العَيْنُ الزّائِدَةُ في “المُنْتَخَبِ” لِكُراعِ النَّمْلِ بَيْنَ الدَّلالَةِ وَعِلْمِ الأَصْواتِ
د. أليس كورانيّ*
هَدَفُ البَحْثِ
تَبْقَى الدِّراساتُ اللُّغَوِيَّةُ في التُّراثِ العَرَبِيِّ مَيْدانًا رَحْبًا للمُعالَجَةِ الأَكاديمِيَّةِ، وَلا سِيَّما أَنَّ اللُّغَةَ العَرَبِيَّةَ غَنِيَّةٌ بِاشْتِقاقاتِها الّتي تَزيدُ مِنْ حُقولِها المُعْجَمِيَّةِ وَالدَّلالِيَّةِ، وَتَصْطَبِغُ بِمَوْجاتٍ صَوْتِيَّةٍ، في العَديدِ مِنَ الاشْتِقاقاتِ، كِتابَةً وَقَوْلًا، وَهِيَ جَديرَةٌ بِالتَّوَقُّفِ عِنْدَها وَوَضْعِها عَلى مَشْرَحَةِ البَحْثِ وَالتَّحْليلِ…
وَهَذا البَحْثُ يَهْدُفُ إِلى دِراسَةِ قَضِيَّةٍ لُغَوِيَّةٍ قَديمَةٍ عَلى ضَوْءِ عِلْمِ اللُّغَةِ الحَديثِ، وَإِلى اسْتِخْراجِ ما في التُّراثِ العَرَبِيِّ مِنْ كُنوزٍ ثَقافِيَّةٍ غَنِيَّةٍ جَديرَةٍ بِالبَحْثِ وَالتَّنْقيبِ عَنْها، حَيْثُ تَتَكَشَّفُ مَسائِلُ لُغَوِيَّةٌ لَها عَلاقَةٌ بِعِلْمِ الأَصْواتِ مِنْ ناحِيَةٍ، وَبِعِلْمِ الدَّلالَةِ مِنْ ناحِيَةٍ أُخْرَى.
الجَديدُ في هَذا البَحْثِ
وَالجَديدُ في هَذا البَحْثِ، تَسْليطُ الضَّوْءِ عَلى حَرْفٍ مِنَ الأَحْرُفِ الزّائِدَةِ غَيْرِ العَشَرَةِ، أَيْ غَيْرِ تِلْكَ الّتي تَجْمَعُها كَلِمَةٌ واحِدَةٌ وَهِيَ «سَأَلْتُمُونِيهَا»، وعَلى أَثَرِ زِيادَةِ ذَلِكَ الحَرْفِ في الكَلِمَةِ، عَلى المُسْتَوى الصَّوْتِيِّ والدَّلاليِّ، وَهِيَ مَسْأَلَةٌ لَمْ يَتَطَرَّقْ إِلَيْها الباحِثونَ مِنْ قَبْلُ؛ لِذا نَسْتَطيعُ عَدَّ هَذا البَحْثِ أَصيلًا، فيهِ كُلُّ الجِدَّةِ.
فَقَدْ ذَكَرَ كُراعُ النَّمْلِ في كِتابِهِ “المُنْتَخَبِ مِنْ غَريبِ كَلامِ العَرَبِ” الأَحْرُفَ المَشْهورَةَ مِنْ حُروفِ الهِجاءِ الّتي تُزادُ عَلى الكَلِمَةِ، فَقالَ: في بَابِ الزَّوَائِد مِنْ حُرُوفِ الهِجَاءِ: «وَهِيَ عَشَرَةُ أَحْرُفٍ: الهَمْزَةُ، والسِّينُ، والمِيمُ، والتَّاءُ، والهَاءُ، والنُّونُ، واللَّامُ، وحُروفُ اللِّينِ؛ أَعْني: الواوَ، وَالأَلِفَ، وَالياءَ، فَإِذا جُمِعَتْ كُلُّها كانَتْ كَلِمَةً واحِدَةً يَسْهُلُ حِفْظُها وَهِيَ سَأَلْتُمُونِيهَا»([1]).
ثُمَّ أَوَرَدَ الزَّوَائِدَ مِنْ غَيْرِ العَشَرَةِ ومِنْ أَخَوَاتِهَا، وَهِيَ بِحَسَبِ تَرْتيبِها في الأَمْثالِ الّتي ذَكَرَها: العَيْنُ، وَالغَيْنُ، وَالقافُ، وَالكافُ، وَالحاءُ، وَالفاءُ، وَالرّاءُ، وَالزّايُ، وَالطّاءُ، وَالدّالُ، وَالجيمُ، وَالباءُ([2]).
فَالزِّيادَةُ الّتي تَطْرَأُ عَلى الكَلِمَةِ بِزِيادَةِ أَحَدِ أَحْرُفِ «سَأَلْتُمُونِيهَا»، جَرَى مُعالَجَتُها، قَديمًا وَحَديثًا، في كَثيرٍ مِنَ الدِّراساتِ الصَّرْفِيَّةِ وَالصَّوْتِيَّةِ.
أَمّا هَذا البَحْثُ، فَيُعالِجُ الكَلِماتِ الّتي زيدَتْ عَلَيْها العَيْنُ، وَهِيَ حَرْفٌ مِنَ الزَّوائِدِ مِنْ غَيْرِ العَشَرَةِ، مَعَ إِبْرازِ آراءٍ تَرْفُضُ عَدَّ العَيْنِ زائِدَةً في الكَلِماتِ الّتي ذَكَرَها كُراعٌ وَلَهُمْ فيها رَأْيٌ آخَرُ. وقد اخْتَرْتُ (العَيْنَ) لأَنَّها-كما يَصِفُها اللُّغَوِيّونَ العَرَبُ- أَنْصَعُ الحُروفِ جَرْساً وَأَلَذُّها سَماعاً.
وَقَدِ اسْتَخْرَجْتُ المَسائِلَ المُعالَجَةَ مِنْ مَظانِّها، مُقارِنَةً بَيْنَ آراءِ اللُّغَوِيّينَ في تِلْكَ المَسائِلِ، كاشِفَةً اللِّثامَ عَنْ حُقولٍ دَلالِيَّةٍ، وَقَضايا صَوْتِيَّةٍ عِنْدَ زِيادَةِ حَرْفِ العَيْنِ، وَهُوَ حَرْفٌ لا يَدْخُلُ ضِمْنَ الأَحْرُفِ المَشْهورَةِ الّتي تُزادُ عَلى الكَلِمَةِ، أَيْ مِنْ”غَيْرِ العَشَرَةِ”.
وَقَبْلَ الشُّروعِ في المُعالَجَةِ لا بُدَّ مِنَ التَعْريفِ بِاللُّغَوِيِّ القَديرِ كُراعِ النَّمْلِ.
مَنْ هُوَ كُراعُ النَّمْلِ؟
هُوَ عَلِيُّ بْنُ الحَسَنِ الهُنائِيُّ الأَزْدِيُّ، أَبو الحَسَنِ، المَعْروفُ بـ كُراعِ النَّمْلِ (تُوُفِّيَ بَعْدَ 309 للهِجْرَةِ): عالِمٌ بِالعَرَبِيَّةِ، مِنْ أَهْلِ مِصْرَ. أَخَذَ النَّحْوَ عَنِ البَصْرِيّينَ وَالكوفِيّينَ، وَكانَ إِلى قَوْلِ البَصْرِيّينَ أَمْيَلَ. لُقِّبَ بِكُراعِ النَّمْلِ([3]) لِقِصَرِهِ، أَوْ لِدَمامَتِهِ، واشْتُهِرَ بِلَقَبِهِ.
كانَتْ كُتُبُهُ بِمِصْرَ مَرْغوبًا فيها، وَكَذَلِكَ في المَغْرِبِ؛ مِنْها: المُنَضَّدُ في اللُّغَةِ، أَوْرَدَ فيهِ لُغَةً كَثيرَةً مُسْتَعْمَلَةً وَحوشِيَّةً، وَرَتَّبَهُ عَلى حُروفِ الهِجاءِ العَرَبِيَّةِ مُبْتَدِئًا بِالهَمْزَةِ وَمُنْتَهِيًا بِالياءِ، ثُمَّ اخْتَصَرَهُ في كِتابِ المُجَرَّدِ، لِيَعودَ وَيَخْتَصِرَهُ مِنْ جَديدٍ في كِتابِ المُنَجَّدِ. وَمِنْ كُتُبِهِ: “أَمْثِلَةُ الغَريبِ عَلى أَوْزانِ الأَفْعالِ”، أَوْرَدَ فيهِ غَريبَ اللُّغَةِ؛ وَ”المُصَحَّفُ”، وَ”المُنَظَّمُ”، وَ”الأَوْزانُ”، وَ”المُنْتَخَبُ مِنْ غريبِ كَلامِ العَرَبِ”([4]).
وَكُراعُ النَّمْلِ مِمَّنْ يَسْتَشْهِدُ بِهِ جامِعو المَعاجِمِ وَأَهْلُ اللُّغَةِ، وَقَدْ كَثُرَ ذِكْرُهُ في المُحْكَمِ وَالمُحيطِ لابْنِ سيدَه([5])، وفي مُعْجَمِ لِسانِ العَرَبِ لابْنِ مَنْظورٍ([6])، كما اسْتَشَهَدَ بِرِواياتِهِ اللُّغَوِيَّةِ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ([7]) صاحِبُ كِتابِ “التَّنْبيهات عَلى أغاليطِ الرُّواةِ” في رَدِّ أَخْطاءِ رُواةِ اللُّغَةِ وَتَصْويبِها.
وبالرغم من جَلالَةِ قَدْرِهِ وَعُلُوِّ كَعْبِهِ في عُلومِ اللُّغَةِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَحْظَ بِالاهْتِمامِ الكافي في العَصْرِ الحَديثِ، وَلَمْ تَحْظَ مَباحِثُهُ اللُّغَوِيَّةُ بالمُعالَجَةِ والتَّحليلِ عَلى غِرارِ مَباحِثِ الخَليلِ بْنِ أَحْمَدَ الفَراهِيدِيِّ([8]) وَسيبويَهِ([9]) وَالأَصْمَعِيِّ([10]) وَابْنِ السِّكّيتِ([11]) وأَبي عُبَيْدٍ([12]) والأَزْهَرِيِّ([13]) وَابْنِ سيدَه، وَأَمْثالِهِمْ.
وَيُعَدُّ كِتابُهُ (المُنْتَخَبُ مِنْ غريبِ كَلامِ العَرَبِ) مَصْدرًا مِنْ مَصادِرِ اللُّغَةِ الأولى، وَهُوَ لا يَقِلُّ شَأْنًا مِنَ الكُتُبِ اللُّغَوِيَّةِ العَرَبِيَّةِ المَعْروفَةِ كَكُتُبِ أَبي عُبَيْدٍ، وَابْنِ سيدَه…
الزَّوائِدُ مِنْ غَيْرِ العَشَرَةِ
أَشَرْنا إلى أنَّ كُراعَ النَّمْلِ أَوَرَدَ الزَّوَائِدَ مِنْ غَيْرِ العَشَرَةِ ومِنْ أَخَوَاتِهَا، وَهِيَ بِحَسَبِ تَرْتيبِها في الأَمْثالِ الّتي ذَكَرَها في المُنْتَخَبِ: العَيْنُ، وَالغَيْنُ، وَالقافُ، وَالكافُ، وَالحاءُ، وَالفاءُ، وَالرّاءُ، وَالزّايُ، وَالطّاءُ، وَالدّالُ، وَالجيمُ، وَالباءُ.
وَلَمْ يُعالِجْ كُراعٌ أَثَرَ كُلِّ الزَّوائِدِ مِنْ غَيْرِ العَشَرَةِ في الكَلِمَةِ، إِلَّا أَنَّهُ قارَبَ أَسْبابَ زِيادَةِ بَعْضِ الأَحْرُفِ وَتَرَكَ بَعْضَها الآخَرَ دونَ مُعالَجَةٍ؛ فَعَلى سَبيلِ المِثالِ، قالَ عِنْدَ حَديثِهِ عَنِ الزَّايِ الزّائِدَةِ في الكَلِمَةِ: «كَذَلِكَ الزّايُ، يُقالُ: أَرِمَ إِرْمَامًا وأَرْزَمَ إِرْزَامًا: إِذا سَكَتَ. وَثَوْبٌ رَازِيٌّ مَنْسوبٌ إِلى الرَّيِّ، وَرَجُلٌ مَرْوَزِيٌّ مَنْسوبٌ إِلى مَرْوَ؛ وَإِنَّما زيدَتْ لِأَنَّها أُخْتُ السّينِ، وَالسّينُ مِنَ الزَّوائِدِ؛ وَلِهَذا قالَوا: السُّدُّ وَالزُّدُّ، وَالسَّرْدُ وَالزَّرْدُ، وَالأَسْدُ وَالأَزْدُ، وَالرِّجْسُ وَالرِّجْزُ: العَذابُ، وَما أَشْبَهَ ذَلِكَ»([14]).
أَمّا عِنْدَ حَديثِهِ عَنْ حَرْفِ العَيْنِ الزّائِدِ، مَثَلًا، فَإِنَّهُ يَذْكُرُ الكَلِماتِ الّتي زيدَتْ عَلَيْها العَيْنُ دونَ مُعالَجَةِ المَسْألةِ مِنْ قَريبٍ أَوْ بَعيدٍ؛ لِهَذا اخْتَرْتُ حَرْفَ العَيْنِ أُنْموذَجًا لِمُعالَجَةِ الزِّيادَةِ في الكَلِمَةِ دونَ تَغْييرِ مَعناها بِحَسَبِ كُراعٍ، وَمُقارَنَتِها بِما وَرَدَ في بَعْضِ كُتُبِ اللُّغَةِ.
حَرْفُ العَيْنِ في الأَلِفبائِيَّةِ العَرَبِيَّةِ
العَيْنُ هُوَ الحَرْفُ الثّامِنَ عَشَرَ في الأَلِفبائِيَّةِ العَرَبِيَّةِ. وَصَوْتُهُ في الأَلِفبائِيَّةِ الصَّوْتِيَّةِ الدَّوْلِيَّةِ([15]):ʕ .
