نبوخذ نصّر الثاني وعمارة حدائق بابل المعلّقة
(605 – 562 ق. م)
د. إيمان فرحات([1])
ملخًص
تمثل الدولة الكلدانيّة آخر الدّول الوطنيّة في بلاد ما بين النهرين، والتي كانت مزدهرة جدًّا في عصر حكم الملك نبوخذ نصّر ثاني أعظم ملوك السّلالة الحاكمة الكلدانيّة ببلاد ببابل الذي اشتهر بقوّته السياسيّة، وكان أكبر أبناء الملك نبوبولاسر وخليفته في تأسيس الإمبراطوريّة الكلدانيّة، وقد عرف عنه النقوش والكتابة المسماريّة. يعد الملك (نبوخذ نصّر) هو الملك الأشهر بين الكلدانيين فهو الذي دام حكمه ثلاث وأربعون عامًا، كان جلَّ ما يشغله بها هو تعمير مدينة بابل، كما صُنفت(حدائق بابل المعلقة) أعظم ما خلفه وراءه من أعمال وهي واحدة من بين عجائب الدّنيا السّبع، إلى جانب ما شيده في مدينة بابل، وهو (باب عشتار)، حيث شملت أعماله مناطق بلاد بابل كافة منها بناء السدود، وفتح الترع، ونشر الثقافة البابليّة في أرجاء المنطقة جميعها.
Abstract
The Chaldean state represents the last nation-state in Mesopotamia, which was very prosperous during the reign of King Nebuchadnezzar. The second greatest king of the Chaldean ruling dynasty in Babylon, who was famous for his political power, and was the eldest son of King Nabopolassar and his successor in establishing the Chaldean Empire. He was known for his inscriptions and cuneiform writing.
The most famous king among the Chaldeans is (Nebuchadnezzar), whose reign spanned forty-three years, and most of his preoccupations were with the reconstruction of the city of Babylon.
The greatest works he left behind were also classified as the Hanging Gardens of Babylon, which is one of the Seven Wonders of the World.
In addition to what he built in the city of Babylon, which is (Ishtar Gate), where his works included all regions of the country of Babylon, including building dams, opening canals, and spreading Babylonian culture throughout the entire region.
مقدمة
تأسّست بابل كدولة مستقلة على يد زعيم عموري يدعى سومو أبوم نحو العام 1894 ق.م. واستمرت لأكثر من قرن بعد تأسيسها دولة صغيرة وضعيفة نسبيًّا، وخضعت لسيطرة الدّول المجاورة مثل إيسن ولارسا وآشور وعيلام؛ لكن حمورابي (1792 – 1750 ق.م.) حوَّل بابل إلى قوة عظمى وغزا بلاد ما بين النّهرين وما يحيط بها، مؤسّسًا الإمبراطوريّة البابليّة الأولى. استمرّت سلالة حمورابيّ بقيادة الإمبراطوريّة بعد وفاته لقرن ونصف تقريبًا، لكن الإمبراطوريّة البابليّة انهارت بسرعة بعد ذلك، وعادت بابل مرّة أخرى دولة صغيرة ضعيفة. سقطت بابل على يد الملك الحيثيّ مورسیليّ الأول في العام 1595ق.م، وبعد ذلك سيطر الكاشيّون على بابل وحكموها لمدّة خمسة قرون تقريبًا قبل أن يعزلهم حكام بابل الأصليّين الذين استمرّوا في حكم بقايا دولة بابل. تكوَّن سكان بابل في المرحلة البابليّة الوسطى من مجموعتين رئيستين: البابليون الأصليون (يتألفون من أحفاد السومريين والأكاديين والعموريين والكاشيين)، بالإضافة إلى رجال القبائل الذين وصلوا مؤخرًا مثل الآراميين والكلدانيين، وبحلول القرن الثامن قبل الميلاد فقدت المجموعات البابليّة الأصليّة هويتها وثقافتها القديمة واندمجت في ثقافة بابليّة جديدة موحدة، وأصبح الكلدانيون على الرّغم من احتفاظهم بعادتهم القبليّة وطريقة حياتهم أكثر تحضرًا وميلًا لطريقة العيش البابليّة، إذ اعتمد العديد من الكلدان أسماء بابليّة، وأصبح هؤلاء الكلدانيون البابليون لاعبين مهمين في الحياة السياسيّة البابليّة، وبحلول العام 730 قبل الميلاد، كانت جميع القبائل الكلدانيّة الرئيسة قد خرج منها ملك بابليّ واحد على الأقل.
الملك نبوخذ نصّر الثاني
هو أحد الملوك الكلدان (البابليين) الذين حكموا بابل، وأكبر أبناء نبوبولاسر، ويعدُّ نبوخذ نصّر أحد أقوى الملوك الذين حكموا بابل وبلاد الرافدين، إذ جعل من الإمبراطورية الكلدانيّة البابليّة أقوى الإمبراطوريات في عهده بعد أن خاض حروبًا عدّة ضد الآشوريين والمصريين، كما أنّه قام بإسقاط مدينة أورشليم مرتين الأولى في سنة 597ق.م والثانية في سنة 587ق.م، إذ قام بسبيّ سكان أورشليم (القدس)، من اليهود وأنهى حكم سلالة داود، كما ذكر أنّه كان مسؤولًا عن بناء أعمال عمرانيّة عدّة في بابل مثل الجنائن المعلّقة ومعبد إيتيمينانكي وبوابة عشتار. الاسم الأكدي لنبوخذ نصّر هو نبو كودورو أوصور، ومعناه نابو حامي الحدود، ونابو هو إله التّجارة عند البابليين وهو ابن الإله مردوخ([2]). ولقد أطلق عليه الفرس اسم بختنصر ومعناه «السعيد الحظ»([3]). أمّا الأكاديميّون والمؤرّخون الحاليون فيفضّلون تسميته بـ«نبوخذ نصّر الكبير»، أو «نبوخذ نصّر الثاني»، وذلك لوجود ملك آخر استخدم هذا الاسم قبله وهو نبوخذ نصّر الأول الذي حكم بابل في القرن الثاني عشر قبل الميلاد.
