foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

جدلية الحوار الإيجابي بين البلاغة العربيّة وبين الذكاء الاصطناعي

0

عنوان البحث: جدلية الحوار الإيجابي بين البلاغة العربيّة وبين الذكاء الاصطناعي

اسم الكاتب: دة. رفيقة بن رجب

تاريخ النشر: 19/03/2025

اسم المجلة: مجلة أوراق ثقافية

عدد المجلة: 36

تحميل البحث بصيغة PDF

جدلية الحوار الإيجابي بين البلاغة العربيّة وبين الذكاء الاصطناعي.

ARGUMENT FOR CONSTRUCTIVE DIALOGUE BETWEEN ARABOC RHTORIC AND ARTIFICIAL INTELLIGENCE (AI)

                                        Dr. Rafeqa Abdullah bin Rajab دة. رفيقة بن رجب([1])

تاريخ الإرسال: 18-2-2025                                 تاريخ القبول:2-3-2025

لملخص                                                                turnitin:11%

دة. رفيقة بن رجب

فضاء متن البلاغة ممتد بلا نهاية؛ لأنهّ يشمل الحقائق المعرفيّة والأيديولوجيّة التي تعتمد على الطاقة الأسلوبيّة وفاعليّة الإدراك في مثل تلك التّفاعلات المجازية تساهم في ترميم الصورة المتحولة عن الذّات المنبعثة من الذّكاء الاصطناعي؛ لكشف المعالم الممنهجة، والقادرة على تفجير الشّظايا لكن لكي تجمعها مرة أخرى، عبر منظومة تعتمد على الرؤية الإبداعيّة والتي تستمدها من خلال ملامح هُويّة النّاقد في العلوم البلاغيّة ذاتها والقّادرة على تشكيل البناء الجمالي؛ بغية استثمارها في برنامج الذّكاء الاصطناعي. وهذا الرأي ليس خاضعًا للصّدفة، وإنّما بناء على دراسات الخبراء التي أجريت في هذا المجال، مما يجعلنا أحيانًا ندور في حلقه التعقيّد، وصعوبة التّرميز وهذا ينسحب على العديد من التطبيقات والتدريبات المعدة سلفًا.

الكلمات المفتاحيّة: محاور: التماس بين النّماذج التصويرية الجماليّة وبين برامج الذكاء الاصطناعي.

 خلق: الانسجام الدّاخلي بين النص البلاغي وبين وجوده عبر دائرة الذكاء الاصطناعي.

التّباري: الحقيقي بين المخيال البشري وبين مخيال الذكاء الاصطناعي.

Abstract:

The space of rhetoric is limitless because it encompasses real knowledge and ideologies which depend on the power of style. The effectiveness of understanding such interactions helps fix the transformed picture created by AI; to reveal the methodological aspects that separate parts and then assemble them based on creative vision of the critic’s identity in rhetoric and aesthetic structure, in order to use it in AI programmers. This opinion is not a coincidence , rather, based on the studies conducted by experts in this field and which my sometimes be complex and difficult in coding. This applies to many platforms and training programmers that have been prepared.

Key words:

Contact: hubs, aesthetic, beauty, AI programmers.

Creating: inner harmony between a rhetoric piece and its existence using AI.

Actual: competition between human imagination and its AI counterpart.

 

المقدّمة:

 تحديد مشكلة البحث وفرضياته:

يواجه  البحث مشكلة ربما استجدت حديثًا وليس منذ القدم: ألّا وهي كيف يمكن أن تتماشى مثل هذه العلوم التراثيّة العربيّة كعلوم البلاغة العربية مع آليه الذّكاء الاصطناعي التي باتت اليوم تتداخل في العلوم جميعها النّظريّة والتّطبيقيّة؟ ومتى يمكننا أن نحافظ على جوهر أساسيات  البلاغة العربيّة، ولكن مع الإفادة من استراتيجيات الذّكاء الاصطناعي في ظل هذه المجريات  الحديثة ؟

ومن خلال هذه  التّساؤلات والمقارنات يمكن الوصول إلى حقيقة واضحة وهي :

نحن دوما في دراساتنا سواء النّقديّة أو البلاغيّة نؤثر التّطواف  حول الرؤية الجديدة؛ للعبور إلى الأفضل والأكثر جديّة وننطلق من التراث ولكن مع الانفتاح على الآخر بكل المقاييس؛ لكشف البنى والطرائق التي لا شك سوف تساهم في ترميم الصورة المتحولة والتي قد تعجز الشّظايا المتناثرة عن جمعها مع التّمسك بكل الزوايا والقواعد، والأُسس التي تعلمناها ودرسناها من جذور البلاغة العربيّة التي تُعد هويتنا التي لن نطمسها على الإطلاق .

