مهارات إدارة الذات وعلاقتها بتنظيم العلاقات لدى المرشدين التربويّين
م ـ د ـ علاء عبّاس عبدالزهرة([1])
الملخص
فقد جاء البحث الحالي هادفًا إلى قياس مهارات إدارة الذات، وتنظيم العلاقات لدى المرشدين التّربويين ومعرفة العلاقة بينهما. ومن أجل تحقيق أهداف البحث الحالي قام الباحث ببناء مقياس مهارات إدارة الذّات لدى المرشدين التربويين معتمدًا على النّظريّة المعرفيّة الاجتماعيّة لباندورا (Bandura، 1991) ووفق الخطوات العلميّة للبناء، إذ صِيغت فقرات المقياس بصورتها الأوليّة والبالغ عددها (45).
وتحقق الباحث من القوة التّمييزيّة لفقرات المقياس ومعاملات صدقها، وذلك بتطبيق المقياس على (180) مرشدًا ومرشدةً، اختيروا بالأسلوب الطبقي العشوائي، وتحقق الباحث من صدق مقياسها بمؤشرين هما الصّدق الظاهري من خلال عرض فقرات المقياس باستبانة على (14) محكمًا في الإرشاد النّفسي والقياس النّفسي وعلم النّفس.
وكذلك قام الباحث ببناء مقياس تنظيم العلاقات بشكل دقيق متبعًا الخطوات العلميّة في البناء، وأنّ الباحث اعتمد على نظرية وتعريف (Goleman،1995) لمفهوم تنظيم العلاقات، والتي عرفها على أنّها (القدرة على تكوين علاقات مع الآخرين، والتفاعل معهم بفعاليّة وقدرته على بناء روابط اجتماعيّة ناجحة)، إذ قام الباحث بصياغة (40) فقرة في القياس مع مراعاة الشّروط الواجب توافرها في صياغة المقاييس النّفسيّة، والتي أشرت اليها مسبقًا في مقياس(مهارات إدارة الذّات). وحللت البيانات باستعمال الحقيبة الإحصائيّة للعلوم الاجتماعيّة spss وأظهرت النتائج مايأتي:
- إنّ المرشدين التّربويين يتمتعون بمهارات إدارة الذات.
- إنّ المرشدين التّربويين يتّسمون جيد من تنظيم العلاقات.
- ويستدل من النتائج أعلاه أن هناك علاقة ارتباطية موجبة (طردية) بين مهارات إدارة الذات وتنظيم العلاقات، وفي سياق هذه النتائج خرج الباحث بعدد من التوصيات والمقترحات.
- الكلمات المفاتيح: مهارات إدارة الذات – وتنظيم العلاقات
Self Management Skills Relationship Regulation Relationships Of counselors Educational
Abstract
faqad ja’ albahth alhaliu hadfaan ‘iilaa qias maharat ‘iidarat aldhaat watanzim alealaqat ladaa almurshidin altarbawiiyn wamaerifat alealaqat baynahuma . wamin ajil tahqiq ‘ahdaf albahth alhalii qam albahith bibina’ miqyas maharat adarat aldhaat ladaa
watahaqaq albahith min alquat altamyiziat lifaqarat almiqyas wamueamalat sidqaha، wadhalik bitatbiq almiqyas ealaa (180) mrshdaan wmrshdtan، aukhtiruu bial’uslub altabaqii aleashwayiy، watahaqiq albahith min sidq miqyasiha bimuashirin huma alsidq
wakadhalik qam albahith bibina’ miqyas tanzim alealaqat bishakl daqiq mutabiean alkhutuat aleilmiat fi albina’i، wan albahith aietamid ealaa nazariat w taerif (Goleman،1995) limafhum tanzim alealaqat walati earafaha ealaa aniha ( alqudrat
‘ana almurshidin altarbawiiyn bimaharat ‘iidarat aldhaati.’ana almurshidin altarbawiiyn yatasimun bi’iidarat alianfiealati tujid ealaqat airtibatiat mujabat bayn alshakhsiat almuntijat wa’iidarat alainfiealati
Key words: Self Management Skills – Regulation Relationships
مشكلة البحث
إنّ ما يشهده العالم اليوم من تغيرات سريعة في مختلف جوانب الحياة الفكريّة والاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة، وهذه التّغيّرات تزامنت مع التّطور العلمي والتكنولوجي والتّقدم الصناعي ما جعل المجتمعات مليئة بالصراعات والمشكلات نتيجة تغير أسلوب الحياة، والعلاقات التي تربط الافراد مع ببعضهم، والتي خلقت لديهم أنواع مختلفة من المشكلات النّفسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة، التي قد تؤثر على نموهم وتوافقهم ما يجعلهم بحاجة ماسة لخدمات الإرشاد وتقديم المساعده لهم من أشخاص كفوئين في هذا المجال (العبيدي، 1993 :3).
إذا تعد مهارات إدارة الذّات من المسلمات الأساسية، التي ينبغي على المرشد التربوي إتقانها والتّحلّي بها لأنها من المهارات الاجتماعيّة، التي تساعده على إقامة علاقات ناجحة مع الآخرين وحل المشكلات بكفاءة والاستمتاع بالحياة (Gresham، et al. 2002،46).
إن انخفاض مستوى مهارات إدارة الذات، قد تؤدي إلى إخفاق بعض المرشدين التّربويين في مواقف التفاعل الاجتماعي، المتمثل في ضعف استثمار الفرص المتاحة لإقامة علاقات ودّية مع المسترشدين، والمكانة الملائمة بين زملاء العمل (السيد وآخرون،2003: 115).
إنّ فن تنظيم العلاقات بين البشر، هو في معظمه مهارة في تطوير عواطف الآخرين ويتطلب ذلك كفاءة اجتماعيّة في عقد الصلات مع الآخرين، وإن المتفوقين في هذه المهارات يجيدون التأثير بمرونة في كل شيء يعتمد على التّفاعل بين النّاس ( معمورية ، 2000 :45)
إنّ عدم القدرة على تنظيم العلاقات الاجتماعيّة والمهنية، يؤدي الى الإخفاق في تكوين علاقات ناجحة مع الآخرين سواء أكان في محيط التّفاعل الاجتماعي أو في محيط العمل ما يؤدي الى الشّعور بالوحدة النّفسيّة. ولقد أكّد تانر (Tanner) أنّ تجاهل العلاقات الإنسانية وإهمالها بين المرشد والمسترشد يؤدي الى خفض معنويات الطالب(Tanner،1982،p.145) .
لقد تحسس الباحث في سياق كل ما سبق، مشكلة البحث الحالي من خلال عمله في ميدان الإرشاد النّفسي وممارسة للمهام الإرشاديّة كمرشد تربوي، فقد لاحظ وتلمس بحكم معايشته الميدانيّة أنّه قد يكون هناك قصور في المهام الإرشاديّة التي يمارسها المرشدون التربويون، لذا سعى الباحث للتعرف ميدانيًّا لبحث العلاقة المحتملة بين مهارات إدارة الذّات وتنظيم العلاقات لدى المرشدين التربويين.
أهمّيّة البحث
للإرشاد النّفسي أهمية كبيرة في المدارس والجامعات ، وذلك للصلة المتداخلة بین العملیّة التّدریسیّة، والعملیّة الإرشادیّة، فالتّدریس یتضمن التّعلم والتّعليم على أنهّما خطوة مهمة في إحداث التّغییر الإیجابي في سلوك الطلبة، بینما یهدف الإرشاد النّفسي إلى التعرف بمصادر المشكلات التي تواجه الطلبة، والتي تؤثر في سلوكهم وشخصیاتهم تأثیرًا سلبیًّا فیصعب علیهم التوافق النّفسي والاجتماعي، لذلك فإن الإرشاد النّفسي ضرورة لكي تحقق التربیة أهدافها بوصف أنها وسیلة لتعمیق أهدافها العامة، ومنها تحقیق نمو الطالب وتكامل شخصیته ، .(Wilkerson 2009:437)
لذا فإنّ للمرشد النّفسي أهمية كبيرة، ودور مميز في تقديم الخدمات الإرشاديّة والمساعدة الفنيّة، والمهنيّة المتخصصة، وتحقيق أهداف العمليّة الإرشاديّة وأهداف المسترشد، وبلورة طموحاته، وآماله، ودراسة المسترشد عبر مراحله التعليمية ؛ وذلك من خلال مايمتلكة من مهارات ذاتية والتي تمنحه القدرة على ممارسة أدواره ومسؤولياته بصورة جيدة، فيكون عنصرًا مؤثرًا وأداة إصلاح وتعديل لسلوك المسترشدين( السفاسفة،2003: 20).
