُبْلا “سيدة جبيل” التي كانت عبادة قديمة في هذه المدينة، تجسد الخصوبة والنّمو ورمزها كان قريبًا من الرّموز المصريّة، وذات صلة مع إيزيس – حتحور، ويليها الإله الشاب أدون الذي كان يمثل الربيع وانبعاث الطبيعة([21]).
تشير العديد من الأثار والوثائق التّاريخيّة المتعلقة بالإلهة “سيدة جبيل” إلى أنّها كانت حامية للمدينة ولملكها والضامنة للسّلطة. من المعالم الأثرية الأكثر جلاء هي مسلة يحاوميلك ملك بيبلوس-جبيل، التي تظهر الإلهة على عرش، مرتدية اللباس الضيقة على طريقة الآلهة المصرية إيزيس، وتحمل الصولجان في يدها اليسرى، وترفع اليمنى للبركة، وعلى رأسها تاج يمثل القرص الشّمسيّ محاط بقرنين. أما أدون (أدونيس عند اليونانيين) الإله الأكثر أهمّية في جبيل، فكان أصل اسمه يعود إلى اللغة السّامية ويعني “السيد”. هو “الإله الذي يموت ويعود إلى الحياة” في كل ربيع. وكان يقام مهرجانًا تكريميًّا له في كل سنة، ويتكون من مظاهرات عامة عديدة ومتنوعة، ومنها المصارعة، وحلاقة الشّعر عند النّساء، وطقوس البغاء، والطقوس الدّينيّة المتعلقة “بقيامة” أدون وعودته بين الأحياء. عبادة هذا الإله، التي وُجِدت في وقت لاحق في الأساطير اليونانيّة، هو ذات الصلة إلى الاعتقاد في الحياة بعد الموت. اعتقد الفينيقيّون بالحياة الثانيّة فبنوا مقابرهم التي وضعوا فيها الميت بالإضافة إلى أدوات خاصة به للاعتقاد بأنها ستلزمه عند قيامه في الحياة الثانيّة. وقد امتازت هذه الأدوات بالبساطة فضمت بعض الأدوات المنزليّة التي كان يستعملها الفينيقيّون كالأوانيّ الفخاريّة والمصابيح الزيتيّة. إلى جانب المقابر، شيد الفينيقيّون معابد امتازت بالتأثر بالطابع اليوناني وقد اهتم بها الكهنة المتفرغون الذين عرفوا بتوارث الكهانة في عائلتهم([22]).
لقد كانت معرفة المؤرخين عن الدّيانة الفينيقيّة محدودة جدًا غير أنّ الاكتشافات الأخيرة في مقابر بيبلوس ورأس الشّمراء، ألقت أضواء جديدة على بعض جوانب الدين الفينيقيّ، فتبين أن دين الفينيقيّين كان أسوي سامي الأصل، يعتمد على الاعتقاد في ظاهرة الخصوبة والإنتاج، كما أنه يؤمن ببعض القوى الطبيعيّة الموجودة في محيط بيئة الإنسان، والإله عندهم هو الإله أيل إله القوى الكامنة في حياة الأنهار وهناك أيضًا الإله عاشرة Asherat والإله بعل Baal والإله عليان Aliyan. أمّا الآلهة القرطاجنيّة فقد تضمنت الآلهة الفينيقيّة بالإضافة إلى قوى آلهة جديدة على رأسها الإله تانيت Tanit([23]). ويعتقد أنّها آلهة بربريّة الأصل، وهي آلهة الخصوبة والإنتاج عند القرطاجنيين، ويرمز إليها بسيدة ترضع طفلها وأيضًا بمثلث يمثل الجسم واليدين ودائرة تمثل الرأس. وقد اكتشف رمز هذه الآلهة أثناء الحفريات التي أقيمت في مدينة صبراتة في سنة 1931 في المنطقة رقم 3 قسم 8 من خريطة حفريات صبراتة. وقد أشرف على تلك الحفريات البروفسور جاكمو كابوتو([24]). ومن الآلهة القرطاجنيّة أيضًا الإله بعل حمون، ويسمى أحيانًا بعل عمون، وانتشرت