عنوان البحث: العلاقة بين جودة الحياة الأُسريَّة واضطرابات الأبناء السُّلوكيَّة
اسم الكاتب: وفاء يوسف يوسف
تاريخ النشر: 20/12/2024
اسم المجلة: مجلة أوراق ثقافية
عدد المجلة: 34
تحميل البحث بصيغة PDFالعلاقة بين جودة الحياة الأُسريَّة واضطرابات الأبناء السُّلوكيَّة
(دراسة وصفيَّة على عيّنة من ذوي اضطراب التَّعلُّم المحدَّد)
The relationship between family quality of life and children’s behavioral disorders
(A Descriptive Study on a Sample of Children with Specific Learning Disabilities-SLD)
Wafaa Youssef Youssef وفاء يوسف يوسف[1]
تاريخ الإرسال:24-09-2024 تاريخ القبول: 6-10-2024
الملخَّص
غالبًا ما تواجه أسر الأطفال ذوي اضطراب التَّعلُّم المحدَّد تحدّيات فريدة تؤثّر بشكلٍ كبيرٍ على جودة حياتهم. إنَّ فهم مؤشّرات جودة حياة الأسرة (FQOL) يُعدُّ أمرًا بالغ الأهمّيَّة لتطوير أنظمة الدَّعم والتَّدخُّلات الفعَّالة.
يهدف البحث الحالي إلى كشف العلاقة الارتباطيَّة بين جودة الحياة الأسريَّة، وشيوع الاضطرابات السُّلوكيَّة لدى عيّنة من ذوي اضطراب التَّعلُّم المحدَّد في الصَّفّ الثَّالث الأساسيّ، والَّذين يظهرون سوء تكیُّف في كلٍّ من البيئة التَّربويَّة والأُسريَّة.
اعتُمِد المنهج الوصفيُّ الارتباطيّ، واختيرت العيّنة بطريقٍة قصديٍة من الذُّكور والإناث بناءً على توزيعهم في الصفوف الدّراسيَّة. تمثَّلت الأدوات بـ “نموذج مقابلة الأهل” إعداد الباحثة، و”مقياس جودة الحياة الأسريَّة” FQOL، و”مقياس الاضطرابات النَّفسيَّة والسُّلوكيَّة للطّفل والمراهق لتقييم العلاقة بين هذه المتغيّرات.
أظهرت النَّتائج ما يلي:
- تأكيد الفرضيَّة الرئيسَّة حول وجود علاقةٍ عكسيَّةٍ بين جودة الحياة الأسريَّة والاضطرابات السُّلوكيَّة.
- تأكيد الفرضيَّة الأولى الَّتي تفترض أنَّ الرّياضة تمثّل اهتمامًا بارزًا لدى أفراد العيّنة.
- تأكيد الفرضيَّة الثّانيَّة المتعلّقة بوجود اضطرابات سلوكيَّة رئيسة لدى أفراد العيّنة، وتتمثّل في اضطرابات التَّصرُّف والعدوانيَّة والكذب.
- تأكيد الفرضيَّة الثَّالثة المتعلِّقة بانخفاض ملحوظ في مستويات جودة الحياة الأسريَّة لدى أفراد العيّنة.
الكلمات المفاتيح: جودة الحياة الأسريًّة- الاضطرابات السُّلوكيَّة- اضطراب التَّعلُّم المحدَّد.
Abstract
Families of children with specific learning disabilities (SLD) frequently encounter distinct challenges that profoundly affect their overall quality of life. Understanding the predictors of Family Quality of Life (FQOL) is essential for the development of targeted support systems and interventions. This study seeks to examine the correlational relationship between family quality of life and the prevalence of behavioral disorders among a sample of children with SLD in the third grade, who exhibit maladaptive behaviors in both educational and familial environments.
A descriptive-correlational methodology was adopted, with a purposive sample of male and female students selected based on their classroom distribution. The tools used in this study include a “Parent Interview Protocol” developed by the researcher, the “Family Quality of Life Scale (FQOL),” and the “Child and Adolescent Behavioral and Psychological Disorders Scale” to assess the relationship between these variables.
The findings revealed the following:
- Confirmation of the main hypothesis indicating an inverse relationship between family quality of life and behavioral disorders.
- Validation of the first hypothesis, suggesting that sports represent a significant interest among the sample.
- Support for the second hypothesis, identifying key behavioral disorders among the sample, including lying, conduct disorders, and aggression.
- Affirmation of the third hypothesis, which highlights a significant decrease in family quality of life levels among the sample.
Keywords: Family Quality of Life (FQOL), Behavioral Disorders, Specific Learning Disabilities (SLD).
Bottom of Form
مقدﱢمة
تُعدُّ الأسرة كيانًا بالغ الخصوصيَّة والرَّكيزة الأساسيَّة لبناء شخصيَّة الفرد، إذ ينتمي إليها منذ بداية حياته. ضمن هذا الكيان، تتشكَّل قيمه واتّجاهاته، وفيها يجد إشباعاته الفيزيولوجيَّة والنَّفسيَّة والماديَّة.
يؤدي هذا التَّنظيم الأسريّ دورًا حاسمًا في تحقيق التَّوافق النَّفسيّ والسُّلوكيّ للأبناء، إذ ترتبط صحَّة الفرد النَّفسيَّة ونجاحه في أداء وظائفه الحياتيَّة بشكلٍ كبيرٍ بهذا التَّنظيم والَّذي يُعرف بمفهوم “جودة الحياة الأسريَّة” Family Quality Of Life-FQOL)).
يُعدًّ هذا المفهوم من المفاهیم الحدیثة في مجال “علم النَّفس الإیجابيّ”(1) Positive Psychology، ويرتيط بنظريَّة “سليجمان”Seligman’s PERMA[1] theory of well-being الَّتي تركّز على العناصر الخمسة للرفاهيَّة، كالمشاعر الإيجابيَّة، الاندماج، العلاقات، المعنى، والإنجاز. يهدف هذا المفهوم إلى تعزيز المناعة النَّفسیَّة، تقليل مشاعر الحزن والاضطرابات، دراسة وتحليل السِّمات الإيجابيَّة للفرد ورفع مستوى الصّحَّة النَّفسيَّة. كما تُعدُّ الحياة الأسريَّة مؤشِّرًا مهمًّا لجودة الحياة وبُعدًا أساسيًّا منها، وقد ثبُتَ أنَّ جودة حياة الأسرة (FQOL) تؤثِّر بشكلٍ كبيرٍ على سلوكيَّات واضطرابات الطِّفل (Evelyn, 2021).
تشير الأدبيَّات البحثيَّة إلى الارتباط الوثيق بين جودة حياة الفرد وجودة حياة المحيطين به في بيئته المباشرة، كما تعكس جودة حياة الفرد المناخ النَّفسيّ والاجتماعيّ والسُّلوكيّ السَّائد في محيطه. وعليه، فإنَّ جودة حياة الفرد ترتبط ارتباطًا وثيقًا بجودة الحياة الأسريَّة الَّتي تمثّل محصلّة لجودة حياة أفرادها كوحدة متكاملة ضمن النّسق الأسريّ. ومن هذا المنطلق، يبرز الدّور الجوهري الَّذي تؤديه الأسرة في تعزيز أو تقويض جودة حياة أفرادها (إبراهيم وآخرون، 2024: 30).
