الحراسة في العهد النبويّ
مرتضى جمعة عبد([1])
الملخص
لا شك أن الحراسة عبر التاريخ كانت منتشرة في بلاط الملوك والأمراء والأباطرة قبل الإسلام خوفاً على حياة هؤلاء ومنع تعرضهم لأي خطر .لان إصابة أي منهم بمكرو كان من شأنه أن تضعف الجبهة الداخلية . والحراسة في الإسلام بدأت مع عصر النبوة وخاصة بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلّم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بعد أن اشتد عليه خطر المشركين . ومع تزايد خطر االأعداء على حياة نبي الرحمة كان لا بدّ من إيجاد طريقة تردعهم وتمنعهم من الوصول إلى النبي صلى الله عليه وسلم وتحقيق مآربهم وتمنعهم من تحقيق أهدافهم ، فالنبي قائد الأمة وحمايته أمر لا جدال فيه ، لذلك كانت حراسته واجب مقدس .
الكلمات المفاتيح: الحراسة – مكّة – المدينة المنورة
Abstract
There is no doubt that guarding throughout history was prevalent in the courts of kings, princes and emperors before Islam, fearing for the lives of these people and preventing them from being exposed to any danger. Because if any of them got hurt, it would weaken the home front. Guarding in Islam began with the era of prophecy, especially after the Prophet, may God bless him and grant him peace, migrated from Mecca to Medina after the danger of the polytheists intensified upon him. With the increasing danger of the enemies on the life of the Prophet of mercy, it was necessary to find a way to deter them and prevent them from reaching the Prophet, may God bless him and grant him peace, and achieve their goals and implement their goals.
Keywords :The Guard – Mecca – Medina
مقدّمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا ﷺ وبعد : الحراسة، كما هو معروف،لا يمكن الاستغناء عنها في أي زمان ومكان لما لها من أهمية كبرى في حماية الأفراد والممتلكات، والدّولة الإسلاميّة الناشئة لا يمكن أن تغفل بأي حال أمر الحراسة، خاصة وسط تلك الأمواج التي كانت تفيض بالكراهية والعداء للنبي ( صلى الله عليه وسلّم )، ولكل من اتبع هذا الدين.
وقد فطن الصحابة، رضوان الله عليهم جميعًا، إلى هذا الأمر، وعلى الرّغم من علمهم أن المولى، سبحانه وتعالى، قد تكّفل بحفظ نبيه، وإتمام دينه، إلا أنهم قاموا بواجبهم تجاه صاحب الدعوة، فقاموا بحراسته في العديد من المواقف التي أشعروا من خلالها بالخطر على حياته. وقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: “تعِس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع”. وفي هذا السياق جاء في كتابه الكريم:﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ وَأَنَّا لَمَسْنَا ٱلسَّمَاءَ فَوَجَدْنَٰهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا الجن الآية ﴾ (8)
هـذا، ولـم يغفل النّبي ﷺ حراسة المدينة، عاصمة الدولة الإسلاميّة، عند أشداد الأزمات، أو رغبة الأعداء في الهجوم عليها، كما لم يغفل حراسة المعسكر الإسلامي وقت خروج الغزوات، محققًا بذلك الأمان الكامل لجيشه، ضاربًا مثالاً رائعًا للعقلية العسكرية الفذة .
لم يكن اختيار النبي ﷺ لهؤلاء الذين قاموا بمهام الحراسة أو إجازته لمن تطوّع منهم عشوائيًّا، وإنما حرص صلّى الله عليه وسلّم على توفر تلك الصفات التي تساعد كلاً منهم على القيام بمهامه خير قيام ومنها: اللياقة البدنية وصحة الجسد، والعقل القدرة على القيام بالمهام، والخبرة والقدرة على القتال وحمل السّلاح، والاستعداد التام واليقظة الكاملة.
الحراسة لغة : الحراسة من حرس الشيء يحرسه ويحرسه حرسًا : حفظه، وهم الحراس والحرس والأحرس، واحترس منه : تحرز، وتحرست من فلان واحترست منه، أي تحفظت منة، الحرس: حرس السلطان، وهم الحراس، والحرس، وهم خدم السلطان المرتبون لحفظه وحراسته ([2]).
الحراسة اصطلاحًا: وردت العديد من الأحاديث التي تبين أهمّيّة الحراسة وفضلها، ومدى الثّواب الكبير والفضل العظيم الذي ينال القائمين بها. فقد روى ابن عباس أنّه قال سمعت رسول الله ﷺ قال: عينان لا تمسهما النار عن بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله ([3]) . وروى ابن عمر – رضي الله عنهما ، أن النبي ﷺ قال :ألا أنبئكم بليلة أفضل من ليلة القدرة ؟ حارس حرس في أرض خوف لعله أن لا يرجع إلى أهله ([4]) .
كما روى أبو هريرة أن النبي ﷺ قال : لحرس ليلـة أحـب إلـي مـن صيام ألف يوم أصومها، وأقوم ليلها في المسجد الحرام، وعند قبر رسول الله ﷺ ([5]).