عبادته في شمال أفريقيا، وقد عثر على رسوم لأكباش مقدسة على رأسها قرص الشّمس في كل من ليبيا والجزائر. وقد مارس القرطاجنيون طقوس ديانتهم في عدد من المعابد التي بنيت على طرز معماريّة مختلفة تأثرت كثيرًا بالطابع اليونانيّ الأصل. ومن أمثلة ذلك في طرابلس الضريح البونيقيّ الذي اكتشف في مدينة صبراتة. كانت توجد طبقة الكهنة المتفرغين الذين كانوا يتوارثون وظيفة الكهانة في عائلاتهم وقد اعتقدوا بالحياة الآخرة، وقد شيدوا مقابر لدفن موتاهم وزودوها ببعض الاحتياجات الرئيسة التي تلزم المتوفى. وقد عثر على نماذج منها في طرابلس في أبو ستة وشارع بن عاشور. وقد ذكر أن الحياة الدينيّة في مدن طرابلس يمكن معرفة الشيء عنها من بقايا العهد الروماني، ويعتقد أن البانتون أي معبد الآلهة يحتوي على أهم الآلهة الموجودة في عهد الفينيقيّين، مثل الإله الصوري ملقارت ومعناه ملك القريّة ([25])، وهو إله القوة والنور، بمعنى أنه كان إلهًا شمسيًّا. كما عُبِد الإله الصيداوي اشمون([26])، الإله الخاص بالشّفاء والآلهة الشهيرة استارته أيّ عشتار وقرينها الإله ادونيس والإله القرطاجني الشهير وبعل “آمون” كما يعتقد انتشار عبادة بعض الآلهة المشهورة مثل الآلهة ايسيس وإله سيرابيس المصريين وغيرها من الآلهة التي استمرت عبادتها إلى العهد الروماني. ممّا سبق تبين لنا أن الفينيقيّين قد أثروا نوعًا ما في حياة أهالي البلاد من الناحيّة الدّينيّة، وما يؤكد ذلك هو ما اكتشف في بعض المقابر من بعض بقايا أدوات منزليّة كالأوانيّ الفخاريّة ومصابيح زيتيّة ملقاة بجانب بقايا عظام الموتى، حيث الفينيقيّون يتركون بجانب موتاهم بعض الأدوات البسيطة لاعتقادهم بأن الميت سيحتاجها عند قيامه في الحياة الأخرى.
الخاتمة
تناولنا في هذا البحث الحضارة الفينيقيّة منذ بداية تأسيسها إلى الإنجازات المهمّة التي ترتبط بالفينيقيّين: ومنها: اختراع الأبجديّة، واكتشاف الصباغ الأرجوانيّ، واكتشاف الزجاج إلى صناعة السفن. هذا من ناحية الإنجازات والاكتشافات، أمّا من الناحية السياسيّة، فلقد كان تأسيس مدينة قرطاجة من أعظم إنجازات الفينيقيّين في البحر المتوسط في شمال إفريقيا )تونس الحالية) وذلك حوالى 810ق.م وهي التي أنشأتها بعثة من صور بقيادة امرأة تسمى أليسا (ديدو) كما أشار إلى ذلك الشاعر فرجيليوس في ملحمة الإلياذة. ثم تطرقنا إلى الحياة الاقتصاديّة في فينيقيا ازدهرت الحياة الاقتصاديّة في فينيقيا بسبب تقدمها صناعة وتجارة وحرفة. تركز عمل الفينيقيّين على البحر فعملوا بصيد السمك والإسفنج والملاحة وصناعة السّفن. كما أنهم برعوا في صناعات عديدة منها صناعة العاج والزجاج والأقمشة الأرجوانيّة اللون والزهريات الحادة القعر والفخاريات. ومن ثم إلى المعتقدات الدينية عند الفينيقيّين اعتمد الدين الفينيقيّ السامي الأصل على الاعتقاد بظاهرة الخصوبة والإنتاج. آمن الفينيقيّون ببعض قوى الطبيعة التي أحاطت بهم، كما أنهم عبدوا الكثير الكثير من الآلهة.
