مدى التوافق بين شروط اختبار مادتيْ التربية الوطنية والتنشئة المدنية والجغرافيا وأسس تصحيحهما لصفوف الشهادة الثانوية العامة في لبنان
مدى التوافق بين شروط اختبار مادتيْ التربية الوطنية والتنشئة المدنية والجغرافيا وأسس تصحيحهما لصفوف الشهادة الثانوية العامة في لبنان.
لورين مفيد عمون. طالبة دكتوراه، في التربية تعليم الجغرافيا، الجامعة اللبنانية.
المقدمة:
لطالما شكلت مواد الدراسات الإجتماعية مشكلة جوهريّة بتقييمها، خاصة وانها كثيرا ما اعتمدت على أسلوب التقييم التقليدي في المناهج القديمة في لبنان، من خلال تركيزها على أسئلة التذكر والحفظ. الا أنّ المناهج الاخيرة أدخلت تعديلات بنيويّة وجوهريّة على نمط تقييم مادتي التربية الوطنية والتنشئة المدنية (التربية) والجغرافيا بإعتمادهما على المستندات في الإختبارات التحصيلية. لاسيما بعد الخطوة الأخيرة في اعتماد توصيفات جديدة في الاختبارات التي غيّرت نمط التقييم الذي كان سائدًا مع المناهج الأخيرة لجهة ما يحضرّه المعلم في الإختبارات وما يتم تقييم المتعلمين على أساسه. في حين أن مادة التاريخ بقيت على حالها، دون ركوب مسار التطور الذي شهدته المواد الإجتماعيات الأخرى، لأنه لم يُسمح بتوزيع الكتاب الذي لأعده المركز التربوي للبحوث والإنماء(المركز التربوي). لذلك لا بد من مقارنة توصيفي مادتي التربية والجغرافيا لتبيان –وبشكل عام- مدى التطابق أو الإختلاف بين شروط هذه الإختبارات ومستوياتها ومتطلبات كل منهما، لمحاولة تبيان مضمونهما من حيث أوجه التوافق والإختلاف خاصة في نوعية الأسئلة المشابهة التي قد ترد فيهما، ولتبيان مدى التأثير على أداء المتعلمين لاحقًا وربما على تحصيلهم.
مشكلة الدراسة:
من خلال ما توصلت إليه العديد من الأبحاث التربوية والدراسات السابقة حول تدني معدلات ونسب النجاح في مادة الجغرافيا في الشهادة الثانوية العامة في لبنان، في مقابل إرتفاع نسبة النجاح في مادتي التربية والتاريخ. وفي ظل إستمرار تقييم مادة التاريخ وفق الأسلوب التقليدي، شهدت مادّتا التربية والجغرافيا قفزة نوعية في تعديل توصيفهما المعتمد لتقييمهما في اختبارات الشهادة الثانوية العامة. إضافة الى شكاوى المعلمين والمتعلمين من التفاصيل المتعددة في اختبارات مادتي التربية والجغرافيا التي تطرأ بين الحين والآخر على مستوى إعداد الإختبارات وأسس تصحيحها، كذلك قلة إلتزام المتعلمين ببعض الشروط الواجب اعتمادها عند خضوعهم للإختبارات، بسبب ضياعهم بين متطلبات كل مادة، نظرًا لتفاوت الشروط المعتمدة في تقييم المادتيْن.
لذلك، أتت الحاجة لهذه الدراسة لمحاولة تسليط الضوء على مدى التطابق أو عدمه من حيث عملية تقييمهما. ما له من تأثير واضح وإيجابي على ممارسات المعلمين من جهة وعلى تحصيل المتعلمين وتقبلهم لهذه المواد من جهة أخرى. انطلاقا مما تقدم، تتمحور مشكلة هذه الدراسة حول أبرز الإختلافات بين إختباريْ مادتيْ التربية والجغرافيا من حيث شروط كتابتهما وأسس تصحيحهما.
أسئلة الدراسة:
إنطلاقًا من مشكلة الدراسة، تطرح الأسئلة التالية:
– ما هي أوجه الاختلاف والتشابه بين شروط تحضير إختبار مادتيْ التربية والجغرافيا للشهادة الثانوية العامة؟
– وإلى أيّ مدى تعتبر معايير التصحيح المعتمدة لكل من مادتيْ التربية والجغرافيا موحدة؟
– وهل إن التوصيفيْن المعتمديْن لمادتي التربية والجغرافيا متساويان من حيث متطلبات إجراء اختبار كل منهما؟
أهمية الدراسة :
إنطلاقا من أهمية التنسيق بين مختلف المواد المتشابهة، بهدف عدم تشتيت ذهن المتعلم بين متطلبات تقييم كل مادة، لا سيّما وأن العملية التعليمية التعلمية أصبحت مرتكزة في هذا العصر على كيفية إستثمار المعلومة وإعادة استخدامها في وضعية تعلمية جديدة، وليس عبر تفريغ ما حصله المتعلم من معلومات وفق كل مادة، أتت أهمية هذه الدراسة بهدف تحديد مدى التوافق بين شروط تقييم مادتيّ التربية والجغرافيا، أملا بإجراء دراسات أخرى مستقبلية، تظهر انعكاس هذا الإختلاف على تحصيل المتعلمين ونتائجهم -في حال تبين ذلك- ولإمكانية إجراء دراسات أخرى تظهر درجة تقبل المتعلمين لهذه الإختلافات. تتخذ هذه الدراسة أهميّتها في ظل ندرة الدراسات التربوية التي تتطرق الى هذا الموضوع.
خطة الدراسة :
أ- منهج الدراسة.
إنها دراسة وصفية تعتمد على تحليل المضمون، والمقارنة بين وثائق المادتين قيد الدراسة.
ب- مادة الدراسة:
عدة مكونات مادية شكلت مادة الدراسة، وتتمثل بالآتي:
– توصيف إختبار مادة التربية لصفوف الشهادة الثانوية العامة الصادر عن المركز التربوي للبحوث والإنماء والمصدق من قبل وزارة التربية والتعليم العالي.
– توصيف إختبار مادة الجغرافيا لصفوف الشهادة الثانوية العامة الصادر عن المركز التربوي للبحوث والإنماء والمصدق من قبل وزارة التربية والتعليم العالي.
– الدليل التوضيحي الصادر عن الأقسام الاكاديمية المشتركة في المركز التربوي لتوضيح توصيف مادة التربية لصفوف الشهادة الثانوية العامة.
– الدليل التوضيحي الصادر عن الأقسام الاكاديمية المشتركة في المركز التربوي لتوضيح توصيف مادة الجغرافيا لصفوف الشهادة الثانوية العامة.
– إختبارات مادة التربية لصفوف الشهادة الثانوية العامة للأعوام (2018 العادية والاستثنائية)،(2017 العادية والإستثنائية)، نموذج مسابقة (2018، رقم 2) الصادر عن المركز التربوي، وأسس تصحيحها، لجميع الفروع.
– إختبارات مادة الجغرافيا لصفوف الشهادة الثانوية العامة للأعوام الدراسية (2018 العادية والإستثنائية)، (2017 الاستثنائية)، نموذج مسابقة (2018، رقم 2) الصادرعن المركز التربوي، لفرع الإقتصاد والإجتماع.
مع الإشارة الى بعض الإختصارات الواردة في هذا البحث:
– مادة التربية الوطنية والتنشئة المدنية: مادة التربية.
– الدليل التوضيحي حول التوصيف المقترح لمادة التربية الوطنية والتنشئة المدنية: الدليل التوضيحي لمادة التربية.
– الدليل التوضيحي حول التوصيف المقترح لمادة الجغرافيا: الدليل التوضيحي لمادة الجغرافيا.
– المركز التربوي للبحوث والإنماء: المركز التربوي.
أولا: مقارنة توزيع علامات إختباريْ مادتيْ التربية والجغرافيا.
بالنسبة لكيفية تقسيم إختبار كل من مادتيْ التربية والجغرافيا وتوزيع علاماتهما:
لقد حدد توصيف مادتيْ التربية والجغرافيا مجالات أو مجموعات ثلاث يعتمد عليها لتحديد الإختباةر، وقد جاءت وفق الجدول التالي:
الجدول(1) توزع إختباريْ مادتيْ التربية والجغرافيا بحسب المجالات والمجموعات وكيفية توزيع علامات كل منهما.
المجالات الثلاث المعتمدة في توصيف إختبار مادة التربية للشهادة الثانوية العامة |
المجموعات الثلاث المعتمدة في توصيف مادة الجغرافيا للشهادة الثانوية العامة([1]) |
المجال الأول: على مستوى المعارف. (ثماني علامات)
|
المجموعة الأولى: قراءة وتحليل المستندات. (ثماني علامات) |
المجال الثاني: على مستوى تحليل المستندات. (ست علامات) |
المجموعة الثانية: الربط بين المستندات. (ست علامات) |
المجال الثالث: دراسة وضعية مشكلة. (ست علامات) |
المجموعة الثالثة: المسألة. (ست علامات) |
المصدر: توصيف مادتيْ التربية والجغرافيا الصادر عن المركز التربوي للبحوث والإنماء (13-2-2017) |
من خلال الجدول اعلاه، واستنادا الى ما ورد في التوصيف المعتمد لمادة التربية للشهادة الثانوية العامة وفي دليلها التوضيحي من ذكر عبارة ” المجالات الثلاثة ” التي تشير الى مجالات الكفايات المعتمدة في الإختبار، وضمن هذا المنحى اعتمد اختبار مادة التربية والتي جاءت محددة بشكل واضح، ما يظهر تسلسلاً بين تحديد مجالات الكفايات في توصيف مادة التربية ودليلها التوضيحي وفي كيفية تحديدها في إختبار الشهادة الثانوية العامة.