صورة لنبوخذ نصّر الثاني محفورة على حجارة من تصميم أنطون نيستروم 1901([4])
يُعدُّ الملك نبوخذ نصّر الثاني في نظر معظم الباحثين المؤسس الحقيقي للامبراطورية البابليّة الحديثة ولم يكن هذا الرجل بعيدًا من السّياسة عند توليه الحكم فقد كان وليًا للعهد وقائدًا للجيش البابليّ في عهد أبيـه خاصةً في السنتين الأخيرتين من حكمه([5])، وهذا يعني أنّه كان على دراية كافية بما يدور حوله مـن أمـور سياسيّة وبما يكنه له أعداؤه من مخططات عدوانيّة([6])، وقد اعتلى العرش بعد وفاة أبيه عندما كان على رأس جيش في سوريا متوجهًا إلى مصر وهناك وبالتحديد عند نهر العريش وصلته أخبار وفاة أبيه فاقفل راجعًا إلى بابل بعد أن سلم قيادة الجيش الى أحد قادته الثقاة وقد فاقت شهرته شهرة أبيه ودام حكمه أكثر مـن أربعـين عامًا([7])، حقق خلالها انجازات سياسية وعسكرية وعمرانية وضعته في مصاف القادة والزعماء الكبار. لا يُعرف إلا القليل عن حياته العائليّة، فبخلاف التّقاليد التي تزوج بها أميرة ميدية، التي سعى للتخفيف من حنينها إلى جبال وطنها الأصلي، فأنشأ حدائقَ تشبه التلال. لا يمكن تحديد الهيكل الذي يمثل الحدائق المعلقة في النّصوص أو البقايا المسماريّة. وعندما تولى نبوخذ نصّر الثاني الحكم العام 605 ق.م، على أثر ذلك أصبحت مدينة تريدون المدينة السياسية بحكم كونها العاصمة والمدينة الاقتصاديّة بحكم أنها تمثل الميناء التجاري الحيوي للدولة بشكل عام وللمدينة بشكل خاص، فبدأت القوافل التّجاريّة البحريّة بالتّوافد إلى المدينة من كل مكان. ومن أجل أن تصبح المدينة القوة الوحيدة في المنطقة ومن دون منافس قام نبوخذ نصّر الثاني بشن هجوم عسكري قوي على البلاد الفينيقية (بلاد الشّام) وتهديم مدنهم لا سيما ميناء صور([8]) الواقع على السّاحل الشّرقيّ للبحر الأعلى (البحر المتوسط) والذي مارس دورًا كبيرًا في المنطقة وأحتل مركز الثقل السياسي التجاري فيها، فانتقل مركز الثقل بقوة إلى الخليج الكلدي بشكل عام ومدينة تريدون بشكل خاص.
نبوخذ نصّر والمعالم الدينيّة
إنّ قدسية الأعياد عند البابليين، هي التي دفعت بالملك نبوخذ نصّر الثاني للاهتمام بتلك الأعياد، وأن القيمة الدّينيّة لتلك الاحتفالات والتي كانت وراء حضور تماثيل ورموز الآلهة التي تأتي من خارج المدينة هي التي دفعت بالملك ليقوم بتنظيف وتجديد الشّوارع الموكبيّة كي تعطي تصورًا وانطباعًا جيدًا عند الكهنة وممن يحضرون الاحتفال مع تلك الآلهة من خارج المدينة بأنّها مدينة تستحق الاحترام والقدسية. وُجِد في مدينة بابل العديد من النّصوص التي تعود إلى الملك نبوخذ نصّر الثاني وفيها إشارة إلـى قيام الملك بأعمال تجديد في معابد عديدة منها:
1- معبد ساك – إيلا (بيت القمة العالية أو البيت الشّامخ)([9]).
2- معبد الإلـه القـومي للمدينة الإله مردوخ وجميع تلك النصوص ذكرت الملك على أنّه ممون معبد ساك – إيلا وقد جاءت تتحـدث عن لسان المتكلم أي لسان الملك نفسه حيث جاء في إحداها:
«انا نابو – كودوري– أوصر ) الثاني ( ، ملك بلاد بابل ، ممون معبد ساك إيلا»([10]).
من بين الدلائل التي أشارت إلى قيام الملك البابليّ بأعمال بنائيّة في هذا المعبد هو كثرة الآجر المختوم بختمه التي وجدت بأعداد كبيرة في أرضيّة هذا المعبد([11])، يبدو أنّ الملك نبوخذ نصّر الثاني قد أعطى أهمّيه قصوى لتجديد هذا المعبد كونه بيت الإله مردوخ الإله القوميّ لمدينة بابل لذا فمن المؤكد أن يحظى هذا المعبد باهتمام خاص من قبل ملوك بابل وفي مقدمتهم الملك نبوخذ نصّر الثاني.
