foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

دور المناهج التّعليميّة في ترسيخ  قيم المواطنة في مرحلة التعليم الأساسي في لبنان

0

عنوان البحث: دور المناهج التّعليميّة في ترسيخ  قيم المواطنة في مرحلة التعليم الأساسي في لبنان

اسم الكاتب: د. غسان عبد الحسين جابر

تاريخ النشر: 19/01/2025

اسم المجلة: مجلة أوراق ثقافية

عدد المجلة: 35

تحميل البحث بصيغة PDF

دور المناهج التّعليميّة في ترسيخ  قيم المواطنة في مرحلة التعليم الأساسي في لبنان

The Role of Educational Curricula in Consolidating the Values of Citizenship at the Stage of Elementary Education in Lebanon

Dr. Ghassan Abdul Hussein Jaber د. غسان عبد الحسين جابر([1])

تاريخ الإرسال: 20-12-2024                             تاريخ القبول: 3-1-2025

الملخص                                                                     turnitin: 21%

يسعى هذا البحث إلى دراسة دور وفعاليّة المناهج التّعليميّة في ترسيخ قيم المواطنة في مرحلة التعليم الأساسي في لبنان، وتتطرق الدّراسة إلى المقاربات النّظرية الواردة في خطة النّهوض التّربوي التي أقرّت العام 1994 وبدأ العمل بمضمونها العام 1997. ويسعى الباحث أيضًا من خلال هذه الدّراسة إلى تبيان ما إذا كانت المناهج المعتمدة في مرحلة التّعليم الأساسي في لبنان تساهم في تعزيز التربيّة على المواطنة، وترسيخ القيم والسّلوك التي تمكن الطلبة اللبنانيين من تعميق الانتماء بين المواطنين وبلدهم، وبين الطلبة وأقرانهم، سيما وأن الظروف الاجتماعيّة التي مرّ بها لبنان تجعل من الضرورة بمكان من تعزيز المناهج التّعليميّة بما يضمن سلامة البيئة الوطنية، وتقليل الاختلافات التي قد تؤدي إلى شرذمة الوضع الدّاخلي، وهنا تكمن أهمية دور المناهج التّعليميّة لناحية تضمينها مواد علمية، وتطبيقيّة تُسهم في توطيد العلاقة بين أبناء الوطن الواحد.

وتتطرق الدّراسة إلى التّحديات التي تواجه المناهج التّعليميّة في لبنان والتي مضى على إقراراها حوالى ستة وعشرون عامًا. اعتمد الباحث المنهج الوصفي التّحليلي لملائمته متطلبات الدّراسة، في حين شكلت  القوانين والمراسيم والتشريعات والقرارات التي ترعى تنظيم وتطبيق المناهج التّعليميّة منطلقًا أساسيًا للدراسة. وتخلص الدّراسة إلى تقديم الاقتراحات التي من شأنها تعزيز دور المناهج التّعليميّة في التربية على المواطنة، وتقديم التّصورات الضروريّة لتطوير المناهج التّعليميّة بما يتناسب مع التّحديات العالميّة الرّاهنة في ظل العولمة والثورة الصناعيّة الرابعة.

الكلمات المفتاحيّة: المناهج التّعليميّة، المواطنة، القيم، منهج، تعليم.

Abstract:

This research studied the role and effectiveness of educational curricula in consolidating the values ​​of citizenship in the elementary education stage in Lebanon. The study dealt with the theoretical approaches mentioned in the educational advancement plan that was approved in 1994 and began working with its content in 1997. This study shew whether the curricula adopted in the elementary education stage in Lebanon contribute to strengthening citizenship education and consolidating the values ​​and behavior that enable Lebanese students to deepen the belonging between citizenship and their country, and between students and their peers, especially since the social circumstances that Lebanon has gone through it, making it necessary to strengthen the educational curricula in a way that guarantees the safety of the national environment and reduces the differences that may lead to the fragmentation of the internal situation, and here lies the importance of the role of including educational curricula elementary materials that work to consolidate the relationship between the country and its children. Moreover, the study deals with the challenges facing the educational curricula in Lebanon, which have been approved for nearly twenty-six years. The researcher adopted the descriptive and analytical approach to suit the research requirements, and the researcher relied on laws, decrees, legislation and decisions that govern the organization and application of educational curricula. The study concludes with submitting proposals that would enhance the role of educational curricula in citizenship education, and presenting the necessary perceptions to develop educational curricula in line with the current global challenges in light of globalization and the fourth industrial revolution.

Key words: educational curricula, citizenship, values, curriculum, education.

د.غسان عبد الحسين جابر

المقدمة: المدرسة هي إحدى مؤسسات التنشئة الاجتماعية التي أوجدها المجتمع لتحقيق أهدافه، وبلوغ غاياته ومراميه، إذ تعمل المدرسة على تعديل سلوك المتعلمين، وإكسابهم الكفايات والغايات التّعليميّة إضافة إلى تزويدهم بالسلوك، والقيم الأخلاقيّة التي تجعل منهم أبناء صالحين لمجتمعهم ووطنهم، فالمدرسة ومن خلال المناهج المعتمدة تعمل على إكساب المتعلمين قيم ومفاهيم التربية على المواطنة.

هذا وتُعدُّ المناهج العمود الفقري للعمليّة التّعليميّة، إذ لا يمكن الوصول إلى الأهداف التربويّة والتّعليميّة من دون وجود مناهج متكاملة ومترابطة بدءً من المراحل التّعليميّة ما قبل المدرسة وصولاً إلى ما بعد التخرج من الجامعة والدراسات العليا، وتقوم المناهج بترجمة السياسيات التربويّة التي تتباها الدول من المقاربات النّظريّة إلى حيّز التّنفيذ، وتحويلها من الإطار العام إلى المجال العملي الخاص،  لذا فإنّ المناهج تخضع وبشكل مستمر للمراجعة التقويم، ويدخل في عمليات المراجعة والتطوير ما يستجد من اختصاصات  في ظل التّسارع المعرفي  والتّحول الرقمي وبما يترافق ومتطلبات ثورة الذكاء الاصطناعي، كل ذلك يودي بشكل طبيعي وموضوعي إلى دخول تخصصات جديدة، وغياب أخرى عن الإهتمامات البشرية.

