foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

دور المرأة في نقل الحديث الشريف من عصر النّبوة حتى القرن التاسع الهجري

0

دور المرأة في نقل الحديث الشريف

من عصر النّبوة حتى القرن التاسع الهجري

The Role of Women in Transmitting the Noble Hadith

From the Era of Prophecy Until the Ninth Century AH

Walid Abdul Ghani Al Houjairy وليد عبد الغني الحجيّريّ([1])

تاريخ الإرسال: 13-6-2024                  تاريخ القبول: 25-6-2024

وليد عبد الغني الحجيّريّ

تحميل نسخة PDF

الملخص

تناولت الدراسة ميدانًا مهمًا من الميادين التي بذل فيها المسلمون جهدًا طيبًا وهو الحديث الشريف ونقله، وقد كان هذا الجهد من الجنسين، الرجال والنساء معًا، وكانت الدراسة مقتصره على جهد المرأة ودورها في هذا المضمار العظيم، ومن الأهمية بمكان أيضا اعتناء الشريعة الإسلامية بالمرأة وتأديبها وتعليمها وتنشئتها تنشئة سليمة لتكون مربية الأجيال بحيث يصلح المجتمع بأكمله.

تدور موضوعات البحث على جهد المرأة في نقل الحديث الشريف من بداية عهد النبوة حتى نهاية القرن التاسع الهجري.

وقد مهدت الدراسة عن أهميّة الحديث النبوي الشريف في الإسلام الذي يعدُّ المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، وقد فصلت الدراسة الى عدة أبواب منها: ماذا نعني بنقل الحديث الشريف (طرق الرواية)، وجهود المرأة في خدمة الحديث الشريف، وجهود أمهات المؤمنين في خدمة الحديث الشريف.

وقد فصل في ترجمة الصحابيات مبتدئا بزوجات النبي (ص) لفضلهن، مبيناً ما لهن من الحديث، وكم أخرج لهن الشيخان، ومن روى لهن من أصحاب السنن، وجهود سائر الصحابيات في نقل الحديث الشريف، ثم الحديث عن الصحابيات وما لهن من الحديث وما اشتهرت به من رواية، وجهود التابعيّات في نقل الحديث الشريف.

وبعد ذلك ذكر المحدثات التابعيات حتى نهاية القرن التاسع الهجري، ومن أخرج لهنّ من أصحاب السنن، مع ذكر حديث بعضهن وبما اشتهرت به. وأخيراً جهود سائر النساء المسلمات في نقل الحديث الشريف حتى القرن التاسع هجري.

الكلمات المفتاحيّة: رواية الحديث- نقل الحديث- بيت النبوة- السّنة النّبوية- إجماع الأُمة- الصحابيات-

التّابعيّات- أمهات المؤمنين.

Abstract

The Role of Women in Transmitting the Noble Hadith From the Era of Prophecy Until the Ninth Century AH.

The study addressed an important field in which Muslims made a significant effort, which is the noble hadith and its transmission. This effort was made by both genders, men and women together. The study was limited to the efforts of women and their role in this great field. It is also of great importance that Islamic law takes care of women, educates them, and raises them in a sound manner so that they will be the educators of generations and thus reform society as a whole.

The research topics revolve around women’s efforts in transmitting the Noble Hadith from the beginning of the era of prophecy until the end of the ninth century AH. The study paved the way for the importance of the Noble Prophetic Hadith in Islam, which is considered the second source of Islamic legislation after the Holy Quran. The study was divided into several sections, including what is meant by transmitting the Noble Hadith (methods of narration), the efforts of women in serving the Noble Hadith, and the efforts of the Mothers of the Believers in the service of the Noble Hadith.

The study provided detailed biographies of the female companions, starting with the wives of the Prophet, peace be upon him, due to their virtue, explaining which hadith they narrated, how many hadiths were narrated by the two sheiks, and who narrated from them among the Sunan authors.

It also discussed the efforts of other female companions in transmitting the noble hadith, then covered the female followers, detailing which hadith they narrated and what they were famous for in terms of narration. The efforts of the female followers in transmitting the noble hadith were highlighted, followed by a mention of the female hadith scholars from the female followers until the end of the ninth century AH, and those who recorded their hadiths among the Sunan authors, with mention of the hadiths of some of them and what they were famous for. Finally, the study addressed the efforts of other Muslim women in transmitting the Noble Hadith until the ninth century AH.

Keywords: Al Hadith narration- Transfer The Hadith- House of Prophecy- Islamic jurisprudence- Consensus of Ummah -Companions of Prophet Muhammad- Affiliates of the Prophet’s companions- women of the houae of prophet

المقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

وبعد،

لا يقوم عمل إلا على أساس العلم والعقيدة الإسلامية، ولا بُدّ أن يعي الإنسان هذه النقطة عند طلبه للعلم الشرعي، كما أنه لا عمل لمن لا نية له.

وإنّه من دواعي سروري أن أبحث في هذا الموضوع القيّم الذي نوضّح به صورة المرأة ودورها الذي يجب عليها القيام به في مجتمعنا المعاصر، وهو ما سأكتبه في السطور القليلة القادمة مسلّطاً الضوء على دور المرأة في نقل الحديث الشريف، وتبيان أهميتها ابتداءً من السيّدة عائشة رضي الله عنها مروراً بمشاهير النساء عبر التاريخ الإسلامي اللاّتي سطَّرن صفحات بيضاء في لَبِنَة علم الحديث الشريف.

سيتناول هذا البحث جهود المرأة ودورها في خدمة الحديث الشريف المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي، فإن من الضروري جداً إبراز هذا الجانب الحضاري العلمي عند المسلمين الذين تميَّزوا به عن سائر الأمم والشعوب، ولا يوجد أي أمّة أخرى تُظهر مثل هذا العدد الكبير من النساء يتلقّى الناس عنهنّ العلم، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أرى من المؤسف حقّاً أن تتخلّى المرأة عن هذا الدور العظيم في واقعنا المعاصر المتراجِع فكرياً وعلمياً وثقافياً.

وسأحاول في هذا البحث الحديث عن دور المرأة، إذ بشكل مختصر الدور الذي تميّزت به المرأة المسلمة في ذلك الوقت وأضاءت بذور علمها أصقاع الأرض، حتى أن الكثير من الرجال تلقّى العلم على أيديهنّ، ولا بدّ من التذكير بدور المرأة السابق لنحفّز المرأة المعاصرة لتعود إلى السنّة النبوية متعلّمة ومعلّمة ومستنيرة ومنوّرة.

