سلسلة الطّرائق التّعليميّة التّعلّميّة

سلسلة الطّرائق التّعليميّة التّعلّميّة

Series of teaching-learning methods

إيمان ياسين حسين^([1]) د. Dr.Iman Yassein Hussein

ضمن سلسلة الطّرائق التّعليميّة التّعلّميّة، تعرّفنا على طريقة عصف الأفكار أو طريقة العصف الذّهني ضمن العدد السّابق، وسنتعرّف ضمن هذا العدد على طَريقة تعليميّة تعلّميّة مُعتمدة في العَمليّة التّعليميّة التّعلّميّة وهي طَريقة الحثّ على الفهم.

• تعريف طَرِيقة الحثّ على الفهم

الحثّ على الفهم طريقة تعليم وتعلّم تضع المتعلّم في نشاط تواصلي مع الآخرين، يقوم خلالها المتعلّم بالإصغاء إلى رسالة أو قراءتها بهدف فهمها وفكّ رموزها، والوصول إلى مقاصد المرسِل[2].

• أنواع الحثّ على الفهم

نُميّز في طريقة الحثّ على الفهم في العمليّة التّعليميّة التّعلّميّة نوعين رئيسين هُما: الفهم المسموع والفهم المقروء.

1. فهم مسموع:

يعني وضع المتعلّم في نشاط تعليم وتعلّم بوضعيّة الإصغاء إلى رسالة تكون إمّا مُسجّلة أو تُلقى بشكل مباشر من قِبل المعلّم، وإثبات فهمه لمضمون الرّسالة خطّيًّا أو شفهيًّا، وهذا النّشاط يجب أن يُطبّق بالرّجوع إلى المعلومات.

2. فهم مقروء:

يُقسم الفهم المقروء إلى قسمين: استذكاري ومع مصادر.

• فهم مقروء اسستذكاري: يعني وضع المتعلّم في نشاط تعليم وتعلّم بوضعيّة القراءة لرسالة مكتوبة، وقد تكون صورًا، رسمًا، جدولًا، رسمًا هيكليًّا، نصًا وغيرها، وللتّأكّد من وصول الرّسالة يتمّ اختباره شفهيًّا أو خطّيًّا أو عمليًّا. ويُعتمد في هذا النّشاط الرّجوع إلى المعلومات المكتسبة عند المُتعلّم والمُستندات المعتمدة لتحقيق الهدف.
• فهم مقروء مع مصادر: وهو تمامًا كالفهم المقروء الاستذكاري من حيث الوضعيّة وإثبات الفهم للمحتوى والرّجوع إلى المستندات والمعلومات المخزّنة في ذاكرة المتعلّم، ولكن يُضاف إليها عدم الوثوق الكامل بالمعلومات والمستندات التي بحوزة المتعلّم، والاستعانة بمصادر ومراجع متنوّعة ومناسبة.
• دور المعلّم في تطبيق طريقة الحثّ على الفهم

يلعب المعلّم دورًا رئيسًا في طريقة الحث على الفهم، ويتطلّب منه القيام بعدّة خطوات لتحقيق الأهداف المرجوّة، ومنها:

• يحضّر الرّسالة، وهي عبارة عن نص، رسم، صورة، جدول….. ويُشترط أن لا يكون مضمون الرّسالة الموجّهة قد اطّلع عليها المتعلّم سابقًا بحيث يصبح بذلك نشاطًا استذكاريًّا وليس الحث على الفهم.
• يُحضّر أدوات الكشف عن فهم متعلّم (بنود خطّيّة أو شفهيّة)، والمتمثّلة في أغلب الأحيان بمجموعة أسئلة حول الرّسالة الموجّهة.
• يطلب إلى المتعلّم الإجابة عن الأسئلة، والّتي من خلالها يكشف المعلّم مدى فهم المتعلّم للرّسالة، وذلك سواء في الفهم المسموع من خلال الإصغاء إلى النّص، أو في الفهم المقروء الاستذكاري أو بالعودة إلى مصادر ومراجع بعد الإطّلاع على المستند.
• يتأكّد من فهم المتعلّم للرّسالة، ويقوم بتقويم نتائج عمل المتعلّمين، كما يمكن المناقشة مع المتعلّمين لتحديد الثّغرات واتّخاذ الإجراءات العلاجيّة اللّازمة عند الحاجة.
• دور المتعلّم في تطبيق طريقة الحثّ على الفهم