اهتمت الدّراسات التّربويّة والنّفسيّة بمفهوم الذات اهتمامًا كبيرًا، لأنّها النواة الأساسية التي تقوم عليها الشخصية كوحدة مركبة، فالفرد لا يولد بمفهوم جاهز لذاته، وإنّما الذّات تتكون نتيجة للخبرات التي يمر بها الشّخص من خلال احتكاكه مع الآخرين (ابراهيم، 2004: 53).
إذًا تؤدي مهارات إدارة الذات دورًا ايجابيًّا وفعالًا في تنظيم حياة الفرد، وتساعده على التعامل مع المجتمع الذي يعيش فيه وهذا المفهوم أكثر أهمّيّة، وفعاليّة في تقويم حياة الفرد وتقوية ذاته وتعزيزها(Minzer،2008،p74). تعدّ مهارة إدارة الذّات العمليّة البنائيّة النّشطة التي يقوم من خلالها الأشخاص بوضع أهداف محددة في حياتهم، يقومون من خلالها بالمراقبة والتحكم والتنظيم في ذاتهم ودافعيتهم وسلوكهم، وأنّ هذه المهارات تساعدهم على التّعامل مع التّحديات والصّعوبات بدافعيّة عاليّة لأداء السّلوكيات، التي تتضمن تنظيم الوقت وتقدير الذات وتنظيم العلاقات(Pintrich،200،p35).
إن ميدان العمل بصورة عامة والعمل الإرشادي بصورة خاصة، بحاجة ماسة الى تنمية مهارات إدارة الذات، والتي تتضمن تنظيم الوقت ومهارات الاتصال وإقامة العلاقات الناجحة وتنظيمها، وإدارة الانفعالات لأنّ المرشد التربوي بحاجة الى تلك المهارات في ميدان عمله الإرشادي، إنّ امتلاك تلك المهارات يساعد المرشد التربوي على الاتصال والتواصل الفعال والمثمر اثناء التعامل مع مشكلات المسترشدين(Holmes،&Fillary،2000،p56)،
وتعد مهارات إدارة الذات عاملًا مهمًّا من عوامل التّوافق النّفسي للمرشدين النّفسيين على المستوى الشخصي، والاجتماعي، وتعد مظهرًا من مظاهر التّواصل الاجتماعي، والقدرة على مشاركة الآخرين، والتأثير فيهم بطريقة إيجابيّة فهي تحدد دائرة العلاقات الاجتماعيّة وتنظيمها والتفاعلات اليومية وطبيعتها للشّخص مع المحيطين به، وهي أساس لنمو العلاقات الاجتماعية للفرد وضرورة؛ كونها تسهم في تكوين القدرة على حلّ المشكلات وتحمل المسؤوليّة، وصقل الشّخصيّة، وتقدير الفرد لذاته، فضلًا عن أنّ مهارات إدارة الذّات تمكّن الأفراد من تطوير علاقاتهم الاجتماعيّة ومهنيّة ناجحة (،p23 – 40 Cottman، 2001).
أكدت الكثير من الدّراسات على أهمّية استخدام المرشد النّفسي، لمهارات ذاتيّة تساعده على العمل الإرشادي، وأهميتها في تحقيق أهداف العمليّة الإرشاديّة وهذا ما بينته دراسة “ستوفر” و”برسن” Stauffer&Pehrsson،2012)) عبر الثقافات، التي هدفت للتعرف على المهارات الذاتية المهمّة، والكفاءات الإرشاديّة الواجب توافرها لدى المرشدين التربويين Stauffer & Pehrsson،2012،p227 )).
وتشير دراسة جيل(1998) الى أنّ تفوّق الفرد في إنجاز المهام، وحلّ المشكلات باستقلاليّة يُعزى الى مهارات إدارة الذّات، فإنّ قدرة الفرد على ضبط الذات وتنظيم الوقت ومهارات الاتصال، وإقامة العلاقات وإدارة الانفعالات يغرس لديهم الشّعور بالجدارة والارتياح بشأن أنفسهم وهذا يجعلهم قادرين على إنجاز الأعمال بشكل فعّال وتحمل مشاعر الاحباط، والقلق عند الفشل في إنجاز المهام الصعبة(Gale،1998،p54).
وإشارت دراسة بريدجستوك (2009) الى تأثير مهارات إدارة الذات على أصحاب المهن بصورة عامة، والمهن التربوية والإرشادية بصورة خاصة، ما ينعكس على أدائهم الوظيفي وتوافقهم النّفسي وعلى العلاقات الاجتماعيّة بالمؤسسة التي يعملون بها(Bridgstock،2009،p87 ) وهذا دفع الباحث الى دراسة العوامل التي يمكن أن تؤثر في مهارات إدارة الذات، ومدى تأثيرها على تنظيم العلاقات الاجتماعيّة والمهنية. فالإنسان كائن اجتماعي يعكس قدرته على التّعامل الجيد مع الآخرين، وحرصه وبقائه على إشباع حاجاته وتوافقه ويشير مفهوم تنظيم العلاقات إلى القدرة على فهم مشاعر الآخرين، وانفعالاتهم بالصّورة المثلى التي يتطلبها الموقف وقيادتهم بشكل فعال والى كيفيّة التفاعل مع انفعالات الآخرين، والتأثير فيهم وتحويل الانفعالات السّلبيّة الى الاتجاه المرغوب فيه وإدارة الصراع وحلّ النّزاعات ( السمدوني، 2006: 117 ) .
وإن تنظيم العلاقات يؤدي الى تحقيق أهداف جيدة، وبأسرع وقت وأقلّ جهد وكلفة وتضم المدرسة مجموعة من الأفراد الذين تربطهم علاقات انسانيّة واجتماعيّة، وإنّ هذه العلاقات الإنسانيّة بين المرشدين التربويين وبين أعضاء الهيئة التّدريسيّة، والطلبة تحقيق أهداف العمليّة التّربوية والإرشاديّة والارتقاء بها ومواكبة التّقدم في المجتمع ( الجيوسي وآخرون،2000: 17) .
ووجدت دراسة “جريفش” (Griffiths) أنّ المرشد الناجح، هو الذي يمتلك مهارات اجتماعيّة ويتبع طريقة ديمقراطيّة في إدارة العلاقات ويحل مشاكل الطلبة (السلمي، 1971 :135 ). ويؤكد “جولمان” أنّ الأشخاص المنضبطين لعلاقاتهم الاجتماعيّة والمهنية هم من يمتلكون مهارة اجتماعيّة ، ولديهم تواصل اجتماعي إيجابي(.(Goleman، 1999:280
ثالثًا: حدود البحث
يقتصر البحث الحالي على المرشدين التربويين لكلا الجنسين من الذين يمارسون مهنة الإرشاد النّفسي في المدارس التابعة للمديرية العامة لتربية محافظة النّجف الأشرف للعام الدراسي(2019- 2020)
رابعًا: تحديد المصطلحات
أولًا: مهارات إدارة الذات: Self Management skillsعرفها كل من:
باندورا (Bandura،1991): (أنّها “المهارات التي يمتلكها الفرد للتحكم في سلوكه، والتي تتحقق من خلال ملاحظة الأفراد لسلوكهم وأدائهم والحكم عليه، وتقويمه باستخدام المعايير الشّخصية لهم والاستجابة لها سلبًا وإيجابًا تبعًا للمثيرات التي يتعرضون لها) ( Bandura،1991:941 ).