خلافًا لذلك لم يردْ في التوصيف المعتمد لإختبار مادة الجغرافيا للشهادة الثانوية العامة عبارة ” المجالات الثلاثة “، فيما ورد عبارة ” المجموعة ” في الدليل التوضيحي المعتمد لها بالإشارة الى أقسام الإختبار. وبالنظر الى إختبار مادة الجغرافيا لم تردْ أيّة عبارة تدل على المجموعات الثلاث التي وردت في الدليل التوضيحي، على الرغم من انها معتمدة ضمناً، إذن يبقى النقص واضحًا في تحديدها، أقله في التوصيف، لتصبح متوافقة مع دليلها التوضيحي، وبالتالي لتصبح أكثر تحديدًا، ما يسهل على المتعلم مسألة التعاطي مع كل مجموعة.
بالتالي لا يوجد توافق أو إعتماد عبارات واضحة ومحددة بين توصيف مادة الجغرافيا ودليلها التوضيحي واختبارها، وفقًا للمجموعات الثلاث التي تعكس الكفايات الثلاث التي ترتكز عليها المادة، علما ان مادة الجغرافيا في المنهج (1997)المعتمد لها، ترتكز في تقييمها على الكفايات ومجالاتها، هذا ما يشكل نقصًا واضحًا في تعريف المجالات وتحديدها، لأنه من الأهمية بمكان أن يكون المعلم والمتعلم على معرفة واضحة وتامة بالكفايات التي يقيّم على أساسه المتعلم في الإختبار.
أمّا من حيث العلامة، فقد جاءت موحدة في كل من مادتيْ التربية والجغرافيا في إختبارات الشهادة الثانوية العامة لجميع الفروع- بإستثناء الصف الثالث الثانوي فرع الآداب والإنسانيات لمادة الجغرافيا، إذ توزع على (20) علامة في الإختبارات ومن ثم عند تصحيحها تثقل ب (1.5) كي تصبح (30).
وكذلك تتوحد توزيع العلامات في كل من إختباريْ مادتيْ التربية والجغرافيا وفق ثلاث مجالات في مادة التربية وثلاث مجموعات لمادة الجغرافيا (حسب ما وردت في الدليل التوضيحي لكل مادة)، (المجال الأول (8)، المجال الثاني (6)، المجال الثالث (6) ).
بالتالي إن إختباريْ مادتيْ التربية والجغرافيا متشابهان من حيث التقسيم العام حيث يعتمدان على ثلاثة مجالات أو مجموعات، يتوافق خلالها توزيع العلامات المعتمدة لكل مجموعة أو مجال، فيما الإختلاف يظهر في تسمية المجالات أو المجموعات. أمّا مضمون هذه المجموعات والمجالات فهو وفق الآتي:
ثانيا: دراسة مضمون توصيف إختباريْ مادة التربية والجغرافيا.
1- المجال الأول والمجموعة الأولى.
يطال المجال الأول المعتمد لإختبار مادة التربية “على مستوى المعارف”، الأسئلة التي تقيس المعرفة والذاكرة فقط، والهدف منه تغطية أكبر قدر من الدروس، في حين أنه يغيب عن هذا المجال أي علاقة بالمستندات وبإستثمارها، فالتذكر وإسترجاع المعلومات يبقى الأساس في الإجابة عن أسئلة المجال الأول وهذا ما بينته بوضوح مراجعة إختبارات مادة التربية في الشهادة الثانوية العامة. وفي هذا السياق تؤكد رئيسة لجنة التربية في المركز التربوي ” بلانش أبي عساف ” على أنه بالرغم من تسمية هذا المجال “على مستوى المعارف “، إلا أنّه يجب أن يحترم ضمنيًّا تصنيف بلوم، وفق تدرّج مستوياته لنصل من خلاله الى مستوى التحليل على الأقلّ، كما تؤكد على العمل على تطوير هذه الاختبارات للوصول الى الاسئلة التحليلية في المجال الاول، إلا أنّه، حاليًا، ما زالت اسئلة التذكر والحفظ تهيمن في عملية تقييم المادة بالمطلق.
أمّا في المقابل فتظهر مادة الجغرافيا في مجموعاتها الأولى التي تتناول ” قراءة وتحليل المستندات” الاسئلة المتمحورة حول المستندات المرفقة، فتكون جميع إجابات المتعلمين إنطلاقًا من هذه المستندات وما تحويه من معلومات، الا أنّ الإجابة من المستندات تبقى مرتبطة بمستويي التذكر والفهم وحتى الربط والتحليل احيانًا، لان المتعلم على سبيل المثال، لا يتمكن من الإجابة على اسئلة الاختبار المتمحورة حول الخريطة دون أن يكون مسبقا قد حصّل مهارة قراءة الخريطة (عنوانها، موضوعها، مفتاحها، اتجاهها…) أوحتى ربط مواضيعها المتعددة التي تتضمنها. فالعديد من الخرائط التركيبية التي قد ترد، يطرح حولها اسئلة تتطلب مهارة في دمج معلومات مواضيعها للإجابة عليها، إضافة الى معرفة علمية جغرافية محصلة مسبقًا ليتمكن المتعلم من الإجابة على السؤال. اذا لا تقتصر اسئلة مادة الجغرافيا، في المجال الاول على المستندات فقط للحصول على الإجابة، فهي مرتبطة بشرط اكتساب مهارة قراءة الخريطة، وتحليلها وربط محتواها مع معارف مكتسبة مسبقًا. فيما ان مادة التربية ترتكز على المعرفة العلمية الخالصة المكتسبة من قبل المتعلمين دون ايّ ارتكاز على أيّة مهارة مسبقة، الا في حال ورود اسئلة التصنيف ضمن مجموعتيْن، المرتكزة على المصطلحات والمعلومات المحددة في الإختبار أو المكتسبة سابقًا، ما يجعل عملية التصنيف أسهل في تعاملها بالنسبة لسؤال التصنيف المعتمد على خريطة ما. هذا ما يجعل معايير وأسس الإجابة على الاسئلة الموضوعية المغلقة المعتمدة في مادة الجغرافيا، أكثر تطلبًا من مادة التربية وبالتالي تطال مستويات أعلى رغم اعتمادهما على المعرفة كأساس لتحديد الإجابات عليهما.
تجدر الاشارة الى ورود عبارة ثلاثة مستندات كحد أقصى في التوصيف المعتمد لمادة الجغرافيا، الا أن العديد من اختبارات هذه المادة تشمل على مستندات فرعية، يشكل العدد الفعلي لها أربعة مستندات وليس ثلاثة مستندات كما هو محدد في التوصيف، ما يدل على قلة الإلتزام من قبل اللجان الفاحصة لإختبار مادة الجغرافيا لإحتوائه أربعة مستندات كثيفة المعلومات والعديد من الاسئلة الفرعية التي ستعالج لاحقا.
أمّا بالنسبة الى مضمون المجال أو المجموعة الأولى فإنه يضم إختبارات المادتيْن في توصيفهما على الأسئلة المفتوحة والأسئلة المغلقة، الا انه يظهر تناقضًا بين التوصيف والدليل التوضيحي المعتمد لمادة التربية في عدم تضمن الدليل التوضيحي لعبارة ” الأسئلة المفتوحة ” أو أية إشارة إليها، ما يعكس نقصًا في ترجمة توصيف مادة التربية، وفي هذا السياق توضح ” بلانش أبي عساف ” أنّه تم اللجوء الى الدليل التوضيحي، لتوضيح الأسئلة الجديدة التي أدخلت على المادة، لا الأسئلة المفتوحة التي كانت سائدة قبل التعديل.
أمّا من حيث نوع الأسئلة المغلقة، وكيفية ترجمتها في الدليل التوضيحي للمادتيْن والشروط التي يرتكز عليها كل نوع من هذه الأسئلة وكيفية طرحها في إختبارات الشهادة الثانوية العامة فهي وفق الآتي:
لقد ورد في توضيح توصيفيْ مادتيْ التربية والجغرافيا انواع الأسئلة المغلقة التي يمكن أن تطرح في الإختبارات، وهي متعددة الأنواع: الإجابة بصح أم بخطأ مع تصحيح الخطأ، إختيارات متعددة، الربط، أكمل الجمل التالية، التصنيف،، الا ان بما تتميز به مادة الجغرافيا من تعدد أنواع مستنداتها وحتى مهاراتها تتضمن إضافة الى الاسئلة المغلقة الموحدة بين المادتين على إستكمال رسم هيكلي وهذا ما تختص به فقط مادة الجغرافيا.