أولاً – أسباب الحراسة : تعددت الأسباب والدّوافع التي من أجلها كانت الحراسة لشخص النبي ﷺ. في العهد النّبوي، أو للمعسكر الإسلامي والتي يمكن إجمالها في النقاط الآتية :
1- الحفاظ على حياة القائد : في كل معركة وكل جيش لا بدّ من الحرص على القيادة والمحافظة عليها. لأنّ في الوصول إلى القائد ومقرَ القيادة يُعدُّ انهزاما للجيش المحارب وارتباكًا له في ميدان القتال ([6])، وقد درجت العادة في الجيوش المتحاربة محاولة الوصول لقيادة جيش الخصم لأنّ في قتلهم تحقيقًا للنّصر بأقصر الطرق وأقل الأثمان، كما أنّ في قتل القائد أيضًا قضاء على الرّكن الأساسي الذي يعتمد عليه الجنود، بعد الله ، وينضوون تحت لوائه، ومن ثم يكون حلول الهزيمة أمرًا لا مفر منه([7])،
وقد فطن المسلمون في غزواتهم إلى مثل هذه الأمور، فعملوا على توفير الحماية اللازمة للنبي ﷺ ، وذلك بتوفير مكان أمن له، يقود من خلاله المعركة، ثم تكثيف الحراسة التي تمنع العدو من الوصول إليه.
2- توفر دوافع القتل والانتقام : كانت هناك حالات قام فيها الصحابة بحراسة النبي ﷺ عندما وجدوا أنه بالقرب منه أحد هؤلاء الذين تتوفر لديهم دوافع القتل والانتقام من شخصه الكريم، وذلك كما حدث مع عمير بن وهب الجمحي وصفية بنت حيي. إذ تجمع الروايات على أن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) عندما رأى عمير بن وهب، وقـد أنـاخ علـى بـاب المسجد، متوشـحًا سـيفه، قال : هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب، والله ما جاء إلا لشّر، وهذا الذي حرش بيننا، وحذرنا القوم يوم بدر([8]) .
وبذلك يكون عمر بن الخطاب(رضي الله عنه) ، قد ذكر بعض الدّلالات التي تشير إلى كونه أراد قتل النبي ﷺ، والنيل منه، فهو قد جاء شاهرًا سيفه، وهو ما يعني جاء مستعدًا لما عزم على فعله ، ثم اتجاهه إلى رسول الله ﷺ مباشرة ، وهو ما يعني اتجاهه إلى الهدف الذي جاء من أجله ، ثم أشار، عمر بن الخطاب إلى بعض أفعاله المشينة التي قام بها تجاه المسلمين من قبل، فذكر أنه هو الذي حرّض على قتال المسلمين في بدر. فإذا أضفنا إلى ذلك أن عمير بن وهب كان ابنه أسيرًا لدى المسلمين في غزوة بدر ([9]) ، علمنا أيضًا أن عميرًا أنّه كان لديه دافع قوي لقتل الرسول ﷺ ، والانتقام لم حدث في بدر. وأمام هذه الدّلالات والدوافع ما كان من عمر بن الخطاب(رضي الله عنه) إلا أن أمر الصحابة بحراسة النبي ﷺ ، فقال الرجـال ممن كانوا معه من الأنصار، ادخلوا على رسول الله، فاجلسوا عنده، واحذروا عليه من هذا الخبيث فإنه غير مأمون([10]).
كذلك قام أبو أيوب الأنصاري بحراسة الرسول ﷺ عندما همّ أحدهم بتصفية بنت حيي بن أخطب، وعندما سأله النبي ﷺ عن سبب فعله هذا، أجابه أنها « جارية، شابّة([11]) وقد قتلت أباها وزوجها وقومها، وهي حديثة عهد بكفر، فخفتها عليك ([12]) ، وهو ما يعني وجوه الدّوافع القوية لمثلها لقتل النبي والانتقام منه .
3- إظهار القوة والعظمة تجاه المشركين : في بعض الأحيان يكون الغرض من الحراسة هو إظهار القوة والعظمة تجاه المشركين؛ وذلك لبث الخوف في نفوسهم، ومنعهم من القيام بأيّ عمل من شأنه أن يُلحق الضرر والأذى بالنبي محمد ﷺ .
4-حماية جيش المسلمين من أي اعتداء : حرص الرسول ﷺ على توفير الحراسة اللازمة لجيش المسلمين عند خروجهم إلى الغزوات؛ تحسبًا لأيّ اعتداء يمكن أن يقوم به الجيش المعادي عليهم. وقد ذكرت المصادر العديد من الأمثلة على ذلك : ففي غزوة أُحُد استعمل محمد بن مسلمة في خمسين رجلًا، كانوا يطوفون بالمعسكر ليلًا نهارًا للتأكد من عدم وجود أية ثغرة ينفذ منها الأعداء ([13])، وفي غزوة ذات الرقاع قام عمار بن ياسر وعباد بن بشر بحراسة المسلمين ليلًا حتى لا يؤخذ المسلمين على عين غرّة وهم نيام ([14])، وقام بصلاة الخوف في هذه الغزوة؛ ” مخشاة أن يكروا عليه” ([15]) .
5 – تأمين الحرس: تتلخص مهمة الحرّاس في حفظ ما يراد حرسه ومنع أي أحد من الوصول. ليه، ولكنهم قد يتعرضون للقتل أو الأذى، أو يحدث لهم ما يمنعهم من مباشرة مهمتهم، وهنا يتعرض الجيش كله للخطر لذا كان تأمين الحرس أحد أسباب والدّوافع في العهد النبوي .
ثانيًا :صفات الحراس : جعل الرسول ﷺ اختيار الأكفياء شرطا أساسيًّا لتولي أيّة مسؤولية في السلم والحرب على حد سواء ([16])، وكذلك يجب على ولي الأمر أن يولي كل عمل من أعمال المسلمين أصلح الرجال ومن يجده لذلك العمل أهلاً لذلك([17]). أمّا عن الحراسة فلا بدّ من توفر بعض الصفات التي لا غنى عنها بالحارس؛ لإنجاز هذه المهمة، وهي :
1 – اللياقة البدنية وصحة الجسد: لا يقصد باللياقة البدنيّة قوة العضلات فقط، بل صحّة الجسد، وقدرته على تحمل المشقة والسهر والتعب([18])، وعلى ذلك يشترط في الحارس أن يكون صحيح البدن([19]) .