جريشام وآخرون(Gresham et al،2001):( أنّها من المهارات الاجتماعيّة، التي تساعد الفرد على إقامة علاقات ناجحة مع الأخرين وحلّ المشكلات بكفاءة والاستمتاع بالحياة) (Gresham et al،2001،331)
تشانج وآخرون(Cheng &Cheung،2008):(وهي مجموعة من المهارات التي تؤثر في حياة الأفراد تأثيرًا إيجابيًّا ما ينعكس على علاقتة بالآخرين) (Cheng&Cheung،2008:18).
التعريف النّظري لمهارات إدراة الذات
اعتمد الباحث تعريف باندورا (Bandura،1991): لمهارات إدارة الذات لأنّه يتلائم مع أهداف البحث ومع الإطار النّظري.
التعريف الإجرائي: هو الدّرجة الكليّة التي يحصل عليها المستجيب على مقياس مهارات إدارة الذات.
ثانيًّا: تنظيم العلاقات Regulation of relationships عرفها كل من:
جولمان ( Goleman،1995):(قدرة الفرد على تكوين علاقات مع الآخرين والتّفاعل معهم بفاعلية وقدرته على قيادتهم وبناء روابط اجتماعيّة)( Goleman،1995،p50) .
بارون (Bar-on،2006):القدرة على تأسيس وإبقاء على العلاقات الاجتماعيّة المتبادلة مع الآخرين بشكل مرضي(Bar-on،2006،p.44) .
كوبر وصواف(Cooper & Sawlf،1997):(القدرة على تكوين علاقات اجتماعيّة مع الآخرين في محيط العمل، وتعتمد على الثّقة والتّعامل بصراحة وجدانيّة” (Cooper&sawaf،1997:51)
التّعريف النظري لتنظيم العلاقات
اعتمد الباحث تعريف جولمان ( Goleman،1995): لتنظيم العلاقات لأنّه يتلائم مع أهداف البحث ومع الإطار النّظري.
التعريف الإجرائي: هو الدرجة الكليّة التي يحصل عليها المستجيب على مقياس تنظيم العلاقات.
ثالثًا: المرشد التربوي(Educational Counselor)
تعريف وزارة التّربية(2002):هو أحد أعضاء الهيئة التّدريسيّة المؤهـل تأهيــلًا علميــًّا وتربويـًّـا لممارســة عملــه الإرشادي، والتّوجيهي في المدرسة عن طريق الاستعانة بالمصــادر جميــعها، والبيــانات المتوفرة والتأكد من صحة تلك البيانات (الألوسي والمعروف،2002: 30)
الفصل الثاني(الإطار النّظري)
يُعدُّ مفهوم الذات( Self )حجر الأساس في الشّخصية، وهي النّواة التي تقوم عليها الشّخصيّة كوحدة مركبة ديناميكيّة فالفرد لا يولد بمفهوم جاهز لذاته، وإنّما الذّات تتكون نتيجة لخبرات التي يمرّ بها من خلال احتكاكة بالواقع الذي يعيش فيه (ابراهيم،2004: 53) وإنّ للذات أهمّيّة كبيرة في مجال الإرشاد النّفسي والتّوجيه التّربوي (زهران، 1986 34).
بعض الاتجاهات النّظريّة المفسرة لمفهوم مهارات إدارة الذات :
الاتجاه السلوكي
يرى أصحاب هذا الاتجاه أنّ السّلوك الإنساني متعلم سواء أكان سلوكًا سويًّا أو غير سوي وذلك نتيجة لتفاعله مع البيئة التي يعيش فيها، فالفرد لا يأتي الى الحياة بشكل فطري بسلوكه السيىء والجيد، فهو يأتي الى الحياة بشكل طبيعي ونوع السلوك يعتمد على البيئة التي سوف يعيش فيها (الحياني،70:1990). إذ وصف سكنر(Skinner) مهارات إدارة الذات على أنّها الطرق التي يتعلمها الفرد، لكي يستطيع تعديل بيئته ومن ثم يؤثر ذلك على سلوكه الخاص، وقد بنى نظريته على أنّ الفرد لديه القدرة على التحكم بردود أفعاله وذلك من خلال التّحكم بالمتغيرات والمثيرات الخارجية، وقد أكد على الدّور الأساسي للبيئىة في إدارة الذات، وهذا يعني أنّ سلوك الفرد يقاس من خلال المتغيرات الخارجيّة التي يتعرض لها. ويوضح كازادين (Kazadin) أنّ الأفراد أنفسهم أفضل موقع لرصد سلوكهم الخاص أيّ أنّهم القادرون على الكشف عن وقوع الأحداث وكيفيّة ضبطها وإدارتها(Hughes & Lioyd،1993:407 ).
ويرى سكنر (Skinner) الى عمليّة إدارة الذات بوصفها شكلًا لتعديل السلوك، الذي يحدث عن طريق تغيير العوامل التي جاء بها هذا السّلوك نتيجة لها، وأنّ الأفراد يتحكمون بأنفسهم لأنّ المجتمع يعزز ذلك ، فالقوانين الاجتماعيّة بما تحمله من ثواب وعقاب موجهة نحو تشكيل تنظيم الذات لدى الأفراد وبذلك يركز سكنر على العوامل المتعلقة في تنظيم البيئة (الزغول، 2003 :83-89).
الاتجاه الإنساني
يرى البورت( Allport ) أنّ هناك وحدة متكاملة منظمة للشّخصيّة، والتي تمثل جوهر الشخصية ومن خصائصها معرفة الفرد لذاته وتقويمها كموضوع للمعرفة، وأن هذه الوحدة المتكاملة للشخصية تنمو وتتطور من مرحلة الرّضاعة إلى أن تصل إلى مرحلة التنظيم الذاتي، أيّ القدرة على إدارة وتنظيم ذاته والتي تعطي الوظيفة المعرفيّة للذات، والتي تمثل كل جوانب الحياة (Allport،1955:46). ويعتقد روجرزRogers)) أن الأنسان لديه القدره أنّ يتحكم بذاته بطريقة شعوريّة وعقلانيّة ويستطيع أن يغير الأساليب غير المرغوبة في التّفكير والسّلوك الى الأساليب المرغوبة، ويرى روجرز أنّ الشّخصية تتشكل بأحداث ومواقف الحاضر ومن خلال رؤيتنا لهذه الأحداث ، وأن الأفراد يتحكمون ويسيطرون بقوى شعوريّة بذواتهم (ربيع ،448:1986).
أمّا ماسلو (Maslow ) فيرى أنّ الإنسان له دافع نحو تنظيم ذاته، وهذا الدّافع يخلق لديه المعرفة والقوة والتّبصير في شخصيته والتي تمكنه من التعامل الجيد مع الآخرين، ويعتقد ماسلو أنّ من مهارات إدارة الذات المهمّة، هي التقبل الإيجابي نحو الذات والآخرين والتّوجه الواقعي للحياة والانفتاح نحو الآخرين وعدم التّمركز نحو الذات، وهذه المهارات هي التي تميز الأفراد المنظمين لذواتهم عن اولئك العاديين (Maslow،1970:123).
الاتجاه المعرفي
ركز أصحاب هذا الاتجاه على تقييم قدرة الفرد في السّيطرة على سلوكه وعلى الاستجابات المعرفية الفعليّة لضبط الذات، وأشار كارفر ونيل وكولنز Carver، Neal &Collins) ) الى أنّ تنظيم الذات يمثل سلوك مواجهة هادفة، يسمح للفرد بتأجيل اشباعاته الملحة في المدى القريب ،لإنجاز الأهداف المرغوبة، وتحقيقها في المستقبل وهذا يعتمد على الجوانب المعرفيّة والقدرات العقلية لدى الفرد (Carver،Neal & Collins،2004:25). ويرى بريماك (Premack) إنّ قدرة الفرد على اتخاذ القرارات السّليمة حول نواحي القصور في أدائه من الركائز الأساسية لإدارة الذّات(Hughes & Lioyd،1993:409).
