foxy chick pleasures twat and gets licked and plowed in pov.sex kamerki
sampling a tough cock. fsiblog
free porn

العوامل المؤثّرة في حركة التأليف التاريخيّ في مصر في العصر الفاطميّ بين عامي 969 – 1172م

0

عنوان البحث: العوامل المؤثّرة في حركة التأليف التاريخيّ في مصر في العصر الفاطميّ بين عامي 969 – 1172م

اسم الكاتب: فرج صالح الحمدو الهلال

تاريخ النشر: 19/01/2025

اسم المجلة: مجلة أوراق ثقافية

عدد المجلة: 35

تحميل البحث بصيغة PDF

العوامل المؤثّرة في حركة التأليف التاريخيّ في مصر في العصر الفاطميّ بين عامي 969 – 1172م

Factors influencing the historical writing movement in Egypt during the Fatimid era between 969 and 1172 AD

   Faraj Saleh Al-Hamdo Al-Hilal فرج صالح الحمدو الهلال([1])

Main Supervisor: Dr. Daoud Qandouli مشرف رئيس: أ. د. داوود قندوليّ([2])

Co-Supervisor: Dr. Mohammed Ali Al-Qawzi مشرف مشارك: أ. د. محمّد عليّ القوزي([3])

تاريخ الإرسال: 18-12-2024                                  تاريخ القبول: 28-12-2024

الملخص                                                                    turnit in:19%

 عدَّ العلماء العصر الفاطمي في مصر من أزهى العصور في مصر الإسلاميّة من الناحية العلميّة، فقد بلغت حركة التّأليف في ذلك العصر أكبر درجات النّمو والازدهار لكثرة العلماء الذين وفدوا إليها، ولكثرة المؤلفات في كل فنّ من فنون العلم، وتنوع فنون الكتابة التّاريخيّة.

وسأتناول حركة التأليف والازدهار الثقافي ونشاطها، انعكاسها على المجتمع الفاطمي في مصر، المرحلة، وسأعتمد في هذا البحث على المنهج التّاريخي الاستقرائي التّحليلي الّذي يساعد على التتبع القضايا الاجتماعيّة، أو الثقافيّة وملاحقتها والحكم على جزيئاتها بشكل كلي للوصول إلى النتيجة المرجوة.

وسأسلّط الضوء على دور الخلفاء في حركة التأليف، وتشجيع العلماء على تصنيف الكتب، وقد وفرّوا لهم الغطاء المناسب لهم، كما أنّهم أَلفوا وصنفوا الكتب، وأوقفوا أرزاقًا ثابتة للمشتغلين بالعلم حتى يتهيأ لهم التفرغ للبحث والتأليف.

الكلمات المفتاحيّة: الاختلاف المذهبي، الخلفاء، حركة التّأليف، التّدوين، الكتابة، العصر الفاطمي، الوزراء، المؤرخين، الحضارة الإنسانيّة، مصر

Abstract: Scholars considered the Fatimid era in Egypt to be one of the most prosperous eras in Islamic Egypt from a scientific perspective. The authorship movement in that era reached the greatest levels of growth and prosperity due to the large number of scholars who came to it, the large number of books in every field of science, and the diversity of historical writing arts..

I will discuss the authorship movement and cultural prosperity and its activity, its reflection on the Fatimid society in Egypt, the stage, and in this research I will rely on the historical inductive analytical method that helps to track social or cultural issues and pursue them and judge their details as a whole to reach the desired result..

I will shed light on the role of the caliphs in the authorship movement and encouraging scholars to classify books, and they provided them with the appropriate cover for historians and scholars, as they composed and classified books, and stopped fixed salaries for those engaged in science so that they could devote themselves to research and authorship.

Keywords: Sectarian differences, Caliphs, authorship movement, documentation, writing, Fatimid era, ministers, historians, human civilization, Egypt

فرج هلال

المقدّمة:                                               

ازدهرت حركة التأليف والتّدوين والكتابة في أواخر القرن الثاني الهجري / الثامن الميلادي وما بعده، حيث حفل العالم العربي الإسلامي بالعلماء، والمولفين الذين يكتبون ويؤلفون وينقلون كثرة الكتب والمصنفات، وكان من أسباب ذلك إقامة صناعة الورق في بغداد، وكان لمصر دور عظيم في نشأة الحضارة الإنسانيّة ونشأة العلم التي ظلت ترعاه وقتًا طويلًا، وفي أواسط القرن الثاني الهجري / الثامن الميلادي وأصبح لعلمائها حظ في الدّراسات الدّينيّة ونشرها في العالم العربي، وكتب تاريخ الفتوح ولافريقيا والأندلس وكتب السيرة النّبويّة. وعدّ العلماء أنّ العصر الفاطمي من أزهى عصور مصر الإسلاميّة، وذلك من النّاحية العلميّة فقد بلغت الحياة العلميّة، وحركة التّأليف في ذلك العصر درجة كبيرة من النّمو والازدهار لكثرة العلماء الذين كانوا في مصر، أو الذين وفدوا إليها، ولكثرة المؤلفات في كلّ فنّ من فنون العلم، وتنوع فنون الكتابة التّاريخيّة والتأليف التّاريخي في مصر في العصر الفاطمي.

الإشكاليّة: تتمحور الإشكاليّة الرئيسة لهذا البحث حول العوامل المؤثرة في النّهضة العلميّة في مصر في العصر الفاطمي، وأثر العوامل المؤثرة في حركة التأليف التّاريخي في مصر في العصر الفاطمي ما دفعني لمعرفة هذا الموضوع المطروح لهذه الإشكاليّة ولمعرفة أسباب انتشار العلم.