 فرضيّات البحث: اعتمد البحث على عده فرضيات حاولت الدّراسة  فيها الوقوف على أساسيات هذا التّداخل، وركزت الدّراسة  أيضًا على المنهج المقارن بين عالمين عالم التّراث العربي المتمثل في أصول البلاغة العربية، وعالم الذكاء الاصطناعي وتشعباته المتنوعة .

جدليّة الحوار الإيجابي: لا شكّ أنّ منتج الجمال النّقدي المتعلق بالذّكاء الاصطناعي المرتبط بالطاقات التّصويريّة ذات المخزون المجازي البشري القادر على التّماهي مع برامج منهجيّة المخيلة النقديّة، يتطلب منها الجمع بين كفاءتين: الكفاءة الشخصية وكفاءة الذّكاء الاصطناعي.

إنّه ذاك الزّخم المعرفي الجديد الذي يجمع بين التنظير وبين الإنجاز، بين الحركة الفكريّة الإنسانيّة وبين تفجير الشّظايا المتناثرة بين المفارقات والمماثلات بفعل ذاك الذكاء الاصطناعي العملاق؛ للوصول إلى معالم النّسق المهيمن على الوعي الخطابي المتمرس في عنصري المساءلة، والحوار من جانب والحقيقة والمجاز من جانب آخر.”نبه سوسير إلى أنّ البنية اللغويّة برمتها تؤول إلى مركب المماثلات المفارقات وهذه القاعدة من التّماثل والمفارقة تحظى في الشّعر بطبع أكثر عموميّة”([2]). إنّها جدليّة الحوار بين عالمين كانا منفصلين كل الانفصال، وإذا بنا نجدهما في علاقة جدليّة حطمت المعوقات كلّها؛ بتحدٍّ وقوة ذات مرجعيّات جماليّة منطلقة من دون قيود معياريّة؛ لأنّها تهدف إلى الخروج بمنهج المثاقفة بثوب أنيق محدد المعالم بين عالمين مائزين: عالم الذكاء الاصطناعي وعالم اللغة والنقد والبلاغة.

ما جعلنا نؤسس مقولتنا من خلال تقاطع هذه الأنساق، واندماجها حول نسق فكري ونقدي وأيديولوجي وثقافي هو تلك الرّحلة الطويلة عبر نتاجات الذّكاء الاصطناعي، وتأثيرها المباشر على قطاعات الحياة كلّها، بلا استثناء حتى تجاوزت الأنساق وأثّرت بشكل فاعل على النّتاج النقدي، والأدبي مما أدّى إلى إيجابيّة هذه المدّلولات حينًا وسلبيتها حينًا آخر.

هو الإرث المتراكم الذي يشهد تعدد المناهج، واختلاف المسالك والدّخول في مسارات وأنساق تعدديّة “النّص التراثي ذو أهمية كبيرة بالغة في الحركة النّقديّة الحديثة، بل في الحركة الفكريّة العربيّة المعاصرة بعامة، وقد اختلفت مناهج قراءته باختلاف المواقع الفلسفيّة والأيديولوجيّة للكتاب.”([3])  وهذا يطرح أماَمنا عدة تساؤلات:

هل يا ترى نستطيع أن نتداخل مع تلك الدراسات المستحدثة؛ لنقيس مدى فاعليتها مع الدّرس البلاغي والنقدي؟

أم أنّنا قد نتغاضى عن كل ما يمر أمامنا بسرعة البرق؛ ليتماهى مع أكثر مجريات الحياة بمعانيها ودلائلها المتشعبة والمتنوعة بتنوع تلك المعطيات التي تؤكد يومًا بعد يوم على ضرورة فكّ الرّموز والشّفرات الضبابيّة؛ للوصول إلى جوهر أدبيّات الحوار المعزز بالمعادل الموضوعي والتّأصيلي؛ للدخول إلى آلية إعادة الإنتاج الجزئي الذي يسمح بالتقاء الأفكار وتلاقحها من دون طمسها مع استبعاد ما يسمى بوقوع الحافر على الحافر أو توارد الخواطر؟