وَنَظَرًا إِلى أَهَمِّيَّةِ حَرْفِ العَيْنِ، قَدَّمَهُ جَماعَةٌ مِنَ اللُّغَوِيّينَ في كُتُبِهِمْ وَابْتَدأُوا بِهِ مُصَنَّفاتِهِمْ، حَتّى أَنَّ الخَليلَ بْنَ أَحْمَدَ الفَراهِيدِيَّ ابْتَدَأَ بِهِ مُعْجَمَهُ، الّذي أَسْماهُ كِتابَ العَيْنِ، وحَوْلَ هَذا قالَ: «بَدَأَنَا في مُؤَلَّفِنا هَذا بِالعَيْنِ وَهُوَ أَقْصى الحُروفِ، وَنَضُمُّ إلَيْهِ ما بَعْدَهُ حَتَّى نَسْتَوْعِبَ كَلامَ العَرَبِ الواضِحَ وَالغَريبَ»([16]).
فَعِنْدَما أَرادَ البَدْءَ بِتَأْليفِ كِتابِهِ، أَعْمَلَ «فِكْرَهُ فيهِ، فَلَمْ يُمْكِنْهُ أَنْ يَبْتَدِئَ التَّأْليفَ مِنْ أَوَّلِ ا ب ت ث، وَهُوَ الأَلِفُ لأَنَّ الأَلِفَ حَرْفٌ مُعْتَلٌّ، فَلَمّا فاتَهُ أَوَّلُ الحُروفِ كَرِهَ أَنْ يَبْتَدِىءَ بِالثّانِي -وَهُوَ الباءُ- إِلّا بَعْدَ حُجَّةٍ واسْتِقْصاءِ النَّظَرِ؛ فَدَبَّرَ وَنَظَرَ إلى الحُروفِ كُلِّها وَذاقَها، فَوَجَدَ مَخْرَجَ الكَلامِ كُلِّهِ مِنَ الحَلْقِ فَصَيَّرَ أَوْلاها بِالابْتِداءِ بِهِ أَدْخَلَ حَرْفٍ مِنْها في الحَلْقِ.
وَإِنَّما كانَ ذَواقُهُ إِيّاها أَنَّه كانَ يَفْتَحُ فاهُ بِأَلِفٍ ثُمَّ يُظْهِرُ الحَرْفَ، نَحْوَ أَبْ، أَتْ، أَحْ، أَعْ، أَغْ؛ فَوَجَدَ العَيْنَ أَدْخَلَ الحُروفِ في الحَلْقِ، فَجَعَلَها أَوَّلَ الكِتابِ، ثُمَّ ما قَرُبَ مِنْها، الأَرْفَعُ فَالأَرْفَعُ، حَتّى أَتى عَلى آخِرِها وَهُوَ الميمُ»([17]).
فَالخَليلُ اخْتارَ العَيْنَ بِلِحاظِ مَوْقِعِ مَخْرَجِها في جِهازِ النُّطْقِ، فَهِيَ أَدْخَلُ الحُروفِ في الحَلْقِ، لِأَنَّهُ كَرِهَ الابْتِداءَ بِالأَلِفِ لاعْتِلالِها.
وَعَنْ أَهَمِّيَّةِ حَرْفِ العَيْنِ في الكَلِمَةِ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: «… لَكِنَّ العَيْنَ وَالقافَ لا تَدْخُلانِ عَلى بِناءٍ إِلّا حَسَّنَتاهُ لأَنَّهُما أَطْلَقُ الحُروفِ؛ أَمّا العَيْنُ فَأَنْصَعُ الحُروفِ جَرْساً وَأَلَذُّها سَماعاً، وَأَمّا القافُ فَأَصَحُّها جَرْساً، فَإِذا كانَتا أَوْ إِحْداهُما في بَناءٍ حَسُنَ لِنَصاعَتِهِما»([18]).
زِيادَةُ العَيْنِ في “المُنْتَخَبِ” بِحَسَبِ كُراعِ النَّمْلِ.
ذَكَرَ كُراعُ النَّمْلِ سَبْعَ كَلِماتٍ زيدَتْ عَلَيْها العَيْنُ، وَهِيَ سَبْعَةُ أَفْعالٍ: ارْتَجَّ، وَصَلَمَ، وَدَقَّ، وَجَرَّدَ، وَتَقَطَّرَ، وَتَقَوَّسَ، وَتَخَزَّلَ، لِتُصْبِحَ عَلى التَّوالي: ارْتَعَجَ، وَصَلْمَعَ، وَدَعَقَ، وَعَجْرَدَ، وَتَقَعْطَرَ، وَتَقَعْوَسَ، وَتَخَزْعَلَ، إلى جانِبِ بَعْضِ المُشْتَقّاتِ مِنْ تِلْكَ الأَفْعالِ.
وَحَوْلَ ذَلِكَ قالَ في بَابِ الزَّوَائِدِ مِنْ غَيْرِ العَشَرَةِ ومِنْ أَخَوَاتِها: «تُزادُ العَيْنُ في ارْتَجَّ فَيُقالُ: ارْتَعَجَ؛ وَفي حَديثِ الإِفْكِ: “فَارْتَعَجَ العَسْكَرُ” ([19])، وَقالَ الشّاعِرُ:
لَا شَيْءَ أَحْسَنَ مِنْ رَيَّا إِذَا ارْتَعَجَتْ فِي المِرْطِ أَوْ هَكَذَا وَسْنَى عَلَى الوُسُدِ»([20]).
وَيُقالُ صَلَمْتُ الشَّيْءَ وَصَلْمَعْتُهُ: قَطَعْتُهُ مِنْ أَصْلِهِ، وَدَقَقْتُ الشَّيْءَ وَدَعَقَتِ الدَّابَةُ الطَّريقَ دَعْقًا: إِذا وَطَئَتْهُ وَأَثَّرَتْ فيهِ بِحَوَافِرِها. وَجَرَّدْتُهُ مِنْ ثِيابِهِ وَعَجْرَدْتُهُ فهوَ مُجَرَّدٌ وَمُعَجْرَدٌ، وَتَقَطَّرَ وَتَقَعْطَرَ: إذا وَقع على قُطْرِه، أي جانِبِهِ، قالَ الرّاجِزُ:
إِذَا أَمَرَّ صِرْعَهُ تَقَعْطَرَا ([21])
وَتَقوَّسَ الشَّيْخُ وَتَقَعْوَسَ: إِذا انْحَنى مِنَ الكِبَرِ، وَتَخَزَّلَ وَتَخَزْعَلَ: إِذا تَعارَجَ فَزيدَتِ العَيْنُ وَلَيْسَتْ مِنَ الزَّوائِدِ وَلا مِنْ أَخَواتِها»([22]).
تَحْليلُ الكَلِماتِ
1- ارْتَجَّ وَارْتَعَجَ:
في المُنْتَخَبِ نَجِدُ أَنَّ (ارْتَجَّ) وَ(ارْتَعَجَ) يَحْمِلانِ مَعْنًى واحِدًا، وَهُوَ تَحَرَّكَ وَاضْطَرَبَ.
الجيمُ في ارْتَجَّ مُضاعَفَةٌ، فَجَذْرُ الفِعْلِ هُوَ (ر ج ج)، فَأَدْغَموا الجيمَيْنِ لِيُصْبِحَ (رَجَّ)، «وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يَثْقُلُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَسْتَعْمِلُوا أَلْسِنَتَهُمْ مِنْ مَوْضِعٍ واحِدٍ ثُمَّ يَعودوا لَهُ، فَلَمّا صارَ ذَلِكَ تَعَبًا عَلَيْهِمْ أَنْ يَدارَكوا في مَوْضِعٍ واحِدٍ وَلا تَكونَ مُهْلَةٌ، كَرِهوهُ وَأَدْغَموا، لِتَكونَ رَفْعَةً واحِدَةً، وَكانَ أَخَفَّ عَلى أَلْسِنَتِهِمْ»([23]). ثُمَّ تَحَوَّلَ (رَجَّ) إلى فِعْلٍ مَزيدٍ (ارْتَجَّ).
فَالعَيْنُ عِنْدَما زيدَتْ عَلى (ارْتَجَّ) لَمْ تُغَيِّرْ في المَعْنى شَيْئًا، إِنَّما أَراحَتِ اللِّسانَ مِنِ اسْتِعْمالِهِ مِنْ مَوْضِعٍ واحِدٍ (الجيم) قَبْلَ تَضْعيفِها، لِأَنَّ التَّضْعيفَ كَما يَقولُ سيبَوَيْهِ:«يَثْقُلُ عَلى أَلْسِنَتِهِمْ، وَأَنَّ اخْتِلافَ الحُروفِ أَخَفُّ عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْ يَكونَ مِنْ مَوْضِعٍ واحِدٍ»([24])… فَجيءَ بِالعَيْنِ، وَهِيَ صَوْتٌ مَجْهورٌ مِثْلُ الجيمِ، لَكِنَّ الجيمَ شَديدَةٌ، وَالعَيْنُ مُتَوَسِّطَةٌ بَيْنَ الشِّدَّةِ وَالرَّخاوَةِ، فَهِيَ صَوْتٌ مُعْتَدِلٌ عِنْدَ النُّطْقِ بِهِ لِعَدَمِ كَمالِ انْحِباسِهِ التّامِّ كَما في الجيمِ الشَّديدَةِ. هَذا عَلى اعْتِبارِ أَنَّ الأَصْلَ (رَجَّ) أَيْ (رَجَجَ) وَالعَيْنُ زائِدَةٌ كَما يَرى كُراعٌ.
أَمّا في المَعاجِمِ اللُّغَوِيَّةِ، فَإِنَّ (ارْتَجَّ) وَ(ارْتَعَجَ) يَنْبَثِقانِ مِنْ أَصْلَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ يَحْمِلانِ مَعْنًى واحِدًا هُوَ الاضْطِرابُ وَالتَّحَرُّكُ؛ فَعَلى سَبيلِ المِثالِ، وَرَدَ في لِسانِ العَرَبِ، في مادَّةِ “رَجَجَ”: «الرَّجُّ تَحْريكُكَ شَيْئاً كَحائِطٍ إِذا حَرَّكْتَهُ، وَمِنْهُ الرَّجْرَجَةُ (…) وَالرَجْرَجَةُ: الاضْطِرابُ، وَارْتَجَّ البَحْرُ وَغَيْرُهُ: اضْطَرَبَ»([25]). وَفي مادَّةِ “رَعَجَ” وَرَدَ: «رَعَجَ البَرْقُ وَنَحْوُهُ يَرْعَجُ رَعْجاً وَرَعَجاً وَارْتَعَجَ: اضْطَرَبَ وَتَتَابَعَ (…) وَالارْتِعاجُ في البَرْقِ: كَثْرَتُهُ وَتَتابَعُهُ (…) الارْتِعاجُ وَالارْتِعاشُ وَالارْتِعادُ واحِدٌ (…) وَفي حَديثِ قَتادَةَ ([26]) في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِم بَطَراً ورِئاءَ الناسِ﴾([27]) هُمْ مُشْرِكو قُرَيْشٍ يَوْمَ بَدْرٍ خَرَجوا وَلَهُمُ ارْتِعاجٌ، أَيْ كَثْرَةٌ وَاضْطِرابٌ وتَمَوُّجٌ»([28]).
وَقَدْ ظَهَرَ في مادَّةِ “رَعَجَ” في اللِّسانِ أَنَّ الارْتِعاجَ وَالارْتِعاشَ وَالارْتِعادَ واحِدٌ، وَهَذا يَعْني أَنَّ (رَعَجَ) وَ(رَعَشَ) وَ(رَعَدَ) أُصولٌ تَحْمِلُ مَعْنى الاضْطِرابِ وَالتَّحَرُّكِ؛ فَالجيمُ في (رَعَجَ)، وَالشّينُ في (رَعَشَ) مُتَّحِدَتانِ مَخْرَجًا، فَكِلْتاهُما حَنَكِيَّةٌ وُسْطَى (شَجَرِيَّةٌ)، وَهَذِهِ الشّينُ شَبيهَةٌ بِالجيمِ حَيْثُ يَقِلُّ تَفَشّيها وَاسْتِطالَتُها، وَتَتَراجَعُ قَليلًا مُتَصَعِّدَةً نَحْوَ الجيمِ([29]) فَيَكونُ الإِبْدالُ بَيْنَهُما سائِغاً كَقَوْلِهِمْ: “أَشْدَقُ وَأَجْدَقُ”([30]).
وَإِذا نَظَرْنا في مَقاييسِ اللُّغَةِ لابْنِ فارِسٍ([31])، نَجِدُ أَنَّ (رَجَّ) أَصْلٌ يَدُلُّ عَلى الحَرَكَةِ وَالاضْطِرابِ، وَحَوْلَ ذَلِكَ وَرَدَ في مادَّةِ: «(رَجَّ) الرَّاءُ وَالجِيمُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى الاضْطِرَابِ، وَهُوَ مُطَّرِدٌ مُنْقَاسٌ، وَيُقالُ كَتِيبَةٌ رَجْرَاجَةٌ: تَمَخَّضُ لَا تَكَادُ تَسِيرُ. وَجَارِيَةٌ رَجْرَاجَةٌ: يَتَرَجْرَجُ كَفَلُهَا. وَالرِّجْرِجَةُ: بَقِيَّةُ الْمَاءِ فِي الْحَوْضِ. وَالرَّجُّ: تَحْرِيكُ الشَّيْءِ; تَقُولُ: رَجَجْتُ الْحَائِطَ رَجًّا، وَارْتَجَّ الْبَحْرُ. وَالرَّجْرَجُ نَعْتٌ لِلشَّيْءِ الَّذِي يَتَرَجْرَجُ (…) وَارْتَجَّ الْكَلَامُ: الْتَبَسَ; وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ ذَلِكَ لِأَنَّهُ إِذَا تَعَكَّرَ كَانَ كَالبَحْرِ المُرْتَجِّ. وَالرِّجْرِجَةُ: الثَّرِيدَةُ اللَّيِّنَةُ. وَيُقالُ: الرَّجَاجَةُ: النَّعْجَةُ المَهْزُولَةُ; فَإِنْ كَانَ صَحِيحًا فَالمَهْزُولُ مُضْطَرِبٌ. وَنَاقَةٌ رَجَّاءُ: عَظِيمَةُ السَّنَامِ; وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا عَظُمَ ارْتَجَّ وَاضْطَرَبَ»([32]).