  • هل كان هناك من سبب طائفي أو ديني لهذه الثّورة العلميّة.
  • قد يكون هناك دور لبعض الخلفاء في هذه النّهضة العلميّة.
  • من الممكن أن يكون وجود دور للكتب المترجمة في هذا الوعي العلمي، وإقبال طلبة العلم الى جامع الأزهر.
أ.د. محمد قوزي

الفرضيّات:

1_ ليس هناك من سبب معين لهذه الثّورة العلميّة في مصر.

2- كان هناك دور كبير لبعض الخلفاء الفاطميين في هذه النّهضة العلميّة.

3-لا بدّ من دور للكتب المترجمة وجذب عدد كبير من العلماء من الدولة العباسيّة، بسبب توفر لهم سبل الراحة للنشر وحرية التأليف.

منهج الدراسة: المنهج التّاريخي الاستقرائي التّحليلي. المنهج الاستقرائي هو يساعد في  تتبع قضيّة أو أمر ما  وملاحقته والحكم على جزيئاته بشكل كلّي للوصول النتائج المرجوة، ويعدُّ من المناهج المشتركة مع مناهج البحث العلمي الأخرى التي يعتمدها الباحثون بكثرة في العلوم الإنسانيّة والطبيعيّة. وتعدُّ العلوم الشّرعيّة أحد أكثر الاختصاصات استخدامًا للمنهج التّحليلي، علمًا أن هذا المنهج يقوم على ثلاث عمليات وهي  التفسير – النقد – الاستنباط، إذ إنّ هذه العمليات قد تجتمع كلّها في سياق بحث معين، أو قد يكون بعضها كافيًا في سياق بحث آخر، إذ تُحدد طبيعة البحث ما هي العمليات التي على الباحث اتباعها .

أ.د داوود قندولي

تقسيم البحث: قُسِّم البحث الى مقدمة ومبحث وخاتمة.

  • الاختلاف المذهبي في حركة التأليف.

ب-دور الخلفاء في حركة التأليف.

ج- دور الوزراء في حركة التأليف.

  • الاختلاف المذهبي في حركة التأليف

يُعدُّ الاختلاف المذهبي ببن الشّيعة وأهل السُنّة من العوامل المؤثرة في حركة التّأليف التاريخي في تلك الحقبة، وكان له دور في عقد المجالس الأدبيّة للجدل والنقاش التي تميز بها العصر الفاطمي، فقد نشطت حركة تأليف الكتب التي تدعو الشّيعة، أو ترد على اتهامات أهل السُنّة (الخربوطلي، علي حسني، ط1، 2017م، ص ص236)، وكذلك أدخلت شعائر مخالفة لشعائر أهل السُنّة، كالآذان بحيّ على خير العمل والاحتفاء بعاشوراء وعيد الغدير، هذه العقائد والأفكار الجديدة كان لها دور في إيجاد حركة علميّة مؤيدة وأخرى معارضة، فنشطت حركة التأليف وانتشرت العديد من الكتب ضمت آراء العلماء في ذلك من مؤيد ومعارض لهذا المذهب، وأكثر ممن ألف في هذا المجال هم العراقيون فقد كانوا أجرأ في التّعبير عن آرائهم، لأنّهم كانوا تحت سيطرة الدّولة العباسيّة على عكس الخاضعين لسلطان الفاطميين كالمصريين والشّاميين.

فقد لجأ الخليفة العباسي المستظهر بالله (487 – 512ه‍ / 1094 – 1118م) إلى العلماء يستحثهم على القول بفساد النّسب الفاطمي، كما لجأ إلى الغزالي ([4]) يستدعيه لتأليف كتاب “فضائح الباطنيّة” والسبب وراء ذلك حسبما يذكر في كتابه، هو استفحال أمر الدّعوة الباطنيّة على يد الفاطميين الذين بثوا الدّعاة في أرجاء بلاد الخلافة دعوة للخليفة المستنصر، تأليبًا على الخليفة العباسي المستظر بالله، ثم ما جرى على يد الباطنيّة من إرهاب وسفك للدماء على حد قوله (الغزالي، 1964م، ص 11).

وكذلك أبو بكر الباقلاني المتوفى سنة (403ه‍ / 1012م) ألف كتاب “كشف الأسرار وهتك الأستار” في الرد على الباطنية، وكذلك ألف اسماعيل بن أحمد البسّي كتابًا بعنوان “كشف أسرار الباطنيّة”، وممن جاء بعد الغزالي وألف في هذا المجال، هو ثابت بن أسلم النّحوي، يقال إنّه كان شيعيًّا، عمل في خزانة صاحب حلب وألف كتاب كشف فيه عن بداية الدّعوة الإسماعيليّة، ويقال إنّ أبناء هذه الفرقة انتقموا منه واختطفوه إلى مصر وقد صلبوه في حدود سنة (460ه‍ / 1067م)، وأبو الحسن الملطي المتوفى سنة (377ه‍ / 987م) فقد ألّف كتاب “التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع”، ومحمد بن أبي الفضائل الحمادي اليمني من فقهاء أهل السُنّة في اليمن في أواسط المائة الخامسة للهجرة، فله كتاب “كشف أسرار الباطنيّة أخبار القرامطة” (الغزالي، 1964م، ص 11 – 12).

كل هذه الجهود الفكريّة الكبيرة في التأليف والبحث، والنقد كان لها أثر في النشاط العقلي الكبير والذي تبعه نشاط الفاطميين في إيجاد المكاتب ومجالس الدعاة في القصر والمساجد وبيوت العظماء، وتأليف الكتب، وتنظيم الدّعوة وغير ذلك (أمين، 1929م، ج1، ص 196 – 197) وظهر فريقان من العلماء يعمل أولهما على تأييد الشيعة ويفند الآخر آراءهم (عطا الله، 1989م، ص 193). ومنهم القاضي النعمان بن حيون الذي شغل دور كبير في النّهضة الأدبيّة للدعوة الفاطميّة في مصر (الخربوطلي، 2017م، ص 236)، فعمل على تأليف الكتب التي ترد على مذاهب أهل السُنّة ومنها كتاب “الرد على الإمام أبي حنيفة”، وكتاب “الرد على الإمام مالك” وكذلك “الرد على الإمام الشافعي” وكتاب “اختلاف الفقهاء” ينتصر فيه لأهل البيت (اليافعي أبي محمد عبدالله بن أسعد بن علي بن سليمان، ط1، 1997م، ج2، ص 285).