فالحضارة العربيّة في مرحلة “سطوعها ما كانت تحب الوقوف عند القديم بل كانت تتجاوزه ما استطاعت في حركة عاقلة إلى الجديد “([4]). الأمر إذن يستوجب منا وقفة تأمل عميقة؛ لنحدق في هذا العالم الجديد عالم الذّكاء الاصطناعي ونضع لنا أجندة خاصة بالبحث، والتّقصي حول ذلك  ومدى الإفادة منه في مجال البلاغة العربيّة، ولكن بحذر شديد من دون محاولة تهشيم الأصول رغبه في التّغاضي عنها، أو مقارعة الخطاب بالخطاب، أو العبث باللغة الملقاة على عاتقها من دون الوصول إلى الهدف المنشود.”يرى رولان بارت إنّ النّص نسيج من الاقتباسات تنحدر من منابع ثقافيّه متعددة، ويرى أنّه يتألف من كتابات متعددة تتحاور وتتحاكى وتتعارض.”([5])

إنّها لحظة الانعتاق من النمطيّة الخطابيّة من دون قلب الموازين: هي خطاب متداخل مع الذكاء الاصطناعي بشكل يعتمد على التغذية الراجعة ، وتحفيز الهامات من دون شطط؛ للوصول إلى تلك الآفاق باستحضار البدائل المتاحة من دون الوقوف عند المزواجات الضديّة التي ربما تقضي على الإبداع الجمالي المتزامن مع الأطر الإيجابيّة والذي سوف  يتناسب مع التوظيف البلاغي الذي نتلمس فيه الجدة والجمال والذي يلهب الحماس، ويكون نقطه التماس الإيجابي بين المطروح وبين الجديد المبتكر البعيد ؛رغبة في استكشاف عوالم النّص البلاغي الغرائبيّة أمام مثيرات عدة لم يُخَض فيها سابقًا؛ لبناء المنظومات ذات الصروح البلاغيّة المشيّدة هي فكره التماثل مع عالم الخوارزمّيات المثير للجدل .

إنّه اختلاف الرؤى لاستنطاق المقروء وتثبيت استراتيجيّة توظيف الدّلالات عبر الخطاب النقدي التي تتصل بجودة النص. الرسالة عدًّا “لمنهجها ومحتواها ليست متجردة لدراسة مسائل بلاغيّة مضبوطة: وإنّما هي مشاركة نقديّة تثير جملة من القضايا البلاغيّة تتصل بمقاييس جودة النّص اعتمادًا على بنائه اللغوي، ومن دون الاعتماد على عناصر أجنبيّة عنه ، وعلى الرّغم من أهمّيّة ما ورد فيها من الوجهة التاريخيّة على الأقل؛ فإنّه من دون ما احتواه “.([6])

نحن اليوم نكون أمام معضلة حقيقيّة؛ لأنّ العلاقة بين الذّكاء الاصطناعي بما فيه من تحديات عميقة وشاسعة، وبين البلاغة العربيّة بكل شموخها اللامحدود أيضًا؛ تجعلنا نستجمع كل قوانا العقليّة؛ لمواجهة هذا التّحدي الصّعب والغامض خاصة أنّنا أمام جماليّة تلك اللغة السامقة التي لا تشبه أيّة لغة، وهنا نطرح بعض التّساؤلات:

ترى كيف نستطيع تطوير اللغة في ظل تلك الخوارزميّات، وما يتعلق بها من برامج تكنولوجيا؟ “اللغة رموز صوتيّة لأحوال النفس تومئ إليها، وتوحي بها كما يقول الرّمزيون وعن طريق هذا الإيحاء ينتقل الشّعور المحتدم بالأشياء من الشّاعر نفسه إلى القارئ نفسه “([7]).

هل يا ترى تعدُّ تلك الأدوات والآليات المتوفرة لدينا كافية لحلّ مثل هذه المعضلات؟ وهل اللجوء إلى آليه توفر البيانات باللغة العربيّة سيعزز من برامج ذاك الذّكاء الاصطناعي ويساعد على زيادة التماهي.؟ ترى إلى أي مدى ستساهم البلاغات العربيّة في إثراء العقل وتجديد الأنساق القرائيّة، والقرائن الجماليّة والأبعاد الفلسفيّة الخاصة بهذا المجال؟ وهل هناك تداخل بين النقد والبلاغة؟ “إنّ التباس البلاغة بالنّقد لا انفصام له وليس هذا الأمر خاصًّا بالأدب القديم، بل يمكن ملاحظته بسهولة من تتبع الألقاب التي حملها مجموعة من أكابر النّقاد المحدثين، والخانات التي وضعوا فيها من حين لآخر فالبلاغة هي أوّل مظهر للوعي اللغوي أي لتامل اللغة ذاتها.”([8])