أهمية البحث وأسباب اختياره

الحديث النبوي الشريف هو كلّ ما وصل إلينا وأخبرنا بما صدر من الرسول الأعظم محمد (ص) من قول أو فعل معيّن قام به، أو إقراره لفعل أحد ممّن يُحيطون به، وممّن احتكّ بهم أو سمع عنهم، بالإضافة إلى صفاته الأخلاقيّة أو الخلُقيّة أو سيرته العطرة والأحداث التي مرّ بها سواء أكانت قبل بعثته الشريفة أم بعدها، لهذا فالحديث النبوي هو تراث الرّسول الأعظم كاملاً. وقد بذل العلماء المسلمون الأوائل جهدًا كبيرًا في نقله وحفظه وتنقيته من أيّة شوائب قد تعلق به على مرّ الزمان، وهو جهد مشكور يشكرون عليه أيما شكر؛ حيث إنهم استطاعوا أن يحفظوا لنا هذا التراث الجميل، وقد تحوّل جهدهم العظيم إلى خطّة يسير عليها علماء التاريخ وكلّ من لهم حاجة في النقل عن القدماء في أيّ علم كان، لما لمسوه من إتقان لا نظير له.

وقد كان للمرأة منذ فجر الإسلام دور عظيم في نقل الأحاديث النبوية الشريفة، لا وبل كانت السبّاقة للاطلاع على أحوال النبي (ص)، وأقواله وأفعاله، كيف لا وهي الزوجة الملازمة له (ص) في أكثر أحواله وأوقاته، من بيتها بدأ الوحي، فكانت زوجته خديجة (رضي الله عنها) هي أول الناس إيمانًا وتصديقًا، ثم بدأ الوحي يتوالى، في حُجُرات أمّهات المؤمنين، فكان لهنّ شرف الاهتمام بالسُنّة، بل يصعب أن نجد مهمة للرجال في طلب الحديث وحفظه وتدريسه غير مهمّة الرحلة في طلبه، التي كان يختص بها الرجال من دون النّساء لأسباب معروفة لنا جميعاً. وما كانت هذه المكانة لتكون لولا اهتمام المصطفى (ص) بها ورعاية الإسلام لها الرعاية الكاملة، من حيث تعليمها وتنشئتها وإعدادها الإعداد النفسي والفكري، ومشاركتها في مجالس العلم، مما زاد في فضلها ومكانتها وجهودها في نشر الإسلام وتعليمه منذ عهد الصحابة، ثم التابعين وتابعيهم فيما بعد في كل زمان ومكان.

أمّا عن أسباب اختياري للموضوع فتعود لعدّة أمور منها:

  • أهمية هذا الموضوع من الناحية الاجتماعية.
  • أن هذا الموضوع كان يشغل بالي منذ مدة طويلة؛ فكنت أُكثر البحث فيه، والقراءة حوله.
  • رغبتي برؤية دور أعظم للمرأة في عصرنا ومجتمعنا الحالي.
  • نيل درجة (الماجستير) من الجامعة.

منهجية البحث

اتّبعت المنهج الوصفي التاريخي، مع الاستنباط والتّحليل والإحصاء.

وسأتتبّع تراجم الصحابيّات، والتابعيّات، ومَن تبعهنّ إلى يومنا هذا في كتب الرجال والتراجم لاستخراج المرأة المحدِّثة من خلال القرون.

وسأنظر في دور المرأة المحدّثة من خلال الأحاديث التي روَتها؛ عدداً وموضوعاً وصحةً، وعمّن أخذت، ومَن أخذ عنها: أي موقعها في سلسلة الإسناد.

إشكاليّة البحث

تتمثّل مشكلة الدراسة في الأسئلة الآتية:

  1. هل للمرأة المسلمة دور في نقل الحديث النبوي الشريف؟
  2. هل اتُّهمت المرأة بالجهل في الإسلام؟
  3. هل تمّ تغييب دور المرأة المهمّ في الإسلام؟
  4. هل تعرّضت المرأة المسلمة للظلم وحرمانها من حقّها في العلم ونشر الحديث النبوي؟

خطّة البحث

شملت خطة البحث التطرّق لأهميّة الحديث النبوي الشريف في الإسلام المصدر الثاني للتشريع الإسلامي وماذا نعني بنقل الحديث الشريف (طرق الرواية)، ثم انتقلت إلى الكلام عن جهود المرأة في خدمة الحديث الشريف بالتفصيل، وجهود سائر الصحابيات والتابعيّات وأيضاً جهود سائر النساء المسلمات في نقل الحديث، بالإضافة إلى الخاتمة والمراجع.

الدّراسات السابقة

  • أحمد حسين شرف الدين، أمّهات المؤمنين، ط1، الرياض 1404 هـ – 1984م.

يتناول الكتاب موضوعًا مهمًّا لكل مسلم ومسلمة، فيُلقي الضوء على زوجات النبي (ص) وما لهنّ من مكانة عظيمة في قلب كل مسلم ومسلمة. والله عزّ وجلّ ميّزهنّ عن سائر النساء، حيث تحدّث الكاتب بعد مقدّمة شيّقة عن السيّدة خديجة بنت خويلد، وبيّن أنها كانت تدعى قبل البعثة بالطّاهرة. ثم تكلّم عن السيدة عائشة بنت أبي بكر الصدّيق، وأشار إلى سودة بنت زمعة العامرية، وحفصة بنت عمر، وزينب بنت جحش، وجويرية بنت الحارث، وصفية بنت حيي، ويتحدّث أخيراً عن أم حبيبة بنت أبي سفيان، وميمونة بنت الحارثِ.

  • آمال قرداش بنت الحسين، دور المرأة في خدمة الحديث في القرون الثلاثة الأولى، قطر، رئاسة المحاكم الشرعية والشؤون الدينية في دولة قطر، كتاب الأمة العدد 70، 1999 م.

تضمن الكتاب عناية الإسلام بالمرأة تعليمًا، ورحلة النساء في طلب الحديث وأدائه، ودور المرأة في روايات الكتب الستّة، ودور المرأة في نقد الروايات وفي الجرح والتعديل.

  • سامية منيسي، الصحابيات ودورهنّ في بناء أمة الإسلام في عهد الرسول (ص)، القاهرة، دار المريخ، 1409 هـ – 1988م.

يتناول الكتاب دور الصحابيّات في بناء أمّة الإسلام، ثم يتناول دور الأنصاريات من الصحابيات.

  • سعيد أيوب، زوجات الرسول (ص)، ط1، بيروت، دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع، 1997.

تناول الكتاب زوجات النبي (ص) ثم القى الضوء على الحكمة من وراء تعدّد زوجاته، ودورهنّ في تبليغ سنّته الشريفة.

  • عائشة عبد الرحمن، نساء النبي (ص)، ط1، بيروت، دار الكتاب العربي، 1983م.

تناول الكتاب نفحات معطّرة من سيرة حياة نساء النبي (ص) في بيت النبوّة ومعاملة النبي لزوجاته.

  • عبد الرحمن محمد الحسن هبة الله ابن عساكر الشافعي أبو منصور، الأربعين في مناقب أمّهات المؤمنين رحمة الله عليهنّ أجمعين، تحقيق: محمد مطيع حافظ، ط1، دمشق، دار الفكر، 1406هـ – 1986م.