تُعد المناهج التّعليميّة الأداة المستخدمه في تربية أبناء الوطن تربية مقصودة وموجهة، وهي من أدوات التربية على المواطنة المهمّة لذلك فهي تحتاج إلى مراجعة وتقويم كلما دعت الحاجة إلى ذلك، بهدف مقارنة مخرجات التّعليم بالأهداف المرجوّة، وهي فرصة لقياس مدى تلبية التّخصصات الجامعيّة وأعداد الخريجين حاجات المجتمع، كل ذلّك يأخذ بالحسبان التّسارع الكبير الذي يحصل على المستوى المعرفي، والتّحول الرّقمي وتكنولوجيا الابتكار والإبداع، ذلك بما يتناسب مع المعايير والمقاييس التربويّة العالمية بهدف إعداد الأجيال الحالية للتعامل مع متغيرات المستقبل (عبد المنعم و ابراهيم، 1999).

أولاً – أهمية البحث: المنهج ظاهرة اجتماعيّة وخلاصة لما قد يعتري المجتمع البشري والإنساني والاجتماعي من تغيّرات، وذلك من خلال ما يجب أن يتضمنه من مكتسبات ثقافيّة وسلوكيّة ووطنيّة وقيميّة، والمنهج إذ يمنح المتعلمين النّهج السّليم لما يجب أن تكون عليه المعارف والكفايات التّعليميّة المستجدة، فإنّه أيضًا يستشرف المستقبل من خلال التّخصصات الواعدة والعلوم المكتشفة والإبتكارات المتوقعة، كل هذا لا يمكن أن يتمّ إلّا باعتماد مناهج تحقق تلك الأهداف وبفعاليّة من خلال مختلف الأنشطة، وطرائق التّدريس واستراتيجيات التّعليم التّفاعليّة،  والنّشطة والتي بأغلب الأحيان تحتاج إلى تكنولوجيا المعرفة والتّحول الرقمي، نظرًا إلى الظروف العلميّة المتقدمة والمتجددة.

ولأنّ المناهج الدراسية إحدى المحاور الأساسيه المهمّة في العمليّة التّربويّة التّعليميّة، لكونها تتصل بجودة الأهداف، وتكسب التّلاميذ المهارات والقيم وتعديل في السّلوك والاتجاهات.

من هنا تكمن أهمّيّة البحث لكونه يتطرق إلى المناهج التّعليميّة المطبقة في لبنان، ومدى مواكبة تلك المناهج لتطورات العصر المرتبطة بالتّكنولوجيا الحديثة وما يترافق معها ويرتبط بها. كما أنّ البحث يسعى لمعالجة علاقة المناهج التّعليميّة وثأثيرها على تخصصات التي تفتح الباب أمام الخريجين لسوق العمل.

كما أنّ الدّراسة تتميز بجانب مهم لناحية البحث في كيفيّة تأثير المناهج التّعليميّة، وإسهامها في التربية على المواطنة، خاصة في وطن يتكون نسيجه الاجتماعي من تنوع طائفي، ومذهبي لا يمكن التّخفيف من حدة تأثيرات النّظام الطائفي إلّا من خلال التربية والتّعليم.

ثانيًا – أهداف البحث: تسعى هذه الدّراسة إلى تحقيق الأهداف الآتية:

  • التعرّف إلى المناهج التّعليميّة في لبنان.
  • التعرّف إلى مدى إسهام المنهج التعليمي في التربيّة على المواطنة، والتحديات التي تعتريه.
  • التعرف إلى إلى مدى تعزيز المنهج التعليمي لثقافة العيش المشترك والانصهار الوطني.
  • دراسة العلاقة بين المنهج التّعليمي والسّلوك والقيم الوطنية.
  • تقديم الاقتراحات التي من شأنها إثراء المنهج التعليمي في مجال التربية على المواطنة.

ثالثًا – منهج البحث: اعتمد الباحث المنهج الوصفي التّحليلي لملائمته متطلبات الدّراسة.

المنهج الوصفي: يقدم هذا المنهج دراسة واقعيّة حول الظاهرة، أو الحالة التي يهتم الباحث بمعالجتها، ويحصل ذلك بطريقة دقيقة ويعبّر عنها بأسلوب كيفي (كيف) أو كمي (كم) (طباجة، 2007).

المنهج التحليلي: يقدم هذا المنهج تحليلًا لمجموعة عناصر يوجد فيما بينها علاقة وصلات أو تبادل داخلي(طباجة، 2007).

رابعًا – مجتمع البحث وعينته: يتكون مجتمع الدّراسة من الأساتذة والمعلمين في لبنان، استخدم الباحث الاستبيان كأداة لجمع البيانات الضروريّة للبحث، وقد وجّه استبيان الكتروني إلى الأساتذة، والمعلمين عبر مؤسساتهم التّربويّة وقد بلغ عدد الاستبيانات 1458،هذا وقد حُذِفت الإجابات غير المشمولة بموضع البحث، وهي موزعة كما يبين الجدول رقم (1).

خامسًا – إشكاليّة البحث: تعدُّ التربية على المواطنة، أحد الأهداف المهمّة التي تسعى اليها المدرسة إلى جانب تزويد المتعلمين بالمعارف والعلوم المتنوعة، وما يتعلق بالسّلوك والقيم الأخلاقية. ذلك أنّ إعداد المواطنين وتنشئتهم على المواطنة بما يعنيه هذا المفهوم من انتماء للوطن، من دون سواء وجعل مصلحتة فوق كل اعتبار، ولأجل الوطن تقدم كافة التضحيات، كما أن التفاعل والتعاون بين المواطنين يهدف إلى تعزيز الحس الوطني والاستثمار في المجالات كافة خدمة للوطن الواحد الذي يجمع كل أبنائه.  وعليه فإنّ تحقيق تلك الأهداف يجب أن يتضمنها المنهج التّعليمي، ذلك أنّ التربية على المواطنة تبدأ من مراحل التّعليم الأوّلى، وتستكمل من خلال الأنشطة والتّفاعلات المدرسية بين الطلاب، والمعلمين وبين المتعلمين مع أقرانهم من التّلاميذ. بناء لما تقدم يمكن لنا تحديد مشكلة البحث من خلال السؤال الرئيس الآتي:

كيف يمكن للمناهج التّعليميّة في لبنان أن تُسهم في التربية على المواطنة؟

وللإجابة على السؤال الرئيس نطرح التساؤلات الآتية:

  1. ما مدى تضمين المناهج التّعليميّة اللبنانيّة للتربية على المواطنة؟
  2. كيف يمكن تطوير المنهج بما يخدم التربية على المواطنة؟
  3. كيف يمكن للمناهج التّعليميّة أن تُسهم في زيادة الانصهار الوطني والعيش المشترك؟
  4. ما هي الإقتراحات التي من شأنها الإسهام في التربية على المواطنة؟

سادسًا – مفهوم المنهج، أهميته وعناصره

تعريف المنهج: جاء في المعجم الوسيط للغة العربيّة أنّ أصل كلمة المنهج من نَهجَ، أيّ أبانهُ وأوضحهُ. وتقابل كلمة المنهج في اللغه الإنجليزيه كلمه Curriculum ، التي تعني المسار الذي يسلكه الإنسان لتحقيق هدف ما (المصري، 2018)، وهو مجموعه الأنشطه والخبرات التي تساهم في بناء النّموّ الشّامل للمتعلم من النّواحي جميعها (المعرفيّه والمهاريّة والوجدانيّة).