ويعد النعمان من دعائم الدعوة الإسماعيلية المهمّة وله في الفقه الإسماعيلي عدة مؤلفات منها: “دعائم الإسلام ي ذكر الحلال والحرام”، و”المجالس والمسايرات”، فقد وقف نفسه على الدراسات التّشريعيّة والفلسفيّة وعلى تأليف الكتب المتنوعة، ألف في أنواع العلوم كلّها فألف في الوعظ والتّاريخ والأخبار والعقائد والحقائق والتأويل والفقه (عطاالله، 1989م، ص 195)، ومن كتبه المهمّة: كتاب “الإيضاح”، “الاقتصار”، “منهاج الفرائض”، “شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار”، “أساس التأويل”، “اختلاف أصول المذاهب”، “الهمّة في آداب اتباع الأئمة”، كتاب “الطهارة” وغيرها الكثير (بدوي(عبدالرحمن)، 1997م، ص 947 – 949).

وكذلك من آل النعمان ابنه محمد بن النعمان قاضي المعز والعزيز، وكان واسع العلم في الفقه والتاريخ والنجوم يقضي بين الناس ويقرأ في القصر علوم آل البيت، ومن أشهرهم أيضًا عبدالعزيز بن محمد بن النعمان من أعلم الناس بفقه الإماميّة، ألف في العقائد الشّيعيّة كتاب “البلاغ الأكبر والناموس الأعظم” (عطالله، 1989م، ص 198). ولا شك فقد كان للنعمان أثر في النّهضة الثقافية للدّعوة الإسماعيليّة ولحركة التأليف فقد كان أغزر مؤلفي الإسماعيليّة إنتاجًا (بدوي، 1997م، ص 947).

ونشاط هذا النوع من التأليف شجع العلماء والمؤرخين على البحث والتأليف في مختلف أنواع العلوم، فازداد عدد المؤلفات وخاصة التّاريخيّة وتنوعت فنون الكتابة التّاريخيّة من كتب السيرة وخاصة سير الخلفاء الفاطميين والاعتزاز بهم وبأعمالهم، ومنها ما يعتز ببلاده مصر فكثرت الكتب الخاصة التي تتحدث عن مصر ومن أكثر ما ألف أهمّيّة في هذا المجال محمد بن سلامة القضاعي (ت 454ه‍ / 1013م).

  • دور الخلفاء في حركة التأليف

وقد كان للخلفاء دور في حركة التأليف وتشجيع العلماء على تصنيف الكتب، ووفروا الغطاء المناسب للمؤرخين والعلماء، كما أنّهم ألفوا وصنفوا الكتب، وأوقفوا أرزاقًا ثابتة للمشتغلين بالعلم حتى يتهيأ لهم التّفرغ للبحث والتأليف، وأن بعض العلماء من الدول الأخرى، وفدوا إلى مصر وتأثروا ببعض الآراء التي كانت سائدة في مجتمعاتها العلميّة والأدبية ومنهم: أسامة بن منقذ، وناصر خسرو، والدّاعي الحسن بن الصباح، والرقيق القيرواني، ومن المرجح أن السّبب الذي شجع الفاطميين من أجله العلم والعلماء، هو أن المذهب الفاطمي نفسه كان يقوم على العلم والعقل قبل كل شيء، وعن طريق العلم، والجدل والمناظرات استطاعت التّعاليم الفاطميّة أن تنتشر في كل مكان من العالم الإسلامي، وخاصة في الدّيار المصريّة (تامر، 1980م، ج5، ص 60 – 61).

وكان للخليفة المنصور والد المعز دور في حركة التأليف، فقد اشتهر بسعة الاطلاع ولم تشغله مهام الخلافة وأعباء الحكم عن البحث والتأليف، بل أنه كثيرًا ما كان يحث المعز على الدرس وتأليف الكتب وكتابة الشعر، وقد حرص أيضًا على حث العلماء على الاستزادة من العلم، وأُثر عنه أنّه كان يأمر قاضيه أبا حنيفة النعمان وغيره بالنّظر في القرآن الكريم وتأليف الكتب في علوم القرآن، ومن ذلك ما قاله لقاضيه يومًا: “يا نعمان استخرج من كتاب الله سبحانه ما رفضته العامة وأنكرته”. وكان لهذه البيئة العلميّة التي شبّ فيها المعز وترعرع أثرها في تنمية مداركه وسعة اطلاعه، وتضلعه في العلوم الدّينيّة حتى أنه كان يحاضر العلماء من النّحاة والفقهاء وغيرهم، ويناقشهم وهذا يدل على مقدرته العلميّة كما كان أبوه المنصور من قبل (إبراهيم وشرف، 1964م، ص 222).

وكما شجع المعز لدين الله الفاطمي على البحث والتأليف، وكان له أيضًا عدة مؤلفات ومنها: “تأويل الشّريعة”، وكتاب “الروضة”، و”بيان في العلم ومجالسه”، و”الرسالة إلى حسن القرمطي المناجاة”، و”الرسالة في شأن المسيحيّة” (إبراهيم وشرف، 1964م، ص 225). كما كان الخليفة المعزّ يدعو العلماء إلى تأليف الكتب عن عقائد المذهب الفاطمي، فقد طلب من النّعمان الاطلاع على العلوم الخاصة لآل البيت والتأكد من صحة النّصوص التي تنقل عنهم، وكان المعز يراجع بعناية المؤلفات جميعها التي تقدم إليه، ويشرف على تأليف المؤلفين ويتناولها بالتّعديل والتغيير فيحذف منها ما يريد ويضيف إليها ما يريده من الآراء وينتقدها، فقد شجع النعمان على تأليف كتاب في أخبار أئمة الشّيعة وأحاديثهم فألف كتاب “الدّينار” وقدمه للمعز لدين الله، وارتفاع شأنه في تأليف الكتب، فقد كان المعز يمدّه بمادتها ويلخصها وينصحه بالزيادة فيها أو التّشذيب منها ويشير عليه بتبسيطها أو تحرير عنوانها (النعمان، 1996م، ص 24).