ومثل هذا التّماهي بين العالمين الذكاء الاصطناعي؛ والبلاغة العربيّة ليس ضربًا من التّرف إنّنا بحاجة ملحّة إلى هذا الدّمج؛ ما دمنا نتعايش مع المضامين الفكريّة والأيديولوجيّة الجديدة ذات الفرضيّات المختلفة حينًا، والمؤتلفة حينا آخر طبقا لفكرة التّماثل الإيجابي؛ للوصول إلى شرعيّة البحث عن المدركات المختلفة لدروس البلاغة؛  والنّقد في حيزها الممكن والمتاح خاصة إنّ هذا العلم الرّصين أعني البلاغة العربيّة يعدُّ الهُوية التي باتت تؤسس لخطوط المعرفة؛ وتضاريس الفكر القائم على جدليّة الوعي لكل ما سطر علماؤنا البلاغيون، والنقاد الأوائل ومن لحقهم من المحدثين وتقيّلهم وسار على منهاجهم .

وما دام ذاك الفضاء بات يعانق هسهسة اللغة، فإنّنا نؤكد على عدم العودة إلى الارتدادات الغائبة عن النقد الإبداعي الحقيقي في كل زواياه وتعاريجه المفصليّة.

ونحن دوما في دراساتنا سواء النّقدية، أو البلاغيّة نؤثر التّطواف حول الرؤية الجديدة؛ للعبور إلى الأفضل والأكثر جديّة وننطلق من التّراث ولكن مع الانفتاح على الآخر بكل المقاييس؛ لكشف البنى والطرائق التي لا شك سوف تساهم في ترميم الصورة المتحولة والتي قد تعجز الشّظايا المتناثرة عن جمعها مع التمسك بكل الزوايا، والقواعد والأسس التي تعلمناها ودرسناها من جذور البلاغة العربيّة ” وقيل: لا يكون الكلام يستوجب اسم البلاغة حتى يسابق معناه لفظه، ولفظه معناه، ولا يكون لفظه أقرب إلى سمعك من معناه إلى قلبك”. ([9])

إذًا؛ البلاغة لن تتوارى خلف حكمة ابن رشيق القيرواني؛ وقوّة هيمنة عبد القاهر الجرجاني؛ وبلاغة العسكري وذكاء أبي الفرج الأصفهاني؛ ونباهة  الجاحظ  وتيقظه ، وقد تطول القائمة التي لن يزعزعها الزمن؛ ولن تنال منها تعقيدات الأيام .

والحديث عن البلاغة يشير إلى المجاز كأحد فروع البلاغة العربيّة الرئيس. “يتحدّث ابن الأثير عن المجاز ويقول:” العرب تستعمله؛ لأنّه يدل على الفصاحة، والبلاغة وهو في كثير من الكلام أبلغ من الحقيقة، وأحسن موقعًا في القلوب والأسماع وما عدا الحقيقة من الألفاظ جميعا؛ ثم لم يكن محال محضًا وهو مجاز لاحتماله وجوه التأويل على أنّ ما يحكم الصور عنده هو التقاطها في حاله الحركة.”([10])

إنّ مثل هذا التّداخل الإيجابي سيكون قادرًا على احتضان معالم الخطاب النقدي البلاغي الكلامي؛ تظللِّه بعض مقاييس ما ورد في ذاك العالم العملاق؛ عالم الذّكاء الاصطناعي الذي لن يتوقف، ولن تتوقف روافده ولا ممارساته سواء الشكليّة أم الضمنيّة ؛ للمساهمة في النّهوض بوظائفه عمومًا والتي من ضمنها وظيفة النّص البلاغي المركزيّة التي  تعكس الأثر العميق الماثل في عين الدّارسين الذين سيكتسبون خصوصيتهم بما فيها من انزياحات تعكسها الهُويّة التي تمتح من التّحولات القادرة على استيعاب أكثر السّمات، والمصطلحات النّقديّة والجماليّة من دون الإغراق في الخيال الميتافيزيقي؛ لنكون قادرين على اختراق الحواجز بطموح وثقة  للوصول معًا إلى لذة النص التي ستستجيب لخارطة النّظريات غير التّراتبيّة؛ لنكشف عما بدواخلنا من جهاز تحليلي يتناول تلك النّظريات، والقضايا والمصطلحات البلاغيّة الشّامخة بأسلوب ممنهج بعيد من النّمطيّة التي  قد تقتل النص وتقضي على جمالياته .