ومن أبرز النّظريات في هذا الاتجاه هي:
النّظريّة المعرفيّة الاجتماعيّة Theory Social Cognitive
أكدت النّظريّة المعرفيّة الاجتماعيّة لباندورا على الاستراتيجيات السلوكيّة للافراد، والتي تعني قدرة الفرد في التحكم بسلوكه الخاص فالأفراد لديهم القدرة على التحكم بسلوكهم ، وأن مهارات إدارة الذات تساعد الأفراد على اختيار ما هو السّلوك المناسب أو غير المناسب ويحدد أفعاله تبعًا لذلك (Bandura،1986:288) ويرى باندورا أنّ مهارات إدارة الذات مفهومًا يمكن التنبؤ به بكفاءة على أساس التّفاعل الحتمي المتبادل بين التكوين البايولوجي للفرد وعملياته النّفسية الداخلية وبين البيئة التي يعيش فيها، وأن لا ننظر للفرد على أنّه نتاج لبيئته، ولكن يجب أنّ ننظر اليه على أنّه مساهم ونشط وفعال في عملياته السّلوكيّه (صالح،1997: 200)
وتوصل باندورا أنّ هناك ثلاثة أنواع رئيسة تؤثر على مهارات إدارة الذات، وهي المؤثرات الذاتيّة (المعرفيّة والبولوجيّة والانفعاليّة) والمؤثرات البيئيّة والمؤثرات السّلوكيّة، وأنّ هناك علاقة تأثير وتأثر بين تلك المؤثرات فالأفراد يستجيبون معرفيًّا، وانفعاليًّا، وسلوكيًّا إلى الأحداث البيئيّة Bandura،1986،p.391)). والشّكل (1) يوضح مبدأ الحتميّة التّبادليّة .
الذّات
البيئة السّلوك
الشكل (1) مبدأ الحتميّة التبّادليّة (Bandura، 1986، p.24)
مقومات مهارات إدارة الذات
أكد باندورا أنّ هناك ثلاثة مقومات أو عمليات أساسية لمهارات إدارة الذات وهذه المقومات، هي الملاحظة الذّاتية والحكم الذاتي والاستجابة الذاتية وهذه العمليات متعلقة بالأداء، ويفترض أنّها تتفاعل مع بعضها بأسلوب تبادلي، والشكل التي يوضح ذلك:
الحكم الذاتي |
الاستجابة الذاتية |
الملاحظة الذاتية |
مهارات ادارة الذات |
الشكل (2) مقومات مهارات إدارة الذات (Bandura،1991:249).
1– الملاحظة الذاتيّة Self –Observation
أوضح باندورا أنّها الخطوة الأولى في تنمية مهاراة إدارة الذات التي تبدأ بالمشكلة، وتنتهي بالحصول على المعلومات عن السّلوك المستهدف، ويقصد بها ملاحظة الفرد لذاته من خلال مراقبته لأدائه وسلوكه أثناء تعامله مع الآخرين((Bandura،1986:290، والتي تمنحنا القدرة في الحصول على معلومات دقيقة عن السّلوك الذاتي للوصول الى مرحلة التقييم الدقيق لهذا السلوك (Bandura،1991:251). ويرى بندورا أنّ الملاحظة الذاتيّة تستلزم من الفرد ملاحظة سلوكه الخاص، والأسباب التي تؤدي الى ظهوره والمواقف والأحداث التي يظهر بها هذا السّلوك، كذلك ملاحظة نتائج سلوكه والآثار المترتبة عليها، ويمكن فهم عملية الملاحظة الذّاتيّة بشكل أفضل على أنّها عمليّة تجميع منطقي للمعلومات التي تؤثر في تصرفات الفرد وسلوكه، وكذلك ردود الفعل الإيجابيّة أو السلبيّة له (ابو رياش ،2008: 361).
2- الحكم الذاتي Self-Judgment
يرى باندورا الحكم الذاتي أنّه العمليات التي يقيّم من خلالها الأداء على أنّه جيد، ويستحق التّدعيم أو التعزيز، أو أنّه غير جيد ومن ثمّ يستحق التّأنيب، والعقاب ويعتمد ذلك على المعايير الشّخصيّة المستخدمة في عملية التقييم ، فإن السلوكيات التي تقاس اعتماداً على معايير داخلية يكون تقييمها والحكم بصورة إيجابيّة، أمّا السّلوكيات التي لا تتصل بهذه المعايير فتقيّم والحكم عليها بصورة سلبية، ويشير باندورا أنّ الأداء السّابق يؤثر في عملية القبول الذّاتي فالأفراد يميلون لرفع معايير الأداء بعد كل نجاح، ويخفضون هذه المعايير بعد كل فشل. ويقصد بالحكم الذاتي تقويم الفرد لأدائه من حيث قيمته في تحقيق أهدافه على وفق معايير شخصيّة مقارنة بأداء الآخرين (Bandura،1991:941 ).
المكون الثالث: الاستجابة الذاتيّة Self-Response
يرى باندورا أنّ الفرد يطلق على نفسة أحكامًا إيجابيّة أو سلبيّة فإذا قام بعمل جيدًا فإنّه سيعطي لنفسه مكافأة ذاتيّة، أمّا إذا قام بعمل سيىء، فإنّه سوف يضع لنفسه عقوبة ذاتيّة، وهذا يقارن مع المعايير الذّاتيّة التي يضعها لنفسه تكون صورة الاستجابة الذّاتية واضحة مثل العمل لوقت متأخر أو تكون غير واضحة مثل الشّعور بالفخر والخجل.(Bandura،1991:278) وأشار باندورا أنّ استخدام هذا الأسلوب في مراحل مبكرة من حياة الفرد سيكون له آثار إيجابيّة مستقبليّة في التفكير بشكل مستمر لكلّ سلوك يقوم به الفرد، ويمكن أن يدمج هذا الأسلوب مع الأسلوب السابق للتّقويم الذّاتي ( الظاهر ،242:2004).
وقد اعتمد الباحث النّظريّة المعرفيّة الاجتماعيّة لباندورا في تحديد مفهوم مهارات إدارة الذّات
ثانيًّا : تنظيم العلاقات: Regulation of relationships
إنّ تنظيم العلاقات الإنسانيّة يعد مفهومًا علميًّا تُرجع أصوله الى علم النّفس وعلم الاجتماع لأنّ هذه العلوم تهتم بالمشكلات الإنسانيّة وطرق تنظيمها وكيفيّة التّعامل معها، كما أنّ مدخل العلاقات الإنسانيّة يركز أساسًا على الجوانب النّفسيّة والاجتماعيّة للفرد لأنّ الإنسان مخلوق اجتماعي يسعى الى تحقيق ذاته من خلال عمله في المؤسسة(سالم2002 :83).
كثيرًا ما نلاحظ زيادة الاهتمام بمفهم العلاقات الإنسانيّة في المؤسسات التّربوية، وذلك لما تقدمه هذه المؤسسات من أهمّيّة بالغة لمتطلبات التنمية الاجتماعيّة والبشريّة، وهذا يتطلب من الإدارة التّربوية بصورة عامة أنّ تواجه بعناية واهتمام في تحديد التّنظيم البشريّ والعلاقات الإنسانيّة وتعقيداتها من خلال علاقات عمل سليمة تعزز الجهود والطاقات المبذولة وتوجيهها باتجاه تحقيق أهداف الأفراد وأهداف المؤسسات التّربوية(Adams.1969،18).
النّظريات المفسرة لمفهوم تنظيم العلاقات:
نظرية نيوكمب(1958): فسر نيوكمب العلاقات الاإنسانيّة بالاعتماد على مبدأ التّوازن والتّشابه ويرى أنّ الاندماج الاجتماعي يعتمد على تنظيم العلاقات الاجتماعيّة، وتفسر نظرية نيوكمب تنظيم العلاقات الإنسانيّة والاجتماعيّة من خلال الاستراتيجيات الآتية:
- استراتيجيّة التوازن ويقصد بها أنّ العلاقة الإنسانيّة تنشأ من التشابه، الذي يؤدي توافره الى علاقات اجتماعيّة متوازنة.