هذا بالإضافة الى ما تضمنه توصيف هذه المادة من أسئلة مفتوحة جاءت مترجمة في دليلها التوضيحي بورود أسئلة تتناول ” إستخدام، تحديد، تبيين و أذكر” في حين غابت الأسئلة المفتوحة عن المجال الأول في مادة التربية بالرغم من روردها في توصيف المادة.
وبهدف تبيان كيفية طرح الأسئلة المغلقة في إختبارات مادتيْ التربية والجغرافيا وكيفية وضع أسس التصحيح حولها لتبيان أوجه الشبه أوالإختلاف بينهما، تم دراسة كل نوع بشكل منفصل لمقارنته وفق متطلبات كل مادة، بهدف تبيان أوجه الإختلاف أو التطابق فيما بينهما عند إجراء المتعلم لإختباره وفي كيفية تحديد العلامة له.
أ- أسئلة الإجابة بصح أم بخطأ مع تصحيح الخطأ:
الجدول (2) نموذج من أسئلة الإجابة بصح أم بخطأ حسب ورودها في إختبارات الشهادة الثانوية العامة في مادتيْ التربية والجغرافيا([2]).
مادة التربية |
مادة الجغرافيا |
أجب بصح أم بخطأ مصححا الخطأ في ما يلي |
من خلال المستندات الثلاثة، اجب بكلمة صح أو خطأ ثم صحح الخطأ في الجمل التالية |
أ- إستخدام وسائل النقل الفردية يساهم في تخفيف التلوث. ب- يكلف الجيش حفظ الأمن الداخلي بموجب مرسوم بناءً على إقتراح وزير الدفاع الوطني ووزير الخارجية. |
أ- المنتجات الزراعية والغابية تعتبر من أهم صادرات كل من دولتيْ الأرجنتين وأثيوبيا. ب- ميزة طبيعية تجذب الشركات الى بعض دول الجنوب: إمتلاكها صناديق سيادية مهمة. |
المصدر: دورة (2018) الإستثنائية للشهادة الثانوية العامة لمادة التربية لجميع الفروع.
دورة (2017) الإستثنائية للشهادة الثانوية العامة لمادة الجغرافيا لفرع الإقتصاد والإجتماع.
إنطلاقا مما تقدم في دليليْ التوضيح لكل من مادتيْ التربية والجغرافيا ومن نماذج لأسئلة الإجابة بصح أم بخطأ يتضح الآتي:
– لكل إجابة صحيحة علامة كاملة، وفي حال الخطأ تقسم العلامة الى قسميْن، النصف الأول نصف علامة أي ذكر عبارة خطأ، والنصف الثاني من العلامة لتصحيح الخطأ، مع الاشارة أنه يعتمد في معيار التصحيح نصف علامة لكل إجابة وبالتالي يحتسب ربع للخطأ وربع للتصحيح.
– يمكن للمتعلم أن يضع رقم السؤال وأمامه التصحيح مباشرة.
– عندما تكون كل الجمل خاطئة يجب استعمال عبارة صحح الخطأ.
– إعتماد الوضوح في الإجابة.
– رغم التطابق بين عدة شروط حول تحديد الإجابات لسؤال الصح أم الخطأ مع تصحيح الخطأ، يظهر في الدليل التوضيحي لمادة الجغرافيا إشارة الى ضرورة التنويع من حيث عدد الجمل الخاطئة والصحيحة، وهذا الشرط بيقى أقل اهمية بتأثره على عمل المتعلمين.
في المقابل يظهر فرق واضح ن حيث أسس تصحيح هذا السؤال، حيث أنّه في مادة الجغرافيا يكون القسم الأول من الجملة صحيحًا والخطأ في النصف الثاني، حيث يتوجب على المتعلم تصحيحه. أمّا في مادة التربية فليس شرطًا أن يصحح المتعلم النصف الثاني من الجملة، إذ يمكن أن يصحح النصف الاول منها ايضًا. وبالتالي إن كلا الإحتماليْن مقبولان في مادة التربية، وهذا ما يشكل تفاوتًا بين ما حددته اللجان المتعاقبة على مادة التربية في امتحانات الشهادة الثانوية العامة. كما يشكل فرقًا بين متطلبات كل من المادتين في الإجابة على اسئلة الصح والخطأ، وهنا تطرح من جديد اشكالية الفرق في أسس تحديد معايير الإجابة في الاختبارين يفترض بالمتعلم أن يميّز فيما بينهما عند تأديته للاختباريْن، علمًا انه يفترض ان يكون هناك توحيد بين معايير هذه الاسئلة.
كما يظهر فرق في وضع أسس هذا السؤال وتحديد إجاباته المناسبة بين مادتي التربية والجغرافيا، حيث تعتمد الأولى على معلومات المتعلم واستثمارها في الربط وتقديم اجابته، فيما أن الثانية تعتمد على المستندات كمصدر أساسيٍ لتحديدها. مع العلم انّ هذا الفرق يخفي ضرورة إكتساب المتعلمين في مادة الجغرافيا لمهارات قراءة المستندات وتحليلها (رسوم بيانية، جداول إحصائية، رسوم كاريكاتورية) وحتى حفظ بعض المعلومات مثل أسماء الدول أو المناطق لتحديد الإجابات من الخريطة، مما بفرض لحل هذا السؤال، امتلاك قدرات ومهارات أعلى في إختبار مادة الجغرافيا عما يتطلبه هذا السؤال في إختبار مادة التربية.
ب- أسئلة الإختيار من متعدد:
أمّا مقارنة أسئلة ” الإختيار من متعدد “، في كيفية ورودها في إختباري مادتي التربية والجغرافيا، فهي وفق الآتي:
الجدول رقم (3) نموذج من أسئلة الإختيار من متعدد بين إختباريْ مادتيْ التربية والجغرافيا للشهادة الثانوية العامة.
نموذج من سؤال واحد من أسئلة الإختيار من متعدد لمادة التربية |
نموذج من سؤال واحد من أسئلة الإختيار من متعدد لمادة الجغرافيا |
أختر العبارة أو العبارات الصحيحة مما يلي. |
من خلال المستند، إختر الإجابة الصحيحة |
Ø الرأي العام هو رأي: أ-الإعلاميين والنقابيين فقط . ب-جمهور البلد بكامله. ج-الفئات التي تعنى بالشأن العام. د-الفئات التي تلتزم قضايا المجتمع. |
Ø دولة من قارة أفريقيا وأخرى من قارة آسيا يسجل فيهما معدّل النمو الطبيعي للسكان 31 بالالف وما فوق: أ-تشاد وسلطنة عمان. ب-أنغولا واليمن. ج-النيجر والعراق. |
المصدر: دورة (2017) العادية للشهادة الثانوية العامة لمادة التربية لجميع الفروع.
دورة (2018) العادية للشهادة الثانوية العامة لمادة الجغرافيا لفرع الإقتصاد والإجتماع.
يظهر من خلال الدليل التوضيحي لمادتيْ التربية والجغرافيا أن معايير وضع أسئلة إختيار من متعدد أتت متشابهة ومتطابقة بين المادتيْن من حيث:
– تكوّن السؤال من أربع مجموعات من الأسئلة.
– استعمال عبارة إختر الإجابة الصحيحة.
أمّا المعايير الأخرى التي أظهرت تفاوتًا بين إختبارات المادتيْن، فهي وفق الآتي:
في حال تعددت الإجابات الصحيحة في سؤال الإختيار من متعددفي مادة الجغرافيا تستعمل عبارة أشطب الدخيل، بالمقابل تظهر مادة التربية واقعًا مختلفًا يتمثل بإمكانية ” ورود إجابتين صحيحتيْن في هذا السؤال مع الإبقاء على الطرح عينه (إختيار من متعدد)، وفي حال تخطت الإجابات الصحيحة إثنتين (أي ثلاثة من أصل خمسة احتمالات) يتحول السؤال الى حدد أو اشطب الدخيل” (مقابلة مع بلانش أبي عساف بتاريخ 8-8-2019). هذا ما يظهر فرقًا بين متطلبات كل مادة بحسب السؤال المطروح ومع ما يتطلبه من المتعلم لتحديد شروط الإجابة على هذا السؤال في الإختبارات المعدة له مع ما قد يشكل مشكلة له.
كذلك يظهر إختلاف في الدليل التوضيحي لمادتيْ التربية والجغرافيا في تحديد احدى الشروط المتبقية لوضع أسس هذا السؤال من حيث عدد الإحتمالات الضمنية التي يحويها كل سؤال من أسئلة الإختيار من متعدد. ففي مادة التربية حدد اختيار الجواب الصحيح من أصل خمسة إحتمالات مع مشتت ضمنها، في حين أن مادة الجغرافيا حددت إختيار الجواب الصحيح من أصل ثلاثة الى خمسة إحتمالات كحد أقصى، هذا ما يشكل إختلافا بين ثبات وحدة سؤال الإختيار من متعدد بالنسبة للتربية مع إمكانية تفاوت في عدد الإحتمالات في مادة الجغرافيا ما يشكل تفاوتًا قد يحصل في حال طرح أكثر من ثلاثة إحتمالات في مادة الجغرافيا بين إختبار وآخر ولكن ثباتًا في إحتمالات السؤال عينه.