2 – العقل والقدرة على القيام بالمهام : يشترط في من أوكلت إليه مهمة الحراسة أن يكون عاقلًا ، قد بلغ السن الذي يؤهله للقيام بمثل هذه المهام، ويقول ابن منكلي : فإمّا الاحتراز والاحتراس من استراق، فتولية أبواب المدينة الثقات، العقلاء المتيقظين، المتحرزين ، وأن يصير ذلك فيهم نوائبًا، لا يكون عليهم مؤونة غير الحفظ للأبواب ([20]).
وأمّا الصبي إذا كان مميزه مناسبًا لعمل الحراسة، ومدربًا على أساليب القتال والحراسة وحمل السلاح، ويمتلك قدرة عقلية وقدرة بدنية تشبه البالغين فتصح حراسته، وذلك لأنّ الضرورة تقتضي عملهم في بعض مهمات الحراسة كرصد الأشخاص أو الأعيان، وخصوصًا في الثغور المتاخمة للأعداء لحساسية هذه الحراسة، ولعدم لفت النظر للصبي المميز الذي يقوم بتلك المهام ([21]) .
3 – الخبرة والقدرة على القتال وحمل السلاح: ليست مهمة الحرس المراقبة فقط، بل التصدي والوقوف في وجه أي خطر يمكن أن ينال ممن كُلّف بحراسته؛ الأمر الذي يستوجب منه الخبرة بأمور الحرب والقتال، وهو ما يتضح من مشاركة الحراس في معهد النبوي في العد ومباشرتهم القتال بأنفسهم .
4 – الفروسية والمشاركة في بعض المهام الخاصة :عُرف معظم هؤلاء الذين قاموا بمهمة الحراسة خلال العهد النبوي بالفروسيّة والشّجاعة، بل نرى منهم من شارك في بعض المهام الخاصة التي كلفهم بها رسول الله ﷺ ، فقد عرف سعد بن أبي وقاص أنّه أحد الفرسان الشجعان من قريش الذين كانوا يحرسون رسول الله ﷺ في مغازيه، وأنّه كان أول رجل من العرب رمي بسهم في سبيل الله([22])، وكان الزبير بن العوام أول من سلّ سيفًا في سبيل الله وكان سلكان بن سلامة من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله ﷺ([23]) .
5 – الاستعداد التام واليقظة : لا بد لمن يقوم بمهمة الحراسة أن يكون على أهبة الاستعداد، وفي يقظة تامة، إذ إن مهمته تقتضي ذلك، فغفلة الحارس وعدم استعداداته قد تتسبب في نجاح العدو في نيل ما يريد .
المبحث الثالث: حراسة الصحابة للنبي ﷺ
كان النبي ﷺ يمثل القيادة العامة للمسلمين، ولا شكّ أنّه في كل زمان ومكان للقيادة دورها البارز في توجيه أمر الدولة وإرساء دعائمها، فحولها يلتف الناس، وتتوحد كلمتهم، وتثمر دعوتهم؛ لذا لزم العناية والاهتمام بها، وعدم التفريط فيها، إذ لا بد من حمايتها من غدر الغادرين، وتآمر المتآمرين، وكيد الكائدين الذين يتربصون بالإسلام ودعاته الدوائر، ويضمرون له الحقد، ويودون إطفاء نور الإسلام والمتتبع لسيرة رسـول الله ﷺ يجـد أن الصحابة – رضــــوان الله عليهم – كانوا يهتمون بحراسة قائد الدعوة ﷺ، وقد تضمنت السيرة العديد من المواطن التي فرض فيها الصحابة الحراسة اللصيقة والصارمة على قائد الدعوة عليه الصلاة والسلام ([24]).
1- حراسة النبي ﷺ في مكة :
كان أبو طالب عم النبي ﷺ يرسل معه كل يوم رجالًا من بني هاشم يحرسونه، بـل يـُذكر أنّه عندما اشتد البلاء على رسول الله ﷺ والمسلمين، واجتمعت قريش على قتله علانية، جمع أبو طالب بني عبد المطلب، وأمرهم أن يدخلوا رسول الله ﷺ شعبهم، ويمنعوه ممن أرادوا قتله، فاجتمعوا على ذلك مسلمهم وكافرهم، فمنهم من فعله حمية، ومنهم من فعله إيمانًا ويقينًا، وكان أبو طالب إذا أخذ الناس مضاجعهم أمر رسول الله ﷺ فاضطجع على فراشه؛ حتى يرى ذلك من أراد اغتياله أو المكر به، حتى إذا نام الناس أمر أحد بنيه أو إخوته أو بنـي عمـه، فاضطجع على فراش النبي ﷺ ، وأمر النبي ﷺ أن يأتي بعـض فرشهم، فينام عليه([25]) ، ويذكر أيضًا أنّ النبي ﷺ كان إذا صلى في الحجر، قام عمر بن الخطاب على رأسه بالسّيف حتى يصلي([26]) . وهنا رواية تذكر أنّ النبي ﷺ كان يخرج إلى الكعبة أول النهار، ويصلي صلاة الضحى، وكانت تلك صلاة لا تنكرها قريش، وكان إذا صلى في سائر اليوم بعد ذلك ، قعد علي بن أبي طالب(عليه السلام) أو زيد بن حارث يرصد له ([27]).