2.استراتيجيّة التشابه ويعني بها أنّ السّلوكيات المتشابه لدى الأشخاص تزود كل منهم الآخر بالإثابة التي تعزز العلاقات في ما بينهما وهذا يؤدي للتّجاذب(الشناوي،2001 : 73).
وأشار نيوكمب أنّ العلاقات الإنسانيّة تقوى بين الأشخاص الذين تربطهم آراء واتجاهات وأفكار متشابهة أيّ الآراء ذات الاهتمام المشترك، لذا فقد أكد نيوكمب على تحقيق التّوازن بين الأشخاص يؤدي الى تنظيم العلاقات (ابو جادوا،1998: 105).
نظريّة التّبادل الاجتماعي: لجورج هومانز(Chorec-Homans،1979)
ترجع المنطلقات النّظريّة والفكريّة لهذه النّظريّة إلى قانون المنفعة الحدّيّة في علم الاقتصاد، يرى جورج هومانز أنّ الإنسان كائن اجتماعيّ يبحث عن اللذة ويتجنب الألم، إذ تنظر الى الحياة على أنّها سلسلة من التّكاليف والمكافآت، التي تعد ضوابط تحكم ومحددات وتضبط شبكة العلاقات الاجتماعيّة داخل المجتمع (حسن،2001 :55).
ترى هذه النّظرية أنّ السّلوك الإنساني الاجتماعي ما هو إلّا عملية تبادل بين التّكاليف والمكافأة المترتبة على تصرفاتنا وأفعالنا، وأنّ السّلوك الإنساني يتكون من أربعة أقسام هي:
1ــ العلاقات الاجتماعيّة (المكافآت): ويقصد بها تلك التّفاعلات التي تحدث بين الأشخاص وتؤدي إلى تحقيق المنفعة.
2ــ المشاركة الوجدانيّة (التكاليف): ويقصد بها الجهود التي يبذلها الشخص، والتّضحية بالوقت والجهد أثناء تفاعله مع الآخرين من أجل بناء علاقة ناجحة.
3ــ النّشاطات (المخرجات): وتعني كل ما يصدر عن الفرد من أنواع سلوكيّة مختلفة تنشأ من عمليات العلاقات الاجتماعيّة مع الآخرين.
4ــ التّسامح الوجداني (مستوى المقارنة): ويقصد به إمكانية الفرد من تأسيس علاقات اجتماعيّة ناجحة تتسم بالعدل والمساواة مع الآخرين (توق،2003 : 26).
نظرية الذّكاء الانفعالي: Goleman،1995)):
بُنيت هذه النّظرية على كفايات الذكاء الانفعالي، ودورها في النّجاح في العمل وفي الحياة والتي تحقق منها ميدانيًّا في مئات من المنظمات، والمؤسسات التّجاريّة والتّربويّة بوصفه أداءً متميزيًا وواضحًا للعديد من قيادي هذه المؤسسات(Goleman،1995:1) وقد عد الكفاية الانفعاليّة(Emotional copetencties) قدرة مكتسبة مبنيّة على الذكاء الانفعالي النّابع عن الآداء الواضح في العمل(Goleman،1998،36) وتكون على نوعين من الكفايات هما:
1.الكفايات الشّخصيّة: وتضم بُعديّ الوعي بالذّات وإدارة الذات.
2.الكفايات الاجتماعيّة وتضم بُعدَي الوعي الاجتماعيّ وإدارة العلاقات. (Goleman،2000;67).
أبعاد الذكاء الانفعالي: يتضمن مفهوم الذكاء الانفعالي لدى جولمان خمسة أبعاد.
1.الوعي بالذاتSelf awareness : والوعي بالذات أو معرفة الانفعالات هي الركيزة الأساسيّة للذكاء الوجداني، وتتمثل في القدرة على الانتباه والإدراك الجيد للانفعالات الذاتيّة وحسن التميز بينها والوعي بالعلاقة بين الأفكار والمشاعر والأحداث(عثمان ورزق،2001 :55).
- تحفز الذات: تشير القدرة على تنظيم الانفعالات وتوجيهها الى تحقيق الإنجاز والتّفوق واستعمال الانفعالات في صنع أفضل القرارات، وفهم كيف يتفاعل مع الآخرين بالانفعالات المختلفة (روبنس وسكوت،2000 :5).
3ـ التعاطف : هو القدرة على التّعاطف مع مشاعر الآخرين وفهم انفعالاتهم، ما يؤدي إلى الاستجابة بطريقة ملائمة وذلك من خلال التعرف على مشاعرهم وانفعالاتهم، وأطلق المختصون على مصطلح التّعاطف بالمشاركة الوجدانيّة ،1995)،P:98. (Goleman
- إدارة العواطف: هي قدرة الفرد التحكم في عواطفه وأفكاره وأفعاله، وتنظيمها بطريقة إيجابيّة وملائمة تمكنه من تهدئة نفسه (جولمان ، 2000 :121) .
- تنظيم العلاقات: هي مهارات أساسية في إقامة علاقات إيجابيّة وناجحة مع الآخرين، والنقص في هذه المهارات يسبب فشل في العلاقات المتبادلة بين الأشخاص( جولمان ، 2000 :168) . إنّ التّربويين الذين يمتلكون هذه الكفاية تكون لديهم القدرة على تطوير علاقات ناجحة مع الآخرين فإنّهم ماهرون في الاتصال وهم يعملون بصورة جيدة في المجموعات، ويستمتعون بالمناسبات الاجتماعيّة وعادة ما يحددون الفرص المناسبة للتعاون مع الآخرين، ويرونها فضلًا على أنّهم يعملون على تطوير الصّداقات الشّخصيّة مع زملائهم والعاملين معهم في العمل ويحاولون تنظيم الحلول للمشكلات التي تصادفهم في العمل(Black،2000:10).
مكونات تنظيم العلاقات هي:
1.القيادة الإحيائيّة : إنّ الذين يمتلكون القيادة الإحيائيّة لديهم عدد من الكفايات الاجتماعيّة لحث الآخرين على العمل سويّة لتحقيق أهداف المؤسسة بإمكانهم إثارة الدّافعية لدى الآخرين، و بإمكانهم قيادة أداء الآخرين وجعلهم مسؤولين عن العمل. (Georage&Maccrae،1990،235).
2.تطوير الآخرين: وتشمل إحساس الفرد بالحاجات التّطويرية للأشخاص الآخرين أيّ العاملين معه في المؤسسة ودعم قابلياتهم، وهي تعدّ موهبة ممتازة للمرشدين البارزين ويذكر سبنسر وبسنر أنّ كفاية تطوير الآخرين هي علاقة المرشدين ذوي المتسوى العالي من الاداء(Spencer&Spencer،1993،70).
3.القدرة على التغير: أنّ امتلاك المرشد النّفسي لحافز التغير يؤدي الى أداء أفضل من مدير المؤسسة والمحطين به جاعلًا من العمل ذي فاعلية كبيرة، وأنّ التغير الذي يقوم به المرشد المؤثر يوضح الرؤية الضرورية لأهداف مؤسسة جديدة (goleman،1995،10)
4.إدارة الصراع: على المرشدين التّربويين تحديد المشكلات في مؤسساتهم، وإدارة المشكلات والصراعات التي تحصل بين الطلبة أو المدرسين(Goleman et al،2002:49).
5.التأثير: تؤثر انفعالات المرشد ومشاعره في أداء الأفراد الذين من حوله فهي ليست أمرًا شخصيا متعلقا به بل أن اداء المؤسسة باكمله مرتبطًا بحالته الانفعاليّة، فاذا كان متفائلًا ومنفتحًا ومتعاونًا نقل روح التفاؤل، والتعاون الى الأفراد العاملين معه جميعهم وإذا كان متشائمًا منغلقًا وأنانيًّا نقل روح التشاؤم الى المحطين به(المعيني،2004 :82). وقد اعتمد الباحث نظرية الذكاء الانفعالي لدانيال جولمان
الفصل الثالث: منهج البحث وإجراءاته:
أولاً: مجتمع البحث: يشتمل مجتمع البحث الحالي على المرشدين التربويين جميعهم في المدارس المشمولة بالإرشاد التّربوي في المديرية العامة لتربية محافظة النّجف الأشرف، والذين يمارسون مهنة الإرشاد النّفسي والتّوجيه التّربوي، والبالغ عددهم (265) مرشدًا ومرشدة موزعين بحسب الجنس بواقع(156) مرشدًا، و(109) مرشدة.
