foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية لساويرس بن المقفع وأهميته في دراسة تاريخ مصر

0

عنوان البحث: تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية لساويرس بن المقفع وأهميته في دراسة تاريخ مصر

اسم الكاتب: محمد مجيد حميد بلال

تاريخ النشر: 19/03/2025

اسم المجلة: مجلة أوراق ثقافية

عدد المجلة: 36

تحميل البحث بصيغة PDF

تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية لساويرس بن المقفع وأهميته في دراسة تاريخ مصر

The History of the Patriarchs of the Egyptian Church by Sawirus ibn al-Muqaffa and its Importance in the Study of Egyptian History

)[1]محمد مجيد حميد بلال(Mohammad Majeed Hameed Bilal

تاريخ الإرسال:3-3- 2025                                  تاريخ القبول:12-3-2025

الملخص turnitin:9%                                                                

يعد كتاب تاريخ البطاركة لساويرس بن المقفع المصادر التي يعتمد عليها الباحثون في تاريخ مصر الإسلاميّة في العصور الوسطى كتاب “سير الآباء البطاركة” أو “تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية لساويرس بن المقفع وآخرين. ونظرًا لأنّ ساويرس ومن جاء بعده من المؤرخين قد أرخوا لبطاركة الكنيسة؛ فقد كان اعتقاد الباحثين أنّ تاريخ البطاركة لا يرتبط بتاريخ مصر، لكن تبين بعد ذلك أنّ لهذا الكتاب أهمية كبيرة للباحث في تاريخ مصر، وتاريخ أهل الذمة فيها في العصور الوسطى. على الرّغم من غموض حول هوية ابن المفقّع، لكن يُعتقد أنّه كان كاتبًا قبطيًا عاش في القرن العاشر الميلادي (عهد الدولة الفاطميّة). اسمه الكامل غير معروف، لكن يُقال إنّه كان كاتبًا للبطريرك، وربما كان مسؤولًا إداريًا في الكنيسة القبطيّة. ويُعد الكتاب أحد أقدم السجلات التي حفظت تاريخ البطاركة الأقباط منذ القديس مرقس الرسول حتى الحقبة الفاطمية، يتضمن وصفًا لتحديات الكنيسة، من اضطهادات الحكام المسلمين إلى الصراعات اللاهوتية الداخلية. ويُقدم تفاصيل دقيقة عن العلاقات بين الكنيسة القبطيّة والخلفاء المسلمين، مثل فرض الضرائب كالجزية والخراج وأحداث الاضطهاد الدّيني. يُبرز الكتاب مراحل مختلفة من التّعايش والاضطهاد، مثل معاناة الأقباط في عهد بعض الخلفاء الأمويين والعباسيين، ثم تحسن أوضاعهم في ظل بعض الفاطميين.

الكلمات المفتاحية: مصر، المسيحيين، الكنيسة المصرية، تاريخ البطاركة، الاقباط

 

Abstract

The book History of the Patriarchs by Sawirus ibn al-Muqaffaʿ is one of the key sources relied upon by researchers studying Islamic Egypt during the Middle Ages. Often referred to as The Lives of the Patriarchs or The History of the Patriarchs of the Egyptian Church by Sawirus ibn al-Muqaffaʿ and Others, this work was initially perceived as a purely ecclesiastical chronicle. Since Sawirus and subsequent historians primarily documented the history of the Coptic Church’s patriarchs, scholars initially assumed that it was unrelated to Egypt’s broader history. However, later studies revealed its significant value for understanding both Egypt’s history and the status of dhimmis (non-Muslim communities) during the medieval period. Despite uncertainties surrounding the identity of Ibn al-Muqaffaʿ, he is believed to have been a Coptic scribe who lived in the 10th century during the Fatimid era. His full name remains unknown, but he is thought to have served as a secretary to the patriarch and may have held an administrative position within the Coptic Church. His book is one of the earliest records preserving the history of Coptic patriarchs from Saint Mark the Evangelist to the Fatimid period. It provides a detailed account of the challenges faced by the Church, ranging from persecution by Muslim rulers to internal theological conflicts.

The book offers valuable insights into the relationship between the Coptic Church and Muslim caliphs, documenting issues such as taxation and incidents of religious persecution. It highlights different phases of coexistence and oppression, including the hardships endured by Copts under some Umayyad and Abbasid caliphs, followed by periods of improved conditions under certain Fatimid rulers.

Keywords: Egypt, Christians, Egyptian Church, History of Patriarchs, Copts

المقدمة

من بين المصادر التي يعتمد عليها الباحثون في تاريخ مصر في العصور الوسطى كتاب “سير الآباء البطاركة” أو “تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية لساويرس بن المقفع([2]) وآخرين. ونظرًا لأنّ ساويرس ومن جاء بعده من المؤرخين قد أرخوا لبطاركة الكنيسة؛ فقد كان اعتقاد الباحثين أنّ تاريخ البطاركة لا يرتبط بتاريخ مصر، لكن تبين بعد ذلك أن لهذا الكتاب أهمية كبيرة للباحث في تاريخ مصر وتاريخ أهل الذمة فيها في العصور الوسطى.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: لماذا نُسب “تاريخ البطاركة” إلى ساويرس بن المقفع مع أنّه ليس هو كاتبه الوحيد؟ فمن المعروف أن ساويرس توفي في أواخر القرن العاشر الميلادي؛ وأنّ الكتاب يتناول تاريخ بطاركة الإسكندرية حتى نهاية القرن التّاسع عشر الميلادي وبداية القرن العشرين، فكيف يكون ساويرس المؤلف الوحيد للكتاب؟.

الحقيقة أن ساويرس بن المقفع كان له الفضل العظيم في تجميع؛ وترجمة سير الآباء البطاركة الإسكندرانيين الأول من اللغتين: اليونانيّة والقبطيّة إلى العربية بمعاونة بعض معاصريه إذ يقول في المقدمة الأولى لكتاب تاريخ البطاركة: “هذه السير جمعها؛ واهتم بها من كلّ مكان الأب الجليل أنبا ساويرس بن المقفع أسقف مدينة الأشمونين([3])، ذكر أنّه جمعها من دير القدس أبي مقار ودير نهيا وغيرهما من الأديرة، وما وجده في أيدي النصارى منها أجزاء متفرقة فلما جمعها أخوكم المسكين في هذا الكتاب الواحد بعد بحث، واجتهاد وهبَ الرَّب له مدة طويلة من العمر حتى وصل يوم كتب هذه السيرة، واهتم بها ولم تكتمل له إلى كمال ثمانين سنة من عمره”([4]).

فكان ساويرس بمنزلة القائد لجوقة من الكتاب الذين عاونوه، ويذكر أسماء بعضهم في كتابه إذ يقول: “قال المصنف (ساويرس): في ما صنفته أنا الخاطئ جمعته من دير القديس أبي مقار وديارات الصعيد وتولى نقل بعضه الشماس ميخائيل بن بدير من لغة القبطي إلى العربي”([5]).

وستعرض في الصفحات التالية تضمن البحث ثلاثة مطالب، تناول المطلب الأول: : أسمه ونسبه ومولده. أما المطلب الثاني، درسنا فيه التعريف بجهود نشر كتاب “تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية لساويرس بن المقفع. أما المطلب الثالث، فقد خصص لتناول أهمية كتاب تاريخ البطاركة في دراسة تاريخ مصر.

المطلب الأول: حياة ساويرس بن المقفع ووفاته

أولًا: حياة ساويرس بن المقفع:

لا يعرف إلّا القليل عن نشأة ساويرس بن المقفع؛ لأنّ المصادر لم تذكر تاريخ مولده ولا يعلم شيء عن نشأته الأولى، بيد أنّه من استقراء مؤلفاته والمصنفات التي ذكر فيها اسمه؛ اتضح أنّه كان يسمى قبل أن يترهب أبا بشر([6])، وأنّه أخذ يتدرج في الوظائف أيام الدولة الإخشيديّة حتى أصبح كاتبًا ماهرًا في أحد دواوين الدولة، ما يدل على أنّه كان متضلعًا في اللغة العربية، ملمًّا بعلومها([7]).

