foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

دور الموقع الجغرافي للدولة… قطر أنموذجًا

0

عنوان البحث: دور الموقع الجغرافي للدولة... قطر أنموذجًا

اسم الكاتب: حسين أحمد البوحليقة

تاريخ النشر: 20/12/2024

اسم المجلة: مجلة أوراق ثقافية

عدد المجلة: 34

تحميل البحث بصيغة PDF

دور الموقع الجغرافي للدولة… قطر أنموذجًا

خلال حصار 2017م

The Role of Geographical Location of the State: Qatar as a Model During the 2017 Blockade

Hussein Ahmed Albuhaliqa حسين أحمد البوحليقة([1])

Supervised by Professor. Mohammed Walid Abdul Rahim إشراف أ. د. محمد وليد عبد الرحيم([2])

تاريخ الإرسال: 2-9-2024                   تاريخ القبول: 14-9-2024

الملخص

تُعَد قطر مثالًا واضحًا على أنّ الدّول لا تُعرَّف بحجمها، بل بأفعالها السياسية الاستراتيجيّة وإدارة مواردها. وعلى غرار سنغافورة ولوكسمبورج، اكتسبت قطر احترام القوى الأكبر. وقد شكل الحصار الذي فُرِض عليها في العام 2017 لحظة محورية في الحياة السياسيّة في البلاد، ما دفعها إلى التحول من دولة مستهلكة إلى دولة مكتفية ذاتيًّا، تلبي احتياجات السّوق المحليّة بشكل فعال وتقلل من مخاطر الأزمات المستقبليّة. وقد أكد هذا الوضع أهمّيّة تشكيل علاقات دوليّة قائمة على المصالح طويلة الأجل، وضمان الدّعم في أوقات الأزمات. وعلى الرّغم من نجاح قطر في اجتياز الحصار وخروجها منه أقوى، إلّا أنّ الحذر المستمر ضروري بسبب عقدين من التّوترات المتراكمة مع الدّول المجاورة. وفي نهاية المطاف، عززت تجربة الحصار من قدرة الدّولة القطريّة وشعبها على الصمود، وأظهرت قدرتها على إدارة الأزمات والتّكيف مع التّحديات المستقبليّة مع الحفاظ على مصالحها وسيادتها.

الكلمات المفاتيح: حصار قطر 2017م، دولة قطر، دول الخليج، الخليج العربي، المملكة العربية السّعوديّة.

Abstract

Qatar exemplifies that countries are not defined by size but by their strategic political actions and resource management. Similar to Singapore and Luxembourg, Qatar has earned respect from larger powers. The 2017 blockade marked a pivotal moment in the country’s political life, prompting a transformation from a consuming nation to a self-sustaining one, effectively meeting local market needs and reducing future crisis risks. This situation underscored the significance of forming international relations based on long-term interests, ensuring support in times of crisis. Although Qatar has successfully navigated the blockade and emerged stronger, ongoing caution is necessary due to two decades of accumulated tensions with neighboring countries. Ultimately, the blockade experience strengthened the resilience of the Qatari state and its people, showcasing their ability to manage crises and adapt to future challenges while maintaining their interests and sovereignty.

Keywords: Qatar blockade 2017, State of Qatar, Gulf States, Arabian Gulf, Kingdom of Saudi Arabia

                                                                                                        

حسين أحمد البوحليقة

مقدمة

يؤدي الموقع الجغرافي للدول عاملًا رئيسًا في كثير من الأمور التي تنقل الدّولة إلى مستوى عالمي (كقوة دوليّة) واقتصادي كمركز مالي أو مركز تجاري، وكقوة سياسيّة تتحكم بموارد معينة كالمياه والمعابر ومصادر الطاقة، وغيرها من أمور، فالموقع للدولة يعد أحد الركائز الإستراتيجيّة التي لا تغفل عنه العوامل السياسيّة.

كما أنّ حجم الدّول في العالم يشكل عاملًا مهمًّا ومؤثرًا، فكلما كانت الدولة كبيرة الحجم زادت الرقعة الجغرافيّة التي تمتلكها وزادت الموارد الطبيعيّة التي في باطنها، وبمقدورها ضم أعداد أكبر من السّكان، وأصبح لها امتداد يحميها من أعدائها وجيرانها في أوقات الحرب، ولكنه أيضًا يشكل عامل ضعف في حال كان حولها عدة جيران، وأصبح من الضروري جدًا الحفاظ على حدودها بشكل أكبر ما يعني استنزافًا لموارد ماليّة (مصروفات) لحماية الحدود.

إشراف أ. د. محمد وليد عبد الرحيم

وفي المقابل كلما صغر حجم الدولة، تصبح مستهدفه لضمها من جيرانها الكبار، ويصبح صوتها دوليًّا أضعف مقارنة بالدول الكبيرة  الحجم، وتمتلك موارد طبيعيّة محدودة على محيطها الجغرافي، وشعبها أقل، ولكنها تحصل على تعاطف أكبر من دول العالم لحمايتها من أي خطر قد يصيبها من جاراتها، وخاصة إن كانت تمتلك موارد طاقة مؤثرة في اقتصاد العالم.

وعليه سأستخدم في بحثي هذا المنهج الوصفي والمنهج التّاريخي وذلك لضم العديد من الأمثلة الحيّة التي مررنا بها في قطر خلال مدّة زمنيّة معيّنة، شكلت منعطفًا تاريخيًّا في تاريخ قطر السياسي الحديث ولإثبات أنّ الدّول لا تقاس بحجمها إنّما بقوتها ومكانتها بين الأمم.

إشكالية البحث: ومن خلال هذا البحث سنعمل على تطبيق كلا النظريتين أعلاه على دولة قطر بالتحديد والإجابة على استفسارات لربما مازالت محل تساؤل وهي كيف بالإمكان لدولة صغيرة في الحجم حماية نفسها من دول الجوار؟، وكيف تؤدي العلاقات والاقتصاد دورًا كبيرًا في تغيير المعادلات السياسية خلال الأزمات؟

المنهج

يعتمد البحث على المنهج التّاريخي إذ يسلّط الضوء الحِقب الزّمنيّة في العصر الحديث، ويراعي التّسلسل الزّمني في الانتقال ما بين الأحداث التّاريخيّة التي حدثت قبل مدّة الحصار على دولة قطر وخلالها، وسيعتم على المنهج الوصفي، الذي يساعد في وصف الأحداث من جوانب مختلفة منها: السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة.

المبحث الأول: دولة قطر الموقع الجغرافي والموارد الطبيعيّة

قطر إحدى الدّول التي تقع في منطقة الشّرق الأوسط في قارة آسيا، ومن خلال هذا المبحث سأعمل على شرح الموقع الجغرافي لدولة قطر، وما الدّول التي تؤثر عليها وتتأثر بها، وماهي المصادر الطبيعيّة التي تمتلكها، إذ من خلالها تحولت هذه الدّولة الصغيرة إلى قوة اقتصاديّة عالميّة تتنافس بثروتها مع دول كبرى في العالم.

المطلب الأول: الموقع والجغرافيا

تقع دولة قطر بالتّحديد في منتصف ساحل الخليج العربي، بمساحة 11521 كيلو متر مربع ولها عدة جزر تابعه لها مثل حالول وشراعوه وغيرها، وعاصمتها هي الدّوحة التي تقع في الجانب الشّرقي لخريطة قطر، وقطر دولة تمتلك حدودًا برية مع جارة واحدة فقط، وهي المملكة العربيّة السّعوديّة وذلك من خلال منفذ أبو سمرة الحدودي والذي يربط قطر بالمملكة (منفذ سلوى) ويعدُّ عصب الحياة الوحيد لقطر لجلب البضائع، والمواد الغذائيّة وغيرها من خلاله عبر الطريق البري الأقل كلفة والأسرع نوعًا ما من غيرها من الوسائل،” منفذ أبوسمرة يمثل نقطة الوصل البريّة مع دول مجلس التّعاون الخليجي وخاصة مع المملكة العربية السّعوديّة، حيث تعبر آلاف الشّاحنات والسيارات في الاتجاهين سواء للتجارة أو لأداء مناسك العمرة أو للسياحة أو حتى للتبضع من المنطقة الغربيّة للمملكة العربيّة السّعوديّة، وتبذل الجهات الرّسميّة في الدولة مجهودات ضخمة للاعتناء بهذا المنفذ لإسهامه في دعم الاقتصاد الوطني بشكل أو بآخر”([3]).  يبعد جغرافيًّا المركز عن العاصمة الدّوحة بنحو 110 كيلومترات تقريبًا، فسابقًا كان لدى قطر حدود مشتركة مع جارتها الإمارات، من خلال المنفذ البري الموجود بمنطقة سودا نثيل والذي كان يربط قطر ب”أبوظبي” (منطقة السلع) بشكل مباشر،” أغلقت السّعوديّة الطريق الذي كان يربط منطقة السّلع الإماراتيّة الحدوديّة التّابعة لإمارة ”أبوظبي” مباشرة بمركز سودا نثيل الحدودي القطري ….ونتيجة لذلك تم قطع طريق الاتصال البري بين ابوظبي وقطر للمرة الأولى في تاريخ البلدين”([4])،  ولكن وبسبب التّوسع السّعودي خلال مدّة ما قبل 1974م تسبب الأمر بخلاف حدودي ما بين كل من الإمارات، والمملكة العربية السّعوديّة وقطر وسلطنة عمان على منطقة البريمي والتي ترغب المملكة في ضمها إليها، إلّا أنّ “أبوظبي” تطالب بها لوجود تاريخ لها في تلك الأراضي، الخلاف الذي حلّ بمبادلة بعض الأراضي والاتفاق – اتفاق جده 1974 الذي نص على أن تتنازل الإمارات/ أبوظبي عن المنطقة الحدوديّة ما بينها، وبين قطر مقابل أن تتنازل المملكة عن طلبها لضم منطقة البريمي، وتعترف بوجود دولة الإمارات العربيّة المتحدة، ” نصت اتفاقيّة جدة 1974 على تحديد الحدود بين البلدين تنازلت السّعوديّة عن جزء من واحة البريمي في مقابل الحصول على ساحل بطول حوالي 50 كم يفصل بين قطر والإمارات، وكذلك امتلاك حقل شيبة والذي يمتد جزء منه داخل أراضي الإمارات كما حصلت على جزيرة الحويصات” ([5])، وفعلاً بهذا التّوقيع خسرت الإمارات المنفذ مع دولة قطر، وأغلقت قطر بشكل نهائي هذا المركز الحدودي كونه يمرّ على الأراضي السّعوديّة وفضلت أن يكون المعبر الحدودي الوحيد هو عبر حدود أبو سمرة – سلوى. ولدى قطر حدود بحرية مع كلّ من الجمهورية الإسلاميّة في إيران، دولة الإمارات العربيّة المتحدة، مملكة البحرين، وأيضًا المملكة العربية السّعوديّة.