ثانيًا : عينة البحث : اختيرت العينة بالطريقة الطبقيّة العشوائيّة من مجتمع البحث الكلي، ولغرض تحديد عينة تمثل المجتمع، اختير (110) مرشدًا و(70) مرشدة وبنسبة (68%) تقريبًا من المجتمع الأصلي للبحث .
ثالثًا : أدوات البحث :Scales Of The Research
أولاً : صياغة فقرات مقياس مهارات إدارة الذات: من أجل تحقيق أهداف البحث الحالي، قام الباحث ببناء مقياس مهارات إدارة الذات لدى المرشدين التربويين معتمدًا على النّظريّة المعرفيّة الاجتماعيّة لباندورا ( Bandura،1991 ) ووفق الخطوات العلميّة للبناء وقد صِيغت فقرات المقياس بصورتها الأولية والبالغ عددها (45). واعتمد الباحث طريقة ليكرت بوضع مقياس خماسي متدرج أيّ بوضع خمس بدائل أمام كل فقرة ( تنطبق عليَّ دائمًا، تنطبق عليَّ غالبًا، تنطبق عليَّ أحيانًا، تنطبق عليَّ نادرًا، لا تنطبق عليَّ أبدًا) إذ تعطى لها عند التصحيح الدرجات (1،2،3،4،5) على التوالي للفقرات الإيجابيّة، أمّا الفقرات المصاغة باتجاه سلبي يعطى لها عند التّصحيح(5،4،3،2،1).
ثانيًّا: صلاحية الفقرات : قام الباحث بعرض فقرات مقياس مهارات إدارة الذّات بصيغته الأوليّة المؤلف من (47) فقرة على مجموعة من المحكمين، والمختصين في مجال علم النّفس والإرشاد النّفسي والقياس النّفسي، والبالغ عددهم(10) محكمين وبناء على ملاحظات المحكمين وآرائهم استُبعِدت (3) فقرات من المقياس ليصبح المقياس بصيغته النهائيّة يتكون من:
ثالثًا : التّحليل الإحصائي لفقرات مقياس مهارات إداراة الذّات (حساب القوة التّميزيّة)
ويقصد بالقوة التمييزيّة للفقرات مدى قدرة فقرات المقياس على التمييز بين ذوي المستويات العليا وذوي المستويات الدنيا من الإفراد بالنسبة إلى السّمة التي تقيسها الفقرة (Shaw 1967،p :97 ). إن امتلاك الفقرة للقوة التمييزيّة يمكّنها من الكشف بين الدرجات العالية والواطئة بين المستجيبين في المفهوم الذي أعدت لقياسه(تايلر،1989: 100). ومن أجل حساب القوة التمييزية لفقرات مقياس مهارات إدارة الذات اعتمد الباحث أسلوب المجموعتين المتطرفتين، يستخدم هذا الأسلوب لمعرفة مدى قدرة فقرات المقياس على التمييز بين المستجيبين ذو الدّرجات العليا والدّرجات الواطئة للسمة أو الظاهرة المراد قياسها في الاختبار(Stanely & Hopkin،1972،p:268). طبِّق المقياس على عينة البحث البالغ عددها(180) مرشدًا ومرشدة، وبعدها تصحيح استمارات المقياس وحساب الدرجة الكلية لكل استمارة، ثم اختيرت نسبة (27%) من الاستمارات الحاصلة على أعلى الدرجات وسميت بالمجموعة العليا، وكذلك نسبة (27%) من الاستمارات الحاصلة على أدنى الدرجات، وسميت بالمجموعة الدنيا، وفي ضوء هذه النسبة بلغ عدد الاستمارات في كل مجموعة (49) استمارة، وذلك لإخضاعها لعملية التحليل الإحصائي للحصول على أقصى درجات التطرف في الاستجابات بين المجموعتين وبعدها، احتُسِب الوسط الحسابي والانحراف المعياري للمجموعة العليا والمجموعة الدنيا على فقرات المقياس البالغ عددها (43) فقرة، وطبِّق الاختبار التائي لعينتين مستقلتين لاختبار دلالة الفروق بين درجات كلّ من المجموعتين، وعُدّت القيمة التائيّة المحسوبة مؤشرًا لتمييز كلّ فقرة عن طريق مقارنتها بالقيمة التائيّة الجدوليّة، والتي تساوي(1،98) عند مستوى دلالة(0،05) وبدرجة حرية (96) وقد تبين أنّ الفقرات جميعها مميزة ودالة إحصائيًّا باستثناء (3) فقرات استُبعدتا ليصبح المقياس بصيغته النّهائية مكون من (41) فقرة .
صدق المقياس Scale Validity
يُعد الصدق من الخصائص السايكومتريّة المهمة في بناء أيّ مقياس نفسي، والمقياس الصّادق هو المقياس الذي يحقق الوظيفة الذي وضع من أجلها (أحمد، 1981 : 203) وقد تحقق الباحث من نوعين للصدق هما الصدق الظاهري وصدق البناء وعلى النحو الآتي :
1- الصدق الظاهري: تحقق هذا النوع من الصدق بعد أن عرض الباحث فقرات مقياس مهارات إدارة الذات وبدائله على مجموعة من المتخصصين في مجال علم النّفس والإرشاد النّفسي والقياس والتقويم، للحكم على مدى صلاحية الفقرات الموضوعة ضمن مجالات المقياس.
2– صدق البناء: فقد اعتمد الباحث على القوة التميزية في حساب هذا النّوع من الصدق وحساب درجة الفقرة بالدرجة الكلية للمقياس.
مؤشرات الثبات: لقد اعتمد الباحث على طريقتي إعادة الاختبار باستعمال معامل ارتباط بيرسون وطريقة الاتساق الداخلي باستعمال معادلة الفا كرونباخ، وقد تبين أنّ الثبات بطريقة الأولى بلغ(0،87) وبطريقة الثانية بلغ(0،89) وكلا المعاملين عُدّا مقبولين بالقياس الى الدّراسات السّابقة .
ثانيًا : مقياس تنظيم العلاقات: قام الباحث ببناء مقياس تنظيم العلاقات بشكل دقيق متبعًا الخطوات العلميّة في البناء، وأنّ الباحث اعتمد على نظرية وتعريف (Goleman،1995) لمفهوم تنظيم العلاقات والتي عرّفها على أنّها (القدرة على تكوين علاقات مع الآخرين، والتّفاعل معهم بفعاليّة وقدرته على بناء روابط اجتماعيّة ناجحة)، وقد قام الباحث بصياغة (40) فقرة على وفق طريقة ليكرت ( Likert) في القياس مع مراعاة الشّروط الواجب توافرها في صياغة المقاييس النّفسية، والتي أشرت اليها مسبقًا في مقياس(مهارات إدارة الذات).
الإجراءات الإحصائيّة لتحليل فقرات مقياس تنظيم العلاقات(حساب القوة التميزيّة)
بعد التأكد من صلاحية الفقرات منطقيًّا أجرى الباحث التحليل الإحصائي لها للتأكد من صلاحيتها إحصائيًّا، وذلك من خلال استعمال أسلوب المجموعتين المتطرفتين، وبذلك استعمل الإجراءات المتبعة نفسها في تحليل فقرات مقياس( مهارات إدارة الذات)
مؤشرات الصدق Validity Indexes
1-الصدق الظاهري: وقد تحقق هذا النّوع من الصّدق من خلال عرض فقرات المقياس على عينة الخبراء والمختصين في مجال علم النّفس، والقياس النّفسي وطلب منهم إبداء ملاحظاتهم في مدى تمثيل هذه الفقرات للظاهره المراد قياسها .