وبعد أن وصل ساويرس إلى أعلى المناصب تخلى عن وظيفته ليترهب في أحد الأديرة، ولا ندري أين ترهب ولا متى، كما لا نعلم سبب ترهبه، أو العوامل التي دفعته إلى ترك الحياة العامة والاعتزال في أحد الأديرة. ثم بعد ذلك يختار ليكون أسقفًا على مدينة الأشمونين. وقد تبين لنا من خلال مؤلفاته أنّه كتب كتابه الثاني عن المجامع سنة 344هـ / 955م وهو أسقف([8]). كما نجد أول الموقعين من الأساقفة – بوصفه أسقف الأشمونين – على الرّسالة التي أرسلها البطريرك فيلوثاوس (369 – 394هـ / 979 – 1003م) في سنة 377هـ / 987م ردًا على رسالة البطريرك اليعقوبي ديوناسيوس بطريرك أنطاكية (377 – 394هـ / 987 – 1003م)([9]).

وهكذا يمكننا أن نقول – على سبيل الاستنتاج لا على سبيل الجزم – إنّ الذي عينه أسقفًا هو الأنبا ثاوفيانوس (341 – 345هـ / 952 – 956م) في آخر حياته، وإذا سلمنا بذلك يكون ساويرس قد عين أسقفًا وعمره حوالي خمسين سنة؛ وبقي في منصب الأسقفة اثنتين وثلاثين سنة.

ولعل هذا الاستنتاج يكون صحيحًا؛ وذلك لأنّه عاش حوالي ثمانين سنة([10])، وكانت الكنيسة في عصره تحافظ على القوانين التي تحتم أن لا يقل عمر الأسقف؛ أو البطريرك عند تعيينه عن خمسين سنة؛ فقد جاء في كتاب المجموع الصفوي لابن العسال: “يجب للراعي الذي تجلسونه أسقفاً للكنائس في كل مكان أن يكون بلا وجد ولا علة ويكون طاهراً من كل ظلم الناس وليس عمره دون خمسين سنة”([11]).

ثانيًا: علاقته بالخليفة المعز (341 – 365هـ/952 – 975م):

تشير بعض المصادر المسيحية إلى أن ساويرس بن المقفع كان على علاقة طيبة مع المعز لدين الله الفاطمي وأنه كان يجالسه ويحضره لمجادلة اليهود([12]) وأئمة المسلمين([13]

ليس ذلك فقط بل إن المعز كان لا يسمح لأهل العلم بالمجادلة إلا بحضور ساويرس بن المقفع([14]).

فما طبيعة هذه العلاقة؟ وهل صحيح حقاً أن علاقة المعز برجال الدين المسيحي وعطفه عليهم ومجالستهم كانت بداية أو إرهاصاً بارتداد المعز واعتناقه المسيحية؟([15]).

الحقيقة أن الخليفة المعز كان رجل علم وأدب، وكان يقضي معظم أيامه في الدرس والبحث، بعيدًا من التّنعم والتلهي، كما أخبرنا المقريزي أنّه كان يجيد عدة لغات، إذ يقول: “فأخذ يحفظ اللغات، فابتدأ بتعلم اللغة البربرية حتى أحكمها، ثم تعلم الروميّة والسودانيّة حتى أتقنها، ثم أخذ يتعلم الصقلبية”([16]).

كما يذكر المقريزي كيف أعطى المعز درسًا في الجد والتنزه عن الدنيا لكبار أمته، فقال: “ولما كان في يوم من الأيام استدعى المعز في يوم شات (بارد) عدة من شيوخ كتامة، وأمر بإدخالهم من غير الباب الذي جرى الرسم به، فإذا هو جالس في مجلس مربع كبير مفروش باللبود وحوله كساء، وعليه جبة، وحوله أبواب مفتوحة تقضي إلى خزائن كتب…. وقال لهم: رأيت أن أنفذ إليكم فأحضركم لتشاهدوا حالي إذا خلوت دونكم، وأني لا أفضلكم في أحوالكم إلا بما لا بد منه لدنياكم وبما خصني الله به من إمامتكم، وأني مشغول بكتب ترد على من المشرق والمغرب أجيب عنها بخطي، وأني لا أشتغل بشيء من ملاذ الدنيا إلا بما يصون أرواحكم ويعمر بلادكم ويذل أعداءكم، فافعلوا في خلوتكم كما أفعل”([17]).

إنّ هذا النّص يبين مدى حب المعز للعلم والعلماء، ورغبته في الاستزادة من هذا العلم. وما حدث من مجالسته للعلماء – سواء أكانوا مسلمين أم مسيحيين (ومن بينهم ساويرس بن المقفع) – إنما كان لهذا الغرض. أما بنسبة لعطفه على رجال الدين المسيحي وإكرامه لهم؛ فإن ذلك ينبع من سياسة الفاطميين الدّينيّة عامة والمعز خاصة إزاء أهل الذمة، فلقد تمتع أهل الذمة في مصر بسياسة التسامح ونعموا بحرية ممارسة شعائرهم الدّينيّة انطلاقاً من مبدأ حرية العقائد الدّينيّة لأهل الذّمة([18]).

فالخليفة المعز – بإجماع المصادر النصرانيّة – كان متسامحًا في سياسته الدّينيّة بوجه عام إزاء أهل الذّمة، ومع النصارى بوجه خاص إذ لم يتدخل في الشؤون الدّاخليّة الخاصة بالكنيسة، علاوة على أنّه أقام علاقات وطيدة مع رجالها([19])، وسمح لهم ببناء وتجديد بعض الكنائس مثل كنيسة أبي سيفين بالفسطاط، وكنيسة المعلقة بقصر الشمع([20]).

لكن المصادر المسيحيّة استغلت هذا التسامح الديني الذي أغدقه المعز لدين الله على المسيحيين، وتصريحه لهم ببناء وتجديد وتعمير الكنائس والأديرة، فذهب بها الادعاء إلى أن تزعم أنّ المعز لدين الله في أواخر أيامه، ارتد عن الإسلام، واعتنق النّصرانيّة، ولبس زي الرهبان وظل على نصرانيته إلى أن دفن في كنيسة أبي سيفين بالفسطاط([21]).

وترجع تلك المصادر النّصرانيّة هذا الزّعم إلى أسطورة خلاصتها أنّه حدث في مجلس الخليفة المعز لدين الله جدل ديني بين البطريرك أبراهام السرياني ومن معه، وبين بعض اليهود يؤازرهم يعقوب بن كلس وزير المعز، انتهى لصالح البطريرك وجماعته. فما كان من ابن كلس إلا أن أوعز إلى الخليفة المعز بأن يمتحن إيمان النصارى قائلًا له: إنّ إنجيلهم يقول: “لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل، لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل”. فما كان من المعزّ إلّا أن طلب من البطريرك نقل جبل المقطم، وتمضي الأسطورة فتؤكد أنّ الرهبان والقس اجتمعوا عند جبل المقطم، وقاموا بالصلوات والابتهالات فحدثت زلزلة شديدة تشقق لها جبل المقطم، فأكرم الخليفة المعز البطريرك وأجابه إلى طلبه بشأن التصريح له بتجديد وتعمير وترميم ما التمسه من كنائس وأديرة([22]).

ولقد تصدى الأستاذ محمد عبد الله عنان للرد على تلك الأسطورة وفندها فنقضها من أساسها، وأثبت بطلان دعواها([23]).