نحن بصدد مشروع نقدي جمالي؛ يخترق العوالم التّحديثيّة بالخوارزميّات من دون خلخلة البنى التراثيّة؛ سعيًا وراء الحداثة لمجرد الحداثة من دون التّفكير في عمق الصورة، فهذا ليس هو هدفنا من هذا التّداخل بل علينا أن نبذل مجهودًا يصل بنا إلى  معنى المعنى على حدّ نظريّة عبد القاهر الجرجاني .

إنّنا أمام مسارين واضحين التّراث، والحداثة ونحن إزاء نصوص أدبيّة ونقديّة وبلاغيّة؛ ليست مبتورة، بل وصلت بنا إلى الذّروة من دون تخبّط تستلهم بجرأة ووعي أكثر السّياقات بغرض استكناه الغامض؛ وصياغته في ثوب جديد ولائق: إن أجمل الشعر أكذبه على حد عبارة البلاغي؛ والنّاقد الكبير قدامة بن جعفر في كتابه نقد الشّعر الذي يستند فيه على لغة عالية المستوى؛ ذات أنساق لا تفتقد الحس الأصيل البعيد من المخاتلة والمراوغة.

وهي تحدد طبيعة الرؤيا من خلال منظور وظيفي ديناميكي متغير طبقًا للدّراسات؛ والنّظريات الحديثة التي تؤول إلى السّلم القيمي الموثق مع أدبيات الخطاب الجمالي من دون الخروج عن دائرة التّذوق العام؛ حسب قواعد  الفلسفة النقديّة القابلة للقراءات التأويليّة متحديّة الأعاصير كلّها؛ بفكر استشرافي مؤطر بين التراث والمعاصرة ؛ لتأكيد القيمة  الإيجابيّة؛ ولتحقيق المثاقفة وكسب الرّهان المعلق وسيظلّ النقد  البلاغي متقاطعًا مع الرؤية الحديثة؛ لنسجل وباحترافيّة الموازنة بين ركائز البديع ودلائل الإعجاز ومنهاج البلغاء وكتاب الصناعتين والبقيه تأتي.

نقول: إنّ المرئيات المتاحة للجميع: خاصه محاور التماس بين أصحاب العقليات، والنّماذج التّصويريّة المتعلقة بالقيم الجماليّة، وبين برامج الذكاء الاصطناعي باتت هاجسًا مؤرقًا تتقاطع أمامه العديد من الغايات؛ والأهداف التي ستجعل مثل هذه المرئيات هدفًا نسعى إليه اليوم وبفاعليّة كبيرة؛ لكي نحقق نجاحًا من جراء هذا التماهي؛ وربما يعلّق بعض المختصين في علوم البلاغة على مثل هذا التّداخل؛ لكسر حدة  الجمود والرتابة التي تتبعها بعض القواعد المعياريّة خاصة إذا ركزنا اهتمامنا على بلاغة تحليل الخطاب.

وقد لفت نظري ما قاله بهذا الصّدد الدكتور عماد عبد اللطيف في مقاله عن الذّكاء الاصطناعي فيقول:”الذّكاء الاصطناعي يمثل أكثر التّحديات الحاليّة جسامة بالنسبة إلى علم البلاغة؛ فخلال الأعوام القليلة الماضيّة فرض الذّكاء الاصطناعي على البلاغيين التفكير الجذري في تصوراتهم الأساسيّة بشأن البلاغة؛ بعد أن أصبحت الحواسيب قادرة على إنتاج نصوص بليغة يصعب تمييزها عن نصوص البشر، وإن كنت أرى أنّ فضاء متن البلاغة وبشكل خاص ممتد بلا نهاية؛ لأنّه يشمل الحقائق المعرفيّة والأيديولوجيّة التي تعتمد على الطاقة الأسلوبيّة؛ “فالبلاغة هي أول مظهر للوعي اللغوي أيّ لتأمل اللغة ذاتها”([11]).

ولا شكّ أنّ فاعليّة الإدراك في مثل تلك التّفاعلات المجازيّة؛ تساهم في ترميم الصورة المتحولة عن الذّات المنبعثة من الذكاء الاصطناعي؛ لكشف المعالم الممنهجة والقادرة على  تفجير الشّظايا؛ لكن لكي تجمعها مرة أخرى عبر منظومة تعتمد على الرؤية الإبداعيّة والتي تستمدها من خلال ملامح هُويّة الناقد في العلوم البلاغيّة ذاتها؛ والقادرة على تشكيل البناء الجمالي؛ بغية استثمارها في برنامج الذّكاء الاصطناعي.