2-صدق البناء: من أجل تحقيق هذا النوع من صدق قام الباحث بحساب معامل ارتباطها درجة الفقرة بالدرجة الكلية للمقياس بوصفه إجراءً للتأكد من صدق بناء المقياس، وقد تبيّن أنّ الفقرات جميعها صالحة للقياس.
مؤشرات الثبات: لقد اعتمد الباحث على طريقتي إعادة الاختبار باستعمال معامل ارتباط بيرسون وطريقة الاتساق الداخلي باستعمال معادلة الفا كرونباخ، وقد تبين أنّ الثبات بطريقة الأولى بلغ(0،85) وبطريقة الثانية بلغ(0،88) وكلا المعاملين عُدّا مقبولين بالقياس الى الدراسات السّابقة .
التطبيق النهائي للمقياسيين : بعد التأكد من مؤشرات الصدق والثبات للمقياسيين قام الباحث بتطبيق المقياسيين على عينة البحث التّطبيقيّة الرئيسة والبالغة (180) مرشدًا ومرشدة من المرشدين التّربويين العاملين في المديرية العامة لتربية النّجف الأشرف، بهدف معالجتها إحصائيًّا للتوصل إلى أهداف البحث والتي ستوضح لاحقًا.
الفصل الرابع :عرض النتائج وتفسيرها
الهدف الأول: التعرف على مستوى مهارات إدارة الذات لدى المرشدين التربويين.
تحقيقًا لهذا الهدف قام الباحث بتطبيق مقياس مهارات إدارة الذات على عينة البحث الأساسية والبالغة (180) مرشدًا ومرشدة، وبعد معالجة البيانات احصائيًّا بلغ المتوسط الحسابي لدرجات أفراد العينة (130،654) و بانحراف معياري قدره (21،019) درجة، وللتعرف على دلالة الفرق بين المتوسط الحسابي المحسوب من العينة، والمتوسط الفرضي للمقياس البالغ (123) استعمل الباحث الاختبار التائي لعينة واحدة، إذ بلغت القيمة التائيّة المحسوبة (18،946) درجة وعند مقارنتها بالقيمة التائية الجدوليّة البالغة(1،96) عند مستوى دلالة (0،05) وبدرجة حرية (179) تبين أنّ القيمة التائية المحسوبة هي أكبر من القيمة التائية الجدوليّة، وبذلك يكون الفرق دال إحصائيًّا ولصالح المتوسط المحسوب، ما يشير هذا إلى أن المرشدين التربويين يتمتعون بمهارات إدارة الذات. وقد جاءت هذه النتيجة منسجمة مع المنطلقات النظرية (النظريّة المعرفيّة الاجتماعية لباندورا ( Bandura،1991 ) التي تبناها الباحث في تفسيرها لمهارات إدارة الذات.
الجدول (1) الاختبار التائي لعينة واحدة للفرق بين الوسط الحسابي والوسط الفرضي لمقياس مهارات إدارة الذات
المتغير | العدد | الوسط الحسابي | الانحراف المعياري | الوسط الفرضي | القيمة التائية المحسوبة | القيمة التائية الجدولية | مستوى الدلالة |
مهارات إدارت الذات | 180 | 130،654 | 21،019 | 123 | 18،946 | 1،69 | 0،05 |
الهدف الثاني: التعرف على درجة تنظيم العلاقات لدى المرشدين التربويين.
بعد تطبيق مقياس تنظيم العلاقات على عينة البحث الأساسية والبالغة (180) مرشدًا ومرشدة، وبعد معالجة البيانات احصائيًّا بلغ المتوسط الحسابي لدرجات أفراد العينة (135،162) و بانحراف معياري قدره (22،785) درجة، وللتعرف على دلالة الفرق بين المتوسط الحسابي المحسوب من العينة، والمتوسط الفرضي للمقياس البالغ (120) استعمل الباحث الاختبار التائي لعينة واحدة اذ بلغت القيمة التائية المحسوبة (26،781) درجة، وعند مقارنتها بالقيمة التائية الجدولية البالغة(1،96) عند مستوى دلالة (0.05) وبدرجة حرية (179) تبين أنّ القيمة التائية المحسوبة هي أكبر من القيمة التائية الجدوليّة، وبذلك يكون الفرق دال احصائيًّا ولصالح المتوسط المحسوب، ما يشير هذا إلى أنّ المرشدين التربويين يتمتعون بقدر كافٍ من القدرة على تنظيم العلاقات وهذا جاء منسجمًا مع نظرية (Goleman،1991) التي تبناها الباحث في تفسير النتائج، والذي بين دورها في مجال العمل، وفي مجال العلاقات العامة .
الجدول (2) الاختبار التائي لعينة واحدة للفرق بين الوسط الحسابي والوسط الفرضي لمقياس تنظيم العلاقات
المتغير | العدد | الوسط الحسابي | الانحراف المعياري | الوسط الفرضي | القيمة التائية المحسوبة | القيمة التائية الجدولية | مستوى الدلالة |
تنظيم العلاقات | 180 | 135،162 | 22،785 | 120 | 26،782 | 1،69 | 0،05 |
الهدف الثالث: العلاقة الارتباطيّة بين مهارات إدارة الذات وتنظيم العلاقات للمرشدين التربويين
تحقيقًا لهذا الهدف احتُسِب معامل ارتباط بيرسون بين الدرجة الكلية لأفراد العينة على مقياس مهارات إدارة الذات، ومقياس تنظيم العلاقات فبلغت قيمة معامل الارتباط بينهما (0.308) وعند اختبار الدّلالة المعنوية لمعامل الارتباط ، ظهر أنّ القيمة التائية المحسوبة لمعامل الارتباط تساوي(4،254) درجة وهي أكبر من القيمة التائية الجدوليّة البالغة(1،96) درجة، عند مستوى دلالة(0،05) وبدرجة حرية(179) ما يشير الى أنّ هناك علاقة موجبة ودالة إحصائيًّا بين مهارات إدارة الذات، وتنظيم العلاقات لدى المرشدين التربويين وهذه النتيجة أنّ المرشدين التربويين يمتلكون مهارات إدارة الذات جيد وهم أيضًا يتصفون بالقدرة تنظيم العلاقات، ومعنى هذا أنّ مهارات إدارة الذات لها علاقة موجبة وطرديّة بالقدرة على تنظيم العلاقات، أيّ كلما زادت مهارات إدارة الذات ارتفعت معها القدرة على تنظيم العلاقات، والعكس صحيح أيضًا.
الجدول(3 العلاقة بين مهارات ادارت الذات ووتنظيم العلاقات والدلالة المعنوية بينهما
العدد
|
قيمة معامل الارتباط بين مهارات إدارت الذات وتنظيم العلاقات | القيمة التائية | مستوى الدلالة (0،05) | |||
المحسوبة | الجدولية | |||||
180 | 0،308 | 4،254 | 1،96 | دالة | ||
التوصيات
1- إعداد برامج تدريبيّة وإرشادية لتنمية قدرات ومهارات المرشدين التربويين في مهارات إدارة الذات، وتضمينها في المناهج والبرامج التّربويّة والتّعليميّة المعتمدة في النّظام التّربوي والتعليمي في العراق .
2- على وزارة التربية الاهتمام بالمناخ التّنظيمي في المدرسة، ونجاح العملية الإرشاديّة ما يسهم في تقبل المسترشدين من قبل المرشدين التربويين .
3- مشاركة المرشدين التربويين في الحلقات النقاشيّة، والمؤتمرات العلميّة لغرض تطوير مفهوم تنظيم العلاقات .
المقترحات
1- إجراء دراسات مماثلة على عينات أخرى مثل ( المرحلة الابتدائيّة ،المرحلة الجامعيّة) .