ثالثًا: وفاته:لا يعلم بالتحديد تاريخ وفاة ساويرس بن المقفع، ولكن معظم الأدلة التاريخية ترجح سنة 377هـ/ 987م تاريخاً لوفاته، وذلك بناء على ما افترضناه سابقًا من أنّه عُيّن أسقفًا على يد الأنبا ثاوفيانوس (341-345هـ/ 952 – 956م) وعمره خمسون سنة، وأنّه استمر أسقفًا نحو اثنتين وثلاثين سنة، فيكون قد عاصر أنبا مينا الذي استمر حوالي ثماني عشرة سنة (345 – 363هـ / 956 – 974م)، وأنبا أبراهام الذي استمر حوالي أربع سنوات (364 – 368هـ / 975 – 978م)([24])، وتُوفيّ ابن المقفع في رئاسة الأنبا فيلوثاوس (369-394هـ / 979 – 1003م)([25]).

المطالب الثاني: التعريف بجهود نشر كتاب “تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية لساويرس بن المقفع”:

أ- جهود نشر الكتاب:

1-   إنّ أول من أشار إلى كتاب “تاريخ البطاركة” لساويرس بن المقفع وقام بنشر جزء منه حتى سنة (642هـ / 1243م) باللغة اللاتينية في باريس سنة 1713م هو المستشرق رنودو (Renaudot) وذلك تحت عنوان:

Historia Patriarchiaum Alexandrin onrum Jacobitarum.

2-   ثم قام العالم والمستشرق الألماني سيبولد (Seybold) سنة 1912م بنشر النص العربي لتاريخ البطاركة من مارمرقس القديس إلى البطريرك ميخائيل الأول، رقم: 46 وهو يغطي الفترة من سنة 61 إلى سنة 767م وذلك دون أن يترجمه، وقد نشره تحت عنوان:Severus Ibn al Muacffa, Alexandrinische Patriarchenges chichte von..s. Marcus bis Michael I (61 – 767) anch. der altesten 1266 geschribenen Hamburger Handschrift im arabischen ustext herausgegeben, Hamburg 1912.  وفي هذه الطبعة ينشر سيبولد نص مخطوط هامبورج الذي يضم أخبار 46 بطريركًا، وتنتهي الطبعة بمقدمة ألمانية بقلم Munzel([26]).

3-   ثم قام العالم إيفيتس ( B. Evetts) بنشر النص العربي مع الترجمة الإنجليزية للكتاب من القديس مارمرقس إلى البطريرك يوساب، رقم: 52 (215 – 235هـ / 830 – 849م) وذلك في ثلاثة أجزاء من مجموعة الآباء الشرقيين (P.O) في باريس سنة 1907 – 1912م، وعنوان الكتاب: “تاريخ بطاركة الكنيسة القبطية في الإسكندرية” History of Patriarchs of the Coptic church of Alexandria Arabic text edited, translated and annotated, in (Patrologia Orientalis, 1, 5, 10 وتحتوي هذه النشرة على مقدمة قصيرة باللغة الفرنسيّة يعلن فيها النّاشر أنّ الجزء الأول من النص هو من نظم ساويرس بن المقفع، ثم يؤكد الدّارس أن السير من القرن السابع الميلادي هي من وضع مؤلفين معاصرين مثل يوحنا الشماس في عهد البطريرك ميخائيل الأول، رقم: 46 (125 – 148هـ / 744 – 767م)، وجرجس الأرشيدياكون وكاتب البطريرك سيمون الثاني، رقم: 51 (215هـ / 830م) ويعد إيفيتس بدراسة في نهاية العمل عن مصادر الكتاب وأمور أخرى ولكنه مات من دون أن ينجز هذا الوعد. وفي نهاية المقدمة يورد الناشر المخطوطات التي يعتمد عليها، وفي الحواشي يقدم الفروق بين المخطوطات. وتعدُّ نشرة إيفيتس أدق من نشرة سيبولد، ولا سيما في ما يخص الأعلام إلى جانب عنايته الكبيرة بالحواشي والتعليقات([27]).

4-   ثم قامت جمعية الآثار القبطيّة بتكملة عمل (Evetts) السابق، فعهدت إلى الأستاذ يسى عبد المسيح (أمين مكتبة المتحف القبطي سابقًا) والدكتور أسيولد برمستر (A. Burmester) (مدرس اللغات القديمة بجامعة الإسكندرية سابقًا) بنشر المجلد الثاني تحت عنوان “تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية المعروف بسير البيعة المقدسة” وطبع بمطبعة المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقيّة سنة 1943م. ويتناول في الجزء الأول البطاركة من خائيل الثاني إلى البطريرك شنودة الأول (235 – 267هـ / 849-880م).

المطلب الثالث: أهمية كتاب تاريخ البطاركة في دراسة تاريخ مصر:

يتعرض كتاب تاريخ البطاركة لساويرس وآخرين – من خلال تراجم البطاركة – لتاريخ مصر في مدّة تزيد عن سبعة قرون، تلك الفترة من التاريخ الإسلامي التي شهدت ميلاد أمة، واتساع فتوحات، وتوحيد شعوب، وقيام حضارة زاهرة خلفت للإنسانية تراثًا مجيدًا.

وطبعي أن يركز مؤرخو البطاركة اهتمامهم على تاريخ مصر، فيبينوا لنا كيف تم فتحها على يد العرب ثم كيف كانت معاملة الفاتحين المسلمين للأقباط من النّواحي الدّينيّة والمالية والاجتماعية والإدارية، ثم إنهم يفصلون الكلام على الأحداث المهمة السياسيّة والدّينيّة والاقتصادية والاجتماعية التي حدثت في مصر في هذه المدّة؛ وكيف انتقلت مصر من التبعيّة للخلافة إلى الاستقلال الذاتي أيام الدولتين: الطولونيّة والإخشيديّة، ثم قيام الخلافة الفاطميّة في مصر التي نافست الخلافة العباسية في بغداد لمدة من الزمن، ثم قيام الدّولة الأيوبيّة بعدها، وأخيرًا قيام دولة المماليك البحرية حتى سنة 700هـ / 1301م.

كذلك يبين مؤرخو البطاركة علاقة البطاركة المصريين بولاة مصر وأمرائها وخلفائها من ناحية ثم علاقة هؤلاء البطاركة بالنوبة والحبشة وشمال إفريقيا والشام من ناحية أخرى. ولا يغفل مؤرخو البطاركة الكلام عن علاقة المسلمين في مصر مع المسيحيين، وعن الكنائس التي بنيت أو جددت في العصر الإسلامي، وعن تسامح الولاة والأمراء والخلفاء مع المسيحيين في مصر، وعن تشدد البعض منهم، كذلك أشاروا في تاريخهم إلى الرخاء في مصر في معظم الأحيان، كما فصّلوا القول عن القحط والوباء والمجاعات في بعض السنين، بل إن ساويرس يهتم بهذه الظاهرة أكثر من اهتمام سائر المؤرخين بها، وينفرد بذكر بعض المجاعات التي لا يرد ذكرها لدى غيره من المؤرخين المصريين([28]).

ولا شك أنّ كتاب تاريخ البطاركة يشترك مع بقية كتب التاريخ الإسلامي والمسيحي في ذكر الأحداث المهمة كافة مع العناية بشؤون مصر، لكنه يمتاز منهم جميعهم أن له قيمة الحوليات، والمذكرات، والمصادر المعاصرة، في وقت نلتمس فيه المصادر المعاصرة للفتح العربي في مصر؛ وما بعد الفتح بحوالي قرنين ونصف من الزّمان فلا نكاد نجدها إلّا في بعض الأوراق البرديّة، وكتاب “التاريخ” للمؤرخ المسيحي “يوحنا النقيوسي” الذي توفي في أواخر القرن الأول الهجري (السابع الميلادي)([29]).

ولا يهمنا الآن الحديث في ما اشترك فيه مؤرخو البطاركة مع بقية مؤرخي الخلافة ومؤرخي مصر، وإنما يهمنا الكلام في بحثنا هذا عن بعض الأمور التي اهتم كتاب تاريخ البطاركة بتوضيحها والتي ساعدت كثيراً في دراسة تاريخ مصر في هذه المدّة.