تتعدد تعريفات المنهج من الناحيه الاصطلاحيه، نذكر منها:

– المنهج المدرسي مكّون من تراكم مخرجات التعلّم بحسب Johnson M التي يُسعى إلى تحقيقها من خلال المراحل التّعليميّة، Intended Learning outcomes، وهذا يعني أن الأهداف السّلوكيّة تعدُّ من أساسيات النتائج التربويّة التي تعمل المؤسسة التّعليميّة الووصول اليها.

– هو أنماط التفكير لكونه يتضمن النشاطات الصفيّة والتّفاعلات اللاصفيّة التي تعمل على إكساب المتعلمين الخبرات التّربويّة والوسائل التّعليميّة، وطرق التدريس وطرائق التقويم المناسبة والمواكبة للتغيرات ،والمستجدات الآنية والمستقبليّه المجتمع والتي مخرجها فرد متوائم مع متطلبات عصره، محققًا لأهدافه الشخصيه وأهداف مجتمعه (تايلور، 2021).

– يتكون المنهج من: الأهداف – المحتوى – طرائق التدريس والأنشطة التّعليميّة – الوسائل التّعليميّة والتقويم.

أهمية المنهج في التربية على المواطنة: نظرًا إلى الدور المهمّ الذي تقوم به المدرسة في إعداد المتعلمين فنيًّا وتربويًّا، معرفيًّا وتعليميًّا، إذ إنّ مخرجات وأهداف العمليّة العمليات التربويّة والمقاربات التعلميّة لا يمكن أن تُنجز بطريقة عشوائيّة، وما يرافق ذلك من تغيير في سلوك المتعلمين، وتطوير قدراتهم، فإنّ العمليات التربويّة والتّعليميّة تسهم في بناء شخصية المتعلم، وإعداده لمواجهة الحياة وتأهيله ليصبح كائنًا اجتماعيًّا، ولكي تتتحقق كل تلك المرامي لا بدّ من جود مسارات عمليّة وخطوات تنفيذيّة واضحة ومحددة وقابلة للقياس والتّقويم، وهذا ما يعرف بالمنهج لكونه يشكل أقوى الأدوات لتحقيق الأهداف المرجوة، والمنهج الفعّال والجيد والنّاجح هو الذي يؤدي بالعملية التّعليميّة إلى المخرجات المطلوبة، ويسهم في تحفيز المتعلمين على الإبداع والابتكار، والتّحليل والنقد، والتّخطيط واتخاذ القرارات.

وللمناهج دور أساسي في تنمية قدرات الفرد واستعداداته، وإبراز ما لديه من طاقات خلاقة وتوجيهها نحو الصالح العام. وكذلك يعمل المنهج على غرس قيم المواطنة بين أبناء الوطن الواحد، وتبرز أهمّيّة المنهج لكونه يستجيب لأهداف المجتمع المتزايده، والمتجدده بالتّزامن مع متغيرات عصر المعرفة، والتّحوّل الرقمي والذّكاء الصناعي، وهذا ما يستدعي البحث باستمرار عن أساليب، وطرق تجديد وتطير المناهج (عرفة و صلاح الدين، 2002).

أهمية تطوير المناهج للتربية على المواطنة: تُعنى عمليّة تطوير المناهج بتقديم تصورات لما يجب عليه أن يكون مستقبل التّعليم والتعلم، لناحية توجيه المجتمع نحو التخصصات المهمّة للوطن وللمواطنين. وإنّ المقاربات المتجددة للمنهج التعليمي مرتبطة بشكل وثيق بالتغيرات المتسارعة التي طرأت في مجال التقدم العلمي والتكنولوجي، ويشكل المنهج التّعليمي نافذة التربية، والتّعليم على المجتمع لاستشراف المستقبل من علوم ومعارف وتخصصات وفرص عمل، وكذلك الأمر يعطي المنهج تصوّرًا واضحًا عما سيكون مستقبل التعليم ومدى قدرته على تحويل الاقتصاد الرّيعي إلى إقتصاد منتج. وتطوير المناهج يشمل مكونات المنهج جميعها من طرائق، وأهداف، وكتب مدرسية، وأساليب تعليميّة وتقويم.

وانطلاقًا من تسارع التقدم العلمي والمعرفي والتّكنولوجي في وقتنا الحاضر، وما قد يرتب على المجتمعات من تغيرات اجتماعيّة وإنسانيّة، وعلاقات مستجدة في السياسة والاقتصاد والتربية والاجتماع، فإنّ التّقارب البشري وعلى الرّغم من أهميته، فإنّه سيلقي بظلاله على ثقافة المجتمع والدّول، ما يجعل التربية على المواطنة في صلب تلك التّغيرات والأحداث، لكونها ستتأثر بالمستجدات التي تغزو عالم الإنترنت وانفتاح المجتمعات على بعضها البعض، وهنا تأتي أهمية تطوير المناهج لجهة، إكساب المتعلمين المقاربات الثقافيّة المتنوعة، وتحصين المفاهيم التربويّة التي تسهم في زيادة فعاليّة التربية على المواطنة بين المتعلمين ومع أقرانهم في المجتمعات الافتراضيّة. في هذا السّياق؛ لا بدّ من الإشارة إلى الواقع الاجتماعي اللبناني، وما يتضمنه من غنىً ثقافي وتنوع اجتماعي، من خلال وجود تنّوع في الطوائف الدّينيّة والأحزاب السياسيّة، وهذا سيف ذو حدين، إذ إنّ النّظام التّربوي ومن خلال المنهج التّعليمي يجب أن يؤدي دورًا فاعلًا في التربية على الموطنة، وأيضًا في ما يتعلق بردم الهوّة بين المكونات الاجتماعيّة والثقافيّة اللبنانيّة، سيما وأنّ الدولة اللبنانيّة وخلال المئة عام التي مضت على إعلان قيام دولة لبنان الكبير، فقد مرّ الشّعب اللبناني بتحدّيات أمنيّة وسياسيّة واقتصاديّة كبيرة، وصلت في كثير من الحِقب إلى حروب وانقسامات، وهنا يأتي دور المؤسسة التّربويّة والمنهج التّعليمي في الإسهام ببناء أفضل للنّسيج اللبناني وتقريب العلاقات، وإجراء التّعديلات الفكريّة والثقافيّة والاجتماعيّة لضمان توحيد جميع اللبنانيين خلف دولتهم ووطنهم لانطلاقها من التربية على المواطنة المحقّة. ويرى المنشغلون بنظريات المناهج، أنّ التطوير الناجح للأنظمة التّعليميّة وإصلاحها لا يمكن أن يُنجز إلّا إذا مسّ جوهره التنظيم المنهجي بها (السمبل، 2002).