أمّا جَذْرُ (رَعَجَ)، فَيَرى ابْنُ فارِسٍ أَنَّهُ يَدُلُّ عَلى النَّضارَةِ، فَقالَ: «(رَعَجَ) الرَّاءُ وَالعَيْنُ وَالجِيمُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى نَضَارَةٍ وَحُسْنٍ وَخِصْبٍ وَامْتِلَاءٍ. وَيُقالُ أَرْضٌ مِرْعَاجٌ وَرَعِجَةٌ إِذَا كَانَتْ خِصْبَةً. وَمِنَ النَّضَارَةِ وَالحُسْنِ: إِرْعَاجُ البَرْقِ، وَهُوَ تَلَأْلُؤُهُ»([33]). وَعَلى هَذا فَإِنَّ مَزيداتِ هَذا الفِعْلِ مُرْتَبِطَةٌ بِمَعْنى النَّضارَةِ وَالخَصْبِ.
وَقالَ ابْنُ دُرَيْدٍ([34]) في جَمْهَرَةِ اللُّغَةِ: «وَالرَّعْجُ وَالرَّعَجُ: الاضْطِرابُ الشَّديدُ. وَأَرْعَجَ البَرْقُ إِرْعاجًا وَرَعَجَ رَعْجًا وَارْتَعَجَ ارْتِعاجًا إِذا اشْتَدَّ اضْطِرابُهُ. وَرَعَجَني هَذَا الأَمْرُ وَأَرْعَجَني إِذا أَقْلَقَني»([35]). وَلَكِنَّ الأَزْهَرِيَّ رَفَضَ مَعْنى رَعَجَني هَذا الأَمْرُ وَأَرْعَجَني، وَقالَ في تَهْذيبِ اللُّغَةِ: «هَذا مُنْكَرٌ، وَلَا آمَنُ أَنْ يَكونَ مُصَحَّفاً، فَالصَّوَابُ أَزْعَجَني بِمَعْنى أَقْلَقَني، بِالزّايِ»([36]).
وَعَلى هَذا، فَإِنَّ كُراعَ النَّمْلِ انْفَرَدَ بِقَوْلِ زِيادَةِ العَيْنِ عَلى الأَصْلِ (ارْتَجَّ) بِلِحاظِ أَنَّ (ارْتَجَّ) وَ(ارْتَعَجَ) يَحْمِلانِ المَعْنى نَفْسَهُ، وَإِذا كانَ مُحِقًّا، فَإِنَّ هَذِهِ الزِّيادَةَ طَرَأَتْ عَلى الأَصْلِ لاعْتِباراتٍ صَوْتِيَّةٍ، حَيْثُ اخْتِلافُ الحُروفِ أَخَفُّ عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْ يَكونَ مِنْ مَوْضِعٍ واحِدٍ، لِأَنَّ الحَرْفَ المُضَعَّفَ يَحْتاجُ إِلى قُوَّةِ ضَغْطٍ أَوْ نَبْرٍ لِلَفْظِهِ.
وَإِذا نَظَرْنا إِلى مَوْضِعِ العَيْنِ المَزيدَةِ، نَجِدُ أَنَّها وَقَعَتْ مَكانَ الجيمِ الأولى المَحْذوفَةِ؛ وَللجيمِ وَالعَيْنِ صِفاتٌ مُشْتَرَكَةٌ، فَهُما صَوْتانِ مَجْهورانِ، وَمُسْتَفِلانِ وَمُنْفَتِحانِ، عَلى أَنَّ الجيمَ شَديدةٌ، وَالعَيْنَ مُتَوَسِّطَةٌ بَيْنَ الشِّدَّةِ وَالرَّخاوَةِ؛ وَبِذَلِكَ وَقَعَتِ العَيْنُ الزّائِدَةُ بَيْنَ التّاءِ الشّديدَةِ وَالجيمِ الشَّديدَةِ. فَالصَوْتُ الشَّديدُ وَقْفَةٌ يَعْقُبُها انْفِجارٌ مُفاجِىءٌ، وَذَلِكَ لانْحِباسِ الصَّوْتِ عِنْدَ النُّطْقِ بِالحَرْفِ لِتَمامِ قُوَّتِهِ؛ أَيْ يَنْحَبِسُ الهَواءُ حَبْساً تامّاً؛ وَبِذَلِكَ زيدَتِ العَيْنُ لِدَواعي تَسْهيلِ النُّطْقِ مَعَ المُحافَظَةِ عَلى المَعْنى. فَوَظيفَةُ هَذِهِ العَيْنِ في بِنْيَةِ كَلِمَةِ (ارْتَجَعَ) صَوْتِيَّةٌ لا دَلالِيَّةٌ عِنْدَ كُراعٍ، بَيْنَما هِيَ دَلالِيَّةٌ عِنْدَ ابْنِ فارِسٍ؛ فَجَذْرُ كَلِمَةِ (رَعَجَ) عِنْدَهُ يَدُلُّ عَلى الخَصْبِ وَالنَّضارَةِ. مِنْ هُنا رَبَطَ ابْنُ فارِسٍ ارْتِعاجَ البَرْقِ (وَهُوَ تَلَأْلُؤُهُ) بِالحُسْنِ وَالنَّضارَةِ لا بِالاضْطِرابِ، في حينٍ رَبَطَهُ ابْنُ دُرَيْدٍ بِالاضْطرابِ عَلى غِرارِ كُراعِ النَّمْلِ الّذي لَمْ يَجِدْ تَغْييرًا في مَعْنى الكَلِمَتَيْنِ بَعْدَ إِدْخالِ العَيْنِ.
2- صَلَمَ وَصَلْمَعَ
وَرَدَ في المُنْتَخَبِ: «ويُقالُ صَلَمْتُ الشَّيْءَ وَصَلْمَعْتُهُ: قَطَعْتُهُ مِنْ أَصْلِهِ».
فَقَدْ ذَكَرَ كُراعٌ أَنَّ الحَرْفَ الزّائِدَ عَلى جَذْرِ (ص ل م) هُوَ العَيْنُ، لِيُصْبِحَ: صَلْمَعَ، مَعَ حِفاظِهِ عَلى المَعْنى المُشْتَرَكِ بَيْنَ الجَذْرَيْنِ، وَهُوَ القَطْعُ مِنْ أَصْلِهِ.
أَمّا ابْنُ فارِسٍ، فَيَرى في المَقاييسِ أَنَّ الميمَ زيدَتْ عَلى (ص ل ع)، فَقالَ: «(صَلَمَ) الصَّادُ وَاللَّامُ وَالمِيمُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى قَطْعٍ وَاسْتِئْصَالٍ. يُقالُ: صَلَمَ أُذُنَهُ، إِذَا اسْتَأْصَلَهَا. وَاصْطُلِمَتِ الْأُذُنُ(…) فَأَمّا الصَّلَامَةُ، وَيُقالُ بِالكَسْرِ: الصِّلَامَةُ، فَهِيَ الفِرْقَةُ مِنَ النَّاسِ، وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِانْقِطَاعِهَا عَنِ الْجَمَاعَةِ الْكَثِيرَةِ»([37]). وَقالَ في بابِ مَا جاءَ مِنْ كَلامِ العَرَبِ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ أَوَّلُهُ صَادٌ: «(صَلْمَعْتُ) الشَّيْءَ، إِذَا قَلَعْتَهُ مِنْ أَصْلِهِ. وَقالَ الفَرَّاءُ([38]): صَلْمَعَ رَأْسَهُ، إِذَا حَلَقَ شَعْرَهُ. وَالمِيمُ فِي الكَلِمَتَيْنِ زَائِدَةٌ»([39]).
فَالحَرْفُ الزّائِدُ عِنْدَ ابْنِ فارِسٍ في كَلِمَةِ (صَلْمَعَ) هُوَ الميمُ، وَالمَعاني المُنْبَثِقَةُ مِنْ (صَلَعَ) وَ(صَلْمَعَ) تَدورُ في حَقْلٍ دَلالِيٍّ واحِدٍ، هُوَ القَطْعُ وَالقَلْعُ.
وَهُنا الاخْتِلافُ واضِحٌ بِخُصوصِ الحَرْفِ المَزيدِ؛ فَهُوَ المَيمُ عِنْدَ ابْنِ فارِسٍ، وَالعَيْنُ عِنْدَ كُراعِ النَّمْلِ، فَالعَيْنُ أَصيلَةٌ عِنْدَ ابْنِ فارِسٍ، وَقَدْ زيدَتِ الميمُ لِزِيادَةِ المَعْنى، فَالصَّلَعُ هُوَ ذَهابُ الشَّعْرِ، وَصَلْمَعَ رَأْسَهُ: حَلَقَ شَعْرَهُ، فَالنَتيجَةُ واحِدَةٌ. أَمّا عِنْدَ كُراعٍ، فَالعَيْنُ زيدَتْ عَلى الأَصْلِ (صَلَمَ) دونَ زِيادَةٍ في المَعْنى أَوْ تَغْييرِهِ.
أمّا في لِسانِ العَرَبِ، فَإِنَّ الزِّيادَةَ عَلى الجَذْرِ أَضافَتْ مَعْنًى جَديدًا دونَ الخُروجِ مِنَ الإِطارِ العامِّ للحَقْلِ الدَّلالِيِّ وَهُوَ القَطْعُ؛ وَرَدَ في مادَّةِ “صلم”: «صَلَمَ الشَّيْءَ صَلْماً قَطَعَهُ مِنْ أَصْلِهِ، وَقيلَ الصَّلْمُ قَطْعُ الأُذُنِ وَالأَنْفِ مِنْ أَصْلِهِما؛ صَلَمَهُما يَصْلِمُهُما صَلْماً وَصَلَّمَهُما: إِذا اسْتَأْصَلَهُما. وَأُذُنٌ صَلْماءُ لِرِقَّةِ شَحْمَتِها، وَعَبْدٌ مُصَلَّمٌ وَأَصْلَمُ مَقْطوعُ الأُذُنِ. وَرَجُلٌ أَصْلَمُ إِذا كانَ مُسْتَأْصَلَ الأُذُنَيْنِ. وَرَجُلٌ مُصَلَّمُ الأُذُنَيْنِ إِذا اقْتُطِعَتا مِنْ أُصولِهِما»([40]). وَكَأَنَّ الصَّلْمَ مُخْتَصٌّ بِقَطْعِ الأُذُنِ وَالأَنْفِ مِنْ أَصْلِهِما.
وَإِذا انْتَقَلْنا إِلى مادَّةِ “صَلْمَعَ”، فَإِنَّنا نَجِدُ مَعانِيَ جَديدَةً في إِطارِ الحَقْلِ الدَّلالِيِّ العامِّ؛ يُقالُ: «صَلْمَعَ الشَّيْءَ: قَلَعَهُ مِنْ أَصْلِهِ صَلْمَعةً(…) وَصَلْمَعَ رأْسَهُ (…) وَصَلْمَعَ الرُّجُلُ: أَفْلَسَ. والصَّلْمَعَةُ: الإِفْلاسُ مِثْلُ الصَّلْفَعةِ، وَهُوَ ذَهابُ المالِ؛ وَرَجُلٌ مُصَلْمِعٌ ومُصَلْفِعٌ: مُفْقِعٌ مُدْقِعٌ. وَصَلْفَعَ رَأْسَهُ وَصَلْمَعَهُ (…) إِذا حَلَقَهُ»([41]).
وَهَذا يَعْني اشْتِراكَ الجَذْرَيْنِ “صَلْفَعَ” وَ”صَلْمَعَ” في المَعْنى، وفي هَذَيْنِ الجَذْرَيْنِ، نَجِدُ التَّقارُبَ الشَّديدَ بَيْنَ الفاءِ وَالميمِ على مُسْتَوى مَخْرَجِ الصَّوْتِ، فَالميمُ شَفَوِيَّةٌ، وَالفاءُ شَفَوِيَّةٌ أَسْنانِيَّةٌ، فَقَدْ يَكونُ أَحَدُ الحَرْفَيْنِ مُبْدَلًا عَنِ الآخَرِ لِتَقارُبِ مَخْرَجَيْهِما.
فَعِنْدَ كُراعٍ، العَيْنُ هِيَ الزّائِدَةُ، وَقَدْ زيدَتْ في آخِرِ الجَذْرِ مَعَ بَقاءِ المَعْنى ذاتِهِ في العِبارَتَيْنِ: «صَلَمْتُ الشَّيْءَ وَصَلْمَعْتُهُ: قَطَعْتُهُ مِنْ أَصْلِهِ»؛ فَفي (صَلَمْتُ)، يَكونُ انْتِقالُ الصَّوْتِ عَلى النَّحْوِ التّالي: مُتَحَرِّكٌ/ مُتَحَرِّكٌ/ ساكِنٌ / مُتَحَرِّكٌ. في حينٍ يَكونُ الانْتِقالُ في (صَلْمَعْتُ) عَلى النَّحْوِ التّالي: مُتَحَرِّكٌ/ ساكِنٌ/ مُتَحَرِّكٌ/ ساكِنٌ/ مُتَحَرِّكٌ، ما يُعْطي الكَلِمَةَ الأَخيرةَ انْسِيابًا عِنْدَ النُّطْقِ بِها.
3- دَقَّ وَدَعَقَ
وَتُزادُ العَيْنُ، بِحَسَبِ كُراعٍ، عَلى الجَذْرِ (دَقَّ)، فَيُقالُ: «دَقَقْتُ الشَّيْءَ، ودَعَقَتِ الدّابَّةُ الطَّريقَ دَعْقًا: إِذا وَطَئَتْهُ وَأَثَّرَتْ فيهِ بِحَوافِرِها». فَالعَيْنُ هُنا بَدَلٌ مِنَ القافِ الأُولى، فَرُبَّما كانَتْ زِيادَةُ العَيْنِ للتَّخَلُّصِ مِنْ تَضْعيفِ القافِ؛ فَالقافُ صَوْتٌ شَديدٌ وَمُسْتَعْلٍ، وَالعَيْنُ مُتَوَسِّطَةٌ بَيْنَ الشِّدَّةِ وَالرَّخاوَةِ، فَالعَيْنُ صَوْتٌ مُعْتَدِلٌ عِنْدَ النُّطْقِ بِهِ لِعَدَمِ كَمالِ انْحِباسِهِ التّامِّ كَما هو الأمر في القافِ الشَّديدَةِ وَالمُسْتَعْلِيَةِ، فَكَيْفَ إِذا نُطِقَ بِها مُضاعَفَةً! هَذا عَلى اعْتِبارِ أَنَّ الأَصْلَ (دقَّ) أَوْ (دَقَقَ) وَالعَيْنُ زائِدَةٌ كَما يَرى كُراعٌ.