ولعل من الأمور المهمّة التي اهتم مؤرخو البطاركة ببيانها وتوضيحها بحكم تاريخهم للبطاركة وللكنيسة، ما كتبوه عن مركز المسيحيين في مصر من الناحية الاجتماعيّة، ومدى تمتعهم بالحريّة الدّينيّة، والاحتفال بأعيادهم، وبناء أو تجديد كنائسهم، وعلاقة المسيحيين بإخوانهم المسلمين في مصر وفي غيرها من البلدان؛ وموقفهم من الحكومات الإسلاميّة المتعاقبة في مصر، كذلك أفاضوا في الحديث عن انتشار الإسلام في مصر، بل إن أحدهم في بعض الأحيان يعطينا أرقامًا بعدد الذين تحولوا إلى الدين الإسلامي في ظروف معينة([30])، كذلك تحدثوا عن أسباب قيام المسيحيين ببعض الثورات المسلحة والنتائج المهمّة التي ترتبت عليها، كذلك تحدثوا عن بعض المساجلات الدّينيّة التي تمت في بلاط بعض الخلفاء المسلمين، كذلك لم يغفل مؤرخو البطاركة الحديث عن الشّدة العظمى التي حدثت في أيام الخليفة المستنصر بالله الفاطمي، كذلك يوضح لنا تاريخ البطاركة نظرة المسيحيين إلى الحروب الصليبية، وأخيرًا اهتم مؤرخو البطاركة بتوضيح علاقة الكنيسة القبطية في مصر بكنائس الحبشة والنوبة وأنطاكية.

ويأتي تفصيلها على النحو الآتي:

1- بالنسبة إلى الحرية الدّينيّة:

إذا قرأنا “تاريخ البطاركة” فسوف نتبين أن العرب حين جاءوا لفتح مصر لم يتعرضوا لأهل الذمة عموماً بشيء من القيود على حرياتهم الدّينيّة، وحين دخل “عمرو بن العاص” مصر كان المصريون النّصارى يعانون الكثير من جراء اضطهادات البيزنطيين بسبب الخلافات المذهبيّة بين الطرفين على الرّغم من أنّ المسيحيّة كانت الدّيانة التي اعتنقها البيزنطيون بسبب الخلافات المذهبية بين الطرفين([31]). وقد أدى ذلك إلى هروب بنيامين بطريرك المسيحيين واختفائه في كهوف الصحراء، ولما علم بقدوم المسلمين استبشر بزوال الحكم البيزنطي وطلب من أتباعه مساعدة المسلمين، وكان أول حسنة من حسنات العرب نحو أهل البلاد بعد فتحها أن أعطى عمرو بن العاص بطل فتح مصر الأمان للأب بنيامين وطرب أهل مصر جميعًا لعودته بعد غيبة دامت ثلاثة عشر عامًا، وبالغ عمرو بن العاص في الحفاوة به وأعطاه الحرية ليشرف على الكنائس ويرعى المسيحيين([32]).

والذي يقرأ تاريخ البطاركة يجد أن الحكومات الإسلاميّة المتتابعة قد تركت لأهل الذمة حرية تنظيم جماعاتهم داخليًّا، وكان البطريرك الذي ينتخب من الأساقفة يتوجه بعد اختياره من الإسكندرية إلى العاصمة برفقة الأساقفة لمقابلة الوالي بوصفه ممثل الخليفة في مصر، ما يدل على أن البطريرك عُدّ من موظفي الدّولة، ولكن هذا الإجراء لم يكن سوى مسألة شكليّة بحتة إذ لم يثبت أنّ أحد الولاة قد تدخل في تعيين أو انتخاب أحد البطاركة بعد أن يُنتخَب بوساطة الأساقفة إلّا إذا اختلف الأساقفة فيما بينهم([33]).

ويذكر ساويرس أن الحكام المسلمين لم يتدخلوا في شؤون المسيحيين الدّينيّة إلا في النادر حينما يطلب منهم فض النزاع بين الأساقفة وذلك حرصاً على الأمن العام([34]).

كذلك لم تتدخل الحكومات الإسلامية في الشعائر الدّينيّة عند أهل الذمة، بل كان بعض الأمراء والخلفاء يحضر مواكبهم وأعيادهم ويجالسهم ويحرص على الاستماع إليهم([35]).

 

2- بناء الكنائس والأديرة: من يقرأ تاريخ البطاركة يجد أن الدولة الإسلامية لم يكن لها سياسة ثابتة بشأن بناء الكنائس والأديرة؛ فكانت تسمح للمسيحيين في معظم الأحيان ببناء كنائس جديدة([36])، وكات تمنعهم في بعض الأحيان حتى من إصلاح الكنائس القديمة([37]).

والحقيقة أن سياسة العرب تجاه بناء الكنائس والأديرة كانت سياسة لا تنطوي على تفرقة بين العرب وأهل البلاد أو تعصب ضد المسيحيين، وإنما كانت سياسة عطف وتسامح وتقدير لأهل البلاد. أما بالنسبة إلى منعهم من بناء وتجديد الكنائس في بعض الأحيان فإنّه كان مرتبطًا ببعض الظروف الخاصة. ومن الأمثلة على ذلك: عندما انهدم جانب من كنيسة أبي شنودة سنة 326هـ / 937م وبذل النصارى للإخشيد مالًا كثيرًا ليطلق لهم عمارتها أمر بأن تؤخذ فتوى الفقهاء. فأمّا ابن الحداد فأفتى بألّا تعمر وبذلك أفتى الفقهاء من أصحاب مالك. ولكن فقهيًّا اسمه محمد بن علي أفتى أنّ لهم أن يرموها ويعمروها. وعرف الناس فتواه فحملوا النار إلى داره وأرادوا قتله فاختفى، وثار العامة وأغلقوا الدروب وأحاطوا بالكنيسة. فأرسل الإخشيد يستدعي أبا بكر بن الحداد وأمره بأن يذهب إلى الكنيسة فيتركها قائمة إذا كانت تبقى ويهدمها إذا كانت توشك على السقوط وتنذر بالخطر. وذهب ابن الحداد أحد المهندسين واستطاعا أن يدخلا الكنيسة وطاف المهندس وفي يده شمعة ثم عاد إلى ابن الحداد وقال له: تبقى هكذا خمس عشرة سنة ثم يسقط منها موضع ثم تبقى إلى تمام أربعين سنة وتسقط جميعها. فانصرف ابن الحداد إلى الإخشيد ونقل إليه ما حدث فأمر الإخشيد بتركها من دون عمارة. وكان أمرها كما قال المهندس فعمرت سنة 366هـ / 976م ولو تركت لسقطت([38]).

3- الوظائف وإدارة الدولة: من خلال كتاب تاريخ البطاركة نستطيع أن نعرف أن المسيحيين قد شغلوا كثيرًا من الوظائف في العصر الإسلامي، وخاصة الوظائف المالية فوصلوا إلى أرقى المناصب وأخطرها.

ويورد تاريخ البطاركة في مواضع مختلفة أسماء كثير من كبار الموظفين وخاصة في عصر الخلفاء الفاطميين، ذلك العصر الذي أدّى فيه أهل الذّمة دورًا كبيرًا في شؤون الإدارة والحكم؛ فقد كان منهم الوزراء والكتاب([39])، وعمال الدواوين([40])، وحكام الأقاليم([41])، وغير ذلك من ميادين العمل حتى أصبح كما يذكر موهوب بن منصور -: “جميع مقدمي المملكة والناظرين في دواوينها وتدبير أمورها كلهم نصارى”([42]).

