صفقة العصر أهدافها وسبل مواجهتها
د. هيفا سليمان الإمام([1])
- المقدمة
صفقة القرن هي مقترح أمريكي إسرائيلي وضعه ترامب وسوّق له صهره كوشنير بهدف إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي ومشروع الدولتين، وبالتالي القضاء نهائيًا على القضية الفلسطينية وتكريس حق الاحتلال والغطرسة والاعتداء وشرعنته بقانون حق القوة.
كلمة “الصفقة” لغويًا: هي من صفق أي ضرب اليد باليد إشارة إلى انتهاء الاتفاق على البيعة بين شخصين أحدهما الشّاري والذي يملك المال والآخر البائع والذي يملك العقار.
أما تعريف “صفقة القرن” اصطلاحاً: فإنّ هذا التّعبير يشكل مفهومًا صادقًا عما يرجوه السّاعون إلى حل هذه القضية المعقدة والملتهبة ، مما يدل بشكل واضح على عقلية تاجر العقارات والمضارب المالي التي طغت على العالم فأصبحت الحلول والتسويات صفقات، الشاري فيها هو الرابح والبائع مرغمًا هو الخاسر. وهذه الصفقة اكتملت خيوطها وأخذت تسارع الخطى في سباق مع الزمن وبرزت معالمها الواضحة الآن، في زمن الخسائر العظمى لأمريكا ولإسرائيل وصنائعهما ومن دار في فلكهما السياسي ، وذلك أمام محور المقاومة المتزايد قوة وعزمًا لتحرير الأرض ودحر الاعتداء([2]).
وهنا لا بد من عرض بنود هذه الصفقة
لقد سربت الصحف الإسرائيلية ومنها “يسرائيل هيوم” العبرية وثيقة سرية مجهولة المصدر بدأت بعبارة هذه هي بنود صفقة العصر المقترحة من الإدارة الأمركية، وعلى الرغم من عدم وضوح موثوقيتها إلا أنّ بنودها تتطابق مع كلام جاريد كوشنير وجايسون غرين بلات.
وفي ما يلي النقاط الرئيسة التي جاءت بها هذه الوثيقة([3]):
- الاتفاق
جاء في الاتفاق: أنّه يتم توقيع اتفاق ثلاثي بين إسرائيل ومنظمة التحرير وحماس وتقام دولة فلسطينية يطلق عليها “فلسطين الجديدة” على أراضي الضّفة الغربيّة وقطاع غزة من دون المستوطنات اليهودية القائمة.
- إخلاء الأرض
الكتل الاستيطانية تبقى كما هي بيد إسرائيل وستنضم إليها المستوطنات المعزولة.
- القدس
لن يتم تقسيمها وستكون مشتركة بين إسرائيل وفلسطين الجديدة، وينقل السّكان العرب ليصبحوا سكانًا في فلسطين الجديدة وليس إسرائيليين- بلدية القدس تكون شاملة ومسؤولة عن جميع أراضي القدس باستثناء التعليم الذي تولاه فلسطين الجديدة، وهي التي ستدفع لبلدية القدس اليهودية ضرائب. كما أنّه لن يسمح لليهود بشراء المنازل العربية، ولن يسمح للعرب بشراء المنازل اليهودية. ولن يتم ضم مناطق إضافية إلى القدس. وستبقى الأماكن المقدسة كما هي اليوم.
- غزة
ستقوم مصر بمنح أراضٍ جديدة لفلسطين لغرض إقامة مطار ومصانع وللتبادل التجاري والزراعة، من دون السماح للفلسطينيين بالسكن فيها. يُتّفق على حجم الأراضي وثمنها بين الأطراف بوساطة الدول المؤيدة، ويشق طريق أوتستراد بين غزة والضفة الغربية ويسمح بإقامة ناقل للمياه المعالجة تحت أراض بين غزة وبين الضفة.
- الدول المؤيدة
الدول التي وافقت أن تساعد في تنفيذ الاتفاق ورعايته اقتصاديًا وهي (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الخليج المنتجة للنفط). ولهذه الغاية يتم رصد مبلغ 30 مليار دولار على مدى خمس سنوات لمشاريع تخص فلسطين الجديدة. ( ثمن ضم المستوطنات لإسرائيل وبينها المستوطنات المعزولة تتكفل بها إسرائيل).
- توزيع المساهمات بين الدول الداعمة
الولايات المتحدة الأمريكية 20٪، الاتحاد الأوروبي 10٪، دول الخليج المنتجة للنفط 70٪، وتتوزع النسب بين الدول العربية بحسب إمكانياتها النفطية (وتفسير تحميل دول النفط غالبية تكلفة المشروع أنها هي الرابح الأكبر من الاتفاق)
- الجيش
يمنع على فلسطين الجديدة أن يكون لها جيش، والسلاح الوحيد المسموح به هو سلاح الشرطة .سيتم توقيع اتفاق بين إسرائيل وفلسطين الجديدة على أن تتولى إسرائيل الدفاع عنها من أي عدوان خارجي، بشرط أن تدفع هذه الدولة لإسرائيل ثمن هذه الحماية ويتم التفاوض بين إسرائيل والدول العربية على قيمة ما سيدفعه العرب للجيش الإسرائيلي ثمنًا للحماية.