وبحسب “كاترين وآخرون” Katherine et al، إنَّ البيئة الَّتي يعيش فيها الفرد تؤدي دورًا رئيسًا في التَّأثير على قراراته ورفاهيته، وسلوكه الَّذي يؤثِّر على جودة حياته أيضًا (2020: 1). كما شهدت السَّنوات الأخيرة تطوّرًا وتحوّلًا في التَّوجّهات البحثيَّة نحو دراسة العلاقة بين جودة حياة الفرد وجودة الحياة الأسريَّة بشكلٍ أكثر شموليٍة. هذا التَّطوّر يتجلَّى في الاهتمام المتزايد بدراسة تأثير الأسرة على رفاهيَّة أفرادها، لهذا انتقل التَّركيز من العمل “من أجل” الأسر إلى العمل “مع” الأسر، ما يعكس نهجًا أكثر تشاركيَّة وشموليَّة. هذا التَّحوّل يقرّ أنَّ أي تدخُّل يستهدف فردًا واحدًا له تأثير محتمل على أفراد الأسرة جميعهم. وعليه، أصبح من الضروري مراعاة الاحتياجات الفرديَّة لكلّ عضو في الأسرة، بالإضافة إلى الاحتياجات الجماعيَّة للأسرة ككّل (Fong, et al. 2021: 1135).
هذا التَّطوّر أدّى إلى انتشار مفهوم أكثر شموليَّة لجودة الحياة الأسريّة، والنَّظر إلى الأسرة كوحدٍة متكاملٍة تشكّل محور الاهتمام والتّدخُّل، متجاوزًا الرؤية المحدودة الَّتي تقتصر على الاحتياجات الفرديَّة بفهم أعمق للاحتياجات الجماعيَّة. ويهدف هذا النَّهج إلى توفير الأدوات والاستراتيجيَّات الَّتي تمكّن الأسرة بأكملها من تحقيق شعور إيجابيّ بالرَّفاهيَّة ( 2874:Nunes et al., 2021).
وتشير “منظّمة الصّحّة العالميَّة” WHO إلى أنَّ هذه المفهوم يتكوَّن من أربعة أبعاد تتمثَّل في الآتي:
- البُعد البيولوجيّ (البدنيّ): أي تنمية الفرد في طاقاته البدنيَّة والجسميَّة.
- البُعد المعرفيّ (القدرات العقليَّة): أي تنمية وتطوّر قدرات الفرد الأدائيَّة والعقليَّة والمعرفيَّة والمهاريَّة.
- البُعد السَّيكولوجيّ (النَّفسيّ): أي تنمية قدرات الفرد الروحيَّة والنَّفسيَّة، الثقة وتقدير الذَّات.
- البُعد السُّوسيولوجيّ (الاجتماعيّ): أي تنمية العلاقات البيئيّة والذَّات الاجتماعيَّة والفرديّة.
وفي مجال التَّربية الخاصَّة ظهر الاهتمام بدراسة هذا المصطلح أكثر من غيره من التَّخصُّصات، وقد ظهرت في العقد الماضيّ العديد من الدّراسات الَّتي اهتمَّت بدراسة “جودة الحياة الأسريَّة”؛ وإنَّ هذه الدّراسات قد استندت على أفضل مفهوم لجودة الحياة الأسريَّة وليس على الأصّح؛ وقد بدأت في تحسين ذلك عبر تحديد المتغيّرات الَّتي تتنبَّأ بوجود جودة حياة أسريَّة، طرق تحسينها، تنمية هذا المصطلح ووضع عدَّة طرق لدعم هذه التَّنمية (أبو حمزة، 2019: 8).
وتماشيًّا مع ما ذُكِر، تُشير “منظَّمة الصِّحَّة العالميَّة “World Health Organization-WHO، إنَّ الاضطرابات النَّفسيَّة والسُّلوكيَّة ذات الأعراض المختلفة، هي مشكلة شائعة في البلدان جميعها ومختلف الثَّقافات، ويعاني منها (20%) من الأطفال والمراهقين عــى مســتوى العالم، نصفهم قبل سن الرَّابعة عشر. وتُشير إلى أنَّ هذه الاضطرابات من أكثر الأسباب أهمّيّة تدنيّ جودة الحياة الأسريَّة، وإنَّ الحدَّ منها يُشكّل مفتاحًا رئيسًا لزيادة السَّعادة، لِذا تُشدِّد على أهمّيَّة الرِّعايَّة النَّفسيَّة و”التَّمكين الأسريّ” Family Empowerment، كوحدة متكاملة لرعاية الأسرة ككُّل وإكسابها الكفاءات والدَّعم الاجتماعيّ (2020).
شدِّدت في هذا السيَّاق “باغير وآخرون” Bagur et al على أهمّيَّة تدخُّل الاختصاصيين المبكّر، من خلال ممارسات تمكيّن الأسرةFamily-Centered Practices (FCP)، الَّذي يعزّز قدراتها في الاستجابة لحاجات نموّ أطفالها ومواجهة مشاكلهم واضطراباتهم، ما يحسِّن جودة حياتهم الأسريَّة (2022).
لعلَّ وجود طفل من الفئات الخاصَّة قد يُمثّل نقطة تحوُّل في مسار الحياة الأسريَّة، إذ تزداد المعاناة والإنكار للواقع، وينخفض مستوى التَّحمُّل والتَّماسُك والتَّكيُّف، ويَنتج عن ذلك ضغوطات نفسيَّة وسلوكيَّة. إنَّ “اضطرابات التَّعلُّم المحدّدة” Specific Learning Disorder- SLD قد تُسبّب ضعفًا في جودة الحياة المرتبطة بالصِّحَّة النَّفسيَّة للأطفال، ما قد يؤثِّر على جودة حياة الوالدين ورفاههم (Maria Cristina et al, 2019: 43). إنَّ تربية طفل SLD ليست تجربة مرضيَّة فحسب، بلّ أيضًا تجربة صعبة يمكن أن تزيد من إجهاد الأبوَّة، إضعاف الكفاءة الذَّاتيَّة والرَّفاهيَّة النَّفسيَّة للوالدين (Finardi et al, 2022).
مِنَ المعروف أنَّ “ذوي اضطراب التَّعلُّم المحدَّد” يتمتَّعون بمستوى ذكاء مُتوسِّطٍ وما فوق، مع ذلك فهم يعانون من صعوبات في مجالٍ واحدٍ، أو عدَّة مجالات أكاديميَّة في المرحلة الابتدائيَّة تحديدًا والَّتي قد تعيق قدراتهم ومرونتهم، تأقلمهم مع أنفسهم، مع عائلاتهم ومجتمعهم، ما قد يسبّب لهم ضغوطات تؤثِّر على جودة ونوعية حياتهم، إذ إنَّ القصور في الاهتمام بهم، يجعلهم عِرضة للاضطرابات النَّفسيَّة والاجتماعيَّة والتَّكيفيَّة (النَّجار، 2020: 511). كما يُشير “الدَّليل التَّشخيصيّ والإحصائيّ للاضطرابات العقليَّة” (DSM-5)، إلى وجود عواقب أكاديميَّة سلبيَّة مدى العمر، وإلى مستويَّات عاليَّة من الضيق النَّفسيّ وأعراض الاكتئاب (APA, 2013: 75) (الحمادي، 2021: 75).