4- العامل المالي وعلاقته بانتشار الإسلام في مصر منذ أواخر عصر الولاة: إنّ من يقرأ تاريخ البطاركة – وخاصة ما كتبه ساويرس – يلاحظ أن العامل المالي كان من العوامل المهمّة التي حوّلت أغلبية المسيحيين إلى الدّين الإسلامي؛ فقد كان المفروض أن من يسلم يعفى من الجزية. والظاهر أنّ نفرًا كان قد أسلم حتّى زمن الخليفة عمر بن عبد العزيز (99 – 101هـ / 717 – 719م) بدليل أنّ حيان بن سريج متولي خراج مصر كتب إلى عمر بن عبد العزيز يقول: “أما بعد فإنّ الإسلام قد أضرّ بالجزية” وكان هذا الوالي يرى أن تبقى الجزية على من يسلم، ولكن الخليفة أرسل إليه ردًا شديدًا يقول فيه: “فضع الجزية عمن أسلم، قبح الله رأيك!! فإن الله إنما بعث محمداً صلى الله عليه وسلم هادياً ولم يبعثه جابياً”([43]).

لكن سياسة أخذ الجزية ممن يسلم كانت قد بدأت على يد الحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق من قبل الخليفة عبد الملك بن مروان (65 – 86هـ / 684 – 705م)، وذلك حتى لا يؤثر اعتناق الدين الإسلامي على ميزانية الدولة([44]). أمّا في مصر فقد كتب الخليفة عبد الملك بن مروان إلى عبد العزيز بن مروان لينفذ سياسة الحجاج المالية ويفرض الجزية على من أسلم من أهل الذمة، لكن عبد العزيز لم يقدم على تنفيذ هذه الخطوة؛ واكتفى بفرض الجزية على الرهبان، كما أنّه ألزم الأساقفة بأن يؤدوا قدرًا معينًا من المال سنويًّا بالإضافة إلى خراج أملاكهم([45]).

لكن ساويرس يعود ويؤكد أنّ العامل المالي كان من العوامل المهمّة التي شجعت الأقباط على اعتناق الإسلام؛ فيذكر – مثلاً – أنه في خلافة مروان بن محمد، أعلن والي مصر حفص بن الوليد (127 – 128هـ / 745 – 746م) إعفاء كل من يسلم من الجزية، فاعتنق نحو أربعة وعشرين ألفًا من الأقباط الدين الإسلامي([46]).

كذلك يذكر ساويرس أن الخليفة العباسي الأول أبا العباس عبد الله السفاح قرر أن يعفي من الجزية كل من يعتنق الدين الإسلامي، ويقيم شعائره؛ فتخلى كثير من المسيحيين، أغنياء كانوا أو فقراء، عن دينهم واعتنقوا الدين الإسلامي بسبب فداحة الجزية والأعباء الملقاة عليهم([47]).

هكذا يسوق “ساويرس” هذه الأخبار بهذا الأسلوب الذي يشعرنا أن هؤلاء دخلوا في الإسلام هروباً من الجزية، أو رغبة في التخلص منها.

وقد حملت هذه الأخبار التي أوردها ساويرس بعض المؤرخين المحدثين على أن يظنوا خطأ أن تحول المسيحيين إلى الإسلام كان بسبب مادي أو اقتصادي([48]). ولم يدركوا أنّ التّحوّل إلى الإسلام لم يتوقف منذ دخول الإسلام إلى أرض مصر، ولم يدركوا أن عبد الملك بن مروان عندما كتب إلى عبد العزيز بن مروان أن يضع الجزية على من أسلم من أهل الذمة بمصر، كلمة ابن حجيرة قاضي مصر في ذلك وقال له: “أعيذك بالله أيها الأمير أن تكون أول من سن ذلك بمصر، فوالله إن أهل الذمة ليتحملون جزية من ترهب منهم، فكيف تضعها على من أسلم، فتركهم عند ذلك”([49]). كذلك لم يرد في أي من مصادر تاريخ مصر أن أحداً من ولاة مصر أخذ الجزية ممن أسلم، حتى في ولاية أسامة بن زيد التلوخي الذي عرف بشدته في أمر الخراج، وقد ألح عليه سليمان بن عبد الملك (96 – 99هـ / 714 – 717م) ألا يتوانى في تحصيل الخراج أو يتساهل فيه، حيث قال له: “أحلب الدر حتى ينقطع”([50]).

وإذا صح أن الإسلام قد انتشر بصورة أكثر في مصر على عهد عمر بن عبد العزيز، فلا يعني ذلك أنه كان بسبب الجزية، ولكن لا بد من البحث عن أسباب أخرى لهذا الانتشار، فهل يعقل – كما يذكر أحد الباحثين – أن المسيحيين الذين تحملوا اضطهاد الرومان بسبب اعتناقهم للمسيحية بسبب جزية قيمتها ديناران أو أقل أو أكثر قليلاً([51])، وبخاصة أنه كان بينهم أغنياء، كما يذكر ساويرس نفسه([52]). وإنما يرجع انتشار الإسلام في مصر في عهد هذا الخليفة العادل إلى ما عرف عنه من الرّأفة بالرّعيّة، والرعاية لأهل الذّمة، واختيار العمال الذين يتحرون العدل ويحسنون معاملة الناس، كما يرجع إلى اهتمامه بالدعوة إلى الإسلام، داخل بلاد المسلمين وخارجها، وهو الذي ذكر العرب المسلمين في كل مكان من أرض الإسلام بواجبهم الأول ومسؤوليتهم الأساسية، فكتب إليهم يقول: إن الله بعث محمداً هادياً، ولم يبعثه جابياً([53]).

5- الثورات المسيحية المسلحة: يخبرنا تاريخ البطاركة أن المسيحيين قد بدأوا منذ سنة 107هـ / 725م يقاومون حكومة العرب مقاومة مسلحة وذلك بالقيام بالثورات العلنية ضد الحكومة نتيجة لزيادة بعض الولاة خراج الأراضي الزّراعيّة([54]). وقد وجد المسيحيون في العرب الذين زاد عددهم في مصر وأصبحوا يملكون أراضي خراجية شريكًا لهم في تلك الثورات، ولهذا نرى معظم مؤرخي مصر يشتركون مع مؤرخي البطاركة في ذكر تلك الثورات([55]).

ويخبرنا ساويرس بن المقفع أن ثورات المسيحيين مع ثورات العرب قد تعدت وشملت الوجهين البحري والقبلي، وكان أعنف هذه الثورات تلك التي كان يقوم بها أهل البشمور أو البشرود، وهي المنطقة الرّمليّة السّاحليّة بين فرعي دمياط ورشيد([56]). ولم يزل المسيحيون يقومون بالثورة بعد الأخرى طوال القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي)، وكانت حكومة العرب تقابل القوة بالقوة، وتشددت في إصلاح الأرض الموات وفي مراقبة الزراعة وهجرة الفلاحين من قراهم([57]).

وكان آخر تلك الثورات وأعظمها تلك التي انتهت في مطالع القرن الثالث الهجري (217هـ) التاسع الميلادي (832م) بمجيء الخليفة المأمون وإخضاعه للثائرين. ويخبرنا ساويرس أن الخليفة المأمون صحب معه إلى مصر البطريرك ديونوسيوس (Dionysius) بطريرك أنطاكية، وأنه استعان ببطريرك الأقباط الأنيا يوساب الأول (Yusab I) (215 – 235هـ / 830 – 849م) لإخماد ثورة البشموريين باللين والمفاوضة، ولما لم ينفع اللين سير إليهم قائده الأفشين لمحاربتهم، ثم سار إليهم بنفسه وقضى على حركتهم([58]).

ويتضح لنا مما كتبه ساويرس أن ثورات القبط هذه لم تكن بدافع عنصر الوطنيّة أو القوميّة. بل كانت كلها بسبب الضرائب، إما لحمل الحكومة على تخفيفها وعدم اتباع القسوة في جبايتها، وإما للهروب من دفعها. وهذا يبدو من دراستنا للظروف التي قامت فيها كثير من الثورات في تلك الحقبة، إذ نلاحظ أنّها في الغالب كانت مرتبطة بالضرائب الثقيلة التي كان يفرضها عليهم بعض الولاة. وما يدل على أن المسلمين شاركوا الأقباط في بعضها وفي ثورتهم الكبرى خاصة([59]).