يتناول الكتاب حياة أمّهات المؤمنين، ودورهنّ في حياة النبي (ص)، ونقل سنّته الشريفة.

  • محمود طعمة الحلبي، نساء حول الرسول (ص) فواضل النساء المقرّبات من الرسول، ط4، بيروت، دار المعرفة، 2000م.

تناول الكتاب دراسة عن نساء ظهرنَ في حياة خاتم النبيّين (ص)، جمع فيها النساء اللواتي شهدنَ طفولة الرسول (ص)، وكان لهنّ باعٌ في تربيته، ثمّ أمّهات المؤمنين رضي الله عنهنّ أجمعين، ثم النساء اللواتي عقد عليهنّ النبي (ص) وسرّحهن قبل الدخول بهنّ، والنساء اللواتي خطبهن ولم يعقد عليهنّ، والنساء اللواتي شددن أزره في دعوته ودافعنَ عنه.

ما هو الجديد في البحث؟

جاءت هذه الدراسة كنقطة وصل بين تلك الدراسات المتعلقة بدور نساء النبي (ص) في نقل الحديث الشريف. فكانت استكمالاً لما غفلته دراسة عن أخرى. وإبراز حقّ ودور المرأة ومكانتها في الإسلام في التعلّم والتعليم، والردّ على الشبهات المثارة حولها واتهامها بالجهل. وإظهار كيف كرّم الإسلام المرأة وجعل لها دور عظيم في نقل ومضات مشرفة من حياة الرسول (ص) منذ ولادته حتى يومنا هذا.

صعوبات الدراسة: كان لكثرة المصادر وتنوّعها وتشابه أغلبها دور في بذل الجهد والوقت الكثير، حيث تركّز البحث على المعلومات الجديدة والمختلفة التي تساعد على إغناء البحث بما هو جديد وقيّم.

حدود البحث: جاء الإطار الزمني من عصر النبوّة حتى القرن التاسع الهجري.

أهميّة الحديث النبوي الشريف في الإسلام المصدر الثاني للتشريع الإسلامي

فإنه يخبرنا بآراء الرسول (ص) تجاه القضايا التي كانت تحصل حوله ومعه، فهو يعلّمنا المنطق الذي كان يتعامل به الرسول الأعظم، وهو نفس المنطق الذي يتوجّب علينا أن نتعامل به والذي يعتمد على الانفتاح وعدم التزمّت ومراعاة المشروطتين الزّمانيّة، والمكانيّة إزاء القضايا التي تواجه الأمّة في كلّ الأزمنة والأمكنة، فقد ذهب البعض مذهباً غير محمود في تعاطيهم مع سُنّة الرسول الكريم والحديث النبوي الشريف، إذ إنهم جمعوا كلّ ما ورد عن الرسول (ص) سواء صحّ عنه أم لم يصح وأرادوا أن يسقطوه كما هو على كلّ الأزمنة والأمكنة متناسين حجم التفاوت الحاصل بين ذلك الزمان والأزمنة اللاحقة، ومتجاهلين جوهر الحديث النبوي ولبّه، وهو طريقة تفكير الرسول (ص) التي يتوجّب أن تكون هي الخطّة التي سنختلط بها، لا الأحكام التي كان يصدرها على قضايا متعلّقة بذاك الزمن. قال تعالى في سورة النساء: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء:59].

من الجهة الأخرى هناك فئة من المفكّرين رفضوا السنّة النبوية بالإجمال، ورفضوا الحديث عنها، وهذا خطأ فادح وكبير؛ فالأحاديث النبويّة هي إرث عن خير البشر وأعظمهم على الإطلاق، ولهذا السبب فإن رفض السُنّة كاملة لا يصبّ في ا لاتجاه الصحيح، فكما أنّ السُنّة فيها الأحاديث الضعيفة الملفّقة المدسوسة والتي شوّهت صورة الرسول الكريم وصورة الإسلام ولا زالت إلى يومنا هذا، وإنّ السنّة النبوية فيها أحاديث تدلّ على عظمة هذه الشخصية كأحاديث الأخلاق، وطريقة تعامله عليه السلام مع القضايا الثابتة عبر الزمان والمكان وما إلى ذلك.

قال تعالى في سورة الحشر: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الحشر: 7].

هذا إرثٌ كبير يجب أن يتمّ إبرازه وإيضاحه للناس وللعالمين حتى يفهموا حقيقة هذا الدّين العظيم، وحقيقة هذه الشخصيّة التي لم يتواجد مثلها. من هنا نرى أن طريقة التعامل مع السُنّة النبوية الشريفة يتوجّب أن تكون وسطيّة لا حدّية، فالإقبال الكبير على السنّة النبوية وأخذ ما فيها مباشرة دون التثبُّت عقليّاً وعلميّاً أمر يضرّ كثيراً بالدّين، ويشوّه صورة الرسول، أمّا الرّفض المطلق لها فهو يحرم الناس من خير كبير ومن معرفة طبيعة هذا الرّجل العظيم الذي أنار البشرية بأسرها.

قال تعالى في سورة الأنفال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ [الأنفال: 24].

أيضاً فإن تنقية الأحاديث مما علق بها يجب أن يظلّ مستمراً، فما قبله العلماء السابقون وأجازوه لأنّه يتماشى مع عقولهم وطريقة تفكيرهم وواقعهم وواقع الدولة العظمى التي كانوا يعيشون فيها مع أنّه قد يكون غير صحيح ولم يَرِد عن الرسول الأعظم لا يتوجّب على علماء اليوم أن يسلّموا به وأن يقبَلوه هم أيضاً؛ إذ يجب أن يبذلوا كلّ جهد في سبيل تنقية السُنّة من الشوائب، فمنطق التفكير يتقدّم يوماً بعد يوم ليقارب المنطق الذي كان يفكّر به الرسول، وهو بذلك يقارب روح الإسلام أكثر من العصور الوسطى بمرّاتٍ ومرّات.

ماذا نعني بنقل الحديث الشريف (طرق الرواية):  الراوي: هو من تلقّى الحديث وأدّاه بصيغة من صيغ الأداء.

وقد صنّف العلماء رواة الحديث كلّهم بحسب كثرة مروياتهم وعنايتهم بالحديث وفنونه إلى درجات علمية، خصّوا كل واحدة منها بلقَب يميّزها وهي: (المسند – المحدّث – الحافظ – الحجّة – الحاكم – أمير المؤمنين في الحديث).

أما معنى الرواية عند المحدّثين: هي حمل الحديث ونقله وإسناده إلى من عزي إليه بصيغة من صيغ الأداء.