وفي هذا الصدد، يُشير “المعهد الوطنيّ لصّحَّة الطّفل والتَّنميَّة البشريَّة” The National Institute of Child Health and Human Development (NICHD) إلى ضرورة إجراء مزيد من الدﱢراسات بهدف تقديم المعرفة العلميَّة حول مسببّات هذا الاضطراب والسُّلوكيَّات المصاحبة له، ووضع قائمة تدخُّلات تتكامل فيها التَّخصُّصات في العلوم السُّلوكيَّة والبشريَّة جميعها Grigorenko et al, 2020: 50)).
ومن هذا المنطلق الَّذي سبق عرضه، وتأكيد أهمّيَّة تحسين جودة الحياة الأسريَّة للفئات الخاصَّة، يتجلَّى التَّأثير السَّلبيّ لاضطراب التَّعلُّم على الجوانب النَّفسيَّة والانفعاليَّة والسُّلوكيَّة وكذلك التَّربويَّة والعلائقيَّة للطّفل وأسرته. وعليه، يسعى البحث الحاليّ إلى تسليط الضوء على المشكلات السُّلوكيَّة الأكثر شيوعًا، واستكشاف العلاقة الارتباطيَّة الكامنة بين جودة الحياة الأُسريَّة ونشوء المشكلات السُّلوكيَّة، لدى عيّنة من ذوي اضطراب التَّعلُّم المحدَّد (SLD)، في الصَّفّ المدرسيّ الثَّالث أساسيّ.
أهداف البحث: تكمُن في استكشاف العلاقة بين جودة الحياة الأسريَّة، وانتشار بعض الاضطرابات السُّلوكيَّة عند الأبناء من ذوي اضطراب التَّعلُّم المحدَّد إضافًة إلى تحديد الاضطرابات السُّلوكيَّة الأكثر انتشارًا.
الإشكاليَّة: يتناول البحث الحاليّ موضوعًا نفسيًّا وتربويًّا يخصّ الطّفل بالدَّرجة الأولى، وهو على جانبٍ كبيرٍ من الخطورة في المؤسسَّات التَّعليميّة، لا سيَّما أنَّ الاضطرابات السُّلوكيَّة عند الأطفال هي مؤشّر على وجود اضطرابات نفسيَّة. وعلى ذلك، يُشير (حسانيّ، 2021) إلى أنَّ فئة “اضطراب التَّعلُّم المحدَّدSLD- من أكبر فئات التَّربية الخاصَّة، وهي شائكة ومتعدّدة الأسباب والظواهر النَّفسيَّة والتَّربوية والأُسريَّة والاجتماعيَّة. وبما إنَّ مفهوم جودة الحياة الأسريَّة من المفاهيم الحديثة الَّتي نالت اهتمام الكثير من الباحثين في علم النَّفس والتَّربية والعديد من المجالات الأخرى، وبما إنَّ مشكلة الاضطرابات السُّلوكيَّة لدى الأطفال عامًّة وذوي اضطراب التَّعلُّم خاصًّة هي مشكلة ذات أبعادٍ نفسيَّةٍ ترتبط بضغوطٍ أسريَّةٍ وسوء التَّوازن والتَّكيُّف الذَّاتيّ الاجتماعيّ، وبما إنَّ لهذه المرحلة العمريَّة، تأثيرٌ بالغٌ على الأداء الأكاديميّ خاصًّة في المرحلة الابتدائيَّة، ما يتطلَّب تضافر جهود الاختصاصيّ النَّفسيّ وولي أمر الطّفل ومعلّميه، من هنا يطرح البحث الحاليّ الإشكاليَّة الآتية: إلى أيّ مدى توجد علاقة بين جودة الحياة الأسريَّة، وبعض الاضطرابات السُّلوكيَّة لدى ذوي اضطراب التَّعلُّم المحدَّد؟
- ما هي أبرز اهتمامات عيّنة من ذوي اضطراب التَّعلُّم المحدَّد؟
- ما هي مظاهر الاضطرابات السُّلوكيَّة لدى عيّنة من ذوي اضطراب التَّعلُّم المحدَّد؟
- ما هو مستوى جودة الحياة الأسريَّة لدى عيّنة من ذوي اضطراب التَّعلُّم المحدَّد؟
فرضيَّات الدﱢراسة:
الفرضيَّة العامَّة: توجد علاقة عكسيَّة بين جودة الحياة الأسريَّة وبعض الاضطرابات السُّلوكيَّة لدى ذوي اضطراب التَّعلُّم المحدَّد؟
الفرضيَّات الفرعيَّة الآتية:
- أبرز اهتمامات عيّنة من ذوي اضطراب التَّعلُّم المحدَّد هي الرّياضة.
- تتمثّل مظاهر الاضطرابات السُّلوكيَّة لدى عينة من ذوي اضطراب التَّعلُّم المحدَّد بشكلٍ رئيس في الكذب واضطرابات التَّصرُّف والعدوانيَّة.
- تُظهر مستويات جودة الحياة الأسريَّة عند ذوي اضطراب التَّعلُّم المحدَّد انخفاضًا ملحوظًا.
متغيّرات البحث:
- المتغيّر المستقلّ: جودة الحياة الأسريَّة Family Quality of Life:
- اصطلاحًا: تتمثَّل في ذلك الإشباع الكافٍ للحاجات النَّفسيَّة والاجتماعيَّة، والاقتصاديَّة والصّحّيَّة والتَّربويَّة والَّذي يكون بين كلّ أطراف الأسرة؛ ما يؤدّي إلى شعورهم بالرّضا والسَّعادة من خلال أداء كلّ طرفٍ دوره على أحسن وجه (شاوشيّ وسيسانيّ، 2023: 72).
- إجرائيًّا: الدَّرجة الَّتي يحصل عليها المتعلّم من خلال الإجابة على أسئلة مقياس “جودة الحياة الأسريّة”.
- المتغيّرات التَّابعة: وتتمثَّل في الاضطرابات السُّلوكيَّة.
- اصطلاحًا: هي مجموعة من التَّصرُّفات والانفعالات الَّتي لا تتماشى مع معايير المجتمع وعاداته، تؤدّي إلى سوء توافق الفرد وتؤثّر سلبًا عليه وعلى الآخرين (عثمان، 2021: 551).
- إجرائيًّا: الدَّرجة الَّتي يحصل عليها المتَّعلّم عند الإجابة على أسئلة مقياس “الاضطرابات النَّفسيَّة للطّفل والمراهق” والَّذي يتضمَّن عدَّة أبعاد، الكذب، اضطراب التَّصرُّف والعدوان.
- ذوو اضطراب التَّعلُّم المحدَّد (SLD):
- اصطلاحًا: نوع من اضطرابات النُّموّ العصبيّ (NDD)، وغالبًا ما يُعرف بإعاقة التَّعلُّم. يتمثَّل هذا الاضطراب في المشكلات المستمرَّة في إحدى المهارات الأساسيَّة الثَّلاث: القراءة والكتابة والحساب. هذه المهارات هي من المتطلّبات الأساسيَّة لعمليَّة التَّعلُّم، وقد تظهر هذه الصعوبات بشكلٍ منفردٍ أو في مجموعات متنوّعة، وتتراوح شدّتها بين الخفيفة والشديدة (Scaria et al, 2023: 1).