- الجداول الزمنيّة ومراحل التّنفيذ
عند توقيع الاتفاقية
- تفكك حماس جميع أسلحتها، ويشمل ذلك السّلاح الفرديّ والشّخصي لقادة حماس ويتم تسليمه للمصريين. يأخذ رجال حماس بدلًا من ذلك رواتب شهريّة من الدول العربية.
- تُفتح حدود قطاع غزة للتجارة العالميّة من خلال المعابر الإسرائيلية والمصرية وكذلك يُفتح سوق غزة مع الضفة الغربية، وكذلك من طريق البحر.
- بعد عام من الاتفاق تُقام انتخابات ديمقراطية لحكومة فلسطين الجديدة وسيكون بإمكان كل مواطن فلسطيني الترشح للانتخابات.
- بعد مرور عام على الانتخابات يطلق سراح جميع الأسرى تدريجيًا لمدة ثلاث سنوات.
- في غضون خمس سنوات، سيتم إنشاء ميناء بحري ومطار لفلسطين الجديدة وحتى ذلك الحين يستخدم الفلسطينيون مطارات وموانئ إسرائيل.
- الحدود بين فلسطين الجديدة وإسرائيل تبقى مفتوحة أمام مرور المواطنين والبضائع كما هو الحال مع الدول الصديقة.
- يقام جسر معلق يرتفع عن سطح الأرض 30 مترًا ويربط بين غزة والضفة وتوكل المهمة لشركة من الصين. وتشارك في تكلفته الصين 50%، اليابان 10%، كوريا الجنوبية 10%، أستراليا 10%، كندا 10%. أمريكا والاتحاد الأوروبي مع بعضهما 10%..
- غور الأردن
سيظل وادي الأردن في أيدي إسرائيل كما هو اليوم، وسيتحول الطريق 90 إلى طريق من أربعة مسارات، وإسرائيل تشرف على شقه، منها مسلكان يكونان للفلسطينيين ويربطان فلسطين الجديدة بالأردن ويكون الطريق تحت إشرافهم.
- العقوبات
في حال رفضت حماس ومنظمة التحرير الصفقة، فإنّ الولايات المتحدة سوف تلغي كل دعمها المالي للفلسطينيين وتعمل جاهدة لمنع أي دولة أخرى من مساعدة الفلسطينيين. إذا وافقت منظمة التحرير الفلسطينية على شروط هذا الاتفاق ولم توافق حماس أو الجهاد الإسلامي، يتحمل التنظيمان المسؤولية وفي أي مواجهة عسكرية بين إسرائيل وحماس، ستدعم الولايات المتحدة إسرائيل لإلحاق الأذى شخصيًا بقادة حماس والجهاد الإسلامي، إذ إنّ أمريكا لن تتقبل أن يتحكم عشرات فقط بمصير ملايين البشر. في حال رفضت إسرائيل الصفقة، فإنّ الدعم الاقتصادي لإسرائيل سوف يتوقف.
في معرض التعليق على هذا الأمر يذكر الدكتور مخائيل عوض([4]) أنّ صفقة القرن وعناصرها ليست من بنات أفكار ترامب ولا من إنتاج إدارته إنّما هي الهدف النهائي للمخططين الإسرائيليين والأمريكيين، في اتفاقات التسوية السّابقة واعتمادها منصات وأهداف مرحلية. وأن خاصية ترامب وإدارته هي الجرأة والمبادرة، ووضع الوعود الانتخابية موضع التنفيذ، وذلك بسبب إدراك الأمريكيين والإسرائيليين وحلفائهم أن الزمن يتسرب في غير صالحهم واستعجال الهدف النهائي ليصير هدفًا مباشرًا . فمصطلح “صفقة القرن” ليس جديداً فقد تردد عام 2006 م عُبِّر عنه بما عُرف بـ”عرض أولمرت” أو “تفاهمات أولمرت وعباس”، وما تسرب حينها من أنها “اتفاقيات رفّ أي اتفاقية ذات أهداف مرحلية تنتظر الانتخابات الإسرائيلية ونتائجها آنذاك([5]). كما أن خطة يوشع بن آريه 2003 م بتمديد حدود غزة حتى العريش، ومشروع غيورا آيلاند 2004 م الذي دعا مصر للتنازل عن (600) كم2 من سيناء لصالح التّوطين، مقابل حصولها على (200) كم2 من صحراء النقب وعلى مزايا اقتصادية متنوعة. وكذلك قامت “إسرائيل” بترويج “صفقة القرن” لمصر على أساس أنّ التنازل عن الأراضي في سيناء سيكون للفلسطينيين وليس لـ”إسرائيل”، وأنه أرض مقابل أرض تسمح لمصر بتواصل جغرافي مع الأردن عبر نفق طوله 10 كلم، يربط البلدين بالخليج ويخضع للسيادة المصرية. وهناك معلومات خطيرة عن “صفقة القرن” كشفها ناشط إسرائيلي يدعى ” دانيال مورجانش تيرن”([6])، في مقال بعنوان “ليست واحدة ولا اثنتين بل ثلاثة“: سعي الولايات المتحدة لتقسيم فلسطين بحيث تضم مصر قطاع غزة إلى سيادتها، مقابل حصول الأردن على أجزاء من الضفة الغربية، وضم باقي أجزاء الضفة لإسرائيل.
