أنا والليل*
سحر مرعيّ**
فاجأني اللّيل وأغواني وأنا في غربة أحزاني
ومن عزّ سباتي أيقظني وذكّرني اللّيل
وصحبني إلى حيث كانت أحلامي
كم كان ساحرًا هذا اللّيل…
كانت نجومه تلامس السّماء
والقمر ضياء يهامسني حينًا ويسامرني حينًا
كم كان لطيفًا هذا اللّيل…
كنّا نمشي في هدأة والناس نيام
وعذارى الحبّ سكرى لا تقوى على القيام
لترافقنا أنا والليل… كم كان جميلًا هذا الليل…
وصلنا إلى حيث كنّا نلتقي فلم نجدك
وضاع منّي الحنين إليك وخجل منّي الليل
يسألني حينًا ويواسيني حينًا
كم كان حزينًا هذا الليل…
لم يبقَ عندي إلاّ تلك القصيدة العنيدة
كانت تتسلّل منّي تغافلني وتعرف الطريق إليك
لا تخشى خطر الدروب ولا تحتاج إلى مُسامرة عجوز
عذوب لترتمي بين أحضانك
تطرب لإطرآتك المحبّبة
وتمتلئ منك عذوبة وذوبانًا لمرّات أُخر
لا تضيّع ألفة الليل… كم كان أليفًا هذا الليل…
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** من ديوان “حروف فوق الرداء الأحمر”، ص 27، شركة المؤسّسة الحديثة للكتاب، الطبعة الأولى 2018.
** كاتبة وشاعرة من الخيام، جنوب لبنان، لها العديد من النشاطات الثقافيّة، وديوان شعر مطبوع بعنوان “حروف فوق الرداء الأحمر”، وقصائد منشورة في مجلاّت عدّة.