كما ان مادة التربية في دليلها التوضيحي قد أضافت معلومات حول كيفية إحتساب العلامة عند تعدد الإجابات الصحيحة، ومع تشددها على وضوح المشتت الذي يتمثل بأنه الإحتمال الخاطىء إنما القريب من الإجابة الصحيحة، وكأن يشدد التوضيح على أن لا تكون الاجابات سهلة. ورغم ذلك لا يؤثر على كيفية تحديد الإجابات من قبل المتعلم، ورغم عدم ذكر هذه الملاحظات في الدليل التوضيحي لمادة الجغرافيا الا أن هذه المعايير مشابهة لما هو معتمد في مادة التربية.
اذًا تتطابق مادتا التربية والجغرافيا في بعض معايير تحديد الإجابات على أسئلة الإختيار من متعدد بشكل عام، الا أنهما تختلفان، في عدد الإحتمالات التي يحويها كل سؤال بما له من تأثيرات شديدة الاهمية على مسار تحديد المتعلم لإجاباته وفق متطلبات كل مادة، وفي الأسس التي يرتكز عليها وضع أسئلة الإختيار من متعدد، كون مادة الجغرافيا ترتكز على المستندات المرفقة لتحديد الإجابات، فيما أن مادة التربية ” ترتكز عند وضع أسئلة الإختيار من متعدد على معلومات المتعلمين ومعارفهم دون ايّ إعتماد على المستندات إنما تعتمد على كامل المنهج وهنا تكمن صعوبتها “(مقابلة مع بلانش أبي عساف بتاريخ 8-8-2019).
ج- سؤال الربط.
وبهدف تبيان التطابق أو الإختلاف بين أسئلة الربط في كل من مادتي التربية والجغرافيا بحسب طرحهما في إختبارات الشهادة الثانوية العامة تم تحديد نموذجٍ لكل مادة، وهوعلى الشكل التالي:
الجدول (4) أسئلة الربط من إختباريْ مادتيْ التربية والجغرافيا للشهادة الثانوية العامة.
أربط بين المرجع القضائي في العمود الأول وإختصاصه في العمود الثاني
|
1- المجلي الدستوري. أ- الفصل في صحة الإنتخابات البلدية. 2- مجلس شورى الدولة. ب-القيام بدور الوساطة والتحكيم. 3- مجلس العمل التحكيمي. ج-البت بالمخالفات المرتكبة من قبل وسائل الإعلام. 4- محكمة المطبوعات. د-الفصل في صحة الإنتخابات النيابية. ه-النظر في نزاعات العمل الفردية. |
الجدول(أ) المصدر: دورة (2018) العادية للشهادة الثانوية العامة لمادة التربية في جميع الفروع.
من خلال المستند ، أربط كل من أرقام المصطلحات الواردة في العمود الأول بما يناسبها من احرف العبارات الواردة في العمود الثاني |
|
أ- تحتل المرتبة الثانية عالمي اً بإستهلاك النفط والرابعة بإستهلاك الغاز الطبيعي. ب- تستورد النفط وتصدر الغاز الطبيعي. ج- تصدر النفط والغاز الطبيعي في آنٍ معًا. د- تحتل المرتبة الرابعة بإستهلاك النفط والثانية بإستهلاك الغاز الطبيعي. ه- تستورد النفط والغاز الطبيعي في آنٍ معًا. |
5-الولايات المتحدة الأميركية 1-المملكة العربية السعودية 3–الصين 4-اليابان |
الجدول (ب) المصدر: دورة (2018) العادية للشهادة الثانوية العامة لمادة الجغرافيا لصف الإقتصاد والإجتماع.
من خلال مقارنة التوصيف والدليل التوضيحي لمادتيْ التربية والجغرافيا بما يتعلق بأسئلة الربط الواردة في إختبارات الشهادة الثانوية العامة لكل منهما مع كيفية طرحهما في الإختبارات، يتضح توافق بعض الشروط او المعايير الواجب اعتمادها في سؤال الربط بين المادتيْن من حيث:
– إحتواء السؤال على مجموعتيْن مرقمتيْن الأولى بالأعداد والثانية بالأحرف حيث يلجأ المتعلم الى ربطهما دون ضرورة الحاجة الى نسخ العبارات أو الجمل.
– إستعمال فعل يربط عند طرح السؤال.
– إحتواء السؤال على مشتت في العمود الثاني، كما أن استخدامه يخسر المتعلم جزءا من العلامة.
– عدد العبارات الواردة في العمود الأول أقل من العدد الوارد في العمود الثاني الذي يحتوي على المشتت.
الا ان الإختلاف يظهر جليًا في شرطيْن، أولهما في كيفية تحديد إجابات المتعلمين بين مادتيْ التربية والجغرافيا. ففي مادة التربية يمكن ربط فكرتين في العمود الأول بفكرة واحدة في العمود الثاني، أمّا في مادة الجغرافيا فلم ترد هذه الفكرة في توضيح التوصيف المعتمد لها، مع العلم بأن هذا النمط غير معتمد في مادة الجغرافيا، التي تفرض ربط فكرة واحدة من العمود الاول مع فكرة واحدة فقط من العمود الثاني. أمّا الشرط الثاني يتمثل في تحديد اجابات اسئلة مادة الجغرافيا بالإعتماد على قراءة المستندات وتحليلها، في مقابل ذلك، تأتي مادة التربية بفرض الإجابة على أسئلة الربط من خلال ذاكرة المتعلم بالإعتماد على حفظ المعلومات، وهذا ما تبين من خلال البحث المتأني في اختبارات الشهادة الثانوية العامة لمادة التربية.
وهذان الشرطان يخفيان إنعكاسات مهمة حول كيفية تحديد الإجابة، من قبل المتعلم، لكل مادة بحسب ما تتطلبه من شروط لسؤال الربط. فالشرط الأول جوهري في إحتمالية وجود أكثر من إجابة في العمود الأول، لأنه يعتمد عليه في تسيير تفكير المتعلم في إمكانية إحتمال تعدد الإجابات، أمّا الشرط الثاني فيفرض فرقًا كبيرًا في الأسس التي يعتمد عليها وضع هذا السؤال وتحديد إجاباته وبالتالي فرقًا شاسعًا. كما تظهر ضرورة معرفة متطلبات كل مادة وفق هذا السؤال خلال تأدية المتعلم لإمتحانه،وهذا ما يعكس تشتتًا في ذهنه بين شروط الإجابة على هذا السؤال وفق المادتيْن. وهنا لا يمكن انكار دور المتعلم في مدى تحصيله للمعرفة العلمية الجغرافية، من حيث أنه لا يوجد إجابتان متوافقتان في العمود الأول، إضافة الى دور المعلم في الصف لتوضيح شروط هذا السؤال وفق مادة الجغرافيا، ولكن لا يمكن الجزم بهذا الأمر طالما أن المتعلمين غير متساويين بقدراتهم ومستوياتهم ليتمكنوا من اكتشاف ذلك بأنفسهم.
د-إكمال الجمل/ إملأ الفراغ([3]):
تظهر أسئلة أكمال الجمل تفاوتًا من حيث تحديدها بين دليليْ التوضيح المعتمديْن لمادتيْ التربية والجغرافيا، وهي على الشكل التالي:
– في دليل توضيح مادة الجغرافيا تفرض أن يكون السؤال من ثلاث الى أربع عبارات فيما لم يحدد هذا الشرط في مادة التربية.
– إستكمال الجملة بمصطلح أو عبارة واردة من المستند في مادة الجغرافيا، على عكس مادة التربية التي تفرض إكمال الجمل من خلال وضع كلمات ومفاهيم بتصرف المتعلم أو من خلال تذكره لها.
الجدول رقم (5) أسئلة إملأ الفراغ / أكمل الجمل لمادتيْ التربية والجغرافيا للشهادة الثانوية العامة.
مادة التربية |
مادة الجغرافيا |
إملأ الفراغ بالعبارات المناسبة |
من خلال المستندات الثلاثة، أكمل العبارات التالية بما يناسبها |
أ- من مقومات الحريات الإعلامية ……….. أي الحق في الحصول على المعلومات. ب- يندرج تقييم الاراءات المادية والمعنوية ضمن ……….التي يواجهها الإعلام. ج-إن…………. هي تأمين التوازنات المتحركة بين الإنسان والبيئة والمجتمع. |
)علامتان ونصف( أ –دولة مصدرة للنفط من خارج نظمة الأوبك، ويتراوح ناتجها المحلي الإجمالي ما بين 1300 و2300 دولار……….. . ب-دولة أوروبية يسجل ميزانها التجاري فائضا، ويزيد إنتاجها المحلي عن 2300 دولار…………. . ج-دولة من عالم الجنوب يتخذ منها الرئيس الأميركي موقفًا سلبيًا ويسجل ميزانها التجاري فائضًا ماليًا……………. . |
المصدر: نموذج مسابقة(2018 رقم 2) للشهادة الثانوية العامة لمادة التربية في جميع الفروع.
دورة (2018) الإستثنائية للشهادة الثانوية العامة لمادة الجغرافيا لصف الإقتصاد والإجتماع.