علمًا أن الحدود القطريّة كانت منذ مدة طويلة محل خلاف حاد ما بين كل من دولة البحرين (قبل أن تصبح مملكة البحرين) من جانب بحري وبين المملكة العربية السّعوديّة من جانب بري، فالبحرين تجد أن جزر حوار وشمال قطر هي جزء منها ولا يمكن التّنازل عنه، بينما قطر تجد أنّ هذه الجزر في أرخبيل حوار هو جزء لا يتجزأ من دولة قطر كونها محاذية بشكل حقيقي لدولة قطر، وعليه استمر الحوار منذ 1937 وحتى 2000 طلبت قطر أن يُرفع الحكم والقرار الرئيس للبت بالأمر من خلال محكمة العدل الدّوليّة والتي بدورها سنة 2001 حكمت أنّ البحرين لها حقّ في جزر حوار فقط، وأنّ شمال قطر (الزبارة) وغيرها من جزر صغيرة حقّ لدولة قطر، وعليه ترسم الحدود بين الطرفين على هذا المبدأ.

أمّا ترسيم الحدود البرية مع المملكة العربية السّعوديّة، فقد كانت محط خلاف منذ 1965 حينما رغبت قطر والمملكة بترسيم الحدود ما بين الدولتين إلّا أنّ الخلافات كانت تحول دائمًا دون ترسيم تلك الحدود، وقد حدثت مناوشات ما بين الطرفين سنة 1992 أدت إلى سقوط قتلى من الجانبين، ما دفع الطرفين إلى إعادة فتح ملف التّرسيم إلى الطاولة، وفعلًا في العام 2001 رُسِّمت الحدود ما بين قطر والمملكة العربية السّعوديّة بشريط حدودي كامل يقدر بـ 60 كيلو متر تقريبًا، تكون حدود قطر بموجبة واضحة بشكل رسمي، ووقع كلّ من وزير الخارجيّة القطري حينها حمد بن جاسم، ووزير الخارجيّة السّعوديّة حينها سعود الفيصل على الخرائط الرّسميّة التي تحفظ حدود الدولتين، وأُقفِلت موضوع الحدود ما بين قطر والسّعوديّة، ” ووقعت كل من المملكة العربية السّعوديّة ودولة قطر على اتفاقية ترسيم الحدود بين البلدين بشكل نهائي والتي بموجبها أُغلِق ملف خلاف دام نحو 35 عامًا. ويبلغ طول الحدود بين البلدين 60 كلم برّيًّا وبحريًّا في منطقة دوحة سلوى” ([6]).

لا تضم دولة قطر جغرافيًّا أيّ شكل من أشكال الجبال، فهي أرض مسطحة، بها بعض التلال الرّميلة في الجزء الجنوبي منها وخاصة في منطقة خور العديد، أمّا ما دون ذلك فهي سهول وأراضٍ مستوية، وبعض المنخفضات كالدّحول. أمّا من ناحية المناخ فهي تتمتع بمناخ حار صيفًا، ومعتدل نوعًا ما شتاءً نظرًا إلى أنّ البحر يحيطها من ثلاث جهات، ونسبة رطوبة متوسطة خلال حقبات متقطعة من العام.

تتمتع قطر بنسبة سكان وصلت إلى ” 2.6 مليون نسمة حتى شهر سبتمبر 2021م” ([7])، إلّا أنّ عدد المواطنين القطريين الذين يحملون الجواز القطري، من إجمالي عدد السكان قد يتراوح ما بين 350 – 400 ألف نسمة فقط، أي أنّ الأغلبية العظمى من قاطني قطر هم من الجاليات المهاجرة أو العمالة والتي تعمل في قطر بشكل دائم أو مؤقت من مختلف الجنسيات، تشكل الجالية الأسيويّة منهم الأغلبية، إلى جانب الجاليات الأخرى من إفريقيا وأوروبا والأمريكيتين، متركزين بشكل خاص في العاصمة القطرية الدّوحة كونها المركز الرئيس للتجارة، والاقتصاد والسياسة مع انتشار الباقي في المدن الموزعة حول العاصمة مثل الوكرة والريان والشّمال والخور وأم صلال وغيرها.

وتعد اللغة العربية اللغة الرئيسة للبلاد، والمتداولة بين المواطنين القطريين، إلى جانب اللغة الإنجليزية بشكل أساسي للتّعامل ما بين المواطنين وغيرهم من الوافدين، والمقيمين من غير المتحدثين باللغة العربية، ويُعد الدّين الإسلامي الدّين الرسمي في قطر، وهو مصدر التّشريع في الدولة، إلى جانب السّماح بممارسة الطقوس الدّينيّة لغير المسلمين في دور العبادة الخاصة بهم أو في منازلهم، ويوجد مجمع أديان في قطر يضم مجموعة متعددة من الكنائس لغير المسلمين.

أمّا من ناحية الأعياد فحسب القانون القطري هنالك عيدين فقط: عيد الفطر وعيد الأضحى إلى جانب اليوم الوطني الذي يصادف سنويًّا 18 من ديسمبر ويعد احتفالًا بتأسيس الدّولة.
“1 المادة – معدل

تكون العطلات الرسمية في الوزارات والأجهزة الحكومية الأخرى والهيئات والمؤسسات العامة، على النحو التالي:

1- عطلة عيد الفطر من اليوم الثامن والعشرين من شهر رمضان إلى نهاية اليوم الرابع من شهر شوال.

2- عطلة عيد الأضحى من اليوم التاسع إلى نهاية اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة.

3- عطلة اليوم الوطني يوم الثامن عشر من شهر ديسمبر.

وإذا تخللت أيام عطلات الأعياد الرسمية عطلة رسمية أو أسبوعية، تضاف بعددها أيام إجازات إلى العطلات المشار إليها.

وإذا كان الفاصل بين عطلتين رسميتين يوم عمل واحد، فيعتبر عطلة ضمن العطلتين.” ([8])

تستخدم قطر كعملة رسمية الريال القطري في التّجارة والبيع والشراء والتداول داخل حدود الدولة، ويرتبط الرّيال القطري بالدولار بسعر ثابت وهو 3.65 ريال قطري لكل دولار امريكي، ما يعني استقرار العملة القطريّة بشكل كبير، ” وبتأسيس مصرف قطر المركزي في أغسطس 1993، تبنى المصرف إستراتيجية مؤسسة النقد القطري بالإبقاء على سياسة سعر صرف ثابت مقابل الدولار الأمريكي بقيمة 3،64 ريال لكل دولار أمريكي”([9])، أمّا بيع المنتجات النّفطيّة والغاز تكون بعملة الدولار الأمريكي نظرا لربط سعر بيع النفط والغاز بالدولار الأمريكي، إذ يعد النفط والغاز هما الموردان الرئيسان للدولة.” إن تخلت السعودية – أكبر مُصدر للنفط عالميا بمتوسط 7.5 ملايين برميل يوميا – عن تسعير النفط بالدولار واتجهت إلى اليوان، وفعلت قطر نفس الشيء مع غازها المسال، سيشكل ذلك ضربة للدولار تهدد بكسر هيمنته على سوق العملات الدولية. تكمن جدية هذا الأمر في أن الصين أكبر مستورد للنفط والغاز في العالم وثاني أكبر مستهلك لهما، بينما السعودية تعد أكبر مصدّر له، وقطر ثاني أكبر مصدر للغاز المسال.”([10])

المطلب الثاني: الموارد الطبيعيّة

النّفط القطري ومشتقاته: منذ اكتشاف النّفط ” لأول مره في قطر في العام 1938 إذ عثر على الخام على عمق ٢٥٠٠قدم، شهدت صناعة النّفط في قطر منذ ذلك التاريخ تطورًا كبيرًا” ([11])  من خلال شركة النّفط الإنجليزيّة الفارسيّة حيث حفرت أول بئر للبترول في قطر في أكتوبر 1938، وظهر النّفط بكميات كبيرة قابلة للتصدير من منطقة دخان خلال يناير 1940، ولكن آبار البترول تعطلت بسبب تطورات الحرب العالميّة الثانية، فتوقف انتاج النفط حينها بشكل ملحوظ، حتى عاد الى العمل مع انتهاء الحرب حيث صدّرت دولة قطر أولى صادراتها من النفط إلى العالم سنة 1949  وذلك من محطة أم سعيد لتشكل نقلة نوعيّة في استحداث مصدر دخل طبيعي لقطر، ونقلها من حياة الصيد واللؤلؤ إلى حياة أكثر تمدنًا وتطورًا وتغيرت بها حياة المواطنين بشكل كلي ” وفي يوم 5 أغسطس 1949، وقّع الشّيخ عبد الله على امتياز قاع البحر مع شركة “سوبرير أويل” الأمريكيّة والشّركة البريطانيّة للتعدين والاستثمار المحدودة” ([12]).