إِلّا أَنَّ الزَّبيدِيَّ([42])، لا يَرى أَنَّ العَيْنَ زائِدَةٌ، وَيَرْفُضُ هَذِهِ المَقولَةَ، فَيَقولُ في مادَّةِ “دَعَقَ” في تاجِ العَروسِ: «الدَّعْقُ: الدَّقُّ. وَقالَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ: وَالعَيْنُ زائِدَةٌ، كَأَنَّها بدَلٌ مِنَ القافِ الأُولَى، وَلَيْسَ بِصَحيحٍ»([43]).
4- جَرَّدَ وعَجْرَدَ
وَرَدَ في المُنْتَخَبِ: جَرَّدْتُهُ مِنْ ثِيابِهِ وَعَجْرَدْتُهُ فَهُوَ مُجَرَّدٌ وَمُعَجْرَدٌ.
المُلاحَظُ هُنا أَنَّ العَيْنَ في (عَجْرَدَ)، زيدَتْ في أَوَّلِ الفِعْلِ (جَرَّدَ)، وَهُوَ فِعْلٌ مَزيدٌ عَلى وَزْنِ “فَعَّلَ”، وجَرَى فَكُّ إِدْغامِ الرّاءِ، وَحَذْفُ راءٍ.
والمُجَرَّدُ هُوَ المُعَجْرِدُ والمُعَجْرَدُ – بِفَتْحِ الرّاءِ وَكَسِرها مَعاً-: العُرْيانُ كَالعَجْرَدِ.
فَالرّاءُ في (جَرَّدَ) مُضاعَفَةٌ، فَأَصْلُ الفِعْلِ (جَرَدَ)، وَإِذا كانَ التَّضْعيفُ في الرّاءِ أَخَفَّ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ، لِتَكونَ رَفْعَةُ اللِّسانِ مَرَّةً واحِدَةً، دونَ الحاجَةِ إِلى تَكْرارِ الحَرْفِ مَرَّتَيْنِ إِذا فُكَّ الإِدْغامُ، فَإِنَّ زِيادَةَ العَيْنِ في بِدايَةِ الفِعْلِ، يُغَيِّرُ نُطْقَ الكَلِمَةِ مَعَ البَقاءِ عَلى المَعْنى نَفْسِهِ؛ فَمَعَ زِيادَةِ العَيْنِ، نُخَفِّفُ مِنِ اسْتِعْمالِ حَرْفِ الرّاءِ وَذَلِكَ دونَ تَضْعيفِهِ، فَالرّاءُ، بِطَبيعَتِها، صَوْتٌ مُكَرَّرٌ، يَرْتَجفُ اللِّسانُ عِنْدَ النُّطْقِ بِهِ، فَهَذا الصَّوْتُ يَتَكَوَّنُ مِنْ تَتابُعِ ضَرَباتِ اللِّسانِ تَتابُعًا سَريعًا عَلى اللَّثَّةِ، وَيُلامِسُ طَرَفُ اللِّسانِ الثَّنايا العُلْيا، وَيُرافِقُ نُطْقَ هَذا الصّامِتِ المُكَرَّرِ ذَبْذَبَةٌ في الأَوْتارِ الصَّوْتِيَّةِ، وَمَعَ فَكِّ الإِدْغامِ بِزِيادَةِ العَيْنِ يَكونُ المَجْهودُ أَقَلَّ مِنْهُ في المُضَعَّفِ.
وَإذا تابَعْنا المُقارَنَةَ بَيْنَ (جَرَّدَ) وَ(عَجْرَدَ) بِلِحاظِ بِنْيَةِ الصَّوْتِ، نَجِدُ أَنَّ كَلِمَةَ (جَرَّدَ) بَدَأَتْ بِـالجيمِ، وَالجيمُ صَوْتٌ شَديدٌ، وَالعَيْنُ – كَما مَرَّ مَعَنا- صَوْتٌ مُعْتَدِلٌ عِنْدَ النُّطْقِ بِهِ لِعَدَمِ كَمالِ انْحِباسِهِ التّامِّ كَما في الجيمِ الشَّديدَةِ.
أَمّا عَلى مُسْتَوى الدَّلالَةِ، فَالمَعْنَيانِ واحِدٌ: (جَرَّدَ) وَ(عَجْرَدَ)، وَلَكِنَّ المُتَصِرَّفَ مِنَ الفِعْلَيْنِ في المَعاجِمِ هُوَ (جَرَدَ) وَلَيْسَ (عَجْرَدَ)، وَأَنَّ المَعانِيَ المُتَعَلِّقَةَ بِالحَقْلِ الدَّلالِيِّ في المَعاجِمِ تَنْبَثِقُ مِنْ (جَرَدَ)، لا مِنْ (عَجْرَدَ)، عَلى مُسْتَوى الحَقيقَةِ وَالمَجازِ؛ جاءَ في المَقاييسِ: «(جَرَدَ) الجِيمُ وَالرَّاءُ وَالدَّالُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ بُدُوُّ ظَاهِرِ الشَّيْءِ حَيْثُ لَا يَسْتُرُهُ سَاتِرٌ. ثُمَّ يُحْمَلُ عَلَيْهِ غَيْرُهُ مِمَّا يُشَارِكُهُ فِي مَعْنَاهُ. يُقالُ تَجَرَّدَ الرَّجُلُ مِنْ ثِيَابِهِ يَتَجَرَّدُ تَجَرُّدًا. قَالَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ: الجَرِيدُ سَعَفُ النَّخْلِ، الوَاحِدَةُ جَرِيدَةٌ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ قَدْ جُرِّدَ عَنْهَا خُوصُها. وَالأَرْضُ الجَرَدُ: الفَضَاءُ الوَاسِعُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِبُرُوزِهِ وَظُهُورِهِ وَأَنْ لَا يَسْتُرَهُ شَيْءٌ. وَيُقالُ فَرَسٌ أَجْرَدُ إِذَا رَقَّتْ شَعْرَتُهُ. وَهُوَ حَسَنُ الجُرْدَةِ وَالمُتَجَرَّدِ. وَرَجُلٌ جَارُودٌ، أَيْ مَشْؤومٌ، كَأَنَّهُ يَجْرُدُ وَيَحُتُّ. وَسَنَةٌ جَارُودَةٌ، أَيْ مَحْلٌ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ، وَالجَرَادُ مَعْرُوفٌ. وَأَرْضٌ مَجْرُودَةٌ أَصَابَهَا الجَرَادُ. وَقالَ بَعْضُ أَهْلِ العِلمِ: سُمِّيَ جَرَادًا لِأَنَّهُ يَجْرُدُ الأَرْضَ يَأْكُلُ مَا عَلَيْها. وَالجَرَدُ: أَنْ يَشْرَى جِلدُ الإِنْسَانِ مِنْ أَكْلِ الجَرَادِ(…)»([44]). أَمّا (عَجْرَدُ)، فوَرَدَ في لِسانِ العَرَبِ، في مادَّةِ “عَجْرَدَ”: «المُعَجْرِدُ العُرْيانُ. قالَ شَمِرٌ([45]): هُوَ بِكَسْرِ الرّاءِ»([46]). وَفي تاجِ العَروسِ، في مادَّةِ “عَجْرَدَ”: «وَالمُعَجْرِدُ والمُعَجْرَدُ، بِفَتْحِ الرّاءِ وَكَسِرها مَعاً: العُرْيانُ كالعَجْرَدِ، وَشَّرٌ مُعَجْرِدٌ. وعَجْرَدٌ: عارٍ من وَرَقِهِ»([47]).
وَعَلى هَذا يُمْكِنُ القَوْلُ أَنَّ العَيْنَ زيدَتْ عَلى (جَرَّدَ)، لِأَسْبابٍ صَوْتِيَّةٍ، لِأَنَّ الزِّيادَةَ عَلى الجَذْرِ، تَأتي- في العادَةِ- لِزيادَةِ المَعْنى، وَحَوْل ذَلِكَ قالَ ابْنُ فارِسٍ: «(…) وَمِنْ هَذَا البَابِ مَا يَجِيءُ عَلَى الرُّبَاعِيِّ وَهُوَ مِنَ الثُّلَاثِيِّ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ، لَكِنَّهُمْ يَزِيدُونَ فِيهِ حَرْفًا لِمَعْنًى يُرِيدُونَهُ مِنْ مُبَالَغَةٍ…»([48]). ثمّ يَضْرِبُ ابْنُ فارِسٍ أَمْثالاً كَثيرَةً عَلى زِيادَةِ حَرْفٍ لِزِيادَةِ المَعْنى، مِنْ ذَلِكَ: «العَقْرَبُ: مَعْرُوفَةٌ، وَالبَاءُ فِيهِ زَائِدَةٌ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنَ العَقْرِ…»([49]).
5- تَقَطَّرَ وتَقَعْطَرَ
وَرَدَ في المُنْتَخَبِ: «…تَقَطَّرَ وتَقَعْطَرَ: إِذا وَقَعَ عَلى قُطْرِهِ، أَي جانِبِهِ، قالَ الرّاجِزُ:
إِذَا أَمَرَّ صِرْعَهُ تَقَعْطَرَا».
المُلاحَظُ في المُنْتَخَبِ وُرودُ مَعْنًى واحِدٍ لـ (تَقَطَّرَ) وَ(تَقَعْطَرَ)، فَالعَيْنُ الزّائِدَةُ كَما نَصَّ كُراعٌ، لا تُغَيِّرُ المَعْنى، وَهُوَ في هَذَيْنِ الفِعْلَيْنِ الوُقوعُ عَلى الجانِبِ، أَمّا في اللِّسانِ، فَالمَعْنى يَتَعَدّى الوُقوعَ عَلى الجانِبِ إِلى القَطْعِ؛ وَرَدَ في مادَّةِ “قَطَرَ”: «قَطَرَهُ فَرَسُهُ وَأَقْطَرَهُ وَتَقَطَّرَ بِهِ: أَلْقاهُ عَلى تِلْكَ الهَيْئَةِ، وَتَقَطَّرَ هُوَ رَمى بِنَفْسِهِ مِنْ عُلُوٍّ، وَتَقَطَّرَ الجِذْعُ: قُطِعَ أَوِ انْجَعَبَ كَتَقَطَّلَ»([50]). وَفي مادَّةِ “قَعْطَرَ” فَإِنَّ المَعْنى يَبْتَعِدُ عَمّا جاءَ في مادَّةِ “قَطَرَ”، حَيْثُ وَرَدَ: «اقْعَطَرَّ الرَّجُلُ: انْقَطَعَ نَفَسُهُ من بُهْرٍ، وَكَذَلِكَ اقْطَعَرَّ وَقَعْطَرَ الشَّيءَ: مَلأَهُ. الأَزْهَرِيُّ: القَعْطَرَةُ: شِدَّةُ الوَثاقِ، وَكُلُّ شَيْءٍ أَوْثَقْتَهُ فَقَدْ قَعْطَرْتَهُ وَقَعْطَرَهُ أَيْ صَرَعَهُ وصَمَعَهُ أَي صَرَعَهُ»([51]).
فَفي اللِّسانِ (تَقَطَّرَ) و(تَقطَّلَ) يَحْمِلانِ المَعْنى نَفْسَهُ، وَهُوَ: القَطْعُ. فَاللّامُ بَدَلٌ مِنَ الرّاءِ، لاتِّحادِ المَخْرَجِ، فَكِلْتاهُما حَنَكِيَّةٌ أَمامِيَّةٌ، وَهُناكَ تَقارُبٌ في الصِّفاتِ عَلى مُسْتَوى الجَهْرِ وَالتَّوَسُّطِ بَيْنَ الشِّدَّةِ وَالرَّخاوَةِ، وَالانْفِتاحِ وَالاسْتِفالِ.
وفي الفِعْلَيْنِ (تَقَطَّرَ) وَ(تَقَعْطَرَ)، المُلاحَظُ، أَنَّ العَيْنَ زيدَتْ قَبْلَ حَرْفٍ مُشَدَّدٍ أَوْ مُضَعَّفٍ، فَجاءَتِ العَيْنُ قَبْلَ الطّاءِ المُشَدَّدَةِ؛ وَالطّاءُ حَرْفٌ شَديدٌ وَمُسْتَعْلٍ وَمُطْبَقٌ، أَيْ أَنَّها تَتَمَيَّزُ بِثَلاثِ صِفاتٍ قَوِيَّةٍ، وَهِيَ: الشِّدَّةُ، وَالاسْتِعْلاءُ، وَالإِطْباقُ، فَإِذا أُدْغِمَتِ ازْدادَتْ قُوَّةً؛ كَما وَقَعَ قَبْلَها القافُ، وَهِيَ صَوْتٌ مَجْهورٌ وشَديدٌ وَمُسْتَعْلٍ، وَهَذا يَعْني أَنَّ المَوْجَةَ الصَّوْتِيَّةَ مَوْجَةٌ قَوِيَّةٌ وَمُسْتَعْلِيَةٌ؛ وَمَعَ زِيادَةِ العَيْنِ، نَكونُ أَرَحْنا اللِّسانَ مِنْ ناحِيَتَيْنِ، الأولى بِفَكِّ الإِدْغامِ حَيْثُ يَكونُ المَجْهودُ أَقَلَّ مِنْهُ في المُضَعَّفِ، وَالثّانِيَةِ بِلَفْظِ العَيْنِ، وَهِيَ صَوْتٌ مُتَوَسِّطٌ بَيْنَ الشِّدَّةِ وَالرَّخاوَةِ، وَهَذا يَعْني أَنَّها صَوْتٌ مُعْتَدِلٌ عِنْدَ النُّطْقِ بِها.
6- تَقوَّسَ وتَقَعْوَسَ
وَرَدَ في المُنْتَخَبِ: تَقوَّسَ الشَّيخُ وَتَقَعْوَسَ: إِذا انْحَنَى مِنَ الكِبَرِ.