وبهذا يلاحظ أنّ المعز ساهم في ترويج مبادئ الشيعة وتحبيب الناس في أئمة الشيعة، كما عمل في الوقت نفسه على نشر العلوم، فقد شجع كذلك النّعمان على تأليف كتابه “دعائم الإسلام في ذكر الحلال والحرام والقضايا والأحكام” وهو الذي أصّل أصوله، وفرّع فروعه، وأخبره بصحيح الروايات عن الطاهرين من آبائه عن رسول الله صلّ الله عليه وسلم، كما فتح أبواب قصره للعلماء والطلاب ومشايخ إفريقيّة وأتاح لهم الاطلاع على الكتب المختلفة ودراستها وانتساخها والتّعلم منها، والتفقه فيها، وكان يشجع رعاياه على سماع المحاضرات التي تلقى على الناس في قصره بالمنصوريّة من كتاب دعائم الإسلام للقاضي النعمان (إبراهيم وشرف، 1964م، ص 224 – 225).

أمّا الخليفة العزيز بالله كان يجمع العلماء للمناظرة بين يديه، فكان لاهتمام الخلفاء الفاطميون في الحركة العلميّة سببًا في قيام هذه النّهضة العلميّة الرائعة التي ظهرت في مصر الفاطمية، وقد شجعت علماء مصر على الإكثار من التأليف، وإنتاج الكتب في مختلف العلوم والفنون (تامر، 1980م، ج5، ص 62).

وكان لكبار رجال الدّولة وعلى رأسهم الوزراء دور كبير في ازدهار الحركة الفكريّة وحركة التأليف، وقد اهتم الكثير منهم بالتأليف في مختلف أنواع العلم نسج الشعر. فيعقوب بن كلس من أول وزراء الدولة له الكثير من المؤلفات، إذ ألّف كتاب في القراءات وكتابًا في علم الأبدان وخلاصها في ألف ورقة، وكتاب في الفقه الإسماعيلي وكتاب في الأديان وكتاب في آداب رسول الله. ولعل أشهر كتبه، كتابه في مختصر الفقه وهو المعروف بالرّسالة الوزيريّة ضمنه ما سمعه من المعز وولده العزيز (الصيرفي، 1924م، ص 14). وقد بلغ قيمة هذا الكتاب أنّ الخليفة الظاهر لإعزاز الله طلب من الناس أن يحفظوه ورتب مالًا لكل من يحفظه، كما كان الناس يفتون بما فيه (المناوي (محمد حمدي)، 1970م، ص 104)، كما ألف كتاب مصنف الوزراء (سرور، 2007م، ص 157). كما شجع ابن كلس الكُتاب على كتابة القرآن الكريم وكتابة الحديث والفقه والأدب والطب، وكان منهم الحسين بن عبدالرحيم المعروف بالزلازلي ([5]) مصنف كتاب “الأسجاع” (ابن خلكان، 1835م، ج7، ص 29).

كما عمل على قيام دراسات منظمة للفقه الإسماعيلي في الأزهر، ورتب جماعة من الفقهاء عددهم قرابة خمسة وثلاثون نفرًا كانوا يتحلقون في المسجد بعد الصلاة من يوم الجمعة كانوا يتدارسون في الفقه الإسماعيلي، كما كان يقرأ مؤلفاته على الناس خصوصًا الرّسالة الوزيريّة في مجالس الأزهر وفي مجلسه الخاص، وحضر هذا المجلس أبو الفضل ابن الفرات وزير العزيز سنة (383 – 384ه‍ / 993 – 994م)، وكان النّاس يفتون من هذا الكتاب في “الجامع العتيق ([6])” (المناوي، 1924م، ص 105). وجعل في داره العلماء، والأدباء، والشعراء، والفقهاء، والمتكلمين، وأرباب الصنائع، ولكل طائفة مكان منفرد، وأجرى على كل واحد منهم الأرزاق، وكان في داره عدة كُتاب ينسخون القرآن الكريم، والفقه، والطب، وكتب الأدب، وغيرها من العلوم (المقريزي، 1907م، ج2، ص 6). ونتيجة لولع ابن كلس بالتأليف وجمع الكتب، صار لديه مكتبة عظيمة، ويرجح أن هذه المكتبة قد ضمت إلى مكتبة القصر الفاطمي بعد وفاته، فاستفادت هذه المكتبة التي كان لها شهرة عظيمة، وفائدة كبيرة (المناوي، 1924م، ص 106).