وخلال سنة 1952م قام الشّيخ علي بن عبد الله بتوقيع اتفاقية جديدة مع شركة بترول العراق، و شركة شل – لاستكشاف النفط والتنقيب عنه في المياه الإقليمية القطرية، وفعلًا كان من خلال تلك الاتفاقية التي تخوّلها الحصول على 50% من أرباح بيع النفط المستخرج سواء أكان بحريًّا أو بريًّا ” وفي عهده تحسنت الظروف الاقتصاديّة والاجتماعيّة، وشهدت البلاد تطورًا ملموسًا في تنظيم الخدمات الصحيّة، وافتُتح مستشفى الرميلة العام 1957″([13])، ثم انتقلت قطر إلى مرحلة جديدة أبان تولي الشيخ أحمد بن علي مقاليد الحكم في البلاد، إذ وقع اتفاقيّة انشاء محطة تجميع للنفط في حالول، وبدأ التنقيب في جزيرة أبوالحنين، وذلك سنة 1965، كما بدأت خلال تلك الحقبة بوادر خروج الانتداب البريطاني من قطر، واستبداله بالاستقلال سنة 1971 لدولة قطر وإنهاء الاتفاقيّة الانجلو – قطرية التي وقعت خلال 1916، وبموجبها أصبحت قطر دولة قطر ذات سيادة تامة ومستقلة.

لم تتوقف اكتشافات قطر للنفط عند هذا الحد، بل تطورت لطاقة أخرى وهي الغاز، فقد وقعت قطر سنة 1991، عقودًا مع شركات نفط جديدة للاستفادة من حقل الشّمال الذي يضم أكبر مخزون للغاز في العالم، وبدأت بالاستفادة منه لتوزيعه على دول العالم.

فخلال العام 1996 بدأت قطر تصدير الغاز المسال للعالم بأسره، وقد قُوبل الأمر بالاستهانة في بداية الأمر خاصة أنّ النفط حينها كان هو المصدر الرئيس للطاقة، إلّا أنّ العالم أصبح يحتاج الى الغاز بشكل أكبر كونه أرخص سعرًا، وملائم أكثر لتوفير الطاقة في الدول الباردة مثل أوروبا أو الدول الفقيرة حينها مثل الهند، إلى جانب أنّه مصدر طاقة أقل تلوثا ومن هذا المدخل بدأت دول العالم تعي أهمية الغاز، وأنّه من الضروري التوجه إلى هذه الطاقة الأقل تلوثًا، والأرخص سعرًا والتي أصبحت متوفرة بشكل أكبر من النفط الذي أصبح مسيّسًا لدى بعض الدّول وتختلف أسعاره بشروط وقوانين معيّنة لا تفي بمتطلبات عدد كبير من دول العالم، وفعلًا وخلال العام 2006م اتضحت رؤية أهمية الغاز حينما أصبحت قطر أكبر دولة في العالم مصدره للغاز الطبيعي، وعليه بدأت وضع الغاز على خريطة الطاقة في العالم، لتنطلق من خلال تدشينها لخطوط الإنتاج الرئيسة مع كبرى شركات الطاقة في العالم مثل أكسون موبيل وشل وغيرها، من خلال إعلانها للعالم سنة 2010م، وصلت طاقتها الإنتاجيّة إلى 77 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًّا، “وصول الطاقة الإنتاجية إلى (77) مليون طن سنوياً من الغاز الطبيعي المسال”([14])، ” ويعد حقل غاز الشمال أكبر حقل غاز في العالم، حيث يضم 50.97 تريليون متر مكعب من الغاز، وتبلغ مساحة الحقل نحو 9700 كيلومتر مربع، منها 6 آلاف في مياه قطر الإقليمية، واكتشف الحقل عام 1971 وبدأ الإنتاج العام 1989.”([15]) هذا الحقل الذي يعد اكبر حقل غاز طبيعي مشترك في العالم إذ يضم ثاني اضخم مخزون مؤكد من الغاز مكتشف في العالم تتشارك به قطر مع ايران عبر البحر” من خلال تقاسم حقل الغاز الشمالي/الجنوبي، وهو أكبر حقل للغاز في العالم، أثبتت إيران وقطر أنهما تمتلكان ثاني وثالث أكبر احتياطيات من الغاز في العالم على التوالي، بعد روسيا.”([16])

واليوم الثروة التي حققتها قطر من جراء بيعها الغاز بعقود طويلة الأمد جعلتها تعمل على زيادة استثماراتها حول العالم، والاستفادة من الأزمة الماليّة التي عصفت الكثير من دول العالم، لتغتنم الفرصة في شراء الأصول العقارية والمراكز الماليّة وأسواق التّجزئة الكبرى حول العالم وعلى رأسها بريطانيا، لتنقذ بذلك العديد من اقتصاديات الدّول المتعثرة بسبب الأزمة الماليّة، وفي ذات الوقت تحقق فائدة لصناديق الاستثمار ومنها صندوق الأجيال الذي يضمن مستقبلًا توفير مصدر دخل لقطر، ويجنبها العثرات الاقتصاديّة المستقبليّة في حال تكرر سيناريو الأزمة الماليّة.

فالدولة الصغيرة بحجمها ذات الحدود الضّيقة بسبب جيرانها والتي تمتلك عدد قليل من المواطنين والسّكان تمكنت في مدّة وجيزة أنّ تصبح من كبرى دول العالم اقتصاديًّا وثراءً، وفي ذات الوقت جذبت العداء لها من جيرانها بسبب الاستراتيجيّة التي وضعتها، والرؤية التي تصبوا لتحقيقها والتي ساهمت في حفظ أموال الطاقة والاستفادة منها بطريقة تفيد البلد من دون أن تستنزف قوتها، وفي ذات الوقت ساعدت في تطوير الشّعب وتثقيفه والاستفادة من قدرة الإنسان القطري والمقيم لتطوير دولة قطر، كما أنّها قامت بمساندة الدّول المحتاجة والتي لجأت إلى قطر أو حتى رغبت  في أن تكون قطر هي المصدر لتمويل بعض مشاريعها التنموية خاصة خلال الأزمة المالية، لتغدو قطر من خلال هذا المنعطف كدولة مؤثرة في القرار السياسي الدّولي، وبمساندة كبيرة من الدول التي ساندتها قطر على الأصعدة الإقليميّة والدّوليّة جميع. تلك المساندة والدّعم الذي قدمته دولة قطر لكثير من دول العالم، كان له رد فعل لاحقًا حينما حُوصرت قطر من دول جارة لها، إذ رفضت الكثير من تلك الدول فرض الحصار عليها، خاصة أنّها دولة عربيّة ذات سيادة وشعبها كان دائمًا وأبدًا مرحبًا بالجميع، وهذا ما سأُوضحه من خلال المبحث الثاني والمخصص لحصار قطر.

  • المبحث الثاني: حصار قطر الأسباب والمبررات

في العام 2017 وبالتحديد بتاريخ 05 من يونيو 2017 أقدمت ثلاث دول خليجيّة جارة لدولة قطر على فرض حصار عليها دون مبرر، وشرطت 13 شرطًا لتكون تلك الشّروط هي السّبيل الوحيد لإنهاء هذا الحصار. من خلال هذا المبحث سأعمل على شرح تسلسل حصار دولة قطر، وكيف أدّى الموقع الجغرافي دورًا لإنقاذها من هذا المأزق الخانق، والذي كاد أن يتسبب بكارثة إنسانيّة كبيرة لشعب بريء.

المطلب الأول: القوة الناعمة مع دول محورية في العالم 

أولًا: العلاقات مع دول الإقليم المحوريّة – الجمهوريّة الدّولة

بدأ التقارب في العلاقات القطرية الدّولة في التّكوين والنشوء منذ تولي الرئيس رجب طيب أردوغان رئاسة الوزراء في الدّولة، إذ ظهر الأمر جليًّا حينما وجد الجانب التركي أن قطر من بين دول مجلس التّعاون، هي الدّولة الوحيدة التي تتوافق آراءها مع رأي الجمهورية الدّولة في الجوانب الدّوليّة على وجه الخصوص، خاصة أن تركيا كانت تسعى حينها مرارًا وتكرارًا إلى  الانضمام للاتحاد الأوروبي بحكم موقعها الجغرافي ما بين آسيا وأوروبا، وفي الوقت ذاته بحكم أنّها تمتلك عادات متقاربة مع الأوروبيين من جانب، ولديها العدد الكافي من الشّباب والأيدي العاملة  القادر على العمل من جانب آخر، إلّا أنّ أوروبا كانت دائمًا ترفض، وتصر على عدم إدخال تركيا إلى المنظومة الإتحاديّة لعدة أسباب على رأسها الخشية من الجانب الدّيني كون تركيا لديها جذور إسلاميّة ودينها الإسلامي هو الدّين الرئيس، فسيؤثر على التركيبة الدّيموغرافيّة والدّينيّة لأوروبا.

فرأت قطر منذ تلك الحقبة أنّ تقوية العلاقات مع تركيا قد يكون حلًّا مناسبًا من عدة جوانب:

اقتصاديًّا: فقطر تمتلك ثروة موارد طبيعيّة ومصادر مالية قوية، ظهرت بشكل جلي خلال الأزمة الماليّة حينما كان العالم أجمع في ظروف صعبة، كانت قطر توسع استثماراتها في العالم.

تاريخيًّا: لدى قطر تاريخ مع الدّولة العثمانيّة سابقّا حينما كانت الدّولة في المنطقة، قبل أن تختفي أبان الحرب العالمية، ولها دور متشدد بشكل خاص ضد الدّولة السّعوديّة حينها كونها كانت الدّولة العثمانيّة تشرف على الأراضي المقدسة في العالم الإسلامي ومنها مكة المكرمة والمدينة المنورة. فرأت قطر أنّ الجمهورية الدّولة قد يكون لها دور محوري في منطقة الشرق الأوسط مرة أخرى.