2- إجراء دراسات أخرى تتناول علاقة مهارات إدارة الذات، وتنظيم العلاقات بمتغيرات أخرى مثل ( فاعليّة الذات والفهم الانفعالي واتخاذ القرار )
- إجراء دراسة لمعرفة أثر العمل الإرشادي على تنمية مهارات إدارة الذات لدى المرشدين التّربويين
المصادر
1- العبيدي ، مظهر عبد الكريم ،(1999)، أثر تعلم بعض المهارات الاجتماعيّة في خفض السلوك العدواني لدى طلاب المرحلة المتوسطة، كلية التربية،ابن الهيثم، جامعة بغداد، رسالة ماجستير غير منشورة .
2-معمورية بشير،(2005)، الذكاء الوجداني، مجلة شبكة العلوم النّفسية والعربية ، العدد(6) .
3- السفاسفة، محمد: (2003)، أساسيات في الإرشاد والتوجيه النّفسي والتربوي. الكويت، مكتبة الفلاح.
3- الآلوسي، جمال حسين، المعروف، أحمد(2002): الكراس التّوجيهي في الإرشاد التّربوي، مطبعة وزارة التربية، ط1، بغداد .
4- زهران ، حامد عبد السلام ( 1986): التوجيه والإرشاد النّفسي ، ط2 ، القاهرة .
5-الشناوي ، محمد حسن(2001):التنشئة الاجتماعية للطفل ، دار صفاء للنشر ، عمان .
6- ربيع، محمود، شحاتة (1994)، تطبيقات علم النّفس، ط بلاد الإسكندرية، دار المعرفة الجامعية .
7-الحياني، عاصم محمود ندا (1990): الإرشاد التربوي والنّفسي، جامعة الموصل، دار الكتب للطباعة والنشر، الموصل.
8-صالح، قاسم حسين(1998): نظريات معاصرة في علم النّفس، ط1،بغداد، مكتبة الجيل الجديد.
9- أبو رياش، حسين محمد وقطيط، غسان يوسف(2008):حل المشكلات، دار وائل للنشر والتوزيع، ط1، عمان- الأردن.
10-الزغلول، عماد عبد الرحيم (2003): مبادئ علم النّفس التربوي، دولة الإمارات العربية، ط2، دار الكتاب الجامعي .
11- السيد، عبد الحليم محمود وفرج، طريف شوقي ومحمود، عبد المنعم شحاته. :(2003)، علم النّفس الاجتماعي المعاصر، القاهرة، إيتراك للنشر والتوزيع.
12- السلمي، علي:(1971)، العلوم السلوكية في التطبيق الإداري، القاهرة، دار المعارف، مصر، كورنيش النيل.
13-حسن، محمد شمال(2001): سيكولوجية الفرد في المجتمع ،ط1، دار أفاق عربية، بغداد، العراق .
14- أبو جادو، صالح علي (1998)، سيكولوجية التنشئة الاجتماعية، دار الميسرة، عمان.
15-أحمد، محمد عبد السلام (1981)، التقويم النّفسي والتربوي، القاهرة، مكتبة النهضة المصرية .
16-تايلر، ليونا (1989): الاختبارات والمقاييـــــس، ترجمـــة: محمد عثمــان نجاتــي، دار الشوق، بيروت .
17- المعيني، ميسون كريم ضاري،(2002): التحصيل الدراسي وعلاقته بسلوك العزلة والحاجات الإرشادية الطالبات في مدارس مميزات وأقرانه في المدارس الاعتيادية الأخرى ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة بغداد.
18-عثمان، فاروق السيد ورزق، محمد عبد السميع(2001): الذكاء الانفعالي مفهومه وقياسه، مجلة علم النّفس، العدد158، الهيئة المصرية للكتاب، القاهرة.
19- روبنس، بام، وسكوت، جاك (2000): الذكاء الوجداني، ترجمة: صفاء الأعسر، وعلاء الدين كفافي، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة.
20- توق، محي الدين(2003): المدخل الى علم النّفس ،ط5، دار الفكر للنشر، عمان، الأردن.
21- بلكيلاني، ابراهيم محمد(2008): تقدير الذات وعلاقتها بقلق المستقبل لدى الجالية العربيّة المقيمة بمدينة أوسلو في النروج، رسالة ماجستير، الأكاديميّة العربيّة المفتوحة بالدّنمارك، كلية الآداب والتربية.
22-Tanner.R(1982)Effective of leader ship clime and demongraphic fac for in school Effectiveness .D.A .Rll.
Wilkerson،23- K. :(2009) An Examination of Burnout among School Counselors Guided By Stress-Strain-Coping Theory. Journal of Counseling and Development، 87(4) 428-437.
24-Georage& accrae(1990):dictionaryof Psychology and Psychiatry. New york long man.
25-Shaw، M.E. (1967):Scales For The Measurement of Attitude. New York: McGraw-Hil.p.450
26-Goleman Daniel (2002):Leadership That gets resultar vard business review new york. Bonton Books.
27-Spencer . Jm.Jr.Spencer . S.(m) (1993) Competeme at . work models for supeniorper for mance New york wiley.
28-Stanly & Hopkyn . (1972): Reality therapy as a better Alternative Journal of Reality، therapy .
29-Goleman Daniel (2000): Leder ship that resutar vard business review ، New York، Bontam Book.
30-Goleman،D(1998)،An EL-Based Theory of Per From the Book of the Emotionally Intellingent work place، Edited by cary cherniss and Daniel goleman.
31-Black.Maria(2000) W. Po. Emotional intelligence Quesstion naire
32-Adams.G.Sach.(1969) measurement and evaluation in education psychology and guidance. Holt.New york..
33-Bar-on -2006 the emotional auotinent . inremtry ( e-tq) teachical health system.
34-Cooper& sawaf(1997) Appling emotional intelligence in the work e place.
35-Allport،G (1955) Becoming Consideration for a psychology of personality، new Hanen Yale University.
36-Maslow، A. H (1970): Motivation and personality، (2nd)، Harper and row publishers Inc، New York.
37-Bandura، A ( 1986) .social foundations of thought and action :Asocial cognitive theory، New York : Prentice Hall.
38-Bandura، A ( 1986) .social foundations of thought and action :Asocial cognitive theory، New York : Prentice Hall.
39-Bandura، A. (1991): Self-Efficacy the exercise of control، New York. W.H. Freeman.
40-Goleman Daniel (1995): Emotional Intelligence ، Why it can mutter more than I.Q، New York، bantamBook.
41-Goleman Daniel (2000): Leadership That gets resultar vard business review new york. Bonton Books.
42-Gresham، F. M. Sugai،G.And Horner، R.H.(2002): Interpreting Outcomes Of Social Skill Training For Students With High – incidence Disabilities ، Exceptional Children، Vol . 67(3)،pp: 331- 344.
43-Bremer، C.D.& Smither، J.(2004): Addressing Trends Developments in Secondary Education and Transition : Teaching Social Skills ، National Center On Secondary Education and Transition ،Vol.3، Issue 5.
44-Bridgstock، R.(2009): The Graduate Attributes Were Over Looked Enhancing Graduate Employability Through Career Management Skills ،Higher Education Research & Development، Vol.28(1) ،PP:31- 44
45-Gale، T . (1998): Clopedia childhood and Adolescence. Avilable at ; http ;// eric.ed.gov / ERICWebportal/search/ detailmini.jsp?_nfpb =true .
46-Cheng، Y. C. & Cheung، W.M. (2008): Multi Level Self – Management School ، Further Development of School Based Management In Hong Kong . Opinion Papers Reports Describe (141) Speeches ، Meeting Paper (18).
47-Hughes، C. & Lioyd ، J. W(1993): An Analysis of Self- Management، Journal of Behavioral ، Vol 3 (4) pp: 405.
48-Stauffer، Mark & Pehrsson، Dale-Eliz abeth. :(2012). Mindfulness Competencies for Counselors and Psycho therapists. Journal of Mental Health Counseling، 34 (3)، 227-239.
[1] – أستاذ مساعد في المديرية العامة للتربية – وزارة التربية- في محافظة النّجف الأشرف- قسم إرشاد نفسي وتوجيه تربوي الكلية التربوية المفتوحةala.cys83@gmail.com