أولاً: جهود المرأة في خدمة الحديث الشريف

كان لأمهات المسلمين أجمعين فضل عظيم في تبليغ الدّين ونشر السُنّة بين الناس، فكانت بيوتهنَّ مدارس يقصدها الناس لتلقّي العلم والتفقّه في الدّين، ومن نعمة الله على هذه الأمة أن تعدّدت هذه المدارس بتعدُّد زوجات النبي (ص) حيث تُوفي عن تسع نسوة كلهن كانوا مدارس في العلم والمعرفة مما سمعوه عن رسول الله (ص).

أ- جهود أمهات المؤمنين في خدمة الحديث الشريف

  • أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: لقد وهبها الله من الذكاء والذاكرة والحفظ السريع ما لا نجده في امرأة أخرى، لقد نشأت في بيت كريم وهو أول من آمن بالنبي محمد (ص) أبو بكر الصدّيق رضوان الله عليه، وعاشت في بيت النبوة مما ميّزها عن غيرها من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، فسردت الأحاديث، حيث انفردت برواية أحاديث لم يرووها عن النبي (ص) غيرها لمكانتها عنده، لذلك يرجع الفضل إليها في نقل الكثير من الأحاديث النبوية ونشرها بين الناس، والتي لو لم تنقلها لضاع قسم كبير منها خاصة التي تتعلق بتصرفات النبي محمد (ص) في بيته.

وأقوال العلماء المشهود لهم بالفضل والعلم تُعظِّم مكانة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وتعكس إجماع الأمة على إمامتها فيما روَته من العلم والأحاديث أمثال أبي بكر، وعمر، وعبد الله ابن عمر، وأبو هريرة، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله ابن عباس، وعمرو ابن العاص وغيرهم رضوان الله عليهم أجمعين، وقد روت عن النبي (ص) 2210 حديثاً، ذكر الذهبي منها 147 متفق عليه، وانفرد البخاري بـ54 حديثًا ومسلم 69 حديثًا([1]).

  • أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها:كانت أم سلمة رضي الله عنها آخر من مات من أمهات المؤمنين، وقد عاشت نحو 90 سنة، وكانت توصف بالعقل والدين، وكان رسول الله (ص) يقدّر رأيها ويأخذ به أحياناً، كما كانت تُعدّ من فقهاء الصحابة، إذ إن تأخُّر وفاتها وعمرها المديد بعد وفاة النبي (ص) من العوامل المهمة التي جعلت المسلمين يقصدونها في كثير من الأمور الفقهية وخاصةً بعد وفاة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وقد روت أم سلمة الكثير من الأحاديث، حيث تُعدّ ثاني راوية بعد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، إذ روت 378 حديثاً، منها 13 حديثاً متفقاً عليه وانفرد البخاري بـ3 ومسلم بـ13 حديثاً، وكانت معظم مروياتها في العبادات كالطهارة والصلاة والزكاة والحج والصوم([2]).

وقد روى عنها الكثير من الصحابة، منهم أبو سعيد الخدري، وأنس بن مالك رضوان الله عليهم أجمعين.

  • أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث: كانت رضوان الله عليها من سادة النساء، روت 76 حديثاً، وتأتي بعد أم المؤمنين أم سلمة في الترتيب، وقد عاشت في بيت النبوّة ثلاث سنوات، ولكن هذه المدة الصغيرة سمحت لها أن تنقل عن النبي (ص) مجموعة لا بأس بها من الأحاديث، ساهمت في إعطاء نظرة مفصّلة عن حياته في بيته، ومما ساعد على كثرة مروياتها مقارنة بغيرها من أمهات المؤمنين رغم كونها آخر من تزوّجها النبي (ص) من نسائه، وقد عاشت في بيت النبوة ثلاث سنوات فقط، ولكن تأخرت وفاتها حتى 51 هـ، مما أعطاها هذه الصفة في نقل الحديث، وقد روى عنها ابن عباس([3]).
  • أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان: روَت عدّة أحاديث جعلها بقي بن مخلد 56 حديثاً، ولها في مجموع الكتب السُنّة 29 حديثاً اتفق البخاري ومسلم على حديثين، روى عنها معاوية بن أبي سفيان وعروة بن الزبير رضوان الله عليهم أجمعين، وروت رضي الله عنها في الطهارة والحداد عند المرأة([4]).
  • أم المؤمنين حفصة بنت عمر: روَت عدّة أحاديث مسندها كتاب بقي بن مخلد 60 حديثًا، اتفق الشيخان على أربعة أحاديث منها وانفرد مسلم ستة أحاديث، ومجموع مروياتها في الكتب الستة 28 حديثًا، وتناولت أحاديثها الطهارة والصوم، كما روت في المناسك رضوان الله عنها([5]).

و- أم المؤمنين زينب بنت جحش: كانت من سادة النساء دينًا وورعًا وجُودًا ومعروفًا، وقد عاشت مع النبي (ص) خمس سنوات، وعاشت عشر سنوات بعد وفاته (ص)، وبلغت مروياتها وفق كتاب بقي بن مخلد 11 حديثًا، ولها في الكتب الستة 5 أحاديث. اتفق البخاري ومسلم على حديثين منها، وروى عنها محمد بن عبد الله، وأمّ المؤمنين أم حبيبة، ورغم مروياتها القليلة مقارنة مع أمهات المؤمنين رضوان الله عنهم أجمعين إلا أنها انفردت برواية يأجوج ومأجوج([6]).

  • أم المؤمنين صفية بنت حُيي بن أخطب: كانت امرأة شريفة عاقلة ذات حسب ودين وذات علم ووقار، حدَّث عنها علي بن الحسين (ع)، وإسحاق بن عبد الله بن الحارث، مسندها في كتاب بقي بن مخلد 10 أحاديث، منها واحد متّفق عليه. كما روت في الكتب السُنّة 6 أحاديث، وروت في باب الاعتكاف([7]).
  • أم المؤمنين جورية بنت الحارث: بلغ مسندها في كتاب بقي بن مخلد 7 أحاديث، منها أربعة في الكتب الستة، عند البخاري حديث واحد، وعند مسلم حديثان. حدَّث عنها ابن عباس، وقد تضمنت مروياتها أحاديث في الصوم وفي الزكاة([8]).
  • أم المؤمنين سوده بنت زمعة: كانت أوّل من تزوج بها النبي (ص) بعد أم المؤمنين خديجة، حدَّث عنها ابن عباس، ولها خمسة أحاديث حسب ما جمعه بقي بن مخلد، ولها حديثان في الكتب الستة، ولم يُروى لها إلا حديث واحد في البخاري وهو في الذبائح.

من خلال هذا العرض البسيط الموجز عن أمهات المؤمنين رضوان الله عليهم أجمعين وفضلهنّ ومروياتهنّ ومن روى عنهم ارتسم في ذهننا بلا شك الدور الجبار التي قامت به أمّهات المؤمنين رضوان الله عليهنّ في نقل سنّة النبي (ص) المباركة إلى الأمة رجالها ونسائها، فهذه الميزة كفيلة بأن تجعل منهنّ أعمدة رواية أفعال النبي إذ أنهنّ كانوا القرب إليه في تصرفاته([9]).