- إجرائيًّا: المتعلّمون الَّذين تتراوح أعمارهم الزَّمنيَّة ما بين (8-14) سنة، من الذُّكور والإناث، في الصَّفّ الثَّالث والرَّابع أساسيّ، التحقوا بمدرسة رسميَّة دامجة، وقد شُخِّصوا بصعوبات تعلُّميَّة، بناءً على أسس التَّصنيف المتَّبعة وملاحظات المعلّمين.
أولًا- منهج البحث: سيعتمد البحث على “المنهج الوصفيّ” Descriptive لأنّه من أنسب المناهج في دراسة الظواهر الإنسانيًّة والاجتماعيًّة والسّلوكيَّة. فستُجمع البيانات من خلال استبيانات ومقابلات مع أولياء أمور الأطفال ومعلّميهم، ومن ثمَّ تحليلها باستخدام أساليب تحليل البيانات الإحصائيَّة.
ثانيًّا- المجتمع والعيّنة: ستتكوّن المجموعة المدروسة من المتعلّمين ذوي اضطراب التَّعلُّم المحدَّد من الذُّكور والإناث، في الصَّفّ الثَّالث أساسيّ، الموجودين في مدرسة رسميّة دامجة.
جدول رقم (1): مجتمع البحث والعيِّنة:
عدد الشعب | روضات | حلقة أولى وثانيَّة | حلقة ثالثة | المجموع | |||
16 | شعب | طفل/ ة | شعب | متعلّم/ ة | شعب | متعلِّمات | 411 |
4 | 109 | 10 | 238 | 3 | 64 |
كيفيّة اختيار العيّنة: اختيروا بالطريقة القصديَّة، كما همّ موزّعون في الصفوف، وبناءً على معايير التَّشخيص الَّتي أوردها “الدَّليل التَّشخيصيّ والاحصائيّ الخامس المعدَّل”، والتَّاريخ السَّريريّ للمتعلّم (تاريخ النُّموّ والتَّاريخ الطّبيّ والأسريّ والتَّربويّ، وتقارير المدرسة والتَّقييم التَّربويّ والنَّفسيّ (DSM-5- TR, 2022: 62)، وكذلك بناءً على “إحالة المدَّرس” Referral (تدنٍّ في التَّحصيل الدّراسيّ للمواد الأساسيَّة ومجموعة مؤشّرات كالحذف، الإضافة، الإبدال، التَّكرار، القلب….). وبناءً على “محكّ التَّباعد والتَّباين”Discrepancy Evaluation Model-DEM بين الذكَّاء والتَّحصيّل (استُبعِد المتعلّمون الَّذين زادت درجاتهم عن (85) درجة في اختبار الذَّكاء والَّذين يعانون من إعاقات ذهنيّة، سمعيّة، بصريّة وحركيّة.
- نموذج مقابلة الأهل (إعداد الباحثة): أداة لجمع معلومات مفصّلة وشاملة من الوالدين أو الأوصياء عن الطّفل. وتعدّ المقابلة جزءًا أساسيًّا من عملية تقييم الطّفل لأنَّها توفّر رؤى قيّمة من الأسرة حول جوانب مختلفة من حياته.
فيما يلي رسم بيانيّ يوضّح توزُّع البيانات الشَّخصيَّة والاجتماعيَّة للعيّنة:
- مقياس جودة الحياة الأسريَّة FQOL (أمانيّ عبد الوهاب، 2015).
يستند هذا المقياس الَّذي أعدَّه في الأصل “مركز الشاطئ” Beach Center المعنيّ بالإعاقة، إلى التّركيز على جودة حياة الأسرة ووحدتها. وقد دفع هذا المفهوم العديد من الباحثين إلى صياغة تصوّرات وطرق قياس ملائمة له. من هذا المنطلق، قامت “عبدالوهاب” (2015)، بإعداده وتقنيته وعرضه على متخصّصين في اللُّغة العربيَّة وعلم النَّفس والصّحّة النَّفسيَّة. بعد ذلك طُبِّق على عيّنة مكوّنة من مائة أبٍّ وأمٍّ من أسر ذوي الاحتياجات الخاصَّة والصعوبات التَّعلُّميَّة. يتكُّون المقياس من جزئين رئيسيّين:
أ- معلومات وبيانات عامَّة عن الآباء.
ب- فقرات المقياس (25) بندًا، موزَّعة على خمسة أبعادٍ:
- التَّفاعل الأسريّ Family Interaction
- الوالديَّة Parenting
- السَّعادة الانفعاليَّة/ العاطفيَّة Emotional well-being
- السَّعادة الماديَّة/ الصِّحَّة الجسميَّة Physical/ Material well-being
- الدَّعم المرتبط بالإعاقة Disability- Related Support
تتراوح درجات الاستجابة من (25-125) درجة؛ وتُشير الدَّرجة المرتفعة إلى ارتفاع في جودة الحياة، وتعكس هذه الدَّرجات في حالة الإجابات السَّلبيَّة (عبدالوهاب، 2015: 5-8).
- مقياس الاضطرابات النَّفسيَّة والسُّلوكيَّة للطّفل والمراهق (غبريال، 2018).
يتكّون هذا المقياس من قسمين أساسييَّن:
– بيانات عن الطّفل، إسم المصحّح، وتعليمات التَّصحيح.
– أسئلة تكشف اضطراب التَّصرُّف([2]) والعدوانيّة([3]) والكذب([4]).
رابعًا- الأساليب الإحصائيَّة المستخدمة:
استُخدم برنامج “الحزمة الإحصائيَّة للعلوم الاجتماعيَّة بالحاسب الآلي”(SPSS)، واعتُمِدت معالجات احصائيَّة متنوّعة لتحليل البيانات المتاحة، كمُعامل الارتباط “ألفا كرونباخ” Cronbach’s alpha، ومُعامل الارتباط “بيرسون” Pearson Correlation Coefficients.
حُلِّلت أيضًا هذه العلاقة أو الارتباط بين المتغيِّرات المختلفة، ومقارنة درجات الدَّلالة الإحصائيَّة بخطأ النَّوع الأوَّل (0.05) لتحديد ما إِذا كانت هناك علاقة ذات دلالة إِحصائيَّة بين المتغيِّرات المدروسة.
تُعدُّ دراسة العلاقات بين المتغيِّرات، أداة أساسِية لفهم التأثيرات والارتباطات في الظواهر المدروسة. ومن خلال استخدام معامل ارتباط “بيرسون”، قُدِّرت هذه العلاقات بشكلٍ دقيقٍ وموثوقٍ.
عرض ومناقشة النَّتائج:
الفرضيَّة الرئيسَّة: “توجد علاقة عكسيَّة بين جودة الحياة الأسريَّة، وبعض الاضطرابات السُّلوكيَّة لدى ذوي اضطراب التَّعلُّم المحدَّد.