أساسيات تطوير المنهج: ما لا شك فيه أنَّ عمليَّة بناء المناهج وتطويرها ليست بالأمر اليسير، ولا يمكن أن تجري بطريقة عبثيّة، أو متسرعة، ولا حتى عشوائيّة، ولا حتى مزاجيّة، وخاصة في مثل الظروف التي تحيط بالنّظام التّربوي اللبناني، لجهة تنوع النسيج الاجتماعي ولحاجة التغيير الإيجابي مقابل المشكلات التي عصفت بلبنان، وعليه فإنّ عمليّة التّغيير تحتاج جهودًا كبيرة، ومساحات واسعة من العمل التّشاركي بين الجهات الراعية والمؤثرة في بناء المنهج المنشود كافّة، فضلًا عن الجهود المتواصلة المتطلبة لناحية التخطط والتّجريب والتّنفيذ والتقويم الموضوعي للمناهج المرجوة، وما مدى تقديم تلك المناهج لاستراتيجيّات التربية على المواطنة، عدا عن تحقيق باقي الأهداف المحددة في المنهج. وعلى الرّغم من أهميّة وضرورة تطوير المناهج التّعليميّة، والتّربويّة بشكل مستمر إلّا أنّ تلك العمليات لا بدّ لها من أن تستند إلى معايير وأسس علميّة وتربويّة واجتماعيّة ومعرفيّة، ووطنيّة (النذير، 2003)، نذكر منها:

– أن يكون التّطور واضحًا وشفافًا، شاملًا ومحدّدًا ويؤدي إلى نتائج قابلة للقياس.

– أن يؤدي هذا التّطوير إلى تنمية قدرات المعلمين والمتعلمين.

– أن يحقق التربية على المواطنة، وزيادة الشّعور بالانتماء إلى الجماعة والابتعاد من التقوقع الطائفي والمذهبي.

– أن يؤدي هذا التغيير والتّجديد، والتّطوير إلى ردم الهوة بين مكونات المجتمع اللبناني التي حدثت جراء الاختلافات السياسيّة والاصطفافات الطائفيّة والانقسامات الحادة.

– أن يكون المنهج مساعدًا على الابتكار والإبداع، في جوّ من التعاون، والتكامل بين المتعلمين ومع المعلمين.

– أن يستند على التّقدم العلمي والتّحوّل الرّقمي بالاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والتي يجب أن تأخذ بالحسبان إكساب المتعلمين التّطبيق العملي من خلال التّجارب والأنشطة التّفاعليّة.

– أن تكون السياسات المعتمدة مبنيّة على خطط فصيرة ومتوسطة الأمد، وأن يكون مرنًا للتقويم المستمر وفاقًا لنتائج المرجوة للمنهج تربويًّا، علميًّا، واجتماعيًّا.

– ضرورة أن يطال التّغيير والتّطوير التبدلات الاقتصادية التي تستوجب اكتشاف اختصاصات جديدة، وكذلك الأمر فقدان اختصاصات من سوق العمل، لذا لا بدّ من أن تواكب المناهج حاجة سوق العمل.

سابعًا – التحديات التي تواجه تطوير المناهج في لبنان

معوقات تطوير المنهج اللبناني: تعترض عمليات التّغيير والتّطوير في كثير من المجالات مشكلات متنوعة ومتعددة، وهذا ما ينطبق أيضًا على التّطور المنشود في المناهج التّعليميّة والتربويّة (الحارثي، 2009)، فهي تواجه تحديات أهمها:

– حاجة المناهج إلى توافق الجهات التّربويّة التي تهتم بتقديم التّصورات الآيلة إلى تطوير المنهج.

– وجود تباينات بين مكونات المجتمع اللبناني السياسي والطائفي، وهذا ما يعوق عمليّة التّغيير والتّطوير.

– التنوع الاجتماعي والثّقافي يضع عوائق أمام عمليّة التّغيير والتّطوير، ذلك لأنّ لكل جهة أهداف خاصة تحاول فرضها، أو تحقيق القدر الكبير من قناعات تلك المجموعة أو الشّريحة الاجتماعيّة.

– وضع المناهج أو إقرارها بغير قناعة النسيج اللبناني، قد يمنع من تنفيذ مضمون المنهج خاصة لجهة اعتماد الكتّب والمصادر التّعلمية بحسب رغبة المؤسسات التّعليميّة (الخاصة).

– التعليم في لبنان يتمتع بحرية وهذا يمنح الطوائف فرض شروطها أو سياساتها التّربويّة، ويمنح القوى السياسيّة من اعتماد كتب تعلميّة، وأنشطة تلبيةً لرغابات وأهداف تلك القوى.

– يوجد معوقات إداريّة ترتبط بالبيروقراطيّة في العمل الإداري، وما ينتج عن ذلك من قناعة الجهات العليا ومدى إيمانها وقناعتها بالتّغيير.

– يوجد تحديات لها علاقة بكفاءة فريق العمل المعني بالتّغيير والتطوير، وبمواكبته للتطورات العلميّة والتكنولوجيا، وهذا ما يجعله غير متحمس للمقاربات الجديدة.

– مشكلات اقتصادية إذ يتطلب التغيير والتّطوير تجهيزات ولوازم ووسائل تعليميّة، وربما تعديلات في المبنى المدرسي والنشاطات الصفيّة واللاصفيّة وهذا يرتب أعباء ماليّة.

-عوائق سياسية، إذ إنّ الجهات الحكوميّة هي المسؤولة بشكل مباشر عن أخذ القرارات المتعلقة بتطوير وتحديث المناهج، وهنا تدخل الحسابات التي قد تؤثر سلبًا في عمليّة التّطوير.