2 – حراسة النبي ﷺ أثناء الهجرة :
لما خرج الرسول ﷺ للهجرة من مكة إلى المدينة وخرج معه أبو بكر، جعل يمشي مرة أمامه، ومرة خلفه، ومرة عن يمينه، ومرة عن يساره، فقال له رسول الله ﷺ : ما هذا يا أبا بكر؟ ما أعرف هذا عن فعلك ! قال: يا رسول الله أذكر الرصد فأكون أمامك، وأذكر الطلب فأكون خلفك، ومرة عن يمينك ومرة عن يسارك لا آمن عليك ([28])، وقـد ظـل أبا بكر على ذلك حتى إذا انتهى إلى غار ثور قال لرسـول الله ﷺ كما أنت حتى أدخل يدي فأحسه وأقصه، فإن كانت فيه دابة أصابتني قبلك([29]).
وبذلك يتضح أنّ أبا بكر الصديق كان يقوم بدور الحارس للنبي ﷺ أثناء الهجرة؛ وذلك نظرًا لما بدر من قريش من رغبة في قتله والنيل منه حسبما اتُفِق عليه في دار الندوة ، ولا شك أن أبا بكر كان يدرك مدى الخطر الذي كان يحاك برسول الله ﷺ في ذلك الوقت العصيب .
3 – حراسة النبي ﷺ في غزوة بدر:
عندما تمركز المسلمون في المكان الذي وقع الاختيار عليه للقاء المشركين في غزوة بدر، قال سعد بن معاذ للنبي ﷺ : يا رسول الله نبني لك عريشا([30]) فتكون فيه، ونعد عندك ركائبك، ثم نلقى عدونا، فإن أعزنا الله وأظهرنا كان ذلك ما أحببنا، وإن كانت الأخرى جلست على ركائبك فلحقت بمن وراءنا من قومنا، فقد تخلف عنك أقوام ما نحن بأشد حبًّا لك منهم، ولو ظنوا أنك تلقى حربًا ما تخلفوا عنك، يمنعك الله تعالى بهم، يناصحونك ويجاهدون معك، فدعا له رسول الله ﷺ بخير، ثم بني العريش فكان فيه هو وأبو بكر([31]) وذلك على تلّ يشرف على المعركة ([32]) . ولا شك أن هذه الفكرة التي أشار بها سعد بن معاذ هي من أدق فنـون الحرب، فالقائد ينبغي أن يكون بمنأى عن ميدان القتال، حتى يكون قادرًا على التّوجيه والإشارة بمـا يراه مناسبًا من أساليب القتال، وحتى لا يصاب، فينفرط بإصابته عقد الجيش، فيكون مآله الفشل والهزيمة ([33]).
بعد أن بُنِي العريش، ودخله رسول الله ﷺ ومعه أبو بكر الصديق، كان سعد بن معاذ على باب العريش شاهرًا سيفه في نفر من الأنصار، يحرسونه خوفًا عليه من أن يدهمه العدو، أو ينالوا منه([34]) ، وفي هذا الصدد يروى أن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال لجمع من الصحابة: أخبروني عن أشجع الناس؟ قالوا : أنت يا أمير المؤمنين، فقال : أمّا أنا ما بارزني أحد إلا انتصفت منه، ولكن هو أبو بكر، إنا جعلنا لرسول الله ﷺعريشًا، فقلنا : من يكون مع رسول الله ﷺ ؛ لئلا يهوي إليه أحد من المشركين ؟ فوالله ما دنا منا أحد إلا أبو بكر، شاهرًا بالسيف على رأس رسول الله ﷺ ، لا يهوي إليه أحد إلا أهوى إليه ، فهذا أشجع الناس ([35]) ، وهو ما يؤكد أن أبا بكر كان يقوم بدور الحارس للنبي ﷺ .
4 – حراسة النبي ﷺ في غزوة أحد :
عندما تلقى النبي ﷺ الرسالة التي بعث بها عمه العباس بن عبد المطلب، يخبره فيها بمـا عـزم عليـه كفـار قـريـش مـن غـزو المدينـة([36])، قـام نفر من الصحابة ليلة المعركة ، السبت السابع من شوال سنة ثلاث من الهجرة بحراسـة النبي ﷺ ، منهم: سـعـد بـن مـعـاذ([37]) ، وأسـيـد بـن خـضـير ([38]) ، وسعد بن عبادة([39]) ، وقد باتوا على بابه حتى الصباح([40]) . ولا شك أن الحراسة هنا لها ما يبررها، إذ لا يستبعد أن ترسل قريش من يقوم بمهاجمة النبي ﷺ في جنح الظلام؛ لينال منه، ولما كان هذا الاحتمال واردًا، فقد ضرب الصحابة هذه الحراسة المكونة من رجال أشداء أقوياء من الأنصار؛ ما يؤكد حرص واهتمام الصحابة بأمن قائدهم ([41]) .
ولم يقتصر الأمر على هذا، إذ يذكر أنه عندما انصرف النبي ﷺ من أحد مساء يوم السبت، بات تلك الليلة على بابه جماعة من وجوه الأنصار، في الوقت الذي بات فيه المسلمون يداوون جراحاتهم ([42])
5– حراسة النبي ﷺ في غزوة الخندق:
كانت غزوة الخندق في شوال من السنة الخامسة للهجرة، وكان سببها أن نفر من اليهود خرجوا فأتوا مكة، ودعوا قريشًا إلى حرب رسول الله ﷺ ، فأجابوهم إلى ذلك، ثم خرجوا إلى غطفان فدعوهم إلى مثل ذلك فأجابوهم، فخرجت قريش يقودهم أبو سفيان بن حرب، وخرجت غطفان، فلما سمع رسول الله ﷺ باجتماعهم وخروجهم إليه استشار أصحابه، فأشار عليه سلمان الفارسي”([43]) ، بحفر الخندق، فرضي رأيه([44])، وقد أقام المشركون محاصرين للمدينة شهرًا([45]).