3- معبد نينب: تقع آثاره في جنوب المدينة الأثرية، وبالتّحديد قرب الجمجمة الحديثة، وهو عبارة عن فناء كبير تحيط به مجموعة من الغرف([12]).
4- معبد نبو – شخاري: يقع إلى الشّمال الشرقي من الإيتمنانكي، وإلى الغرب من شارع الموكب، وهو يتكون من مدخل يؤدي إلى ساحة مستطيلة تؤدي إلى غرف عبر مداخل عديدة([13]).
5- معبد عشتار: خصص لعبادة آلهة الحب والحرب في بابل المشيّد من اللبن والآجر والقار. وقد زُيّن بالطلعات والدخلات والأبراج التي توزّعت على جدرانه الشّرقية والغربيّة([14]).
4- شارع الموكب: يعد من بين المراكز الدينية لاحتفالات رأس السنة، إذ تمرّ من خلاله تماثيل الآلهة في موكب بهيج يتقدّمها تمثال الإله مردوخ عندما يغادر معبده الإيساكيلا متجهًا نحو بيت (الأكيتو) الواقع خارج المدينة([15]).
أمّا مع الدّور المصيري الذي أدّاه نبوخذ نصّر في تاريخ يهوذا، فإنه يُنظر إليه في التّقليد اليهوديّ نظرة إيجابيّة في الغالب، فقد زُعم أنّه أعطى الأوامر لحماية إرميا الذي أعدّه أداة الرّب التي يحرم عصيانها، وعبّر حزقيال عن رأي مماثل في الهجوم على صور. يظهر موقف مماثل لنبوخذ نصّر، كأداة الرّب ضدّ الظالمين، في أبوكريفا في عزرا([16])، وكحامٍ يُصلّى من أجله في باروخ. وفي دانيال (في العهد القديم)، وفي بيل والتنين (في أبوكريفا) يظهر نبوخذ نصّر كرجل خدعه في البداية مستشارون سيّئون، ويرحب بالوضع الذي تكون فيه الحقيقة منتصرة والربّ يبرّر له.
كان نشاط نبوخذ نصّر الرئيس – إلى جانب القيادة العسكريّة – إعادة بناء بابل، إذ أكمل التّحصينات التي بدأها والده ووسّعها، وحفر خندقًا عظيمًا وجدار دفاع خارجي جديد ومهّد الطريق الاحتفالي بالحجر الجيريّ وأعاد بناء المعابد الرئيسة وتزيينها وحفر القنوات، ولم يفعل ذلك من أجل تمجيده فقط وإنما تكريمًا للآلهة. فقد ادّعى أنّه «الشّخص الذي وضع في فمّ الناس تبجيل الآلهة العظيمة»، وقلل من شأن أسلافهم الذين بنوا قصورًا في أماكن أخرى غير بابل، ولم يسافروا إليها إلا للاحتفال بعيد رأس السنة.
في العصر الحديث، عومل نبوخذ نصّر على أنه فاتح ملحد إلى حد ما، إذ حدثت مقارنة بينه وبين نابليون. جُسدت قصّة نبوخذ نصّر في أعمال فنّيّة، فهي الموضوع الرئيس لأوبرا نابوكو لجوزيبي فيرد، وموضوع لوحة نبوخذ نصّر لويليام بيلك.
بابل ونبوخذ نصّر الثاني
تقع بابل على بُعد 80 كيلو مترًا جنوب بغداد؛ عاصمة العراق الحاليّة، وبابل مدينة قديمة يرجعُ تاريخ سكناها إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وتزامن عهد ازدهارها العظيم مع حُكم الملك نبوخذ نصّر الثاني خلال القرن السّادس ق.م حين كانت عاصمة الإمبراطوريّة الحديثة. أُسِست الإمبراطوريّة البابليّة الحديثة على يدِ والد نبوخذ نصّر: نبوبلاصر (حكم 625 – 605ق.م)، بعد انتصاراته على الإمبراطورية الآشورية، وسيُحقق نبوخذ نصّر إنجازات أعظم، منها فتح أورشليم سنة 597ق.م. شرَع بعدها الملكُ العظيم بجعلِ عاصمته إحدى أروع المدن في العالم، فبُنيت بوابة عشتار سنة 575 ق.م تقريبًا، بأبراجها البديعة ورسوم الحيوانات الحقيقية والمُتخَيّلة على آجِرها، كما أُحيطَ بالمدينة بسورٍ مزدوج من الطابوق بطول 7-20 كم كان الأكبر على الإطلاق، وربّما تبِع ذلك إنشاء الحدائق المُبهجة التي اخترقت شهرتُها آفاق العالم القديم.