للتَّحقّق من صِحَّة أو خطأ الفرضيَّة، استُخدم اختبار معامل الارتباط “بيرسون” Pearson Test لاحتساب الدَّلالة الاحصائيَّة. يوضِّح الشَّكل أدناه معامل ارتباط المقاييس المستخدمة، الدَّلالة الإحصائيَّة وقيمة معامل ارتباط “بيرسون” Pearsonبالإضافة إلى النَّتيجة النِّهائيَّة كما يليّ:
جدول رقم (3): معامل ارتباط “بيرسون” بين مقياس “جودة الحياة الأسريَّة” ومقياس “الاضطرابات السُّلوكيَّة”:
المقياس / الأداة | العدد | الدَّلالة الإحصائية | قيمة بيرسون | النَّتيجة / القرار |
جودة الحياة الأسريَّة | 21 | 0.003 | -0.318** | دالَّة إحصائيًّا
علاقة عكسيَّة ضعيفة |
الاضطرابات السُّلوكيَّة |
يوضّح الجدول أعلاه معامل ارتباط “بيرسون”Pearson بين مقياس جودة الحياة الأسريَّة ومقياس الاضطرابات النَّفسيَّة والسُّلوكيَّة. وكما هو واضح أنَّ قيمة الدَّلالة الاحصائيَّة تساويّ (0.003) وهي أصغر من مستوى الدَّلالة المعنويّة “ألفا” Alpha(0.05)، وهذا يعني أنَّ العلاقة بين جودة الحياة الأسريَّة مع الاضطرابات السُّلوكيَّة للطّفل والمراهق دالَّة إحصائيًّا، فتُقبل الفرضيَّة القائلة بوجود علاقة بين جودة الحياة الأسريَّة وبعض الاضطرابات السُّلوكيَّة لدى عيّنة من ذوي اضطراب التَّعلُّم المحدَّد.
أمّا قيمة “بيرسون” والَّتي تدُّل على طبيعة وقوَّة العلاقة فتساوي (0.318 -) وهي تُشير إلى علاقة عكسيَّة بين جودة الحياة الأسريَّة والاضطرابات السُّلوكيَّة. فإنَّ ارتفاع جودة الحياة الأسريَّة عند أفراد العيِّنة يساهم في تدنّي مستوى الاضطرابات السُّلوكيَّة. من هنا، يتَّضح أنَّ الفرضيَّة العامَّة الَّتي أشارت إلى وجود علاقةٍ عكسيَّةٍ بين الحياة الأسريَّة وبعض الاضطرابات السُّلوكيَّة تُثبَت.
من جانبٍ آخرٍ، بيّنَّ البحث الحاليّ أنَّ جَودة الحياة الأسريَّة تتأثَّر بالمناخ الأسريّ المستقرّ، فعندما يكون المناخ مضطربًا ويُظهِر انعدام التَّوازن في التَّفاعلات الأسريَّة، يميل الوالدان إلى الانحراف عن دورهم في تربية الأطفال وتعزيز القيم والتَّقاليد، ما يجعلهم يتماهون بنماذجٍ خارجيَّةٍ سيّئةٍ قد تُسهم في التَّأثير سلبًا على جوانب حياتهم الأسريَّة والنَّفسيَّة والاجتماعيَّة والتَّعليميَّة ويؤدّي إلى نماذج سلوكيَّة سلبيَّة.
تتّفق مع هذه النَّتيجة دراسة “سيساني” (2023) الّتي استكشفت مفهوم جودة الحياة في مختلف جوانب وتفاصيل الحياة الاجتماعيَّة والصّحيَّة والاقتصاديَّة والنَّفسيَّة والتَّعليميَّة، وربطت ذلك بأهمّيَّة التَّواصل الفعَّال وإشباع الحاجات الفرديَّة داخل الأسرة. وأظهرت دراسة “هانينغ وآخرون” Henning e al (2019) أنَّ الحوار الهادف والتَّواصل الصِّحّيّ داخل الأسرة يعزِّز قبول الرَّأي المخالف وقبول التَّغيير، ما يؤثِّر على العلاقات والسُّلوكيَّات الاجتماعيَّة في سنّ البلوغ؛ وتبنَّت دراسة “اللُّوغانيّ وآخرون” (2018) النَّموذج البيئيّ “لبرونفنبرنر” Bronfenbrenner الَّذي يركّز على خصائص الأسرة ودورها كعامل حماية في التَّأثير على جودة حياة الطِّفل، وأكَّدت أنَّ جودة حياة الأسرة من العوامل المهمَّة والمساهمة في رفع قدرات الأطفال ذوي صعوبات التَّعلُّم وصحَّتهم النَّفسيَّة.
كما تتَّفق النَّتائج مع دراسة “ديزدارفيك” Dizdarevic (2022)، ودراسة “السَّعيدي” (2020)، و”بن صابرة وآخرين” (2020)، ودراسة “إسماعيل محمد علي” (2020)، وكذلك دراسة “هيانغ وآخرون” Huang et al (2020)؛ وقد أظهرت هذه الدِّراسات وجود علاقٍة ارتباطيَّةٍ سالبةٍ بين جودة الحياة الأسريَّة والمشكلات السُّلوكيَّة والنَّفسيَّة؛ كما تتَّسقُ هذه النَّتيجة مع دراسة”جونز وآخرون”Jones et al. (2019) الَّتي وجدت أنَّ الأسر ذات جودة الحياة الأسريَّة المنخفضة عُرضة بشكل أكبر لظهور مشاكل سلوكيَّة واضطرابات نفسيَّة لدى الأطفال؛ كذلك تتَّفق مع ما ذكره “جورج وآخرون” Jorge et al. (2015)، من أنَّ الأسرة الَّتي توفِّر الدَّعم الملائم لنموِّ أبنائها في الجوانب العلائقيَّة والعاطفيَّة والمادِّيَّة والاجتماعيَّة، تساعدهم على الانسجام والتَّوازن وتقلِّل من الاضطرابات والمشكلات النَّفسيَّة لديهم.
الفرضيَّة الأولى: أبرز اهتمامات عيّنة من ذوي اضطراب التَّعلُّم المحدَّد هي الرّياضة.
يوضِّح الجدول أعلاه، اهتمامات أفراد العيّنة، وقد جاءت الرّياضة النَّشاط الأكثر شعبيَّة بين المشاركين بنسبة (28.57%). أمَّا الأنشطة الأخرى مثل التّمثيل/السّيكودراما/الفنّ، الأعمال المنزليّة، الرَّسم والتَّلوين تشترك بنسبة الاهتمام نفسها (14.28%). وجاءت ألعاب الفكّ والترَّكيب والسّباحة” في المرتبة الثَّالثة (%09.52). أمَّا الأنشطة الأقلّ اهتمامًا فهي التّزيين والَّلعب، إذ لكلّ منهما نسبة (4.80%.).
قد يعود السّبب في اهتمام أفراد العيّنة بالرّياضة، هو أنَّها توفّر وسيلة فعّالة للتفريغ البدنيّ والنّفسيّ، ما يساعد على تخفيف التّوتّر والقلق. كما تعزّز الثّقة بالنَّفس والشُّعور بالإنجاز، ممَّا قد يعوِّض عن التَّحدّيات الَّتي يواجهونها في المجال الأكاديميّ. بالإضافة إلى ذلك، تُسهم الرّياضة في تطوير المهارات الاجتماعيَّة من خلال التَّعاون والعمل الجماعيّ، وتحسين القدرات البدنيَّة والتّنسيق الحركيّ، وبناء الروتين والانضباط. إضافةً إلى ذلك، الرّياضة غالبًا ما تكون غير مكلفة، ما يجعلها خيارًا متاحًا ومناسبًا للكثيرين.