ب- جهود سائر الصحابيات في نقل الحديث الشريف: حرصت الصحابيات على التعلّم من رسول الله (ص) وأقبلنَ على مجالسه، وأقدمنَ على السؤال والاستفسار في كل شأن من شؤون حياتهنّ، ولم يصرفهن عن معرفة حقوقهنّ وواجباتهنّ ومتطلّبات دينهنّ صارف، وكان من مقتضيات هذا الاهتمام بالعلم النبوي طلب الصحابيات لحديث رسول الله (ص)، وكان ذلك منهنّ بدافع من الطاعة والامتثال لأحكام الدّين الحنيف.

فنجد أنّ من لهنّ روايات من الصحابيات في الكتب الستّة بشكل مباشر بلغ حوالي 115 صحابيّة. روى الإمام البخاري في صحيحه عن 31 صحابيّة، وروى مسلم عن 36 صحابيّة، والترمذي عن 46 صحابيّة، والنسائي 65 صحابية، وابن ماجة عن 60 صحابيّة رضوان الله عنهم أجمعين، وما ينبغي ذكره أن الأحاديث التي روتها المرأة في الكتب الستة مادتها تتعلّق بجميع أمور الحياة من العقائد والعبادات والمعاملات والآداب وغيرها. شملت الكيفيّات التي تحمّلت بها الصحابيات الحديث النّبوي طرق التحمّل المختلفة، ولم تخرج عن طريق تحمّل الصّحابة رضوان الله عليهم، وفي ذلك ما فيه من الدلالة على أنه لم يكن هناك فرق بين الرجال والنّساء في طلب العلم في العهد النّبوي الشّريف.

ومن أشهر الطرق في تحمّل الحديث النّبوي التي شاعت بين الصحابيات ونقلها عنهنّ التّابعيّات من بعدهنّ: السماع، وقد حضرت الصّحابيّات المجالس الخاصة والعامة للمسلمين، بل إنّ النبي (ص) خصّ يومًا للنساء يعظهنّ ويعلمهنّ أحكام الدّين، وكنّ يحضرن العبادات الجماعيّة في المساجد فيسمعن منه (ص)، ومن ذلك قدوم النّساء إلى البيت النبوي للسؤال، والأمثلة على ذلك كثيرة، مثل ذهاب زينب امرأة عبد الله بن مسعود إليه تسأله عن النفقة والصدقة على الزوج والأقربين.

وما كان في سبيعة الأسلميّة من الشّهامة والفطنة، وقد ترددت في ما أفتاها به أبو السنابل من قوله: “لم تجلّي” وكان زوجها قد توفي فوضعت حملها بعده بليال، فانطلقت بنفسها إلى النبي (ص) واستوضحت منه الحكم في قضيتها وأباح لها أن تتزوج لأنّ عدّتها انقضت بوضع حملها([10]).

وكانت المرأة تغتنم فرصة لقاء النبي (ص) في الطريق لتسأله، وقد تعرّضه في أثناء أداء مناسكه وحجّه، حتى وهو على راحلته تستفتيه فتيها، كما حصل للمرأة الخثعمية التي سألته عن الحج عن والدها العجوز.

ومن طرق نقل الحديث النبوي: المكاتبة التي جاءت نتيجة لاتّساع رقعة الدولة الإسلامية ودخول أجناس كثيرة في الإسلام مع حاجتهم إلى فتاوى وأحكام في الأمور المستجدّة، ما لم يهتدوا إليه بأنفسهم، فإنّ الناس يعمدون إلى مكاتبة رؤوس العلم ليزوّدوهم بما لديهم من العلم في قضاياهم، ولما كان أساس ما يفتون به كتاب الله أو ما أثر عن النبي (ص)، فلا شكّ في أن تكون هذه الرسائل المبعوثة متضمنة أفعال النبي (ص) وأقواله وتقريراته.

ومثال ذلك ما جاء عن عائشة بنت طلحة، حيث قالت: قلت لعائشة، وأنا في حِجرِها، وكان الناس يأتون من كل مصر، فكان الشيوخ ينتابوني لمكاني منها، وكان الشباب يتآخون بي فيهدون إليَّ ويكتبون إليَّ من الأمصار، فأقول لعائشة: هذا كتاب فلان وهديته، فتقول لي عائشة: أي بُنيّة، فأجيبه وأثيبه، لم يكن عندك ثواب أعطيتك، قالت: فتعطيني.

ولقد كان الناس يكاتبون أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من كل الأقطار، يسألونها عن مختلف القضايا، فكانت تجيبهم عن مكاتبة أيضاً بخد يدها، أو تأمر من يكتب لها، وقد كان معاوية يستفتيها ولا يطمئن إلا لردّها.

وما ذكرناه هنا من نماذج هو غيض من إسهامات المرأة المسلمة في نقل الحديث النبوي وروايته، وهو ما يُعدّ سابقة إسلامية حضارية في الاعتراف بدور المرأة في كلّ نواحي الحياة، بل يُعدُّ أمراً مُحَفِّزاً للمرأة في عصرنا الحاضر لكي تنهض وتعمل على الارتقاء بالأمة الإسلامية، كل في مجال تخصّصها من داخل موقعها، لكي تسهم عن وعي وثقة في بناء حاضر هذه الأمة ومستقبلها([11]).

  • أم الدرداء (خيرة بنت أبي حدرد الأسلمي، توفيت 30 هـ): صحابيّة من فضليات النساء وذوات الرأي فيهن، حفظت الحديث عن رسول الله، وروى عنها جماعة من التابعين منهم صفوان بن عبد الله، أقامت بالمدينة، وتوفيت بالشام([12]).
  • أم هانئ بنت أبي طالب (توفيت 40 هـ):هي فاطمة، وقيل فاطمة بنت أبي طالب بن هاشم، ابنة عمّ النبي (ص) وأخت علي بن أبي طالب، روت عدداً من الأحاديث عن النبي (ص)([13]).
  • الخنساء بنت عمرو (تماضر بنت عمرو بن الحارث، توفيت 24 هـ): شاعرة مشهورة، وَفدت على رسول الله (ص) في قومها وأسلمت وأنشدته من شعرها فأعجبه، حضرت حرب القادسية ومعها بنوها الأربعة، وهي تحثّهم على القتال فقتلوا جميعاً([14]).
  • سبيعة بنت الحارث (سنة الوفاة غير معروفة): صحابيّة، كانت تحت سعد بن خولة من بني عامر من بني لؤي، وكان شهد بدراً، فتوفي عنها في حجّة الوداع، روى عنها عمر بن عبد الله بن الأرقم في (الطلاق)([15]).