ويرى بعض الباحثين أن هذه الثورات ما هي إلا فتن وانتفاضات أكثر منها ثورات حقة، وأنها لم تجد من التنظيم والتدعيم ما يكفل لها النجاح، ولم تكن لها دلالة إقليميّة تحتوي على بذور وحدة وطنية معارضة لسلطان العرب والمسلمين([60]). ويؤكد هذا ما نلاحظه من سلبيّة الشّعب المصري في هذه المرحلة، وعدم اشتراكه في الحركات السياسيّة والدّينيّة التي قامت في الخلافة، التي اشترك فيها الجند العرب في مصر، والأجناد الأخرى الذين أتوا إليها في عهد الدولة العباسية، مثل الثورة التي انتهت بمقتل الخليفة عثمان بن عفان، والنزاع بين علي ومعاوية، والخلاف بين الأمين والمأمون، لكن الأقباط اشتركوا فقط في معاونة العباسيين الذين كانوا قد نجحوا في إسقاط الدولة الأموية في المشرق والذين أتت جيوشهم وراء الخليفة الأموي مروان بن محمد في مصر. ولا يدعنا ساويرس نتلمس الأسباب التي دعت الأقباط إلى معاونة العباسيين في مصر فينكر أن العباسيين وعدوا الأقباط بتخفيف الجزية والخراج عنهم([61]).

6- المساجلات الدّينيّة: نعرف مما كتبه ساويرس أنه كانت هناك مساجلات دينية في بلاط الخليفة الفاطمي المعز لدين الله (362 – 365هـ / 973 – 975م) للمناظرة والتحدث في الأديان السماوية والمفاضلة بينها، وكان ساويرس نفسه ممن جادل بعض رجال الدين اليهودي في بلاط المعز([62]).

والواقع أن العلاقة كانت طيبة في معظم الأحيان بين المسلمين وأهل الذمة وأن التسامح الديني الذي قام في الخلافة الإسلامية لم تكن تعرفه أوربا في العصور الوسطى.

7- النظرة إلى الحروب الصليبية: وحين يحدثنا تاريخ البطاركة عن الصليبيين وقدومهم إلى المشرق لا يعد هذه الحروب قائمة بين المسيحية والإسلام، وإنما ينظر إلى الصليبيين بوصفهم غزاة أعداء للشرق، ويعلق يوحنا بن صاعد
على امتلاكهم لبيت المقدس بأن الأقباط واليعاقبة لن يستطيعوا الحج لاختلافهم والصليبيين في المذهب الديني([63]).

8- علاقة الكنيسة القبطية في مصر بكنائس الحبشة والنوبة وأنطاكيّة:

ومن الأمور المهمة التي انفرد مؤرخو البطاركة بذكرها، وحرصوا على توضيحها من خلال تراجمهم للآباء البطاركة علاقة الكنيسة المصرية بالكنائس الأخرى، وخاصة كنيستي الحبشة والنوبة؛ فالذي يقرأ تاريخ البطاركة يجد أن الكنيسة القبطيّة في مصر لم تكن منعزلة عن غيرها من الكنائس اليعقوبية في قارة أفريقيا أو قارة آسيا؛ فقد شهدت الفترة ما بين القرنين الأول والسادس الهجريين (السابع والثاني عشر الميلاديين) اتصالات ومكاتبات مستمرة بين الكنيسة القبطية في الإسكندرية وبين كنيستي الحبشة والنوبة من ناحية، وبينهما وبين كنيسة أنطاكية من ناحية أخرى.

ويوضح لنا تاريخ البطاركة أبعاد هذه العلاقة؛ فيذكر أن بطريرك القبط في مصر كان يعيّن الرّئيس الدّيني (الأسقف أو المطران) لكل من كنيستي الحبشة والنوبة، كما كان ملوك هذه البلاد يعملون على إرضاء البطاركة القبط، وقد تدخل بعضهم لدى حكام مصر من أجل توفير الأمن والسلام لهؤلاء البطاركة([64]).

وما لا شكّ فيه أن هذه العلاقات قد أدت بدورها إلى انتقال الدراسات الأدبيّة؛ والدّينيّة القبطية إلى بلاد الحبشة والنوبة، وانتشرت بعض عادات وتقاليد القبط بين شعوب هذه البلاد وخاصة التقاليد والعادات الكنيسة([65]).

أمّا علاقة الكنيسة القبطيّة بكنيسة أنطاكية فإننا نجد من خلال قراءتنا لتاريخ البطاركة أنها كانت مختلفة عن ذلك. فكلتا الكنيستين تمثل كرسيين من كراسي البطركية الرئيسية في ذلك العصر وتتفق هاتان الكنيستان في اتباع المذهب اليعقوبي. ومن هنا كان البطاركة يتبادلون الرسائل والمكاتبات وكل منهم يذكر للآخر ظروف رعيته وأحوالهم ويذكره بأقوال الرسل والقديسين ويحثه على التمسك بالأمانة الأرثوذكسية والمحافظة على اتحاد الكرسيين وشرح قد تتعرض له الكنيسة من بعض المضايقات([66]).

الخاتمة

1: اعتماد ابن المفقع على سجلات الكنيسة، التي تضمنت وثائق رسمية ومراسلات بين البطاركة والولاة المسلمين.. وقد عمل على جمع المعلومات من روايات شفهية لمؤرخين وكهنة معاصرين له. يقدم معلومات قيّمة حول أحوال المصريين عمومًا، وليس فقط الأقباط.

2: كان أسلوبً ابن المقفع اسلوباً قصصيًا، مما يجعله أكثر حيوية من الكتب الإسلامية التقليدية التي تركز على السرد السياسي.

3: كان ابن المقفع يخلط بين الحقائق التاريخية والمعجزات، ما يعكس التأثير الديني العميق في التأريخ القبطي.

4: ساهم كتاب تاريخ البطاركة في الحفاظ على الهوية القبطيّة من خلال توثيق التاريخ الكنسي في مواجهة الضغوط السياسية والثقافية.

5: عزز الكتاب تاريخ البطاركة فكرة أن الكنيسة القبطيّة كانت مستمرة على الرّغم من الاضطهاد، ما ساعد في تشكيل الشّعور بالتّماسك الدّيني بين الأقباط.

6: يُعدُّ كتاب تاريخ البطاركة مصدرًا أساسيًا لدراسة تاريخ الأقباط والمسيحية في مصر. ويُوفر منظورًا نادرًا عن العلاقة بين الإسلام والمسيحية في العصور الوسطى.