  ثامنًا – إجراءات البحث الميداني: أُجري البحث من خلال إعداد الأداة البحثيّة (استبانة)، وقد شارك في الاستبيان 1593 معلم ومعلمة (تعليم رسمي وخاص)، بعد ذلك حُلِّلت المعلومات والبيانات، إذ خلص البحث إلى تقديم النتائج، والتّوصيات،  وفاقًا للدّراسة الميدانيّةالتي تضمنت المحاور الآتية:

Table 1: الوضع الوظيفي

التصنيف الوظيفي موظف متعاقد مستعان به
النسبة المئوية 69% 19.40% 11.60%
عدد المشاركين 1100 309 184

 

Figure 1: الوضع الوظيفي

يتبين لنا من الجدول رقم (1)، أنّ النسبة الأكبر من المعلمين المشاركين في الاستطلاع (69.00%) يصرحون أنّهم موظفين في ملاك التّعليم (الرّسمي والخاص) وعلى اختلافة وهذه نسبة جيدة، علمًا أن عدد المعلمين الذين شاركوا في الاستبيان بلغ 1593 معلمًا ومعلمة، من التّعليم الرسمي والخاص، ومن مستويات ومراحل التعليم كافة.

Table 2: هل تم تعيينكم في الوظيفة بناءً على مباراة

هل كان تعيينكم في الوظيفة بناءً على مباراة ؟ لا نعم
النسبة المئوية 49.40% 50.60%
Figure 2: هل تم تعيينكم في الوظيفة بناءً على مباراة

يُظهر لنا الجدول رقم (2)، أنّ النسبة الأكبر من الأساتذة المشاركين في الاستطلاع ونسبتهم (50.60%) يصرحون أنهم عيينوا في الوظيفة بناءً على مباراة، بينما نسبة (49.40%) عيينوا  مندون مباراة، وهذا يؤشر على تدخل سياسي في التوظيف، وربما لا يتمتع المعينيين جميعهم بالكفاءة المطلوبة

Table 3: الخبرة التّعليميّة

الخبرة التّعليميّة أقل من 5 سنوات من 6 الى 10 سنوات من 11 الى 15 سمة فوق 15 سنة
النسبة المئوية 15.70% 20.40% 22.10% 41.70%
Figure 3: الخبرة التعليمية

تبين لنا من الجدول رقم (3)، أنّ النسبة الأكبر من المعلمين لديهم خبرة تعليمية أكثر من خمسة عشر سنة ونسبتهم (41.70%)، بينما يوجد (15.70%) من المعلمين خبرتهم أقل من خمس سنوات.

 

Table 4: أعلى شهادة علمية

أعلى شهادة علمية ثانوي أو مهني جامعي مهني جامعي أكاديمي ماستر دكتوراه
النسبة المئوية 7.30% 18.70% 42.60% 36.60% 10.20%
Figure 4: أعلى شهادة علمية

يبين لنا الجدول رقم (4)، أنّ النّسبة الأكبر من المعلمين من حاملي الشّهادات الجامعيّة ونسبتهم (42.60%)، بينما يوجد عدد منهم لم يتخطوا الثانوية العامة ونسبتهم (7.30%). وهذا مؤشر إيجابي إذ إنّ مستوى التّحصيل العلمي للمعلمين يُسهم في رفع مستوى المتعلمين، ويعود بالفائدة على مخرجات العمليّة التّعليميّة.

Table 5: هل حصلتم على إعداد قبل مزاولتكم مهنة التدريس من قبل مؤسستكم

هل حصلتم على إعداد قبل مزاولتكم مهنة التعليم؟ نعم لا
النسبة المئوية 58.30% 41.70%
Figure 5: هل حصلتم على إعداد قبل مزاولتكم مهنة التدريس من قبل مؤسستكم

يبين لنا الجدول رقم (5)، أنّ النسبة الأكبر من المعلمين قد حصلوا على إعداد قبل مزاولتهم مهنة التدريس ونسبتهم (58.30%)، ويوجد نسبة كبيرة من المعلمين لم يحصلوا على إعداد قبل مزاولتهم مهنة التدريس ونسبتهم (41.70%). وهذه النسبة لافتة للنظر إذ إنّ نسبة كبيرة من المعلمين يمارسون مهامهم دون التدريب والتّحضير لمواجهة العمليات التّعليميّة.

Table 6: نسبة وجود اختصاصات تراعي حاجة سوق العمل

نسبة وجود اختصاصات تراعي حاجة سوق العمل كبيرة جدًا كبيرة متوسطة قليلة قليلة جدًا
النسبة المئوية 6.50% 11.60% 40.70% 31.50% 9.70%
Figure 6: نسبة وجود اختصاصات تراعي حاجة سوق العمل

يتبين لنا من الجدول رقم (6)، أن نسبة وجود اختصاصات تراعي وتتوائم مع حاجة صوق العمل قليلة أي بنسبة (31.50%)، بينما يوجد نسبة (40.70%) بتقدير متوسط، وهذا مؤشر سلبي لعدم وجود اختصاصات كافية تتوافق مع حاجة سوق العمل.

Table 7: نسبة وجود أهداف واضحة للمنهج

نسبة وجود أهداف واضحة للمنهج كبيرة جدًا كبيرة متوسطة قليلة قليلة جدًا
النسبة المئوية 6.00% 22.20% 52.30% 16.20% 3.20%
Figure 7: نسبة وجود أهداف واضحة للمنهج

تُظهر بيانات الجدول رقم (7)، أنّ نسبة (52.30%) بحسب رأي المعلمين الذين شاركوا في الاستبيان أكدوا وجود أهداف واضحة للمنهج، وهذه النسبة مقبولة بالنسبة إلى التقديرات المستخدمة في الاستبيان.

وهنا لا بدّ من الإشارة إلى ضرورة وضوح الأهداف بشكل كبير ومستمر ومرافق لكل عملية تغييرية أو تطويرية للمناهج.

Table 8: نسبة وجود كتاب موحد يتناسب مع المنهج المعتمد

نسبة وجود توصيف وكتاب موحد يتناسب مع المنهج المعتمد كبيرة جدًا كبيرة متوسطة قليلة قليلة جدًا
النسبة المئوية 5.45% 24.00% 41.95% 19.00% 8.75%
Figure 8: نسبة وجود توصيف وكتاب موحد يتناسب مع المنهج المعتمد

يتبين لنا من الجدول رقم (8)، حول نسبة وجود كتاب موحد ويتناسب مع المنهج المعتمد أن عدد جيد من المعلمين يصرحون بوجود كتاب موحد ونسبتهم (41.90%) بتقدير متوسط ونسبة (24.50%) أشاروا  إلى أنّ تناسب الكتاب مع المنهج بمستوى كبير. وهذا مؤشر إيجابي لان تناسب الكتاب مع المنهج يجعل من الأهداف التّعليميّة واضحة وفي متناول المعلمين والمتعلمين.