وربما تكمن مشكلة حوسبة اللغة العربيّة؛ ومتعلقاتها في عدم توفر كل الآليات التكنولوجيا التي نستطيع من خلالها تطبيق برنامج الحوسبة؛ أو الذّكاء الاصطناعي بالشكل الذي نرغب فيه، وهذا الرأي ليس خاضعًا للصدفة؛ وإنّما بناء على دراسات الخبراء التي أجريت في هذا المجال ما يجعلنا أحيانًا ندور في حلقه التّعقيد؛ وصعوبة الترميز وهذا ينسحب على العديد من التّطبيقات والتّدريبات المعدة سلفًا.

إن رسوخ مثل هذه التغيرات؛ ورصدها على مستوى عال يشير إلى خلق الانسجام الدّاخلي بين النّص المدرج في اللغة؛ والبلاغة وبين وجوده عبر دائرة الذكاء الاصطناعي؛ الذّكاء الاصطناعي التوليدي: فالنماذج اللغويّة الكبيرة تستمر في دفع حدود توليد اللغة؛ وإنشاء تنسيقات نصيّة واقعيّة وحتى إبداعيّة، وترجمة اللغات بدقة استثنائيّة، وحتى كتابة أنواع مختلفة من المحتوى الإبداعي،”([12])

إنّ تداخل العلوم مع بعضها لم يكن وليد الساعة يقول السكاكي في صدر الحديث عن تداخل هذه العلوم البلاغيّة مع جماليّة اللغة: “وإذا تقرر أنّ البلاغة بمرجعيتها وأنّ الفصاحة بنوعيها مما يكسو الكلام حلة التزيين، ويرقيه أعلى درجات التحسن فهاهنا وجوه مخصوصة كثيرًا  ما يصار إليها القصد لتحسين الكلام وهي قسمان: قسم يرجع إلى المعنى، وقسم يرجع إلى اللفظ.“([13])

ولكن  موضوع التداخل والتماهي بين العلوم بات اليوم أكثر تواترًا وبروزًا؛ لتحقيق سيرورة المشروع الناجح المراد تنفيذه والذي سوف يختلف من مجال إلى آخر طبقًا لمستويات التّحليل؛ والتّنظير والتّراكمات التي تمسّ بشكل مباشر البناء المعرفي؛ والجمالي للنّصوص المطروحة خاصة؛ وإنّ ربط النّص البلاغي المتماهي مع تلك النظريات الجديدة؛ يسعى إلى تلبية الاحتياجات الذّهنيّة التي تخضع لخارطة اختراق العوالم التّحديثيّة بكل تجلياتها الذكائيّة والتكنولوجيا؛ والوظيفيّة من دون أيّة تقاطعات أو تناقضات يفصل بين الذكاء الاصطناعي وبين ما قصدناه من دروس البلاغة العربية وملحقاتها. وهذا كلّه يحتاج منا إلى الصبر والتروي والدّراسة الواعيّة ذات القفزات النوعية؛ لينقشع هسيس الصمت وتبرز ثيمات تلاقي العالمين برغبة حقيقيّة في هذا اللقاء؛ خاصة، وإنّنا جميعًا أمام  حالة من المخاض الاستثنائيّة  التي تحتاج إلى مرتكزات تنظيريّة ؛ لتتعمق في أدوات المعرفة المتوهجة؛ لاستكمال الخطاب الإبداعي المنسجم مع الذكاء الاصطناعي والبلاغة الجديدة .

هي مظلة يجتمع تحتها كم من  المشاريع العلميّة؛ والمسارات البحثيّة الجديدة والتي ستقرب  بين هذين العالمين ما أمكن وما دام هذا هو الهدف فلا مندوحة إطلاقًا من مرورها عبر هذا العملاق الذي استحوذ على المعالم كلّها؛ ألّا وهو الذّكاء الاصطناعي خاصّة؛ وأنّ أيّ نص تنوي الخوض فيه تجده نسيجًا متداخلا مع العديد من الدّراسات والعلوم” في النّص شيء منسوج ولذا فهو نسيج يتكون من خيوط المرجعيّة التّاريخيّة والممارسات الاجتماعيّة والدّلالات اللغويّة “النّص نسيج متداخل إلى شبكاته بالقارئ الذي هو جزء من النسيج الاجتماعي؛ ليساهم بقراءاته في تأويل ما سكت عنه النص”([14]).