المصادر والمراجع

  1. ابن الراهب، أبو شاكر بن بطرس بن المهذب (700ه/1301م). تاريخ ابن الراهب؛ عني بنشره لويس شيخو. لا طبعة. بيروت: طبعة الاباء اليسوعيين، 1903م.
  2. ابن العسال، أبو أسحق إبراهيم بن جرجس (700ه/ 1300م). مجموع أصول الدين ومسموع محصول اليقين. الطبعة الأولى. بيروت: الفرنسيسكاني للدراسات الشرقية المسيحية، 1998م.
  3. ابن العميد (المكين جرجس بن العميد. ت 692م / 1292 م)، تاريخ المسلمين؛ نشره إربينيوس، الطبعة الاولى، ليدن، 1652م، ص 246.
  4. ابن المقفع، ابو البشر ساويرس (376ه/987م). تاريخ البطاركة؛ تحقيق عبد العزيز جمال الدين. الطبعة الأولى. القاهرة: مكتبة مدبولي، 2006م.
  5. ابن تغري بردي، أبو المحاسن يوسف بن عبد الله الظاهري الحنفي (ت 874هـ/1469م). النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة. الطبعة الأولى. القاهرة: دار الكتب، 1987م.
  6. ابن سعيد (محمد حسين). المغرب في حلى المغرب، القسم الخاص بمصر؛ تحقيق زكي محمد حسن. الطبعة الأولى. القاهرة: الهيئة المصرية لقصور الثقافة، 2003م، ص 183 – 184.
  7. ابن عبد الحكم، أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله (ت 257ه/870م). فتوح مصر وأخبارها؛ تحقيق محمد الحجيري. الطبعة الأولى. بيروت: دار الفكر، 1416هـ/1996م.
  8. ايسيذوروس (الأنبا). الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة؛ تحقيق ميخائيل مكتس إسكندر. الطبعة الثالثة. القاهرة: مكتبة دير السريان، 2001م.
  9. تنيس (ميخائيل أسقف). ذيل تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية، الطبعة الأولى. القاهرة: دار العلمية، 1965م.
  10.  خليل (سمير). “ساويرس بن المقفع – حياته” مقال نشره في مجلة “رسالة الكنيسة” العدد الثالث، مارس 1970م، ص 88- 109.
  11.  الزبيدي، أبي الفيض السيد محمّد مرتضى الحسيني الحنفي (1205/1790). تاج العروس من جواهر القاموس؛ تحقيق علي شير. الطبعة الثالثة. الكويت: وزارة الاعلام، 2001.
  12.  عامر (فاطمة مصطفى). تاريخ أهل الذمة في مصر الإسلامية. الطبعة الأولى. القاهرة: دار النهضة العربية، 2/297.
  13.  عبد المسيح (يستى). “ساويرس بن المقفع القرن العاشر الميلادي”. مجلة مارمينا العجايبي، العدد الرابع، سنة 1950م، ص 181- 197.
  14.  عنان (محمد عبد الله). مصر الإسلامية وتاريخ الخطط المصرية، الطبعة الثانية، القاهرة: مكتبة الخانجي، 1969م، ص 99 – 108.
  15.  غلاب (مجمد رمزي). القاموس الجغرافي للبلاد المصريّة: من عهد قدماء المصريين الى سنة 1945. الطبعة الأولى. القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب. 1994م.
  16.  الفرنسيكاني (الاب وديع). “مؤرخو سير البيعة من سير البيعة: مجلة ندوة التراث العربي المسيحي، الندوة السادسة 26 – 27 فبراير 1988م، ص3- 28.
  17.  كاشف (سيدة إسماعيل). عبد العزيز بن مروان، طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب، سنة 2005م.
  18.  محمود (سلام شافعي). أهل الذمة في مصر في العصر الفاطمي الأول. الطبعة الأولى. القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1995م.
  19.  محمود (فهمي عبد الجليل). “انتشار الإسلام في مصر في القرنين الأول والثاني للهجرة”. مجلة حوليات كلية دار العلوم، العدد الثامن، سنة 1977 / 1978م.
  20.  المقريزي، ابو العباس أحمد بن علي بن عبد القادر (845هـ/1441م). المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار (الخطط المقريزية). الطبعة الأولى. بيروت: دار الكتب العلمية، 1997م.
  21.  نخلة (كامل صالح)، تاريخ وجداول بطاركة الإسكندرية القبط، القاهرة، طبعة ملجأ الأيتام القبطي، 1943م.
  22.  نصار (حسين). الثورات الشعبية في مصر الإسلامية، طبعة المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر،
  23.  ياقوت الحموي، شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي (626ه/1228م). معجم البلدان. الطبعة الأُولى. بيروت: دار صادر، 1375/1955م.

24.. P. Sbath: AL Fihirs (cataloge de manuserits arabes) supplement la Cairo، (1940)، p. 8.

– أستاذ في المديرية العامة للتربية النجف الأشرف- العراق [1]

General Directorate of Education, Najaf Al-Ashraf .E-mail: mbusj140@gmail.com

[2]–   “المقفع” هو المنكس الرأس أبدًا، ورجل مقفع اليدين أي متشنجها. ينظر: الزبيدي، أبي الفيض السيد محمّد مرتضى الحسيني الحنفي (1205/1790). تاج العروس من جواهر القاموس؛ تحقيق علي شير. الطبعة الثالثة. الكويت: وزارة الإعلام، 2001، ص 231. ويجب أن يميز القارئ ساويرس بن المقفع من عبد الله بن المقفع الكاتب العربي الشهير، الفارسي الأصل ومترجم كتاب كليلة ودمنة من الفارسية.

([3])   وردت بالفتح وبالضم، والأصح بالضم، وهي مدينة في صعيد مصر من أعمال مديرية أسيوط، وازدهرت هذه المدينة حتى السنوات الأخيرة من عصر المماليك، وكانت مركزًا لغزل الصوف، نظراً لقيام العرب الذين يعيشون بجوارها بتربية الأغنام. للمزيد من المعلومات عن هذه المدينة ينظر: ياقوت الحموي، شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي (626ه/1228م). معجم البلدان. الطبعة الأُولى. بيروت: دار صادر، 1375/1955م، 1/283.

([4]) ابن المقفع، ابو البشر ساويرس (376ه/987م). تاريخ البطاركة؛ تحقيق عبد العزيز جمال الدين. الطبعة الأولى. القاهرة: مكتبة مدبولي، 2006م، ص 8 – 9.

([5]) ابن المقفع: تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية، 1/22.

([6])   خليل (سمير). “ساويرس بن المقفع – حياته” مقال نشره في مجلة “رسالة الكنيسة” العدد الثالث، مارس 1970م، ص 88- 109.

([7])   خليل (سمير). “ساويرس بن المقفع – حياته” مقال نشره في مجلة “رسالة الكنيسة” العدد الثالث، مارس 1970م، ص 88- 109.

([8])   فقد جاء في آخر كتاب المجامع الذي نشره ليروا (Leroy) بالعربية مع الترجمة الفرنسية سنة 1911م ما يأتي: “كمل تفسير الأمانة وتأويل ألفاظها ولله المجد والمنة. وكان فراغ الأب الفاضل أنبا ساويرس أسقف مدينة الأشمونين المعروف بابن المقفع من تفسيرها في اليوم السابع من توت سنة ستمائة واثنين وسبعين لديقلاديانوس (يوافق 4 سبتمبر سنة 955م)”. ينظر: عبد المسيح (يستى). “ساويرس بن المقفع القرن العاشر الميلادي”. مجلة مارمينا العجايبي، العدد الرابع، سنة 1950م، ص 181- 197.

([9])   خليل (سمير). “ساويرس بن المقفع – حياته” مقال نشره في مجلة “رسالة الكنيسة” العدد الثالث، مارس 1970م، ص 88- 109.

([10]) ابن المقفع، تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية، ص 9.

([11])  ابن العسال، أبو أسحق إبراهيم بن جرجس (700ه/ 1300م). مجموع أصول الدين ومسموع محصول اليقين. الطبعة الأولى. بيروت: الفرنسيسكاني للدراسات الشرقية المسيحية، 1998م، ص 36.

([12]) تنيس (ميخائيل أسقف). ذيل تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية، الطبعة الأولى. القاهرة: دار العلمية، 1965م، 2/93.

([13]) ابن المقفع، تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية، ص 504.

([14])  P. Sbath: AL Fihirs (cataloge de manuserits arabes) supplement la Cairo، (1940)، p. 8.

([15])  كما يزعم أحد رهبان دير السيدة برموسي ينظر: ايسيذوروس (الأنبا). الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة؛ تحقيق ميخائيل مكتس إسكندر. الطبعة الثالثة. القاهرة: مكتبة دير السريان، 2001م، 2/248.

([16])  المقريزي، ابو العباس أحمد بن علي بن عبد القادر (845هـ/1441م). المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار (الخطط المقريزية). الطبعة الأولى. بيروت: دار الكتب العلمية، 1997م، 2/166.