كانت بابل في عهد نبوخذ نصّر الثاني تقع على الشّاطئ الأيسر من النّهر، يحيط بها السّور الخارجي الذي يمكن مشاهدة بعض أجزائه إلى الشّمال من قصر نبوخذ نصّر الصّيفيّ بقليل حيث يقطعه طريق بغداد الحلة. ويستمر السور الخارجي في جهة الشمال غربًا إلى النّهر. يمتد السور الخارجي قرب الزاوية الشّمالية الشّرقية من ذلك القصر باتجاه جنوبي شرقي مسافة أربعة كيلومترات تقريباً، ثم ينعطف بزاوية قائمة تقريبًا ويسير غربًا إلى جهة النهر([17]). وقد كانت مدينة بابل العراق هي العاصمة للحضارة البابليّة القديمة التي نشأت في العراق. وقد سماها القدماء بابل ومعناها في اللغة الأكادية باب الإله. يتفق معظم الباحثين على أنّ تاريخ بناء برج بابل (الزقورة) يعود إلى الألف الثاني ق.م وبالتحديـد العصر البابلي الوسيط (626 – 1500ق.م) إذ لا توجد مخلفات أثرية من شأنها أن تمدّ بتاريخ بنـاء هـذه الزّقورة أبعد من التّاريخ الآنف الذكر([18])، قد وصلتنا مجموعة من النّصوص المسماريّة العائدة لملوك آشور وبالتّحديد للملك أسر حدون تتحدث عن قيام هذا الملك بأعمال عمرانيّة في زقورة، والتي تعرضت إلى التّخريب في عهد أبيه الملك سنحاريب([19])، وفي هذا دليل على أنّ الإيتمينـانكي كانـت قائمة خلال العصر البابليّ الوسيط إذ إنّ الملكين الآشوريين السّالفيّ الذّكر قد تبوّؤا عرش بابل خـلال مـدّة حكمهما وهي المدّة المعاصرة للعصر البابليّ الوسيط، ومن بين الأدلة التي تثبت أن عمليّة بناءها قد تمّت في العصر البابليّ الوسيط هي النصوص الكتابيّة من زمن مؤسّس (سلالة بابـل الحاديـة عـشر)([20])، الملـك نبوبلاصر وولي عهده ابنه الملك نبوخذ نصّر الثاني التي جاءت مدونة على اسطوانتين وفيها شرح وافٍ عـن قيام هذين الملكين بتجديد بناء هذه الزقورة([21])، إذ ذكر الأول أنّه قام بتجديد الإيتمنانكي وبنائه، وقـد أشـرك ولديه في عملية البناء نبوخذ نصّر الثاني ونابو شوم ليشر([22]).
حدائق بابل المعلقة
هي حدائق تعود إلى العهد البابليّ ومن أشهر معالمه، صُنّفت كأحد عجائب الدّنيا السبع بوصفها تحفة فنّيّة فريدة لم يُشهد لها مثيل قط، وكانت هذه الحدائق معلّقة بالهواء على عدد هائل من الأعمدة الجيرية، واستُخدم في تدعيمها عدد هائل أيضًا من أغصان النّخيل فكان هيكلها قادرًا على تحمّل أطنان من التّربة والأشجار المختلفة، فأصبحت الحدائق متفوّقة في الجمال والطبيعة الخلّابة حيث زُرِعت بمختلف أنواع الخضار والفواكة والنباتات، واعتُمد في سقايتها على المضخات والقنوات([23]).
نقش ملّون يعود إلى القرن السادس عشر لحدائق بابل المعلّذقة بيد الفنّان الهولنديّ مارتن فان هيمسكيرك
حدائق بابل المعلّقة إحدى عجائب الدّنيا السّبع في العالم القديم، وهي العجيبة الوحيدة التي يُظن أنّها أسطورة، ويُزعم بأنها بنيت في المدينة القديمة بابل وموقعها الحالي قريب من مدينة الحلّة بمحافظة بابل، العراق.
في الزاوية الشّمالية الشّرقية من القصر الجنوبي، وجد المنقّبون بقايا بناء غريب يتألف من أربع عشرة حجرة متشابهة في شكلها وحجمها، كل سبعة منها على جانب من ممرّ، أو رواق، ويحيط بها جدار قوي ثخين. وهناك ممرّ واسع يؤدّي إلى هذه الحجرات المعقودة من الساحة الثانية من القصر([24]).
وقد وجد المنقّبون في إحدى الحجرات بئرًا تختلف عما هو مألوف من أنواع الآبار، فلها ثلاث حفر بعضها بجانب البعض. حفرة مربّعة في الوسط وحفرتان مستطيلتان على الجانبين. وقد فسّر المنقّبون هذه البناية بما فيها من ممرات وحجرات معقودة والبئر، بأنها موضع الجنائن المعلّقة المشهورة التي عُدّت من عجائب الدنيا السبع التي وصفها غير واحد من الكتّاب اليونان والرومان([25]).
يُعد موقع بناء حدائق بابل المعلّقة أمرًا مثيرًا للجدل؛ ويرجع ذلك إلى عدم وجود أيّة آثار للحديقة تدل على وجودها وتقطع الشّك في تحديد مكانها، فمع أنّ اسمها يوحي بأنّها بُنيت في بابل إلّا أنّ البعض يعتقد غير ذلك؛ إذ يُقال إنّها كانت في جنوب نينوى عاصمة الإمبراطوريّة الآشوريّة، ومع ذلك فإنّ الأقرب للصحة هو أنّها تقع في مدينة بابل في بلاد ما بين النهرين، جنوب بغداد عاصمة العراق والتي تبعد عنها مسافة 100 كيلو مترًا، وقد عُثر على بعض الحفريات في بابل تدعم فكرة وجود الحدائق فيها، وبصرف النّظر عن الموقع فإنّ أكثر ما يميّز الحدائق أهمّية هو طريقة نقل الماء لارتفاعات كبيرة، إضافة إلى الجمال الفنّي والإبداع في البناء.
ويقال إن هذه الحدائق المعلقة موجوده بالقرب من مدينة الحلة بمحافظة بابل؛ ومع ذلك، لا توجد أدلة أثرية عن وجودها. ووفقاً للأسطورة الشهيرة أن هذه الحدائق المعلقة قد بنيت قبل الملك نبوخذ نصّر الثاني لزوجته الحبيبة كتقدير واحترام له من خلال هذه المساحات الخضراء في حوالي عام 600 قبل الميلاد([26]).