المصادر والمراجع
المصادر العربية والمعرّبة
- ج. كونتنو: الحضارة الفينيقيّة، ترجمة: د. محمد عبد الهادي شعيرة، مراجعة: د. طه حسين، شركة مكتب الشرق الأوسط، مصر، 2001.
- جان مازيل: تاريخ الحضارة الفينيقيّة (الكنعانية)، ترجمة جورج حداد، بيروت، 1958.
- جان مازيل: تاريخ الحضارة الفينيقيّة الكنعانية، ترجمة ربا الخش، دار الحوار للنشر والتوزيع، سورية – اللاذقية، 1998.
- سبتيينو موسكاتي: الحضارات السامية القديمة، ترجمة السيد يعقوب بكر، دار الكاتب العربي للطباعة والنشر، القاهرة.
- عبد الحفيظ فضيل الميار،: الحضارة الفينيقيّة في ليبيا، منشورات مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية، طرابلس، 2001.
- فراس السواح: موسوعة تاريخ الأديان، 2004.
- فرنسوا ديكريه: قرطاجة أو إمبراطورية البحر، ترجمة عز الدين أحمد عزو، ط1، الأهالي للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، 1997.
- فيليب حتي: تاريخ سورية ولبنان وفلسطين، ج1.
- ماجد أحمد علي الحمداني، الفينيقيّون في شرق وغرب البحر المتوسط،
- محمد الصغير غانم: التوسع الفينيقيّ في غربي البحر المتوسط، دويان المطبوعات الجامعية – الجزائر، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر – لبنان، ط2، 1982.
- محمد الصغير غانم،: التوسع الفينيقيّ في غربي البحر المتوسط، ديوان المطبوعات الجامعية – الجزائر، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر – لبنان، ط2، 1982.
- محمد بيومي مهران: المدن الفينيقيّة تاريخ لبنان القديم، دار النهضة العربية, بيروت 1994.
- محمد غانم عصفور: المدن الفينيقيّة، بيروت، 1981.
- محمد غانم عصفور: معالم تاريخ الشرق الأدنى القديم، من أقدم العصور إلى مجيء الإسكندر، بيروت، 1984.
- محمد غانم عصفور: معالم تاريخ الشرق الأدنى القديم، من أقدم العصور إلى مجيء الإسكندر، بيروت، 1984.
- ميخائيل إبراهيم نجيب: مصر والشرق الأدنى القديم، دار المعارف، بيروت، 1966.
- نور الدين راهم: التجارة عند الفينيقيّين 1200 ق.م – 814 ق.م، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في التاريخ، القديم، الجزائر، 2009/2010.
المصادر الأجنبية
- Briquel-Chatonnet & E. Gubel, Les Phéniciens. Aux origines du Liban, Découvertes Gallimard, Paris,1998.
- B.C. & P.B. :L’alphabet Phénicien, Liban, l’autre rive, Flammarion, IMA, 1998.
- Herodotus, The Histories, C.L.I.I. vii, p 96- 99.
- Madelint Hours, Median, Cartage, PUF, Paris, 1965, p 25.
[1]– إيمان محمد فرحات: دكتورة برتبة أستاذ مساعد في الجامعة اللّبنانيّة، كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة، الفرع الخامس.