إنطلاقا مما تقدم يظهر التفاوت بين متطلبات مادتيْ التربية والجغرافيا من حيث أسئلة إكمال الجمل، أو أملأ الفراغ، لاسيّما أن كلا منهما يعتمد على مصدر مختلف لتحديد الإجابات، ففي حين تعتمد مادة الجغرافيا على المستندات كمصدر لتحديد إجاباتها، تعتمد مادة التربية على عملية الحفظ والتذكر أو ورود العبارات مسبقًا لتحديد الإجابات، هذا ما يخلق هوّة كبيرة في كيفية الإجابة على هذا السؤال بالنسبة لمتطلبات كل مادة.
ه- أسئلة التصنيف:
وفيما يتعلق بأسئلة التصنيف، يظهر الجدول أدناه أنماطا مختلفة من الأسئلة المعتمدة على مهارة التصنيف.
الجدول (6) أسئلة التصنيف في اختبار مادتيْ التربية والجغرافيا.
نموذج من أسئلة التصنيف لمادة التربية |
نموذج من أسئلة التصنيف لمادة الجغرافيا |
صنف العبارات التالية ضمن مجموعتيْن، وضع عنوانا ملائما لكل منها |
صنف الدول الواردة أدناه حسب نسبة صادراتها اليومية من النفط: أنغولا- أندونيسيا- نيجيريا- كندا- روسيا- كازاخستان- فنزويلا. |
تبسيط إجراءات إسترداد الجنسية – إشراك المنتشرين في الإنتخابات- دعم وسائل الإعلام الإغترابية الناطقة باللغة العربية – تنظيم جولات للمسؤولين السياسيين الى دول الاغتراب- إعداد برامج خاصة للمنتشرين تبث عبر القنوات الفضائية- تقوية وسائل الإعلام الرسمي لتصل الى بلدان الإغتراب. |
|
المصدر: دورة (2017) الاستثنائية للشهادة الثانوية العامة لمادة التربية لجميع الفروع.
نموذج(رقم 2) المركز التربوي لإختبار مادة الجغرافيا لصفوف الشهادة الثانوية العامة لمادة الجغرافيا لجميع الفروع بإستثناء الصف الآداب والإنسانيات.
إلا أنّ الدليل التوضيحي لمادة التربية يشير الى إجراء عملية التصنيف استنادا الى مجموعتيْن أو أكثر معنونًا كلا منها، أمّا الدليل التوضيحي لمادة الجغرافيا فقد ركز على إعتماده على معيار محدد (أسباب ونتائج مثلا) ورغم أن مهارة القدرة على التصنيف يفترض أن يحصلها المتعلم لإمكانية القيام بها، الا ان هذه العملية تبقى متفاوتة بين المادتيْن، ففي مادة التربية تعتمد على الكلمات والمفاهيم المحددة سلفًا للمتعلم أو من خلال تذكره لها، في حين أنه في مادة الجغرافيا يفترض تحديدها من خلال المستندات المرفقة في الإختبار.
أما بالنسبة الى الأسئلة المفتوحة في المجال أو المجموعة الأولى التي وردت في إختباريْ مادتيْ التربية والجغرافيا، فقد تبين من خلال مقارنتها بين المادتيْن، ما يلي:
لقد وردت الأسئلة المفتوحة في التوصيف المعتمد لإختبار مادة التربية، في حين أنّها غابت عن دليلها التوضيحي، لتعود وترد في اختبارات الشهادة الثانوية العامة من خلال طرح أسئلة ترتكز على مستوى التذكر وإسترجاع المعلومات. فيما ان مادة الجغرافيا اظهرت في دليلها التوضيحي ما خصّ الأسئلة المفتوحة والتي تطال مستوى التذكر، كما هو حال مادة التربية، الا انها أضافت الأسئلة التي تتناول تحديد طبيعة المستند وموضوعه وذكر أسماء أو نتائج أو تبيان إنعكاسات من خلال المستند. هذا ما يظهر التناقض بين شروط تحديد الإجابات على الأسئلة المفتوحة بين المادتيْن، فمادة التربية تعتمد على معلومات المتعلم فقط، فيما أن مادة الجغرافيا تعتمدعلى المستندات أو معلومات المتعلم المكتسبة. وهذا ما يبرزه الجدول أدناه:
الجدول (7) نموذج من ألأسئلة المفتوحة في إختباريْ التربية والجغرافيا.
الاسئلة المفتوحة في المجال الأول أو المجموعة الأولى |
|
|
مادة التربية |
مادة الجغرافيا |
|
Ø الصليب الأحمر اللبناني هو جمعيةّ وطنيةّ مُستقلةّ أ- حدّد أربعاً من مبادئه. ب-اذكر أربع مهام يقوم بها الصليب الأحمر اللبنانيّ. Ø إنّ تعاون الأجهزة الأمنية في ما بينها، وتعاون المواطنين معها، له أهميته الوطنية. أوضح، من خلال فكرتين، أهمّيةّ هذا التعاون على الصعيد الوطني. |
حدد طبيعة كل من المستندين وموضوع ٍ كل منهما. )علامة ونصف(
|
|
المصدر: دورة (2018) العادية للشهادة الثانوية العامة لكل من مادتي التربية لجميع الفروع ولمادة الجغرافيا لصف الإقتصاد والإجتماع.
انطلاقاً مما تقدم، من مقارنة بين توصيف كل من مادتيْ التربية والجغرافيا لصفوف الشهادة الثانوية العامة يظهرالتوافق الظاهريّ الشكلي للمجال الأول المعتمد في توصيف مادة التربية ودليلها التوضيحي وكيفية ترجمتهما في إختبارات الشهادة الثانوية العامة مع المجموعة الاولى المعتمدة في توصيف مادة الجغرافيا ودليلها التوضيحي وكيفية ترجمتهما في إختبارات الشهادة الثانوية العامة.
فظاهريًا يبدو أنهما متوافقان من ناحية تحديد الأسئلة المغلقة والأسئلة المفتوحة، وحتى في توافقهما في العديد من الشروط المعتمدة في تحديد الأسئلة المغلقة وحتى كيفية الإجابة عنها ووضع أسس تصحيحها (إختيار من متعدد، الإجابة بصح أم بخطأ مع تصحيح الخطأ، ملء الفراغ..)، الا انهما يختلفان ضمنياً من حيث العديد من شروط تحديد الإجابات على الأسئلة المغلقة خاصة بما يتعلق بأسئلة الربط. كما ان الإختلاف الأكبر يتجلى في إعتماد إختبارات مادة التربية على المعرفة والتذكر وحتى على مستويي التصنيف والربط من خلال استثمار المعلومات المكتسبة، فيما ان المجموعة الاولى في إختبار الجغرافيا تعتمد على الاسئلة المغلقة والمفتوحة انطلاقا من المستندات المرفقة والتي تطال مستوييْ القراءة والتحليل.
بالتالي تظهر الصعوبة في المجموعة الأولى بالنسبة لمادة الجغرافيا اكثر منها من مادة التربية، طالما انها تتطلب قدرات ومهارات متعددة لتحصيل العلامات الثماني، لأن قراءة مستند في مادة الجغرافيا وتحليل بعض الاسئلة تتطلب فهمًا مسبقًا لعدة معلومات أو مهارات متداخلة لتحديد الإجابة الصحيحة. في مقابل أسئلة مادة التربية التي تتطلب إسترجاعًا للمعلومة والمعرفة المحصلة من الذاكرة وتفريغها تكون أسهل بكثير من أية عملية فكرية أخرى تتطلب مهارات تحليلية ضمنية.
2- المجال الثاني والمجموعة الثانية.
بالنسبة للمجال الثاني في توصيف مادة التربية فقد تناول ” على مستوى تحليل المستندات ” فيما أن المجموعة الثانية في توصيف مادة الجغرافيا تتناول ” الربط بين المستندات ” وإستنتاج رسائلها الأساسية وتفسير ظاهرة أو مشكلة ما، ما يشكل من حيث التسمية فرقاً فيما بين متطلبات مستوى كل فعل(التحليل – الربط) وشروط تحقيقه وتحديد الأسئلة التي تتمحور حوله بين المادتين.
من ناحية أخرى يستمر الإعتماد على المستندات في مادة الجغرافيا منذ المجموعة الأولى (بداية الإختبار) وصولا الى المجموعة الثانية، في مقابل ذلك يختلف هذا الواقع عن مادة التربية التي يبدأ إختبارها في الإعتماد على المستندات في المجال الثاني وعلى مستوى التحليل.