Table 9: نسبة تصميم المنهج بطريقة تساعد على التحليل والمناقشة

نسبة تصميم المنهج بطريقة تساعد على التحليل والمناقشة كبيرة جدًا كبيرة متوسطة قليلة قليلة جدًا
النسبة المئوية 5.10% 24.10% 41.20% 22.70% 6.90%
Figure 9: نسبة تصميم المنهج بطريقة تساعد على التحليل والمناقشة

يظهر الجدول رقم (9)، أن نسبة (22.70%) من المعلمين أجابوا بأن تصميم المنهج بطريقة تساعد على التحليل والمناقشة كان قليلًا، بينما نسبة (24.10%) كان رأيهم كبيراً، في حين أنّ نسبة (41.20%) من المعلمين عدّوا أنّ إمكانيّة قيام المنهج بتحفيز المتعلمين على التّحليل، والمنافسة بشكل متوسط. وهنا يأتي دور المنهج التربوي بضرورة تضمينه مجالات واتجاهات تسهم في تمكين المتعلمين من اكتساب التفكير والنقد، والتحليل والمناقشة.

Table 10: نسبة تضمين المنهج لمعايير التنمية المستدامة

نسبة تضمين المنهج لمعايير التنمية المستدامة كبيرة جدًا كبيرة متوسطة قليلة قليلة جدًا
النسبة المئوية 2.30% 8.80% 52.80% 27.80% 8.30%
Figure 10: نسبة تضمين المنهج لمتطلبات التنمية المستدامة

يظهر الجدول رقم (10)، أنّ تضمين المنهج لمتطلبات التنمية المستدامة هي قليلة بنسبة (27.80%) وقليلة جدًا بنسبة (8.30%)، ومتوسطة بنسبة (52.80%)، في حين أن النسب الكبير والكبيرة جدًا هي ضعيفة جدًا، وهذا مؤشر سلبي إذ إنّ معايير التنمية المستدامة التي أقرتها منظمة الأمم المتحدة تسعى إلى حماية الكوكب من خلال مجموعة من الأهداف التي تتناول مجالات الحياة البشريّة كافة، ومن ضمنها القضاء على الفقر، والحدّ من عدم المساواة، وبناء مجتمعات أكثر سلمًا وازدهارًا بحلول العام 2030(الأمم المتحدة، 2021).

Table 11: نسبة شمول المنهج للأهداف والكفايات التّعليميّة

نسبة شمول المنهج للأهداف والكفايات التّعليميّة كبيرة جدًا كبيرة متوسطة قليلة قليلة جدًا
النسبة المئوية 3.35% 23.65% 53.75% 16.00% 2.95%

 

Figure 11: نسبة شمول المنهج للأهداف والكفايات التعليمية

يٌظهر الجدول رقم (11)، أنّ نسبة شمول المنهج للأهداف والكفايات التّعليميّة جاءت بتقدير متوسط (53.70%)، وكبيرة بنسبة (23.60%) وعليه إنّ شمول المنهج للأهداف التّعليميّة وإن عُدّت مقبول بحسب رأي المعلمين والمعلمات، إلّا أنّها يجب أن تكون كبيرة وكبيرة جدًا، إذ إنّ المنهج يعمل على تحقيق الأهداف والكفايات التّعليميّة بشكل كبير، وعليه لا بدّ أيضًا من الانتباه إلى هذه الإشكاليّة في المناهج المعتمدة.

Table 12: نسبة توافق المنهج مع متطلبات سوق العمل

نسبة توافق المنهج مع متطلبات سوق العمل كبيرة جدًا كبيرة متوسطة قليلة قليلة جدًا
النسبة المئوية 2.10% 10.35% 40.90% 29.85% 11.25%
Figure 12: نسبة توافق المنهج مع متطلبات سوق العمل

يُظهر الجدول رقم (12)، أن توافق المنهج مع متطلبات سوق العمل هي قليلة بنسبة (29.10%) وقليلة جدًا بنسبة (11.20%)، ومتوسطة بنسبة (45.90%) وهذا أمر سلبي جدًا إذ إنّ من متطلبات المناهج إضافة تحقيق الغايات والأهداف التّعليميّة وتزويد المتعلمين بالقيم والسّلوك الأخلاقيّة والوطنيّة، إلّا أنّ من واجبات المنهج أن يؤهل المتعلمين علميًّا وفنيًّا وتقنياً ويقو بإعدادهم لمتطلبات سوق العمل وحاجة المجتمع الإنتاجي الاقتصادي، كما أن المنج لا بد من أن يكون مرنًا لمواكبة الاختصاصات الواعدة والجديدة التي تظهر تباعًا في الأسواق المتنوعة.

Table 13: نسبة تضمين المنهج القيم والسلوك الأخلاقية

نسبة تضمين المنهج القيم والسلوك الأخلاقية كبيرة جدًا كبيرة متوسطة قليلة قليلة جدًا
النسبة المئوية 3.20% 25.90% 45.80% 18.10% 6.90%
Figure 13: نسبة تضمين المنهج القيم والسلوك الأخلاقية

يُظهر الجدول رقم (13)، أنّ تضمين المنهج للقيم والسلوك الأخلاقيّة هي كبيرة بنسبة (25.90%) ومتوسطة بنسبة (45.90%) بحسب ما أدلى به الأساتذة، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أهمّيّة أن تتضمن المناهج للسلوك والقيم الأخلاقيّة لكونها من أساسيات متطلبات العمليّة التعلّمية وعلى المجتمع التعليمي، أن يؤهل المتعلمين للانخراط بالمجتمعات المتنوعة على أن تصقل شخصياتهم بالعلاقات الإنسانيّة وقيم المواطنة وأخلاقيّات العمل.