تأتي هذه النَّتائج متوافقة مع الأبحاث الحديثة الَّتي قدَّمتها”Somerset Activity & Sports Partnership” (2024)، والّتي أكّدت أهمّيّة إزالة العوائق الَّتي تحول دون مشاركة ذوي اضطراب التَّعلُّم في الأنشطة الرّياضيَّة، وقد أشارت إلى الدور المحوري الَّذي تؤديه الأنشطة البدنيَّة في تعزيز الثّقة بالنّفس وبناء علاقات اجتماعيَّة جديدة تعزّز فرص الاندماج الاجتماعيّ وتساعد في تخطّي الحواجز النَّفسيَّة والاجتماعيَّة والأكاديميَّة الّتي تواجه هذه الفئة. ونتيجة لهذه الفوائد المتعدِّدة، يمكن القول إنَّ الرِّياضة قد حظيت بالاهتمام الكبير لأنّها توفِّر لهم فرصًا للتَّطوّر على عدَّة مستويات. من هنا، يتَّضح أنَّ الفرضيَّة الأولى الَّتي عَدَّت أنَّ الرّياضة تمثّل اهتمامًا بارزًا لدى أفراد العيّنة قد أُثبِتت.
الفرضيَّة الثَّانيَّة: تتمثَّل مظاهر الاضطرابات السُّلوكيَّة لدى عيّنة من ذوي اضطراب التَّعلُّم المحدَّد بشكلٍ رئيسيّ في اضطرابات التَّصرُّف والعدوانيَّة والكذب.
جدول رقم (5): نتائج إجابات العيِّنة على أبعاد الاضطرابات السُّلوكيَّة:
بُعد اضطراب التّصرّف | لا توجد مشكلة | مشكلة | مشكلة كبيرة | المجموع | |
يفكّر في تدمير الممتلكات عمدًا | ع | 8 | 10 | 3 | 21 |
% | 38.1% | 47.6% | 14.3% | 100% | |
يتحدَّى ويقاوم سيطرة الكبار ورموز السُّلطة | ع | 6 | 4 | 11 | 21 |
% | %28.58 | 19.0% | 52.42% | 100% | |
يسرق ممتلكات الآخرين | ع | 11 | 7 | 3 | 21 |
% | 52.42% | %33.3 | 14.3% | 100% | |
بُعد العدوانيَّة | لا توجد مشكلة | مشكلة | مشكلة كبيرة | المجموع | |
يتعدّى على الآخرين بالألفاظ والشتائم | ع | 10 | 5 | 6 | 21 |
% | 47.6% | 23.8% | 28.6% | 100% | |
يتعدّى على الآخرين جسديًا | ع | 9 | 6 | 6 | 21 |
% | 42.9% | 28.6% | 28.6% | 100% | |
يُهدد الآخرين | ع | 11 | 6 | 4 | 21 |
% | 52.4% | 28.6% | 19.0% | 100% | |
بُعد الكذب | لا مشكلة | مشكلة | مشكلة كبيرة | المجموع | |
يقول عادةً أشياء تُعرف أنَّها كاذبة أو مضلّلة | ع | 3 | 11 | 7 | 21 |
% | 14.3% | 52.4% | 33.3% | 100% |
بشكلٍ عامٍّ، يمكن ملاحظة أنَّ اضطراب “تحدّي ومقاومة سيطرة الكبار ورموز السُّلطة” هو الأكثر انتشارًا بين المشاركين في بُعد اضطراب التَّصرًّف، إذ إنَّ نسبة (52.42%) يواجهون مشكلًة في هذا الجانب. وجاءت النّسب متساوية (14.3%) لكلٍّ من بند “التَّفكير في تدمير الممتلكات عمدًا” و”سرقة ممتلكات الآخرين”. يمكن تفسير هذه النَّتائج أنَّ أفراد العيّنة يواجهون تحدّيات أكبر في التَّعامل مع السُّلطة نتيجة لعوامل نفسيَّة واجتماعيَّة متعدّدة، مثل الحاجة إِلى التَّفوُّق أو التَّكيُّف بوسيلة غير صَحِيحَة.
أمَّا بُعد “العدوانيَّة” فقد بيَّنت النَّتائج أنَّ نسبة (28.6%) جاءت متساوية عند أفراد العيّنة لمن أبدوا مشكلة في “التّعدّي على الآخرين جسديًّا”، و”التَّعدّي على الآخرين سواء بالألفاظ والشَّتائم”؛ ونسبة (19%) لمن يقومون فقط “بتهديد الآخرين”. يمكن تفسير ذلك بأنَّ أفراد العيّنة يواجهون تحدّيّات في إدارة غضبهم وسلوكهم العدوانيّ وأيضًا نتيجة لعوامل متعدّدة، مثل الضغوط النَّفسيَّة والاجتماعيّة.
وفيما يتعلَّق ببعد “الكذب”، فقد أوضحت النَّتائج أنَّ هذا السُّلوك منتشر بشكلٍ ملحوظٍ بين المشاركين، إذ يعاني منه (85.7%) من العيّنة بدرجاتٍ متفاوتةٍ. يمكن تفسير ذلك أنَّهم قد يلجأون إلى الكذب لأسباب متعدّدة، مثل تجنُّب العقاب أو الحصول على مكاسب معيّنة. وبهذا، تأكدت الفرضيَّة الثّانيَّة المتعلّقة بوجود اضطرابات سلوكيَّة رئيسة لدى ذوي اضطراب التَّعلُّم المحدَّد من خلال الَّنتائج الإمبيريقيَّة.
أظهرت البيانات تدرُّجًا ملحوظًا في الظواهر السُّلوكيَّة المضطربة، فقد تصدَّر “الكذب” قائمة الانتشار، على الرّغم من كونه الأقلّ خطورة قانونيًّا. تلاه في التَّرتيب التنازلي سلوك “تحدّي السُّلطة”، وهو يفوق الكذب في خطورته ولكنَّه أقلّ حدَّة من السَّرقة. واحتلَّت “العدوانيَّة” موقعًا وسطيًّا في التَّصنيف، متجاوزًة الكذب في مستوى الخطورة. أمَّا السَّرقة، فقد سجلت أدنى معدَّلات الانتشار مع كونها الأعلى في سلَّم الخطورة القانونيَّة والاجتماعيَّة.
يمكن تفسير هذه الظواهر السُّلوكيَّة ضمن إطار نظريّ يعدُّها سلسلة متّصلة من الانحرافات السُّلوكيَّة المتدرّجة، تبدأ بالكذب كمرحلة أوليّة، وتتطوَّر عبر مراحل متعاقبة تشمل تحدّي السُّلطة والعدوانيَّة، وقد تصل في أقصى حالاتها إلى السَّرقة. إنَّ الانخفاض الملحوظ في معدَّلات السَّرقة، على الرّغم من خطورتها، يعدّ مؤشّرًا إيجابيًّا ذات دلالة إحصائيَّة. فهو يُشير إلى فعاليَّة نسبيَّةّ للأنظمة الأسريَّة والتَّربويَّة والاجتماعيَّة والقانونيَّة في الحدّ من تطُّور السُّلوكيَّات المنحرفة إلى مستوياتها القصوى من الخطورة.