في المَعاجِمِ وَكُتُبِ اللُّغَةِ، يَحْمِلُ هَذانِ الفِعْلانِ المَعْنى نَفْسَهُ، لَكِنَّ العَيْنَ لَيْسَتْ زائِدَةً، فَـ (تَقَوَّسَ) مِنْ جَذْرِ (قَوَسَ)، وَ(تَقَعْوَسَ) مِنْ (قَعَسَ)، فَعَلى سَبيلِ المِثالِ، وَرَدَ في لِسانِ العَرَبِ، في مادَّةِ “قَوَسَ”: «تَقَوَّسَ الشَّيْءُ وَاسْتَقْوَسَ: انْعَطَفَ. وَرَجُلٌ أَقْوَسُ وَمُتَقَوِّسٌ وَمُقَوِّسٌ: مُنْعَطِفٌ؛ قالَ الرّاجِزُ([52]):
مُقَوِّساً قد ذَرِئَتْ مَجالِيهْ([53])
وَفي مادَّةِ “قعس”: «قَعَسَ الشَّيْءَ قَعْساً: عَطَفَهُ كَقَعَشَهُ، (…) وَتَقَعْوَسَ الشَّيْخُ: كَبِرَ كَتَقَعْوَشَ، وَالقَعْوَسُ: الشَّيْخُ الكَبيرُ»([54]).
وَفي تاجِ العَروسِ في مادَّةِ (قَعَسَ)، جاءَ الفِعْلُ (تَقَوْعَسَ) لا (تَقَعْوَسَ) بِتَقْديمِ الواوِ عَلى العَيْنِ: «القَعْوَسُ، كَجَرْوَلٍ: الشَّيْخُ الكَبيرُ الهَرِمُ (…) وَتَقَوْعَسَ الشَّيْخُ: كَبِرَ، والشِّينُ لُغَةٌ فيهِ»([55]). وفي مادَّةِ (قَوَسَ): «قَوَّسَ الشَّيْخُ تَقْوِيساً: انْحَنَى ظَهْرُهُ، كَتَقَوَّسَ، وَهُوَ مَجَازٌ؛ قالَ امْرُؤُ القَيْسِ([56]):
أَرَاهُنَّ لا يُحْبِبْنَ مَنْ قَلَّ مالُهُ ولا مَنْ رَأَيْنَ الشَّيْبَ فيهِ وَقَوَّسَا([57])
(…) وَرَجُلٌ مُتَقَوِّسٌ وَمُقَوِّسٌ: مُنْعَطِفٌ؛ قالَ الرّاجِزُ:
مُقَوِّساً قَدْ ذَرِئَتْ مَجَالِيه
واسْتَقْوَسَ الشَّيْخُ، كتَقَوَّسَ»([58]).
وَكَذَلِكَ وَرَدَ في لِسانِ العَرَبِ، في مادَّةِ “قَعَشَ”: «تقَعْوَشَ الشَّيْخُ: كَبِرَ، وَتَقَعْوَشَ البَيْتُ وَالبِناءُ: تَهَدَّمَ. وَقَعْوَشَ البَيْتَ هَدَمَهُ أَوْ قَوَّضَهُ»([59]).
وفي مَقاييسِ اللُّغَةِ لابْنِ فارِسٍ، فَإِنَّ مَعْنى الانْحاءِ وَالكِبَرِ ظَهَرَ في مادَّتَيْ (قَوَسَ) وَ(قَعَشَ) دونَ (قَعَسَ): «(قَوَسَ) القَافُ وَالوَاوُ وَالسِّينُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى تَقْدِيرِ شَيْءٍ بِشَيْءٍ، ثُمَّ يُصْرَفُ فَتُقْلَبُ وَاوُهُ يَاءً، وَالمَعْنَى فِي جَمِيعِهِ وَاحِدٌ. فَالقَوْسُ: الذِّرَاعُ، وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يُقَدَّرُ بِهَا المَذْرُوعُ. [وَبِهَا سُمِّيَتِ القَوْسُ] الَّتِي يُرْمَى عَنْهَا. قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى﴾([60]). قالَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ: أَرادَ: ذِرَاعَيْنِ. وَالأَقْوَسُ: المُنْحَني الظَّهْرِ. وَقَدْ قَوَّسَ الشَّيْخُ، أَيِ انْحَنَى كَأَنَّهُ قَوْسٌ»([61]). وَفي مادَّةِ “قَعَشَ”: «القَافُ وَالعَيْنُ وَالشِّينُ أُصَيْلٌ يَدُلُّ عَلَى انْحِنَاءٍ فِي شَيْءٍ. يُقالُ: قَعَشْتُ رَأْسَ الخَشَبَةِ كَيْمَا تُعْطَفُ إِلَيْكَ. وَقَعَشْتُ الشَّيْءَ: جَمَعْتُهُ. وَهُوَ ذَلِكَ القِيَاسُ، لِأَنَّكَ تَعْطِفُ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، وَتَقَعْوَشَ الرَّجُلُ، إِذَا انْحَنَى»([62]).
وفي المُخَصَّصِ لابْنِ سيدَه، فَإِنَّ (تَقَعْوَشَ) لُغَةٌ في (تَقَعْوَسَ): «أَبو عُبَيْدٍ: تَقَعْوَسَ الشَّيْخُ: كَبِرَ، وَتَقَعْوَسَ البَيْتُ تَهَدَّمَ؛ ابْنُ الأَنْبارِيُّ([63]): تَقَعْوَشَ كَتَقَعْوَسَ»([64]). وَفي مَكانٍ آخَرَ مِنَ المُخَصَّصِ، وَرَدَ: «حَكى ابْنُ جِنِّيٍّ([65]): (…) كُلُّ ما انْعَطَفَ وَانْحَنَى فَقَدِ اسْتَقْوَسَ وَتَقَوَّسَ وَقَوَّسَ، وَمِنْهُ حاجِبٌ مُقَوَّسٌ»([66]).
المُلاحَظُ وُرودُ (تَقَعْوَسَ) بِمَعْنى (تَقَعْوَشَ) أَيْ كَبِرَ، تارَةً بِالسّينِ وَطَوْرًا بِالشّينِ، فَإِمّا أَنْ تَكونَ الشّينُ في (تَقَعْوَشَ) الأَصْلَ، وَتَكونُ السّينُ في (تَقَعْوَسَ) تَصْحيفًا أَوْ لُغَةً، أَوِ العَكْسُ، حَيْثُ السّينُ هي الأَصْلُ؛ فَالمَعاجِمُ ذَكَرَتْ هَذا المَعْنى المُشْتَرَكَ في الجَذْرَيْنِ، إِلّا أَنَّ عَلِيَّ بْنَ حَمْزَةَ رَأى أَنَّ الأَصْلَ بِالشّينِ المُعْجَمَةِ، فَقالَ: «قالَ الفَرّاءُ: تَقَعْوَسَ الشَّيْخُ: كَبِرَ، وَتَقَعْوَسَ البَيْتُ تَهَدَّمَ. وَإِنَّما تَقَعْوَشَ بِالشّينِ المُعْجَمَةِ»([67]).
وَعَلى هَذا فَإِنَّنا نُرَجِّحُ أَنَّ الأَصْلَ بِالشّينِ وَأَنَّ النُّسّاخَ أَهْمَلوا تَنْقيطَها فَأَضْحَت سينًا وَلا سِيَّما أَنَّ العَرَبِيَّةَ قَبْلَ زَمَنِ تَلاميذِ أَبي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ([68]) كانَتْ خالِيَةً مِنْ نَقْطِ الإَعْجامِ الّذي يُعْزَى إلى نَصْرِ بْنِ عاصِمٍ([69]) لِتَسْهيلِ التَّفْريقِ بَيْنَ الحُروفِ المُتَشابِهَةِ رَسْمًا وَالمُخْتَلِفَةِ صَوْتًا؛ فَكانَتِ السّينُ وَالشّينُ تَتَشابَهانِ في الكِتابَةِ.
وَأَمّا بِخُصوصِ العَيْنِ الزّائِدَةِ عَلى الأَصْلِ (تَقَوَّسَ)، فَلَمْ تَرِدِ الإِشارَةُ إلى ذَلِكَ إِلّا في المُنَتَخَبِ، وَقَدْ زيدَتْ قَبْلَ الحَرْفِ المُشَدَّدِ “الواو”. وَمِنَ المَعْلومِ أَنَّ النُّطْقَ بِالحَرْفِ المُشَدَّدِ يَحْتاجُ إِلى ضَغْطٍ يَبْدَأُ مِنَ الحَرْفِ الّذي يَسْبِقُهُ؛ وَعِنْدَ فَكِّ الإِدْغامِ، لا يَحْتاجُ القائِلُ إِلى ذَلِكَ الضَّغْطِ وَالنَّبْرِ لِتَحْقيقِ الحَرْفِ المُشَدَّدِ. كَما أَنَّ الاسْتِعانَةَ بِحَرْفِ العَيْنِ، الّذي لَمْ يُغَيِّرْ مَعْنَى الكَلِمَةِ، أَراحَ النُّطْقَ بِكَلِمَةِ (تَقَوَّسَ)؛ فَالتّاءُ شَديدَةٌ، وَالقافُ التي سَبَقَتِ الواوَ المُشَدَّدَةَ مَجْهورَةٌ وَشَديدَةٌ وَمُسْتَعْلِيَةٌ، أَيْ أَنَّها تَتَمَيَّزُ بِثَلاثِ صِفاتٍ قَوِيَّةٍ، فَتَأْتي العَيْنُ المُتَوَسِّطَةُ بَيْنَ الشِّدَّةِ وَالرَّخاوَةِ، وَالمُسْتَفِلَةُ لِتُريحَ النُّطْقَ بِالكَلِمَةِ، مَعَ البَقاءِ عَلى المَعْنى نَفْسِهِ.
وَتَبْقى الإِشارَةُ إِلى أَنَّ المَعاجِمَ جَعَلَتْ (تَقَوَّسَ) مِنْ جَذْرِ (قَوَسَ)، وَ(تَقَعْوَسَ) مِنْ جَذْرٍ آخَرَ (قَعَسَ) دونَ الإِشارَةِ إِلى إِمْكانِيَّةِ اعْتِبارِ العَيْنِ زائِدَةً عَلى الأَصْلِ (قَوَسَ).
7- تَخَزَّلَ وَتَخَزْعَلَ
وَرَدَ في المُنَتَخَبِ: «تَخَزَّلَ وتَخَزْعَلَ: إذا تَعارَجَ، فَزيدَتِ العَيْنُ وَلَيْسَتْ مِنَ الزَّوائِدِ، وَلا مِنْ أَخواتِها».
رَأَى كُراعُ النَّمْلِ أَنَّ العَيْنَ زيدَتْ عَلى الجَذْرِ (خ ز ل): فَتَخَزَّلَ وَتَخَزْعَلَ: إِذا تَعارَجَ. أَمّا في المَعاجِمِ فَإِنَّ هَذا المَعْنى يَنْبَثِقُ مِنْ جَذْرَيْنِ: مِنَ الثُّلاثِيِّ (خَزَلَ) وَمِنَ الرُّباعِيِّ (خَزَعْلَ)، كَما حافَظَتْ مُشْتَقّاتُها عَلى المَعْنى الأَصْليِّ، وَهُوَ العَرَجُ؛ وَرَدَ في لِسانِ العَرَبِ، في مادَّةِ “خَزَلَ”: «الخَزَلُ مِنَ الانْخِزَالِ في المَشْيِ كَأَنَّ الشَّوْكَ شاكَ قَدَمَهُ (…) ابْنُ سيدَه: الخَزَلُ وَالتَّخَزُّلُ وَالانْخِزالُ مِشْيَةٌ فيها تَثَاقُلٌ وَتَراجُعٌ، زادَ غَيْرُهُ: وَتَفَكُّكٌ»([70])؛ وَفي مادَّةِ “خَزْعَلَ”: «ناقَةٌ بِها خَزْعالٌ أَيْ ظَلْعٌ [أَيْ مَيْلٌ] وَخَزْعَلَ في مِشْيَتِهِ أَيْ عَرِجَ»([71]).
ونَجِدُ في المَعاجِمِ أَنَّ الخَزْعَلَةَ، بِالزّايِ، تَساوَتْ في المَعْنى مَعَ الخَذْعَلَةِ، بِالذّالِ؛ وَرَدَ في لِسانِ العَرَبِ وَتاجِ العَروسِ: أنَّ الخَزْعَلَةَ ضَرْبٌ مِنَ المَشْيِ كاَلخَذْعَلَةِ.([72])
وَنَكونُ هُنا أَمامَ إِبْدالٍ صَوْتِيٍّ، فَإِبْدالُ الذّالِ زايًا غَيْرُ مُسْتَبْعَدٍ، وَقَدْ وَرَدَتِ الإِشارَةُ إِلى هَذا في كُتُبِ اللُّغَةِ، مِنْ ذَلِكَ ما ذَكَرَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ بِرِوايَةِ الأَصْمَعِيِّ: «زَرَقَ الطّائِرُ وَذَرَقَ»([73])، وَأَوَرَدَ أَبو الطَّيِّبِ اللُّغَوِيُّ([74])، في كِتابِهِ الإِبْدالِ: «الوَذْوَذَةُ والوَزْوَزَةُ: الخِفَّةُ وَالسُّرْعَةُ (…) وَالبُذورُ وَالبُزورُ»([75]). وقال أيضًا: «(…) الخَذْعَلَةُ والخَزْعَلَةُ ضَرْبٌ مِنَ المَشْيِ المَعيبِ (…) وَيُقالُ مِنْهُ: خَذْعَلَ يُخَذْعِلُ خَذْعَلَةً وَخِذْعالًا، وَخَزْعَلَ يُخَزْعِلُ خَزْعَلَةً وَخِزْعالًا، ويُقالُ: ناقَةٌ بِها خِزْعالٌ: إِذا كانَ بِها ضَلْعٌ شَديدٌ»([76]). وإبْدالُ الذّالِ زايًا شائِعٌ في العامِيَّةِ اللُّبْنانِيَّةِ.