وتؤكد المصادر أن عباد بن بشر([46]) ، قام في هذه الغزوة على حراسة قبـة رسول الله ﷺ ، مع غيره من الأنصار، يحرسونه كل ليلة ويؤكد هذا قول أم سلمة – رضي الله عنها : ” يرحم الله عباد بن بشر، فإنـه كـان ألزم أصحاب رسول الله ﷺ لقبة رسول الله، يحرسها أبدًا” ([47]).
6– حراسة النبي ﷺ في الحديبية :
خرج الرسول ﷺ من المدينة لأداء العمرة، ولكن قريشًا اعترضته، وأرسلت إليه سفراءها، وكان منهم عروة بن مسعود ([48]) الذي أقبل إليه، وجعل يكلمه قائلًا : أيا محمد، أرأيت إن استأصلت قومك! هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أصله قبلك ؟ وإن تكـن الأخـرى فـإني لأرى وجوها، وأرى أشـوابـًا مـن النـاس خليقا أن يفـروا عنك ([49]).
وجـعـل عـروة يكـلـم النبـي ﷺ ، فكلمـا كلمـه أخـذ بلحيتـه([50])، والمغيـرة ابن شعبة([51]) قائم على رأس رسول الله ﷺ ، ومعه السيف، وعليه المغفر، فكلما أهوى عروة يده إلى لحية رسول الله ﷺ ضرب يده بنعل السيف، وقال : أخر يـدك عن لحية رسول الله ﷺ قبل أن لا تصل إليك، فيقول عروة : ويحك، ما أفظلك! وما أغلظك! فتبسم النبي ﷺ ، فقال لـه عروة : من هذا يا محمد ؟ قال : هذا ابن أخيك ([52]) ، المغيرة بن شعبة، فقال: أي غدر، وهل غسلت سوأتك إلا بالأمس([53]). وقد أراد عروة بمقولته هذه أن يشير إلى ما أقدم عليه المغيرة، حيث كان قد صحب قوما في الجاهلية، فقتلهم، وأخذ أموالهم، ثم جاء، فأسلم، فقال له رسول الله ﷺ : « أمـا الإســـلام فأقبـل، وأمـا المــــال فلسـت منـه فـي شيء »([54]) . وبذلك يتضح أن المغيرة بن شعبة كان الحارس المقنع الذي وقف على رأس رسول الله ﷺ أثناء حديث عروة بن مسعود معه؛ وقد نص ابن كثير على أنه « كان بمنزلة السلحدار([55]) بين يدي رسول الله ﷺ ، كما كان رافعا السيف في يده وهو واقف على رأس رسول الله ﷺ في الخيمة يوم الحديبيّة .
الخاتمة
كانت الحراسة في العهد النبوي ضرورة بل أكثر من ضرورة وذلك للحفاظ على حياة القائد وأعني به رسول الأمة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلّم ، لتوفر دوافع الانتقام من المشركين ، وإظهار قوة وبأس المسلمين تجاه العداء كما كانت الحراسة مطلوبة لحماية جيش المسلمين من أي اعتداء مباغت يقوم به أعداء الإسلام ، ومن يقوم بالحراسة عليه أن يتمتع بالشجاعة والقوة واللياقة البدنيّة وصحة الجسد ، والعقل والقدرة على القيام بالمهام، والخبرة والشّجاعة والنّباهة والقدرة على القتال وحمل السلاح ، والفروسيّة والمشاركة في بعض المهام الخاصة، والاستعداد التام واليقظة حتى لا يؤخـذ المسلمون علـى غـرة من قبل أعدائهم، والقضاء على على كلّ حركة غدر وخيانة .
وحراسة الصحابة للنبي ﷺ في مكة، وأثناء الهجرة ، وفي غزوة بدر، وغزوة أحد، وغزوة الخندق، أظهرت العبقرية العسكرية في اختيار القائمين بالحراسة.
والحراسة في مفهومها العسكري تعني التنظيم والانضباط والاستعداد الدائم لدرء أي خطر خارجي محدق بالدعوة الإسلامية .وأن يضحي الحارس بروحه في سبيل نصرة الدعوة وحماية الدين .
المصادر والمراجع
1- أحمد ، إبراهيم علي محمد، الاستخبارت في دولة المدينة المنورة ، أكاديمية نايف العربية للعلوم، 1999 .
2- ابن اسحاق، محمد بن اسحاق بن يسار المطلبي المدني، السيرة النبوية، تحقيق: أحمد فريد المزيدي، دار الكتب العلمية،ج3، بيروت، الطبعة الأولى، 2004 .
3- ابن الأثير،عز الدين أبو الحسن علي بن محمد الجزري، أسد الغابة في معرفة الصحابة، تحقيق: علي محمد معوض وعادل أحمد ، بدون تاريخ ،ج2 ، بيروت، دار ابن حزم ، دون تاريخ .
4- ابن الجوزي، جمال الدين أبو الفرح عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي ، تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التاريخ والسير، دار الأرقم، الطبعة الأولى، بيروت. 1997 .
5- ابن النحاس ،أبو زكريا أحمد بن إبراهيم بن محمد ت ، مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق ومثير الغرام إلى دار السلام ، تحقيق : إدريس محمد علي ، ، دار البشائر الإسلامية ، بيروت ، الطبعة الأولى. 1990 .