Table 14: نسبة مراعاة المنهج للتربية على المواطنة

نسبة مراعاة المنهج للتربية على المواطنة كبيرة جدًا كبيرة متوسطة قليلة قليلة جدًا
النسبة المئوية 3.20% 25.00% 46.30% 19.40% 6.00%
Figure 14: نسبة مراعاة المنهج للتربية على المواطنة

تُظهر بيانات الجدول رقم (14)، بأن مراعاة المنهج للتربية على المواطنة هي كبيرة بنسبة (25.00%) ومتوسطة بنسبة (46.30%)، وهذا مؤشر إيجابي ومهم لكون التربية على المواطنة من العوامل المساعدة المهمّة في التنشئة الوطنيّة وتخفيف التوترات والانقسامات، والتربية على المواطنة تسمح ببناء دولة المساواة والعدالة والشّفافيّة لكون الفرد كما أنّ الجماعة يعملون لخدمة كامل الوطن بعيدًا من إنتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية والطائفيّة، ولكن وجود نسبة (19.40%) يعتقدون أنّ التربية على المواطنة غير مندرجة في المنهج التعليمي بشكل جيد، فهذا مؤشر خطير، وقد نجد تفسيرًا لما يحصل في بلادنا انسجامًا مع هذا النسبة لأننا نشهد الكثير من المشكلات التي تعتري النّظام السياسي اللبناني والأنظمة التّعليميّة كافة، الإعلاميّة، القضائيّة وغير ذلك. لذا لا بدّ من تضمين المناهج التربويّة على المواطنة وبالشكل التّطبيقي وبالمواد التّعليميّة كافة، للوصول إلى نتائج قد تسهم في تحسين الواقع اللبناني.

Table 15: نسبة إسهام المنهج في تعزيز العيش المشترك والإنصهار الوطني

نسبة إسهام المنهج في تعزيز العيش المشترك والإنصهار الوطني كبيرة جدًا كبيرة متوسطة قليلة قليلة جدًا
النسبة المئوية 2.40% 22.00% 46.30% 20.3%0 8.90%
Figure 15: نسبة إسهام المنهج في تعزيز العيش المشترك والإنصهار الوطني

تُظهر بيانات الجدول رقم (15)، أنّ مساهمة  المنهج التعليمي في تعزيز العيش المشترك، والانصهار الوطني لتحفيز قليلة بنسبة (20.30%) ومتوسطة بنسبة (46.30%)، وقليلة جدًا بنسبة (9.90%) وهذا مؤشر سلبي جدًا، ذلك لأنّ النّظام الطائفي في لبنان يعدُّ من كبرى المشكلات التي تهدد أمنه وكيانه ووحدة أبناءه، وللخروج من تلك التّحديات يجب البدء من خلال التّعليم والتعلم، وإعداد المتعلمين لتقبل العيش معًا بعيدًا من الانتماءات الطائفيّة والمذهبيّة، وهذا دور التربية التي تبنى على مناهج تؤدي إلى تلك المقاربات في الانتماء، والعيش المشترك واحترام الإنسان لأخيه الإنسان من دون تأثير اعتقاده الدّيني على ذلك، وعلى العكس تمامًا يجب أن يؤدي التّنوع الدّيني إلى غنى في المجتمع اللبناني.

Table 16نسبة تحفيز المنهج التلاميذ على الإبداع والإبتكار

نسبة تحفيز المنهج التلاميذ على الإبداع والإبتكار كبيرة جدًا كبيرة متوسطة قليلة قليلة جدًا
النسبة المئوية 2.10% 17.80% 43.20% 25.20% 12.00%
Figure 16: نسبة تحفيز المنهج التلاميذ على الإبداع والإبتكار

تُظهر بيانات الجدول رقم (16)، أن مساهمة  المنهج التعليمي في  تحفيز المتعلمين على الإبداع والابتكار هي قليلة بنسبة (25.20%) ومتوسطة بنسبة (43.20%)، وهذا مؤشر سلبي جدًا، لأن المنهج وانطلاقًا من استراتيجيات التعليم النشط والحديث، ومواكبةً لتطورات عصر التكنولوجيا والتّحول الرقمي، وهنا يجب الأخذ بالحسبان أن تطوير المناهج أصبح ضروريًّا جدًا على أن يعتمد على معايير التي تؤدي إلى التحليل والتّفكير الإبداع، المشاركة والابتكار لتحفيز المتعلمين على تقديم كل مكنوناتهم الإبداعيّة من خلال منهج ومتطور ومعلم يعي كيفية التعامل مع تلك الطاقات المنتجة والتغيرات الإيجابية.

Table 17: نسبة توافق التعليم من بعد مع متطلبات المنهج

نسبة توافق التعليم من بعد مع متطلبات المنهج كبيرة جدًا كبيرة متوسطة قليلة قليلة جدًا
النسبة المئوية 2.10% 10.75% 50.40% 20.60% 11.25%
Figure 17: نسبة توافق التعليم من بعد مع متطلبات المنهج

تُظهر بيانات الجدول رقم (17)، أنّ توافق التعليم من بُعد مع معايير المنهج جاءت قليلة وبنسبة (25.60%)، بحسب ما عبر عنه المعلمين من خلال الاستبيان، وبمستوى متوسط للنسبة الأكبر (50.40%) من الذين شملهم الاستطلاع، وعليه فإنّ توافق المنهج ومرونته مع برامج التعليم من بُعد لم تكن مرضية، ولم تؤدِ إلى الأهداف والغايات والمنشودة، وهنا يجب التّشدد على أهميّة أن يأخذ المنهج أشكالًا قابلة للتّكيف مع الأساليب التّعليميّة كافة، خاصة وأنّ التعليم من بُعد أو التّعليم المدمج، وهنا لا يتعلق الأمر فقط بالأزمة الصّحيّة التي ضربت العالم بأسره، إنّما يتخطى الموضوع تلك التّحديات لكون التعليم من بُعد يرتبط بالتّطورات المتسارعة في عصر الذكاء الصناعي والتحول الرّقمي.

 تاسعًا – الاستنتاجات: يعدُّ المنهج التّعليمي من أساسيات بناء نظام تربوي- تعليمي سليم ومتكامل، ويؤدي للوصول إلى الغايات والأهداف التّعليميّة المنشودة، ذلك أنّ المنهج يشكل النهج والطريق المثلى لقيام المتعلمين بأداء أدوارهم، وتمكين المتعلمين من اكتساب المهارات والخبرات والكفايات اللازمة، بهدف إعدادهم علميًّا ومعرفيًّا سلوكيًّا ووطنيًّا، ويستنتج الباحث النقاط الآتية:

– طوِّرت وعُدِّلت المناهج التّعليميّة في العام 1994 أي قبل سبعة وعشرون عامًا، وبدأ تطبيق التعديلات استنادًا للمرسوم 10227 بتاريخ 8 أيار 1997، وقد أتت بعد أحداث كبيرة وحرب إستمرت لسنوات، وكان لا بدّ من النّهوض التربوي إلى جانب النّهوض السياسي والاقتصادي.