وقد ذكرت مدينة بابل في القرآن الكريم مع قصّة الملكين هاروت وماروت:
قال الله تعالى: (وَمَا أُنزِلَ عَلَى المَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ)([27]).
بالإضافة إلى القرآن الكريم، فلقد وُصفت حدائق بابل المعلقة في عدد من النصوص القديمة، وكان أولها نص للرّاهب والمؤرّخ والفلكيّ برعوثا الذي كان يعبد الإله مردوخ الذي عاش في أواخر القرن الرابع قبل الميلاد. ولم تعرف مؤلفات برعوثا إلا عن طريق الاقتباسات التي اقتبسها بعض الكتّاب منها (مثل يوسف بن ماتيتياهو). وهناك خمسة مؤرّخين (إضافة إلى برعوثا) كتبوا في وصف الحدائق المعلقة ولا تزال كتبهم موجودة إلى اليوم، وقد وصف هؤلاء المؤرّخون حجم الحدائق المعلقة، وكيفيّة بنائها وسببه، وماذا كان النظام المتبع في ري الحدائق. وذكرت حقائق عن الحدائق المعلقة في الكثير من النصوص التاريخية ومنها المجلد الثاني للمؤرخ ديودور الصقلي وهي كالآتي :
بلغت مساحة الحدائق حوالي 14400 مترًا مربعًا، وكانت على شكل تل وتتكوّن من طبقات ترتفع الواحدة فوق الأخرى، وهي تشبه المسارح اليونانيّة، حيث يصل ارتفاع أعلى منصة إلى خمسين ذراعًا بلغت سماكة جدران هذه الحدائق التي زُيّنت بكلفة عالية حوالي 22 قدمًا، وممراتها كانت بعرض عشر أقدام، وهذه الممرات كانت مغطاة بثلاث طبقات من القصب والقار، وطبقة ثانية من الطوب، والطبقة الثالثة تتألف من الرصاص تمنع تسلل الرطوبة تليها كميات من التّراب غرست فيها الأشجار، وزودت الحدائق بما تحتاجه من التّراب لتتسع لجذور أكبر الأشجار، إذ زُودت الحديقة بأشجار من كل الأنواع وبكثافة. صممت الحديقة بطريقة تسمح للضوء بالوصول إلى كل المصاطب، احتوت الحدائق على مساكن ملكية، وكانت المياه ترتفع إلى قمة الحدائق بآلات ترفع المياه من النهر، وقد صممت بطريقة لا يراها زوارها. كان موقع الحدائق بالقرب من نهر “ولم يحدد أي نهر لكن المؤكد أنها كانت في بابل وبناها نبوخذ نصر([28]).
يُقال إنّ السبب وراء بناء هذه الحديقة الغنّاء وسط طبيعة العراق القاحلة، هو شعور زوجة الملك نبوخذ نصّر الثاني بالحزن لفراق وطنها؛ فقد كانت تسكن مملكة ميديا (شمال غرب إيران حاليًا)، وهي ابنة ملك الميديّين آنذاك، فزُوِّجت من نبوخذ نصّر لأغراض سياسيّة لتسهيل التعاون بين المملكتين، وقد كانت طبيعة موطنها جميلة للغاية، وبسبب حنينها إلى الوطن قرّر الملك بناء حدائق بابل المعلّقة، وإهداها هذه الحدائق التي تُحاكي طبيعة موطنها الأصلي، لعلّها تُسعِد الزوجة وتطفئ هذا الحنين، إلّا أنّه واجه العديد من الصّعوبات في البناء، أوّلها الرّيّ وإيصال الماء إلى الحديقة من نهر الفرات، ومع ذلك، فإنّ بعض الروايات تقول إنّ الحديقة بُنيت في عهد ملكة الإمبراطوريّة الآشورية سميراميس([29]).
يتّفقُ معظم الباحثين على أنّ فكرة زراعة الحدائق لغرضِ المُتعة الخالصة، لا لأجل إنتاج الطعام، ظهرت أولًا في الهلال الخصيب، حيث عُرِفت باسم «الفردوس». وانتشرت مِن الهلال الخصيب في أرجاء البحر المتوسط القديم حتى أصبح لبعض الأفراد، في العصر الهلنستي، حدائقهم الخاصة، خصوصًا الأغنياء منهم الذين جعلوا في منازلهم حدائق شخصيّة. لم تكُن الحدائقُ رياضًا من الزهور والنباتات وحسب، بل احتوَت على معالِم معمارية ونحتيّة ومنشآت مائية أيضًا، كما أخَذ الحدائقيُّ القديمُ المنظرَ العام بالحسبان. وأضحت الحدائقُ مَعلمًا مرغوبًا لدرجة أن المصوّرينَ بالجُصِّ – مِثل أولئك الذين عملوا في مدينة بومبي- غطّوا جدرانًا كاملةً في الفيلّات بمشاهدَ أوحَت للداخِل إلى الغُرفة أنه يدخلُ حديقةً. إذًا كانت كل هذه الأماكن البهيجة مَدينةً بوجودها للعراق القديم، وخصوصًا لجنائن بابل المعلّقة الباهِرة.