دبلوماسيًّا: في تلك الحقبة  كانت العلاقات القطريّة السّعوديّة حينها متأرجحة، فبعد أحداث سبتمبر 2001م والتي شكلت مفصلًا تاريخيًّا في التاريخ السياسي الحديث ما بين المملكة العربية السّعوديّة – والولايات المتحدة الأمريكيّة، قامت الولايات المتحدة الأمريكيّة بسحب قواتها المتعسكرة في السّعوديّة إلى أقرب دولة جغرافيًّا وفي ذات الوقت لا تشكل تهديدًا لها وهي دولة قطر – قاعدة العديد – والتي شكلت منعطفًا في إبراز دولة قطر على السّاحة الدّوليّة، فمنذ تلك الحقبة وهنالك محاولات عديدة من المملكة العربيّة للضغط على دولة قطر كونها خرجت من عباءة المملكة العربية السّعوديّة التي كانت دائمًا تشكل مبدأ الدّولة ذات النّفوذ على باقي دول الخليج، فعملت على سحب سفيرها من قطر خلال المدّة ما بين2002 – 2008″، قامت المملكة العربية السّعوديّة بسحب سفيرها في الدّوحة، في المدّة من 2002 إلى 2008، في محاولة للضغط على قطر للحدّ من قراراتها الفردية. هذا النّهج فشل على نطاق واسع.”([17]) ما دعا إلى أن تبحث قطر عن بديل قوي في المنطقة يحافظ على تأييدها دوليًّا ووجدت ذلك لدى تركيا.

ثانيًا: الربيع العربي وتطابق الأفكار والرؤيّة مع الدّولة

حينما ظهر الربيع العربي سنة 2011م وجاب الدّول العربية ابتداءً من تونس، كان الفكر الإخواني وليد اللحظة وتسلق موجه الاحتجاجات، والمظاهرات ليمتطي سدّة الحكم، ويصبح هو المسيطر على كل من تونس ومصر بشكل شبه سلمي، وبشكل عنيف ودموي في كل من ليبيا واليمن وسوريا، وكاد أن يسقط الأردن والجزائر والمغرب كما حدث في غيرها من الدول.

هذا كلّه دعا دول الخليج إلى الحذر بشكل تام إلى أين ستصل موجه الربيع العربي وأين ستتوقف، خاصة أنّها بدأت تقترب من المملكة العربيّة السّعوديّة والإمارات على وجه الخصوص، نظرًا لظهور شخصيات مؤيده لفكر الثورات على الحكام، ومؤيده لأفكار حسن البنا والإخوان المسلمين. ما جعل معظم دول الخليج تقف صفًا واحدًا ضد الدّولة الدّاعمة لهذا الفكر وتتبناه بشكل علني وهي تركيا.

من جانب آخر ساهمت تركيا في الوقوف إلى جانب قطر خلال الربيع العربي، حينما تصدرت قطر المشهد الخاص بالحرب في سوريا، ودفاعها المستميت عن الشّعب السوري والراغب بالتّغيير. إذ كان الموقف التركي واضحًا أنّه إلى جانب قطر وإلى جانب القضية ذاتها، مع ضمان أن تتشكل منطقة عازله في الشّمال السّوري لمنع تسلسل الإرهابيين الأكراد، وتوسعهم ضد الدّولة من جانب وحماية حدود الدّولة من المتطرفين من أصحاب الفكر الإرهابي التكفيري مثل القاعدة وداعش على حد وصفهم.

ازدهرت العلاقات القطريّة الدّولية في أوجهها منذ تولي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سدّة الحكم سنة 2014م إذ زار الرئيس التركي دولة قطر، وأسهمت الزّيارة في توقيع اتفاقيّة مشتركة ما بين الجانبين تحت مسمى “اللجنة الاستراتيجيّة القطرية الدّولة العليا”، تضمن الاتفاقيّة تطوير العلاقات ما بين الدولتين وخاصة في المجال العسكري والاقتصادي.

هذه الاتفاقيّة كانت مدخلًا  إلى مزيد من الاتفاقيّات والتّعاون المشترك ما بين كلا الطرفين، خاصة وأنّ الجانب التركي كان يطمح لإعادة نفوذه في منطقة الشرق الأوسط وبين دول الخليج العربي بأيّ شكل من الأشكال، ولم يجد أفضل من تلك الفرصة التي حصل عليها من خلال بوابة دولة قطر، إذ نص التّعاون المشترك على إنشاء قاعدة عسكريّة للقوات المسلحة في قطر على أن تمهّد إلى مزيد من التّعاون في هذا المجال على الأرض، وتساعد في حمايتها من أي مشاكل مع دول الجوار مستقبلًا.

الأمر الذي شعرت بعض الدّول الخليجيّة بأنّه خطر عليها، فقامت باستعداء السّفراء بشكل رسمي وفي ذات الوقت، السّفير السّعودي والبحريني والإماراتي، والذي صنفته الصحف العالميّة أنّه أزمة السّفراء بين قطر وجاراتها في المنطقة. مبررين أنّ قطر بدأت تذهب في موجه مخالفة لباقي دول الخليج، وتحمل فكرًا مقاربًا لفكر الإخوان المسلمين الذي تعمل على تأصيله، وتتبناه تركيا من خلال قيادتها وهو بطبيعة الحال غير مناسب، وغير متوافق مع الأفكار الدّينيّة في منطقة الخليج بل وترفضه دول الخليج تمامًا.

فقطر تحتضن أحد أبرز رجال الدّين الإخوان فكريًّا وهو الشيخ يوسف القرضاوي، وإن كان قد صرح أنّه ترك جماعة الإخوان منذ زمن بعيد، إلّا أنّ أفكاره مازالت مطابقة لأفكار الجماعة، ولديه علاقة قوية جدًا مع الرئيس أردوغان الذي يتبنى هذا الفكر، ويعتمِد عليه في  الدّولة خاصة انّه يحاول أن يعيدها الى الحضن الإسلامي بعد أن تشتت بسبب نشر أفكار أتاتورك التي تعتمد على العلمانيّة كمرجع للقوانين وتشريعات الدولة.

وفي الوقت ذاته كانت دول الخليج، ومازالت تؤمن أنّ الفكر الإخواني هو فكر مدمر كونه يطالب بعدة أمور منها: تقاسم السّلطة وتقاسم الموارد الطبيعيّة، ما يعني المساس بسيادة الدّول والمساس بممتلكاتها، وهذا مرفوض بشكل قاطع، والتّاريخ مرّ بطبيعة الحال بعدة مشاكل ما بين الدولة السّعوديّة، والفكر الإخواني في مصر بحكم قرب المسافة ما بينهما جغرافيًّا أو حتى في دول الشّام واليمن، ما جعل المملكة تضعهم في قوائم الإرهاب وأصحاب الفكر الضال، وتؤيدها في ذلك كل من البحرين والإمارات على حد سواء.

وفي سنة 2017 وبالتحديد منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، حدثت تغيرات في الأوراق السياسيّة في منطقة الشّرق الأوسط، إذ أصدر حينها الرئيس الأمريكي قرارًا بمنع ست دول إسلاميّة من الحصول على تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال مدّة رئاسته بشكل تام، وذلك كونها دول راعية للإرهاب على حد زعمه، “ويشمل المنع الجديد اليمن والسّودان وسوريا والصومال وليبيا وإيران، ويحظر على مواطني البلدان المذكورة الدّخول إلى أراضي الولايات المتحدة لمدة 90 يومًا” ([18])، ما دعا الدّولة إلى الحذر أن يشملها هذا القرار أو أيّ قرار مستقبلي من خلال الرئيس دونالد ترامب، نظرًا إلى كونها تساند بعض الجماعات التي تعدُّها واشنطن إرهابيّة وبشكل علني أو مخفي، إمّا من خلال الدعم اللوجستي والسّلاح العسكري وتسهيل عبورهم إلى سوريا، والعراق من خلال الحدود المشتركة معها.

ثالثًا: قمّة الرياض وبداية بوادر الأزمة الخليجيّة

دعت الرياض في العشرين من مايو 2017م الدول العربيّة، والإسلاميّة إلى الحضور إلى  القمة بوجود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك بغية التّرحيب بالزيارة الأولى للرئيس الأمريكي الجديد حينها، ولإيصال رسالة للعالم أنّ المملكة دولة تسامح ومحبه، وفعلًا حضر ترامب واحتفل به بشكل غير متوقع إذ كان الترحيب كبيرًا على غير عادة، خاصة أنّ دونالد ترامب أتى بعد سلفه باراك أوباما الذي كان علانيةً لا يتوافق مع السياسة السّعوديّة الأخيرة كونها ضد الرّبيع العربي سواء في البحرين أو حتى مصر على وجه الخصوص والتي أسفرت عن إنهاء الاعتصامات المطالبة بالتّغيير في البحرين، وخلع الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي واستبداله بالرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، وحتى مع اليمن وتدخل المملكة في اليمن ودخولها حرب ضد اليمنيين كانت سياسة تغضب واشنطن التي رأت أنّ المملكة عائق وليس مساندًا للربيع العربي والتغيير في المنطقة.

كانت مشاركة دونالد ترامب في القمة السّعوديّة هي من أجل سببين رئيسين أولها: جمع أكبر قدر ممكن من الأموال السّعوديّة وإعادتها إلى الحضن الأمريكي ما يعني محاولة جادة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنهاء أزمة إعادة فرص العمل، وزيادة البطالة والأزمة الاقتصاديّة التي عصفت في بلاده والتي لم تنتهِ من خلال سلفه باراك أوباما. وفعلًا وقعت المملكة العربيّة السّعوديّة مع الولايات المتحدة الأمريكية عقودًا بقيمة 460 مليار دولار أمريكي منها 110 مليار دولار صفقات سلاح”، وقال مراسل الجزيرة  في الرياض :”إنّ الاتفاقات الموقعة غير مسبوقة في تاريخ البلدين، وهي تؤشر على عودة الدفء بوتيرة متسارعة في العلاقات السّعوديّة الأميركيّة، وذلك بعد مدّة وُصِفت بالفاترة بين السّعوديّة والإدارة الأميركيّة في آخر حكم الرئيس السّابق باراك أوباما”([19]).