أَوْ أنّنا نَكونُ أمامَ تَطَوُّرٍ صَوْتِيٍّ، فَالزّايُ وَالذّالُ مُتَقارِبَتانِ مَخْرجًا: فَالزّايُ أَسْنانِيَّةٌ، وَالذّالُ لَثَوِيَّةٌ وهُما مَجْهورَتانِ. وَبِذَلِكَ نَكونُ أَمامَ لُغَتَيْنِ حَيْثُ جَرَى النُّطْقُ بِالكَلِمَةِ بِالزّايِ عِنْدَ قَبيلَةٍ وبِالذَّالِ عِنْدَ قَبيلَةٍ أُخْرى؛ وَرَأَى ابْنُ دُرَيْدٍ أَنَّ الذّالَ في هَذِهِ الكَلِمَةِ أَعْلى مِنَ الزّايِ، وَمَعْنى هَذا بِنَظَرِهِ، أَنَّ (تَخَذْعَلَ) أَفْصَحُ لُغَةً مِنْ (تَخَزْعَلَ)؛ وَرَدَ في جَمْهَرَةِ اللُّغَةِ: «خَذَعْلَهُ بِالسَّيْفِ، إِذا قَطَعَهُ. وَالخَذْعَلَةُ أَيْضاً نَحْوُ الخَزْعَلَةِ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ المَشْيِ. قالَ الرّاجِزُ:
وَنَقْلُ رِجْلٍ مِنْ ضِعافِ الأرْجُلِ
مَتى أُرِدْ شِدَّتَها تَخَذْعَلِ([77])
(…) وَيُرْوَى تَخَزْعَلِ، وَالذّالُ أَعْلى. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: ناقَةٌ بِها خَزْعالٌ، بِفَتْحِ الخاءِ»([78]).
أَمّا ابْنُ فارِسٍ، فَرَأَى في (خَزْعَلَ) كَلِمَةً مَنْحوتَةً، بِلِحاظِ نَظَرِّيَّتِهِ في الرُّباعِيِّ، فَهُوَ يَرى أَنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ مِنْ مُشْتَقّاتِ الرُّباعِيِّ أَوِ الخُماسِيِّ صيغَتْ مِنْ كَلِمَتَيْنِ مَنْحوتَتَيْنِ، أَوْ زيدَ حَرْفٌ عَلى الجَذْرِ الأَصْلِيِّ لِزِيادَةِ المَعْنى؛ قالَ في المَقاييسِ: «اعْلَمْ أَنَّ لِلرُّبَاعِيِّ وَالخُمَاسِيِّ مَذْهَبًا فِي القِيَاسِ، يَسْتَنْبِطُهُ النَّظَرُ الدَّقِيقُ. وَذَلِكَ أَنَّ أَكْثَرَ مَا تَرَاهُ مِنْهُ مَنْحُوتٌ، وَمَعْنَى النَّحْتِ أَنْ تُؤْخَذَ كَلِمَتَانِ وَتُنْحَتَ مِنْهُمَا كَلِمَةٌ تَكُونُ آخِذَةً مِنْهُما جَمِيعًا بِحَظٍّ(…)»([79]). وَعَنْ زِيادَةِ حَرْفٍ لِزِيادَةِ المَعْنى قالَ: «زِيدَ عَلَيْهِ مَا زِيدَ لِجِنْسٍ مِنَ الْمُبَالَغَةِ فِي مَعْنَاهُ…» ([80]).
وَمِمّا أَوْرَدَهُ في بابِ مَا جاءَ مِنْ كَلامِ العَرَبِ عَلى أَكْثَرِ مِنْ ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ أَوَّلُهُ خَاءٌ: «وَيَقُولُونَ: نَاقَةٌ بِهَا خَزْعَالٌ، أَيْ ظَلْعٌ. وَهَذِهِ مَنْحُوتَةٌ مِنْ كَلِمَتَيْنِ: مِنْ خَزَلَ أَيْ قَطَعَ، وَخَزَعَ أَيْ قَطَعَ»([81]).
فَعِنْدَ كُراعٍ زيدَتِ العَيْنُ بَعيدًا عَنِ النَّحْتِ أَوْ زِيادَةِ المَعْنى، فَالأَصْلُ عِنْدَهُ (خَزَلَ) وَفي مَزيدِهِ: (تَخَزَّلَ)، وَمَعَ زِيادَةِ العَيْنِ يَتَحَوَّلُ هَذا الثُّلاثِيُّ المَزيدُ إِلى الرُّباعِيِّ المَزيدِ (تَخَزْعَلَ) دونَ تَغْييرٍ في المَعْنى، وَقَدْ زيدَتْ هَذِهِ العَيْنُ بَعْدَ حَذْفِ زايٍ إِثْرَ فَكِّ الإِدْغامِ، وَجاءَتْ بَعْدَ الزّايِ الثانِيَةِ؛ فعِنْدَ فَكِّ الإِدْغامِ، ارْتاحَ النّاطِقُ من الضَّغْطِ وَالنَّبْرِ لِتَحْقيقِ الحَرْفِ المُضَعَّفِ. كَما أَنَّ الاسْتِعانَةَ بِحَرْفِ العَيْنِ، الّذي لَمْ يُغَيِّرْ مَعْنى الكَلِمَةِ بِحَسَبِ كُراعٍ، أَراحَ النُّطْقَ بِكَلِمَةِ (تَخَزْعَلَ)، لِأَنَّ الزّايَ صَوْتٌ قَوِيٌّ فَهُوَ مَجْهورٌ وَصفيرِيٌّ.
النتيجة
إذًا، زِيادَةُ العَيْنِ في الكَلِماتِ التي أَوْرَدَها كُراعٌ لَمْ تُغَيِّرْ مَعانِيَها في المُنْتَخَبِ، فَكانَتْ وَظيفَةُ العَيْنِ وَظيفَةً صَوْتِيَّةً في بِنْيَةِ الكَلِمَةِ دونَ تَغْييرِ دَلالَتِها، فَإِدْخالُ العَيْنِ أَراحَ جِهازَ النُّطْقِ عِنْدَ لَفْظِ الكَلِماتِ المَزيدَةِ بِالعَيْنِ، وَسَهَّلَ نُطْقَها لِطَبيعَةِ صَوْتِ العَيْنِ المُعْتَدِلِ، مَعَ المُحافَظَةِ عَلى المَعْنى.
وَكانَتْ زِيادَةِ العَيْنِ عَلى تِلْكَ الكَلِماتِ مِنْ جُمْلَةِ العَوامِلِ الّتي أَدَّتْ إِلى المُرادِفاتِ في اللُّغَةِ، فَلا اخْتِلافَ بَيْنَ ارْتَجَّ وارْتَعَجَ، وَصَلَمَ وَصَلْمَعَ، وَدَقَّ وَدَعَقَ، وَجَرَّدَ وَعَجْرَدَ، وَتَقَطَّرَ وَتَقَعْطَرَ، وَتَقَوَّسَ وَتَقَعْوَسَ، وَتَخَزَّلَ وَتَخَزْعَلَ؛ وَالجَذْرُ واحِدٌ لِكُلِّ ثُنائِيًّ مِنَ هَذِهِ الكَلِماتِ.
وَلَمْ يَكُنِ الأَمْرُ كَذَلِكَ في مُعالَجَةِ هَذِهِ الكَلِماتِ عِنْدَ لُغَوِيّينَ آخَرينَ، فَإِنَّ (ارْتَجَّ) وَ(ارْتَعَجَ)، كَما رَأَيْنا عِنْدَ ابْنِ فارِسٍ، يَنْبَثِقانِ مِنْ أَصْلَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ وَيَحْمِلانِ مَعْنَيَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ فـ (ارْتَجَّ) جَذْرُهُ (ر ج ج )، وَيَدُلُّ عَلى الاضْطرابِ وَالحَرَكَةِ، وَارْتَعَجَ جَذْرُهُ (ر ع ج)، وَيَدُلُّ عَلى النَّضارَةِ.
وَفي لِسانِ العَرَبِ يَنْبَثِقُ الفِعْلانِ مِنْ أَصْلَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ، فـ (ارْتَجَّ) جَذْرُهُ (ر ج ج )، وَارْتَعَجَ جَذْرُهُ (ر ع ج)، لَكِنَّهُما يَحْمِلانِ مَعْنًى واحِدًا هُوَ الاضْطِرابُ وَالتَّحَرُّكُ.
وَنَجِدُ أَنَّ جَذْرَ الفِعْلَيْنِ (صلم) و(صلعم) هو (ص ل م) عِنْدَ كُراعٍ وَمَعناهُما القَطْعُ مِنْ أَصْلِهِ، أمّا عِنْدَ ابْنِ فارِسٍ، فَالفِعْلانِ يَنْبَثِقانِ من جَذْرَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ، فـ (صلم) جَذْرُهُ (ص ل م)، و(صلعم) جَذْرُهُ (ص ل ع) وَالميمُ زائِدَةٌ، عَلى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ المُشْتَقّاتِ المُنْبَثِقَةَ مِنْ كِلا الجَذْرَيْنِ تَدورُ حَوْلَ مَعْنًى جامِعٍ، هُوَ القَطْعُ أَوِ القَلْعُ مِنَ الأَصْلِ.
وَفي لِسانِ العَرَبِ جَرى التَّرْكيزُ عَلى مَعْنًى مُحَدَّدٍ مُنْبَثِقٍ مِنْ (صلم) هو قَطْعُ الأُذُنِ وَالأَنْفِ مِنْ أَصْلِهِما، ومِنْ (صَلْمَعَ) قَلْعُ الشَّيْءِ مِنْ أَصْلِهِ.
وَبِخُصوصِ (دَقَّ) وَ(دَعَقَ) فَإِنَّ الزَّبيدِيَّ، لا يَرى العَيْنَ زائِدَةً، فـ (دقّ) جَذْرُهُ (د ق ق) و(دعق) جَذْرُهُ (دع ق)، فَهُوَ يَرى أنَّ الفِعْلَيْنِ يَنْبَثِقانِ من جَذْرَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ، وَيَرْفُضُ عَدَّ العَيْنِ زائِدَةً أَوْ مُبْدَلَةً مِنَ القافِ، مَعَ أَنَّ المَعْنَيَيْنِ واحِدٌ في مُعْجَمِهِ تاجِ العَروسِ.
وَبَيْنَ (تَقَوَّسَ) وَ(تَقَعَوْسَ) ذَكَرَتْ المَعاجِمُ المَعْنى المُشْتَرَكَ في الجَذْرَيْنِ وهو الانْحِناءُ وَالكِبَرُ، إلّا أنَّ هذا المَعْنى ظَهَرَ في مادَّتَيْ (قَوَسَ) وَ(قَعَشَ) دونَ (قَعَسَ) في مَقاييسِ اللُّغَةِ لابْنِ فارِسٍ.
والمُلاحَظُ وُرودُ (تَقَعْوَسَ) بِمَعْنى (تَقَعْوَشَ) أَيْ كَبِرَ، تارَةً بِالسّينِ وَطَوْرًا بِالشّينِ، فَإِمّا أَنْ تَكونَ الشّينُ في (تَقَعْوَشَ) الأَصْلَ، وَتَكونُ السّينُ في (تَقَعْوَسَ) تَصْحيفًا أَوْ لُغَةً، مَعَ تَأْكيدِ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ أَنَّ الأَصْلَ بِالشّينِ.
وَرأينا في تاجِ العَروسِ في مادَّةِ (قَعَسَ)، أنَّ الفِعْلَ (تَقَوْعَسَ) لا (تَقَعْوَسَ) بِتَقْديمِ الواوِ عَلى العَيْنِ.
وَأَمّا بِخُصوصِ العَيْنِ الزّائِدَةِ عَلى الأَصْلِ (تَقَوَّسَ)، فَلَمْ تَرِدِ الإِشارَةُ إلى ذَلِكَ إِلّا في المُنَتَخَبِ.
ورَأَى كُراعُ النَّمْلِ أَنَّ العَيْنَ زيدَتْ عَلى الجَذْرِ (خ ز ل): فَتَخَزَّلَ وَتَخَزْعَلَ: إِذا تَعارَجَ. أَمّا في المَعاجِمِ فَإِنَّ هَذا المَعْنى يَنْبَثِقُ مِنْ جَذْرَيْنِ: مِنَ الثُّلاثِيِّ (خَزَلَ) وَمِنَ الرُّباعِيِّ (خَزَعْلَ)، وحافَظَتْ مُشْتَقّاتُها عَلى المَعْنى الأَصْليِّ، وَهُوَ العَرَجُ، وَهَذا يَعْني تَرْجيحَ رَأْيِ كُراعٍ في أَنَّ العَيْنَ زيدَتْ عَلى الأَصْلِ، وَلا سِيَّما أَنَّ الجَذْرَ الرُّباعِيَّ يَراهُ عَدَدٌ مِنَ اللُّغَوِيّينَ غَيْرَ أَصيلٍ في بِنْيَةِ الكَلِمَةِ العَرَبِيَّةِ، مِنْهُمُ ابْنُ فارِسٍ نَفْسُهُ، إِذْ يَقولُ: اعْلَمْ أَنَّ لِلرُّبَاعِيِّ وَالخُمَاسِيِّ مَذْهَبًا فِي القِيَاسِ، يَسْتَنْبِطُهُ النَّظَرُ الدَّقِيقُ. وَذَلِكَ أَنَّ أَكْثَرَ مَا تَرَاهُ مِنْهُ مَنْحُوتٌ»([82]). وَقَدْ حاوَلَ ابْنُ فارِسٍ جاهِدًا إِثْباتَ أَنَّ الكَلِماتِ الرُّباعِيَّةَ مَنْحوتَةٌ مِنْ كَلِمَتَيْنِ ثُلاثِيَّتَيْنِ، مِنْ ذَلِكَ: البِرْقِشُ وَهُوَ طَائِرٌ؛ وَهُوَ مِنْ كَلِمَتَيْنِ: مِنْ رَقَشْتُ الشَّيْءَ – وَهُوَ كَالنَّقْشِ- وَمِنَ البَرَشِ وَهُوَ اخْتِلَافُ اللَّوْنَيْنِ، وَهُوَ مَعْرُوفٌ([83]). وَعِنْدَما لَمْ يُسْعِفْهُ الحَظُّ في إِثْباتِ النَّحْتِ، كانَ يَقولُ بِزِيادَةِ حَرْفٍ أَوْ أَكْثَرَ عَلى الثُلاثِيِّ، مِثْلُ: البُلْعُومُ، وهو مَجْرَى الطَّعَامِ فِي الْحَلْقِ. وَقَدْ يُحْذَفُ فَيُقَالُ بُلْعُمٌ. وَغَيْرُ مُشْكِلٍ أَنَّ هَذَا مَأْخُوذٌ مِنْ بَلِعَ، إِلَّا أَنَّهُ زِيدَ عَلَيْهِ مَا زِيدَ لِجِنْسٍ مِنَ المُبَالَغَةِ فِي مَعْنَاهُ([84]). كَما جِنْسًا ثالِثًا مِنَ الرُّباعِيِّ الّذي وُضِعَ وَضْعًا، دونَ أَنْ يَكونَ مَنْحوتًا مِنْ كَلِمَتَيْنِ أَوْ دونَ زِيادَةِ حَرْفٍ أَوْ أَكْثَرَ لِلمُبالَغَةِ، مِنْها: الفَرْقَدُ: وَلَدُ البَقَرَةِ. والفَلَنْقَسُ: الّذي أُمُّهُ عَرَبِيَّةٌ وَأَبُوهُ عَجَمِيٌّ([85]).