ج- جهود التابعيّات في نقل الحديث الشريف: اشتهرت بعض التابعيّات في الرواية في القرن الأول، ولكن نظرًا لوجود الصحابة في هذا القرن وتكفّلهم بالتبليغ، فقد غطّى على رواية التابعين ممّن تقدّمت وفاتهم، وكان حرص التابعين على ترك المجال للصحابة جليًّا لأنهم خير القرون، ثم إنه من كان حريصًا على الحديث لا يرضيه إلا السند العالي، فبدل أن يسمع من تابعي من أهل بلده يرتحل إلى الصحابي، وعليه فقد كانت روايات التابعيّات المشهور قليلات بالمقارنة. وممن اشتهرن في القرن الأول من كبريات التّابعيّات:

  • خيرة أم الحسن البصري (مولاة أم سلمة)
  • زينب بنت كعب بن عجرة (زوج أبي سعيد الخدري)
  • صفية بنت أبي عبيد بن مسعود (زوج عبد الله بن عمر)
  • أم كلثوم بنت أبي بكر الصدّيق
  • زينب بنت نبيط (زوج أنس بن مالك)

ضمّ هذا القرن أواسط التابعيّات وصغارهنّ في النصف الأول منه، وبين كبريات تابعيّات التّابعين وأواسطهنّ في النصف الثاني منه، ويُعدّ هذا القرن القصر الذهبي لرواية النساء غير الصحابيات.

ففيه أكبر عدد من الروايات، وقد تركّزت فيه معظم روايات النّساء بالقرون الثلاثة الأولى. فمن الروايات لأواسط التابعيات وٌجد كثير ممّن حملنَ العلم وعرفنَ بالرواية، والمُلاحظ أن معظمهنّ من تلميذات عائشة وأم سلمة (رضي الله عنها) أو من أحد أقاربها من الصحابة، ومن روايات هذه الفترة([16]):

  • حفصة بنت سيرين، توفيت في 101هـ.
  • عمرة بنت عبد الرحمن، اختلف في وفاتها منهم من يقول توفيت سنة 98هـ ومنهم من يقول توفيت سنة 106هـ.
  • أم الدرداء الصغرى، توفيت سنة 81 هـ.
  • عائشة بنت طلحة، توفيت سنة 101 هـ.
  • معاذة بنت عبد الله العدوية، توفيت سنة 83 هـ.
  • حفصة بنت عبد الرحمن ابن أبي بكر سنة 71 هـ.

وهنَّ تلميذات عائشة رضي الله عنها، وفاطمة بنت المنذر روت عن جدّتها أسماء بنت أبي بكر، هؤلاء هنّ أعمدة الرواية النسائية الثّقات من أواسط التابعيات، وأحاديثهنّ كثيرة في دواوين العلم.

وهناك روايات أخريات من تلميذات أمّهات المؤمنين تقل رواياتهن عمن سبق ذكرهنّ وأقل شهرة كذلك منهن:

  • جسرة بنت دجاجة العامرية غير معروفة سنة الوفاة.
  • هند بنت الحارث الفزارية.
  • كريمة بنت همام.
  • عائشة بنت عجرد.

وغيرهنّ كثير أما صغار التابعيّات فهنّ من روى عن صغار الصحابة ممن تأخّرت وفاته. نذكر منهنّ([17]):

  • شعثاء بنت عبد الله الأسدية.
  • عقيلة الخزارية.
  • معيرة بنت حسان.
  • أم عمرو بنت عبد الله بن الزبير.
  • حبيبة بنت مسيرة.
  • رقية بنت عمرو، وغيرهن.

ووجد في أواخر القرن الثاني راويات تابعيات التابعيين ولم نجد فيهنّ أسماء لامعة في علم الرواية لأن حركة الرواية النسائية بدأت تتراجع ومن الراويات:

  • أمة الواحد بنت يامين.
  • حبابة بنت عجلان.
  • غبطة بنت عمرو المشاجعي.
  • وعمتها أم الحسن.

فهذه فاطمة بنت المنذر بن الزبير بن العوَّام من كبار المحدِّثات والفقيهات في عصر التابعين، وقد روت علماً جمّاً وأحاديث كثيرة، خاصة عن جدّتها أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنه. وروى عن فاطمة أئمة من أمثال محمد بن إسحاق صاحب المغازي، وأكثر ما روي عنها عن طريق زوجها هشام بن عروة التابعي الجليل وشيخ كثير من الأئمة: أبي حنيفة، ومالك، وشعبة، وسفيان الثوري، وسفيان بن عُيَينة وجماعة([18]).

فاطمة بنت محمد بن أحمد بن أبي أحمد السمرقندي مؤلف (التحفة) وهي زوجة الإمام أبي بكر بن مسعود الكاساني صاحب (البدائع والصنائع في ترتيب الشرائع) العالمة الفاضلة، قال ابن العديم في ترجمتها: حكى والدي أنها كانت تنقل المذهب نقلاً جيداً، وكان زوجها الكاساني ربما يَهمُّ في الفتوى (من الوهم) فتردّه إلى الصواب وتُعرِّفُهُ وجه الخطأ، فيرجع إلى قولها([19]).

ج- جهود سائر النّساء المسلمات في نقل الحديث الشريف

ما إن وصلت الدولة الإسلامية إلى القرن الثالث هجري حتى بدا عصر التابعين، وإذ يُعتبر هذا العهد من أزهى عصور السُّنّة ونقل الحديث وأكثرها خدمة فقد ظهر فيه أفذاذ الرجال من حفاظ الحديث وأئمة الرواية كالبخاري ومسلم وبقية أصحاب الكتب الستة، والإمام أحمد وغيرهم من أصحاب المصنّفات.

وفي هذا العهد لم يُسجّل وجود روايات ذوات أسماء لامعة إلا العدد القليل منهم أمثال فاطمة بنت الإمام مالك بن أنس، وزينب بنت أبي جعفر المنصور([20]).

ففي القرن الرابع الهجري

تشير كتب التراجم إلى وجود محدثات بارزات مشهورات مثال المحدّثة أم الواحد بنت الحسين بن إسماعيل المحاملي (توفيت في شهر رمضان من سنة 377 هـ)، وكانت من أحفظ الناس للفقه على المذهب الشافعي واسمها ستيتة، وقد نعتها الخطيب بقوله “وكانت فاضلة في نفسها كثيرة الصدقة مسارعة في الخيرات، حدثت وكُتب عنها الحديث([21]).

ومنهنّ جُمعة بنت أحمد بن محمد بن عبد الله المحمية، محدّثة نيسابور، قَدِمت إلى بغداد، وحدَّثت بها عن أبي عمرو بن حمدان، وأبي أحمد الحافظ وغيرهم، وحدَّث عنها أبو محمد الخلال([22]).