[2]– فينيقيا هي تسمية كانت تطلق في القديم على منطقة جغرافية تطابق تقريبًا الساحل السوري ولبنان وفلسطين، وكانت تضم مجموعة من المدن من أهمّها انطلاقًا من الجنوب نحو الشمال: صور، صيدا، جبيل، أرادوس: Madelint Hours, Median, Cartage, PUF, Paris, 1965, p 25.
[3]– الميار، عبد الحفيظ: الحضارة الفينيقية في ليبيا، دار الكتب الوطنية بنغازي، ليبيا، ط1، 2001، ص 99.
[4]– راهم، نور الدين: التجارة عند الفينيقيين 1200 ق.م – 814 ق.م، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في التاريخ، القديم، الجزائر، 2009/ 2010، ص 9.
[5]– مازيل، جان: تاريخ الحضارة الفينيقية (الكنعانية)، ترجمة جورج حداد، بيروت، 1958، ص 47.
[6]– غانم، محمد الصغير: التوسع الفينيقي في غربي البحر المتوسط، ديوان المطبوعات الجامعية – الجزائر، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر – لبنان، ط2، 1982، ص 33.
-[7]- F. Briquel-Chatonnet & E. Gubel, Les Phéniciens. Aux origines du Liban, Découvertes Gallimard, Paris,1998.
-[8]- F.B.C. & P.B. :L’alphabet Phénicien, Liban, l’autre rive, Flammarion, IMA, 1998.
[9]– مازيل، جان: تاريخ الحضارة الفينيقية الكنعانية، ترجمة ربا الخش، دار الحوار للنشر والتوزيع، سوريا، الطبعة الأولى، 1998، ص 33.
[10]– ج. كونتنو: الحضارة الفينيقية، ترجمة: د. محمد عبد الهادي شعيرة، مراجعة: د. طه حسين، شركة مكتب الشرق الأوسط، مصر، 2001، ص 332.
[11]-Herodotus, The Histories, L.C.L.I.I. vii, p 96- 99.
[12]– عصفور، محمد غانم: المدن الفينيقية، بيروت، 1981، ص 134.
[13]– عصفور، محمد غانم: المدن الفينيقية، مرجع سابق، ص 115.
[14]– ج. كونتنو: الحضارة الفينيقية، مرجع سابق، ص 316.
[15]– عصفور، محمد غانم: معالم تاريخ الشرق الأدنى القديم، من أقدم العصور إلى مجيء الإسكندر، بيروت، 1984، ص 279.
[16]– حتي، فيليب: تاريخ سورية ولبنان وفلسطين، ج1، ص375.
[17]– راهم، نور الدين: التجارة عند الفينيقيين 1200 ق.م – 814 ق.م، مرجع سابق، ص 83 بتصرف.
[18]– مازيل، جان: تاريخ الحضارة الفينيقية الكنعانية، مرجع سابق، ص 35.
[19]– موسكاتي، سبتيينو: الحضارات السامية القديمة، ترجمة السيد يعقوب بكر، دار الكاتب العربي للطباعة والنشر، القاهرة، ص128.
[20]– مازيل، جان: تاريخ الحضارة الفينيقية (الكنعانية)، مرجع سابق، ص 35.
[21]– ديكريه، فرنسوا: قرطاجة أو إمبراطورية البحر، ترجمة عز الدين أحمد عزو، ط1، الأهالي للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، 1997، ص 135.
[22]– مازيل، جان: تاريخ الحضارة الفينيقية (الكنعانية)، مرجع سابق، ص 33 .
[23]– الميار، عبد الحفيظ فضيل: الحضارة الفينيقية في ليبيا، منشورات مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية، طرابلس، 2001، ص 199.
[24]– السواح، فراس: موسوعة تاريخ الأديان، 2004، مصدر سابق، ص 116 – 117 بتصرف.
[25]– موسكاتي، سبتينو، مرجع سابق، ص 128.
[26]– مهران، محمد بيومي: المدن الفينيقية تاريخ لبنان القديم، دار النهضة العربية, بيروت 1994، ص 319.