كيف تم التمهيد لصفقة القرن؟
فوضت إسرائيل الولايات المتحدة بالعمل مع مصر والأردن لإنجاز حل نهائي للصراع العربي الصهيوني يحقق لها:
- استمرار السيطرة على الضفة الغربية.
- وتعويض الفلسطينيين بمساحات من شبه جزيرة سيناءلإنشاء دولة فلسطينية بديلة.
وكان الانسحاب الأحادى من غزة عام 2005 م هي الخطوة الأولى في هذا الاتجاه.
- مقترحات گيؤرا آيلاندنشرها مركز بيگن- السادات للدراسات الاستراتيجية في منتصف يناير2010م بعنوان: “البدائل الإقليمية لفكرة دولتين لشعبين” قائلاً: “حل القضية الفلسطينية ليس مسؤولية إسرائيل وحدها، ولكنه مسؤولية 22 دولة عربية … وينبغى على مصر والأردن، أن يشاركا بصورة فاعلة وإيجابية في صياغة حل إقليمى متعدد الأطراف”.
- ما هي مخاطر الخطوات العملية حاليًا
في هذا السياق كتب العميد أمين حطيط مقالاً تحدث فيه عن مخاطر ما قبل الإعلان عن صفقة القرن ومواجهاتها، وقد جاء فيه:
“إن أميركا وكما بات معلومًا تستعدّ للإعلان عن صفقة القرن الرامية لتصفية القضية الفلسطينية وتثبيت “إسرائيل” في المنطقة بموقع ريادي قيادي. وهذه تذكّر بما كان طرحه شمعون بيرس منذ أربعة عقود ضمن “مشروع الشرق الأوسط الجديد” الذي قال فيه للعرب “بمالكم وثرواتكم مع فكرنا وقيادتنا ينهض الشرق الأوسط ونسيطر على العالم”. واليوم وكما أعلن كوشنر عرّاب ما أسمي صفقة القرن هذه، تحضر أميركا للإعلان عن هذه الخطة الجهنمية في حزيران 2019م المقبل بخطوطها العريضة الأساسية وببعض عناوينها التفصيلية([7]).
والجدير ذكره، أنّ هذه الخطة وحتى من غير إعلان مضمونها بشكل رسمي وضعت موضع التنفيذ في بعض جزئياتها، وشرعت أميركا بالقيام بما التزمت به في هذه الخطة حيال “إسرائيل” خاصة لجهة فرض السيادة الإسرائيلية على الأرض المحتلة في فلسطين والجولان وإسقاط حق العودة المنصوص عليه بالقرار 194.
لكن الإعلان الرسمي عن الخطة والحصول على قبول الأطراف المعنيين تراه أميركا أمراً لا بد منه لضمان شرعية ونجاح هذه الصفقة وتنفيذها كما أراد واضعوها. ومن هذا الباب تطل مخاطر مرحلة ما قبل الإعلان عنها، إذ يمكن القول إنّ الحقبة التي تفصلنا عن تاريخ هذا الإعلان ستكون مرحلة خاصة وقاسية تضغط فيها أميركا على القوى الرافضة لتصفية القضية الفلسطينية وتأتي في طليعتها مكونات محور المقاومة بدءاً بإيران وسورية وصولاً الى حزب الله والفصائل الفلسطينية المقاومة في غزة وخارجها، خاصة حماس والجهاد الإسلامي، وشاملاً العراق أيضاً. وبمراقبة السلوك الأميركي معطوفاً على دراسة تحليلية للواقع الخاص بكلّ من تلك الكيانات الرافضة ، نتوصّل الى توقع أو تحديد مواطن العمل العدواني الأميركي الإسرائيلي ومعه أداء خليجي عربي مساعد لضمان نجاح أميركا و«إسرائيل» في تصفية القضية والتأمر على أهلها، وهذا السلوك يظهر في الأماكن الآتية:
أولاً: في سورية، يسجل إمعان أميركا في تنفيذ استراتيجيتها على الشكل الآتي:
- إطالة أمد الصراع والتصعيد الميداني في إطار حرب استنزاف بدأتها الجماعات الإرهابية.
- مترافقاً مع تدابير انفصالية تقوم بها الجماعات الكردية شرقي الفرات.
- وحجب ما كانت أعلنت عنه أميركا من سحب القوات الأميركية في سورية وسحبه من التداول.
- فضلا عن إعادة تنظيم عمل داعش في المنطقة والانتقال بها من استراتيجية الاحتلال والسيطرة المساحية الى استراتيجية الخلايا والأعمال الإرهابية الموجعة من دون أن تكون لها قواعد ثابتة.
- كل هذا يجري مترافقاً مع ضغط أميركي وتهديد بالتدخل العسكري في حال انطلقت سورية في تنفيذ عملية عسكرية لتحرير إدلب والتفرّغ للمنطقة الشرقية.
ثانياُ: في العراق: تسعى أميركا لإعادة إنتاج وإحياء خلايا داعش من دون العودة الى السيطرة المناطقية أو تكوين ما سُمِّي “دولة إسلامية” بل خلق تهديد أمني فاعل ومتواصل من شأنه إرباك الحكومة والشعب في العراق، ودفعهما للتمسك والاستعانة بالقوات الأميركية والاستجابة لإملاءاتها في مجال تركيز القواعد العسكرية خلافاً لاتفاقية الإطار الأمني والضغط لوضع اليد على نفط العراق “تسديداً لنفقات الحرب” العدوان على العراق ومنعه من التدخل أو الانخراط في أي شأن إقليمي أو تعاون مع محور المقاومة.