([17])  المقريزي، المواعظ والاعتبار، 1/95.

([18])  محمود (سلام شافعي). أهل الذمة في مصر في العصر الفاطمي الأول. الطبعة الأولى. القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1995م، ص 213.

([19])  ابن الراهب، أبو شاكر بن بطرس بن المهذب (700ه/1301م). تاريخ ابن الراهب؛ عني بنشره لويس شيخو. لا طبعة. بيروت: طبعة الاباء اليسوعيين، 1903م، ص 133.

([20])  تنيس، ذيل تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية، 2/96 – 97.

([21])  أحد رهبان دير السيدة برموسي. ينظر: ايسيذوروس (الأنبا)، كتاب الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة، 2/248.

([22])  تنيس، ذيل تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية، 2/93 – 96.

([23])  عنان (محمد عبد الله). مصر الإسلامية وتاريخ الخطط المصرية، الطبعة الثانية، القاهرة: مكتبة الخانجي، 1969م، ص 99 – 108.

([24])  ذكر المؤرخ ابن الراهب في كلامه عن أبراهام أنه “في أيامه كان أنبا ساويرس أسقف الأشمونين” ينظر: ابن الراهب، تاريخ ابن الراهب، ص 133.

([25])  حيث ورد في كتاب “تاريخ المسلمين” لابن العميد: “في أيامه (يقصد فيلوثاوس البطريرك رقم 63) كان الواضح المنتصر… المعروف بان رجا الشاهد، وكان ذلك في حياة ساويرس بن المقفع أسقف الأشمونين”. ينظر: ابن العميد (المكين جرجس بن العميد. ت 692م / 1292 م)، تاريخ المسلمين؛ نشره إربينيوس، الطبعة الاولى، ليدن، 1652م، ص 246.

([26])  ينظر: الفرنسيكاني (الاب وديع). “مؤرخو سير البيعة من سير البيعة: مجلة ندوة التراث العربي المسيحي، الندوة السادسة 26 – 27 فبراير 1988م، ص3- 28.

([27])  وهي الطبعة التي اعتمدنا عليها في دراسة هذا الكتاب. ينظر: الفرنسيكاني (الاب وديع). “مؤرخو سير البيعة من سير البيعة: مجلة ندوة التراث العربي المسيحي، الندوة السادسة 26 – 27 فبراير 1988م، ص3- 28.

([28]) ابن المقفع: تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية، 2/237.

([29]) ابن المقفع: تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية، 2/237.

([30]) ابن المقفع، تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية، 2/ 370 – 371.

([31]) ابن المقفع، تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية، 1/226 – 227.

([32]) ابن المقفع، تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية، 2/231 – 232.

([33]) ابن المقفع، تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية، 3/275 – 279.

([34]) ابن المقفع، تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية، 3/373 – 386.

([35])  تنيس (ميخائيل أسقف). ذيل تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية، 2/91 – 92.

([36]) ابن المقفع، تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية، 3/257، 260، 272.

([37])  ابن المقفع، تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية، 4/502 – 503.

([38])  ابن سعيد (محمد حسين). المغرب في حلى المغرب، القسم الخاص بمصر؛ تحقيق زكي محمد حسن. الطبعة الأولى. القاهرة: الهيئة المصرية لقصور الثقافة، 2003م، ص 183 – 184.

([39])  ميخائيل أسقف تنيس: ذيل تاريخ البطاركة، 2/10، 123 نخلة (كامل صالح)، تاريخ وجداول بطاركة الإسكندرية القبط، القاهرة، طبعة ملجأ الأيتام القبطي، 1943م 174.

([40]) نخلة، تاريخ وجداول بطاركة الإسكندرية القبط، ص 169.

([41]) نخلة، تاريخ وجداول بطاركة الإسكندرية القبط، ص 164.

([42]) نخلة، تاريخ وجداول بطاركة الإسكندرية القبط، ص 173.

([43])  ابن عبد الحكم، أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله (ت 257ه/870م). فتوح مصر وأخبارها؛ تحقيق محمد الحجيري. الطبعة الأولى. بيروت: دار الفكر، 1416هـ/1996م، ص 156؛ المقريزي: الخطط، طبعة بولاق، 1/78.

([44])  كاشف (سيدة إسماعيل). عبد العزيز بن مروان، طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب، سنة 2005م، ص 82.

([45]) ابن المقفع: تاريخ البطاركة، 3/ 304 – 305.

([46])  ابن المقفع: تاريخ البطاركة، 3/370، 371.

([47])  ابن المقفع: تاريخ البطاركة، 3/ 443 – 444.

([48])  كاشف، مصر في فجر الإسلام، ص 206.

([49])  ابن عبد الحكم، فتوح مصر وأخبارها، ص 156.

([50])  ابن تغري بردي، أبو المحاسن يوسف بن عبد الله الظاهري الحنفي (ت 874هـ/1469م). النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة. الطبعة الأولى. القاهرة: دار الكتب، 1/231.

([51])  محمود (فهمي عبد الجليل). “انتشار الإسلام في مصر في القرنين الأول والثاني للهجرة”. مجلة حوليات كلية دار العلوم، العدد الثامن، سنة 1977 / 1978م، ص 119 – 134.

([52])  ابن المقفع، تاريخ البطاركة، 3/443 – 444.

([53])  محمود (فهمي عبد الجليل). “انتشار الإسلام في مصر في القرنين الأول والثاني للهجرة”. مجلة حوليات كلية دار العلوم، العدد الثامن، سنة 1977 / 1978م، ص 119 – 134.

([54])   ابن المقفع، تاريخ البطاركة، 3 / 330.

([55])  ينظر: المقريزي، المواعظ والاعتبار، 1/129 – 130، 2/91 – 93، 4/394 – 396.

([56])  ابن المقفع: تاريخ البطاركة، 3/ 416 – 417؛ ويحدد محمد رمزي هذه المنطقة أكثر فيقول: “وبالبحث عن موقع هذا الإقليم تبين لي أنه كان يشمل منطقة الأراضي الزراعية التي تقع اليوم بين فرع النيل الشرقي وهو فرع دمياط وبين البحر الصغير بمديرية النقابة وذلك في المسافة الواقعة على فرع دمياط بين قرية محلة أنشاق وقرية السرو بمركز فارسكور وفي المسافة الواقعة على البحر الصغير بين قرية الذباب الكبرى وقرية برمبال القديمة بمركز تكرنس”. ينظر: 84: غلاب (مجمد رمزي). القاموس الجغرافي للبلاد المصريّة: من عهد قدماء المصريين الى سنة 1945. الطبعة الأولى. القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب. 1994م، ص 31 – 32.

([57])  ابن المقفع، تاريخ البطاركة، 3/ 413 – 414.

([58])  ابن المقفع، تاريخ البطاركة، 4 / 606 – 607.

([59])  ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، 2/215.

([60])  نصار (حسين). الثورات الشعبية في مصر الإسلامية، طبعة المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر، القاهرة، (د.ت)، ص 17.

([61]) ابن المقفع: تاريخ البطاركة، 3 / 414، 421.

([62])  تنيس (ميخائيل أسقف). ذيل تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية، 2/ 92 – 94.

([63]) نخلة، تاريخ وجداول بطاركة الإسكندرية القبط، ص249.

([64])  ابن المقفع، تاريخ البطاركة، ج 4 / 617 – 618، 622 – 623؛ نخلة، تاريخ وجداول بطاركة الإسكندرية القبط، ص 80 – 82.

([65])  عامر (فاطمة مصطفى). تاريخ أهل الذمة في مصر الإسلامية. الطبعة الأولى. القاهرة: دار النهضة العربية، 2/297.

([66])  ابن المقفع، تاريخ البطاركة، 3 / 319.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website