ومن الأسماء اللامعة في هذا القرن:

  1. فاطمة بنت عبد الرحمن.
  2. فاطمة بنت أبي داوود.
  3. أمة السلام بنت القاضي أبي بكر.

وفي القرن السادس الهجري

برزت من المحدّثات:

أم إبراهيم فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية (ت 524هـ) وكان لها جهود كبيرة في سماع الحديث وإسماعه، أخذ عنها جماعة من الحفّاظ والمسندين وأجازت للسمعاني بجميع مسموعاتها وقد أثنى عليها الذهبي ووصفها بمسندة الوقت([23]).

ومن أعلام هذا القرن المعمّرة الكاتبة مسندة العراق شهْدة بنت أحمد بن عمر الإبري الدينورية (ت 574هـ)، حدثت بمسموعها فأخذ عنها قراءة عليها الحافظ ابن الجوزي وابن عساكر والسمعاني وهناك محدثات آخر لهذا القرن.

وفي القرن السابع

كان للمحدثة الفاضلة المعمرة مسندة أصبهان عفيفة بنت أحمد بن عبد القادر الفارفانية (ت 606 هـ) لها نشاط في تحمل الحديث. سمع منها الحفاظ، المقدسي، وابن نقطة حيث قال: سمعت منها المعجمين والفتن، وروى عنها بالإجازة آخرون كعبد الواحد المقدسي والمنذري وانتهى إليها علو الإسناد بأصبهان.

وقد عُرِفَت مُحدِّثات وعالِمات كثيرات في هذا العصر منهنّ ست الكتبة نعمة بنت علي، وعين الشمس بنت أحمد بن أبي الفرج (ت في 610 هـ)، وأم عبد الله ياسمين بنت سالم.

وفي القرن الثامن الهجري

من فاقت العناية بعلم الحديث كما هو واضح من تراجم الناء في كتاب (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة)، للحافظ ابن حجر العسقلاني، وهو أهم مصدر لتراجم هذا القرن، إذ ترجم في كتابه هذا لنحو من (190 امرأة، كأم لنحو 170 منهن اشتغال بعلم الحديث) وقد بلغ عدد من ذكر تراجمهنّ (232 امرأة)، كان لخمس عشرة منهنّ دور متميّز في نشر هذا العلم فاطمة بنت سليمان الأنصارية الدمشقية (ت 708هـ)، وفاطمة بنت إبراهيم بن محمود البعلبكي، وهدية بنت علي بن عسكر الهراس (ت 712هـ). وست الوزراء بنت عمر بن أسعد بن المنجا (ت 716هـ) وتكاد تكون أشهرهنّ، وقد أخذ عنها الحافظ الذهبي، وقد بلغ الآخذون عنها (92) سنة منهم بطريق الإجازة، والباقي بطريق السماع([24]).

فلم يَخْلُ عقد من عقود القرن الثامن من وجود ما يزيد على عشر محدّثات، وأن أكثر الآخذين منهنّ. وقد تميّز هذا القرن ببعض السِّمات الحيثيّة مما له علاقة بالمحدثات وهي: كثرة من الرجال، وإحضار الصغار – ذكوراً وإناثاً – مجالس التّحديث، وشيوع التحمُّل بطريق الإجازة بعد أن كان الغالب السماع في القرون الأولى، وحدث ذلك بعد تدوين الأحاديث في المصنّفات، انتساب عدد كبير من المحدثات إلى أُسر علمية معروفة.

وفي القرن التاسع الهجري

استمر ازدهار الرواية للنساء كما كان في القرن قبله وظهرت أسماء لامعة أمثال: سلمى بنت محمد الجزري، وقد ترجم لها والدها، وأم هانئ مريم بنت فخر الدين الهورينية (ت 871هـ)، وباي خاتون بنت أبي الحسن (ت 864 هـ)، ومن العالِمَات: عائشة بنت علي بن أبي الفتح وتدعى “ستّ العيش” مشاركة في سائر العلوم ولها في الحديث نصيب، وجويرية بنت الحافظ عبد الرحمن العراقي (ت 863هـ). وقد بدأ ميل النساء إلى الحديث يضعف بعد القرن التاسع والقرون التي تليه وحتى الثالث عشر حتى لا نجد في القرون بعد التاسع إلا بضع نسوة ولا يعني هذا انعدامهن.

الخاتمة والتوصيات

  • أزمات المرأة المسلمة المعاصرة

أولاً: إن عالم النساء المحدثات الذي قمنا بإطلالة سريعة على بعض جوانبه الفيحاء، يُبْرِزُ مكانة النساء في أمّة الإسلام، إبرازاً ناصعاً مشرقاً، قد لا تبلغ قدر حجيّته الأدلة الأخرى، ذلك لأن حمل الحديث النبوي الشريف، والائتمان عليه، ليس مسألة تنحصر في حدود العلم، بل هو أمر عظيم ومسؤولية جسيمة، وقد رأينا ما كان للنساء فيه من دور، كما كان للرجال دور، وكفى النساء ذلك فخراً ورفعة ومقاماً، ثم إن قيام النساء بهذا الدور، بل كان بالمشاركة الفعلية في معترك الحياة الذي فيه يتحقق الأخذ والعطاء، كما في المساجد التي لها عند المسلمين حرمة خاصة. كل ذلك كان اقتداراً في الأخلاق من جهة والعلم والضبط من جهة أخرى، وقد أوردنا أمثلة من اعتراف أكابر العلماء الرجال بهذا الإسهام اعترافاً بعيداً عن كثير من الأفكار السلبية التي تروّج اليوم حول المرأة حتى من داخل الإسلام.

ثانياً: إن المرأة أصبحت في زماننا هذا تعاني من أزمات ناتجة عن الأفكار التي يبثّها أصحاب العقائد الهدّامة، وكل من يريد الشرّ لهذا المخلوق البريء.

ثالثاً: أزمات كثيرة في عالم السلوك والأخلاق والتربية وفي جميع المجالات، وهذا ناشئ عن انعدام الرادع الديني في النفوس – كما أسلفنا -.

رابعاً: يصعب على المرأة المسلمة في عصرنا الحاضر الذي أصبح بؤرة فساد أن تنجو من محنتها وشقائها، وتتخلّص مما فيه من واقع مرير يُنذِر بالويلات والدمار، إلا إذا سارت على هدى الإسلام ونور تعاليمه الصادقة النازلة من لدن عزيز حكيم. ومما لا ريب فيه أن من ليس عنده رادع ديني، نراه دائماً من أصحاب النزاعات الشريرة، فمن لا يؤمن بالله واليوم الآخر لا يمنعه شيء من ارتكاب الجرائم، والظلم وهتك الحرمات، يجري وراء شهواته وميوله بغير هوادة.