إضافة الى تركيز كل من التوصيفين والدليلين التوضيحيين لمادتيْ التربية والجغرافيا على المستندات في المجال الثاني والمجموعة الثانية بهدف تحديد الإجابات، الا انّ الفرق يظهر واضحًا بين أعداد المستندات التي يرتكز عليها هذا المجال في كلتيهما، فقد تحدد لمادة التربية بأن عدد المستندات المرفقة والمعتمد عليها يبلغ إثنين، الأول قانوني والثاني دراسة حالة، والمطلوب ربط محتوى المادة بالحياة المعاشة ووضع المتعلم في وضعية تعلمية جديدة، في حين أنها تتراوح في مادة الجغرافيا بين إثنيْن كحد أدنى وثلاثة كحد أقصى (من ضمنها خريطة إلزاميّة)، مع العلم أنه كثيرًا ما يزيد عددها الفعلي عن ثلاثة وتبلغ أربعة مستندات بسبب طرح المستندات الفرعيّة، وبالبحث في مضمون الإختبارات يظهر إلتزام اللجان الفاحصة في مادة التربية بعدد المستندات المطلوبة على عكس مادة الجغرافيا التي قد يطرح فيها مستند يتضمن جزئيْن (أ) و(ب). بالتالي يصبح عدد مستندات مادة الجغرافيا مضاعفاً بالنسبة لمستندات مادة التربية المحددة في الإختبارات. مع العلم أن مهارات قراءة وتحليل خريطة، أو رسم كاريكاتوري، أو جدول إحصائي، أو منحنيات بيانية، تتطلب مهارات وقدرات عالية، بالتالي يظهر مادة الجغرافيا بمتطلبات إعتمادها على المستندات منذ بدابة الإختبار حتى نهايته مع خصائص هذه المستندات ودرجة التحليل التي تتطلبها وإعادة التركيب والتوليف. في مقابل، تظهر مادة التربية اعتمادا على المستندين لتحديد الإجابات التي تكون بمستوى أعلى من المجال الاول المعتمد على المعرفة، حيث يطال المجال الثاني إمكانية التحليل والتركيب المعتمديْن على التذكر والفهم والربط بين المعارف ومن خلال الإعتماد على بعض الإجابات من المستنديْن المرفقيْن.
من جهة أخرى قد أشار توصيف مادة التربية الى الترابط بين مواضيع المستندين فيما ان توصيف مادة الجغرافيا لم يتطرق الى هذا الموضوع. كما ان البحث المتأني في إختبارات الشهادة الثانوية العامة تظهر أن المستندات الثلاثة عادة ما تكون مواضيعها غير مرتبطة بشكل مباشر، يتناول كل منها موضوعًا يعالج من خلاله مواضيع مختلفة لعالمي الشمال والجنوب.
– يتوافق كل من التوصيفين من حيث الأسئلة التحليلية التركيبية التي يجب أن تتضمنها الاسئلة التي تتناول هذا المجال، وان تكون إجاباتها من المستندات ومن خارجها، أو من الإثنيْن معًا. الا ان المفارقة أن توصيف مادة التربية ودليلها التوضيحي قد تناولا في هذا المجال طرح أسئلة تتناول تعريف أو تقديم المستندات المرفقة من حيث نوعها، مصدرها، والفكرة الرئيسة التي يعالجها المستند. في المقابل يظهر الإختلاف واضحًا مع مادة الجغرافيا كونها تطلب في المجموعة الأولى من التوصيف المعتمد تعريف المستندات من حيث أنواعها ومواضيعها. اذا يتفاوت مكان تحديد تعريفات المستندات بين المادتيْن مع تفاوت مستويات المجالات أو المجموعات، فقد ورد في مادة التربية ضمن مجال تحليل المستندات، أمّا في مادة الجغرافيا فقد ورد ضمن المجموعة الأولى ” قراءة وتحليل المستندات ” (أنظر الجدول رقم 7).
وهنا يظهر الفرق واضحًا بين متطلبات كل مادة وفق أسس تصحيحها من حيث كيفية تحديد مواضيع المستندات أو فكرتها الأساسية، بالرغم من الإدراك التام لخصوصية وتنوع مستندات الجغرافيا عن مستندات مادة التربية، الا أن النصوص الأكثر تداولاً بين المادتيْن، يتفاوت أسلوب كتابة موضوعها أو فكرتها الرئيسة. وحتى لماذا لا يعمد الى توحيد التسمية بين موضوع أو فكرة رئيسة، مع العلم انه في مادة التربية ” تعتبر الفكرة الرئيسة تلخيصًا للمستند بفكرة واحدة بحيث تتضمن مختلف مكونات المستند ” (مقابلة مع بلانش أبي عساف، تاريخ 8-8-2019)، وبالتالي تختلف المعايير التي على أساسها يتم كتابة كل منهما وبالتالي إحتساب العلامة المخصصة لكل جزء.
أمّا بالنسبة للأسئلة التحليلية التركيبيّة فيبلغ عددها وفق ما حددت في توصيف مادة الجغرافيا إثنيْن كحد أدنى وثلاثة كحدٍ أقصى، أمّا في مادة التربية فحدد عددها بثلاثة فقط. وهنا تطرح مشكلة موحّدة في ترجمة التوصيفيْن ودليلهما التوضيحييْن في الإختبارات لأنهما يعتمدان على تحديد ثلاثة أسئلة رئيسة مرفقة بأخرى فرعية، ما يزيد عدد الأسئلة الفعلية عن ثلاثة. وهذا ما لم يوضحه توصيفا المادتين، فقد ترك واضعو التوصيف وتوضيحه مجالا للتساؤل، هل المقصود بالتوصيف ثلاثة اسئلة دون اي اسئلة متشعبة فرعية لها أم ترك واضعو التوصيف للجان الفاحصة الخيار بتجزئة الاسئلة، لاسيّما وأنّ الأسئلة الفرعية تعطي للإختبارات صفة الشمولية في تقييم المتعلم للعديد من المعارف التي حصلها. ولكن بشكل عام يظهر إلتزام بعدد الأسئلة الرئيسة بغض النظر عن الأسئلة الفرعيّة التابعة لها، وهذا ما يظهر بوضوح في الجدول أدناه:
الجدول رقم (8) نموذج من أسئلة المجال والمجموعة الثانية في اختباريْ مادتيْ التربية والجغرافيا.
أسئلة المجال الثاني في إختبار مادة التربية |
أسئلة المجموعة الثانية في إختبار مادة الجغرافيا |
1- قدم كلا من المستنديْن، نوعه، مصدره والفكرة الرئيسة التي يتناولها. 2- إستخرج من المستنديْن: أ- مبررات منع الصيد.(المستند الأول) ب- أسباب عدم تطبيق القانون 580 المتعلق بالصيد البري. (المستند الثاني) ج-الوزارات المعنية بتنظيم عملية الصيد البري في لبنان ومراقبته. (المستند الثاني) |
خامسا: أ- من خلال المستند(2)، إستنتج مظهرا اقتصاديا بيرز عدم التجانس بين دول الشمال ومظهرا اجتماعيا يبرز عدم التجانس بين دول الجنوب ، مبررا استنتاجك بالدليل المناسب لكل منهما. ب-يشير المستند رقم (1)، الى ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي في بعض دول الشمال ، أوضح ثلاثة عوامل ادت الى هذا الواقع. |
3- يشير المستندان الى ضرورة تنظيم قطاع الصيد البري في لبنان. أذكر إثنين من مضامين قانون ” الصيد البري”. |
سادسا: أ- من خلال المستند رقم (1)،إستنتج بين عالمي الشمال والجنوب ذلك الذي يحتل مراتب متقدمة في قيمة مؤشر التنيمة البشرية، مبررا استنتاجك بالدليل المناسب. ب-أوضح سببا يؤدي الى انخفاض قيمة كل مكون من مكونات مؤشر التنمية البشرية(نصيب الفرد من الناتج الإجمالي- مستوى التحصيل العلمي- العمر المتوقع عند الولادة) في بعض الدول. |
المصدر: دورة (2017) العادية للشهادة الثانوية العامة لمادة التربية لجميع الفروع.
دورة (2018) الإستثنائية للشهادة الثانوية العامة لمادة الجغرافيا لصف لفرع الإقتصاد والإجتماع.
إنطلاقا مما تقدم حول توصيف أسئلة المجال الثاني في مادة التربية والمجموعة الثانية في مادة الجغرافيا يتضح أنهما يتوافقان من حيث مفهوم الاسئلة التحليلية، مع التوضيح في كلا التوصيفين لأنواع الاسئلة التي يمكن للمعلم أن يطرحها أو ان يختار منها. كذلك يتوافقان من حيث احتمالات تحديد اسئلة الربط من حيث المقارنة والاستنتاج في الجغرافيا والمقارنة والمقابلة في التربية بين إثنين كحد أدنى وأربعة كحد أقصى. الا انهما يتفاوتان في مستوى هذه الاسئلة ومضمون المهارات التي تم ذكرها في توضيح توصيف مادة التربية ” فعند الاستخراج ينصح بتبويب أو توزيع الأفكار”، الا انها لم تذكر في توضيح توصيف مادة الجغرافيا رغم إعتمادها في اسس التصحيح.