أمّا العامل الثاني فكان من أجل إعادة تجديد الثقة في المملكة العربية السّعوديّة، الشريك الرّئيس في منطقة الشّرق الأوسط للولايات المتحدة الأمريكيّة والتي ومنذ أحداث سبتمبر 2001 والولايات المتحدة الأمريكية تعاني من الحصول على شريك مثل المملكة، تستطيع من خلاله تحدي القوى الكبرى وعلى رأسها روسيا الإتحاديّة، فالمملكة تمتلك أربع أمور للولايات المتحدة الأمريكية:

  • أولًا: العامل الديني – مكة والمدينة، وهما مقدستين للمسلمين جميعهم في العالم، ما يساعدها في التّحكم بالدّول المسلمة بشكل مبطن خاصة أوقات العمرة والحج والزيارة.
  • ثانيًّا: العامل الاقتصادي – فثروة المملكة العربية السّعوديّة النّفطيّة، تجعلها مصدرًا ومحرّكًا للاقتصاد الأمريكي، بأرخص الأثمان عبر عقود الطاقة والنّفط طويلة الأجل.
  • ثالثًا: الموقع الجغرافي للمملكة وحجمها، يجعلها تتحكم في كثير من المضائق والحدود ولها القدرة على تأمين الصادرات والواردات إلى الولايات المتحدة والعالم.
  • رابعًا: الكثافة السّكانيّة المتناسبة مع المساحة، فلدى المملكة كثافة سكانيّة كبيرة جدًا تتناسب مع حجم مساحتها، وهذا ما يجعلها قوة في نظر الولايات المتحدة الأمريكية مقارنة بجاراتها في المنطقة.

إلّا أنّ التخوف لدى الولايات المتحدة الأمريكية من العامل الدّيني المتشدد لدى المملكة العربية السّعوديّة، هو ما يجعلها تضع حدودًا بينها وبين إعادة كامل الثقة مجددًا معها. ولكن لم يمنع هذا الأمر في مساندة المملكة لما تخطط له في سبيل إعادة الثقة مع الولايات المتحدة الأمريكيّة، وأولها بحصار دولة قطر التي كانت ومازالت الجار المزعج للمملكة منذ 2001م، وفعلًا كان الاتفاق مع كلّ من البحرين (جارة بحريّه لقطر) و الإمارات ( جارة بحريّه لقطر) ومصر (دولة عربيّة ولكن لدى قطر ضخت استثمارات بها خلال رئاسة الرئيس مرسي ) للبدء بحصار شديد بعنوان – مقاطعة قطر –  بغية خنقها لتستجيب لمطالب تلك الدّول، وتتنازل عن كثير من الأمور أولها القاعدة الأمريكيّة في قطر والشّروط الثلاثة عشر التي وضعتها تلك الدول والتي تضمنت أيضًا إغلاق القاعدة الدّوليّة ” بينما قال وزير الدّفاع التركي “فكري إيشق: “إنّ المطالبة بإغلاق القاعدة الدّولة في قطر يُعدُّ تدخلًا في العلاقات الثّنائيّة، مشددًا على أنّ هدف هذه القاعدة هو مهام تدريبيّة ودعم الأمن في المنطقة، ويجب ألّا تنزعج أيّ دولة منها”([20])، وتشمل المطالب الآتية:

أولًا: إعلان قطر رسميًّا خفض التمثيل الدّبلوماسي مع إيران والاقتصار على التعاون التّجاري.

ثانيًّا: قيام قطر بالإغلاق الفوري للقاعدة العسكرية الدّولة الجاري إنشاؤها، ووقف أيّ تعاون عسكري مع تركيا داخل الأراضي القطرية.

ثالثًا: إعلان قطر قطع علاقاتها مع التنظيمات الإرهابيّة، والطائفيّة كافة وعلى رأسها “الإخوان المسلمين – داعش – القاعدة – فتح الشّام جبهة النصرة سابقًا – حزب الله وإدراجهم ككيانات إرهابيّة وضمهم إلى قوائم الإرهاب.

رابعًا: إيقاف أشكال التّمويل القطري كافة لأيّ أفراد، أو كيانات، أو منظمات إرهابيّة، أو متطرفة.

خامسًا: قيام قطر بتسليم العناصر الإرهابية المدرجة، والعناصر المطلوبة كافة لدى الدّول الأربع وكذلك العناصر الإرهابيّة المدرجة بالقوائم الأمريكية والدولية المعلن عنها، وعدم إيواء أي عناصر أخرى مستقبلًا.

سادسًا: إغلاق قنوات الجزيرة والقنوات التابعة لها.

سابعًا: وقف التّدخل في شؤون الدول الدّاخليّة ومصالحها الخارجيّة، ومنع التجنيس لأي مواطن يحمل جنسية إحدى الدّول الأربع.

ثامنًا: التّعويض عن الضحايا والخسائر كافة، وما فات من كسب للدول الأربع.

تاسعًا: تلتزم قطر أن تكون دولة منسجمة مع محيطها الخليجي، والعربي على الأصعدة كافة “عسكريًّا – سياسيًّا – اقتصاديًّا – اجتماعيًّا – أمنيًّا” بما يضمن الأمن القومي الخليجي والعربي.

عاشرًا: تسليم قطر قواعد البيانات كافة، الخاصة بالمعارضين الذين قاموا بدعمهم وكذلك إيضاح أنواع الدعم كافة الذي قدم لهم.

حادي عشر: إغلاق وسائل الإعلام كافة التي تدعمها قطر بشكل مباشر، أو غير مباشر “على سبيل المثال: موقع عربي 21، ورصد، والعربي الجديد، ومكملين، وشرق، وميدل إيست آي وغيرها.

ثاني عشر: هذه الطلبات جميعها يُوافق عليها خلال 10 أيام من تاريخ تقديمها وإلا تعدُّ لاغية.

ثالث عشر: سوف يتضمن الاتفاق أهدافًا واضحة وآلية واضحة، وأن تُعدَّ تقارير متابعة دورية مرة كل شهر للسنة الأولى، ومرة كل ثلاثة أشهر للسنة الثانية ومرة كل سنة لمدة عشر سنوات.

أخيرًا لم تستجب دولة قطر لأيّ من تلك المطالب، مبررة أنها شؤون داخليّة لا يحق لدول الحصار فرضها على قطر، كما أنّ الحوار مع قطر بشكل دبلوماسي هو الحلّ على طاولة الحوار وليس بهذه الطريقة الشّنيعة التي لا تمت  إلى ثقافة الجوار بصلة، فعلى الرّغم من صعوبة تلك السنوات منذ 5 يونيو 2017 – 5 يناير 2021 وعلى الرّغم من أنّ الموقع الجغرافي قد أدّى دورًا مهمًّا في قدرة دول الجوار على تحقيق الحصار المفروض الذي سعوا واتفقوا له، إلّا أنّه وفي المقابل انتهى الحصار بنجاح قطر وانتصارها بشكل كبير، وتقوية علاقاتها بدول كبرى سواء أكانت جارة أو حتى دولة إقليميّة أو دولة أوروبيّة، وأثبتت للعالم أنّ الدول تُقاس بقوة عزيمتها وإرادتها وليست بحجمها، ولربما لو كان موقع قطر جغرافيا مختلف لما تحقق الحصار إطلاقًا على قطر بأي شكل من الأشكال.

المطلب الثاني: الأزمة مع دول الجوار

أولًا: دور الموقع الجغرافي مع أزمة الحصار

قامت كل من المملكة العربية السّعوديّة ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين بتنفيذ عملية مشتركة تنص على حصار دولة قطر برًّا وبحرًا وجوًّا، وذلك بشكل مباغت وبقطع علاقاتها الدبلوماسيّة وسحب سفراءها من قطر، خلال شهر رمضان المبارك، وتزامن الأمر بطرد المواطنين القطريين الموجودين على أراضي تلك الدول وإمهالهم 14 يومًا للمغادرة بشكل نهائي مع طرد أنعامهم – حلالهم من الدّواب، والماشية، والأبل، …الخ – قبل أن تُصادر من السّلطات في حال لم يستجيبوا للقرار.

هذا القرار المفاجئ تسبب في هلع داخل الأراضي القطرية وخاصة لسكانها المقيمين، الأمر الذي أعاد لهم بالذاكرة إلى 1990م حينما اقتحمت القوات العراقيّة الأراضي الكويتيّة، واحتلت الكويت من دون سابق إنذار وبعمل مفاجئ.

بناء لما تقدّم الحديث به، فقد خشي الكثيرون البقاء في قطر وفضلوا الخروج منها بشكل نهائي، الأمر الذي كاد أن يأخذ البلاد إلى الفوضى لولا تقدير الله وحفظه، وتحرك السّلطات القطرية في التوجيه إلى حفظ المواطنين والمقيمين أينما كانوا داخل قطر وإعادة القطريين الى وطنهم.

فالمنفذ البري الوحيد مع المملكة العربية السّعوديّة، أصبح مغلقًا تمامًا، وغير قابل للاستخدام لا لمرور الشاحنات ولا حتى للعربات الخاصة.

فدولة قطر دولة غير منتجه للمواد الغذائية بشكل يضمن لها الاكتفاء الذاتي، وتعتمد على دول الجوار لاستيراد المنتجات الغذائية منها، ” إن القطريين هرعوا للمتاجر فور سماعهم في بداية الشهر عن الحصار الذي فُرض على قطر، واشتروا كميات من منتجات شركة “المراعي”، التي تعد أكبر شركة ألبان في الشّرق الأوسط، ومقرها السّعوديّة؛ خوفًا من تداعيات الحصار على هذا البلد الخليجي، الذي يستورد 80% من طعامه” ([21]). نظرًا لعدة أمور:

  • المساحة الجغرافيّة لتلك الدول فهي تمنحها فرصة في استصلاح الأراضي الزراعيّة وتطويرها لتصبح مزارع منتجه، وتوفر الوسائل اللوجستيّة في تلك الدول خاصة للنقل والتوزيع اليومي.
  • التكلفة والجدوى الاقتصاديّة من توفر مزارع للألبان والدواجن بحيث تسترد الدولة ما أُنفِق لتجهيزها، بالإضافة الى رخص الأيدي العاملة في تلك الدول مقارنة بما يُنفَق على اليد العاملة في قطر.
  • وجود الكثافة السكانيّة لتتمكن من بيع تلك المنتجات المصنعة إلى سكانها ومن ثم تصدير تلك المنتجات للخارج، ما يعني أريحيّة في التمكن من السيطرة على السّوق المحلي والانتقال إلى الأسواق الأخرى.