ثالثاً: في غزة: التصعيد الميداني المترافق مع تشديد الحصار على القطاع وصولاً إلى ما يمكن تسميته بحالة الاختناق العام، لإجبار القطاع على القبول بما سيُلقى إليه من فتات في خطة تصفية القرن، وإشغاله بشؤونه الذاتية خاصة الحياتية معطوفة على الوضع الأمني المتفجر لمنعه من التصدي لتلك الخطة الإجرامية.
رابعاً في لبنان: تسعير عملية الضغط المالي من باب التهويل بخطورة هذا الوضع، مترافقاً مع إعادة الجدل حول شرعية المقاومة ووجوب نزع سلاحها. ومن هنا تأتي إعادة طرح مسألة مزارع شبعا والتشكيك في لبنانيتها أو التهويل بالحرب المدمرة الساحقة كما التهويل بإفلاس لبنان والتخويف من إلغاء ما قدمه مؤتمر سيدر لصالح لبنان من أموال.
خامساً إيران: تصعيد الضغوط عليها وحصارها بشكل خانق في كل المجالات الاقتصادية المؤثرة على معيشة الشعب وأداء الحكومة مترافقاً مع التهديد بالمواجهة العسكرية لإنتاج بيئة إشغال ذاتي تصرف إيران عن همومها الإقليمية خاصة في فلسطين وتجعلها تمرّر صفقة القرن من غير أي تدخل يعطلها.
باختصار يمكن القول إن مرحلة ما قبل الإعلان عن صفقة القرن ستكون مرحلة قاسية موسومة بعنوان: «النار والحصار للإشغال أو الترويع وفرض الإذعان» لتمكين أميركا من تصفية القضية الفلسطينية على طريقتها خدمة لـ«إسرائيل» واستباحة للحقوق الفلسطينية والعربية والإسلامية، إذ إن أميركا تخيّر المنطقة بين أمرين: إما الاستسلام والإذعان لإرادتها في تصفية القضية الفلسطينية وإقامة شرق أوسط مستعمر أميركياً بإدارة إسرائيلية أو الحرب المستمرة والتجويع للتركيع.
وقد بدأت بعض الدول العربية في الضغط على اللاجئين الفلسطينيين بالقيام بخطوات عملية إذ قام بعضها مؤخراً، بعدة إجراءات بعد تبلغها بالقرار الأميركي، إذ أبلغت الفلسطينيين المقيمين على أراضيها رفضها الاعتراف بوثائق اللجوء التي يحوزونها والصادرة عن الأونروا، ومنع حامليها من دخول هذه الدول، داعية إياهم إلى استبدالها، ضمن حقبة زمنية لا تتعدى الأشهر، بجوازات سفر صادرة عن السلطة الفلسطينية في إجراء يهدفون من ورائه الوصول إلى هدف رئيس لهم، وهو تصوير الفلسطينيين الموجودين في بلدانهم على أنهم مقيمين وليسوا لاجئين، ما يبعد “سيف” التوطين من رقابهم.
- من هم المستهدفون والمتضررون في هذه الصفقة؟
وهنا لا بد من السؤال ما هي حسابات الراغبين، ومصالح المخططين، والساعين، وما هي استهدافاتهم ومحاور سعيهم؟
- المستهدف الأول: القضية الأم (فلسطين) والشعب الفلسطيني واللاجئين، وفلسطيني 1948م فالصفقة تنهي القضية وتسقط الحقوق، ويتولى الرابحون التعامل معهم وحل مشكلاتهم وإدارتهم.
- إيران بانتزاع أهم أوراقها ومنصاتها للوصول إلى المتوسط، فتعزل وتحاصر، وتسقط مشاريعها وروافعها الإقليمية والعالمية، وتوضع في مواجهة حلف إقليمي عالمي شديد القوة والسطوة، وقادر على نقل الأزمات إلى بنيتها بعد هزيمتها في الإقليم.
- سورية والمقاومات بانتزاع أنيابها وتجريدها من قضيتها الحافزة والمحركة وتطويب الجولان لإسرائيل.
- لبنان وحزب الله وخياراته المقاومة فليس من مكان له، أو قضية ولا من قيمة للأسلحة والجيوش، وليس من دور اقتصادي ومكانة للبنان في الإقليم وفي عرب ما بعد الصفقة التي تؤدي الى انتقال الوظيفة للأردن وغزة ومصر بإدارة إسرائيلية.
- روسيا وقد انتزعت أسباب ومشروعيات وجود قواعدها في سورية المفترض إنّها خاسرة وذاهبة الى التقسيم واستمرار الحروب والفوضى.
- باقي الأقطار العربية والدول الإسلامية ذات الصلة فليس لها إلا أن تتحول إلى بيئات استثمارية وخدمية للمشروع الأمريكي الإسرائيلي بالسيطرة على الإقليم من بوابة صفقة القرن.
- الصين ومشروعاتها للهيمنة الاقتصادية وخطتها لطريق الحرير والحزام والاستثمارات في إعادة البناء، فذلك كله أصبح طوع التحالف الجديد بقيادة إسرائيل وأمريكا” الشرق الأوسط الكبير”.