يبدو أنّ الأعمال البنائية التي قام بها الملك نبوبلاصر لم تكتمل في أيام حكمه واستمرت إلى عهـد خلفه الملك نبوخذ نصّر الثاني حيث شرع هذا الملك إلى إتمام ما بدأ به أبوه إذ نجده يظهر ولعًا في أعادة بناء البرج بدليل النصوص التي وجدت مدونة على عدد من الآجر والتي عُثِر عليها في مدينة بابـل وفيهـا إشارة واضحة إلى ميل هذا الملك الشديد نحو تجديد الإيتمنانكي إذ جاء في إحداها:
أنا نابو – كودوري– اوصر ) الثاني(، ملك بلاد بابل، خائف الآلهة
الكبار، مُمَــوّن معبد ساك – أيـــلا ومعبد زيدا، الــــوريث الأول
لنابــــــو – ايلا – أوصر، ملك بلاد بابل. حينمـــا رفـع رأسي الإله
مــــردوخ السيّد العظيم، انحنيت بخشيته للإلــه مردوخ خــــالقي
بنيـــت معبــــــد تيمين– آن– كــــي باستعمال الـقير والآجر
الأزرق الـــــمزجج وجعلتها ساطعة كالنهـــــار، وجهزتها بألواح
شجر الأرز الضخمة([30]).
نسبت حدائق بابل المعلقة إلى الملك البابلي نبوخذ نصّر الثاني، الذي حكم بين العامين 562 و605 قبل الميلاد. وذكر بأن سبب بنائها هو إرضاء زوجته ملكة بابل التي كانت ابنة أحد قادة الجيوش التي تحالفت مع أبيه والذي بذل الجهد الكبير في قهر الآشوريين. وكانت تدعى اميتس الميدونية التي افتقدت المعيشة في تلال فارس وكانت تكره العيش في مسطحات بابل. لذلك قرّر نبوخذ نصّر أن يسكنها في مبنى فوق تلال مصنوعة بأيدي الرجال، وعلى شكل حدائق بها تراسات.
يبلغ ارتفاع حدائق بابل 328 قدمًا (100 متر)، وهو ما يعادل 4/3 ارتفاع الهرم الأكبر، ولقد أحيطت بسور قويّ محصن يبلغ سمكه 23 قدمًا (7 أمتار)، واتّصلت “التراسات” بعضها ببعض بواسطة سلالم رخاميّة يساندها صفوف من الأقواس الرخامية أيضًا. كما صنعت أحواض حجرية للزهور مبطنة بمعدن الرصاص، ووضعت على جانبي كلّ تراس وملئت بأشكال عديدة من الأشجار، والزهور، ونباتات الزينة المتنوّعة. ويحتوي التراس العلويّ على فسقيات تمدّ بالماء باقي التراسات وحدائقها، ويأتي هذا الماء من نهر الفرات بواسطة مضخات تدار بسواعد العبيد.
عثر في الخرائط على عدد كبير من الآثار في المكان حيث كان لنبوخذ نصّر وخلفائه متحف وكان من المجموعات، الأسد الشهير وتماثيل حكام ماري ومسلة آشور بانيبال ومسلة شقيقة شمس – شم اوكن ومسلة شمس شوما اوكن حاكم ماري في القرن الثامن ق.م ومسلة بازليتة لإله الجوالحثي وكسر ونقوش كثيرة أخرى من عهود مبكرة تصل إلى سلالة أور الثالثة. ويشير وجود عدد من الألواح الطينية إلى وجود مكتبة ملكية أيضاً، إننا نعرف أن المتحف كان ما يزال قائمًا في العهود الفارسية إذ عثر على مسلة تعود إلى دارا الأول هناك([31]).
الخاتمة والاستنتاج
مما تقدّم تظهر لدينا النتائج الآتية:
- كانت اهتمامات الملك نبوخذ نصّر الثاني العمرانيّة خصوصًا تلك التي تتعلّق بالجانب الـدّينيّ موازيـة لاهتماماته بالجانب السياسيّ وخير ما يدل على ذلك الإنجازات التي حققها في هذا الجانب والتي لا يزال قسم منها قائمًا إلى يومنا هذا وخصوصًا النصوص المسماريّة التي وصلتنا من مدة حكم هـذا الملك جاءت معظمها تتحدث عن إنجازاته في جانب العمارة الدينية إذا ما قيـست ببقيـة الجوانـب.
- يتبين لنا من خلال البحث أن الملك نبوخذ نصّر الثاني كان يطمح في جعل بابل عاصمة متميزة من النّاحية العمرانيّة كي تكون مناسبة مع سعة مملكته، لذلك لجـأ إلـى إعمـار المعـالم الحضاريّة فيها وتجديـدها. وبما أن المدينة كانت تتمتع بصفة دينيّة كبيرة، لذا نجده قد اهتمّ أولاً بإعمار معابـدها وما له علاقة بالجانب الدّينيّ، وعليه فقد خصّص جانبًا كبيرًا من موارد الدّولة وأهدر وقتًا كبيرًا من سنين حكمه من أجل الوصول إلى مبتغاه.
- يظهر لنا من خلال البحث الورع الديني لدى الملك نبوخذ نصر الثاني إذ إنّ معظم أعماله كانـت مكرّسة للآلهة وخدمتها.
- عودة المعبد خلال العصر البابلي الحديث في التأثير في الحياة الاجتماعيّة والاقتصاديّة كما كان عليه الحال في بداية العصور التّاريخيّة في بلاد الرّافدين قد دفع بالملك نبوخذ نصّر الثاني إلى أن يعطـي الجانب الدّينيّ أهمّيّة كبيرة في جدول أعماله، ولعله يريد من وراء ذلك كسب ودّ الكهنة فـي الـبلاد بوصفهم طبقة كبيرة أصبح لها تأثير في المجتمع العراقيّ خلال هذا العصر.