وعليه عزفت قطر مرارًا وتكرارًا عن تهيئة مزارع للألبان، والدواجن تواكب التّطور السكاني لديها وتعمل على سدّ النقص، ورأت أن تتفرغ للتطور والاعتماد كما أسلفنا على الاستيراد من الخارج، حتى المنتوجات الزراعيّة كانت تستورد من دول الجوار ومن لبنان والأردن ومصر، وتأتي من خلال الشّاحنات برًّا لقلة التّكلفة، وسهولة الوصول إلى قطر من خلال الحدود البرية. وبعد إغلاق الحدود ما يعني جغرافيا أن المعبر البري مقطوع، وعليه كان لا بدّ للدولة من أن تستعين بالمنافذ الأخرى حولها، كالمنفذ البحري والجوي، وهما المنفذان الوحيدين اللذان ربما سيتمكن من خلالها القطريين من التحرك، إلّا أنّ تلك المنافذ ليست مجهزه بشكلها الكامل للاستخدام وذلك للأسباب الآتية:

  • فالمجال الجوي لدولة قطر في المنطقة صغير جدًا وتسيطر على معظمه مملكة البحرين، وذلك منذ أيام الانتداب البريطاني الذي قسم دول المنطقة برًا وبحرًا وجوًّا، وضمن لها مجال جوي محدود كامتداد مقارنة بالمجال الجوي البحرين الذي يضم متسعًا أكبر للبحرين، ما يعني أنّ دولة قطر يجب عليها البحث عن منفذ في هذا المجال لتحريك طائراتها، وإلا ستقوم بخرق المجال الجوي البحريني، ” ويُشار إلى أن قطر قدمت في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2017 شكوى أمام مجلس إيكاو ضد بلدان الحصار (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) تفصّل فيها الآثار السلبية التي سببتها هذه الدول على مجال الطيران والأمن والسلامة الجوية، حين حُظرت أوائل يونيو/حزيران 2017 الطائرات القطرية جميعها من التحليق فوق أراضيها أو الهبوط في مطاراتها.”([22]) علمًا أنّه في مارس 2022م كانت الموافقة من خلال مجلس منظمة الطيران المدني الدولي “إيكاو” (ICAO) وافق على البدء بإنشاء إقليم الدوحة لمعلومات الطيران على إنشاء إقليم الدوحة فوق الأراضي وفوق أعالي البحار المجاورة لأراضيها، ” ويشمل ذلك مجال قطر الجوي الخاضع لسيادتها والمجالات الجوية الأخرى المجاورة الواقعة فوق أعالي البحار، كما تضمن مقترح قطر عزمها على الانسحاب من الترتيب الحالي الذي أسندت بموجبه إلى مملكة البحرين مهمة تقديم خدمات الملاحة الجوية فوق أراضيها الخاضعة لسيادتها بموجب الفقرة (1.1.2) بالملحق (11) من اتفاقية شيكاغو للطيران المدني الدولي المبرمة عام 1944. وأقر المجلس بأحقية دولة قطر في طلب إنشاء إقليم الدوحة لمعلومات الطيران وإقليم الدوحة للبحث والإنقاذ فوق أراضيها الخاضعة لسيادتها والمجال الجوي الواقع فوقها.”([23])
  • أمّا المنفذ البحري فهي منافذ تتطلب المرور بالمياه الإقليميّة الإماراتية، أو البحرينيّة، أو السّعوديّة، أو الإيرانيّة، ما يشكل عائقًا حقيقيًّا لدولة قطر في حال كانت تلك الدول جميعها تعاونت بفرض حصار على قطر، ما لا يسمح للسفن القطرية بالإبحار في أي من تلك المنافذ بأي شكل من الأشكال.

ثانيًّا: الموقع الجغرافي والجارة إيران وسلطنة عُمان

وهنا أتى الدور التّاريخي للعلاقات ما بين قطر وجارتها إيران، فإيران وإن كانت جارة لا تتوافق في كثير من الأحيان مع المواقف في دول الخليج، إلّا أنّ قطر كانت دائمًا تحتفظ بحسن الجوار مع هذه الجارة، فكانت العلاقة مستقرة إلى حد ما على الرّغم من المشاكل الاقتصاديّة والسياسيّة التي تفرضها المنطقة من ضغوط حينها، فمن جانب كان هنالك العديد من الملفات الإقليميّة التي كانت تؤدي إيران دورًا رياديًّا بها، مثل ملف سوريا، ملف اليمن، ملف لبنان، ملف العراق، وكان تأثير تلك الملفات على دول الخليج ملحوظًا إذ كان هنالك تنافس واضح ما بين القوى الخليجيّة (ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكيّة) من جهة، والموقف الإيراني من جهة أخرى، ما كان يشكل عامل ضغط شديد وشد وجذب ما بين كل الأطراف، إلّا أنّه وفق المقابل كانت دولة قطر دائمًا ما تأخذ موقف الوسطيّة في تلك الملفات أمام إيران، وتحاول فصل الملفات عن العديد من الملفات الأخرى كالملف الاقتصادي، والتجاري وغيرها، خاصة أن لدى قطر وإيران مصالح مشتركة في مجال تطوير صناعة الغاز والطاقة، وهنالك حقل بحري مشترك ما بين الطرفين ولا ترغب قطر في أن تخسر تلك المصالح من أجل بعض الملفات وان كانت مزعجه نوعًا ما لها.

هذا الموقف اتضح بشكل واضح خلال مدة الحصار المفروض من خلال دول الخليج الجارات الثلاث، الإمارات والبحرين، والمملكة العربية السّعوديّة التي رفضت حتى فتح حدودها البريّة والبحريّة والجوية، ما دفع قطر إلى استخدام القوة الدبلوماسية، والتواصل المباشر مع المنفذ الوحيد وهو منفذ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، هذا المنفذ ينقسم إلى جزئين، منفذ بحري ومنفذ جوي، فالمنفذ البحري أدى إلى تسهيل نقل البضائع إلى دولة قطر من إيران ومن غيرها من الدّول الصديقة التي استخدمت المياه الإقليميّة الإيرانيّة للوصول إلى ميناء الرويس في قطر لتوريد البضائع إلى قطر، والمنفذ الجوي كان التّواصل الدّبلوماسي مع الحكومة الإيرانيّة للسماح باستخدام المجال الجوي الإيراني للمرور عبره على الرّغم من الحصار المفروض على ايران.

ثالثًا: إيجاد البديل المناسب:

أول ما قمت به دولة قطر بمجرد أخذ الموافقة من السّلطات الإيرانيّة لاستخدام المياه الإقليميّة التابعة لها، وقعت تعاونًا مشتركًا ما بين قطر وسلطنة عُمان، لإنشاء خط ملاحي ما بين ميناء حمد إلى ميناء صحار مباشرة، والذي أدّى دور بديل سريع عن ميناء جبل علي الذي كانت تعتمد عليه قطر في استيراد بضائعها منه ونُقِلت ما يقارب 5000 حاوية من ميناء جبل علي إلى ميناء صحار ” وكان لإعلان تدشين خط مباشر يربط ميناء حمد مباشرة بميناء صحار بسلطنة عمان ضمن خدمة “دي إم جي” التابعة لشركة “ملاحة” وقعًا إيجابيًّا وترحيبًا كبيرًا لدى رجال الأعمال القطريين خاصة، وأن الخط الجديد سيفتح أمامهم آفاقًا أرحب لتجارتهم العالميّة، ويساهم في تنويع قائمة الجهات التي يتعاملون معها، ويجنبهم ضغوط أحادية التعامل مع جهات بعينها على غرار جبل علي والمعبر البري مع السّعوديّة”([24])، فميناء صحار جهز بشكل كامل وأنعش الحركة الملاحيّة والتّجاريّة لسلطنة عُمان خلال الحصار، كما أدّى دورًا محوريًّا في توريد المنتجات إلى دولة قطر وتصدير المنتجات القطرية إلى الخارج”، ووصلت أولى رحلات الخط الجديد صباح اليوم الأحد إلى ميناء حمد، وهي سفينة بضائع بحمولة زادت عن 1600 حاوية، يضم بعضها إمدادات غذائية. وستُسيّر ثلاث رحلات أسبوعيًّا، وتستغرق الرحلة بين الميناءين مدة يوم ونصف” ([25]).

أيضًا فتحت دولة قطر من خلال – شركة موانئ قطر – خط إمداد مباشر ما بينها وبين الجمهورية الإسلامية في إيران، فتستورد المنتجات الغذائيّة من إيران بشكل يومي كبديل مناسب لسدّ النقص عما قامت به دول الحصار، ومنعها لدخول منتجات دول أخرى عبر الحدود البرية، خاصة الفواكه والخضروات التي تصل إلى ميناء الرويس ومن ثم تُوزَّع إلى الداخل القطري منعًا لنقص تلك المواد في السّوق القطري.