- أما تركيا وقطر والإخوان المسلمون، فهم شركاء من الدرجة الثالثة بعد تقليم أظافرهم وتصغير أوهام العثمانية الجديدة، وإنهاء مشروعات تركيا الإسلامية كقوة إقليمية وازنة.
وحتى الآن، فإنّ الموفدين الأميركيين لم ينجحوا في انتزاع موافقة السلطة الفلسطينية على الحلول التي تطرحها هذه الصفقة ، ولا في تأمين التغطية العربية والدولية المطلوبة لها، ولا في قبول الدول المعنية ولا سيما لبنان والأردن ومصر بخطّتها لتوطين اللاجئين الفلسطينيين فيها. ولعلّ هذا ما يُطمئن الى أنّ هذه الصفقة لن تمرّ بالسهولة التي يعتقدها ترامب والجانب الإسرائيلي الحليف له.
- كيفية المواجهة
في خطوات المواجهة لما يسمى بصفقة القرن ، كتب رفعت إبراهيم البدوي في صحيفة الوطن السورية([8])، مقالاً تحت عنوان: أبو مازن.. لقد تأخرت. إذ يبين لنا فيه مدى الاستخفاف المذل ودرك الهوان بالحق العربي الظاهر في الآتي:
أولاً: تتجاهل الصفقة بكل مندرجاتها القانون الدولي ولاسيما القرار 242 وفي مقدمه إعلان عن عدم جواز احتلال الأراضي بالقوة وانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة.
ثانياً: تكريس دولة الفصل العنصري الأبارتهايد وذلك بإرغام الفلسطينيين على الاعتراف بيهودية الدولة أي أن يكونوا درجة ثانية وثالثة في وطنهم.
ثالثاً: حرمان الفلسطينيين من حقّ تقرير المصير بنزع السيادة عن أجوائهم وأرضهم وحتى مقدساتهم وممتلكاتهم.
رابعاً: تكريس المستوطنات وتشريعها وهي مخالفة واضحة للقانون الدولي.
خامساً: استفزاز العالم العربي برمته بمسلميه ومسيحييه بإعلان السيطرة على الأماكن المقدسة والسماح للمسلمين بالصلاة في أوقات يحددها الاحتلال فقط وإبقاء السيادة للإسرائيليين.
سادساً: إنهاء الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية عملياً وإبقاؤها شكلياً لأنه لا معنى للوصاية حين تكون القدس وأماكنها المقدسة خاضعة للسيادة الإسرائيلية.
سابعاً: خداع الفلسطينيين بإعلان القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين وليس القدس نفسها كما يطالب الفلسطينيون، علماً أنّ العاصمة المقترحة للدولة الفلسطينية تقع في حي أبو ديس أو شعفاط أو سلوان خارج نطاق القدس العقاري.
ثامناً: تشريع ضم غور الأردن وضم المستوطنات إلى إسرائيل وهذا مخالف للقرارات الدولية ويصيب الفلسطينيين بالمقتل لأنّ غور الأردن هو سلة فلسطين الغذائية والثروة المائية.
تاسعاً: إغفال مسألة اللاجئين الفلسطينيين في الشتات وطمس حق العودة المنصوص عليه في قرار الأمم المتحدة رقم 194.
عاشراً: تضمين الخطة القضاء على حماس والجهاد الإسلامي، أي افتعال حرب أهلية فلسطينية من أجل ضمان تنفيذ صفقة القرن. مما تقدّم الحديث به يمكننا أن نطرح الأسئلة الآتية:هل ستتسبّب هذه التسوية بانهيار الإستقرار الهشّ في المنطقة، وهل ستقضم الأراضي الفلسطينيّة المُحتلّة بشكل نهائي، وهل ستقضم مزارع شبعا اللبنانيّة؟.
وبحسب المَعلومات المُستقاة من أكثر من مصدر من المصادر الواردة في هذا البحث، فإنّ الخُطوط العريضة لما يُعرف باسم “صفقة القرن” و تشمل الخُطة تحديد خرائط جديدة لحُدود إسرائيل، وللدويلة الفلسطينيّة المنزوعة السلاح التي ستنشأ، في ظلّ تخوّف من أن تتضمّن هذه الخرائط هضبة الجولان السوري المُحتلّة كجزء من إسرائيل، وكذلك مزارع شبعا وقرى الغجر وتلال كفرشوبا اللبنانيّة المُحتلّة كجزء من إسرائيل! وهنا اعتقد أن الردّ على استراتيجية أميركا هذه الرامية لإنتاج بيئة التسليم بمخططها، لم يتأخر وقد جاء من قبل المعنيين كل وفقاً لموقعه وقدراته ومجاله وبشكل ينبئ أن الفشل سيكون حليف أميركا وذلك:
أولاً: في تهيئة بيئة إطلاق الصفقة. وثانياً: في الصفقة ذاتها.