6- ابن سعد ،أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الزهري ، الطبقات الكبرى ، تحقيق : د.علي محمد عمر ، مكتبة الخانجي ، القاهرة ، الطبيعة الأولى ، 2001 .
7- ابن سيد الناس ، أبو الفتح محمد بن محمد بن سيد الناس اليعمري ، عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير ، تحقيق : د/ محمد العيد الخطراوي ، مكتبة دار التراث المدينة المنورة ، بدون تاريخ لطبعة.
8-ابن شبه ،أبو زيد عمر بن شبه النميري البصري ، تاريخ المدينة المنورة ، تحقيق : فهيم محمد شلتوت ، القاهرة، بدون تاريخ لطبعة .
9- ابن شهاب الزهري،محمد بن مسلم بن عبيد الله ، المغازي النبوية ، تحقيق : د / سهيل زكار ، ، دار الفكر ، دمشق . 1981
10- ابن عبد البر، أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار الجيل، بيروت، الطبعة الأولى.
11- ابن قيم، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر، زاد المعاد في هدي خير العباد، تحقيق، شعيب الأرنؤوط ، عبد القادر الأرنؤوط ، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة السابعة والعشرين . 1994
12- ابن كثير، نعماد الدين إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية ، تحقيق : عبد الله بن عبد المحسن التركي، دار هجر للطباعة والنشر، القاهرة، الطبعة الأولى، 1997.
13-ابن منظور الأنصاري، أبو الفضل جمال الدين الرويفعي الأفريقي، لسان العرب، تحقيق : عبد الله علي الكبير بدون تاريخ ، دار المعارف ، القاهرة، دون تاريخ للنشر .
14- ابن منكي، محمد بن منكي الناصري، الحيل في الحرب وفتح المدائن وحفظ الدروب، تحقيق: نبيل محمد عبد العزيز أحمد، دار الكتب المصرية ، القاهرة 2000
15- ابن هشام، أبو محمد عبد الملك بن هشام المعافري، السيرة النبوية، تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد، من دون تاريخ ، دار الجيل ، بيروت د . ت . للنشر .
16- البلاذري، أحمد بن يحيى بن جابر، جمال من أنساب الأشراف، تحقيق: د/ سهيل زكار، دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى 1996
17- البيهقي، أبو بكر أحمد بن الحسين، دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، تحقيق : د/ عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العالمية، 1998 .
18- الترمذي، الإمام الحافظ محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، السنن، تحقيق : محمد ناصر الدين الألباني، مكتبة المعارف للنشر، الرياض 1996
19- الخزاعي، علي بن محمد بن أحمد بن موسى،* تخريج الدلالات السمعية على ما كان في عهد الرسول الله من الحرف والصنائع والعمالات الشرعية، تحقيق د/ إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى .1985
20- الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تحقيق : د/ عمر عبد السلام، دار الكتاب العربي ، بيروت ، الطبعة الأولى 1987.
21- الصنعاتي، عبد الرزاق، كتاب الجهاد، باب أول سيف في سبيل الله، تحقيق، حبيب الرحمن ألأعظمي، 1972 .
22-الطبراني ، أبو القاسم سليمان بن أحمد ، المعجم الكبير ، تحقيق : حمدي عبد المجيد السلفي ، ، مكتبة ابن تنمية ، القاهرة ، الطبعة الأولى. 1983
23- الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ج2 ، دار التراث بيروت ،1996 .
24- عبد الرزاق الصنعاتي، أبو بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاتي، المصنف، تحقيق: حبيب الرحمن ألأعظمي، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة، الأولى1972 .
25- القسطلائي، أحمد بن محمد القسطلائي، المواهب الدينية بالمنح المحمدية، تحقيق : صالح أحمد الشامي، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية 2004
26- موسى ابن عقبه، المغازي، تحقيق، محمد باقشيش أبو ملك، المغرب 1994 .
27- النيسابوري، الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله، المستدرك على الصحيحين، دار الحرمين للطباعة والنشر، القاهرة، الطبعة الأولى 1997
28- عرموش،أحمد راتب، قيادة الرسول السياسة والعسكرية، دار النفائس، بيروت الطبعة الثانية1991
29- العليمي،أحمد محمد باوزير* مرويات غزوة بدر، مكتبة طيبة، السعودية، الطبعة الأولى 1980
30- الرشيد ،عبد الله محمد، القيادة العسكرية في عهد الرسول، 1990، دار القلم، بيروت، الطبعة الأولى
الرشيد، عبد الله محمد ، 1990 .
31- العازمي، موسى بن راشد ، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، 2013، دار الصميعي للنشر، الرياض، الطبعة الأولى .
32-موسى بن عقبة، المغازي، تحقيق، محمد باقشيش أبو ملك، 1994 .
ثانياً : الرسائل العلمية :
33- نادية خميس عبد الله أبو سالم، الحراسة في الفقه الإسلامي، رسالة ماجستير (غير منشوره )، كلية الشريعة و القانون ، الجامعة الإسلامية ، غزة . 2015 .
[1] – طالب ماجستير في جامعة الجنان- قسم دراسات إسلامية – student.jinan.edu.lb@10212503
[2]-ابن منظور الأنصاري ، أبو الفضل جمال الدين الرويفعي الأفريقي ، لسان العرب ، تحقيق : عبد الله علي الكبير بدون تاريخ ، دار المعارف ، القاهرة، ص833 .
[3]– الترمذي، محمد بن عيسى بن موسى بن الضحاك، سنن الترمذي، تحقيق محمد ناصر الدين الألباني، 1996، مكتبة المعارف للنشر ، القاهرة ، ط 1 ص385.