- استخدم الملك نبوخذ نصّر الثاني أفضل الموادّ البنائية في عملية بناء المعابد، وكانت معظمها قد جلبت من خارج البلاد لعدم توفّرها في الداخل مثل الحجارة، والمعادن، والأخشاب، وقد ساعده على ذلـك غنى خزينة الدولة آنذاك.
الخاتمة
درسنا في هذا البحث الدولة الكلدانيّة وهي آخر الدول الوطنيّة ببلاد ما بين النهرين التي كانت مزدهرة جدًّا في عصر حكم الملك نبوخذ نصّر ثاني أعظم ملوك السلالة الحاكمة الكلدانيّة ببلاد بابل الذي اشتهر بقوّته السياسيّة، وكان أكبر أبناء الملك نبوبولاسر وخليفته في تأسيس الإمبراطوريّة الكلدانيّة، وقد عرف عنه النقوش والكتابة المسماريّة.
وذكرنا الملك الأشهر (نبوخذ نصّر) الذي امتدت مدّة حكمه ثلاث وأربعون عامًا، ويعدُّ نبوخذ نصّر أحد أقوى الملوك الذين حكموا بابل وبلاد الرافدين، وقد جعل من الإمبراطوريّة الكلدانيّة البابلية أقوى الإمبراطوريّات في عهده بعد أن خاض حروبًا عدّة ضدّ الآشوريّين والمصريّين، كما أنّه قام بإسقاط مدينة أورشليم. وقدمنا في هذا البحث أعظم ما خلّفه (نبوخذ نصّر) وراءه من أعمال وهي (حدائق بابل المعلّقة) وهي واحدة من بين عجائب الدّنيا السّبع، إلى جانب ما شيّده فيها وهو (باب عشتار)، حيث شملت أعماله مناطق بلاد بابل كافّة منها بناء السدود، وفتح الترع، ونشر الثقافة البابليّة بأرجاء المنطقة جميعها.
المصادر والمراجع
القرآن الكريم
المصادر العربية والمعرّبة
- بختنصر: المعاني، نسخة محفوظة، يناير/ كانون الثاني، 2012 على موقع واي باك مشين.
- حياة إبراهيم محمد: نبوخذ نصّر الثاني، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة بغداد، كلية الآداب، 1983.
- ديودور الصقلي: المكتبة التاريخية، 2016.
- روبرت كولدفاي: معابد بابل وبورسبا، ترجمة د. نوال خورشيد سعيد، بغداد 1985.
- سامي سعيد الأحمد: تاريخ الخليج العربي من أقدم الأزمنة حتى التحرير العربي، منشورات مركز دراسات الخليج العربي، البصرة، 1985.
- طه باقر: بابل وبورسبا، مطبعة الحكومة، بغداد، 1959، ط1.
- طه باقر: مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، ج1، بغدد 1986.
- طه باقره: زقورة بابل وإمكان إعادة بنائها، سومر،
- عثمان غانم محمد: الكتابات المسمارية على الآجر من الألف الأول قبل الميلاد (911 – 539ق.م)، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الموصل، كلية الآداب، 2003.
- العلوجي وآخرون: شخصية الملك نبوخذ نصر الثاني (605 – 562ق.م)، بغداد.
- علي بشير: دور الإله نابو ومكانته في حضارة بلاد الرافدين، جامعة بغداد، 2014.
- فوزي رشيد: العلوم الإنسانية والطبيعة في موسوعة الموصل الحضاريّة، الموصل، 1991، ج1.
- مؤيد سعيد: العمارة من عصر فجر السلالات إلى نهاية العصر البابلي الحديث، حضارة العراق، ج3، بغداد، 1985.
- هاري ساكز: عظمة بابل، ترجمة عامر سليمان، بغداد 1979.
- هديب غزالة: الدولة البابلية الحديثة، دمشق 2001.
- هيلكا ترينكفالدر: شارع موكب مردوخ في بابل بعض الملاحظات حول مصطلحاته ووظيفته، سومر 41،
الموقع الإلكترونيّ
موقع المسافر العربي: سرّ أسطورة الحدائق المعلّقة في بابل، www.ar-traveler.com.
المصادر الأجنبيّة
- Anton Nyström, Allmän kulturhistoria eller det mänskliga lifvet i dess utveckling, bd 2 (1901).
- Beulien, Paul-Alain, king Nabonidus and the Neo-Babylonian Empire, in
civilization of the Ancient Near East, vol1-2, New York 2000, - Frame, G.: Ruler of Babylonia from the second dynasty of Isin to the end of Assyrian domination, in RIMB, vol 2, Toronto 1995, p172-3, no9.
- George, A.R: Home moust High the temples of Ancient Mesopotamia, Indiana, 1993, p 139.
- Landon, S.H: Vordenerasiaishce Bibliothek, Vol 1,2, New York 1968, p 208.
- Louis chevalier de Jaucourt, “hanging gardens of babylon”.
- Robinson, C. A Ancient History from Prehistoric time of the Death Jutinan, New York 1958, P110-11.
- The Gardens of Babylon, Wonders of the World, retrieved 21/10/2021.
([1]) إيمان محمّد فرحات: دكتورة برتبة أستاذ مساعد في الجامعة اللّبنانيّة، كلّيّة الآداب والعلوم الإنسانيّة، الفرع الخامس.
[2]– بشير، علي: دور الإله نابو ومكانته في حضارة بلاد الرافدين، جامعة بغداد، 2014.