كما عمدت قطر للحصول على الموافقات اللازمة لاستخدام المجال الجوي الإيراني، فالمنفذ الجوي مع الجارة إيران هو السّبيل الوحيد للخطوط الجويّة القطريّة لتكمل تسيير رحلاتها من وإلى قطر، ومن دون هذا المجال لن تتمكن الخطوط الجويّة القطريّة من الطيران مجددًا، عبر أيّ أجواء بسبب المخاوف أنّ دول الحصار ستسقط طائراتها في حال استخدمت المجال الجوي الخاص بها. علمًا أنّه نشر تقريرًا يوضح إمكانيّة إسقاط أي طائرة ولو مدنية تحلق فوق الأجواء غير القطريّة لدول الحصار، لذا كان هذا هو الحلّ الأنسب نظرًا لشدة الحصار” وعدّت وزارة المواصلات القطريّة أن “هذا التّقرير شكل انتهاكًا صريحًا وخطيرًا للمعاهدات والاتفاقيّات الدّوليّة، ولا سيما اتفاقية شيكاغو 1944 واتفاقيّة الخدمات الجوية للعبور (إياستا) وقانون الجو الدولي”. وقالت الوزارة إنّ “التقرير احتوى على عرض ثلاثي الأبعاد متضمنًا تعليقًا صوتيًّا جاء فيه إنّ القانون الدولي يكفل للدّول إسقاط أي طائرة تدخل أجوائها وتوصف بأنها هدف معاد، خاصة في المناطق العسكرية، حيث يكون الدّفاع الجوي غير مقيد، وأظهر التقرير في هذه الفقرة لقطة يظهر فيها صاروخ أطلق باتجاه طائرة ركاب قطرية من نوع A350”([26])

وعليه قامت الخطوط الجوية القطرية بإكمال رحلات طيرانها بشكل طبيعي، ولكن من خلال المجال الجوي الإيراني ما يعني أنّ المسافات أصبحت أطول للرحلة على عكس ما كانت عليه خاصة لأوروبا والأمريكيتين، و على الرّغم من أنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة فرضت بشكل خانق حصارًا على الجمهورية الإسلاميّة في إيران، وتشددت في التعامل معها ونصت على عدم تمويل النّظام الإيراني ومحاصرته بالأشكال الممكنة كافة، لمحاولة تركيع إيران في برنامجها النووي الذي تشكك أمريكا في أنّه برنامج سلمي، وعليه خرجت من الاتفاقيّة التي أبرمها الرئيس الأمريكي السّابق باراك أوباما، إذ رفض الرئيس دونالد ترامب حينها العودة إلى هذا الاتفاق الذي عدّه أنّه يقوّي الجانب الإيراني ويفيده على حساب الجانب الأمريكي. إلّا أنّ دولة قطر أوضحت مرارًا وتكرارًا إلى أن لا يوجد منفذ لها إلّا عبر الجارة إيران، إلّا في حال ضمنت عدم تعرض الطائرات القطريّة لأي هجوم محتمل في حال عبرت فوق أراضي دول الحصار. من جانب آخر كان ولابد من ان تستمر الخطوط الجوية القطرية في تسيير رحلاتها عبر الأجواء الإيرانية بأي شكل من الأشكال، وذلك لسببين:

  • لضمان تسهيل الحركة للمقيمين والمواطنين من وإلى قطر، وتأكيد أنّ قطر دولة ذات سيادة ويجب احترام سيادتها وطيرانها الذي يحمل اسمها.
  • نقل البضائع والمنتجات إلى الداخل القطري وشحن البضائع القطرية إلى الخارج، ومن دون هذا الحل الجوي سيتسبب الأمر بتدهور وربما بانهيار الاقتصاد داخل قطر.

وما لا شك فيه أنّ الجمهورية الإسلاميّة في إيران على الرّغم من الاختلاف الشّديد بينها وبين قطر في عدة مواقف خاصة سياسيًّا، إلّا أنّها وقفت خلال هذا الأزمة وقفه منصفة من أجل قطر وشعبها، ورفضت استخدام القوة وفرض الحصار من أجل تركيع الشّعب القطري، وهو موقف لن تتناساه الحكومة القطريّة والشّعب القطري الذي عاش تلك التّجربة المريرة. ” فإيران لها خلافاتها مع قطر منذ اندلاع الأزمة السّورية، وفي الأزمة السّعوديّة الإيرانية العام 2016 وقفت قطر إلى جانب الموقف السّعودي فخفضت مستوى تمثيلها الدبلوماسي لدى طهران؛ لكن “إيران” هذه قررت اليوم أن تضع هذه الخلافات جانبًا معلنة استعدادها لتزويد قطر بكل ما حرمه منها جيرانها “العرب”([27])ـ هذه الإشادة التي أثرى بها الشّيخ تميم بن حمد آل ثاني عند زيارته الى الجمهوريّة الإسلاميّة في ايران، مؤكدًا متانة العلاقات القطريّة – الإيرانيّة “وصرّح الشّيخ تميم بن حمد آل ثاني عقب إجراء مباحثات مع الرئيس الإيراني أن لقاءه مع روحاني كان جيدًا ومثمرًا، مشددًا على أنّ العلاقات بين قطر وإيران “تاريخيّة، وشهدت تطورات كبيرة وكانت القنوات بين الجانبين دائما مفتوحة”، وأضاف أمير قطر أنه وجه الدعوة للرئيس روحاني لزيارة قطر”([28]).

رابعًا: تحقيق الاكتفاء الذاتي

بدأت قطر منذ اليوم الأول للحصار باستصلاح الأراضي الزراعيّة لتأسيس شركة بلدنا للألبان، بهدف سد النّقص الحادّ في السّوق بعد انسحاب شركة المراعي. وُقِّعت اتفاقيات لجلب أعداد كبيرة من الأبقار من الولايات المتحدة، وألمانيا عبر النقل الجوي والبحري لتلبية احتياجات السّوق المحلي بسرعة، ” وأعلن جون دور المدير التّنفيذي لشركة بلدنا القطرية للإنتاج الحيواني أنّ قطر ستتمكن من توفير احتياجاتها كافة من الألبان بحلول منتصف العام المقبل، من خلال مزارع شركته التي سيصل عدد الأبقار فيها قريبًا إلى 14 ألف رأس، وذلك بعد قرابة ستة أشهر من اندلاع أزمة دبلوماسيّة خانقة ومستمرة في المنطقة”([29]) وبلغت التكلفة الأوليّة لإنجاز مهمة الشركة بأسرع وقت ممكن بلغت 3 مليارات ريال قطري،” وأوضح دور أن التكلفة الإجماليّة لنقل البقر جوًّا من ألمانيا والولايات المتحدة، وبناء قاعات حلب الأبقار في موقع الشركة في شمال الدوحة وبدء الإنتاج تناهز 3 مليارات ريال قطري (825 مليون دولار، 695 مليون يورو)”([30]).

كما أنّها وضعت خطة رئيسة لسدّ النقص أيضًا من الدواجن، واستيراد كميات ضخمة من الطيور الدّاجنة، وشجعت المستثمرين والتّجار عبر تقديم التسهيلات الممكنة لجلب الطيور الداجنة، واللحوم والمواشي وكل ما يساهم في تحقيق الأمن الغذائي بالدرجة الأولى للداخل القطري.

خاتمة

الدول لا تُقاس بمساحاتها، كما يظهر في حالة قطر، إذ تعتمد الدّول الصغيرة على الحذر السياسي والاستفادة من مواردها للتأثير في الشأن السياسي بما يخدم مصالحها. هذا ينطبق على دول مثل سنغافورة، ولوكسمبورغ التي استطاعت بذكاء أن تفرض احترامها على الدول الكبرى. قطر، خلال الحصار 2017، قدمت نموذجًا فريدًا في هذا السّياق، إذ شكل الحصار نقطة تحول في الحياة السياسية للبلاد، فتبنت نهجًا جديدًا أعاد ترتيب أولوياتها، ما حولها من دولة مستهلكة إلى دولة منتجة قادرة على سد احتياجات السوق المحلي، ويضمن عدم تكرار مثل هذه الأزمة في المستقبل.

كما أظهرت الأزمة أهمية بناء العلاقات الدّوليّة على أسس المصالح طويلة الأجل وليس المصالح المؤقتة، ما يضمن دعم الدول لقطر في أوقات الأزمات. وعلى الرّغم من تجاوز قطر للحصار بنجاح وعودتها أقوى، تظل الحاجة إلى الحذر مستمرة، خاصة وأن التوترات مع دول الحصار كانت تتراكم على مدى عشرين عامًا.

تجربة الحصار عززت من قوة الدولة والشعب القطري، إذ أظهرت قدرتهم على التّعامل مع الأزمات والاستعداد لأي تحديات مستقبليّة. بفضل الخطط البديلة وتعدد خيارات الاعتماد على أطراف أخرى، باتت قطر وشعبها أكثر ثباتًا ورباطة جأش أمام أي عدوان محتمل، ما يعكس قدرة الدولة على الصمود والنجاح في حماية مصالحها وسيادتها.

المراجع

https://www.almeezan.qa/LawArticles.aspx?LawTreeSectionID=11274&lawId=3419&language=ar

  • لمحة تاريخية النظام النقدي في قطر/ خلفية تاريخية، موقع مصرف قطر المركزي، شوهد بتاريخ: 06/09/2024م، الرابط:

https://www.qcb.gov.qa/ar/Pages/Background.aspx

  • تسعير نفط الخليج باليوان الصيني أيكسر هيمنة الدولار؟ (تحليل)، موقع وكالة الأناضول، نشر بتاريخ: 12/12/2022م، شوهد بتاريخ: 06/09/2022م، الرابط: https://shorturl.at/s3BHK
  • نوزاد عبد الرحمن الهيتي، الدبلوماسية الاقتصادية النظرية والسياسات: دولة قطر نموذجاً، المعهد الدبلوماسي، الطبعة الثانية، الدوحة، دولة قطر
  • قطر للطاقة تعتزم تطوير مشروع جديد للغاز الطبيعي المسال، موقع سكاي نيوز عربية، نشر بتاريخ: 25/02/2024م، شوهد بتاريخ: 06/09/2024م، الرابط: https://www.snabusiness.com/article/1695608
  • بعد 3 سنوات.. “الإيكاو” توافق على مقترح توسيع قطر مجالها الجوي، موقع الجزيرة. نت، نشر بتاريخ:19/07/2021م، شوهد بتاريخ: 06/09/2024م، الرابط: https://aja.me/hwc2a3
  • إيكاو توافق على البدء بإنشاء إقليم الدوحة لمعلومات الطيران، موقع الجزيرة. نت، نشر بتاريخ: 25/03/2022م، شوهد بتاريخ: 06/09/2024م، الرابط: https://aja.me/q5n9xz

 