إن هذا المجال الثاني في كلا التوصيفين يطال مستوى معرفيًّا أعلى وقدرات أعلى عند المتعلمين وحتى مهارات عدة كالربط والمقارنة والتصنيف، وهذه الافعال تطال بطبيعة الحال المستويات العليا، وبمقارنتها مع المجال الاول او المجموعة الأولى من الاسئلة، يتضح بأن التوصيفين إعتمدا على المستويات المعرفية بحسب تصنيف بلوم، دون إمكانية ضرورة تضمنها جميعًا. الا انه من الواضح ان مادة التربية أسهل في الإجابة عن أسئلة المجاليْن الأول والثاني من أسئلة المجموعة الاولى في مادة الجغرافيا المعتمدة على شرط تحديد الاجابة المرتبطة بمستويات أعلى لإعتمادها على قراءة وتحليل المستندات في تحديد الاسئلة، على خلاف ما تبين في مادة التربية بإعتماها على التذكر فقط، ومن ثم على تحديد الإجابات من المستندات. وبالتالي تكون مادة الجغرافيا أكثر تطلبًا لمهارات سابقة مكتسبة ومحققة للاجابة عن الاسئلة.
ولا بد من الإشارة الى ما ذكره رئيس اللجنة الفاحصة لمادة التربية في الشهادة الثانوية العامة الأستاذ ” جورج طنوس ” على أن المجال الثاني يحتوي على اسئلة ربط واستنتاج، ولكن لم يحدد في الدورات أيّة أسئلة تطال عمق هذا المستوى، لأن الاساتذة لم يتدربوا على هذا النمط، والمركز التربوي لم يحدد أيّة دورات لهم حتى تاريخ هذا البحث. لذلك ارتأت اللجنة الإبتعاد عن طرح هذه اسئلة الاستنتاج في السؤال الثالث من المجال الثاني تلافيًا للصعوبات أو المشكلات التي قد تواجه المتعلمين والمعلمين على حد سواء.
3- المجال الثالث أو المجوعة الثالثة.
انطلاقا مما تقدم من مقارنة ما يتطلبه توصيف مادة التربية في المجال الثالث وتوصيف مادة الجغرافيا في المجموعة الثالثة، يتضح ان مادة الجغرافيا مستمرة بإعتمادها على إستثمارالمستندات ذاتها منذ بداية الإختبار حتى نهايته، في حين ان مادة التربية، اقتصر اعتمادها على المستندات ضمن المجال الثاني، مع غيابها في المجالين الآخريْن وهذا شرط من شروط اختبار مادة التربية، في أن تكون المجالات منفصلة عن بعضها من حيث الاسئلة وكيفية معالجة المواضيع، ما يعطي المتعلم مساحة أكبر في كيفية تنظيم وتحديد إجاباته.
والنموذج المرفق يوضح كيفية طرح المجال الثالث في مادة التربية وكتابة المسألة في مادة الجغرافيا:
الجدول (8) نموذج من أسئلة المجال الثالث من إختبار مادة التربية والمسألة في إختبار مادة الجغرافيا للشهادة الثانوية العامة.
المجال الثالث: دراسة وضعية مشكلة في مادة التربية |
أبرمت شركة مقاولات عقد عمل مع الأجراء العاملين لديها، وألزمتهم بالتنازل عن حقهم بالإجازة السنوية والعمل لساعات إضافية دون مقابل، مُستغلة ظروفهم المعيشية الصعبة. فاقترح بعضهم تأسيس نقابة للدفاع عن حقوقهم. 1- سمّ القانون الذي يرعى العلاقة التعاقدية في الوضعية أعلاه، موضّحا اثنين من خصائصه. 2- استنتج نوع عقد العمل المبرم في هذه الوضعية، مبينا عناصره الثلاثة . 3- قدّم اقتراحين يسهمان في تحسين الوضع المهنيّ والاجتماعي لهؤلاء الأجراء. |
الجدول(أ). المصدر: دورة (2018) العادية للشهادة الثانوية العامة لمادة التربية في جميع الفروع.
المسألة في مادة الجغرافيا |
شهدت حركة إنتقال السلع والرساميل تطورًا ملحوظًا في ظل تنامي ظاهرة العولمة التي تعددت المواقف الإيجابية والسلبية منها. انطلاقاً من المستند (رقم3)والمصطلحات التالية : «الشركات متعددة الجنسيات، الضرائب، المواصلات ،التقديمات الاجتماعية» ومن معلوماتك المكتسبة، عالج المسألة الواردة أعلاه موضحًا: – عاملين اقتصاديين أديا إلى تنامي ظاهرة العولمة. – حافزين ساهما في جذب الإستثمارات الأجنبية نحو بعض دول عالم الجنوب. – إثنين من أسباب معارضة غالبية شعوب دول عالم الشمال لظاهرة العولمة.
|
الجدول (ب) المصدر: دورة (2018) العادية للشهادة الثانوية العامة لمادة الجغرافيا لصف الإقتصاد والإجتماع.
لقد طلب من المتعلم في توصيف مادة التربية ودليلها التوضيحي في المجال الثالث دراسة وضعية مشكلة ما وتحليلها وإبداء الرأي حولها.الا ان من شروط الإجابة عليها، يطلب من المتعلمين الإجابة على كل سؤال بشكل منفصل، أي بإعتماد التبويب وفقا للأسئلة المطروحة. مع الإشارة الى معالجة هذه الأسئلة للفكرة أو الموضوع عينه، فيما قد حدد التوصيف المعتمد لها بشكل واضح عبارة ” كتابة نص أو موضوع أو تقرير”ما يشكل مخالفة واضحة لشروط كتابة كل منها (النص، الموضوع، التقرير). فلا يمكن كتابة نص مثلا، من خلال طرح أسئلة مختلفة وغير مترابطة، وتحدد شروط كتابته بالإجابة المعتمدة على التبويب والتسلسل وفق كل سؤال. لأن شروط كتابة النص أو الموضوع او التقرير تتطلب وحدة متكاملة ومترابطة بالفكرة أو المشكلة المراد معالجتها، فهذا الترابط غير متوفر فيها، ما يدل على عدم التوافق بين ما حدده التوصيف وتوضيحه ومع ما يعتمد فعليا في اختبارات الشهادة الثانوية العامة لمادة التربية وما يطلب عمليا من المتعلم في هذا المجال، وفي هذا السياق قد اكدت ” بلانش أبي عساف ” على اعتماد هذا المنحى لضغط الوقت المحدد للإختبار فكتابة النص أو الموضوع تفرض توفير مجموعة من الشروط لصياغته ما يتطلب وقتًا إضافيًا، لذلك اعتمد الفصل في الإجابات كونها تتطلب وقتا أقل (مقابلة تاريخ 8-8-2019).
أمّا مادة الجغرافيا فتظهر أكثر توافقًا من مادة التربية، حيث يطلب في توصيف المادة ودليلها التوضيحي كتابة مسألة من المتعلم، وجاء تطبيقها واعتمادها من خلال الطلب عمليا من المتعلم معالجة هذه المسألة بشكل مترابط ومتسلسل ضمن فقرة واحدة متكاملة مترابطة الأفكار، مع الإعتماد على بعض المستندات المرفقة والإشارة الواضحة للفكرة أو الأفكار المستخدمة من المستندات إضافة الى استعمال أربعة مصطلحات تكون مرفقة بالمسألة المراد معالجتها.
من خلال ما تقدم، تبين ان مادة التربية لم تلتزم كفاية المجال الثالث بشروط معالجة الوضعية المشكلة، إنما إحترمت الكفايات المحددة في التوصيف المعتمد في المجاليْن الأول والثاني فيما ذكرت كفاية المجال الثالث دون تطبيقها فعلياً. فيما ان مادة الجغرافيا إلتزمت بشروط كتابة المسألة المحددة وفق التوصيف المعتمد لها. وبمقارنتها من حيث المهارات الواجب إمتلاكها من المتعلم لكتابة كل منهما يتضح ان مادة الجغرافيا أكثر تطلبا من مادة التربية لأنه بطبيعة الحال الإجابة عن الأسئلة بشكل منفصل أسهل من معالجة مسألة وفق شروط ومعايير محددة.
خاتمة:
انطلاقا من مقارنة توصيفي مادتي التربية والجغرافيا ودليلهما التوضيحي وكيفية ترجمتهما في إختبارات الشهادة الثانوية العامة، يتضح وجود الكثير من أوجه الإختلاف بين المادتيْن من حيث توصيفهما، والدليل التوضيحي وبالتالي أسس تصحيحهما. كما يظهر وجود فروقات كبيرة في مستوى ما هو مطلوب من المتعلم لتأدية إختباره، حيث يتطلب إختبار مادة الجغرافيا قدرات أعلى (تحليل،مستندات، الربط فيما بينها، توليف،..) أكثر بكثير من إختبار مادة التربية الذي يركز في كثير من تفاصيله على المستوى التفكير الأدنى ” التذكر” وعلى المعلومات المباشرة التي حصلها المتعلم مع اعتماد مستويي الربط والتحليل من خلال التذكر، ولكن دون التطرق الى هذه المستويات بالاعتماد على معلوماته المكتسبة مع ربطها بالمستندات المستثمرة.
كما تبين الفرق بين تحديد أسس طرح وتصحيح المادتيْن بالأسئلة المغلقة ما يجعل المتعلم في حيرة بين متطلبات كل مادة، وحتى الفرق الواضح في تعريف المستندات وتحديد رسائلها.