الفرضيَّة الثَّالثة: تُظهر مستويات جودة الحياة الأسريَّة عند ذوي اضطراب التَّعلُّم المحدَّد انخفاضًا ملحوظًا.
جدول رقم (6): مستويَّات مقياس جودة الحياة الأسريَّة:
مستويَّات مقياس جودة الحياة الأسريَّة | العدد | النِّسبة | المتوسّط الحسابيّ | ||
مستوى منخفض (25-58) | 15 | 71.4% | 56.81 | ||
مستوى متوسّط (59-92) | 5 | 23.8% | |||
مستوى مرتفع (93-125) | 1 | 4.8%0 | |||
المجموع | 21 | 100.0% | |||
يعكس الجدول أعلاه، توزيع نسب الفئات الثَّلاث، وجاءت “الفئة المنخفضة” (71.40%) كأكثر الفئات شيوعًا، وتشير هذه النِّسبة العاليَّة إلى انتشارٍ واسعٍ لاحتياجات الدَّعم في أغلبيَّة المشاركين، وقد يكون هذا مؤشّرًا على وجود تحدّيات في توفير الدَّعم العائليّ. وتُظهر “الفئة المتوسِّطة” نسبة (%23.80)، قد يكون هذا محفّزًا لفهم العوامل الَّتي تؤثِّر في مستوى الدَّعم لديهم. أمَّا النسبة الضئيلة (4.8%) الَّتي سجّلت مستوى مرتفعًا فهي تمثّل فرصة لدراسة حالة إيجابيَّة، عبر تحليل العوامل الوقائية والدَّاعمة الَّتي ساهمت في تحقيق هذا المستوى المرتفع، واستخدامها كنموذج لتطوير استراتيجيات تدخل فعالة للفئات الأخرى. وبلغت قيمة المتوسّط الحسابيّ العامّ (56.81) وهو ضمن مستوى جودة للحياة الأسريَّة المنخفضة (بين 25 و58). وبهذا، تأكَّدت الفرضيَّة الثّالثة المتعلّقة بهذا الانخفاض الملحوظ في مستويات جودة الحياة الأسريَّة لدى أفراد العيّنة.
خلاصة
تستدعي هذه النَّتائج، إجراء دراسات تحليليَّة معمَّقة لتحديد الأسباب الكامنة والسِّياقات البيئيَّة المرتبطة بالظَّواهر السُّلوكيَّة لدى ذوي اضطراب التَّعلُّم المحدَّد. كما تسلِّط الضوء على أهمّيَّة التَّدخُّل المبكّر وتعزيز التَّعاون مع الاختصاصيين في المجال النَّفسيّ والسُّلوكيّ والتَّربية الخاصَّة، لتطوير برامج علاجيَّة ووقائيّة تُسهم في تحسين جودة الحياة اليوميَّة والأسريَّة والحدّ من تطوُّر السُّلوكيَّات السَّلبيَّة.
في هذا السّياق، تأتي نظريَّة “بياجيه” Piaget في علم النَّفس التَّربويّ لتأكيد أهمّيَّة البيئة الدَّاعمة في تعزيز قدرات الطّفل وتجاوز تحديَّاته، حتَّى في ظلّ صعوبات التَّعلُّم. تتماشى هذه النَّظريَّة مع مبادئ علم النَّفس الإيجابيّ ونموذج “بيرما” PERMA الَّذي يركّز على تعزيز الرَّفاهيَّة العامَّة من خلال تعزيز الاندماج، وبناء العلاقات الإيجابيَّة، والشُّعور بمعنى الحياة، والسّعي لتحقيق الأهداف والنَّجاح.
في الختام، تؤدي جودة الحياة الأسريَّة دورًا محوريًّا في دعم ذوي اضطراب التَّعلُّم المحدَّد، من خلال توفير بيئة مستقرَّة وداعمة تعزّز النُّموّ النَّفسيّ والاجتماعيّ. هذا النّهج يؤكّد على تقديم تدخُّلات تُسهم في تحقيق نتائج إيجابيَّة على المستويَّأت الشَّخصيَّة والسُّلوكيَّة والتَّعليميَّة، مَا يعزّز رفاهيّة الأسرة بشكلٍ عامٍّ ويدعم الأطفال في التَّغلُّب على تحدّياتهم.
[1] – باحثة دكتوراه في المعهد العاليّ للدُّكتواراه في جامعة القدّيس يوسف في بيروت- قسم علوم الإنسان والمجتمع. معالجة نفسيَّة في عيادة خاصَّة، أستاذ محاضر في جامعة طرابلس ومعاهد فنيَّة رسميَّة. أخصائيَّة نفسيَّة تابعة لوزارة التَّربية والتَّعليم العاليّ في مشروع المدارس الرَّسميَّة الدَّامجة.
PhD researcher in psychology at The EDSHS – Saint Joseph University in Beirut. Email: wafouaa_youssef@hotmail.com / wafaa.youssef@net.usj.edu.lb
[1]- نظرية PERMA هي إطار عمل طُوِّر بوساطة عالم النَّفس “مارتين سليجمان” (Martin Seligman) في سياق علم النَّفس الإيجابي. يُعَدُّ هذا النموذج من النَّماذج الرائدة في دراسة الرفاهيّة والإيجابيّة النّفسيّة، وهو يركّز على خمسة عناصر أساسيّة تؤثّر على جودة حياة الأفراد ورفاهيتهم: المشاعر الإيجابيَّة Positive Emotions (P)، الإندماج Engagement(E)، العلاقات Relationships (R)، المعنى Meaning (M)، الإنجاز Accomplishment (A) (Sleigman, 2021).
[2]– اضطراب التَّصرُّف :Conduct Disorder يُشير إلى مضايقة رفاقه، تدمير الممتلكات والأثاث عمدًا، أو سرقة ممتلكات تخصُّ الآخرين، عدم اتّباع الأوامر والتوجيهات من قِبل أشخاص في السُّلطة.
[3]– العدوانيَّة Aggressiveness: يُشير إلى التَّعدّيّ على الآخرين بالألفاظ والشَّتائم والتَّهديدات، أو بالاعتداء البدنيّ وضرب الآخرين الفعليّ (غبريال، 2018: 16-17).
[4]– بحسب “جمعيَّة الاستشارات الأميركيَّة” American Counselling Association-ACA، الكذب هو آفة اجتماعيَّة تتأثَّر بثقافة الطّفل الخاصَّة في تحديد كيف يكذب، ومتى يقوم بهذا السُّلوك. كما تُشير إلى ضرورة النَظر للسّمات الشَّخصيَّة للفرد، بيئته، ثقافته وأحيانًا حالته العقليَّة والعاطفيَّة (2022).
المراجع
أ- العربيَّة
- أبو حمزة، عبد (2019). فاعليَّة برنامج إرشاديّ لتحسين جودة الحياة لأسر الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصَّة. مجلّة التَّربية الخاصَّة والتأهيل- دار المنظمة، 30 (9)، 32 – 61.
- بنّ صابرة، أحلام وبراجل، إحسان وبنّ حمادة، أمينة. (2020). جودة الحياة الأسريَّة وعلاقتها بالمشكلات السُّلوكيَّة لدى الأبناء. رسالة أعدَّت لنيل درجة الماجستير في الإرشاد والتَّوجيه، جامعة الصدّيق بن يحيى، الجزائر.