ونَجِدُ في المَعاجِمِ أَنَّ الخَزْعَلَةَ، بِالزّايِ، تَساوَتْ في المَعْنى مَعَ الخَذْعَلَةِ، بِالذّالِ؛ وَنَكونُ هُنا أَمامَ إِبْدالٍ صَوْتِيٍّ، فَإِبْدالُ الذّالِ زايًا غَيْرُ مُسْتَبْعَدٍ، أَوْ نَكونُ أمامَ تَطَوُّرٍ صَوْتِيٍّ، فَالزّايُ وَالذّالُ مُتَقارِبَتانِ مَخْرجًا: فَالزّايُ أَسْنانِيَّةٌ، وَالذّالُ لَثَوِيَّةٌ وهُما مَجْهورَتانِ. وَبِذَلِكَ نَكونُ أَمامَ لُغَتَيْنِ حَيْثُ جَرَى النُّطْقُ بِالكَلِمَةِ بِالزّايِ عِنْدَ قَبيلَةٍ وبِالذَّالِ عِنْدَ قَبيلَةٍ أُخْرى.
فَالعَيْنُ، كَما تَبَيَّنَ لَنا، كانَتْ وَظيفَتُها عِنْدَ كُراعِ النَّمْلِ وَظيفَةً صَوْتِيَّةً تَعَلَّقَتْ بِإِراحَةِ جِهازِ النُّطْقِ، وَالتَّقْليلِ مِنَ المَجْهودِ الصَوْتِيِّ، وَتَأَرْجَحَتْ وَظيفَتُها عِنْدَ غَيْرِهِ مِنْ عُلَماءِ العَرَبِيَّةِ بَيْنَ البَقاءِ عَلى المَعْنى نَفْسِهِ أَوْ مُقارَبَتِهِ أَوْ بُروزِ مَعانٍ جَديدَةٍ.
الهوامش
[1] . كراع النمل (عليّ بن الحسن الهنائيّ): المنتخب من غريب كلام العرب، حقّقه الدكتور محمّد بن أحمد العمريّ، جامعة أمّ القرى، ط1، مكّة المكرّمة، 1989م- 1409هـ، ج2: 689.
[2] . ينظر: نفسه، ج2: 700- 711.
[3] . الكرع: دقّة الساق، وكرع الدابّة: قوائمها.
[4] . راجع: ابن النديم، محمّد بن إسحاق: الفهرست، حقّقه إبراهيم رمضان، دار المعرفة، ط2، بيروت، 1417 هـ – 1997م، ص: 111؛ القفطيّ، علي بن يوسف: إنباه الرواة على أنباه النّحاة، حقّقه: محمّد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العربيّ بالقاهرة، ومؤسّسة الكتب الثقافيّة ببيروت، ط1، 1406 هـ – 1982م، ج2: 240؛ الحمويّ، ياقوت بن عبد الله: إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب (معجم الأدباء)، حقّقه إحسان عبّاس، دار الغرب الإسلاميّ، ط1، بيروت، 1414 هـ – 1993م، ج4: 1673.
[5] . هو عليّ بن إسماعيل المعروف بابن سيده (ت458هـ /1065م): من أئمّة اللّغة والأدب. ولد بالأندلس وتوفّي فيها. من كتبه: “المحكم والمحيط الأعظم” في اللّغة، و”المخصّص”، و”الأنيق في شرح الحماسة”. ج4: 263، 264. ينظر: الزّركليّ، خير الدّين بن محمود: الأعلام، دار العلم للملايين، ط15، بيروت، 2002م، ج4: 263، 264.
[6] . هو محمّد بن مكرّم، ابن منظور الإفريقيّ (ت 711 هــ/ = 1311م): الإمام اللّغويّ صاحب معجم “لسان العرب” الشهير. ولد بمصر وتوفّي فيها. ترك بخطّه نحو خمسمائة مجلّد، أشهر كتبه “لسان العرب” جمع فيه أمّهات كتب اللّغة، فكاد يغني عنها جميعًا. ومن كتبه: “نثار الأزهار في اللّيل والنّهار”في الأدب. الأعلام للزركليّ، ج7: 108.
[7] . هو عليّ بن حمزة البصريّ، أبو القاسم (375هـ/985م): لغويّ، من العلماء بالأدب. من كتبه: “التنبيهات على أغاليط الرواة”، و”ردود على إصلاح المنطق لابن السّكّيت والفصيح لثعلب والنبات للدينوريّ، والحيوان للجاحظ”. (الأعلام للزركليّ، ج4: 283).
[8] . هو الخليل بن أحمد الفراهيديّ (ت170 هـ / 786 م): من أئمّة اللّغة والأدب، وواضع علم العروض، وهو أستاذ سيبويه النّحويّ. ولد ومات في البصرة. من كتبه: “معجم العين”، ومعاني الحروف”، و”جملة آلات العرب” و”تفسير حروف اللّغة”، وكتاب “العروض”. (الأعلام للزركليّ، ج2: 314).
[9] . هو عمرو بن عثمان، المعروف بلقب سيبويه (ت180هـ /796م): إمام النّحاة، وأوّل من بسط علم النّحو. ولد في إحدى قرى شيراز، وقدم البصرة، فلزم الخليل بن أحمد ففاقه. وصنّف كتابه المسمّى “كتاب سيبويه” في النّحو. قيل: وفاته وقبره بشيراز. (الأعلام للزركليّ، ج5: 81).
[10] . هو عبد الملك بن قريب الباهلي، المعروف بالأصمعيّ (ت 216هـ /831م) أحد أئمّة العلم باللّغة والأخبار والشعر والملح والنوادر. توفّي بالبصرة. من مؤلّفاته: “خلق الإنسان”، و”الإبل”، و”الفرق”. (الأعلام للزركليّ، ج4: 162).
[11] . هو يعقوب بن إسحاق، المعروف بابن السّكّيت (ت نحو244هـ/858م) من أئمّة اللّغة والأدب. كان مؤدّبًا لأولاد المتوكّل العبّاسيّ وأحد ندمائه، ثمّ قتله. مؤلّفاته كثيرة، منها: “إصلاح المنطق” في اللّغة، و”الألفاظ”، و”الأضداد”، و”القلب والإبدال”. (الأعلام للزركليّ، ج8: 195).
[12] . هو القاسم بن سلّام الهرويّ، أبو عبيد (ت224هـ /838م) من كبار العلماء بالحديث والأدب والفقه والأخبار. كان إمام أهل عصره في كلّ فن. توفّي بمكّة. من تصانيفه الكثيرة: “الغريب المصنف”، و”غريب الحديث”. (الأعلام للزركليّ، ج5: 176).
[13] . هو محمّد بن أحمد بن الأزهر (ت370هـ /980م) من علماء اللّغة والأدب. اشتغل أوّلًا بالفقه، ثمّ مال إلى اللّغة، فقصد القبائل العربيّة في طلبها. أسره القرامطة مدّة طويلة. من كتبه: “تهذيب اللّغة”، وهو أجلّ كتبه، و”تفسير القرآن”. (الأعلام للزركليّ، ج5: 311).
[14] . ينظر: المنتخب من غريب كلام العرب لكراع النمل، م. م. ج2: 703.
[15] . بالإنجليزيّة: IPA))، وبالفرنسيّة: (API).
[16] . الفراهيديّ، الخليل بن أحمد، معجم العين، حقّقه الدكتور مهدي المخزوميّ والدكتور إبراهيم السامرائيّ، مؤسّسة دار الهجرة، ط2، طهران، 1409هـ، ج1: 60.
[17] . معجم العين، للفراهيديّ، م. م. ج1: 47.
[18] . الأزهريّ، محمّد بن أحمد: تهذيب اللّغة، حقّقه عبد السّلام محمّد هارون، دار القوميّة العربيّة للطباعة، [ط1]، القاهرة، 1384هــ- 1964م، ج1: 45. وفي لسان العرب، باب العين: «…وأَمّا القافُ فأَمْتَنُ الحروفِ وأَصَحّها جَرْسًا».
[19] . ينظر: ابن الأثير، المبارك بن محمّد، أبو السعادات: النّهاية في غريب الحديث والأثر، حقّقه خليل مأمون شيحا، دار المعرفة، ط2، بيروت، 2006م- 1427هـ، ج1: 665.
[20] . البيت بحر البسيط، لم أقف على قائله.
[21] . لم أقف على الراجز.
[22] . ينظر: المنتخب من غريب كلام العرب لكراع النمل، م. م. ج2: 700، 701.
[23] . سيبويه (عمرو بن عثمان): الكتاب، حقّقه عبد السلام محمّد هارون، مكتبة الخانجي بالقاهرة ودار الرفاعي بالرياض، ط2، 1402هـ- 1982م، ج4: 417.
[24] . نفسه، ج4: 417.
[25] . ابن منظور، محمّد بن مكرم: لسان العرب، حقّقه إبراهيم اليازجي وجماعة من اللغويّين، دار صادر، ط3، بيروت، 1414هـ- 1994م، ج2: 281، 282. (باب الجيم، فصل الراء، مادة “رجج”).
[26] . قَتادة بن النعمان بن زيد بن عامر الأنصاريّ الظفريّ الأوسيّ (ت 23هــ/644م): صحابيّ. كان من الرماة المشهورين. شهد المشاهد كلّها مع رسول الله (ص). توفّي بالمدينة وهو ابن 65 سنة. (الأعلام للزركليّ ج5: 189).
[27] . سورة الأنفال: 47.
[28] . لسان العرب، ج2: 284. (باب الجيم، فصل الراء مادة “رعج”).
[29] . ينظر: ابن جنّيّ، عثمان بن جنّيّ: سرّ صناعة الإعراب، حقّقه د. حسن هنداوي، دار القلم، ط2، دمشق، 1413هـ-1993م، ج1: 50.
[30] . ينظر: الخفاجيّ، عبد الله بن محمّد: سرّ الفصاحة، دار الكتب العلميّة، ط1، بيروت، 1982م- 1402هـ، ص: 29
[31] . أحمد بن فارس بن زكرياء القزوينيّ الرازيّ (ت 395هـ/1004م): من أئمّة اللّغة والأدب. أصله من قزوين، وأقام مدّة في همذان، ثمّ انتقل إلى الريّ فتوفّي فيها، وإليها نسبته. من تصانيفه: “مقاييس اللّغة”، و”الصاحبيّ” في علم العربيّة، ألّفه لخزانة الصاحب ابن عبّاد، و”متخيّر الألفاظ”. (الأعلام للزركليّ ج1: 193).
[32] . ابن فارس، أحمد: مقاييس اللّغة، حقّقه وضبطه عبد السلام محمّد هارون، [ط2]، دار الفكر، بيروت، 1399هـ -1979م، ج2: 384، 385.
[33] . مقاييس اللّغة لابن فارس، م. م. ج2: 411.
[34] . هو محمّد بن الحسن بن دريد الأزديّ (ت 321هــ/933م): من أئمّة اللّغة والأدب. ولد في البصرة. تقلّد ديوان فارس لآل ميكال. ثم رجع إلى بغداد، واتّصل بالمقتدر العبّاسيّ فأقام فيها أن توفّي. من كتبه: “جمهرة اللّغة”، و”الاشتقاق”، و”المقصور والممدود”. (الأعلام للزركليّ ج6: 80).
[35] . ابن دريد (محمّد بن الحسن): جمهرة اللّغة، حقّقه د. رمزي منير بعلبكي، دار العلم للملايين، ط1، بيروت، 1987،ج1: 461.
[36] . تهذيب اللّغة للأزهريّ، م. م. ج1: 364. (بَاب الْعين وَالْجِيم مَعَ الرَّاء).
[37] . مقاييس اللّغة لابن فارس، م. م. ج3: 299.
[38] . هو يحيى بن زياد، المعروف بالفرّاء (ت207هـ /822م): إمام الكوفيّين في النّحو واللّغة والأدب. كان فقيهًا، وعالمًا بأيّام العرب، وملمًّا بالنجوم والطبّ. من كتبه: “معاني القرآن”، و”المذكّر والمؤنّث”، و”اللّغات”. (الأعلام للزركليّ ج8: 145).
[39] . مقاييس اللّغة لابن فارس، م. م. ج3: 350.
[40] . لسان العرب، ج12: 340.(باب الميم، فصل الحاء المهملة، مادّة” صلم”)
[41] . لسان العرب، ج8: 206. (باب الميم، فصل الحاء المهملة مادة “صلمع”).
[42] . هو محمّد بن محمّد الحسينيّ الزبيديّ، الملّقب بمرتضى (ت 1205هـ/ 1790م): علّامة باللّغة والحديث والرّجال والأنساب. أصله من واسط (في العراق) ومولده بالهند. أقام بمصر، وتوفّي فيها. من كتبه: “تاج العروس من جواهر القاموس”، و”التكملة والصلة والذيل للقاموس”. (الأعلام للزركليّ ج7: 70).
[43] . الزبيدي، محمّد مرتضى: تاج العروس من جواهر القاموس، حقّقه مصطفى حجازي، وزارة الأعلام [ط1]، الكويت، 1409هـ- 1989م، ج25: 290.