[4]– الحاكم النيسابوري، محمد بن عبدالله بن حمدوية بن نعيم الضبي الطهماني، المستدرك على الصحيحين، 1997، دار الحرمين للطباعة والنشر، القاهرة، ط1، ج2 ، ص100 .
[5]– ابن النحاس، أبو زكريا أحمد بن إبراهيم بن محمد الدمشقي ثم الدمياطي، مشارع الأشواق إلى مصارع العشّاق ومثير الغرام إلى دار السلام، ص418.
[6]– العليمي، أحمد محمد باوزير، 1980، مرويات غزوة بدر ،مكتبة طيبة ، ص184 .
[7]– الرشيد ، عبد الله محمد ، 1990، القيادة العسكرية في عهد الرسول ، دار القلم ، دمشق ،ص398.
[8]– الطبري ، أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير، 1996 ، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ج2، دار التراث بيروت، ص473
[9]– ابن الجوزي ، أبو الفرج عبد الرحمن بن ابي الحسن علي بن محمد القريشي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ، ج3 ، ص125 .
[10]-الذهبي ، محمد بن احمد بن عثمان بن قايمار شمس الدين ،1987 ، تاريخ الإسلام ، تحقيق ، د .عمر عبد السلام ، ، بيروت ، ص72 .
[11]-ابن سعد ، بن منيع البصري الزهري ، الطبقات الكبرى ، تحقيق ، د/ علي محمد عمر ، 2001 ، ج2 ، ص110 .
[12]– ابن اسحاق، بن يسار المدني ،2004 ، السيرة النبوية ، تحقيق ، احمد فريد المزيدي، ج3 ، دار الكتب العلمية ، القاهرة نص480 .
[13]– ابن سعد ، المصدر السابق ، ج2 ، ص36
[14]– ابن هشام ،عبد الملك السيرة النبوية ، تحقيق ، طه عبد الرؤوف سعد ، بدون تاريخ ، ج3 ، ص122 .
[15]– البلاذري ، أبو الحسن وقيل أبو بكر احمد بن يحي بن جابر بن داوود ، أنساب الأشراف ، تحقيق ، د/ سهيل زكار ، 1996 ، ج1 ، ص419
[16]– الرشيد ، عبد الله محمد ، القيادة العسكرية في عهد الرسول ، 1990 ، ص37 .
[17]– عرموش ، أحمد راتب ، قيادة الرسول السياسية والعسكرية ، 1991 ، ص219
[18]– عرموش ، أحمد راتب ،المرجع نفسه ، ص170 .
[19]– أبو سالم ، نادية خميس عبد الله ، الحراسة في الفقه الإسلامي ،2015 ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية الشريعة ، الجامعة الإسلامية ، غزة .
[20]– ابن منكلي ، محمد الناصري، الحل في الحروب وفتح المدائن وحفظ الدروب ، تحقيق ، نبيل محمد عبد ، 2000 ، ص380 .
[21]– أبو سالم ، نادية خميس ، المرجع السابق ، ص97 .
[22]– ابن عبد البر ،أبو عمر يوسف بن عبدالله النمري الاستيعاب في معرفة الأصحاب ، تحقيق أبو عمر يوسف عبد الله ، 1992 ، مج 3 دار الجيل بيروت ، ص608 .
[23]– الصنعاتي، عبد الرزاق ، كتاب الجهاد ، باب أول سيف في سبيل الله ، تحقيق ، حبيب الرحمن ألأعظمي، 1972 ،ص289 .
[24]– أحمد ، إبراهيم علي محمد ، الأستخبارت في دولة المدينة المنورة ، 1999 ، أكاديمية نايف العربية للعلوم، ص195.
[25]– موسى بن عقبة ، المغازي ، تحقيق ، محمد باقشيش أبو ملك ، 1994 ، ص82 .
[26]– ابن شبه ، عمر بن شبة ( واسمه زيد) بن عبيدة بن ربطة النميري البصري ، تاريخ المدينة المنورة ، بدون تاريخ ، ج1 ، ص300 .
[27]– البلاذري ، المصدر السابق ، ج1 ، ص126 .
[28]– البيهقي ، ابي بكر احمد بن الحسين دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة ، تحقيق ، عبد المعطي قلعجي ، 1998 ، ج1 ، ص467 .
[29]-ابن كثير ، عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر القرشي بن كثير بن ضو بن درع القرشي الحضلي الخضلي البصروي الشافعي البداية والنهاية ، تحقيق ، عبد الله بن عبد المحسن التركي ، 1997 ، ج4 ، ص44.8
[30]– العريش ، كل ما علاك وأظلك من فوقك ، فان علوته فهو عريش لك لاعريش . الخزاعي ، تخريج الدلالات السمعية ، تحقيق ، إحسان عباس ، 1985 ، ص251.
[31]– ابن هشام ، المصدر السابق ، ج3 ، ص192 .
[32]– ابن قيم الجوزية ، أبو عبدالله شمس الدين محمد بن ابي بكر بن أيوب بن سعد بن جرير الزرعي الدمشقي الحنبلي ، زاد المعاد في هدى خير العباد ، تحقيق ، شعيب الأنؤوط ، 1994 ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ج3 ، ص175.
[33]– العازمي ، موسى بن راشد ، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون ، 2013 ، دار الصميعي للنشر ، الرياض ، ط1 ، ج2 ، ص389
[34]– ابن هشام ، المصدر السابق ، ج2 ، ص196 ص197 .