[3]– المعاني، بختنصر، نسخة محفوظة، يناير/ كانون الثاني، 2012 على موقع واي باك مشين.
[4]– مصدر الصورة:
Anton Nyström, Allmän kulturhistoria eller det mänskliga lifvet i dess utveckling, bd 2 (1901).
[5]– Robinson , C.A Ancient History from Prehistoric time of the Death Jutinan, New York 1958, P110-11.
[6]-Beulien, Paul-Alain, king Nabonidus & the Neo-Babylonian Empire, in civilization of the Ancient Near East, vol1-2, new York 2000, P971.
[7]– ساكز، هاري: عظمة بابل، ترجمة عامر سليمان، بغداد 1979، ص 171 – 172.
[8]– الأحمد، سامي سعيد: تاريخ الخليج العربي من أقدم الأزمنة حتى التحرير العربي، منشورات مركز دراسات الخليج العربي، البصرة، 1985، ص302.
[9]– George, A.R: Home moust High the temples of Ancient Mesopotamia, Indiana, 1993, p 139.
[10]– محمد، عثمان غانم، الكتابات المسمارية على الآجر من الألف الأول قبل الميلاد (911- 539ق.م)، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الموصل، كلية الآداب، 2003، ص 149.
[11]– كولدفاي، روبرت: معابد بابل وبورسبا، ترجمة د. نوال خورشيد سعيد، بغداد 1985، ص 104.
[12]– كولدفاي، روبرت: معابد بابل وبورسبا، مرجع سابق، ص 51- 52.
[13]– سعيد، مؤيد: العمارة من عصر فجر السلالات إلى نهاية العصر البابلي الحديث، حضارة العراق، ج3، بغداد، 1985، ص 184.
[14]– سعيد، مؤيد: العمارة من عصر فجر السلالات إلى نهاية العصر البابلي الحديث، مرجع سابق، ص185.
[15]– ترينكفالدر، هيلكا: شارع موكب مردوخ في بابل بعض الملاحظات حول مصطلحاته ووظيفته، سومر 41، 1985، ص 16.
[16]– أبوكريفا: مصطلح يُستعمل للإشارة إلى نصوص دينية غير موثقة وغير معترف بها من الأكثرية الدينية.
[17]– باقر، طه: بابل وبورسبا، مطبعة الحكومة، بغداد، 1959، ط1، ص3.
[18]– محمد، حياة إبراهيم: نبوخذنصّر الثاني، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة بغداد، كلية الآداب، 1983، ص107.
[19] – Frame, G.: Ruler of Babylonia from the second dynasty of Isin to the end of Assyrian domination, in RIMB, vol 2, Toronto 1995, p172-3, no9.
[20]– وهي السلالة الحادية عشر في تسلسل السلالات المحلية التي حكمت في بابل، أسسها الملك نبوبلاصر في عام 626ق.م واستمرت في الحكم حتى عام 539ق.م وهي آخر سلالة وطنية حكمت في بلاد الرافدين قبل ميلاد المسيح (عليه السلام) وصلت البلاد خلالها عنفوان مجدها السياسي والحضاري وكان أبرز ملوكها الملك نبوخذنصّر الثاني صاحب الإنجازات السياسية والحضارية الكبيرة، ينظر:
- غزالة، هديب: الدولة البابلية الحديثة، دمشق 2001./ باقر، طه: مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، ج1، بغدد 1986، ص 547 – 574.
[21]– باقر، طه: زقورة بابل وإمكان إعادة بنائها، سومر، 1979، ص 251.
[22]– العلوجي وآخرون: شخصية الملك نبوخذنصر الثاني (605- 562ق.م)، بغداد، ص 34.
[23]– Louis chevalier de Jaucourt, “Hanging Gardens of Babylon”.
[24]– باقر، طه: بابل وبورسبا، مصدر سابق، ص 6.
[25]– عجائب الدنيا السبع: مجموعة من الآثار الفنية القائمة العجيبة، اشتهرت بين السّياح في العهد الإسكندري. وقد ذكرت جملة إثبات من هذه العجائب، ولكن أشهرها وأقدمها الثبت الذي ذكره المؤرخ والشاعر «انتيباتر» الصيداوي، القرن الثاني ق.م. على الوجه الآتي. 1- أهرام مصر. 2- فنار الإسكندريّة 3- أسوار بائل وجنائها المعلقة. 4- معبد الإلهة «أرطميس» (ديانا) في مدينة أفسس (آسية الصغرى). 5- تمثال الإله «زوس» أو «جوبتر» للنحّات اليونانيّ الشهير فيدياس. 6- الناووس الفخم في هليكارنا سوس (آسية الصغرى). 7- التمثال الضخم في روس. ينظر: باقر، طه: بابل وبروسبا، مصدر سابق، ص 7.
[26]– موقع المسافر العربي: سر أسطورة الحدائق المعلّقة في بابل، www.ar-traveler.com، تاريخ الاطّلاع 21/10/2021.
[27]– سورة البقرة، الآية: 102.
[28]– الصقلي، ديودور: المكتبة التاريخية، 2016.
[29]– The Gardens of Babylon, Wonders of the World, retrieved 21/10/2021.
[30]– Landon, S.H: Vordenerasiaishce Bibliothek, Vol 1,2, New York 1968, p 208.
[31]– رشيد، فوزي: العلوم الإنسانيّة والطبيعة في موسوعة الموصل الحضاريّة، الموصل، 1991، ج1، ص378 – 379.