     ج- دور الوزراء في حركة التأليف

دور الوزير علي بن أحمد الجرجرائي في حركة التأليف المتوفى سنة (436ه‍ / 1044م) وقد كان عالمًا فطنًا ويذكر المقريزي: “أن الجرجرائي وقّع مرة بين يدي الظاهر لإعزاز دين الله على مائة كتاب فلم تتشابه فيها لفظة بلفظة” (المقريزي، 1909م، ج2، ص 190) أي كل كتاب مختلف عن الآخر. وكذلك الوزير أبو عبدالله الحسين بن سديد الدولة الماشلي المتوفى سنة (487ه‍ / 1094م) وزير المستنصر بالله سنة (454ه‍ / 1062م) كان من أماثل الكُتاب وصدورهم وله عدد من الكتب ورسائل مدونة (ابن الصيرفي، 1980م، ص 49). كما ألّف الوزير أبو شجاع محمد بن الأشرف بن محمد بن خلف الذي تولى الوزارة في سنة (457ه‍ / 1064م) كتاب “مواد البيان في ترتيب الكتاب” للدولة الفاطميّة (المناوي، 1922م، ص 104). أمّا الصالح بن زريك كان شاعرًا عظيمًا جمع شعره في مجلدين (ابن خلكان، 1835م، ج2، ص 526)، وبلغ من جودة شعره أن اتهم بأنّه كان يستعين بشعراء كبار كالمهذب بن الزبير ([7]) في تنقيح شعره، بل قيل إنّ شعره من نظم ابن الزبير نفسه. وقد اتخذ الصالح من الشّعر وسيلة لمحاولة نشر المذهب الشّيعي والحط من شأن المذاهب الأخرى، وله في ذلك قصيدة سماها “الجوهرة في الرد على القدرية ([8])“، كما كان الصالح فقيهًا متعمقًا في علوم الشّيعة إذا كان من علماء المذهب الجعفري. وقد ألّف كتابًا في فقه الشّيعة أسماه “الاعتماد في الرد على أهل العناد”، وهو يتضمن إمامة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه والكلام على الأحاديث الواردة في ذلك (المناوي، 1922م، ص 105).

كما كان الأفضل بن بدر الجمالي محبًّا لجمع الكتب، حتى وجد لديه بعد قتله مكتبة بها خمسمائة ألف كتاب. ولقد سمع أنّ أحد وراقي العراق أراد شراء كتب افرائيم ابن الزفان الطبيب الإسرائيلي، كانت قرابة عشرين ألف مجلد، فأمر الأفضل بشرائها وأضافها لخزائنه (ابن أبي أصيبعة، 1882م، ج2، ص 105) وقد أشرت لذلك سابقًا. وعني المأمون البطائحي عناية خاصة بعلوم الطب كما ذكر سابقًا، وأعاد فتح دار الحكمة، التي أنشأها الحاكم وأصبحت من أهم المراكز العلميّة في العالم الإسلامي، وكانت تلقى فيها المحاضرات وتقام المناظرات، ويجد بها طالب العلم ما يريد من الكتب. وقد اضطر الأفضل إلى إغلاقها، ثم أعيد افتتاحها سنة (517ه‍ / 1123م) على نمط جديد يخفف من طبيعة صبغتها المذهبية، وشجع على تدريس القرآن الكريم وعلومه فيها وخصص لها الأوقاف للإنفاق عليها (المناوي، 1922م، ص 107). وما يروى عن اهتمام البطائحي بالتأليف وتكريم المؤلفين، أنّ أبي بكر الطرطوشي انتقل من الإسكندريّة إلى القاهرة سنة (510ه‍ / 1116م) لزيارة الوزير المأمون البطائحي، ليقدم له كتابه الذي ألفه للمأمون وهو سراج الملوك، فأكرمه المأمون وخلع عليه، وتكريمًا للطرطوشي سمح له ببناء مسجد باسمه في منطقة باب البحر (الشيال، 1967م، ص 42).

وقد اهتم الوزراء ببناء المدارس، فقد بنى الوزير رضوان بن ولخشى وزير الخليفة الحافظ الفاطمي مدرسة لدراسة الفقه وعلوم الدين سنة (532ه‍ / 1137م)، وهي المدرسة العوفيّة وجعل على رأسها الفقيه المالكي أبي الطاهر بن عوف. وكان يقيم بها طلاب العلم ويجري عليهم من ديوان الوزير، وصدر قرار عن الخليفة بإنشائها وجعل اسمها المدرسة الحافظيّة نسبة للخليفة الحافظ، وإن غلب عليها اسم المدرسة العوفيّة نسبة للفقيه الكبير أبي الطاهر بن عوف (المناوي، 1922م، ص 107 – 108). أمّا الوزير العادل علي بن السلار وزير الخليفة الظاهر، بنى مدرسة الحافظ السلفي سنة (544ه‍ / 1149م)، وجعل رياستها للحافظ السلفي وسميت بالمدرسة السلفية (ابن خلكان، 1978م، ج3، ص 416)، فكانت ثاني مدرسة أنشئت في مصر بعد مدرسة ابن عوف، كما كانت المدرسة الوحيدة للشافعيّة في الإسكندريّة (الشيال، 1967م، ص 45)، وقد ذكر ابن خلكان أن ابن السلار بنى مدرسة للحافظ السلفي، ويقول في وصفها: “لم أرَ بالإسكندرية مدرسة للشافعيين سواها”. وكذلك دخل مصر في عهد الوزير السلار المؤرخ المشهور أسامة بن مرشد بن علي بن منقذ الشيرازي (ت 584ه‍ / 1188م) مؤلف كتاب الاعتبار، دخلها سنة (541ه‍ / 1146م) وقد أكرمه وأحسن إليه (ابن خلكان، 1835م، ج1، ص 196، ج3، ص 416). وكان للعناية الكبيرة التي أولاها الوزراء للعلم والعلماء والأدب والأدباء وإغداقهم النعم عليهم أكبر الأثر في ازدهار الحركة العلميّة والأدبية بمصر، ووفود العلماء والأدباء من كل مكان وأن يقبلوا على التأليف في كل فرع. كما كان من عوامل ازدهار الكتابة الفنيّة في العصر الفاطمي أنّ معظم وزراء القرن الأول كانوا من الكتاب حتى أسماهم المؤرخون الوزراء أصحاب الأقلام، وبذلك كانت الكتابة عملًا مرموقًا ينظر إليه بكل إجلال واحترام، ويسعى إليها كل من يتطلع إلى منصب الوزارة (المناوي، 1922م، ص 109).