وهنا نذكِّر بما صدر عن السيد حسن نصرالله من مواقف قاطعة تقول إن التهويل بالحرب لن يجدي وإن الحرب التي تهوّلون بها سترتدّ عليكم عاراً ودماراً([9]). أما إيران فقد صاغت منظومتها العسكرية الاقتصادية وعلاقاتها بشكل يُحبط الخطة الأميركية ويسقطها ويعطل كل أهدافها، وأمّا من جهة أخرى فقد كان التنسيق السوري العراقي في الميدان الحدودي من جهة ، وعمليات الجيش السوري في منطقة إدلب كافيين للقول إن خطة أميركا لن تمرّ ولن تنجح، وأخيراً شكل مشهد النار المرتدّة من غزة وحولها جواباً قاطعاً أن القطاع لن يخضع وأن قرار الصمود والمواجهة لا تراجع عنه مطلقاً. وأن محور المقاومة بكل مكوّناته ووفقاً لدائرة عمله عازم على التصدي وإفشال المسعى ومنع تصفية القضية. إنّها مواجهة مركبة قاسية خلال حقبة ستكون حامية وتتطلّب مزيداً من التحمل في المجال الاقتصادي واستمراراً في الحزم والقوة في الميدان. وقد ذكر الشيخ نبيل قاووق أن “التطبيع الخليجي مع العدو الصهيوني هو ثمن يدفعه العرب سلفاً لترامب ونتنياهو، والاعتراف بسيادة العدو على القدس والجولان هو أيضًا مكاسب لنتنياهو يكتسبها سلفًا في صفقة القرن”([10]). وشدد الشيخ قاووق على أنه “لا يظنن أحد في لبنان أنه سيبقى بمنأى عن تداعياتها”، مضيفاً إن “مخاطر التوطين فيها تزداد جدًا، ومخاطر العدو على نفطنا وثرواتنا تزداد أكثر فأكثر، وحق لبنان في مزارع شبعا يصبح في خطر أكثر فأكثر”. كما وأكد أن “الحصن الحصين في لبنان لمواجهة تداعيات صفقة القرن هو المقاومة”.وذلك لأن المقاومة هي المستهدف الأول والخاسر الأكبر، وذلك لأن حلف المقاومة حسب رأي الدكتور مخائيل عوض سيتم الغاء دوره ووظيفته كيكان وكنظام سياسي في حال تمت صفقة القرن، وتنتفي أسباب بقاء حزب الله وسلاحه ودوره، فيصير من المنطقي الاستنتاج أنه سيقاتلها ويواجهها ولو بالاشتباك المباشرة، ومؤشراته في الآتية:
– الموقف الرسمي والشعبي اللبناني من محاولات إسرائيل الاعتداء على المياه والحقوق البحرية والثروات وإقامة جدار عازل على الخط الأزرق.
– تبني حزب الله، والسيد حسن نصرالله شخصيًا دور تأمين الانتفاضة – المقاومة الفلسطينة وتسعير الاعتراض على قرار ترامب نقل السفارة، وإعلان السيد نفسه صراحة؛ أنه قائد الانتفاضة المقاومة في فلسطين.
– وجاهزية المقاومة للتعامل مع كل الظروف، والاستعداد مع حلفها من باب المندب الى طهران فالناقورة لخوض الحرب إن وقعت… وقد تقع…!! وهكذا تصير صفقة القرن حرب الموت أو الحياة للبنان ولحزب الله. والمقاومة في هذا الإطار قادرة، ومتمكنه، ومختبره، وجاهزة وزادت من قدراتها وجاهزيتها وحلفائها وساحة الحرب اتسعت كثيرًا وتعاظمت قواها وجيوشها بعد الحرب السورية والعراقية.
- VI. مخاطر توطين اللاجئين في لبنان
وفي هذا الموضوع كتبت دوللي بشعلاني في صحيفة “الديار” الصادرة في 21-3-2019م، وتحت عنوان “لوضع استراتيجيّة لبنانيّة ــ فلسطينيّة مُشتركة لمواجهة تداعيات “صفقة القرن”:
“لأنّ القضية الفلسطينية وتداعياتها هي أكثر ما يؤثّر سلباً على أميركا وحليفتها إسرائيل في المنطقة. ولهذا قام الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ وطأة قدماه البيت الأبيض بسلسلة إجراءات لتأييد شرعية العدو الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلّة:
- تهويد مدينة القدس من خلال خطوة نقل السفارة الأميركية من تلّ أبيب إليها كعاصمةلإسرائيل.
- حذف اللغة العربية من اللغات الرسمية للبلاد، وصولاً إلى التحايل الأخير بحذف عبارة “احتلال” عن وجودها في الجولان والضفّة الغربية واستبدالها بعبارة “سيطرة” في التقارير الدول.
وتضيف الكاتبة أنّ وثمّة خطوات أخرى ينوي ترامب اتخاذها بهدف جعل إسرائيل دولة قوية في المنطقة، لا يُمكن لأحد تهديدها أو تهديد وجودها، ولا حتى إيران، على ما أكّدت مصادر ديبلوماسية، تطال المنطقة الجنوبية في لبنان.