وهذا يجعلنا نقف قليلًا عند هذا الموضوع إذ إنّ تلك العلوم متأثرة بكل العوامل المعرفيّة من دون استثناء؛ لأنّ بلاغتنا العربيّة تتقاطع دومًا ومنذ زمن مع البلاغات الغربيّة الأخرى بما فيها من تباين واختلاف.

ولنسع جاهدين إلى المزج بين هذه العلوم كلها؛ لتحديد التّطابق مع المنطق والمعنى؛ بقصد البلوغ الذي يجمع بين الرغبة الراهنة وبين الإمتاع والإقناع الذي يولد بدوره التّناغم الكلامي؛ لتحديد منهجيّة الخطاب النقدي والبنية الدّلاليّة والتصويريّة مع مراعاة تقارب مستويات التلقي مع رغبة القارئ الذي سيظل ينقّب دومًا عن الجديد والمبتكر مادام في العمر رمقً ؛حتى يكتشف ذاته من خلال تلك التقنيات عبر الدراسات الانتقالية التي تمزج بين هذه العلوم.

الخاتمة:

البلاغة ستظل لغة التّحديات التي تحكمها فانتازيا اللفظة قريبة الاستعمال، والمنوطة بالحركة التّجاذبيّة بين الباث وبين المتلقي، “وهو أن تكون اللفظة في ما يتعارفه الناس في استعمالهم، ويتداولونه في زمانهم، ولا يكون وحشيًّا غريبًا، أو عاميًّا سخيفًا” ([15])  وهذا بحد ذاته سوف يفتح أمامنا عوالم جديدة تقترب من تلك النّظريات القابلة للديناميكيّة المستمدة من الذّكاء الاصطناعي عبر علاقاته التعددية التي تستقطب أكثر الممكنات؛ لتصل إلى غياهب المستحيلات. خاصة بعد أن خاض العديد من أساتذة النقد في الجامعات العربيّة للبحث في عملية التّماهي التي أشرت إليها قبل قليل، إذ يشير الدكتور  المحسني في كتابه إلى ذلك بقوله: إنّ المهمّ الّذي “يهدف إليه كتابنا في أدب الذّكاء الاصطناعي الرؤية والنّص؛ هو لفت انتباه المتلقي إلى جانب من هذا التّحول النّصي الذي يتمثل في خصوصيّة استطاع الذكاء الاصطناعي اقتحامها؛ وهو يشارك الإنسان في فعل الكتابة الإبداعيّة شعرًا وسردًا؛ وقد يتدان فنيًّا الآن عن مستوى نص الذّكاء الإنساني ولكنّه مرشح أن يتفوق”([16]).

إذن نحن أمام تحدٍ ليس سهلًا بل يستحق المجازفة؛ والدّخول في حيز التّباري الحقيقي الهادف والمنتج بين المخيال البشري وبين مخيلة الذكاء الاصطناعي؛ وسوف نكون على قدر هذا التحدي إن شاء الله.

والبلاغة العربية لن تفقد مكانتها وقوة ثباتها مهما تقدمت العلوم.

المصادر والمراجع

1- ابن رشيق القيرواني- العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده -تحقيق: محي الدين عبد الحميد -من منشورات دار الجيل -بيروت – لبنان – ح1 1934 ص245

2 –أحمد عنتر– الذكاء الاصطناعي يعزز التفاعل بين البشر والتكنولوجيا من الاستخدامات الصناعيّة إلى الخدمات اليومية (شترستوك) شبكة الجزيرة الاعلامية. 24/12/2023

3- أبو يعقوب السكاكي- مفتاح العلوم -تعليق نعيم زرزور- دار الكتب العلمية -بيروت-لبنان- الطبعة الأولى -1983  ص 423.

4-أيمن إبراهيم معروف-إشراف يمنى العيد -النقد الأدبي في البلاغة العربية الى المناهج الحديثة –- من منشورات الشارقة .