وكان لوجود العلماء والأدباء في كنف الوزراء الفاطميين دليل على ما لهؤلاء الوزراء من أثر في النّهضة العلميّة، وحركة التأليف التي شهدتها مصر طوال العصر الفاطمي، فكان من جلساء ابن كلس، الحسين بن عبدالرحيم الزلازلي (ابن خلكان، 1978م، ج7، ص 29) والطبيب أبو عبدالله محمد بن أحمد ابن سعيد التميمي الذي ألف للوزير كتابًا في الطب في عدة مجلدات اسمه “مادة البقاء بإصلاح فساد والتحرز من ضرر الأوباء” (الزركلي، 2002م، ج5، ص 313).

ومن أشهر العلماء الذين وفدوا إلى مصر وعاصروا ابن كلس وخدموا العزيز بالله، ولقوا التّشجيع من قبل ابن كلس على التأليف ووضع الكتب، أبو عبدالله محمد بن جعفر التّميمي المعروف بالقزاز القيرواني النحوي، ألف كتابًا في النحو على حروف المعجم “الكلام اسم وفعل وحرف جاء لمعنى” (ابن خلكان، 1835م، ج4، ص 374). وقد حفل قصر ابن كلس بالكثير من الشعراء إذ كانوا يتبارون في مدحه، وكان بدوره يغدق عليهم الهدايا والمنح، فكثر حوله الشعراء حتى بلغ عدد الشعراء الذين رثوه بعد موته مائة شاعر، ومنهم أبو عبدالله محمد بن أبي الجرع (لم أجد له ترجمة في الكتب) وأبو حامد أحمد بن محمد الأنطاكي المعروف بأبي الرقعمق وغيرهم من الذين مدحوا ابن كلس، وكان هناك شعراء آخرون هجوا ابن كلس مثل الحسن بن بشر الدمشقي المتوفى سنة (371ه‍ / 981م)، وأبو محمد القاسم الرسي، وكما كان ابن كلس كريمًا في عطائه قاسيًا في عقابه، إذ أمر بقتل ابن بشر بعد أن أغرى العزيز عليه وسجنه.

كما وجد الكثير من فقهاء مذاهب السُنّة الأمن والاستقرار في مصر أيام ابن كلس، أمثال محمد بن سليمان المعروف بأبي بكر النعال المتوفى سنة (380ه‍ / 990م) في مصر كانت له رياسة المالكيّة في عصره، وأبو القاسم الجوهري عبدالرحمن بن عبدالله الغافقي المصري المالكي صاحب مسند المؤطأ والمتوفى سنة (380ه‍ / 990م) أيضًا (المناوي، 1922م، ص 111 – 113). ولا شكّ أنّ أثر ابن كلس على الحركة الفكريّة كان قويًّا حتى ظلت مزدهرة إلى الصنف الأول من القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي، وقد ساعد على استمرار تقدمها وجود وزراء أقوياء يحبون العلم والأدب، مثل الجرجرائي واليازوري وغيرهم.

ومن أبرز المؤرخين الذين عاشوا في كنف الوزراء ولقوا الرعاية والتشجيع سلامة بن جعفر القضاعي المتوفى سنة (454ه‍ / 1062م) فعلى الرّغم من مخالفته لمذهب الدولة إذ كان شافعي المذهب فقد تولى القضاء، وعمل في ديوان الإنشاء، واتخذه الجرجرائي ثم اليازوري كاتبًا لإنشائه وعلامته (الصيرفي، 1924م، ص 36)، وألف القضاعي كثيرًا من الكتب ستُذكر في الفصل الخامس. ولكن في أواخر القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي، أخذت الحركة الفكريّة بالتراجع مع ضعف الدّولة الفاطميّة، فقد كانت الأحداث والفتن التي عصفت بالبلاد سببًا في إهمال الحركة العلميّة حتى إنّ مكتبة القصر التي كانت من أعظم المكتبات في ذلك الوقت أصابها التّخريب ونهبت كتبها، فأُلقي بعضها في النار والبعض الآخر في النيل وترك بعضها في الصحراء فهبت عليها الرياح حتى صارت تلالًا عرفت بتلال الكتب، واتخذ العبيد من جلودها نعالًا، وطرح ما بقي منها عند دخول الأكراد للبيع في أواسط القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي (ابن تغري، ج4، ص 105 – 106).

وما لبث أن عادت الحركة الفكريّة إلى الازدهار بعد أن أعاد بدر الجمالي الاستقرار إلى البلاد([9])، وظلت كذلك حتى نهاية الدولة، وأخذت مصر تجذب إليها من جديد العلماء والمفكرين والأدباء، وأخذ العلماء يتجهون بمؤلفاتهم والشعراء بأشعارهم إلى الوزراء الذين أصبحوا أصحاب السلطة الحقيقيّة والقوة المسيطرة. فالمأمون البطائحي شجع العلماء وأكرمهم، فتقدم العلماء إليه بمؤلفاتهم، فقد ألّف له أبو بكر الطرطوشي كتاب “سراج الملوك”، كما ألّف له علي بن منجب الصيرفي “الإشارة لمن نال الوزارة” (الصيرفي، 1980م، ص 11)، كما ألّف كتاب “قانون ديوان الرسائل” وقدّمه لأبي علي أحمد ابن الأفضل، كما ألف أبو عبدالله محمد بن سعد القرطي كتاب “تاريخ مصر” وقدمه لشاور (بروكلمان (كارل)، ترجمة عبدالحليم النجار، د.ت، ج6، ص 86). أمّا ابن البطائحي جمال الملك موسى ألف كتابًا في التاريخ، اعتمد عليه المقريزي عند حديثه عن تاريخ الدولة الفاطميّة خاصة ما بين عامي (501 – 519ه‍ / 1107 – 1125م)، وقد استعرض جمال الملك في تاريخه نظم الدّولة الفاطميّة ورسومها، وساعده على ذلك استطاعته الوصول إلى كثير من أسرار الدولة ومستنداتها، أمّا الوزير الصالح طلائع بن رزيك فقد ألف كتاب “ديوان طلائع بن رزيك” ويحوي شعر الصالح، وكتاب “الاعتماد في الرد على أهل العناد” (الزركلي، 2002م، ج3، ص 228) وهو كتاب في فقه الشيعة يتضمن الأحاديث الواردة في إمامة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وهذا ما ذكر سابقًا.