- حساني، محمد وفرحات، أحمد (2021). علاقة القلق بعُسر الكتابة عند تلاميذ السنة الخامسة إبتدائيّ. مجلّة الواحات للبحوث والدّراسات في الجزائر، 3 (14)، 813-831.
- الحماديّ، أنور. (2021). الاضطرابات العقليَّة والسُّلوكيَّة في التَّصنيف الدوليّ للأمراض. الطبعة (11).
- رييس، ستيفن (تأليف)، غبريال، إيرينيّ (ترجمة). (2018). مقياس الإضطرابات النَّفسيَّة والسُّلوكيَّة. مصر: مكتبة الأنجلو.
- السَّعيدي، سعود (2021). برنامج إرشادي لتحسين جودة الحياة وعلاقته بالاكتئاب للتلاميذ ذوي صعوبات التَّعلُّم بالمرحلة الابتدائيّة في دولة الكويت. مجلّة القراءة والمعرفة، 237 (21)، 77-125.
- شاوشي، ميرة وسيسانيّ، رابح. (2023). جودة الحياة الأسريَّة، المفهوم والاتجاهات المفسّرة. مجلَّة سلوك، 10 (1)، 67-82.
- عبد الوهاب، أماني (2015). مقياس جودة الحياة الأسريَّة. مصر: إتّحاد مكتبات الجامعات المصرية.
- عثمان، محمود (2021). فعاليّة العلاج بالرفاهيَّة النَّفسيّة في خفض بعض الاضطرابات السُّلوكيَّة والانفعاليَّة لدى تلاميذ المرحلة الإعداديّة. مجلّة جامعة جنوب الوادي الدوليّة للعلوم التربويّة، (7)، 544-583.
- النّجار، علاء الدين (2020). جودة الحياة والمرونة المعرفيَّة كمنبئات حلّ المشكلات الرياضيّة اللفظيّة لذوي صعوبات التَّعلُّم في المرحلة الابتدائيَّة. مجلّة الطفولة والتَّربية في جامعة الإسكندرية، 2 (41)، 507-553.
ب- الأجنبيَّة
-11American Psychiatric Association. (2013). Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders, Fifth Edition. (DSM-5), Washington, D.C: American Psychiatric Association Publishing.
-12Bagur, S., Lourido, B., Rosselló Maria R., Verger S. (2022). Empowerment, anxiety and depression in families using early childhood intervention services. European Journal of Special Needs. https://www.tandfonline.com/doi/full/10.1080/08856257.2022.2062908?scroll=top&needAccess=true
-13 Dizdarevic, A., Memisevic, H., Osmanovic, A., & Mujezinovic, A. (2020). Family quality of life: perceptions of parents of children with developmental disabilities in Bosnia and Herzegovina. International Journal of Developmental Disabilities, 68(3), 274–280. https://doi.org/10.1080/20473869.2020.1756114
-14Evelyn, J., Elsayed, H., Taha, R. (2021). Social support, resilience, and quality of life for families with children with intellectual disabilities. Research in Developmental Disabilities. ELSEVER, (112). https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0891422221000597.
-15Finardi, G., Paleari, G., Fincham, D. (2022). Parenting a Child with Learning Disabilities: Mothers’ Self-Forgiveness, Well-Being, and Parental Behaviors. Journal of Child and Family Studies.https://apps.who.int/iris/bitstream/handle/10665/333474/WHOEMMNH212A-ara.pdf.
-16Fong, V. C., Gardiner, E., & Iarocci, G. (2021). Cross-cultural perspectives on the meaning of family quality of life: Comparing Korean immigrant families and Canadian families of children with autism spectrum disorder. Autism: The International Journal af Research and Practice, 25(5): 1335–1348. https://doi.org/10.1177/1362361321989221.
-17Grigorenko, E., Compton, D., Fuchs, L., Wagner, R., Willcutt, E., Fletcher, J. (2021). Understanding, educating, and supporting children with specific learning disabilities: 50 years of science and practice. The American psychologist, 75 (1), 37–51. https://doi.org/10.1037/amp0000452.
-18Henning, G., Bjälkebring, P., Stenling, A., Thorvaldsson, V., Johansson, B., & Lindwall, M. (2019). Changes in within- and between-person associations between basic psychological need satisfaction and well-being after retirement. Journal Of Research in Personality, 79, 151-160. https://doi.org/10.1016/j.jrp.2019.03.008
-19Ibrahim, A. T. H., Alhaj, A., El Sherbiny, M., Al- Ruqadi, M., & Alabri , R. (2024). Measuring the Family Quality of Life among Students with Disabilities in Higher Education in the Sultanate of Oman. Dirasat: Human and Social Sciences, 51(3), 29–44. https://doi.org/10.35516/hum.v51i3.4089.
-20Jones, L., Nguyen, C., Benchimol, I., Bernstein, N., Bitton, A., Kaplan, G., Otley, R. (2019). The impact of inflammatory bowel disease in Canada: Quality of life. Journal of the Canadian Association of Gastroenterology, 2, 42-48. https://doi.org/10.1093/jcag/gwy048.
-21Jorge, M., Levy, C., Granato, L. (2015). Cultural Adaptation Quality of Family Life Scale for the Brazilian Portuguese, CODAS, 27 (6), 40-534.
-22Katherine, C., Frances, W., Ka Long, C., Fiona, W., Hung, C., Man, W., Yuen, S., John, Y., Judy. Y., Lin, (2020). The Impact of the Environment on the Quality of Life and the Mediating Effects of Sleep and Stress. Int J Environ Res Public Health. 17 (22): 8529. doi: 10.3390/ijerph17228529
-23Maria, C., Luciana, S., Carlo, T., Tomasetto, G, Patrizia, S. (2019). Health-related quality of life and psychological wellbeing of children with Specific Learning Disorders and their mothers. Research in Developmental Disabilities (87), 43-53.
-24Nunes, A. C., Luiz, E. A. M., & Barba, P. C. S. D. (2021). Family quality of life: an integrative review on the family of people with disabilities. Qualidade de Vida Familiar: uma revisão integrativa sobre famílias de pessoas com deficiências. Ciencia & saude coletiva, 26 (7): 2873–2888. https://doi.org/10.1590/1413-81232021267.06962019.
-25Scaria, L.M., Bhaskaran, D., George, B. (2023). Prevalence of Specific Learning Disorders (SLD) among children in India: A systematic review and meta-analysis. Indian J. Psychol. Med., 45, (3): 213–219. https://doi.org/10.1177/02537176221100128
-26Seligman, M. E. P. (2021). The new era of positive psychology: An overview of the PERMA model. Journal of Positive Psychology, 16 (2), 123-135. https://doi.org/10.1080/17439760.2020.1868654
-27Somerset Activity & Sports Partnership. (2024). Breaking barriers to sports participation for individuals with learning difficulties. Somerset Activity & Sports Partnership.
-28World Health Organization- WHO (2020). A manual of disablement and health.: https://www.who.int/ar/news-room/fact-sheets/detail/mental-disorders.
ج- المواقع الإلكترونيَّة
-29American Counseling Association- ACA. Understanding Why People Lie. Retrieved from: https://www.counseling.org/news/aca-blogs/aca-counseling-corner/aca-counseling-corner-blog/2019/10/21/understanding-why-people-lie.