5-حمادي صمود – التفكير البلاغي عند العرب أسسه وتطوره القرن السادس :مشروع قراءه منشورات الجامعة التونسية كتاب مجلد 21 السلسلة السادسة 1981 ، ص 350

6-عبد الرحمن المحسني-أدب الذكاء الاصطناعي (الرؤية والنص)-ركن التميز البحثي في اللغة العربية -جامعة الملك عبد العزيز  2023

7عبد القاهر الجرجاني -أسرار البلاغة -تحقيق ه ريتر – من منشورات دار المسيرة -بيروت لبنان الطبعة الثالثة – ص4-  1983

8-عبده بدوي – دراسات في النص الأدبي-عصر الإسلام وبني أمية – من منشورات ذات السلاسل-الكويت -الطبعة الأولى- 1987-ص341

9- سعد دعيبس’ اللغة العربية والتكوين الثقافي لطلاب الجامعة – مجلة علامات في النقد -الجزء -35 -المجلد التاسع 2000

10- لمياء بأخشن -نظريات قراءه النص – -مجله علامات -المجلد العاشر- جزء 39 -صفحه 1 2 مارس 2001.

11- محمد العمري البلاغة العربية وصولها امتداداتها- من منشورات افريقيا الشرق-بيروت -لبنان- 1999   ص 43   وص 68

12-محمد صالح الشنطي -قراءه النص التراثي في كتاب الخطيئة والتكفير – مجله علامات المجلد العاشر -مارس 2001 الجزء 39

13- يمنى العيد   – النقد الأدبي- مفهوم الشعر ووظائف الأدب – ص 37  –

14- يوري لوتمان- ترجمة محمد فتوح أحمد- تحليل النص الشعري- بنية القصيدة من منشورات دار المعارف ص 58

 

 

 

 

 

 

1- أستاذ مشارك في البلاغة الجامعة الأهليّة- مملكة البحرين- قسم اللغة العربيّة وآدابها.

Associate Professor of Rhetoric, Ahlia University, Kingdom of Bahrain – Department of Arabic Language and Literature. Email: rrajab @ ahlia.edu.bh

 

 

 

1-يوري لتومان-ترجمة محمد فتوح أحمد- تحليل النص الشعري- بنية القصيدة من منشورات دار المعارف ص 58

2- محمد صالح الشنطي- قراءه النص التراثي في كتاب الخطيئة والتكفير – مجله علامات المجلد العاشر -مارس 2001 الجزء 39 صفحه 292

3- سعد دعيبس’ اللغة العربية والتكوين الثقافي لطلاب الجامعة – مجلة علامات في النقد -الجزء -35 -المجلد التاسع 2000 صفحه 87

 4-أيمن إبراهيم معروف-إشراف يمنى العيد -النقد الأدبي في البلاغة العربية الى المناهج الحديثة –- من منشورات الشارقة ص1

 [6] – حمادي صمود – التفكير البلاغي عند العرب أسسه وتطوره القرن السادس: مشروع قراءه منشورات الجامعة التونسية كتاب مجلد 21 السلسلة السادسة 1981 ، ص 350

6- يمنى العيد   – النقد الأدبي- مفهوم الشّعر ووظائف الأدب – ص 37  –

7-محمد العمري البلاغة العربية وصولها امتداداتها- من منشورات افريقيا الشرق-بيروت -لبنان- 1999   ص 43   ص 68

8 -ابن رشيق القيرواني- العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده -تحقيق: محي الدين عبد الحميد -من منشورات دار الجيل -بيروت – لبنان – ح1 1934 ص245

  

9-عبده بدوي – دراسات في النص الأدبي-عصر الإسلام وبني أمية – من منشورات ذات السلاسل-الكويت -الطبعة الأولى- 1987-ص341

 

 

10-محمد العمري البلاغة العربية وصولها امتداداتها- من منشورات افريقيا الشرق-بيروت -لبنان- 1999  . السابق   

11- أحمد عنتر– الذكاء الاصطناعي يعزز التفاعل بين البشر والتكنولوجيا من الاستخدامات الصناعية إلى الخدمات اليومية (شتر ستوك) شبكة الجزيرة الاعلامية. 24/12/2023

12-أبو يعقوب السكاكي- مفتاح العلوم -تعليق نعيم زرزور- دار الكتب العلمية -بيروت-لبنان- الطبعة الأولى -1983 ص 423.

13- لمياء بأخشن -نظريات قراءه النص – -مجله علامات -المجلد العاشر- جزء 39 -صفحه 1 2 مارس 2001.

 

14-عبد القاهر الجرجاني -أسرار البلاغة -تحقيق ه ريتر – من منشورات دار المسيرة –بيروت- لبنان – الطبعة الثالثة – ص4- 1983

15- عبد الرحمن المحسني-أدب الذّكاء الاصطناعي (الرؤية والنص)- ركن التميز البحثي في اللغة العربية -جامعة الملك عبد العزيز  2023    ص

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website