كما تبين أن مادة الجغرافيا تعتمد بشكل كبير على المستندات في الإختبار فيما جاء إعتماد مادة التربية عليها بشكل أضعف بكثير مما ورد في مادة الجغرافيا. لكن توصيف مادة التربية وفر التدرج والتنوع في المجالات والأسئلة، غير المتوفرين في اختبارت مادة الجغرافيا من حيث وضع المتعلم في وضعية معاشة مرتبطة بالحياة اليومية مع امكانية استثمار معارفه في مواقف جديدة.
وكأن على المتعلم الذي يجري إمتحانات الشهادة الثانوية العامة أن يضع كل مادة من المواد الإجتماعية في قالبٍ منفصل كلياً، في ظل وجود فرق في بعض متطلبات إختبار كل مادة. وهذا ما قد ينعكس سلبًا ونفورًا منها لأن المتعلم سرعان ما سيلمس الفرق بينهما عند تأديته للإختبار.
التوصيات والإقتراحات:
إنطلاقا مما تقدم من نتائج ورغم عدم المطالبة بتعليب وتغليف عملية التقييم أوبجعلها نمطية وموحدة بين المواد الإجتماعية، إنما يفترض، على الأقل، توحيد المعايير والشروط المتشابهة في طرح الاسئلة وفي تحديد معايير تصحيحها وضرورة الإلتزام بالتوصيف المعتمد من قبل المركز التربوي والعمل على توضيح بعض الأفكار الاساسية الأخرى الواردة فيهما. من هنا يمكن تقديم الإقتراحات والتوصيات التالية:
– توحيد نمط وشروط طرح الاسئلة المغلقة لكل من مادتيْ التربية والجغرافيا، ما يسهل على المتعلم التعامل مع المتطلبات العلمية لهذه الاسئلة وليس مع متطلبات مختلفة ومتفاوتة تبعا لكل مادة.
– توحيد نمط الإجابة على كيفية تعريف أو تقديم المستندات، أو ما يسمى بتحديد طبيعتها/ نوعها، موضوعها، عنوانها وفكرتها الرئيسة. لأن كل مستند معايير محددة لقراءتها، فالأجدى توحيد هذه الأسئلة والإجابات حولها فيما خص انواع المستندات المشتركة بين المادتيْن.
– توحيد شروط تحديد إجابات الأسئلة المتمحورة حول المستندات من حيث إمكانية تبويبها أم عدمها وفق الاسئلة المطروحة في كلا الإختباريْن.
– ضرورة تناسب حجم مستندات إختبار مادة الجغرافيا ومضمونها مع ما حدده التوصيف المعتمد لها، وتبعا لكفاية الوقت المحدد للاختبارات.
– تجنب طرح العديد من الاسئلة الفرعية في كلا المادتيْن، لأنه كثيرا ما يعيق صحة استثمارها ضمن الوقت المحدد للإختبار.
– إعادة وضع أسس ومعايير تتناسب مع كتابة المجال الثالث في مادة التربية الذي يتطلب كتابة نص، موضوع، أم تقرير في الدليل التوضيحي، وإعتماده فعليا من قبل اللجنة الفاحصة، خلافًا لما هو معتمد حالياً.
– التعاون بين واضعي توصيف المواد في المركز التربوي واللجان الفاحصة في كيفية ترجمة التوصيفيْن بما يتطلبه كل منهما لعدم الجنوح نحو تفسيرات غير معتمدة في كلتيهما.
– إعادة النظر في كيفية ترجمة توصيف مادة الجغرافيا، لأن إختبارها كثيف جدا من حيث متطلباته ومهاراته ما يجعل كيفية ترجمة تقييم هذه المادة أكثر تطلبًا من مادة التربية في الكثير من جوانبه رغم ما تحويه مادة الجغرافيا من خصائص تجعلها أكثر تميّزًا.
وأخيرا التوجه نحو توحيد توصيف المواد الإجتماعية -قدر الإمكان- مع إحترام خصائص كل مادة، وترجمة هذه التوصيفات فعليًاا ضملن تعاون مع اللجان الفاحصة ولجان الإمتحانات للإلتزام بما حددته التوصيفات، لأنه مهما طرح احيانا في التوصيفات يبقى التركيز من قبل المعلمين والمتعلمين على ما سيطرح في إختبارات الشهادة الثانوية العامة ليكون الأنموذج الذي يحتذى به لإعتماده وتدريب المتعلمين عليه.
– المركز التربوي للبحوث والإنماء، الهيئة الأكاديمية المشتركة. قسم الإجتماعيات، نموذج رقم 2/ 2018، مادة الجغرافيا للشهادة الثانوية العامة.
– المركز التربوي للبحوث والإنماء، الهيئة الأكاديمية المشتركة. قسم التربية الوطنية والتنشئة المدنيّة، نموذج رقم 2/ 2018، مادة التربية للشهادة الثانوية العامة.
– المركز التربوي للبحوث والإنماء، (2017). توصيف مواد الإمتحانات الرسمية للشهادة الثانوية العامة بفروعها الأربعة، مادة التربية الوطنية والتنشئة المدنية.
– المركز التربوي للبحوث والإنماء، (2017). توصيف مواد الإجتماعيات الرسمية للشهادة الثانوي العامة بفروعها الأربعة، مادة الجغرافيا.
– المركز التربوي للبحوث والإنماء، (2017). الدليل التوضيحي لتوصيف مسابقة شهادة الثانوية العامة لمادة الجغرافيا.
– المركز التربوي للبحوث والإنماء، (2017). الدليل التوضيحي حول التوصيف المقترح لمادة التربية الوطنية والتنشئة المدنية.
– وزارة التربية والتعليم العالي، المديرية العامة للتربية، دائرة الإمتحانات الرسمية. (2018). إمتحانات الشهادة الثانوية العامة فرع الإقتصاد والإجتماع، مسابقة في مادة الجغرافيا، للدورة العادية.
– وزارة التربية والتعليم العالي، المديرية العامة للتربية، دائرة الإمتحانات الرسمية. (2018). إمتحانات الشهادة الثانوية العامة فرع الإقتصاد والإجتماع، مسابقة في مادة الجغرافيا، للدورة الإستثنائيّة.
– وزارة التربية والتعليم العالي، المديرية العامة للتربية، دائرة الإمتحانات الرسمية.(2018). إمتحانات الشهادة الثانوية العامة، جميع الفروع، مسابقة في مادة التربية الوطنية والتنشئة المدنية، للدورة العادية.
– وزارة التربية والتعليم العالي، المديرية العامة للتربية، دائرة الإمتحانات الرسمية.(2018). إمتحانات الشهادة الثانوية العامة، جميع الفروع، مسابقة في مادة التربية الوطنية والتنشئة المدنية، للدورة الإستثنائيّة.
– وزارة التربية والتعليم العالي، المديرية العامة للتربية، دائرة الإمتحانات الرسمية.(2018). إمتحانات الشهادة الثانوية العامة، فرع الإقتصاد والإجتماع، مسابقة في مادة الجغرافيا، للدورة العادية.
– وزارة التربية والتعليم العالي، المديرية العامة للتربية، دائرة الإمتحانات الرسمية.(2017). إمتحانات الشهادة الثانوية العامة، جميع الفروع، مسابقة في مادة التربية الوطنية والتنشئة المدنية، للدورة العادية.
– وزارة التربية والتعليم العالي، المديرية العامة للتربية، دائرة الإمتحانات الرسمية.(2017). إمتحانات الشهادة الثانوية العامة، جميع الفروع، مسابقة في مادة التربية الوطنية والتنشئة المدنية، للدورة الإستثنائية.
[1] ، لم يعط لأقسام إختبار مادة الجغرافيا أي عنوان في توصيف مادة الجغرافيا، في حين انها في الدليل التوضيحي المعتمد للتوصيف سميت بالمجموعات، لذلك اعتمدت هذه التسمية والهدف من ذلك تسهيل لتسميات المعتمدة وفقا للمجموعات، مع العلم انها سميت في دليل تقييم مادة الجغرافيا الصادر عام (2000) بالمجالات وهي التي تعتمد فعليا.
[2]إعتمدت نماذج أسئلة الإختبارات الشهادة الثانوية العامة للدورة العادية للعام (2018) لمادة التربية لجميع الفروع بإعتبار أن إختبار هذه المادة موحد بين جميع الفروع، في حين أن إختبار مادة الجغرافيا يختلف إختبارها بين فرع الإقتصاد والإجتماع عما يرد في فرعيْ العلوم العامة وعلوم الحياة، لذلك تم إختيار فرع الإقتصاد والإجتماع كنموذج لهذه الدراسة، مع العلم أن التوصيف موحد لجميع هذه الفروع. مع الاشارة الى إحتمالية عدم وورد جميع انواع الاسئلة في إختبار واحد، لذلك سيتم الإعتماد على نماذج من أسئلة دورات للشهادة الثانوية العامة من سنوات أخرى يشار إليها عند الحاجة.
[3] مع الاشارة الى أنّه في الدليل التوضيحي لمادة التربية وردت أسئلة أكمل الجمل التالية، التصنيف، إملأ الفراغ ضمن الخانة عينها وبالتالي توحيد التوضيح المرفق لها، فيما أتت أسئلة الإكمال والتصنيف في توضيحيْن مختلفيّن لمادة الجغرافيا.