فإسرائيل لا تتقيّد بالقرارات الدولية ولا سيما منها القرار 1701 الذي يُطالبها بالانسحاب الفوري من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر، كما أنّها تستمرّ في التعدّي على المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان، وتسعى لمنافسته في قطاع النفط والغاز، وقطع الطريق أمام تصريفه لثروته الطبيعية البحرية، حتى قبل أن يبدأ “تحالف الشركات” الذي لزّمه استخراجهما عمله، وذلك من خلال تصديرها للغاز والبترول عبر الأنانيب إلى الدول الأوروبية، الأمر الذي لا يُمكن للبنان القيام به نظراً لكلفته الباهظة. كما يُشكّل الجدار الإسمنتي الفاصل الذي يُركّبه العدو الإسرائيلي على الحدود اللبنانية الجنوبية، عاملاً إضافياً لطمأنته في حماية أمن مستوطناته، إذ لا يتمّ الاعتراض على تشييد هذا الجدار من الجانب اللبناني، إلاّ في حال جرى الإقتراب من النقاط المتنازع عليها بين الجانبين عند الخط الأزرق. وتشير بشعلاني إلى أن الولايات المتحدة تُحاول تأمين حماية أكبر له من خلال زيارة وزير خارجيتها مايك بومبيو الحالية إلى لبنان والمنطقة، وإملاءاته حول ضرورة نزع سلاح حزب الله وتطبيع لبنان والدول العربية مع إسرائيل من أجل تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط .ولكن أكّثر ما يضرّ بلبنان هو بقاء أو “توطين” اللاجئين الفلسطينيين فيه، على ما شدّدت المصادر، على الرغم من وجودهم “الشرعي والمؤقّت” فيه والذي دام حتى الآن 71 عاماً. وتجد أوساطًا ديبلوماسية عالمية أنّ لبنان هو من أحد دول المنطقة المعنية بـ “صفقة القرن”، خصوصاً وأنّها تنصّ في أحد بنودها لإنهاء النزاع مع الجانب الفلسطيني، على بقاء اللاجئين الفلسطينيين حيث هم، أي في الدول المضيفة لهم، وبمعنى آخر “توطينهم” فيها. هذا الأمر الذي يرفضه لبنان انطلاقاً من مقدمة الدستور التي تؤكّد على اللاءات الثلاثة “لا للتجزئة، لا للتقسيم، ولا للتوطين”، ثمّ لأنّه ليس بلد لجوء وليس موقّعاً على “اتفاقية فيينا” الخاصة باللجوء. وفي هذا السياق أكد رفعت إبراهيم البدوي في مقاله المذكور سابقاً، أنّه وانطلاقاً من الواجب القومي العربي وقبل ضياع فلسطين والتفريط بحق الفلسطينيين نتوجه إلى الإخوة الفلسطينيين بضمير عربي خالص للقول:
كفاكم مبادرات واهية لا طائل منها وكفى تعويلاً على مفاوضات عقيمة مع عدو محتل للأرض ومغتصب للحقوق ولن يفيدكم انتظار دعم دول عربية شاركت في حفل إعلان صفقة القرن، ولا تنتظروا خيراً ولا دعماً يأتيكم من انعقاد مجالس جامعة الدول العربية تلك الدول نفسها التي شاركت في الحرب على سورية ولبنان المقاوم والعراق واليمن وليبيا والسودان والجزائر وإيران وعلى كل من ناصر القضية الفلسطينية إرضاء للأميركي والصهيوني. ويتابع البدوي :انطلاقاً مما تقدم واحتراماً للتاريخ الفلسطيني المقاوم نقول: إن مقتل العدو المؤكد يكمن بانتفاضتكم ومقاومتكم لأنها تشكل صيباً نافعاً ودرباً ناجعاً يلهم الشعب العربي وشعوب العالم مؤازرة نضالكم ونصرة لكم وسنداً لقضيتكم حتى تحقيق الهدف المنشود وهو التحرر. فقد أثبتت المقاومة وفي كل حقبات التاريخ أنها الوسيلة الوحيدة لبتر التواطؤ والمساومة على الحقوق، وتجلب تأييد واحترام شعوب العالم وتلزم الشرعة الدولية بتنفيذ قراراتها نزولاً عند إرادة شعب مقاوم ساعٍ لتحرير أرضه من الاحتلال واستعادة الحق المغتصب ولو بالقوة. وهنا من اجل معرفة كيفية المواجهة لكل مخطط عدواني: سأروي لكم عن يهودي فرنسي كيف يتصرف تجاه اسرائيل. وهذا اليهودي يدعى Strauss Kan (ستروس كان) كان محافظاً لمدينة Sarcelle في فرنسا. وفي تصريح له منذ سنوات عدة لمجلة فرنسية قال: “كل يوم استيقظ فيه، اول فكرة تكون في خاطري ماذا سأفعل اليوم انتاجاً يكون فيه خير لإسرائيل ليكون هذا اليوم حسناً في حياتي؟؟”. وهو نفسه كان وراء تظاهرات في فرنسا مع زوجته الصحفية اللامعة آن سنكلير (Anne Saintclaire) وحين قرر الجامعيون الفرنسيون مقاطعة جامعات اسرائيل بسبب مضايقة الجامعيين الفلسطينيين في بير زيت وغيرها…، قاد ستروس كان هذا وزوجته آن سنكلير المظاهرات لكسر هذا التحول النوعي في ضمير الجامعيين الفرنسيين المنفتحين. أتدرون اليوم ما هي وظيفة ستروس كان ؟؟ انه يشغل وظيفة مدير البنك الدولي.
وهل تتخيلون دوره في حماية السياسات الدولية المقررة عالمياً لمصلحة الولايات المتحدة؟؟ وبالتالي لمصلحة اسرائيل)[11](؟؟
الصهيونية تعمل دوماً على انتاج عناصر تابعة لها من النخب التي تحكم مراكز القرار في كل البلاد بدعم الكيان الصهيوني الغاضب. وفي مقابل ما تقدّم الحديث به علينا أن نتكاتف ونتضامن ونعمل أفراداً وجماعات بهدف واحد هو دعم الفلسطينيين في أرضهم ومناصرتهم ووضع كل ثروات المنطقة في خدمة قضية فلسطين، عندها فقط نكون على قدر التحدي وعلى مستوى المجابهة، وسيكون النصر حليفنا إن شاء الله، لأنّ إرادة المقاومة الصلبة ستنتصر في النهاية وليس الوقت ببعيد طالما الخطوة الصحيحة بدأت مع المقاومة في لبنان وفلسطين.