  • مواقع إلكترونيّة
  • موقع الجزيرة. نت
  • موقع بي بي سي عربية
  • موقع جريدة الشرق القطرية
  • موقع جريدة لوسيل القطرية
  • موقع عربي بوست الاخباري
  • موقع عربي 21
  • موقع روسيا اليوم بالعربي
  • موقع الديوان الأميري دولة قطر
  • موقع مركز الناظور للدراسات والأبحاث
  • موقع كنز العلوم

المراجع الأجنبية

Website

  • Roberts, Dr David; “Qatar row: What’s caused the fall-out between Gulf Neighbours”; (5 June 2017); link: https://www.bbc.com/news/world-middle-east-40159080, last visit: 10/11/2021
  • Agnia Grigas, “The view geopolitics of natural gas”, Harvard University Press, London, England, first printing, 2017. P29

 

 

 

دكتور محمد وليد عبد الرّحيم

 

 

الطالب حسين أحمد البوحليقة

-طالب دكتوراه في جامعة بيروت العربية – بيروت، لبنان، قسم العلوم السياسية -[1]

PhD student at Beirut Arab University – Beirut, Lebanon, Department of Political Science.Email: Halbuhaliqa@hotmail.com

– أستاذ دكتور في جامعة بيروت العربية، بيروت، لبنان، قسم القانون الدولي العام[2]

Professor at Beirut Arab University, Beirut, Lebanon, Department of Public International Law. Email :m.rahim@bau.edu.lb

-3 أحمد فضلي، “لوسيل” في جولة بمنفذ ابوسمرة البري دراسة فتح منفذ سودا النثيل لتخفيف العبء عن “ابوسمرة”، موقع جريدة لوسيل،  26 /09/2016، أنظر:  دراسة فتح منفذ سودا النثيل لتخفيف العبء عن أبوسمرة (lusailnews.net) ، تاريخ الزيارة: 23 /11/ 2021

-[4] موقع كنز العلوم، قراءة في قضية النزاع في الحدودي بين عمان وأبوظبي والسعودية} الحدود الشرقية، 01 /05/ 2019، أنظر: قراءة في قضية النزاع في الحدودي بين عمان وأبوظبي والسعودية } الحدود الشرقية (kanz3.com) ، تاريخ الزيارة: 22 /11/ 2021

[5] – التنافس والخلافات الحدودية بين دول مجلس التعاون الخليجي، مركز الناظور للدراسات والأبحاث، 21/09/ 2012، أنظر: الحدود الإماراتية القطرية – المعرفة (marefa.org) . تاريخ الزيارة: 20 /11/ 2021

 -[6] داود حسن، “قطر والسعودية توقعان على اتفاقية نهائية لترسيم الحدود”، موقع قناة الجزيرة نت، 21/03/2001، أنظر: قطر والسعودية توقعان على اتفاقية نهائية لترسيم الحدود | أخبار عربي | الجزيرة نت (aljazeera.net) ، تاريخ الزيارة: 14/11/ 2021

[7]-موقع جهاز التخطيط والاحصاء، إحصائية السكان في قطر، 01 /11/2021، أنظر: إحصاءات (psa.gov.qa)، تاريخ الزيارة: 20 /11/2021

[8] -قرار مجلس الوزراء رقم (6) لسنة 2008 بتحديد أيام العطلات الرسمية في الدولة وتنظيم العمل خلالها، موقع الميزان البوابة القانونية القطرية، وزارة العدل، نشر بتاريخ: 20/04/2008م، شوهد بتاريخ: 06/09/2024م، المادة 1 الرابط:

https://www.almeezan.qa/LawArticles.aspx?LawTreeSectionID=11274&lawId=3419&language=ar

[9] – لمحة تاريخية النظام النقدي في قطر/ خلفية تاريخية، موقع مصرف قطر المركزي، شوهد بتاريخ: 06/09/2024م، الرابط: https://www.qcb.gov.qa/ar/Pages/Background.aspx

[10]  – تسعير نفط الخليج باليوان الصيني أيكسر هيمنة الدولار؟ (تحليل)، موقع وكالة الأناضول، نشر بتاريخ: 12/12/2022م، شوهد بتاريخ: 06/09/2022م، الرابط: https://shorturl.at/s3BHK

[11] – نوف عبد اللطيف المهندي، “تاريخ انتاج وصناعة النفط في قطر”، موقع جريدة الشرق القطرية، 07/05/ 2014، تاريخ الزيارة: 20 /11/ 2021، أنظر: تاريخ انتاج وصناعة النفط في قطر (al-sharq.com)

[12] – موقع الديوان الأميري دولة قطر، سيرة الشيخ عبد الله بن جاسم ال ثاني، أنظر: الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني | الديوان الأميري (diwan.gov.qa)، تاريخ الزيارة: 20 /11/2021

[13] – موقع الديوان الأميري دولة قطر، سيرة الشيخ علي بن عبد الله بن جاسم ال ثاني، أنظر: الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني | الديوان الأميري (diwan.gov.qa)، تاريخ الزيارة: 20/11/ 2021

[14] – نوزاد عبد الرحمن الهيتي، الدبلوماسية الاقتصادية النظرية والسياسات: دولة قطر نموذجاً، المعهد الدبلوماسي، الطبعة الثانية، الدوحة، دولة قطر، ص 369

[15] – قطر للطاقة تعتزم تطوير مشروع جديد للغاز الطبيعي المسال، موقع سكاي نيوز عربية، نشر بتاريخ: 25/02/2024م، شوهد بتاريخ: 06/09/2024م، الرابط: https://www.snabusiness.com/article/1695608

 

[16]– Agnia Grigas, “The view geopolitics of natural gas”, Harvard University Press, London, England, first printing, 2017. P29

[17]– Roberts, Dr David; “Qatar row: What’s caused the fall-out between Gulf Neighbours”; (5 June 2017); link: https://www.bbc.com/news/world-middle-east-40159080, last visit: 10/11/2021

[18] – هاشم الموسوي،  نتاليا عبدالله، “ترامب يصدر أمرا تنفيذيا يمنع مواطني 6 دول من دخول الولايات المتحدة”، موقع روسيا اليوم بالعربي،  06/03/ 2017، تاريخ الزيارة: 23/11/ 2021، أنظر: ترامب يصدر أمرا تنفيذيا يمنع مواطني 6 دول من دخول الولايات المتحدة – RT Arabic

[19]  – موقع قناة الجزيرة نت، ترمب بالسعودية.. 460 مليار دولار وثلاث قمم، 21 /05/ 2017، أنظر: ترمب بالسعودية.. 460 مليار دولار وثلاث قمم | وثائق وأحداث | الجزيرة نت (aljazeera.net) ، تاريخ النشر: 24 /11/ 2021

[20] – موقع قناة الجزيرة نت، هذه أبرز “مطالب” دول الحصار من قطر، 23 /06/2017، أنظر: هذه أبرز “مطالب” دول الحصار من قطر | وثائق وأحداث | الجزيرة نت (aljazeera.net) ، تاريخ الزيارة: 23/11/ 2021

[21] -باسل درويش” منتجات شركة “المراعي” في قطر تنتظر من يشتريها “، ، موقع عربي 21، 30/06/ 2017، أنظر: منتجات شركة “المراعي” في قطر تنتظر من يشتريها (arabi21.com) ، تاريخ الزيارة: 19/11/2021

[22] – بعد 3 سنوات.. “الإيكاو” توافق على مقترح توسيع قطر مجالها الجوي، موقع الجزيرة. نت، نشر بتاريخ:19/07/2021م، شوهد بتاريخ: 06/09/2024م، الرابط: https://aja.me/hwc2a3

[23] – إيكاو توافق على البدء بإنشاء إقليم الدوحة لمعلومات الطيران، موقع الجزيرة. نت، نشر بتاريخ: 25/03/2022م، شوهد بتاريخ: 06/09/2024م، الرابط: https://aja.me/q5n9xz

[24]– وليد الدرعي، “سحب 5 آلاف حاوية من جبل علي إلى ميناء صحار العماني”، موقع جريدة الشرق القطرية، 12 /06/ 2017، أنظر: سحب 5 آلاف حاوية من جبل علي إلى ميناء صحار العماني (al-sharq.com) ، تاريخ الزيارة: 20 /11/2021

[25] – موقع قناة الجزيرة نت، خط بحري مباشر بين ميناء حمد وميناء صحار العُماني، 11/06/ 2016، أنظر: خط بحري مباشر بين ميناء حمد وميناء صحار العُماني | اقتصاد | الجزيرة نت (aljazeera.net) ، تاريخ الزيارة: 22 11/2021

[26] – سي ان ان العربية، قطر تشكو دول المقاطعة للإيكاو بسبب تقرير عن “إسقاط طائرة”: ترهيب للمسافرين، 19 /08/ 2017، انظر: قطر تشكو دول المقاطعة للإيكاو بسبب تقرير عن “إسقاط طائرة”: ترهيب للمسافرين- CNN Arabic، تاريخ الزيارة: 22 /11/ 2021.

[27] – صابر كل عنبري، “إيران والأزمة الخليجية”، موقع قناة الجزيرة نت، 11/07/ 2017، انظر: إيران والأزمة الخليجية | تحليلات | الجزيرة نت (aljazeera.net)، تاريخ الزيارة: 22/11/ 2021.

[28] – موقع قناة الجزيرة نت، أمير قطر: نقدر دور إيران خلال الحصار وفتحها أجواءها وموانئها لنا، 12/01/ 2020، انظر: أمير قطر: نقدر دور إيران خلال الحصار وفتحها أجواءها وموانئها لنا | أخبار سياسة | الجزيرة نت (aljazeera.net)، تاريخ الزيارة: 24 /11/ 2021.

[29] – موقع عربي بوست، لن تحتاج لمنتجات المراعي.. قطر تكتفي ذاتياً من الألبان بحلول العام 2018، 28 /11/ 2017، أنظر: لن تحتاج لمنتجات المراعي.. قطر تكتفي ذاتياً من الألبان بحلول العام 2018 (arabicpost.me)، تاريخ الزيارة: 19 /11/ 2021.

[30] – موقع عربي بوست، المرجع نفسه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website