    الخاتمة

يلاحظ من البحث أنّ أغلب المؤلفات التّاريخيّة في العصر الفاطمي تهتم بمصر وتاريخها، ومعالمها وفنونها وألوان الحياة ومختلف أوجه الحضارة فيها مع قلّة الاعتناء بمؤلفات التاريخ العام، فهذا يؤكد توجه المدرسة الفاطميّة نحو التخصص في الكتابة التاريخيّة ضمن حدود معينة، في الوقت نفسه أبدعت واستوفت ما قدمته من دراسات فكان لتلك الكتب والمؤلفات الأثر الكبير في مدرسة التاريخ المصريّة كونها انتهجت التخصص في طرح مواضيعها، وقدمت صور واضحة ومواضيع تاريخية دقيقة عن تاريح مصر في القرن الرابع والخامس الهجريين / العاشر والحادي عشر الميلاديين. ومن النتائج التي توصل إليها البحث أنّ كتب ومولفات مورخي العصر الفاطميّة كانت ماديّة علميّة غنية للكثير من المؤرخين اللاحقين، في ما يخص تاريخ مصر في تلك الحقبة وذلك بما قدمته من معلومات دقيقة في ما يتعلق بالحياة السياسيّة والحضاريّة وخاصة في وصف مصر وآثارها وخططها، إضافة لما قدموه من مواضيع في شتى مجالات الحياة الاقتصاديّة والسياسيّة والاجتماعيّة، فتنوع ولم يقتصر على فنون الكتابة التّاريخيّة، فقد شملت كتب تخص الفلك والفلسفة، والحكم والقضاء، والأديان والعبادات، والتّفسير والحديث، فكان لهذا التّنوع تأثير كبير في تنشيط الحياة الثقافيّة والفكريّة في مصر وتطويرها، فكانت مولفاتهم أحد المصادر المهمّة ومادة علميّة خصبة لمؤرخي العصور التي لحقتهم. إنّ النشاط العلمي في مصر الفاطميّة لم يكن له مثيل في بلد آخر، فقد استطاعت أن تنافس غيرها من البلدان الإسلاميّة لا بل أن تسبقها وتجلس على قمة العلم والحضارة، ولعل الفضل في ذلك إلى الخلفاء الفاطميين الذين كانوا أوسع أفقًا ومدارك من غيرهم في مجال الفكر، فقد أسسوا مذهبهم على اسس علميّة فلسفيّة فاستطاع أن يحقق النجاح المقرر له على ضوء المعرفة والمنطق والواقع. وتبيّن من خلال البحث دور الوزراء في حركة التأليف التي شهدتها مصر في تلك المدّة، فقد قوي نفوذهم في الوقت الذي ضعف فيه نفوذ الخلفاء الفاطميين، فقد ألفوا الكتب ولم يبخلوا على العلماء والمؤرخين، وتشجيعهم بمختلف الطرق فازدهرت حركة التأليف وتنوعت فنون الكتابة التاريخية. يوضح البحث تطور اسلوب مناهج الكتابة التاريخية، إذ يُلاحظ الاعتماد على أكثر من أسلوب في الكتابة ضمن المصنف الواحد، وخاصة في ما يتعلق بكتابة التاريخ العام.

المصادر والمراجع

  • تامر (عارف): الموسوعة التاريخية للخلفاء الفاطميين، ج10، دمشق، دار الجيل، 1980م.
  • المقريزي: تقي الدين احمد بن علي المقريزي باسم “تقي الدين المقريزي” (ت 845ه‍- 1442م)، الخطط المقريزية، 1907م.
  • الحموي: (ياقوت)، معجم الادباء، تح احسان عباس، ج7، ببروت، دار الغرب الاسلامي، ط1، 1993م.
  • ابن خلكان (احمد بن محمد بن ابي بكر ت 681ه‍/ 1282م)، وفيات الاعيان وانباء ابناء الزمان، تح احسان عباس، ج7، بيروت، دار القادر، 1978م.
  • امين (احمد)، ظهر الاسلام، ج4، القاهرة، شركة نوابغ الفكر، ط1، 2009م.
  • سرور (محمد جمال)، تاريخ الدولة الفاطمية، القاهرة، دار الفكر العربي، 2007م.
  • اليافعي (ابو محمد عبدالله بن اسعد بن علي)، مراة الجنان وعبرة اليقظان، تح خليل المنصور، ج4، بيروت، دار الكتب العلميّة ط1، 1997م.
  • ابن ابي اصيبعة (احمد بن القاسم بن خليفة بن يونس)، عيون الانباء في طبقات الاطباء، تح امرؤ قيس بن الطحان، ج2، القاهرة المطبعة الوهبية، ط1، 1882م.
  • الزركلي (خير الدين)، الاعلام، ج8، بيروت، دار العلم للملايين، ط15، 2002م.
  • ابن تغري (جمال الدين ابي المحاسن يوسف الاتايكي): النجوم الزاهرة في ملوك مقر والقاهرة، تح محمد حسين شمس الدين ج8، بيروت، دار الكتب العلميّة، د.ت.
  • ابن حجر (احمد بن علي بن محمد العسقلاني ت 852ه‍ / 1448م): رفع الاصر عن قضاة مصر، القاهرة، د.د، 1988م.
  • الشهرستاني (ابي الفتح محمد بن عبدالكريم ت 548ه‍ / 1153م): الملل والنحل، تح احمد فهمي محمد، ج3، بيروت، دار الكتب العلميّة، 1992م.
  • ابن الصيرفي (ابو القاسم علي بن منجب بن سليمان): الاشارة الى من نال الوزارة، تح عبدالله مخلص، القاهرة، مطبعة المعهد العلمي الفرنسي، 1923م.
  • الغزالي (ابو حامد محمد بن محمد بن احمد): فضائح الباطنية، تح عبدالرحمن البدوي، الكويت، مؤسسة دار الكتب الثقلفية، 1964م.
  • بدوي (عبدالرحمن): مذاهب الاسلاميين، بيروت، دار العلم للملايين، 1997م.
  • بروكلمان (كارل): تاريخ الادب العربي، ترجمة عبدالحليم النجار، ج6، القاهرة، د.د، د.ت.
  • الخربوطلي (علي حسني): مصر العربية الاسلامية، مصر، دار الباسل، ط1، 2017م.
  • الشيال (جمال الدين): تاريخ مدينة الاسكندرية في العصر الاسلامي، القاهرة، دار المعارف، 1967م.
  • عطاالله (خضر احمد): الحياة الفكرية في مصر في العصر الفاطمي، القاهرة، دار الفكر العربي، ط1، 1989م.
  • المناوي (محمد حمدي): الوزارة والوزراء في العصر الفاطمي، القاهرة، دار المعارف، 1970م.
  • النعمان (محمد بن منصور بن احمد بن حيون التميمي ت 363ه‍ / 973م): المجالس والمسايرات، تح الحبيب الفقي وابراهيم مثبوح ومحمد اليعلاوي، بيروت، دار المنتظر، 1996م.