كما للمعلّم دور في تحقيق الأهداف عن طريق اعتماد طريقة الحثّ على الفهم، فإنّ للمتعلّم دوره أيضًا، ويتمثّل بـ:

• يقوم المتعلّم بالاستماع والإصغاء إلى الرّسالة في الفهم المسموع أو الإطّلاع عليها في الفهم المقروء، على أن تكون موثوقة ومُناسبة.
• يلتزم ويُطبّق ما يَطلبه المعلّم منه من تعليمات وتوجيهات.
• يجيب عن الأسئلة المُحضّرة من المعلّم.
• يُعدّل المطلوب منه على ضوء النّتائج التي حقّقها، ومُساعدة المعلّم له.
• أهمّيّة طريقة الحثّ على الفهم

تُنمّي هذه الطّريقة عند المتعلّم:

• القدرة على التّواصل مع أفكار الآخرين.
• تعزيز الثّقة بالنّفس والقدرات الذّاتيّة.
• تعزيز القدرة على التّعلّم الذّاتي من خلال اعتماد الفهم المقروء، وخاصّة المعتمد على المصادر.
• تُساعد على رفع مستوى التّركيز عند المتعلّم.
• المواد التي تُطبّق فيها طريقة الحثّ على الفهم

تُطبّق هذه الطّريقة غالبًا في اللّغات، حيث يتمّ الاعتماد بالشّكل الأساسي على الفهم المسموع والمقروء للنّصوص، وهذا لا يمنع من تطبيقها في كافّة المواد دون استثناء، والاعتماد على الرّسوم والصّور والجداول والرّسوم البيانيّة وغيرها من أنواع المستندات، لما لها من أهمّيّة عند اعتمادها (واردة أعلاه).

• شروط تطبيق طريقة الحثّ على الفهم

تتعدّد الشّروط والمستلزمات الّتي يجب مراعاتها لنجاح اعتماد طريقة الحث على الفهم في العمليّة التّعليميّة التّعلّميّة، وأبرزها:

• الدّقة في اختيار المواضيع من قبل المعلّم، والتّركيز على المواضيع الّتي تحرّك الدّافعيّة عند المتعلّم وتشجّعه على المشاركة في النّشاط.
• اختيار الأنشطة والرّسائل الّتي تتضمّن بعض العقبات، وعدم التّركيز على السّهل منها، وإلّا افتقد النّشاط التّعليمي جدوائيّته.
• وحدة اللّغة بين المُرسِل والمُرسَل إليه.
• تحضير الأدوات الّلازمة للوصول إلى الفهم المطلوب من أسئلة وإجابات ومستندات تتناسب مع موضوع النّشاط.
• اعتماد مستندات جديدة على المتعلّم وغير مُعالجة سابقًا.
• اعتماد هذ الطّريقة في الموادّ التّعليميّة كافّة وعدم حصرها في مواد الّلغات.

[1]  – دكتوراه في الجغرافيا – الجامعة اللبنانيّة – منسّقة وحدة الاجتماعيّات في ثانويّة المهدي^“عج” شاهد – مدرّبة في المجال التّربوي.

Doctorate in Geography – Lebanese University Coordinator of the Social Studies at Al-Mahdi Shahid High School -Educational trainer. Email: dr.imanhussein5@gmail.com

[2]– عواضة هاشم، بناء المناهج التّعليميّة وتقويمها، مركز التّأليف والنّشر، 2020 صفحة 276.