[44] . مقاييس اللّغة لابن فارس، م. م. ج1: 452.
[45] . هو شمر بن حمدويه الهرويّ (ت 255 هــ / 869 م): لغويّ أديب. من أهل هراة (بخراسان). له كتاب كبير في اللّغة، ابتدأه بحرف الجيم، غرق في النهروان، ورأى منه الأزهريّ تفاريق أجزاء غير كاملة. ومن كتبه أيضًا “غريب الحديث”، و”السلاح والجبال والأودية”. (الأعلام للزركليّ، ج3: )175.
[46] . لسان العرب، ج3: 281 (باب الدال، فصل العين المهملة، مادّة “عجد”).
[47] . تاج العروس، ج8: 352 (باب الدال المهملة، فصل العين مع الدال المهملتين).
[48] . مقاييس اللّغة لابن فارس، م. م. ج1: 332.
[49] . مقاييس اللّغة لابن فارس، م. م. ج4: 360.
[50] . لسان العرب، ج5: 107 (باب الراء، فصل القاف، مادّة “قطر”).
[51] . لسان العرب، ج5: 110 (باب الراء، فصل القاف، مادّة “قعطر”).
[52] . هو عبدالله بن رِبعيّ بن خالد الفقعسيّ، أبو محمّد (ت…) راجز إسلاميّ (البكري، عبدالله بن عبد العزيز، أبو عبيد، سمط اللآلي في شرح أمالي القالي، تحقيق عبد العزيز الميمنيّ، [مصوّر عن الطبعة المصريّة 1354هـ -1936م] دار الكتب العلميّة، د.ت. ص:652).
[53] . من مصادر هذا الرجز: الشيبانيّ، إسحاق بن مرار: كتاب الجيم، حقّقه إبراهيم الأبياري وعبد العليم الطحاوي وعبد الكريم العزباوي، مجمع اللّغة العربيّة، [ط1]، القاهرة، 1394ـ1395هـ 1974ـ1975م، ج1: 278 (بزيادة أشطار)؛ ابن السّكّيت، يعقوب بن إسحاق، أبو يوسف: إصلاح المنطق، شرحه وحقّقه أحمد محمّد شاكر وعبد السلام محمّد هارون، دار المعارف، ط1، مصر، 1949م، ص: 194 (بزيادة أشطار)؛ الأنباري، محمّد بن القاسم، أبو بكر: الزاهر في معاني كلمات الناس، حقّقه د. حاتم صالح الضامن، دار الرشيد، [ط1]، بغداد، 1399هـ – 1979م، ج2: 345 (بزيادة أشطار وغير منسوب).
[54] . لسان العرب، ج6: 178 (باب السين، فصل القاف، مادّة “قعس”).
[55] . تاج العروس، ج16: 384 (فصل الْقَاف مَعَ السِّين الْمُهْملَة، مادّة: قعس”).
[56] . هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكنديّ (ت نحو80 ق هـ/545م) أشهر شعراء العرب، وصاحب إحدى المعلّقات السبع. اختُلف في اسمه. كان أبوه ملك أسد وغطفان. عرف امرؤ القيس بالملك الضليل لاضطراب أموره، وبذي القروح لقروح ظهرت في مرضه قبيل موته. له ديوان. (الأعلام للزركليّ، ج2: 11).
[57] . البيت من قصيدة [بحر الطويل] قالها عندما أصيب بالقروح؛ ينظر: ديوان امرىء القيس وملحقاته، بشرح أبي سعيد السكّريّ المتوفّى سنة 275 هــ، حقّقه أنور أبو عليان سويلم، ومحمّد علي الشوابكة، مركز زايد للتراث، ط1، الإمارات العربيّة المتّحدة، 1421هـ-2000م، مج1: 548.
[58] . تاج العروس، ج16: 412 (فصل الْقَاف مَعَ السِّين الْمُهْملَة، مادّة: قوس”).
[59] . لسان العرب، ج6: 337 (باب الشين، فصل القاف، مادّة “قعش”).
[60] . سورة النجم/ 9.
[61] . مقاييس اللّغة لابن فارس، م. م. ج5: 40.
[62] . مقاييس اللّغة لابن فارس، م. م. ج5: 110.
[63] . هو محمّد بن القاسم، أبو بكر الأنباريّ (ت 328هــ/ 940م): من أعلم أهل زمانه بالأدب واللّغة، ومن أكثر الناس حفظًا للشعر والأخبار، ولد في الأنبار وتوفّي ببغداد. من كتبه: “الزاهر” في اللّغة، و”شرح القصائد السبع الطوال الجاهليّات”، و”الأضداد”، و”غريب الحديث”.
[64] . ابن سيده، علي بن إسماعيل: المخصّص، تحقيق لجنة إحياء التراث العربيّ، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، د.ط. د.ت. ج1: 44.
[65] . هو أبو الفتح عثمان بن جنّيّ الموصليّ (ت392هـ /1001م) من علماء اللّغة والنّحو والأدب، وله شعر. صنّف في النّحو والتصريف كتبًا مهمّة، منها: “الخصائص”، و”سرّ صناعة الإعراب”. (الأعلام للزركليّ، ج4: 204).
[66] . المخصّص لابن سيده، م. م. ج6: 37.
[67] . المنقوص والممدود للفرّاء والتنبيهات لعليّ بن حمزة، تحقيق عبد العزيز الميمنيّ الراجكوتيّ، ط3، دار المعارف، مصر، ص: 200.
[68] . هو ظالم بن عمرو الدؤليّ الكنانيّ (ت 69 هــ/ 688م): واضع علم النّحو. كان معدودًا من الفقهاء والأعيان والأمراء والشعراء والفرسان، من التابعين. رسم له عليّ بن أبي طالب شيئًا من أصول النّحو، فكتب فيه أبو الأسود. وأخذه عنه جماعة. وهو أوّل من نقط المصحف. وله شعر جيّد في ديوان صغير. (الأعلام للزركليّ، ج3: 237).
[69] . هو نصر بن عاصم اللّيثيّ (ت 89 هـــ/ 708 م): من أوائل واضعي “النّحو. كان فقيهًا، عالمًا بالعربيّة، من فقهاء التابعين. وهو أوّل من نقّط المصاحف. مات بالبصرة. (الأعلام للزركليّ، ج8: 24).
[70] . لسان العرب، ج11: 203 (باب اللّام، فصل الخاء المعجمة، مادّة “خزل”).
[71] . لسان العرب، ج11: 205 (باب اللّام، فصل الخاء المعجمة، مادّة “خزعل”).
[72] . راجع: لسان العرب، ج11: 202 (باب اللّام، فصل الخاء المعجمة، مادّة “خذعل) تاج العروس، ج28: 407 (فصل الْخَاء المُعجَمة مَعَ اللَّام، مادّة: خزعل).
[73] . ابن السّكّيت، يعقوب بن إسحاق، القلب والإبدال: حقّقه أوغست هفنر، المطبعة الكاثوليكيّة، ط1، بيروت، 1903م، ص: 58.
[74] . هو عبد الواحد بن عليّ الحلبيّ، أبو الطّيّب اللّغويّ (ت 351 هــ/962 م): أديب ولغويّ. أصله من “عسكر مكرم”، سكن حلب، وقتل فيها يوم دخلها الدمستق. من كتبه: “مراتب النّحويّين”، و”الإبدال”، و”الأضداد”. (الأعلام للزركليّ، ج4: 176).
[75] . أبو الطيّب اللّغويّ، كتاب الإبدال، حقّقه وشرحه عزّ الدين التنّوخيّ، المجمع العلميّ العربيّ بدمشق، [ط1]، دمشق، 1379هـ- 1960م، ج2: 7.
[76] . نفسه، ج2: 11، 12.
[77] . من مصادر هذا الرجز: الإبدال لأبي الطيّب اللّغويّ، م. م. ج2: 11 (وفيه: “وسدو رجل” بدل “ونقل رجل”). وفي اللّسان، ج11: 204 (باب اللّام، فصل الخاء المعجمة، مادّة “خزعل”): (و”رجل سوء” بدل “ونقل رجل”). ورواية الجمهرة مذكورة في المزهر للسيوطيّ، بتحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم وآخرين، ط3، دار التراث، مصر، ج1: 560.
[78] . جمهرة اللّغة لابن دريد، م. م. ج2: 1144.
[79] . مقاييس اللّغة لابن فارس، م. م. ج1: 328، 329.
[80] . نفسه، ج1: 329.
[81] . نفسه، ج2: 253.
[82] . نفسه، ج1: 328. (بَابُ مَا جَاءَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ أَوَّلُهُ بَاءٌ).
[83] . ينظر: نفسه، م. م. ج1: 329، 330. (بَابُ مَا جَاءَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ أَوَّلُهُ بَاءٌ).
[84] . نفسه، ج1: 333. (بابُ مَا جَاءَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ أَوَّلُهُ بَاءٌ).
[85] . نفسه، ج4: 514. (بَابُ مَا جَاءَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ عَلَى أَكْثَرِ مِنْ ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ أَوَّلُهُ فَاءٌ).
فهرس مصادر البحث ومراجعه
- إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب (معجم الأدباء). الحمويّ (ياقوت بن عبد الله). حقّقه إحسان عبّاس، دار الغرب الإسلاميّ، ط1، بيروت، 1414 هـ – 1993م.
- إصلاح المنطق، ابن السّكّيت (يعقوب بن إسحاق). شرحه وحقّقه أحمد محمّد شاكر وعبد السلام محمّد هارون، دار المعارف، ط1، مصر، 1949م.
- إنباه الرواة على أنباه النّحاة. القفطيّ (علي بن يوسف). حقّقه: محمّد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العربيّ بالقاهرة، ومؤسّسة الكتب الثقافيّة ببيروت، ط1، 1406 هـ – 1982م.
- تاج العروس من جواهر القاموس. الزبيديّ (محمّد مرتضى). حقّقه مصطفى حجازي، وزارة الأعلام [ط1]، الكويت، 1409هـ- 1989م.
- التنبيهات. عليّ بن حمزة. حقّقه عبد العزيز الميمنيّ الراجكوتيّ، ط3، دار المعارف، مصر.
- تهذيب اللّغة. الأزهريّ (محمّد بن أحمد). حقّقه عبد السّلام محمّد هارون، دار القوميّة العربيّة للطباعة، [ط1]، القاهرة، 1384هــ- 1964م.
- جمهرة اللّغة. ابن دريد (محمّد بن الحسن). حقّقه د. رمزي منير بعلبكي، دار العلم للملايين، ط1، بيروت، 1987م.
- ديوان امرىء القيس وملحقاته، بشرح أبي سعيد السكّريّ المتوفّى سنة 275 هــ، حقّقه أنور أبو عليان سويلم، ومحمّد علي الشوابكة، مركز زايد للتراث، ط1، الإمارات العربيّة المتّحدة، 1421هـ-2000م.
- الزاهر في معاني كلمات الناس. الأنباري (محمّد بن القاسم). حقّقه د. حاتم صالح الضامن، دار الرشيد، [ط1]، بغداد، 1399هـ – 1979م.
- سرّ صناعة الإعراب. ابن جنّيّ (عثمان بن جنّيّ). حقّقه د. حسن هنداوي، دار القلم، ط2، دمشق، 1413هـ-1993م.
- سرّ الفصاحة. الخفاجيّ (عبد الله بن محمّد). دار الكتب العلميّة، ط1، بيروت،1402هـ- 1982م.
- ابن الأثير، المبارك بن محمّد، أبو السعادات: النّهاية في غريب الحديث والأثر، حقّقه خليل مأمون شيحا، دار المعرفة، ط2، بيروت،1427هـــ – 2006م.
- ابن منظور، محمّد بن مكرم: لسان العرب، حقّقه إبراهيم اليازجي وجماعة من اللغويّين، دار صادر، ط3، بيروت، 1414هـ- 1994م.
- ابن السّكّيت، يعقوب بن إسحاق، القلب والإبدال: حقّقه أوغست هفنر، المطبعة الكاثوليكيّة، ط1، بيروت، 1903م.
- سيبويه (عمرو بن عثمان): الكتاب، حقّقه عبد السلام محمّد هارون، مكتبة الخانجي بالقاهرة ودار الرفاعي بالرياض، ط2، 1402هـ- 1982م.
- ابن سيده، علي بن إسماعيل: المخصّص، تحقيق لجنة إحياء التراث العربيّ، دار إحياء التراث العربيّ، بيروت، لبنان، د.ط. د.ت.
- ابن فارس، أحمد: مقاييس اللّغة، حقّقه وضبطه عبد السلام محمّد هارون، [ط2]، دار الفكر، بيروت، 1399هـ -1979م.
- أبو الطيّب اللّغويّ، كتاب الإبدال، حقّقه وشرحه عزّ الدين التنّوخيّ، المجمع العلميّ العربيّ بدمشق، [ط1]، دمشق، 1379هـ- 1960م.
- عليّ بن حمزة: المنقوص والممدود للفرّاء والتنبيهات تحقيق عبد العزيز الميمنيّ الراجكوتيّ، ط3، دار المعارف، مصر.
- الشيبانيّ، إسحاق بن مرار: كتاب الجيم، حقّقه إبراهيم الأبياري وعبد العليم الطحاوي وعبد الكريم العزباوي، مجمع اللّغة العربيّة، [ط1]، القاهرة، 1394-1395هـ 1974-1975م.
- الفرّاء، يحيى بن زياد: المنقوص والممدود، تحقيق عبد العزيز الميمنيّ الراجكوتيّ، ط3، دار المعارف، مصر.
- الفراهيديّ، الخليل بن أحمد: معجم العين، حقّقه الدكتور مهدي المخزوميّ والدكتور إبراهيم السامرائيّ، مؤسّسة دار الهجرة، ط2، طهران، 1409هــ.
- كراع النمل (عليّ بن الحسن الهنائيّ): المنتخب من غريب كلام العرب، حقّقه الدكتور محمّد بن أحمد العمريّ، جامعة أمّ القرى، ط1، مكّة المكرّمة، 1989م- 1409هـ.
- ابن النديم، محمّد بن إسحاق: الفهرست، حقّقه إبراهيم رمضان، دار المعرفة، ط2، بيروت، 1417 هـ – 1997م.