خامساً: الإسلام هو المدرسة العظيمة والإصلاح الشامل الذي يفيض بالعطاء والتوجيه لجميع الشعوب، وهل يجد الإنسان في جميع مراحل حياته مثل التشريع الإسلامي؟

سادساً: تلك العدالة الاجتماعية المشرقة التي تهدف إلى صيانة حقوق المرأة وإزالة جميع فنون الظلم والاضطهاد ومحو ضروب الغبن والاستعباد.

لقد حقق الإسلام للمرأة أعظم الانتصارات وقادها إلى شاطئ الأمن والاستقرار. ومما لا شكّ فيه أن نساء العهود السابقة، كُنَّ أكثر اطّلاعاً وأشمل اتساعاً، للإحاطة بتعاليم الإسلام وهديه، والعمل على طبقه.

وكان لبعضهنّ نصيب وافر من الورع والتقوى والعلم والمعرفة المقرونة بالإيمان والعقيدة.

فالنساء اللواتي برزن في عزّ الإسلام كثيرات، لا يمكن إحصائهنّ أو الإلمام بسِيَرِهِنّ على اختلاف الأجناس والطبقات، وفي جميع المجالات. فمنهنّ من برَعَت بعلم الفقه، وعلم الأُصول، ورواية الحديث. ومنهنّ من تفوّقت بالأدب فكانت الشاعرة المبدعة والأديبة والكاتبة.

التوصيات

والآن فالواجب على كلّ امرأة مسلمة عاقلة تؤمن بالله واليوم الآخر في عصرنا الحاضر، أن لا تتأثر بأقوال المُغرضين، ولا تَنصاع لأهواء المُفسدين بل تأخذ جانب الخير فتعمل به، وتتجنّب الشر فتبتعد عنه، وتقتبس من الأعمال والصفات ما تُحْمَدُ عليه ليرجع عليها بالفائدة الروحية والمعنوية.

وختامًا أتوسّل إلى المولى العلي القدير أن يأخذ بيد جميع المصلحين من المسلمين المؤمنين لِما فيه خير الدنيا والآخرة. إنه ولي الإجابة وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الهوامش

[1] – يتابع دراسة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية كلية الإمام الأوزاعي، موظف في ملاك وزارة التربية والتعليم العالي بصفة أستاذ تعليم ثانوي، وملحق الآن في الإدارة المركزية لوزارة التربية مديرية التعليم العالي.

Pursuing his doctoral studies in Islamic Studies at Imam Al-Awza’i College. An employee of the Ministry of Education and Higher Education as a secondary education teacher, and is now attached to the central administration of the ministry of Education, the Directorate of Higher Education.  Email:walid.alhojayri@gmail.com

([1]) المستدرك على الصحيحين، ج4/15.

([2]) محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، سير أعلام النبلاء، تحقيق الأرناؤوط، ج142/2، ط1، لبنان، مؤسسة الرسالة، 1401هـ، ص307.

([3]) خالد عبد الرحمن العك، صور من حياة صحابيات الرسول (ص)، ط1، دمشق، دار الألباب، 1989، ص138.

([4]) عز الدين أبي الحسن وعلي بن محمد الجذري، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ط1، بيروت، دار الفكر، 1998م، ص187.

([5]) أحمد خليل جمعة، نساء أهل البيت في ضوء القرآن والحديث، ط1، دمشق، اليمامة للطباعة والنشر، 1994، ص185.

([6]) محمد بن أحمد كنعان، السيرة النبوية والمعجزات، ط1، بيروت، مؤسسة المعارف، 1996م، ص290.

([7]) عمرو يوسف، زوجات الرسول (ص)، الإسكندرية، المركز العربي للنشر، 1980م، ص39.

([8]) أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق علي محمد البجاوي، ج1، ط12، بيروت، دار الجيل، 1412هـ، ص582.

([9]) أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن هبة الله بن عساكر، الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين رحمة الله عليهن أجمعين، تحقيق محمد مطيع الحافظ، ج1، ط1، دمشق، دار الفكر، 1406هـ، ص40.

([10]) انظر: ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة، ص 887.

([11]) انظر: محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، سير أعلام النبلاء، ص538.

([12]) يوسف عبد الله محمد عبد البر أبو عمر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: محمد علي البجاوي، ط1، 1992، ص1657.

([13]) المرجع السابق، ص1356.

([14]) المرجع السابق، ص1257.

([15]) المرجع السابق، ص1789.

([16]) عبد الغني أبو الحسن أحمد ماجد (تحقيق وتخريج)، فتح الباري، ج9، شبكة الألوكة، ص786.

([17]) محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، سير أعلام النبلاء، ص876.

([18]) يوسف عبد الله محمد عبد البر أبو عمر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: محمد علي النجاوي، ص2765.

([19]) أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن هبة الله بن عساكر، الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين رحمة الله عليهن أجمعين، تحقيق: محمد مطيع الحافظ، ج1، ص567.

([20]) يوسف عبد الله محمد عبد البر أبو عمر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: محمد علي البجاوي، ص1783.

([21]) عبد الغني أبو الحسن أحمد ماجد (تحقيق وتخريج)، فتح الباري، ج9، شبكة الأتركة، ص387.

([22]) أحمد خليل جمعة، نساء أهل البيت في ضوء القرآن والحديث، ص987.

([23]) يوسف عبد الله محمد عبد البر أبو عمر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ص 1576.

([24]) محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، سير أعلام النبلاء، ص876.

المصادر والمراجع

  • ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة.
  • أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن هبة الله بن عساكر، الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين رحمة الله عليهن أجمعين، تحقيق محمد مطيع الحافظ، ج1، ط1، دمشق، دار الفكر، 1406هـ.
  • أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق علي محمد البجاوي، ج1، ط12، بيروت، دار الجيل، 1412هـ.
  • أحمد خليل جمعة، نساء أهل البيت في ضوء القرآن والحديث، ط1، دمشق، اليمامة للطباعة والنشر، 1994.
  • خالد عبد الرحمن العك، صور من حياة صحابيات الرسول (ص)، ط1، دمشق، دار الألباب، 1989.
  • عبد الغني أبو الحسن أحمد ماجد (تحقيق وتخريج)، فتح الباري، ج9، شبكة الأتركة.
  • عز الدين أبي الحسن وعلي بن محمد الجذري، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ط1، بيروت، دار الفكر، 1998م.
  • عمرو يوسف، زوجات الرسول (ص)، الإسكندرية، المركز العربي للنشر، 1980م.
  • محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، سير أعلام النبلاء، تحقيق الأرناؤوط، ج142/2، ط1، لبنان، مؤسسة الرسالة، 1401هـ.
  • محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، سير أعلام النبلاء.
  • محمد بن أحمد كنعان، السيرة النبوية والمعجزات، ط1، بيروت، مؤسسة المعارف، 1996م.
  • المستدرك على الصحيحين، ج4/15.
  • يوسف عبد الله محمد عبد البر أبو عمر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: محمد علي النجاوي.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website