فرج هلال

 

أ.د. محمد قوزي

أ.د داوود قندولي

[1] -طالب دكتوراه في جامعة بيروت العربية، بيروت، لبنان، قسم التاريخ.

PhD student at Beirut Arab University, Beirut, Lebanon, Department of History.Email: farajhilal9@gmail.com-

[2] – دكتور في جامعة بيروت العربية، بيروت، لبنان،  قسم التاريخ.

PhD at Beirut Arab University, Beirut, Lebanon, Department of History. Email: dr.daoud.k@gmail.com-

[3] – دكتور في جامعة بيروت العربية، بيروت، لبنان،  رئيس قسم التاريخ .

PhD at Beirut Arab University, Beirut, Lebanon, Head of the History Department. Email:

Mohammad.Kozi@bau.edu.lb –

-[4] الغزالي: أبو حامد محمد بن محمد بن أحمد الغزالي، الملقب حجة الإسلام زين الدين الطوسي الفقيه الشّافعي، لم يكن للطائفة الشّافعيّة في آخر عصره مثله، اشتغل أول أمره في طوس ثم نيسابور ثم انتقل إلى بغداد وبدأ التدريس في المدرسة النّظاميّة سنة (484ه‍ / 1091م)، ثم اتجه إلى الزهد والانقطاع وقصد الحج سنة (488ه‍ / 1095م) ثم رجع إلى الشام وبعدها إلى بيت المقدس ثم مصر ثم عاد إلى وطنه في طوس وصنف مجموعة من الكتب منها: للوسيط، والبسيط، والوجيز، والخلاصة، وأحياء علوم الدين، توفى سنة (505ه‍ / 1111م). ابن خلكان: وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، ج4، ص 216.

– [5]الزلازلي: الحسين بن عبدالرحيم بن الوليد، أبو عبدالله الكلابي المتوفى سنة (354ه‍ / 965م) كاتب وأديب ولغوي، أهم كتبه الأسجاع ابتدأ بتأليفه في دمشق سنة (343ه‍ / 954م). الحموي: معجم الأدباء، ج3، ص 1129.

[6] –  الجامع العتيق: جامع بمدينة الفسطاط يقال له تاج الجوامع وجامع عمرو بن العاص، وهو أول مسجد أسس بديار مصر في الملة الإسلامية بعد الفتح سنة (21ه‍ / 641م). المقريزي: الخطط المقريزية، 1907م، ج2، ص 446.

[7] – لم أجد له ترجمة في الكتب التي عدت لها من كتب التراجم.

[8] –  القدرية: وهم المعتزلة ويسمون أصحاب العدل والتوحيد، ويلقبون بالقدرية وهو يطلق على من يقول بالقدر خيره وشره من الله تعالى، والذي يعم طائفة المعتزلة من الاعتقاد، القول بأن الله تعالى قديم، والقدم أخص وصف ذاته، ونفوا الصفات القديمة أصلاً، فقالوا هو عالم بذاته، قادر لذاته، حي لذاته …. الخ. الشهرستاني: الملل والنحل، ج1، ص 38.

[9]  – وذلك بعد أن استعان به الخليفة المستنصر بالله لإخماد الفتنة التي نشبت بالبلاد سنة (458ه‍ / 1065م) التي أشعلها ناصر الدولة بن حمدان المتوفى سنة (465ه‍ / 1072م) محرضاً الأتراك ضد المستنصر ومحاولاً إعادة الخلافة العباسية إلى مصر، ولكنه قتل في نهاية الأمر على يد الأتراك، أمّا بدر الجمالي استطاع القضاء على المتمردين وأنشأ دولة قوية واستعاد البلاد التي غلب عليها الولاة والقضاة وهي عسقلان وصور وطرابلس، واستطاع أن يعيد إلى البلاد المصرية ما كانت تتمتع به من رخاء قبل الشّدة العظمى التي حلت بالبلاد واستمرت سبع سنوات (457 – 464ه‍ / 1064 – 1071م). ابن حجر (أحمد بن علي بن محمد العسقلاني ت 852ه‍ / 1448م): رفع الأصر عن قضاة مصر، القاهرة، 1988م، ص 91 – 92.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

free porn https://evvivaporno.com/ website