– تبين وجود خلل في الانسجام وضعف بين الأهداف العامة للمنهج، والكفايات الفرعية الخاصة بالمواد التّعليميّة،  ومادة التربية الوطنية تعطي نموذجًا عن هذا الخلل.

– تبين لنا وجود مصادر متنوعة لتحضير الكتب وتفسيرات المناه التّعليميّة، وهذا يفتح باب الإجتهاد من قبل المؤسسات التربوية الخاصة وفقاً لإرتباطاتها السياسية والدينية.

– يتبين لنا أن التنوع الاجتماعي والثقافي (الطائفي) في لبنان يشكل عائقًا كبيرًا في وجه التعديلات أو التغييرات التي تطال التربية وبشكل خاص المناهج.

– وتبيّن لنا أنّه كلما كان المنهج مرنًا وشاملًا وقابلًا للتطوير، كلما كان واقعيًا وقابلًا لتحقيق الأهداف المنشودة من عملية التعليم والتعلم، لذا ومع التقدم العلمي والتكنولوجي وما يرافق ذلك من تغيرات تشمل مجالات الحياة كافة، فإنّ المناهج التّعليميّة وبكلّ تأكيد تحتاج إلى إعادة تقويم وقراءة، وتطوير لما يخدم الصالح العام وتماشيًّا مع كل تلك المتغيرات المستقبليّة.

عاشرًا – الاقتراحات والتوصيات: نظرًا لأهمية المناهج التّعليميّة في رسم المسار التّوجيهي للنظام التربوي العام، إذ إنّ المنهج يعمل على تقديم مخرجات التعليم للمجتمع من متعلمين، وأصحاب تخصصات متنوعة، وهو المنهج نفسه الّذي يعمل على تزويد المتعلمين بالكفايات، والأهداف التّعليميّة والتربوية، ويصقل شخصية الطلاب من خلال الخبرات والأنشطة والعلاقات التي يكتسبونها على امتداد مراحل التعليم، كما أنّ المناهج التّعليميّة تقود وبشكل كبير إلى ترسيخ قيم التربية على المواطنة، وتقبّل الآخر وتعزز الانصهار والتّعايش الوطنيين، وعليه يخلص الباحث في نهاية الدّراسة إلى تقديم الإقتراحات والتوصيات الآتية:

  • الحقبة الزّمنيّة الكبيرة التي مضت على تطوير المناهج، تقضي بضرورة إعادة تقويم وتعديل للمنهج.
  • لا بدّ من تضمين قيم التربية على المواطنة في المنهج بشكل كبير وفي المواد التّعليميّة النظريّة والتّطبيقيّة كلّها.
  • يحتاج المنهج اللبناني لتطوير بما يتناسب مع متغيرات عصر التكنولوجيا والمعرفة الرّقميّة.
  • إجراء تقويم مستمر للمناهج، وإدخال المقترحات اللازمة كلّما دعت الحاجة.
  • إعداد وتدريب المعلمين لإدراك التعامل الجيد مع مضامينه، والعمل على تحقيق غاياته وأهدافه.
  • أن يكون المنهج مستشرفًا للمستقبل، مع ضمان أن يؤدي المنهج إلى تخصصات تتناسب مع سوق العمل.
  • أن يكون المنهج واضحًا، ودقيقًا، وشاملًا بعيدًا من الحشو، وأن تكون الكتب المدرسيّة معبّرة عن المنهج ومتناسبة مع التوصيف والمحتوى التعليمي.
  • أن يكون المنهج محفزاً للمتعلمين على التحليل والمناقشة، والإبداع والإبتكار.
  • أن يعمل على تنمية روح العمل الجماعي، ويظهر في الوقت نفسه المواهب والقدرات الفرديّة، ويعمل على توجيهها وتطويرًا بالإستناد على الأنشطة واستراتيجيّات التعليم النشط.
  • أن يعمل على تحقيق التنمية المستدامة، وأن يسمح باستخدام التقنيات والوسائل التكنولوجيّة بشكل كبير، بما يتناسب مع عصر الذكاء الصناعي والتّحول الرّقمي.
  • أن يعمل وبشكل كبير على تنمية السّلوك الأخلاقيّة، والتربية على المواطنة.
  • أن يأخذ بالحسبان حاجة المتعلمين للاستفادة من الخدمات التّعليميّة من بُعد، نظرًا إلى حاجة المتعلمين لاكتساب المهارات، والكفايات التّعليميّة الحرة بالتزامن مع عملهم، وبعيدًا من مكان وزمان المصدر التعليمي، ومن جهة أخرى تحسبًا للأزمات التي قد تفرض نفسها.

المراجع

1-الأمم المتحدة. (2021). وثائق الأمم المتحدة،. Retrieved from https://www.un.org

2-الحارثي, ا. ب. (2009). انواع التفكير . القاهرة، مصر: الروابط العالميه للنشر والتوزيع.

3-السمبل, ع. ب. (2002). التربيه في الوطن العربي على مشارف القرن الحادي والعشرين. مصر، الاسكندرية: المكتب الجامعي الحديث.

4-المصري, م. ز. (2018). دور المركز التربوي للبحوث والإنماء في تطوير المناهج والبرامج. بيروت: رسالة ماستر .

5-النذير, م. ب. (2003). المناهج التّعليميّة ما هيتها وانواعه اهميته . للجمعيه المصريه للمناهج وطرق التدريس.

6-تايلور. (2021). التقويم التربوي، . Retrieved from https://al3loom.com/?p=4451

7-طباجة, ي. ع. (2007). منهجية البحث، تقنيات ومناهج. بيروت، لبنان: دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع.

8-عبد المنعم, ن., & ابراهيم, خ. ق. (1999). الدراسات البينيه مدخل لتطوير مناهج التعليم المصري في ضوء العولمه. مصر: المؤتمر السنوي الحادي عشر للجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس.

9-عرفة, م., & صلاح الدين. (2002). عرفة محمود،2002. المنهج الدراسي والألفية الجديدة. مصر: دار القاهرة.

 

  • أستاذ مساعد في الجامعة الإسلامية في لبنان، بيروت، ومدير الجامعة الإسلاميّة – صور – لبنان – قسم التربية.

Assistant Professor at the Islamic University of Lebanon, Beirut, and Director of the Islamic University Tyre – Lebanon. Department of Education. Email: Ghassanjaber107@Gmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website