- الخاتمة
نستخلص في النهاية مما ورد في هذا البحث ان إسرائيل فوضت الولايات المتحدة بالعمل لإنجاز حل نهائي للصراع العربي الصهيوني. فشرعت أميركا مع مجيء ترامب وصهره بالقيام بما التزمت به في هذه الخطة حيالها، وقد اكملوا خيوط هذه الصفقة وأخذت الخطى تتسارع في سباق مع الزمن حتى برزت معالمها الواضحة الآن، والجدير ذكره، أنّ هذه الخطة وضعت موضع التنفيذ في بعض جزئياتها، وبحسب المَعلومات فإنّ الخُطوط العريضة لما يُعرف باسم “صفقة القرن” ستشمل تحديد خرائط جديدة لحُدود إسرائيل، وللدويلة الفلسطينيّة المنزوعة السلاح . لكن الإعلان الرسمي عن الخطة والحصول على قبول الأطراف المعنيين تراه أميركا أمراً لا بد منه لضمان شرعية ونجاح هذه الصفقة وتنفيذها كما أراد واضعوها. لذا ومن المبشر بالخير حتى الآن، أنّ الموفدين الأميركيين لم ينجحوا في انتزاع موافقة السلطة الفلسطينية على الحلول التي تطرحها هذه الصفقة ، ولا في تأمين التغطية العربية والدولية المطلوبة لها، ولا في قبول الدول المعنية ولا سيما لبنان والأردن ومصر بخطّتها لتوطين اللاجئين الفلسطينيين فيها. ولعلّ هذا ما يُطمئن الى أنّ هذه الصفقة لن تمرّ بالسهولة التي يعتقدها ترامب والجانب الإسرائيلي الحليف له.
- المراجع
أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان صفقة القرن ولبنان الاثنين 25 حزيران 2018م
أمين حطيط ، مخاطر مرحلة ما قبل الإعلان عن “صفقة القرن” ومواجهتها، موقع النشرة www.elnashra.com// مقالات مختارة الأربعاء ٨ أيار ٢٠١٩م
د. حازم قشوع، مقال تحت عنوان اتفاق رف أم اتفاق دولة في 2008-08-20 موقع:
http://group194.net/article/7827
دوللي بشعلاني هل يلجأ لبنان إلى مجلس الأمن لإيجاد حلّ للاجئين الفلسطينيين قبل إعلان صفقة القرن؟”، صحيفة “الديار”، 21-4-2019م.
رفعت إبراهيم البدوي مقالاً تحت عنوان: أبو مازن.. لقد تأخرت في صحيفة الوطن السورية (الإثنين, 03-02-2020 م).
عباس ضاهر، التفاوض الأميركي-الإيراني و”صففة القرن“ موقع النشرة ، الخميس ٩ أيار ٢٠١٩م
مخائيل عوض ، صفقة القرن، قواها، مساراتها، واحتمالاتها ، بيروت 25-2-2018م
موفق محادين ،أبعاد أخرى لصفقة القرن الميادين نت /www.almayadeen.net أيار 2019م
موقع أخبار لبنان: www.newlebanon.info
موقع اذاعة النور . www.alnour.com.lb السبت 14 نيسان 2019
[1]) أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية الدّوليّة ورئيسة تحرير مجلة وميض الفكر للبحوث.
[2] ) مخائيل عوض ، صفقة القرن، قواها، مساراتها، واحتمالاتها ، بيروت 25-2-2018
[3] ) أخطر بنود صفقة القرن. نشر الأربعاء، 29 يناير/ كانون الثاني 2020 في موقع www.newlebanon.info› lebanon-now
[4] ) مخائيل عوض ، صفقة القرن، قواها، مساراتها، واحتمالاتها ، بيروت 25-2-2018
[5] ) د. حازم قشوع، مقال تحت عنوان اتفاق رف أم اتفاق دولة في 2008-08-20 موقع : http://group194.net/article/7827 اتفاقات البعض اسمها اتفاقات رف وآخرين أسموها اتفاقية ذات أهداف مرحلية تهدف لميلاد الدولة الفلسطينية قبل إنهاء الرئيس الأمريكي لولايته،
[6] ) صحيفة “هآرتس” 15 يوليو 2017م
[7] ) موقع النشرة، www.elnashra.com. في 8-5-2019م
[8] ) صحيفة الوطن السورية (الإثنين, 03-02-2020 م)
[9] ) هل يعلن كوشنير عن “صفقة القرن” بعد شهر رمضان ؟ من موقع: www.almayadeen.ne نشر في 18نيسان 2019
[10]) المصدر : إذاعة النور، من موقع: www.alnour.com.lb تاريخ النشر 08:53 15-04-2019 ،
[11] ) نشأت نور الدين الخطيب، موقعية القدس في الوعي الديني (الاسلامي والمسيحي)،مجلة وميض الفكر للبحوث،العدد الثالث ، حزيران 2019 م