[35]– باوزير، أحمد محمد العلمي ، مرويات غزوة بدر ، 1980 ، السعودية ، ط1 ، ص186 .
[36]– ابن سعد ، المصدر السابق ، ج2 ، ص33 .
[37]– سعد بن معاذ : هو سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبدالأسهل ، شهد بدر واحد ، ورمي يسهم يوم الخندق فيرا ، ثم الفجر . جرحه فسال الدم منه ، ومات /الطيراني المعجم الكبير ،تحقيق : حمدي عبدالمجيد السلفي ، 1983،مكتبـة ابن تيمية .
القاهرة ،ط2 ،ج6 ، ص805
[38]– أسيد بن حضير : هو أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك بن رافع بن امرئ ألقيس بن زيد ابن عبد الأسهل، أسلم على يد مصعب بن عمير، وكان ممن شهد العقبة الثانية، ذكر البعض أنه لم يشهد بدر، وقيل شهدها وشهد أحدا وما بعدهما من المشاهد، وتوفي سنة ۲۰ه وقیل ۲۱ هـ / ابن عبد البر، المصدر السابق، مج1 ، ص92 ص94 ..
[39]– سعد بن عبادة ، شهد العقبة ، وكان أحد النقباء ألاثني عشر ، شهد المشاهد كلها ماعدا بدر ، فإنـه تهــا للخروج فلدغ فا قام / ابن الجوزي ، عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي القرسي البغدادي ، تلقيح فـهـوم أهل الأثر في عيون التاريخ والسير، دار الأرقم بن أبي الأرقم، 1997، بيروت، الطبعة الأولى، ص96.
[40]– أبن سعد ، المصدر السابق ، ح2 ، ص34 .
[41]– أحمد ، إبراهيم على محمد ، المرجع السابق ، ص157 ص158
[42]– ابن سعد ، المصدر السابق ، ج2 ، ص45 .
[43]– الدرر في اختصار المغازي والسير ، تحقيق ، شوقي ضيف ، 1966 ، القاهرة ، ج1 ، ص334.
[44]– سلمان الفارسي : مولى رسول الله ، أصله من فارس ، كانت الخندق أول مشاهده مع رسول الله ، ولم يتخلف عن مشهد بعدها ، آخى النبي بينه وبين أبي الدرداء ، كان من خيار الصحابة وزهادهم وفضلائهم ، توفي سنة 35 هـ ، وقيل 36 هـ ، وقيل توفي في خلافة عمر
. ابن الأثير : عزالدين ابي الحسن الجزري الموصلي ، 2013 أسد الغابة في معرفة الصحابة ، ج۲، دار ابن حزم ص ٢٦٥ – ۲۷۰
[45]– ابن قيم الجوزية ، المصدر السابق ، ج3 ، ص272.
[46]– عبد بن بشر : هو عباد بن بشر بن وقش بن زغبة بن زغوراء بن عبد الأ شهل، شهد بدراً واحدا والمشاهد كلها، وكان فيمن قتل كعب بن لأشرف اليهودي، وكان من فضلاء الصحية ،ابن عبد لبر ، المصدر السابق ، مج2 ، 801.
[47]– ابن سعد ، المصدر السابق ، ج2 ، ص64،
[48]-عروة بن مسعود : هو عروة بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد ابن عوف. الثقفي ، لما انصرف الرسول ﷺ من الطائف اتبع أثره حتى أدركه قبل أن يصل إلى المدينة فاسلم ، ثم خرج إلى قومه يدعوهم إلى الإسلام ، فرموه بالنبـل مـن كل وجه ، فأصابه سهم فقتله : ابن عبد البر ، المصدر السابق ، مج3 ، ص1066
[49]– بن شهاب الزهري : المغازي النبوية ، تحقيق : د/ سهيل زكار، 1981،دار الفکر، دمشق ، ص53
[50]– كانت من عادة العرب أن يتناول الرجل لحية من يكلمه، لا سيما عند الملاطفة، وفي الغالب إنما يصنع ذلك النظير بالنظير، وكان النبي ﷺ بغض لعروة؛ استمالة له وتأليفا، والمغيرة بمنعه؛ إجلالا للنبي ﷺ وتعظيما. القسطلاني : المواهب اللدنية ، ج1، ص494.
[51]– المغيرة بن شعبة : هو المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتق بن مالك، يكنى أبا عبد الله، وقيل : أبا عيسى، شهد الحديبية مع رسول الله ﷺ ، وكان يلزمه في مقامه وأسفاره، ولى لعمر البصرة ثم الكوفة، ومات عمر وهو عليها، ثم ولى الكوفة لمعاوية، ومات بها، وهو أميرها في شعبان سنة 50 هـ. ابن الجوزي : المصدر السابق ، ص108.
[52]– وقع الخبر أن عروة عم المغيرة ، والأصح أنه عم أبية ، فهو المغيرة بن شعبة بن أبي عمار ابن مسعود و عروة وأبو عمار أخوان / ابن سيد الناس ، عيون الأثر،تحقيق ، محمد العيد ، بدون تاريخ ، ج2 ، ص165.
[53]– الذهبي ، محمد بن احمد عثمان بن قايماز ، تاريخ الإسلام ، تحقيق ، عمر عبد السلام ، 1987 ، ج1 ، ص368 ص369 .
[54]– عبد الصنعاني ، المصدر السابق ، ج2 ، ص627 .
[55]– السلحدر، لفظ فارسي، معناه ، صانع الأسلحة ، دخل العربية في العصر الإسلامي المتأخر لنصرف على المملوك المكلف بحمل آلات الحرب الخاصة بالملك أو السلطان .